• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    محاسن الإرث في الإسلام (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    تفسير: (لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    علامات الساعة (2)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    ما جاء في فصل الصيف
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    كونوا أنصار الله: دعوة خالدة للتمكين والنصرة
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    لا تعير من عيرك
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    من مائدة التفسير: سورة النصر
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / دروس رمضانية
علامة باركود

رمضان يعلمنا التعاون والصلة (درس رمضاني)

الشيخ أحمد علوان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 2/7/2016 ميلادي - 26/9/1437 هجري

الزيارات: 41376

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

رمضان يعلِّمُنا التعاون والصلة

(من دروس رمضان وأحكام الصيام)

للأئمة والدعاة


الحمد لله الذي لم يزَلْ عليمًا قديرًا، وصلى الله على سيدنا محمد الذي أرسله إلى الناس كافةً بشيرًا ونذيرًا، وعلى آل محمدٍ وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، وبعد:

فإن رمضان خير وسيلةٍ لغرس التعاون بين أفراد المجتمع، ومن صور التعاون بين المسلمين في رمضان: كثرة المساعدات والمساهمات عند الإفطار، فالشباب والفتيات يقفون على حافة الطريق ليعطوا المارة شيئًا من المشروبات أو المطعومات قبيل المغرب، ومن الناس من يعمد إلى نصب موائد الطعام، وآخر يقوم بتجهيز ما يسمى بالحقائب الغذائية - وتعرف بشنطة رمضان - وصنف منهم يعد وجبات جاهزة ويوزعها على الفقراء والمحتاجين، والجميل في مظاهر التعاون الرمضاني هو التواصل الأسري، بدعوة بعضهم بعضًا على الإفطار، فعلى سبيل المثال: لو أن أسرة بها أربعة أفراد بالإضافة إلى الأب والأم، والأب والأم في بيت مستقل، وكل فرد من الأسرة له بيته المستقل، فلو تنوعت الدعوات والاجتماعات بينهم، كل أسرة تذهب إلى الأخرى، لوجدت ما يزيد عن أربع أو خمس مرات اجتمعوا فيها على الطعام، وهذا في شهر واحد، وغالبًا ما يكون في رمضان، وليس في غيره - إلا الأسرة المواظبة على ذلك - ويضاف إلى التراحم والتوادد بين الأسر التواصل بين الأصدقاء والأحباب، وكلها معانٍ سامية ومشاعر راقية يسعى الإسلام بتعاليمه لتأصيلها وترسيخها في نفوس أتباعه، كما أنها تساعد على وحدة المجتمع وتقوية روابطه وسواعده.

 

إذًا، فرمضانُ فرصةٌ كبيرة لتحقيق التعاون بين المسلمين، فهو قيمة إسلامية كبيرة، دعا إليها القرآن الكريم وأمر بها؛ قال ربنا: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2].

 

وعلَّق الإمام القرطبي قائلًا: "وهو أمر لجميع الخلق بالتعاون على البر والتقوى؛ أي: ليُعِنْ بعضكم بعضًا، وتحاثوا على ما أمر الله تعالى واعملوا به، وانتهوا عما نهى الله عنه وامتنعوا منه، وهذا موافق لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الدالُّ على الخير كفاعله))، وقد قيل: الدال على الشر كصانعه"[1].

 

وكما أن التعاون أمرٌ قرآني فهو ضرورة اجتماعية، وحاجة أساسية، لا غنى للمجتمع عنها، ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مثل المؤمنين في توادِّهم، وتراحمهم، وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى))[2]...ومن يريد العون من الله، فليُعِن الناس؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه))[3].

 

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم امتدح الأشعريين؛ لتعاونهم في أمر الطعام؛ فعن أبي موسى، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو، أو قل طعام عيالهم بالمدينة، جمعوا ما كان عندهم في ثوبٍ واحدٍ، ثم اقتسموه بينهم في إناءٍ واحدٍ بالسوية؛ فهم مني وأنا منهم))[4].

 

ثم تأتي المواقف النبوية لتجسِّد مدى صورة التعاون النبوي في الأسرة والمجتمع؛ في الأسرة يعين أهله، ويقوم على خدمتهم، عندما سُئلت السيدة عائشة: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: (كان يكون في مهنة أهله - تعني خدمة أهله - فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة)[5].

 

ومع المجتمع تصفه السيدة خديجة؛ عندما عاد من لقاء الوحي به أول مرة، فقال: ((أي خديجة، ما لي؟ لقد خشيتُ على نفسي))، فأخبرها الخبر، قالت خديجة: كلا، أبشِرْ؛ فوالله لا يخزيك الله أبدًا؛ فوالله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمِل الكَلَّ، وتَكسِب المعدوم، وتَقْري الضيف، وتُعين على نوائب الحق"[6].

 

ويُفهم من كلام السيدة خديجة: أن مَن يبذل الخير للناس، ويتعاون معهم، ويسعى في خدمتهم، هو كفيلٌ بإزاحة الأذى عنه، وبُعْد المكروه؛ لفعله المعروف.

 

ويصف عثمان رضي الله عنه تعاون رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول: "إنا والله قد صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر والحضر، فكان يعود مرضانا، ويتبع جنائزنا، ويغزو معنا، ويواسينا بالقليل والكثير"[7].

 

وقيل:

لولا التعاونُ بين الناسِ ما شرُفَتْ ♦♦♦ نَفْسٌ ولا ازْدهَرَتْ أرضٌ بعُمرانِ


ولا ننسَ أن التعاون من شِيم الأنبياء عليهم السلام؛ فسيدنا إبراهيم عليه السلام لما أُمر ببناء الكعبة، طلب من ابنه إسماعيل عليه السلام أن يعينه ويساعده في هذه المهمة الإلهية، فقال: يا إسماعيل، إن الله أمرني بأمرٍ، قال: فاصنع ما أمرك ربك، قال: وتعينني؟ قال: وأعينك[8].


وطلب سيدنا موسى عليه السلام من ربه أن يجعل أخاه هارون معه ليُعِينه في أمر الدعوة، ويحكي القرآن هذا الطلبَ، فيقول: ﴿ وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ﴾ [طه: 29 - 32]، فيستجيب الله لطلبه، ﴿ قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى ﴾ [طه: 36].

 

وإليكم هذه القصة الرائعة:

عن ابن عمر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأتى صاحب بز فاشترى منه قميصًا بأربعة دراهم، فخرج وهو عليه، فإذا رجلٌ من الأنصار، فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، اكسني قميصًا، كساك الله من ثياب الجنة، فنزع القميص فكساه إياه، ثم رجع إلى صاحب الحانوت فاشترى منه قميصًا بأربعة دراهم، وبقي معه درهمان، فإذا هو بجاريةٍ في الطريق تبكي، فقال: ((ما يبكيك؟))، فقالت: يا رسول الله، دفع إليَّ أهلي درهمين أشتري بهما دقيقًا فهلكا، فدفع النبي صلى الله عليه وسلم إليها الدرهمين الباقيين، ثم ولت وهي تبكي فدعاها، فقال: ((ما يُبكيك وقد أخذت الدرهمين؟))، قالت: أخاف أن يضربوني، فمشى معها إلى أهلها، فسلَّم، فعرفوا صوته، ثم عاد فسلم، ثم عاد فسلم، ثم عاد فثلث فردوا، فقال: ((أسمعتم أول السلام؟))، قالوا: نعم، لكن أحببنا أن تزيدنا من السلام، فما أشخصك بأبينا وأمنا؟ قال: ((أشفقت هذه الجارية أن تضربوها))، قال صاحبها: فهي حرةٌ لوجه الله؛ لممشاك معها؛ فبشرهم نبي الله صلى الله عليه وسلم بالخير والجنة، ثم قال: ((لقد بارك الله في العشرة؛ كسا الله نبيه قميصًا، ورجلًا من الأنصار قميصًا، وأعتق الله منها رقبةً، وأحمد اللهَ؛ هو الذي رزقنا هذا بقدرته))[9].

 

يتفاوت الناس في أمر التعاون فيما بينهم، يقول الماوردي: "تنقسم أحوال الناس إلى أربعة أقسام: منهم من يعين ويستعين، ومنهم من لا يعين ولا يستعين، ومنهم من يستعين ولا يعين، ومنهم من يعين ولا يستعين، فأما المعين والمستعين: فهو معاوض منصف يؤدي ما عليه، ويستوفي ما له، وأما من لا يعين ولا يستعين: فهو منازل قد منع خيره، وقمع شره، وأما من يستعين ولا يعين: فهو لئيم كَلٌّ، ومَهين مستذل، وأما من يعين ولا يستعين: فهو كريم الطبع، مشكور الصنع، وقد حاز فضيلتي الابتداء والاكتفاء؛ فهذا أشرف الإخوان نفسًا، وأكرمهم طبعًا"[10].

 

عن أبي ذر، قال: سألت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم: ماذا ينجي العبد من النار؟ قال: ((الإيمان بالله))، فقلت: يا نبي الله، مع الإيمان عملٌ؟ قال: ((أن ترضخ مما خولك الله، أو ترضخ مما رزقك الله))، قلت: يا نبي الله، فإن كان فقيرًا لا يجد ما يرضخ؟ قال: ((يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر))، قلت: إن كان لا يستطيع أن يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر؟ قال: ((فليُعِنِ الأخرقَ))، قلت: يا رسول الله، أرأيت إن كان لا يحسن أن يصنع؟ قال: ((فليُعِنْ مظلومًا))، قلت: يا نبي الله، أرأيت إن كان ضعيفًا لا يستطيع أن يعين مظلومًا؟ قال: ((ما تريد أن تترك لصاحبك من خيرٍ، ليُمسِكْ أذاه عن الناس))، قلت: يا رسول الله، أرأيت إن فعل هذا يدخل الجنة؟ قال: ((ما من مؤمنٍ يصيب خصلةً من هذه الخصال إلا أخذت بيده حتى تُدخِله الجنة))[11].

 

وفي النهاية، أود أن أذكركم أننا نمتلك ما يسمى بمنظمة التعاون الإسلامي، التي تأسست عام 1969م، وتضم (57) دولة ذات غالبية مسلمة من منطقة الوطن العربي وإفريقيا وجنوب شرق آسيا، والسؤال: ماذا قدمت هذه المنظمة التعاونية المسلمة للإسلام والمسلمين؟

 

وصية عملية:

اعلَمْ أنك قليلٌ بنفسك، كثيرٌ بغيرك، فتعاوَنْ حتى تُعانَ.

♦♦♦

 

السؤال الخامس والعشرون: اذكر اسم السورة التي لم تبدأ بالبسملة، والسبب:

الجواب: هي سورة التوبة، والسبب:

عن عبدالله بن عباسٍ، قال: سمعتُ أبي يقول: سألت عليَّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه: لِمَ لَمْ تكتب في براءة بسم الله الرحمن الرحيم؟ قال: لأن (بسم الله الرحمن الرحيم أمانٌ، وبراءةُ نزلت بالسيف، ليس فيها أمانٌ)؛ مستدرك الحاكم (3273).

♦♦♦


خاطرة (بعد الفجر): آداب الأذان:

إن الأذان من أعظم شعائر الإسلام، به نسمع التكبير والشهادتين، وبه يكون النداء، لنؤدي أعظم عبادة لله، وهي الصلاة، وتلك الشعيرة الإسلامية - الأذان - لها آدابها وأحكامها، وهي:

1- النية الحسنة:

إن العبد لا يثاب على عمل إلا بنيته، فكل عمل مفتقر إلى نية، واعلم أنه كلما كثرت النوايا، كثرت الحسنات والعطايا مِن رب البرايا، يقول صاحب الإحياء: (وأما تضاعف الفضل فبكثرة النيات الحسنة؛ فإن الطاعة الواحدة يمكن أن ينوي بها خيراتٍ كثيرةً، فيكون له بكل نيةٍ ثوابٌ؛ إذ كل واحدة منها حسنة، ثم تضاعف كل حسنة عشر أمثالها)[12]، ومن أبرز وأهم النوايا التي ينبغي أن يستحضرها المؤذن:

المؤذنون أطول الناس أعناقًا: عن معاوية، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((المؤذنون أطول الناس أعناقًا يوم القيامة))[13].

 

القرعة على الأذان: عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا...))[14].

 

الشيطان يفِرُّ من صوت الأذان: عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراطٌ، فإذا قُضي أقبل، فإذا ثُوِّب بها أدبر، فإذا قُضي أقبل، حتى يخطِرَ بين الإنسان وقلبه، فيقول: اذكر كذا وكذا، حتى لا يدري أثلاثًا صلى أم أربعًا، فإذا لم يدرِ ثلاثًا صلى أو أربعًا، سجد سجدتي السهو))[15].

 

دعاء النبي للمؤذن بالمغفرة: عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الإمام ضامنٌ، والمؤذن مؤتمن، اللهم أرشِدِ الأئمة، واغفِرْ للمؤذنين))[16].

 

الجنة لمن أذن ثنتي عشرة سنة: عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن أذَّن ثنتي عشرة سنةً، وجبت له الجنة، وكُتب له بتأذينه في كل يومٍ ستون حسنةً، ولكل إقامةٍ ثلاثون حسنةً))[17].

 

للمؤذن أجر من صلى معه: عن أبي أمامة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المؤذن يُغفَر له مدى صوته، وأجره مثل أجر من صلى معه))[18].

 

كل شيءٍ يشهد للمؤذن: عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((المؤذن يغفر له مدى صوته، ويَشهَد له كل رطبٍ ويابسٍ، وشاهد الصلاة يكتب له خمسٌ وعشرون صلاةً، ويُكفَّر عنه ما بينهما))[19].

 

2- الطهارة:

يُستحَب للمؤذن أن يكون على طهارة من الحدث الأصغر والأكبر، وهي في الأقامة آكَدُ؛ لاتصالها بالصلاة، والدليل على استحباب الطهارة في الأذان هو ما جاء عن المهاجر بن قنفذٍ: أنه أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يبول، فسلَّم عليه، فلم يرد عليه حتى توضأ، ثم اعتذر إليه فقال: ((إني كرهتُ أن أذكر الله عز وجل إلا على طُهرٍ، أو قال: على طهارةٍ))[20].

 

وجه الاستدلال هنا: أنه إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كره أن يذكر الله على غير طهارة، فالأذان ذكر لله، فاستحب له الطهارة، وإن أذن المحدِث، فجائز مع الكراهة.

 

3- الأذان قائمًا:

فهو مستحبٌّ، وأجمع العلماء على ذلك، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالًا، فقال له: ((يا بلال، قُمْ فنادِ بالصلاة))[21].

 

4- استقبال القِبلة:

يُسَنُّ استقبال القبلة للمؤذن؛ حيث إن مؤذني رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يستقبلون القبلة؛ عن ابن سيرين، قال: (إذا أذن المؤذن استقبل القِبلة)[22]، وقال ابن رجب: "والسنَّة عند جمهور العلماء أن يؤذن مستقبل القِبلة"[23]، مع العلم أنه لو لم يستقبل القبلة صح أذانه مع الكراهة.

 

5- أن يكون المؤذن حسَنَ الصوت:

وهذا أدب مهم ومطلوب، وهو أن الذي يؤذن يكون صوته حسنًا نديًّا، يحبه من يسمعه، وهذا الحديث تأصيل للمطالبة بمن يمتلك صوتًا حسنًا أن يرفع الأذان؛ فقد جاء عن عبدالله بن زيدٍ، قال: لما أصبحنا أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بالرؤيا، فقال: ((إن هذه لرؤيا حق، فقُمْ مع بلالٍ فإنه أندى وأمد صوتًا منك، فألقِ عليه ما قيل لك، ولينادِ بذلك))[24].

فينبغي أن يكون صوت المؤذن صيتًا - عالي الصوت - نديًّا؛ حتى لا ينفر الناس من الأذان.

 

6- الالتفات يمينًا ويسارًا:

عن أبي جحيفة، قال: "وأذن بلالٌ، قال: فجعلت أتتبع فاه ها هنا وها هنا - يقول: يمينًا وشِمالًا - يقول: حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح"[25].

قال ابن رجب - رحمه الله -: "ويدير وجهه في قول: (حي على الصلاة، حي على الفلاح) يمينًا وشمالًا"[26].

 

وقال النووي - رحمه الله -: "واختلفوا في كيفية التفاتِه على مذاهبَ، وهي ثلاثة أوجه لأصحابنا، أصحها - وهو قول الجمهور -: أنه يقول: حيَّ على الصلاة مرتين عن يمينه، ثم يقول عن يساره مرتين: حيَّ على الفلاح، والثاني: يقول عن يمينه: حيَّ على الصلاة مرة، ثم مرة عن يساره، ثم يقول: حيَّ على الفلاح مرة عن يمينه، ثم مرة عن يساره، والثالث: يقول عن يمينه: حيَّ على الصلاة، ثم يعود إلى القِبلة، ثم يعود إلى الالتفات عن يمينه، فيقول: حيَّ على الصلاة، ثم يلتفت عن يساره، فيقول: حيَّ على الفلاح، ثم يعود إلى القبلة، ويلتفت عن يساره فيقول: حيَّ على الفلاح"[27].

 

7- وضع الإصبع في الأذن:

فمن السنَّة أن يضع المؤذن إصبعيه في أذنيه؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بلالًا أن يجعل إصبعيه في أذنيه، وقال: ((إنه أرفَعُ لصوتك))[28].

وقال ابن الهمام: "ولأنه أبلغ في الإعلام، فإن لم يفعل فحسنٌ؛ لأنها ليست بسنةٍ أصليةٍ"[29].

 

8- الترديد لمن يسمع الأذان:

عن عبدالله بن عمرو بن العاص: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا سمعتم المؤذن، فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليَّ؛ فإنه مَن صلى عليَّ صلاةً صلى الله عليه بها عشرًا...))[30].

 

والترديد يكون بالتكرار خلف المؤذن، في كل ما يقول، إلا عند قوله: حي على الصلاة، حي على الفلاح، فإنه يقول: لا حول ولا قوة إلابالله.

 

تنبيه: يسن الترجيع في جميع الأوقات، وهو أن يقول الشهادتين سرًّا قبل الجهر بهما، أما التثويب: فهو أن يقول المؤذن في أذان الفجر فقط بعد حي على الفلاح: الصلاةُ خيرٌ من النوم.

 

9- أذكار بعد الأذان:

عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آتِ محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته، حلَّت له شفاعتي يوم القيامة))[31].

 

ويضاف إليه هذا: ما جاء عن سعد بن أبي وقاصٍ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن قال حين يسمع المؤذن: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، رضيتُ بالله ربًّا، وبمحمدٍ رسولًا، وبالإسلام دينًا، غُفِر له ذنبه))[32].

 

مع استحباب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان؛ عن عبدالله بن عمرو بن العاص: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا سمعتم المؤذن، فقولوا مثل ما يقول، ثم صلُّوا عليَّ؛ فإنه مَن صلى عليَّ صلاةً صلى الله عليه بها عشرًا...))[33].

 

10- الدعاء بين الأذان والإقامة:

احرِصْ على الدعاء بعد الأذان وقبل الإقامة؛ فقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الدعاء بينهما مستجاب؛ فعن أنس بن مالكٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يُرَدُّ الدعاء بين الأذان والإقامة))[34].

♦♦♦


درس الفقه:

ما يجوز للمعتكف فعله:

• يجوز الخروج لحاجة كبولٍ وغائط.

• يجوز الخروج لغسل الاحتلام.

• يجوز الأكل والشرب والنوم في المسجد، بشرط المحافظة على نظافته.

 

مبطلات الاعتكاف:

• الخروج بلا عذر شرعي؛ كالخروج للبيع والشراء، أو لغير حاجة طبيعية، تقول السيدة عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وكان لا يدخل البيت إلا لحاجةٍ إذا كان معتكفًا"[35].

• ذهاب العقل: سواءٌ كان بجنون أو بسُكْر.

• الحيض والنفاس؛ لزوال تحقق شرط الطهارة.

• الجماع؛ لقوله تعالى: ﴿ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ﴾ [البقرة: 187].

• المباشرة بشهوة؛ كالقُبْلة واللَّمْس وغيره.

• الرِّدة؛ لقوله تعالى: ﴿ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ﴾ [الزمر: 65].

 

آداب الاعتكاف:

1. يُستحَب الإكثار من النوافل، والتقرب إلى الله بشتى أنواع العبادات التي يستطيع أن يؤديها في المسجد.

2. الانشغال بذكر الله، والدعاء، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

3. الحرص على تلاوة القرآن الكريم، والهمة العالية في ختمه أكثر من مرة.

4. الإمساك عن الكلام الكثير، والبعد عن اللغو والحديث فيما لا يعنيه.

5. عدم تضييع الوقت في المسجد، فلا ينام كثيرًا، ولا يقضي وقته بدون عبادة أو طاعة.

6. يستحب أن يكون صائمًا، وبه قالت السيدة عائشة، وابن عباس، وهو مذهب مالك.

7. يستحب أن يكون الاعتكاف في المسجد الجامع؛ فرسول الله صلى الله عليه وسلم اعتكَف في المسجد الجامع.

 

حُكم قضاء الاعتكاف:

إن كان قد نذر الاعتكاف، فخرج منه، وجب عليه القضاء، وإن كان تطوعًا فلا يجب قضاؤه، بل يستحب.

والله أعلم.


نصْبُ الخِيام في دُروسِ رَمَضَانَ وأَحْكَامِ الصِّيَام لفضيلة الشيخ: أحمد علوان

دار الصفوة بالقاهرة



[1] تفسير القرطبي (ج6، ص46).

[2] مسلم (2586).

[3] مسلم (2699).

[4] البخاري (2486)، مسلم (2500).

[5] البخاري (676).

[6] البخاري (4953)، مسلم (160).

[7] مسند أحمد (504)، وقال الأرناؤوط: إسناده حسن.

[8] البخاري (3364).

[9] المعجم الكبير للطبراني (13607).

[10] أدب الدنيا والدين، للماوردي، ص171، 172 باختصار، دار مكتبة الحياة، تاريخ الطبعة: 1986م.

[11] شعب الإيمان (3057).

[12] إحياء علوم الدين (ج4، ص370).

[13] مسلم (387).

[14] البخاري (2689)، مسلم (437).

[15] البخاري (3285).

[16] أبو داود (517)، والترمذي (207)، وأحمد (7805)، وقال العلامة أحمد شاكر: إسناده صحيح.

[17] ابن ماجه (728)، والمعجم الأوسط للطبراني (8733)، وحسنه الأرناؤوط.

[18] المعجم الكبير للطبراني (7942)، وأورده الألباني في صحيح الجامع (6643).

[19] أبو داود (515)، وابن ماجه (724)، وأحمد (6201)، وصححه الأرناؤوط.

[20] أبو داود (17)، وأحمد (19034)، والحاكم (592)، وقال الحاكم: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشيخين.

[21] متفق عليه.

[22] مصنف ابن أبي شيبة (2184).

[23] فتح الباري شرح صحيح البخاري، لابن رجب، (ج5، ص378)، مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة النبوية، ط1/ 1417 هـ = 1996 م.

[24] أبو داود (499)، والترمذي (189)، وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

[25] متفق عليه.

[26] فتح الباري بشرح صحيح البخاري، لابن رجب (ج5، ص378).

[27] شرح النووي على مسلم (ج4، ص219).

[28] ابن ماجه (710)، والمعجم الصغير للطبراني (1170)، ومستدرك الحاكم (6554)، وقال الأرناؤوط: صحيح لغيره.

[29] فتح القدير، للكمال بن الهمام، (ج1، ص245)، دار الفكر، بدون طبعة وتاريخ.

[30] مسلم (384).

[31] البخاري (614، 4719).

[32] مسلم (386).

[33] سبق تخريجه.

[34] أبو داود (521)، والترمذي (212)، وقال: حديث أنسٍ حديثٌ حسنٌ.

[35] متفق عليه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • قل: إن شاء الله (درس رمضاني)
  • المؤمن كالنحلة (درس رمضاني)
  • مع ذي القرنين (درس رمضاني)
  • العبادات تعلمنا النظام (درس رمضاني)
  • قانون النصر في غزوة بدر (درس رمضاني)
  • رمضان يعلمنا الإرادة (درس رمضاني)
  • فضل من أدرك رمضان (درس رمضاني)

مختارات من الشبكة

  • علمني رمضان(مقالة - ملفات خاصة)
  • يعلمنا القرآن (3) المتكبر بالأنا!(مقالة - آفاق الشريعة)
  • يعلمنا القرآن (2): الرابط بين معية الله والتسليم بحكمته في تصريف الأمور، مشفوعة بالأخذ بالأسباب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا التعفف والترفع عن سؤال الناس(مقالة - آفاق الشريعة)
  • يعلمنا القرآن (1).. لماذا كان "فرارا" إلى الله؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإسلام يعلمنا مكانة وقيمة المرأة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب