• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    كونوا أنصار الله: دعوة خالدة للتمكين والنصرة
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    لا تعير من عيرك
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    من مائدة التفسير: سورة النصر
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / دروس رمضانية
علامة باركود

علو الهمة في رمضان (من دروس رمضان وأحكام الصيام)

علو الهمة في رمضان (من دروس رمضان وأحكام الصيام)
الشيخ أحمد علوان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 15/6/2016 ميلادي - 9/9/1437 هجري

الزيارات: 73233

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

علو الهمة في رمضان

(من دروس رمضان وأحكام الصيام)

للأئمة والدعاة


الحمد لله، أعطى فأجزل، ومنَّ فأفضل، أتم علينا النعمة ورضي لنا الدِّين وأكمل، وأتوب إليه وأستغفره من التقصير فيما أقول وأعمل، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، هو الظاهر والباطن والآخِر والأول، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبدُ الله ورسوله، صاحب الوجه الأنور، والجبين الأزهر، والخُلق الأفضل، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ومَن تبعهم بإحسان ما ليل أدبَر وصُبح أقبل، وسلم تسليمًا كثيرًا، وبعد:

فالمسلمُ مِن صفاته أن يكون عالي الهمة، وعندما يأتي رمضان تكون همته أعلى، والقرآن الكريم يدفعنا في كثير من آياته إلى علو الهمة، فهيا نلقي الضوء على بعضها:

قال تعالى: ﴿ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [البقرة: 148]، وقال تعالى: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133]، وقال أيضًا: ﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الحديد: 21]، وقال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69]، وقال تعالى: ﴿ لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ ﴾ [الصافات: 61]، وقال تعالى: ﴿ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴾ [الذاريات: 50]، وقال تعالى: ﴿ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾ [المطففين: 26].


وقد أخبَرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله يحب أصحاب الهمة العالية، فقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله عز وجل يحب معالي الأمور وأشرافها، ويكره سَفْسافها))[1].


وكان مِن دعائه صلى الله عليه وسلم: ((اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجُبن والهرَمِ، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، وأعوذ بك من عذاب القبر))[2].


ومِن هذا الدعاء نتعلَّم أن المسلم لا يستسلم للعجز، ولا يسلِّم نفسه للكسل، وإنما عليه أن يتغلب عليهما؛ فلا يعجِز ولا يكسَل، وأن يستعيذ بالله منهما.


إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحفِّز هِمَم الصحابة، ويدفعها للنشاط والعبادة؛ عن ربيعة بن كعبٍ الأسلمي، قال: كنت أبِيتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيتُه بوَضوئه وحاجته، فقال لي: ((سَلْ))، فقلت: أسألُك مرافقتَك في الجنة،قال: ((أو غير ذلك؟!)) قلت: هو ذاك،قال: ((فأعنِّي على نفسِك بكثرةِ السجود))[3].


فإذا أرادت النفس أن تصعَدَ إلى مراقي العلى، وأن تصل إلى معالي الدرجات، فالمطلوب الهمة العالية، والهمة العالية يصحبها نَفْس كبيرة؛ فالنفس الكبيرة مع الهمة العالية تحقق المراد والمنشود، وعلى قدر ما يتعنَّى الإنسان، ينال ما يتمنَّى؛ يقول المتنبي:

وإذا كانتِ النفوسُ كبارًا ♦♦♦ تعِبَتْ في مرادِها الأجسامُ


عالي الهمة لا يرضى بما دون الجنَّة:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن أصبَح منكم اليوم صائمًا؟))، قال أبو بكرٍ رضي الله عنه: أنا، قال: ((فمن تبع منكم اليوم جنازةً؟))، قال أبو بكرٍ رضي الله عنه: أنا، قال: ((فمَن أطعَم منكم اليوم مسكينًا؟))، قال أبو بكرٍ رضي الله عنه: أنا، قال: ((فمَن عاد منكم اليوم مريضًا؟))، قال أبو بكرٍ رضي الله عنه: أنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما اجتمَعْنَ في امرئٍ إلا دخل الجنة))[4].


قال عمرُ بن عبدالعزيز: "أيها الناس، إن لي نَفْسًا توَّاقةً، لا تُعطَى شيئًا إلا تاقت إلى ما هو أعلى منه، وإني لما أعطيت الخلافة تاقت نفسي إلى ما هو أعلى منها، وهي الجنة؛ فأعينوني عليها يرحمكم الله"[5].


كما "اجتمع عبدالله، ومصعب، وعروة - بنو الزبير - وابن عمر، فقالوا: تمنَّوْا،فقال عبدالله بن الزبير: أتمنى الخلافةَ، وقال عروة: أتمنى أن يؤخَذَ عني العلمُ، وقال مصعب: أتمنى إمرةَ العراق، والجمعَ بين عائشةَ بنت طلحة، وسُكينةَ بنت الحسين،فقال ابن عمر: أما أنا، فأتمنى المغفرة،فنالوا ما تمنَّوْا، ولعلَّ ابنَ عمرَ قد غُفِرَ له"[6].


إنه التنافس الشريف في أمر الدين وأمور الآخرة؛ قال الحسن: "مَن نافسك في دِينك فنافسه، ومن نافسك في دنياه فألقِها في نحره"، وقال وهيب بن الورد: "إن استطعت ألا يسبقَك إلى الله أحد، فافعَل".


أيها الصائم، ماذا عن همتك في رمضان هذا العام؟ هل تُكثِر مِن ذكر الله؟ هل ستختم القرآن في رمضان أكثر من مرة؟ هل تتذلل لربك وتدعوه كثيرًا؟ هل تحافظ على صلاة التراويح ولا تنصرف إلا مع الإمام؟ هل بعد الانصراف تصلي في بيتك ولو ركعتين؟ هل تتصدق وتنفق؟ هل تصِلُ أرحامك؟ هل فكرتَ في إفطار الصائم؟ هل تجلس في المسجد بعد الفجر حتى تطلع الشمس؟ هل تحافظ على أداء النوافل حتى يبنى لك بيت في الجنة؟ هل تشعر أن همتك هذا العام أعلى من رمضان الماضي؟ لماذا كل هذا؟ لأن أصحاب الهمم يبحثون عن القِمَم، والقِمَم لا تُنال بالملل، وإنما بالجِدِّ والعمل.


هل يمكن للصائم أن يجمع كل هذه الأعمال؟ والجواب: نعم؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل هذا، كما وصف ابن القيم قائلًا: "وكان مِن هَدْيِه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان الإكثارُ مِن أنواع العبادات"[7].


وقال ابن القيم: "وقد أجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يدرك بالنعيم، وأن مَن آثَر الراحة فاتته الراحة، وأن بحسَبِ ركوب الأهوال واحتمال المشاقِّ تكون الفرحة واللذة؛ فلا فرحة لِمَن لا همَّ له، ولا لذة لمن لا صبر له، ولا نعيم لمن لا شقاء له، ولا راحة لمن لا تعب له، بل إذا تعب العبد قليلًا استراح طويلًا، وإذا تحمل مشقة الصبر ساعةً، قاده لحياة الأبد"[8].


احذَرِ الشيطان! واحذَرْ سَوْفَ!

قال يحيى بن معاذ: "يا بن آدم، احذر الشيطان؛ فإنه عتيقٌ وأنت جديدٌ، وهو فارغٌ وأنت مشغولٌ، وهمته واحدةٌ، وهي هلاكك، وأنت مع همم كثيرة، والشيطان يراك وأنت لا تراه، وأنت تنساه وهو لا ينساك، ومِن نفسِك له عونٌ، وليس مِن نفسِه عونٌ".


لا تقل: متى؟ وكيف؟ وأين؟ وقل: أفعل..أستعين بالله..إن شاء الله..

قال ابن الجوزي في صيد الخاطر: "وإياك والتسويفَ؛ فإنه أكبرُ جنود إبليس"،وقال في المدهش: "تزوَّجَ التواني بالكسل؛ فولد بينهما الخسران"، وقيل لأحد الصالحين: أوصِنا، قال: احذَرْ سوف!


وقال أحمد شوقي: "الطائر يطير بجناحيه، والمرء يطير بهمَّتِه".


فكُنْ رجلًا رِجْله في الثَّرى ♦♦♦ وهامَة همَّته في الثريا


وصية عملية:

راحةُ الآخرة لا تأتي براحة الدنيا، فإذا أردت نعيم الآخرة، فاتعَبْ في الدنيا، وإذا كانت همتك أن تكون في الصفوف المتقدمة في الجنة، فكُنْ كذلك في الدنيا.

♦♦♦


السؤال الحادي عشر: مَن هم أقربُ الناس شَبَهًا برسول الله صلى الله عليه وسلم خَلْقًا؟

الجواب:

الذين كانوا يشبهون النبي صلى الله عليه وسلم خَلْقًا من بني هاشم[9]:

• الحسن بن علي بن أبي طالب.

• الحسين بن علي بن أبي طالب.

• جعفر بن أبي طالب.

• عبدالله بن جعفر.

• قثم بن العباس بن عبدالمطلب.

• أبو سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب.

• مسلم بن عقيل بن أبي طالب.

♦♦♦


خاطرة (بعد الفجر): آداب السواك:

إن السواك سنةٌ مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، واظَب على استعماله، وأوصى أصحابه وأمته به؛ فهو يطهِّر الفم، ويُرضي الرب؛ فقد جاء عند البخاري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((السواك مطهرةٌ للفم، مرضاةٌ للرب))، ومن آداب وأحكام استعماله ما يأتي:

1- استعماله في كل وقت، وفي المواضع المستحبة:

فقد جاءت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أكثَرَ استعمال السواك؛ عن ابن عباسٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أمرت بالسواك حتى خِفْتُ على أسناني))[10].


واستعمله صلى الله عليه وسلم في مواضع أخرى، منها:

• عند الصلاة: عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لولا أن أشق على أمتي أو على الناس، لأمرتهم بالسواك مع كل صلاةٍ))[11].


• عند الوضوء: فقال صلى الله عليه وسلم: ((لولا أن أشق على أمتي، لأمرتهم بالسواك عند كل وضوءٍ))[12].


• عند قيام الليل: عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يرقُدُ من ليلٍ ولا نهارٍ، فيستيقظ إلا تسوَّكَ قبل أن يتوضَّأَ[13].


• عند الاستيقاظ من النوم: عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا ينام إلا والسواك عنده، فإذا استيقظ بدأ بالسواكِ[14].


• عند قراءة القرآن: عن علي بن أبي طالبٍ، قال: إن أفواهَكم طرقٌ للقرآن؛ فطيِّبوها بالسواك[15].


• عند دخول البيت: عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل بيتَه بدأ بالسواك[16].


• عند تغيُّر رائحة الفم: عن حذيفة: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من الليل يشُوصُ فاه بالسواك[17].


والعلة أن الإنسان إذا قام من نومه، تتغير رائحة فمه، فاستحب له أن يستعمل السواك عند تغير الفم.


• عند الجمعة: عن عبدالرحمن بن أبي سعيدٍ الخدري، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((غُسل يوم الجمعة على كل محتلمٍ، وسواكٌ، ويمس من الطِّيب ما قدر عليه))[18].


• عند الاحتضار: عن عائشة كانت تقول: إن مِن نِعَم الله عليَّ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتي، وفي يومي، وبين سَحْري ونحري، وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته، دخل عليَّ عبدُالرحمن، وبيده السواك، وأنا مسندةٌ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فرأيته ينظر إليه، وعرَفْتُ أنه يحب السواك، فقلت: آخذه لك؟ فأشار برأسه: أن نعم، فتناولتُه، فاشتدَّ عليه، وقلت: أُليِّنُه لك؟ فأشار برأسه: أن نعم، فليَّنْتُهُ، فأمَرَّه...[19].


2- البَدْء بالجهة اليمنى من الأسنان:

عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب التيمُّن ما استطاع في شأنه كله؛ في طُهوره وترجُّله، ونعله، قال مسلمٌ: وسِواكه[20].


واختلفوا في استعمال السواك: باليد اليمنى أو باليسرى، فللحديث المتقدم، باليمنى؛ حيث التيمن في كل شيء، وهو الصواب، وقال بعضهم: باليسرى؛ لأنه يستعمل في إزالة الأذى.


3- غَسْل السواك بعد الاستياك:

عن عائشة، أنها قالت: كان نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم يستاك، فيعطيني السواك لأغسله، فأبدأ به فأستاك، ثم أغسله وأدفعه إليه))[21].


4- معرفة كيفية التسوُّك:

توجَد طريقتان: الأولى: التسوُّك طولًا، يذهب بالسواك من أعلى لأسفل.

الثانية: التسوُّك عَرْضًا: يستعمل السواك من اليمين إلى اليسار، والعكس.


والراجح: الاستعمال الثاني؛ لأسباب:

أولًا: استعمال السواك بالطريقة الأولى - طولًا - فيه ضرَر على اللِّثَة والأسنان.

ثانيًا: لحديث حذيفة المتقدم: (كان إذا قام من الليل يشُوصُ فاه بالسواك)، وعلق الإمام النووي قائلًا: "يَشُوصُ فاه بالسواك، فهو بفتح الياء وضم الشين المعجمة وبالصاد المهملة، والشَّوص: دَلْكُ الأسنان بالسواك عَرْضًا"[22].


فوائدُ استعمالِ السواك:

قال ابن القيم: "وفي السواك عدة منافع: يطيب الفم، ويشد اللِّثة، ويقطع البلغم، ويجلو البصر، ويذهب بالحفر، ويصح المعدة، ويصفي الصوت، ويعين على هضم الطعام، ويسهل مجاري الكلام، وينشط للقراءة والذِّكر والصلاة، ويطرد النوم، ويرضي الرب، ويعجب الملائكة، ويكثر الحسنات"[23].


• توصل الباحثون المسلمون إلى أن المعجون المطهر لا يستمر تأثيره أكثر من 20 دقيقة ثم يرجع الفم إلى حالته العادية، لكن بالسواك لا يعود مستوى الجراثيم الفموية إلى حالته إلا بعد ساعتين على الأقل.


• لجأتِ العديد من الشركات الأجنبية إلى إدخال خلاصة السواك في صناعة المعجون.

♦♦♦


درس الفقه: حُكم الإفطار في رمضان لغير عذر:

إن تعمُّد الفِطر في رمضان بلا عذر كبيرةٌ من الكبائر، وقد عدَّها الذهبي في الكبائر، وهي الكبيرة السادسة، بعنوان: إفطار يوم من رمضان بلا عذر، فقال: "وعند المؤمنين مقرَّرٌ أن مَن ترك صوم رمضان بلا مرض ولا غرض، أنه شر من الزاني والمكاس ومدمن الخمر، بل يشكُّون في إسلامه، ويظنُّون به الزندقةَ والانحلال"[24].


وعلى مَن أفطر في نهار رمضان عامدًا متعمدًا أن يسارع بالتوبة إلى الله، ويقضي ما أفطره من أيام، وليحذر كلُّ مَن فعل هذا ما توعَّده به رسول الله صلى الله عليه وسلم في الآخرة؛ فقد جاء عن أبي أمامة الباهلي، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ((بينا أنا نائمٌ إذ أتاني رجلان، فأخذا بضَبْعيَّ، فأتيا بي جبلًا وعرًا، فقالا لي: اصعَدْ، حتى إذا كنت في سواء الجبل، فإذا أنا بصوتٍ شديدٍ، فقلت: ما هذه الأصوات؟ قال: هذا عواء أهل النار، ثم انطلق بي، فإذا أنا بقومٍ معلقين بعراقيبهم، مشققةٍ أشداقهم، تسيل أشداقهم دمًا، فقلت: من هؤلاء؟ فقيل: هؤلاء الذين يفطرون قبل تحلَّةِ صومهم...))[25].

(1) الضَّبْع: العَضُد.

(2) العراقيب: جمع عرقوب، وهو: عصَب غليظٌ فوق عقِبِ الإنسان.

(3) الشِّدق: جانب الفمِ مما يلي الخدَّ.

(4) يُفطِرون قبل تحلَّةِ صومهم؛ أي: قبل وقت الإفطار.


وقال البخاري - بصيغة التمريض - في صحيحه: ويُذكَر عن أبي هريرة رفعه: ((مَن أفطر يومًا من رمضان من غير عذرٍ ولا مرضٍ، لم يقضِه صيامُ الدهر وإن صامه))، وبه قال ابن مسعودٍ، وقال سعيد بن المسيَّب، والشعبي، وابن جبيرٍ، وإبراهيم، وقتادة، وحمادٌ: (يَقضي يومًا مكانه)[26].

والله أعلم.


نصْبُ الخِيام في دُروسِ رَمَضَانَ وأَحْكَامِ الصِّيَام لفضيلة الشيخ: أحمد علوان - دار الصفوة بالقاهرة



[1] المعجم الكبير للطبراني (2894)، وذكره الألباني في صحيح الجامع (1890).

[2] البخاري (2823)، مسلم (2706).

[3] مسلم (489).

[4] مسلم (1028).

[5] البداية والنهاية، لابن كثير، (ج12، ص657)، تحقيق: عبدالله بن عبدالمحسن التركي، دار هجر للطباعة والنشر، ط1/ 1418 هـ = 1997 م.

[6] سير أعلام النبلاء، للذهبي، (ج4، ص141)، مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، ط3/ 1405 هـ = 1985 م.

[7] زاد المعاد في هدي خير العباد، لابن القيم، (ج2، ص30).

[8] مفتاح دار السعاد، لابن القيم، (ج2، 15)، دار الكتب العلمية - بيروت.

[9] لمعرفة المزيد، انظر: فتح الباري، لابن حجر، (ج7، ص97).

[10] المعجم الكبير للطبراني (12286)، وذكره الألباني في صحيح الجامع (1377).

[11] البخاري (887)، وفي رواية لمسلم: ((لأمرتهم بالسواك عند كل صلاةٍ))، رقم (252).

[12] ذكره البخاري في: "باب سواك الرَّطب واليابس للصائم".

[13] سنن أبي داود (52)، وحسنه الألباني.

[14] مسند أحمد (5979)، وإسناده حسن.

[15] سنن ابن ماجه (291)، وصححه الألباني.

[16] مسلم (253).

[17] البخاري (245)، مسلم (255).

[18] مسلم (846).

[19] البخاري (4449).

[20] أبو داود (268)، وصححه الألباني.

[21] أبو داود (52)، وحسنه الألباني.

[22] شرح النووي على مسلم (ج3، ص144).

[23] الطب النبوي، لابن القيم، ص243.

[24] الكبائر، للإمام الذهبي، ص44، دار ابن الهيثم، ط1/ 1427هـ = 2006م.

[25] صحيح ابن خزيمة (1986)، وابن حبان (7491)، ومستدرك الحاكم (1568)، وقال: صحيح على شرط مسلم.

[26] البخاري (ج3، ص32)، كتاب الصوم، باب إذا جامع في رمضان.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أول ليلة في رمضان (من دروس رمضان وأحكام الصيام)
  • السحور (من دروس رمضان وأحكام الصيام)
  • صلاة الفجر في المسجد (من دروس رمضان وأحكام الصيام)
  • هيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم (من دروس رمضان وأحكام الصيام)
  • قل: إن شاء الله (درس رمضاني)
  • مع ذي القرنين (درس رمضاني)
  • عندما كنت غريبا في رمضان
  • كلمة عن علو الهمة
  • الموفقون والمحرومون في رمضان
  • لفتات من أحكام الصيام (١)
  • من أحكام الصيام والمفطرات المعاصرة

مختارات من الشبكة

  • مخطوطة العلو للعلي العظيم (العلو للعلي الغفار في إيضاح صحيح الأخبار وسقيمها) (النسخة 2)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • الشباب وعلو الهمة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التواضع والزهد وعلو الهمة من دروس غزوة الخندق(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فوائد وحكم وأحكام في آيات الصيام (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • الصيام حكم وأحكام(مادة مرئية - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • علو الهمة يتحقق بعدم سؤال الناس(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفاوت الأولاد في الذكاء وعلو الهمة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • علو الهمة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • علو الهمة ثمرات وفوائد (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • علو الهمة في سيرة الإمام النووي رحمه الله(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب