• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أوصاف القرآن الكريم في الأحاديث النبوية الشريفة
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    تحريم أكل ما لم يذكر اسم الله عليه
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    أفضل أيام الدنيا (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    الحج وما يعادله في الأجر وأهمية التقيّد بتصاريحه ...
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    تفسير قوله تعالى: { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    سمات المسلم الإيجابي (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    المصافحة سنة المسلمين
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الدرس الثامن عشر: الشرك
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    مفهوم الموازنة لغة واصطلاحا
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (5)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    من نفس عن معسر نجاه الله من كرب يوم القيامة
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    خطر الظلمات الثلاث
    السيد مراد سلامة
  •  
    تذكير الأنام بفرضية الحج في الإسلام (خطبة)
    جمال علي يوسف فياض
  •  
    حجوا قبل ألا تحجوا (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    تعظيم المشاعر (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / العبادات / الحج والأضحية
علامة باركود

دروس مستفادة من الحج: الامتثال لأمر الله تعالى وسرعة الاستجابة (خطبة)

دروس مستفادة من الحج: الامتثال لأمر الله تعالى وسرعة الاستجابة (خطبة)
رمضان صالح العجرمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/7/2023 ميلادي - 27/12/1444 هجري

الزيارات: 7344

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

دروس مستفادة من الحج

الامتثال لأمر الله تعالى وسرعة الاستجابة

 

1- مواقف ونماذج مشرقة لسرعة الاستجابة والامتثال.

• رحلة الخليل عليه السلام.

• الحُجَّاج ومناسك الحج.

• أمثلة لسرعة تطبيق الصحابة.

 

2- شؤم المخالفة وعدم الاستجابة والامتثال.

 

الهدف من الخطبة:

تربية النفوس على سرعة الامتثال للشرع بذكر النماذج والمواقف لتطبيق الصحابة لنصوص الشرع، وفرصة الحديث عن أي مخالفات شرعية في المجتمع.

 

مقدمة ومدخل للموضوع:

أيها المسلمون، عباد الله، فقد أمر الله تعالى عباده المؤمنين بالاستجابة لأمره سبحانه وتعالى؛ قال الله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال: 24]، وقال تعالى: ﴿ اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ ﴾ [الشورى: 47].

 

ولقد أثنى الله تعالى على عباده المؤمنين ممَّن يمتثلون لشرعه، ويستجيبون لأمره سبحانه وتعالى، فقال تعالى: ﴿ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [آل عمران: 172]،


وقال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [الشورى: 38]، وقال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 18].

 

ولقد تحقق هذا الامتثال وهذه السرعة في الاستجابة واقعًا عمليًّا طِوال ما مضى من أيام مباركة؛ حيث مناسك الحج وشعيرة الأضحية، ودروس عملية في الامتثال والاستجابة لرب البرية.


وتبدأ القصة مع الخليل إبراهيم عليه السلام فهو أعظم من عَلَّمنا سرعة الاستجابة والامتثال: قال الله تعالى: ﴿ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 124].


فترك زوجته وطفله الرضيع بوادٍ غير ذي زرع؛ قال الله تعالى: ﴿ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ﴾ [إبراهيم: 37]، ثم يأتيه الأمر من الله تعالى بذبح ولده إسماعيل؛ قال الله تعالى: ﴿ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ﴾ [الصافات: 102 - 107]، ثم الأمر برفع القواعد من البيت؛ قال الله تعالى: ﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [البقرة: 127]، ثم الأمر بنداء الناس لحج بيته الله الحرام؛ قال تعالى: ﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴾ [الحج: 27].


قال ابن عباس رضي الله عنهما: "فأجابه من كان في أصلاب الرجال وأرحام النساء: لبيك اللهم لبيك"، فيستجيب أهل الإيمان لنداء خليل الرحمن؛ فيأتون من كل فج عميق؛ (مسافات بعيدة من قارات العالم، ومن كافة الأقطار والأمصار وألسنتهم تلهج: لبيك اللهم لبيك).


فما إن يصل الحاجُّ إلى هناك حتى يأتيه الأمر من الله تعالى بعدم مجاوزة مواقيت مكانية حتى يغتسل ويتجرَّد من ملابسه ويلبس ملابس الإحرام، ثم يأتيه الأمر بعدم لبس المخيط، أو مس الطيب، أو الأخذ من الشعر والأظفار شيئًا (محظورات الإحرام)، فتجد الحرص والحذر الشديد من نتف شعرة واحدة، فإذا وصل إلى البيت الحرام، يأتيه الأمر من الله تعالى بالطواف بالبيت سبعة أشواط (وهو من الحجر) وتقبيل الحجر الأسود (وهو حجر) ثم السعي بين الصَّفا والمَرْوة (وهما جبلان من الحجر).


وحتى غير الحاج قد حقق ذلك واقعًا عمليَّا:

• فما إن هلَّ هلال ذي الحجة حتى جاء النهي لمن أراد أن يُضحِّي ألَّا يأخذ من شعره وأظفاره شيئًا، وتجد من يسأل هل صاحب الأضحية فقط؟ ومن فعل ذلك سهوًا هل عليه حرج؟


• ثم الأمر بذبح الأضحية في يوم العيد أو أيام التشريق؛ (سن محددة، وشروط محددة، ووقت محدد) وقد رأينا من يسأل حريصًا على دقة الامتثال (عن مخروقة الأذن، وكسر يسير في القَرْن، وقطع يسير في الأُذُن).


وهكذا يتربَّى المسلم على معاني الاستجابة والامتثال لأمر الله تعالى.


وأمَّا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد ضربوا أروع الأمثلة في سرعة الاستجابة والامتثال؛ وإليك طرفًا من أحوالهم:

1- عندما نزلت آية تحريم الخمر قاموا فأراقوا الخمر حتى سالت سِكَكُ المدينة بجِرار الخَمْر: قال الله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ [المائدة:90- 91]، فقالوا: انتهينا ربنا وسالت سِكَكُ المدينة بجِرار الخمر.


2- وكانوا يسارعون في الاستجابة والامتثال حتى ولو لم يعرف السبب والعلة من الأمر أو النهي: ففي سنن أبي داود عن أبي سعيد الخُدْري رضي الله عنه قال: بينَما رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يُصلِّي بأصحابِهِ إذ خلعَ نعلَيهِ فوضعَهُما عن يسارِهِ، فلمَّا رأى ذلِكَ القومُ، ألقوا نِعالَهُم، فلمَّا قضى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ صلاتَهُ قالَ: ((ما حملَكُم علَى إلقاءِ نِعالِكُم؟)) قالوا: رأيناكَ ألقيتَ نَعْليكَ فألقينا نِعالَنا، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: ((إنَّ جبريلَ أتاني فأخبرَني أنَّ فيهِما قذرًا -أو قالَ أذًى- وقالَ: إذا جاءَ أحدُكُم إلى المسجدِ فلينظُر فإن رأى في نعليهِ قذرًا أو أذًى فليمسَحْهُ وليُصَلِّ فيهِما)).


ففي الحديث: بيان ما كان عند الصحابة من سرعة الامتثال بفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.


وهذا ابن مسعود رضي الله عنه يدخل المسجد يوم الجمعة وهو على الباب، ولمَّا استوى رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: ((اجلسوا)) فسمعَ ذلِكَ ابنُ مسعودٍ فجلسَ على بابِ المسجدِ، فرآهُ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: ((تعالَ يا عبدَالله بنَ مسعودٍ)).


وروى البيهقي بسند صحيح أن عبدالله بن رواحة رضي الله عنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالطريق يقول: ((اجلسوا)) فجلس في الطريق، فمَرَّ به النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: ((ما شأنك؟)) قال: سمعتك تقول: اجلسوا فجلست، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((زادك الله طاعةً)).


يا لها من طواعية وشدة امتثال، ويا له من سامع مُطِيع يمتثل الأمر بالحرف الواحد كما يقولون!


3- بل كانوا يمتثلون ولو على حساب رغباتهم وشهواتهم: ففي صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ رَأَى خَاتَمًا مِن ذَهَبٍ في يَدِ رَجُلٍ، فَنَزَعَهُ فَطَرَحَهُ، وَقالَ: ((يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ إلى جَمْرَةٍ مِن نَارٍ فَيَجْعَلُهَا في يَدِهِ))، فقِيلَ لِلرَّجُلِ بَعْدَما ذَهَبَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: خُذْ خَاتمَكَ فانْتَفِعْ به، قالَ: لا وَاللَّهِ، لا آخُذُهُ أَبَدًا وَقَدْ طَرَحَهُ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ.


ففي الحديث المبالغة في امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم.


4- وربما هجر أحدهم الآخر لعدم استجابته وامتثاله لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم: ففي صحيح البخاري عن عبدالله بن مغفل رضي الله عنه أنَّهُ رَأَى رَجُلًا يَخْذِفُ، فَقالَ له: "لا تَخْذِفْ؛ فإنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَهَى عَنِ الخَذْفِ -أوْ كانَ يَكْرَهُ الخَذْفَ- وقالَ: ((إنَّه لا يُصَادُ به صَيْدٌ ولَا يُنْكَى به عَدُوٌّ، ولَكِنَّهَا قدْ تَكْسِرُ السِّنَّ، وتَفْقَأُ العَيْنَ)) ثُمَّ رَآهُ بَعْدَ ذلكَ يَخْذِفُ، فَقالَ له: أُحَدِّثُكَ عن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه نَهَى عَنِ الخَذْفِ -أوْ كَرِهَ الخَذْفَ- وأَنْتَ تَخْذِفُ! لا أُكَلِّمُكَ كَذَا وكَذَا".


5- وكانوا يتسابقون لينالوا السبق في سرعة الاستجابة والامتثال: فهذا أبو سعيد بن المعلى رضي الله عنه يسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ آيات تغيير القبلة، قال: "فقلت لصاحبي: تعالَ نركع ركعتين قبل أن ينزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فنكون أول من صلَّى، فتوارينا بعماد فصليناهما"؛ [رواه النسائي].


وهذا عكاشة بن محصن رضي الله عنه في سرعة البرق عندما سمع عن السبعين الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب: "ادْعُ اللهَ أن يجعلني منهم يا رسول الله" فقال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الآخر: ((سبقك بها عكاشة)).


نسأل الله العظيم أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتَّبِعون أحسنه، وممن يسارعون في فعل الخيرات.

 

الخطبة الثانية

شؤم المخالفة وعدم الاستجابة والامتثال

1- فمنها الوقوع في الضلال والانحراف: قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 36].


2- التعرض للفتن: قال الله تعالى: ﴿ لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63].


3- وتأمَّل شؤم عدم الاستجابة ورد الأمر: في صحيح مسلم من حديث سلمة بن عمرو الأكوع رضي الله عنه، أن رجلًا أكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله فقال: ((كُلْ بيمينك)) قال: لا أستطيع، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا استطعت ما منعه إلا الكِبْر))، يقول الراوي: "فما رفعها إلى فيه".


وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحذر من شؤم المخالفة عند تسوية الصفوف: ((لتسوون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم)).


وروى البخاري عن سعيد بن المسيب عن أبيه، أنَّ أبَاهُ جَاءَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فَقالَ: ((ما اسْمُكَ؟)) قالَ: حَزْنٌ، قالَ: ((أنْتَ سَهْلٌ))، قالَ: لا أُغَيِّرُ اسْمًا سَمَّانِيهِ أبِي، قالَ ابنُ المُسَيِّبِ: "فَما زَالَتِ الحُزُونَةُ فِينَا بَعْدُ!".


4- ومنها الخسران يوم القيامة: قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾ [النساء: 115].


وفي الحديث: ((كُلُّ أُمَّتي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَن أَبَى))، قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَن يَأْبَى؟ قالَ: ((مَن أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَن عَصَانِي فقَدْ أَبَى)).


5- ومنها الحسرة والندامة يوم القيامة: قال الله تعالى: ﴿ يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَالَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا ﴾ [الأحزاب: 66]، وقال تعالى: ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ﴾ [الفرقان: 27].


6- وتأمَّل أحوال الكثير منا (نعلم ولا نعمل):

• نعلم شؤم المعصية ونعملها!


• نعلم خطورة اللسان ونترك له العنان!


• نعلم حرمة الغناء والهواتف مكتظة!

 

• نعلم حرمة القطيعة ونحن نُصِرُّ عليها!


• نعلم مغبة الحقد والغل والقلوب مليئة!


• نعلم عاقبة الظلم في الدنيا قبل الآخرة والمظالم منتشرة!


• نعلم حقارة الدنيا وسرعة فنائها وزوالها ونحن نتنازع ونتقاطع ونتدابر ونتقاتل من أجلها!


فنسأل الله العظيم أن يصلح أحوالنا، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يجعلنا من عباده الممتثلين، ولشرعه مستجيبين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • وصايا من أريج للصفوة من الحجيج
  • دعوات الإخلال بأمن الحجاج لا تصدر إلا من مجرمين محاربين لله ولشرعه
  • الهند: مغادرة أول فوج من الحجاج باتجاه البقاع المقدسة
  • صور من الحج (خطبة)
  • الثج للراجع من الحج
  • روسيا: انطلاق الدفعة الأولى من الحجاج الروس إلى الأراضي المقدسة
  • مواعظ من الحجر الصحي
  • باب التعريس بذي الحليفة، والصلاة بها إذا صدر من الحج أو العمرة
  • خطبة: ماذا تعلمنا من الحج
  • من المدينة إلى العرصات دروس وهدايات
  • ومن دخل في فرض موسع: حرم قطعه ولا يلزم في النفل ولا قضاء فاسده إلا الحج

مختارات من الشبكة

  • الامتثال لأمر الله ورسوله(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن حماد آل عمر)
  • دروس في النقد والبلاغة: الدرس الحادي عشر: الأمر(مقالة - حضارة الكلمة)
  • دروس مستفادة من الهجرة النبوية (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دروس مستفادة من إسلام أبي بكر الصديق(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • دروس مستفادة من حياة أبي بكر الصديق(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • دروس مستفادة من جاري(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دروس مستفادة من إنفلونزا الخنازير(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • "إن الله معنا" درس من دروس الهجرة النبوية (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • أروع الأمثال في سرعة الامتثال(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تعظيم الله: درس من دروس رمضان 1445 هـ (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 21/11/1446هـ - الساعة: 10:16
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب