• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / خطب المناسبات
علامة باركود

خطبة عيد الفطر 1430 هـ

الشيخ عبدالله بن محمد البصري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 22/9/2009 ميلادي - 2/10/1430 هجري

الزيارات: 29327

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة عيد الفطر 1430 هـ

 

أَمَّا بَعدُ:
فَإِنَّ خَيرَ الزَّادِ تَقوَى رَبِّ العِبَادِ؛ فَهِيَ وَصِيَّتُهُ تَعَالى لأَوَّلِهِم وَآخِرِهِم، وَهِيَ أَمرُهُ لأُولي الأَلبَابِ مِنهُم؛ ﴿ وَلَقَد وَصَّينَا الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِن قَبلِكُم وَإِيَّاكُم أَنِ اتَّقُوا اللهَ ﴾ [النساء: 131]،  ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيرَ الزَّادِ التَّقوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولي الأَلبَابِ ﴾ [البقرة: 197].

 

اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.

 

أَيُّهَا المُسلِمُونَ:
إِنَّكُم في يَومٍ مُبَارَكٍ وَمُنَاسَبَةٍ سَعِيدَةٍ، يَومُ عِيدٍ وَفَرحَةٍ وَبَهجَةٍ، وَمُنَاسَبَةُ سُرُورٍ وَحُبُورٍ وَغِبطَةٍ، إِنَّهُ أَحَدُ يَومَينِ كَرِيمَينِ وَعِيدَينَ عَظِيمَينِ، خَصَّ اللهُ هَذِهِ الأُمَّةَ وَأَنعَمَ عَلَيهَا بِهِمَا، وَاختَارَهُمَا لِلمُسلِمِينَ وَهَدَاهُم إِلَيهِمَا، وَأَغنَاهُم بِهِمَا عَمَّا سِوَاهُمَا مِن أَيَّامِ الجَاهِلِيَّةِ وَأَعيَادِهَا، وَشَرَعَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنهُمَا بَعدَ تَوفِيقٍ لأَدَاءِ رُكنٍ مِن أَركَانِ الإِسلامِ، وَجَعَلَهُ بَعدَ تَيسِيرٍ لأَنوَاعٍ مِنَ القُرُبَاتِ وَالبِرِّ وَالإِحسَانِ؛ عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ  قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ المَدِينَةَ وَلَهُم يَومَانِ يَلعَبُونَ فِيهِمَا، فَقَالَ: ((مَا هَذَانِ اليَومَانِ؟))، قَالُوا: كُنَّا نَلعَبُ فِيهِمَا في الجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ اللهَ قَدَ أَبدَلَكُم بِهِمَا خَيرًا مِنهُمَا: يَومَ الأَضحَى وَيَومَ الفِطرِ)).

 

نَعَم أَيُّهَا المُسلِمُونَ هَذَا أَحَدُ عِيدَيكُمُ المَشرُوعَينِ، وَلا عِيدَ في السَّنَةِ سِوَاهُمَا، وَلا أَيَّامَ مُعَظَّمَةً غَيرُهُمَا، وَمَن مِثلُكُم في مِثلِ هَذَا اليَومِ العَظِيمِ وَالصَّبَاحِ الجَمِيلِ؟! مُدَّت أَعمَارُكُم وَأُفسِحَ لَكُم في آجَالِكُم، فخَتَمتُمُ الشَّهرَ وَأَكمَلتُمُ العِدَّةَ، وَأَتمَمتُمُ الصِّيَامَ وَفُزتُم بِالقِيَامِ، وَاعتَمَرَ مِنكُم مَنِ اعتَمَرَ وَاعتَكَفَ مَنِ اعتَكَفَ، وَقَرَأتُمُ القُرآنَ وَتَصَدَّقتُم وَبَرَرْتُم، وَفَطَّرتُمُ الصَّائِمِينَ وَأَطعَمتُمُ الفُقَرَاءَ وَالمَسَاكِينَ، وَسَاهَمتُم في مَشرُوعَاتِ الخَيرِ وَدَعَمتُم بَرَامِجَ الدَّعوَةِ، فَحُقَّ بِذَلِكَ أَن يَتِمَّ فَرَحُكُم وَيَكتَمِلَ سُرُورُكُم، وَأَن تَظهَرَ بَهجَتُكُم فَتَلبَسُوا الجَدِيدَ وَتَسعَدُوا بِالعِيدِ؛ ﴿ قُلْ بِفَضلِ اللهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفرَحُوا هُوَ خَيرٌ مِمَّا يَجمَعُونَ ﴾ [يونس: 58]، وَإِنَّ في تَشرِيعِ الأَعيَادِ في الإِسلامِ بَعدَ مَوَاسِمِ الطَّاعَاتِ لأَعظَمَ الإِشَارَاتِ، إِلاّ أَنَّ الفَرحَ الحَقِيقِيَّ إِنَّمَا يَكُونُ لِمَن أَطَاعَ رَبَّهُ وَتَقَرَّبَ إِلَيهِ، وَأَنَّهُ بِقَدرِ مَا يُطيعُ العَبدُ رَبَّهُ يَكُونُ حَظُّهُ مِنَ الفَرحِ.

 

اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.

 

إِنَّ المُؤمِنَ لَيَفرَحُ كُلَّمَا أَطَاعَ رَبَّهُ وَأَحسَنَ عَمَلَهُ؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا سَرَّتكَ حَسَنَتُكَ وَسَاءَتكَ سَيِّئَتُكَ فَأَنتَ مُؤمِنٌ))، وَمَا أَحرَى الأُمَّةَ في كُلِّ عِيدٍ أَن تَفرَحَ بِمَا مَنَّ اللهُ بِهِ عَلَيهَا مِن إِدرَاكِ شَهرِ رَمَضَانَ! وَأَن تُسَرَّ بِمَا وَفَّقَهَا إِلَيهِ مِن بِرٍّ فِيهِ وَإِحسَانٍ! بَل مَا أَجدَرَهَا أَن تُضَاعِفَ العَمَلَ بَعدَهُ حَمدًا للهِ عَلَى مَا أَنعَمَ بِهِ عَلَيهَا وَشُكرًا، وَأَن تَزدَادَ بِدِينِهَا تَمَسُّكًا وَبِحَبلِ اللهِ اعتِصَامًا، وَأَن تَحتَفِظَ بِهُوِيَّتِهَا وَتَعتَزَّ بِشَخصِيَّتِهَا! وَكَيفَ لا تَفعَلُ وَهِيَ أُمَّةُ الصِّرَاطِ المُستَقِيمِ وَالحَقِّ المُبِينِ؟! قَالَ سُبحَانَهُ: ﴿ فَاستَمسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُستَقِيمٍ * وَإِنَّهُ لَذِكرٌ لَكَ وَلِقَومِكَ وَسَوفَ تُسأَلُونَ ﴾ [43، 44].

 

اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.

 

أُمَّةَ الإِسلامِ:

لَقَد جَعَلَ اللهُ لَنَا بِالإِسلامِ شَرَفًا وَقَدْرًا، وَأَنزَلَ عَلَينَا خَيرَ الكُتُبِ رِفعَةً لَنَا وَضِيَاءً وَذِكرًا؛ قَالَ تَعَالى: ﴿ لَقَد أَنزَلنَا إِلَيكُم كِتَابًا فِيهِ ذِكرُكُم أَفَلا تَعقِلُونَ ﴾ [الأنبياء: 10]، وَقَالَ سُبحَانَهُ: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَد جَاءَكُم بُرهَانٌ مِن رَبِّكُم وَأَنزَلنَا إِلَيكُم نُورًا مُبِينًا * فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَاعتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدخِلُهُم في رَحمَةٍ مِنهُ وَفَضلٍ وَيَهدِيهِم إِلَيهِ صِرَاطًا مُستَقِيمًا ﴾ [النساء: 175،174]، وَإِنَّ أُمَّتَنَا أُمَّةٌ مَرحُومَةٌ، مُجتَبَاةٌ مِن بَينِ الأُمَمِ، مُصطَفَاةٌ عَلَى سَائِرِ البَشَرِ، مَوسُومَةٌ بِالخَيرِيَّةِ، مُبَشَّرَةٌ بِالسَّنَاءِ وَالرِّفعَةِ، مَوعُودَةٌ بِالعِزِّ وَالنَّصرِ وَالتَّمكِينِ، مَحفُوظَةٌ بِأَمرِ اللهِ مَا حَفِظَت أَمرَ رَبِّهَا، بَاقِيَةٌ مَا تَمَسَّكَت بِكِتَابِهَا، قَائِمَةٌ مَا قَامَت بِفَرَائِضِ دِينِهَا وَأَقَامَت أَركَانَهُ؛ قَالَ سُبحَانَهُ: ﴿ كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَتَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤمِنُونَ بِاللهِ ﴾ [آل عمران: 110]، وَقَالَ جَلَّ وَعَلا: ﴿ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُم وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَستَخلِفَنَّهُم في الأَرضِ كَمَا استَخلَفَ الَّذِينَ مِن قَبلِهِم وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُم دِينَهُمُ الَّذِي ارتَضَى لَهُم وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِن بَعدِ خَوفِهِم أَمنًا يَعبُدُونَني لا يُشرِكُونَ بي شَيئًا ﴾ [النور: 55]، وَقَالَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ: ((أَبشِرُوا أَبشِرُوا، أَلَيسَ تَشهَدُونَ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ؟))، قَالُوا: نَعَم، قَالَ: ((فَإِنَّ هَذَا القُرآنَ سَبَبٌ طَرَفُهُ بِيَدِ اللهِ وَطَرَفُهُ بِأَيدِيكُم، فَتَمَسَّكُوا بِهِ، فَإِنَّكُم لَن تَضِلُّوا وَلَن تَهلِكُوا بَعدَهُ أَبَدًا))، وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ((بَشِّرْ هَذِهِ الأُمَّةَ بِالسَّنَاءِ وَالرِّفعَةِ وَالدِّينِ وَالتَّمكِينِ في الأَرضِ))، وقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ((لَيَبلُغَنَّ هَذَا الأَمرُ مَا بَلَغَ اللَّيلُ وَالنَّهَارُ، وَلا يَترُكُ اللهُ بَيتَ مَدَرٍ وَلا وَبَرٍ إِلاَّ أَدخَلَهُ اللهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَو بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللهُ بِهِ الإِسلامَ، وَذُلاًّ يُذِلُّ اللهُ بِهِ الكُفرَ))، إِنَّهُ الوَعدُ الصَّادِقُ يَنقُلُهُ مَن لا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى؛ وَمَن أَصدَقُ مِنَ اللهِ قِيلاً.

 

وَأَمَّا مَا تَرونَهُ حَولَكُم أَيُّهَا المُسلِمُونَ في هَذِهِ الأَزمِنَةِ مِن ضَعفِ هَذِهِ الأُمَّةِ في عَدَدٍ مِنَ الأَنحَاءِ، وَاستِيلاءِ الكُفَّارِ عَلَيهَا في بَعضِ الأَرجَاءِ، وَإِمهَالِ الكَافِرِينَ وَابتِلاءِ المُؤمِنِينَ، وَارتِفَاعِ أَصوَاتِ الفَسَقَةِ وَالمُنَافِقِينَ، ممَّا أَسقَطَ في جُرُفِ الانتِكَاسَةِ مَن يَعبُدُ اللهَ عَلَى حَرفٍ، فَإِنَّمَا هِيَ أُمُورٌ حَاِدثَةٌ لِخَلَلٍ مِن دَاخِلِ الصَّفِّ وَلَيسَ مِن خَارِجِهِ؛ ﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتكُم مُصِيبَةٌ قَد أَصَبتُم مِثلَيهَا قُلتُم أَنَّى هَذَا قُل هُوَ مِن عِندِ أَنفُسِكُم ﴾ [آل عمران: 165]، ﴿ وَمَا أَصَابَكُم مِن مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَت أَيدِيكُم ﴾ [الشورى: 30].

 

وَإِنَّ هَذِهِ الحُرُوبَ الَّتي تُشَبُّ يَمنَةً وَيَسرَةً، وَتِلكَ الغَارَاتِ الَّتي تُشَنُّ شَرقًا وَغَربًا، وَذَلِكَ الهُجُومَ الَّذِي تُقصَدُ بِهِ الأُمَّةُ في دِينِهَا وَقِيَمِهَا وَأَخلاقِ شَبَابِهَا وَعَفَافِ نِسَائِهَا، وَمَا يَتبَعُ ذَلِكَ مِن مَعَارِكَ كَلامِيَّةٍ وَمُلاسَنَاتٍ وَجَدَلٍ تَتَوَلَّى كِبرَهُ وَسَائِلُ الإِعلامِ، إِنَّمَا يَقُومُ كُلُّ ذَلِكَ لِحِكَمٍ يَعلَمُهَا العَزِيزُ الحَكِيمُ، وَهِيَ تَجرِي عَلَى سُنَّةٍ مِن سُنَنِهِ إِلى أَن يَأتِيَ أَمرُهُ، وَلَن يَقَرَّ لها قَرَارٌ مَا دَامَ في الأَرضِ مُسلِمٌ وَكَافِرٌ، وَلَن تَهدَأَ مَا وُجِدَ فِسطَاطُ إِيمَانٍ وَفِسطَاطُ نِفَاقٍ؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ((لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِن أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى مَن نَاوَأَهُم حَتَّى يُقَاتِلَ آخِرُهُم المَسِيحَ الدَّجَّالَ))، وَلَكَم يَدفَعُ اللهُ بِتِلكَ الحُرُوبِ مِن شَرٍّ وَيَرفَعُ بِهَا مِن فَسَادٍ! وَلَكَم يُحِقُّ بِهَا مِن حُقٍّ وَيُزهِقُ مِن بَاطِلٍ! وَلَكَم يَتَمَيَّزُ بِهَا مِن صَادِقٍ وَيُفتَضَحُ بِهَا مِن كَاذِبٍ! قَالَ جَلَّ شَأنُهُ: ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُترَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُم لا يُفتَنُونَ * وَلَقَد فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبلِهِم فَلَيَعلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعلَمَنَّ الكَاذِبِينَ ﴾ [العنكبوت:3،2] وَقَالَ تَبَارَكَ اسمُهُ: ﴿ مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ المُؤمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُم عَلَيهِ حَتَّى يَمِيزَ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ﴾ [آل عمران: 179]، وَقَالَ سُبحَانَهُ: ﴿ وَلَولاَ دَفعُ اللهِ النَّاسَ بَعضَهُم بِبَعضٍ لَفَسَدَتِ الأَرضُ وَلَكِنَّ اللهَ ذُو فَضلٍ عَلَى العَالَمِينَ ﴾ [البقرة: 251].

 

بَل إِنَّ مَا يَجرِي عَلَى هَذِهِ الأُمَّةِ مِن مِحَنٍ وَبَلايَا، وَمَا تُصَابُ بِهِ مِن فِتَنٍ وَرَزَايَا، وَمَا تَتَجَرَّعُهُ مِن إِيذَاءِ الكَفَرَةِ الأَعدَاءِ، وَكَيدِ المُنَافِقِينَ وَأَهلِ الأَهوَاءِ، إِنَّ كُلَّ ذَلِكَ لَمِن رَحمَةِ اللهِ بها وَإِرَادَتِهِ بها الخَيرَ؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ((أُمَّتِي هَذِهِ أُمَّةٌ مَرحُومَةٌ، لَيسَ عَلَيهَا عَذَابٌ في الآخِرَةِ، عَذَابُهَا في الدُّنيَا الفِتَنُ وَالزَّلازِلُ وَالقَتلُ))، وَمِن ثَمَّ فَلا استِنكَارَ لِمَا يَجرِي وَقَد قدَّرَهُ اللهُ، وَلا تَرَاجُعَ عَنِ الحَقِّ وَلا نُكُوصَ، وَلا يَأسَ مَهمَا اشتَدَّتِ الخُطُوبُ، وَلا قُنُوطَ وَإِنِ ادلَهَمَّتِ الأُمُورُ، وَلا سَأمَ مِنَ العَمَلِ وَلا فُتُورَ وَلا مَلَلَ، وَتِلكَ سُنَّةُ اللهِ في خَلقِهِ، جَارِيَةٌ مَاضِيَةٌ؛ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَحوِيلاً، وَالخَيرُ وَالشَّرُّ يَتَدَافَعَانِ، وَالمَعرَكَةُ مُستَمِرَّةٌ بَينَ الحَقِّ وَالبَاطِلِ، وَالصِّرَاعُ قَائِمٌ بَينَ عَصَائِبِ الإِيمَانِ وَعِصَابَاتِ الطُّغيَانِ.

 

وَإِذَا كُنَّا قُد نَكتَوِي مِمَّا يَجرِي بِنِيرَانِهِ وَنَشرَقُ بِدُخَانِهِ، فَإِنَّ لِلأَعدَاءِ مِنهُ لأَضرَارًا جَسِيمَةً، وَإِنَّ عَلَيهِم بِسَبَبِهِ لَخَسَائِرَ فَادِحَةً؛ ﴿ إِنْ يَمسَسْكُم قَرحٌ فَقَد مَسَّ القَومَ قَرحٌ مِثلُهُ وَتِلكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَينَ النَّاسِ ﴾ [آل عمران: 140]، ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَموَالَهُم لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيهِم حَسرَةً ثُمَّ يُغلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ يُحشَرُونَ * لِيَمِيزَ اللهُ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجعَلَ الخَبِيثَ بَعضَهُ عَلَى بَعضٍ فَيَركُمَهُ جَمِيعًا فَيَجعَلَهُ في جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الخَاسِرُونَ ﴾ [الأنفال: 37،36]، وَلَكِنَّ التَّحَدِّيَ الأَقوَى وَالاختِيَارَ الأَصعَبَ وَاقتِحَامَ العَقبَةِ الكَؤُودِ، إِنَّمَا هُوَ في الثَّبَاتِ عَلَى الدِّينِ وَإِقَامَةِ الشَّرِيعَةِ، وَالدَّعوَةِ إِلى اللهِ وَالأَمرِ بِالمَعرُوفِ وَالنَّهيِ عَنِ المُنكَرِ، وَالتَّوَاصِي بِالحَقِّ وَالصَّبرِ عَلَيهِ؛ ﴿ وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِن مَكَّنَّاهُم في الأَرضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالمَعرُوفِ وَنَهَوا عَنِ المُنكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ ﴾ [الحج: 41،40]، ﴿ إِنَّ الإِنسَانَ لَفَي خُسرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوا بِالحَقِّ وَتَوَاصَوا بِالصَّبرِ ﴾ [العصر:3،2].

 

أَلا فَاستَمسِكُوا بِدِينِكُم الحَقِّ، فَإِنَّنَا في زَمَنٍ كَثِيرَةٌ فِتَنُهُ شَدِيدَةٌ مِحَنُهُ، سَرِيعَةٌ تَغَيُّرَاتُهُ غَرِيبَةٌ تَقَلُّبَاتُهُ، بَينَا تَرَى الرَّجُلَ فَيُعجِبُكَ دِينُهُ وَسَمْتُهُ، حَتى تَزِلَّ بِهِ القَدَمُ في جُرُفِ شُبهَةٍ أَو حَضِيضِ شَهوَةٍ، وَصَدَقَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ حَيثُ قَالَ: ((بَادِرُوا بِالأَعمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيلِ المُظلِمِ، يُصبِحُ الرَّجُلُ مُؤمِنًا وَيُمسِي كَافِرًا، أَو يُمسِي مُؤمِنًا وَيُصبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنيَا)).

 

فَاتَّقُوا اللهَ وَاعتَصِمُوا بِحَبلِهِ، وَلازِمُوا الإِيمَانَ بِهِ وَالزَمُوا الجَمَاعَةَ، وَاصبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا، فَإِنَّ أَجرَ الصَّابِرِينَ مُضَاعَفٌ؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّهُ لم يَكُنْ نَبِيٌّ قَبلِي إِلاَّ كَانَ حَقًّا عَلَيهِ أَن يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيرِ مَا يَعلَمُهُ لَهُم وَيُنذِرَهُم شَرَّ مَا يَعلَمُهُ لَهُم، وَإِنَّ أُمَّتَكُم هَذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا في أَوَّلِهَا وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلاءٌ وَأُمُورٌ تُنكِرُونَهَا، وَتَجِيءُ فِتنَةٌ فَيُرَقِّقُ بَعضُهَا بَعضًا، وَتَجِيءُ الفِتنَةُ فَيَقُولُ المُؤمِنُ: هَذِهِ مُهلِكَتِي، ثُمَّ تَنكَشِفُ، وَتَجِيءُ الفِتنَةُ فَيَقُولُ المُؤمِنُ: هَذِهِ هَذِهِ، فَمَن أَحَبَّ أَن يُزَحزَحَ عَنِ النَّارِ وَيُدخَلَ الجَنَّةَ فَلْتَأتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤمِنُ بِاللهِ وَاليَومِ الآخِرِ، وَلْيَأتِ إِلى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَن يُؤتَى إِلَيهِ، وَمَن بَايَعَ إِمَامًا فَأَعطَاهُ صَفقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلبِهِ فَلْيُطِعهُ إِنِ استَطَاعَ))، وَقال صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِن وَرَائِكُم أَيَّامَ الصَّبرِ، لِلمُتَمَسِّكِ فِيهِنَّ يَومَئِذٍ بما أَنتُم عَلَيهِ أَجرُ خَمسِينَ مِنكُم))، قَالُوا: يَا نَبيَّ اللهِ، أَو مِنهُم؟ قَالَ: ((بَل مِنكُم)).

 

أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اركَعُوا وَاسجُدُوا وَاعبُدُوا رَبَّكُم وَافعَلُوا الخَيرَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ * وَجَاهِدُوا في اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجتَبَاكُم وَمَا جَعَلَ عَلَيكُم في الدِّينِ مِن حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُم إِبرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ المُسلِمِينَ مِن قَبلُ وَفي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيكُم وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَولاكُم فَنِعمَ المَولى وَنِعمَ النَّصِيرُ ﴾ [الحج:78،77].

 

اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.

 

الخطبة الثانية

أَمَّا بَعدُ:
فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالى وَأَطِيعُوهُ وَلا تَعصُوهُ.

 

اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.

 

أَيُّهَا المُسلِمُونَ:
لَقَد مَنَّ اللهُ عَلَينَا بِإِدرَاكِ خَيرِ الشُّهُورِ وَشُهُودِ هَذَا العِيدِ السَّعيدِ، فَلْنَعرِفْ لِلعِيدِ قَدرَهُ، وَلْنَستَثمِرْهُ فِيمَا شُرِعَ لَهُ، وَلْنَحذَرْ مِن تَلوِيثِهِ بِطَاعَةِ الشَّيطَانِ وَالنُّكُوصِ عَلَى الأَعقَابِ بَعدَ الإِيمَانِ، لقد نَظَّفنَا الظَّوَاهِرَ وَزَيَّنَّا الأَجسَادَ، فَلْنُطَهِّرِ البَوَاطِنَ وَلْنُصلِحِ القُلُوبَ؛ فَإِنَّ بَهجَةَ العِيدِ لِمَن أَصلَحَ قَلبَهُ، وَتَمَامَ الفَرَحِ لَمَن أَدخَلَ السُّرُورَ فِيهِ عَلَى غَيرِهِ، وَعَينَ الدِّينِ وَالعَقلِ لِمَن وَصَلَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَن يُوصَلَ، وَمَن أَلانَ الكَلامَ وَأَفشَى السَّلامَ، وَكَفَّ أَذَاهُ وَأَحسَنَ إِلى جِيرَانِهِ، فَقَدِ استَكمَلَ المَرُوءَةَ وَنَالَ مِنَ الإِيمَانِ حَظًّا عَظِيمًا، أَلا فَمَا أَجمَلَ العِيدَ بِالتَّوَاصُلِ وَالتَّزَاوُرِ! وَمَا أَسعَدَهُ بِخَفضِ الجَنَاحِ وَلِينِ الجَانِبِ! وَمَا أَكمَلَهُ بِنِسيَانِ مَاضِي الخِلافاتِ وَنَبذِ التَّهَاجُرِ وَالتَّقَاطُعِ!

 

اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.

 

وَكَلِمَةٌ مُوجَزَةٌ تُوَجَّهُ لِلنِّسَاءِ، نُوصِيهِنَّ فِيهَا بِشَيءٍ مِن كَلامِ اللهِ وَكَلامِ رَسُولِهِ، إِذْ لا صَلاحَ لأَمرِهِنَّ إِلاَّ بِتَمَسُّكِهِنَّ بِفِطرَةِ اللهِ الَّتي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيهَا، لا تَبدِيلَ لِخَلقِ اللهِ.

 

فَيَا إِمَاءَ اللهِ:
لا تَنخَدِعْنَ بِلُعبَةِ الحُرِّيَّةِ أَو خُدعَةِ المُسَاوَاةِ، فَهَذَا هُوَ خَلقُ اللهِ؛ ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعضَهُم عَلَى بَعضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِن أَموَالِهِم ﴾ [النساء:34]، وَمَعَ هَذَا فَالأَجرُ عِندَ اللهِ لِلصَّالِحِ أيًّا كَانَ مَحفُوظٌ؛ ﴿ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلغَيبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ ﴾ [النساء: 34]، وَمِن ثَمَّ فَلا سَعيَ لِتَغيِيرِ الفِطرَةِ، وَلا انخِدَاعَ بِدَعَاوَى الكَفَرَةِ وَتَزيِينِ الفَجَرَةِ؛ ﴿ وَلا تَتَمَنَّوا مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعضَكُم عَلَى بَعضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكتَسَبنَ وَاسأَلُوا اللهَ مِن فَضلِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمًا ﴾ [النساء:32].

 

لَقَد حَفِظَ الإِسلامُ لَكُنَّ الحُقُوقَ، أُمَّهَاتٍ وَزَوجَاتٍ وَأَخوَاتٍ وَبُنَيَّاتٍ، فَجَعَلَ لِلأُمِّ ثَلاثَةَ حُقُوقٍ مُقَابِلَ حَقٍّ وَاحِدٍ لِلأَبِ، وَرَغَّبَ في رِعَايَةِ البَنَاتِ وَالنَّفَقَةِ عَلَيهِنَّ وَعَلَى الأَخوَاتِ وَالزَّوجَاتِ، وَجَعَلَ ذَلِكَ وَاجِبًا عَلَى الرَّجُلِ، وَجَزَى عَلَيهِ الأُجُورَ العَالِيَةَ؛ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ حَيدَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قُلتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا حَقُّ زَوجَةِ أَحَدِنَا عَلَيهِ؟ قَالَ: ((أَن تُطعِمَهَا إِذَا طَعِمتَ، وَتَكسُوَهَا إِذَا اكتَسَيتَ، وَلا تَضرِبِ الوَجهَ وَلا تُقَبِّحْ، وَلا تَهجُرْ إِلاَّ في البَيتِ))، وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ((مَن عَالَ جَارِيَتَينِ حَتى تَبلُغَا جَاءَ يَومَ القِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ هَكَذَا - وَضَمَّ أَصَابِعَهُ))، وَفي لَفظٍ: ((مَن عَالَ ابنَتَينِ أَو ثَلاثًا، أَو أُختَينِ أَو ثَلاثًا حَتى يَبِنَّ أَو يَمُوتَ عَنهُنَّ، كُنتُ أَنَا وَهُوَ في الجَنَّةِ كَهَاتَينِ - وَأَشَارَ بِأَصبُعَيهِ: السَّبَابَةِ وَالَّتي تَلِيهَا)).

 

أَلا فَاتَّقِينَ اللهَ؛ فـ﴿ لَستُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيتُنَّ فَلا تَخضَعْنَ بِالقَولِ فَيَطمَعَ الَّذِي في قَلبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَولاً مَعرُوفًا * وَقَرْنَ في بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ ﴾ [الأحزاب:33،32]، تَسَتَّرْنَ وَاحتَشِمْنَ وَالزَمنَ البُيُوتَ وَأَطعِنَ الأَزوَاجَ؛ فَقَد قَالَ تَعَالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ المُؤمِنِينَ يُدنِينَ عَلَيهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ﴾ [الأحزاب:59]، وَقَالَ سُبحَانَهُ: ﴿ وَقُل لِلمُؤمِنَاتِ يَغضُضْنَ مِن أَبصَارِهِنَّ وَيَحفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنهَا وَلْيَضرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَو آبَائِهِنَّ أَو آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَو أَبنَائِهِنَّ أَو أَبنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَو إِخوَانِهِنَّ أَو بَنِي إِخوَانِهِنَّ أَو بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَو نِسَائِهِنَّ أَو مَا مَلَكَت أَيمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيرِ أُولي الإِربَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفلِ الَّذِينَ لم يَظهَرُوا عَلَى عَورَاتِ النِّسَاء وَلا يَضرِبْنَ بِأَرجُلِهِنَّ لِيُعلَمَ مَا يُخفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا المُؤمِنُونَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ ﴾ [النور: 31]، وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا صَلَّتِ المَرأَةُ خَمسَهَا وَصَامَت شَهرَهَا وَحَفِظَت فَرجَهَا وَأَطَاعَت زَوجَهَا، قِيلَ لها: ادخُلِي الجَنَّةَ مِن أَيِّ أَبوَابِ الجَنَّةِ شِئتِ)).

 

اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • خطبة عيد الفطر 1427
  • خطبة عيد الفطر المبارك
  • خطبة عيد الفطر المبارك
  • عيد الفطر المبارك
  • آداب عيد الفطر المبارك
  • خطبة عيد الفطر المبارك
  • عيد الفطر
  • خطبة عيد الفطر المبارك
  • خطبة عيد الفطر لعام 1428هـ
  • وقفات مع عيد الفطر
  • خطبة عيد الفطر 1432هـ
  • خطبة عيد الفطر المبارك لعام 1432هـ
  • خطبة عيد الفطر المبارك
  • خطبة عيد الفطر المبارك .. التعلق بالله
  • خطبة عيد الفطر 1433هـ
  • خطبة عيد الفطر
  • عيد الفطر 1434 هـ ( خطبة )
  • خطبة العيد
  • خطبة عيد الفطر لعام 1426هـ
  • حديث: الفطر يوم يفطر الناس، والأضحى يوم يضحي الناس
  • خطبة عيد الفطر 1443هـ
  • خطبة عيد 1443 هـ
  • خطبة عيد الفطر 1446هـ

مختارات من الشبكة

  • خطبة عيد الفطر: عيد فطر بعد عام صبر(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الفطر المبارك 1446 هـ الأعياد بين الأفراح والأحزان(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • خطبة عيد الفطر السعيد (1445 هـ) معنى الفرح بالعيد، وإسداء النصح للعبيد(مقالة - ملفات خاصة)
  • بالطاعات تكتمل بهجة الأعياد (خطبة عيد الفطر المبارك 1442 هـ)(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • فرحة العيد - خطبة عيد الفطر المبارك 1439 هـ(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الفطر المبارك 1435 هــ ( عيد ميلاد وبناء )(مقالة - ملفات خاصة)
  • عيد الفطر: فرحة المسلمين بعد رمضان(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الفطر 1444 (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الفطر 1437 هجرية (خطبة دينية اجتماعية)(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الفطر: العيد وتجديد المفاهيم والقيم(مقالة - ملفات خاصة)

 


تعليقات الزوار
1- عيدك مبارك
حمدان لافي الويبار الشمري - الحفرالباطن 27-09-2009 02:34 AM
عيدكم مبارك وعسى ان يعود هذا العيد للأمة الاسلامية
وان يكون عيد فتح ونصر
مشكور على هذه الخطبة المميزة جداً
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب