• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / خطب المناسبات
علامة باركود

عيد الفطر

الشيخ فهد الحميد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/9/2009 ميلادي - 29/9/1430 هجري

الزيارات: 13121

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عيد الفطر

 

إن الحمد لله، نحمدُه ونستعينُه ونستهديه، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضلَّ له، ومَن يُضللْ فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمَّدًا عبدُه ورسولُه، القائل: ((مَن صام رمضانَ ثم أتبعه ستًّا من شوال، كان كصيام الدهر))، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

أما بعد:

فالحمد لله الذي أتمَّ النعمة بإكمال العدة؛ ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ ﴾ [البقرة: 185]، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلاَّ الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، اللهم لك الحمد بما علَّمْتنا وهديتنا، وأرسلت إلينا رسولنا، وأنزلت علينا كتابنا، وشرَّعتَ لنا ديننا، وميَّزْتنا بأعيادنا عن أعياد غيرنا، فهي أعياد توحيد، وأعياد غيرنا أعياد شرك وبدعة، فالحمد لله أوَّلاً وآخرًا، وظاهرًا وباطنًا على نِعَمه التي لا تُحصَى وآلائه التي تترى [أي: يتبع بعضُها بعضًا]؛ ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ [إبراهيم: 34]. أيُّها المسلمون، تذكَّروا مَن تعيَّد معنا الأعياد الماضية والسنين السالفة، بل تذكروا مَن مات ليلة العيد بل قبله بيوم أو أيام، حالَ الموت دون آمالهم، حطَّم الأجل لهم الأماني.

 

أدركتم العيد وأنتم تَرفُلون في نعمةِ الله في صحَّة وعافية وقوة، وغيرُكم طريحُ الفراش، أسيرُ السرير الأبيض، أدركتم العيد المبارك وأنتم في اجتماع، وإخوانكم في بعض البقاع في شتات، وأنتم في أمنٍ واطمئنان، وغيرُكم في رعب وخوف وقلق من رَصَاص الطاغين، وقرع نعال المجرمين، وقصف طائرات الكافرين، ليس لهم قرارٌ، ولا يَهْنَؤون بعيش، فانظروا، هم في الحروب والفتن، مشرَّدين لاجئين بين الدول.

 

وأمدَّكم بنعمته وقوَّاكم؛ قال تعالى: ﴿ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾ [قريش: 3، 4]، فالله أكبر، والله أكبر، ولله الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه.

 

لقد مرَّ رمضان أيُّها المسلمون، فهل رأيتم شهرًا أسرع مرورًا منه؟! كلاَّ والله، لقد انقضى ما بين طرفةِ عين وانتباهتها، فالحمد لله الذي بنعمته تتمُّ الصالحات، لمن عَبَدَ الله فيه، وصلَّى وقام، والحمد لله على كلِّ حال، ونسأل الله السلامة والعافية، والمغفرة من تقصيرنا وعجزنا وإسرافنا في أمرنا.

 

أيها الناس:

تذكروا بجمعكم هذا يوم الجمع الأكبر حين تقومون يوم القيامة من قبوركم لرب العالمين حافيةً أقدامُكم، عاريةً أجسامُكم، شاخصةً أبصارُكم؛ ﴿ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾ [الحج: 2].

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلاَّ الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

 

أيُّها المسلمون:

هذه المواسم العظيمة نذكر فيها الكليات والجزيئات؛ ليكون في هذا الجمع المبارك الفائدة للمسلمين.

 

إن الله سبحانه وتعالى قد فرض علينا من الأحكام ما شاء، أحلَّ ما شاء وحرمَّ ما شاء سبحانه وتعالى تعالوا نستعرض بعضًا منها، كلُّها من أقواله صلَّى الله عليه وسلَّم ومن الأبواب العظيمة في هذه الشريعة أبوابُ الكبائر؛ قال صلَّى الله عليه وسلَّم: ((اجتنبوا السبع الموبقات، قِيل: يا رسولَ الله، وما هنَّ؟ قال: ((الشركُ بالله، والسحرُ، وقتلُ النفس التي حرَّم الله إلاَّ بالحق، وأكلُ الربا، وأكلُ مال اليتيم، والتولِّي يوم الزحف، وقذفُ المحصنات الغافلات))، ((إنَّ من أكبر الكبائر: الشِّرك بالله، وعقوق الوالدين، واليمين الغموس...))، ((...لَعَن الله مَن ذبح لغير الله...))، ((مَن أتى كاهنًا أو عرَّافًا فصدَّقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد))، ((مَن أتى عرافًا فسأله عن شيء، لم تُقْبَلْ له صلاة أربعين ليلة))، ((مَن علَّق تميمةً، فقد أشرك))،((مَن حلف بغير الله فقدْ كَفَر، أو أشرك)), ((...لَعَن الله مَن لعن والديه...))، ((...لَعَن الله مَن غيَّر منار الأرض...))، ((العهدُ الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر))،((لعن الله آكلَ الرِّبا، ومؤكلَه، وكاتبه وشاهديه، وقال: هم سواء)).

 

((إنَّ على الله عز وجل عهدًا لِمَن يشرب المُسكِر أن يسقيَه من طينة الخبال، قالوا: يا رسول الله، وما طينة الخبال؟ قال: عرق أهل النار، أو عصارة أهل النار)), ((أتدرون ما المفلس؟)) قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: ((إنَّ المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة، وصيام، وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكَلَ مالَ هذا، وسفك دمَ هذا، وضرب هذا، فيُعطَى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإنْ فَنِيتْ حسناتُه قبل أن يقضى ما عليه، أُخِذ من خطاياهم فطُرِحتْ عليه، ثم طُرِح في النار))، ((ثلاثةٌ قد حرَّم الله عليهم الجنة: مدمن الخمر، والعاق، والدَّيُّوث: الذي يُقِرُّ في أهله الخَبَث))، ((لعنة الله على اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبورَ أنبيائهم مساجد))، ((ألاَ وإنَّ مَن كان قبلكم كانوا يتخذون قبورَ أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألاَ فلا تتخذوا القبور مساجدَ، فإنِّي أنهاكم عن ذلك))، ((لعن الله الواصلة والمستوصلة)).

 

و((لعن الله المتشبهين من الرِّجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال))، ((لعن الله السارق يسرق البيضة))، ((لعن الله من آوى مُحدِثًا))، ((أشدُّ الناس عذابًا يوم القيامة المصورون))، ((إن اللعانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة)), ((لا يَحِلُّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، فمن هجر أخاه فوق ثلاث فمات دخل النار))، ((عُذِّبتِ امرأةٌ في هِرَّةٍ سجنتها حتى ماتت، فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها وسقتها؛ إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض))، ((النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيام وعليها سربال من قطران ودرع من جرب))، ((من اقتطع حقَّ امرئ مسلم بيمينه، فقد أوجب الله له النار، وحرَّم عليه الجنة، فقال له رجل: وإن كان شيئًا يسيرًا يا رسول الله؟ قال: ((وإن كان قضيبًا من أراك))، ((مَن أخذ أموال الناس يريد أداءها أدَّى الله عنه، ومَن أخذها يُريد تلافها أتلفه الله))، ((ليكوننَّ من أمتي أقوامٌ ليستحلون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف))، ((مررتُ بأقوام لهم أظفار من نحاس يخمشون صدورهم ووجوههم، فقلت: مَن هؤلاء؟ قالوا: هؤلاء الذي يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم))، ((أسوأ الناس سرقةً الذي يسرق من صلاته، قالوا: يا رسول الله، وكيف يسرق من صلاته؟ قال: لا يُتِمُّ ركوعَها ولا سجودها))، ((أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار؟!))، ((مَن أتي حائضًا أو امرأة في دبرها أو كاهنًا، فقد كفر بما أنزل على محمد)).

 

((ملعون من أتى امرأة في دبرها))، ((أتاني الليلة آتيان، فقالا لي: انطلق حتى أتينا على مثل بناء التنور، فإذا فيه لغط وأصوات فاطلعنا فيه، فإذا فيه رجال ونساء عُرَاة، وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم، فإذا أتاهم ذلك اللهب صاحوا، فلما سأل عنهم الملائكة، قالوا: أمَّا الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل التنور فإنهم الزناة والزواني))، ((إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يُغيِّروه، أوشك الله أن يَعمَّهم بعقاب من عنده))، ((أنهلِكُ وفِينَا الصالحون؟! قال: ((نعم، إذا كَثُرَ الخَبَث))، ((مَن رأى منكم منكرًا، فلْيُغيِّرْه بيده، فإنْ لم يستطعْ، فبلسانه، فإنْ لم يستطع، فبقلبه)).

 

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلاَّ الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

جميل يا عبدَالله أن تتزيَّن للعيد وتتجمَّل، ولكنَّ حلق اللحية حرام؛ قال صلَّى الله عليه وسلَّم: ((خالفوا المشركين، وفِّرُوا اللِّحَى، وأحْفُوا الشوارب)).

 

إنه لجميل أن تلبس أحسن الثياب، ولكنَّ الإسبال حرام، والله لقد تهاون كثير من الشيب والشباب بأمر الإسبال ويحسبونه هينًا وهو عند الله عظيم.

 

اسمع يا من تُرْخي إزارك، وتُسْبِل ثوبك: عن أبي ذَرٌّ رضي الله عنه قال: قال صلَّى الله عليه وسلَّم: ((ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم))، قال أبو ذر: خابوا وخسروا يا رسول الله، مَن هم؟ قال: ((المسبل، والمنان، والمُنَفِّق [من التنفيق وهو الترويج] سلعتَه بالحلف الكاذب)).

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.


أيها المسلمون:

لقد أمر الله الآباء بوقاية أنفسهم وأهليهم من النار؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6]، وتوعَّد بالحرمان من الجنة مَن غشَّ أهلَه، وأيُّ غشٍ أعظم من شراء هذه الأطباق الفاسدة بحجَّة الأخبار، وبثها بين أولاده؟!

 

قال صلَّى الله عيه وسلَّم: ((ما مِن عبد يسترعيه الله رعيةً يموت يوم يموت  وهو غاش لرعيته، إلاَّ حرَّم الله عليه الجنة))؛ فكم كانت هذه سببًا في انتهاك بعض الناس أعراضًا غلَّظ الله حرمتها!

 

لقد كنا في السابق نادرًا ما نسمع عن حادثة اغتصاب، أو اختطاف، أو حدوث جرائم أخلاقية، أو اجتماعية، أو وقوع على المحارم، أمَّا الآن - وبعد انتشار هذه الوسائل الفاسدة من المجلاَّت، والأطباق الهوائية، والقصص الغرامية، والصور الإباحية، عبر الجوال والإنترنت، وغيرها - فقد اتَّسع الخرق على الراقع؛ فلم يَعُدْ غريبًا حصول مثل هذه القبائح، وسماعك بمثل هذه الحوادث مرات ومرات، وما خفي كان أعظمَ!

 

أيُّها المسلم:

إن بيع وشراء وتأجير محلات (الدشوش) والأفلام، والمجلات الهابطة والصور الإباحية، عبر الجوال والإنترنت - من إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا، واستمع لهذا الوعيد في الدنيا قبل الآخرة: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ [النور: 19]، ومَن نشَرَ الظلام، تحمَّلَ الأوزار؛ ﴿ لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ﴾ [النحل: 25].

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.


أيها المسلمون:

نحن في زمن كثُرت فيه الفتن، وتنوَّعت المحن، فتنٌ تَفتِن الأبصار، وأخرى تفتن الأسماع، وثالثةٌ تُسهِّل الفاحشة والآثام، ورابعةٌ تدعو إلى المال الحرام، حتى صار حالُنا قريبًا من ذلك الزمان، الذي قال فيه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم فيما أخرجه الترمذي: ((فإن وراءكم أيامَ الصبر، الصبرُ فيهن كقبض على الجمر، للعامل فيهن أجرُ خمسين منكم، يعمل مثل عمله))، وإنما يعظُم الأجر للعامل الصالح في آخر الزمان؛ لأنه لا يكاد يجد على الخير أعوانًا فهو غريب بين العصاة، نعم غريب بينهم، يأكلون الربا ولا يأكل، ويسمعون الغناء ولا يسمع، ينظرون إلى المحرمات ولا ينظر، يقعون في الفواحش ولا يقع, ويشربون الخمر وهو لا يشرب، بل ويقعون في السحر والشرك، وهو على التوحيد، وعند مسلم أنه صلَّي الله عليه وسلَّم قال: ((بدأ الإسلام غريبًا، وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبى للغرباء))، نعم، طوبى للغرباء، وعند البخاري: قال صلَّى الله عليه وسلَّم: ((لا يأتي عليكم زمان إلاَّ الذي بعده شرٌّ منه حتى تلقوا ربكم))، وأخرج البزَّار بسند حسن أنه صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((يقول الله عزَّ وجل: وعزَّتي لا أجمع على عبدي خوفين، ولا أجمع له أمْنَيْن، إذا أمِنَنِي في الدنيا، أخَفْتُه يوم القيامة، وإذا خافني في الدنيا، أمَّنْتُه يوم القيامة))، نعم من كان خائفًا في الدنيا، مُعَظِّمًا لجلال الله، أَمِن يوم القيامة، وفَرِح بلقاء الله، وكان من أهل الجنة الذين قال الله عنهم: ﴿ وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ * قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ * فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ ﴾ [الطور: 25 - 27]، أمَّا مَن كان مقبلاً على المعاصي، همُّه شهوةُ بطنه وفرجه، آمنًا من عذاب الله، فهو في خوف وفزع في الآخرة، فتوكل على الله إنك على الحق المبين، ولا تغتر بكثرة المتساقطين، ولا ندرة الثابتين، ولا تستوحش من قلة السالكين.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.


وأنت في طريقك إلى اليوم الآخر لا تنسَ زادك: ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ﴾ [البقرة: 197].

الصلوات الخمس، النوافل، السنن الرواتب، قراءة القرآن، قيام الليل، الدعوة إلى الله، صيام النوافل، زيارة المرضى، مجالس الذكر، حفظ اللسان، مصاحبة الأخيار، الدعاء، الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، كلُّها نور على نور، يهدي الله لنوره من يشاء، أسال الله تعالى أن يوفِّقَنا جميعًا لفعل الخيرات، وترك المنكرات.

 

عبادَ الله:

اعلموا أن السنة لمن خرج إلى مصلَّى العيد من طريقٍ، أن يرجع من طريق آخر؛ اقتداءً بالنبي صلَّى الله عليه وسلَّم وإظهارًا لشعائر الله، وتعرفًا على عباد الله في كل طريق، ولقد جرَتْ عاداتُ الناس أن يتصافحوا ويُهنِّئَ بعضُهم بعضًا في العيد، وهذه عادة حسنة تجلب المودة وتُزيلُ البغضاء، أما زيارة القبور في هذا اليوم بالذات فلا أعلم لها أصلاً من الشرع، فزيارة القبور مشروعة في كلِّ وقت، ولم يرد تخصيص يوم العيد بزيارتها.

 

أقول قولي هذا، واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد الله ربِّ العالمين، ولا عدوان إلاَّ على الظالمين؛ قال تعالى: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99]، والصلاة السلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

معاشرَ النساء العابدات القانتات المصليات، بُشْراكُنَّ قول المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم: ((إذا صلَّت المرأة خمسَها، وصامتْ شهرَها، وحصَّنتْ فرجَها، وأطاعتْ زوجَها، قيل لها: ادخلي الجنة من أيِّ أبواب الجنة شئتِ))؛ رواه البخاري، فاللهَ اللهَ يا مسلمة في طاعة الزوج وحسن التبعُّل له، اللهَ اللهَ في رعاية البيت المسلم وحسن تربية الأولاد؛ قال عليه الصلاة والسلام: ((المرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها))؛ متفق عليه.

 

معاشرَ المسلمات المؤمنات:

اذكُرْنَ قولَ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: ((يا معشرَ النساء تصدَّقْنَ وأكثرْنَ الاستغفار؛ فإني رأيتُكُنَّ أكثرَ أهل النار))، رواه مسلم، واذكُرْنَ قول المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم: ((المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان))؛ رواه الترمذي.

 

أين من يزج بنسائه فيما يسمى بالمهرجانات من هذا الحديث بقصد النُّزْهة والاستحمام، فالويل لك ثم الويل لها, فكلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيته، إياكِ إياكِ - يا مسلمة - والخلوةَ مع الرجال الأجانب، مع سائق، أو بائع، أو ابن عم، أو ابن خال، أو جار؛ قال صلَّى الله عليه وسلَّم: ((ما خلا رجل بامرأة إلاَّ كان ثالثهما الشيطان))؛ متفق عليه.

 

إياكُنَّ والتساهلَ مع الرجال الأجانب أو الإفراط في محادثتهم والمزاح معهم، فبعض النساء تجالس أقارب زوجها ممن ليسوا محارمها، وتصافحهم دون وازع من دين أو رادع من حياء، وقد قال صلَّى الله عليه وسلَّم: ((إياكم والدخول على النساء))، فقال رجل من الأنصار أفرأيت الحمو يا رسول الله؟ قال: ((الحَمْوُ الموت))؛ متفق عليه.

 

واحذري مصافحة الأجنبي، واحذر أيها الرجل مصافحةَ مَن ليست بِمَحْرَم لك؛ فقد قال صلَّى الله عليه وسلَّم: ((إني لا أصافح النساء))؛ رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني. وقال أيضًا: ((لأَنْ يُطعَنَ في رأس أحدكم بمخْيَط من حديد، خيرٌ له من أن يَمَسَّ امرأةً لا تَحِلُّ له))؛ رواه الطبراني عن معقل بن يسار، وصححه الألباني.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.


تأمَّلي ماذا يقول عطاء، عن عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس رضي الله عنهما: ألا أُرِيك امرأةً من أهل الجنة؟ قلت: بلى، قال هذه المرأة السوداء، أتت النبيَّ صلَّي الله عليه وسلَّم فقالت: إني أُصْرَع وأني أتكشَّف، فادْعُ الله لي، قال: ((إنْ شئتِ صبرتِ ولك الجنة، وإنْ شئتِ دعوتُ الله أن يعافيَكِ)) فقالت: أصبر، فقالت: إني أتكشَّف، فادْعُ الله لي ألاَّ أتكشَّف، فدعا لها))؛ رواه البخاري ومسلم.

 

فدعا لها، فكانت تُصْرَع ولا تتكشَّف، فيا سبحان الله! امرأةٌ تحمَّلتِ الصَّرَع وآلامه، ولم ترْضَ أن تتكشَّف، وهي معذورة شرعًا! فما بالُ نسائنا أغرقْنَ بالتبرُّج والسفور، بل سعيْنَ إليه زرافات ووحدانا، بعد أن جلب عليهن الشيطان الرجيم بخيله ورجله؟!

 

فيا أيتها المسلمة:

أنقذي نفسَكِ، فإن متاع الدنيا قليلٌ، والآخرة خيرٌ لمن اتَّقى، فلا تغتري بمالك، ولا جمالك؛ فإن ذلك لا يغني عنك من الله شيئًا.

 

وإني أذكِّرُك بأن النبيَّ صلَّي عليه وسلَّم عُرِضتْ عليه النار، ورأى أكثر أهلها النساء، فماذا تريدين يا أختاه من هذه الملابس (بنطال، لثام، عباءة مخصرة أو على الأكتاف) التي تشترينها بالمئات وأنت ستوضعين في القبر في كفن من أرخص الأقمشة؟ فهل تنفعك هذه الألبسة في ظلمة القبر؟!

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

 

يا أَمَة الله، ما هي السعادة؟ هل السعادة في المال، والمنصب، والجمال؟ كثيرٌ من الناس بحث عن السعادة في القنوات والمسلسلات، وصفحات الإنترنت المشبوهة والمجلات الماجنة، والأغنيات والمعاكسات، والتبرج والسفور، فما وجدوها، ولن يجدوها؛ لأن الله جل وعلا يقول: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ﴾ [طه: 124] إذًا؛ أين توجد السعادة؟ ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾ [النحل: 97].

 

حذارِ - يا من ترتدين (البنطال) واللباس العاري أمام النساء والرجال، أو العباءة الضيقة، وعلى الأكتاف، أو تجمعين شعرك فوق رأسك، أو تخرجين متعطرة، فتفتنين الرجال - مِن هذا الوعيد الشديد الذي يُحدِّثنا عنه أنصح الخلق للخلق؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلَّي الله عليه وسلَّم: ((صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدْنَ ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا))؛ رواه مسلم، ((يارُبَّ كاسية في الدنيا عارية في الآخرة))، وأما تلك التي تستعطر حين تخرج لتلاحقها الأنظار، فويل لها من هذا الوعيد؛ عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((أيما امرأة استعطرت فمرَّتْ على قوم ليجدوا من ريحها، فهي زانية))؛ رواه أحمد.

 

يا مسلمة، أيتها المسلمة:

لا تغتري بكثرة العاصيات، لا تغتري بكثرة من يتساهلن بالحجاب، ومعاكسة الشباب، ومقارفة الحرام؛ فنحن في زمن كثرت فيه الفتن حتى صار حالنا كما قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((فإن وراءكم أيامَ الصبر، الصبرُ فيهن كقبض على الجمر، للعامل فيهن أجرُ خمسين منكم، يعمل مثل عمله، قالوا: يا رسول الله، أو منهم؟ قال: ((بل منكم))؛ رواه الترمذي.

 

فهنيئًا لمن صبرتْ واستقامتْ على طاعة الله ورسوله، بالحياة الطيبة؛ ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • خطبة عيد الفطر 1427
  • خطبة عيد الفطر المبارك
  • عيد الفطر المبارك
  • آداب عيد الفطر المبارك
  • خطبة عيد الفطر المبارك
  • صدقة الفطر وصلاة العيد
  • خطبة المسجد النبوي 28 /9 / 1430هـ
  • خطبة المسجد النبوي 1 /10 /1430هـ
  • خطبة عيد الفطر 1430 هـ
  • خطبة عيد الفطر المبارك
  • عيد الفطر.. يوم الجائزة وموقف الجائزة

مختارات من الشبكة

  • التهنئة بالعيد يوم العيد (بعد الفجر وبعد صلاة العيد لا قبل يوم العيد)(مقالة - موقع د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر)
  • لماذا العيد؟ عيد الفطر وعيد الأضحى(مقالة - ملفات خاصة)
  • الابتعاد عن البدع والمنكرات التي انتشرت في الأعياد(مقالة - ملفات خاصة)
  • السنن المتعلقة بالعيد(مقالة - ملفات خاصة)
  • عيد الفطر المبارك(مقالة - آفاق الشريعة)
  • يوم العيد .. يوم التهنئة بنعمة الصيام(مقالة - ملفات خاصة)
  • عيد الفطر: فرحة المسلمين بعد رمضان(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الفطر المبارك 1435 هــ ( عيد ميلاد وبناء )(مقالة - ملفات خاصة)
  • العيد بين الفرح والحزن: لا للعيد .. بلى للعيد ..(مقالة - ملفات خاصة)
  • آداب العيد(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب