• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / خطب المناسبات
علامة باركود

خطبة عيد الأضحى المبارك 1429هـ

الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل

المصدر: الاثنين 10/12/1429هـ
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/12/2008 ميلادي - 9/12/1429 هجري

الزيارات: 69940

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة عيد الأضحى المبارك 1429هـ

موقف المسلم من الأزمة المالية


الحمد لله العلي الأعلى؛ خلق فسوَّى، وقدَّر فهدى، وكل شيء عنده بأجل مسمَّى: ﴿ إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ القِيَامَةِ فَرْدًا ﴾ [مريم: 93-95].

الحمد لله خالقِنا ورازقِنا وكافِينا وهادِينا.. هو ربُنا وإلهنا ومعبودنا ومولانا؛ توجَّهت إليه قلوبُنا، ورُفعت له أكفُّنا، وعُلقت به حاجاتُنا، فلا يقضيها سواه، هو الرافع الخافض، وهو المعزُّ المُذِلُّ، وهو المانِح المانِع، لا مانع لما أعطى، ولا معطيَ لما منع، وهو بكل شيءٍ عليم، وعلى كل شيء قدير.

الحمد لله، حمدًا يليق بجلاله وعظيم سلطانه: ﴿ هُوَ الأَوَّلُ وَالآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [الحديد:3]، نحمده فهو أهل الحمد، ونشكره فلا أحد أحقُّ بالشكر منه؛ خيرُه علينا متتابع، وإحسانه فينا متواتر، لا نبصرُ شيئًا إلا وله سبحانه فيه علينا نعمة ومنَّة، وما نالنا من خيرٍ إلا وهو منه؛ فهو مُسْدي النِّعَم ومتمِّمها، وهو رافع البلايا ودافعها: ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ الله ﴾ [النحل: 53]، ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ الله لا تُحْصُوهَا ﴾ [النحل: 18].

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ﴿ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ الله عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الحشر:23].

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ حجَّ بالناس حجَّةً واحدة، وخطبهم يوم النَّحْر خطبةً سمعوها وهم في منازلهم، قال عبدُالرحمنِ بنِ مُعَاذٍ التَّيْمِيُّ - رضي الله عنه -: "خَطَبَنَا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَنَحْنُ بِمِنًى، فَفُتِحَتْ أَسْمَاعُنَا، حتى كنا نَسْمَعُ ما يقول وَنَحْنُ في مَنَازِلِنَا، فَطَفِقَ يُعَلِّمُهُمْ مَنَاسِكَهُمْ". صلى الهم وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه؛ شَرُفوا بالصحبة، فكانوا خير هذه الأمة، ومن جاؤوا بعدهم، فهم دونهم مهما كانوا، فرضي الله عنهم وأرضاهم، ولعنةُ الله على مَنْ لعنهم أو تنقَّصهم؛ قال الإمام أحمد - رحمه الله تعالى -: "لسنا نقيس بأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحدًا"، وعلى التابعين لهم بإحسان.

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

الله أكبر ذُلا له وحبًّا، الله أكبر تعبدًا له ورِقَّا، الله أكبر حقًّا وعدلاً وصدقًا.

الله أكبر؛ كم أعتق بالأمس من الرقاب!

الله أكبر؛ كم جاد على عباده في عرفات! الله أكبر؛ كم كتب فيها من الحسنات! وكم محا فيها من الخطيئات! وكم رفع فيها من الدرجات؟!

الله أكبر؛ عجَّ له الحجيج بالتلبية في عرفات.

الله أكبر؛ رفعوا أيديهم له بالدعوات.

الله أكبر؛ سألوه عظيم الحاجات.

الله أكبر؛ سكبوا على بابه العبرات.

فسبحان مَنْ أحاط علمه بهم، وسبحان مَنْ وسع سمعه أصواتهم، وسبحان مَنْ وَسِعَتْ خزائنه حاجاتهم.

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

أيها الإخوة المؤمنون:
هذا اليوم الأغرُّ هو يوم العيد الأكبر، وهو يوم النَّحْر، تُراقُ فيه الدماء شكرًا لله تعالى على تسخيرها لنا: ﴿ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا القَانِعَ وَالمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * لَنْ يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ المُحْسِنِينَ ﴾ [الحج: 36 - 37].

بالأمس وقف إخوانكم الحجاج في عرفات، ورفعوا أيديهم يسألون الكريم الوهاب، فاحمدوا الله الذي هداكم وهداهم، واشكروه على تأليفه بين قلوبكم: ﴿ وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ الله عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ﴾ [آل عمران: 103].

كم من دعوة وصلت إليكم من عرفات وأنتم في بيوتكم.. دعواتٌ أهدِيَتْ إليكم ممَّن حجُّوا من قرابتكم وجيرانكم وأصحابكم؛ بل إنكم قد نلتم دعوات لا تُحصى ممَّن لا تعرفونهم ولا يعرفونكم، ولم تروهم ولم يروكم، من عربٍ وعَجَمٍ، رفعوا أيديهم في عرفات، فدعوا لإخوانهم المسلمين بالرحمة والمغفرة والعِتْق من النار..

دعواتٌ سحَّت معها العيون، واقشعرَّت لها الجلود، وخشعت لها القلوب، خالصةً لله تعالى.. دعواتٌ لا يحصيها إلا مَنْ يجيبها سبحانه وتعالى، قد ظفرتم بها من عرفات، وأنتم لم تبارحوا بيوتكم، ودعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب مرجوَّة الإجابة.

روى صَفْوَانُ بنُ عبدِالله قال: "قَدِمْتُ الشَّامَ فَأَتَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ في مَنْزِلِهِ فلم أَجِدْهُ وَوَجَدْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ فقالت: أَتُرِيدُ الْحَجَّ الْعَامَ؟ فقلت: نعم، قالت: فَادْعُ الله لنا بِخَيْرٍ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: دَعْوَةُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ كُلَّمَا دَعَا لِأَخِيهِ بِخَيْرٍ قال الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ: آمِينَ وَلَكَ بِمِثْلٍ"رواه مسلم.

فاشكروا الله تعالى على أخوَّة الدين، وتمسَّكوا بها، ولا تستبدلوا بها أخوَّةً أدنى منها؛ كأخوَّة النسب أو أخوة التراب والوطن أو غيرها؛ فإنها تذهب ويبقى الدين: ﴿ إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات:10]، وتأتيكم بسببها دعواتٌ مبارَكاتٌ من إخوانكم لا تعلمون عنها شيئًا، فما أعظم الإسلام حين جمع قلوب المسلمين على البرِّ والتقوى، والأخوَّة في الله تعالى.

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

أيها المؤمنون:
شرع الله تعالى لكم في هذا اليوم العظيم التَنَسُّك له سبحانه بإراقة دماء الضحايا، كما يُرِيق الحجاج دماء الهدايا، فتنسَّكوا لله تعالى بهذه الشعيرة العظيمة، وطيِّبوا بها نفسا، مخلصين لربِّكم سبحانه، موقِنين بالأَجْر منه عزَّ وجلَّ.

روى الْبَرَاءُ بن عَازِبٍ - رضي الله عنه - قال: قال النبيُّ – صلى الله عليه وسلم -: "إِنََّ أَوَّلَ ما نَبْدَأُ في يَوْمِنَا هذا أَنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ، فَمَنْ فَعَلَ ذلك فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا، وَمَنْ نَحَرَ قبل الصَّلاةِ فَإِنَّمَا هو لَحْمٌ قَدَّمَهُ لِأَهْلِهِ؛ ليس من النُّسْكِ في شَيْءٍ"؛ رواه الشيخان.

وروت عَائِشَةُ - رضي الله عنها –: "أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ بِكَبْشٍ أَقْرَنَ، يَطَأُ في سَوَادٍ، وَيَبْرُكُ في سَوَادٍ، وَيَنْظُرُ في سَوَادٍ، فأتى بِهِ ليضحيَ بِهِ؛ فقال لها: يا عَائِشَةُ هَلُمِّي الْمُدْيَةَ. ثُمَّ قال: اشْحَذِيهَا بِحَجَرٍ؛ فَفَعَلَتْ، ثُمَّ أَخَذَهَا وَأَخَذَ الْكَبْشَ، فَأَضْجَعَهُ ثُمَّ ذَبَحَهُ، ثُمَّ قال: بِسْمِ الله، اللهم تَقَبَّلْ من مُحَمَّدٍ، وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ ضَحَّى بِهِ"؛ رواه مسلم.

واختاروا الطيِّب السَّمين منها؛ فإنها من الله تعالى، وهي قربانٌ له سبحانه، ثم تعود إليكم لتنتفعوا بها، وقد أجمع العلماء على استحباب سمينها وطيِّبها؛ قال أَبَو أُمَامَةَ بنُ سَهْلٍ: "كنَّا نُسَمِّنُ الأُضْحِيَّةَ بِالْمَدِينَةِ، وكان الْمُسْلِمُونَ يُسَمِّنُونَ".

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

أيها المسلمون:
يُشرع التكبير في هذه الأيام العظيمة، ويجتمع فيها التكبير المقيد بأدبار الصلوات مع التكبير المطلق في كل وقت إلى غروب شمس يوم الثالث عشر، وهي أيام عيدٍ وأكلٍ وشربٍ وذِكْرٍ لله تعالى، لا يحلُّ صيامها، ولا أن تُنْتَهَك حرماتها، وإنما وُصِف هذا العيد بالأكبر لمزيَّة التكبير في عشره وأيامه، ولما فيه من الشعائر الظاهرة الكبيرة، كما روى نُبَيْشَةُ الْهُذَلِيُّ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لله تعالى))؛ رواه مسلم. فأكثِروا من ذكر الله تعالى في هذا العيد الكبير، وأظهروا شعيرة التكبير فيه وفي أيام التشريق؛ تعظيمًا لله تعالى، وإظهارًا لشعائره، واحذروا المنكرات في أيام الشُّكْر؛ فإن ذلك يستوجب رفع النِّعَم، وحلول النِّقَم، نعوذ بالله تعالى من زوال نعمته، وتحوُّل عافيته، وفُجَاءَةِ نقمته، وجميع سَخَطِه.

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

أيها المسلمون:
الحياة على الأرض تقوم على ركنين لا يتم الاستقرار إلا بهما، وهما الأمن والرزق؛ وكل واحد منهما له تعلُّق بالآخَر، فإذا ضاقت الأرزاق والموارد عن الناس اختلَّ الأمن فيهم، وإذا فُقِد الأمن ضاقت أرزاق الناس؛ ولأهمية هاتين النعمتين الضروريتين للعَيْش دعا بهما إبراهيم - عليه السلام - لأهل البيت الحرام: ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِالله وَاليَوْمِ الآَخِرِ ﴾ [البقرة: 126]، فاستجاب الله تعالى دعوةَ الخليل - عليه السلام - فحَلَّ الأمن بالبيت العتيق، وتواردت الأرزاق عليه من كل مكان: ﴿ أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آَمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ﴾ [القصص: 57]، وامتنَّ الله تعالى على قريش بذلك: ﴿ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا البَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾ [قريش: 3-4].

وهاجس الأمن والرزق يؤرِّق الأفراد والدول والأمم، ويقضُّ مضاجعهم، وفي الأزمات الاقتصادية يتداعى أهل السياسة والاقتصاد والخبرة لإيجاد حلول عاجلة لها؛ لعلمهم بما تخلِّفه من نكبات لا يُحصى ضررها.

وعقب النكبة المالية العالمية، التي أفلست فيها كثير من الشركات الكبرى، بسبب النظام الاقتصادي الفاسد المبني على الرِّبا والاحتكار والمعاملات المحرَّمة، واحتمال أن يسود التجارة العالمية كساد كبير، وركود لا سابق له؛ فإن كثيرًا من الدول صارت تخاف على اقتصادها واستقرارها، وأضحى الأفراد يخافون على مواردهم وأرزاقهم، وهو خوفٌ له ما يسوِّغه؛ فإن المال عصب الحياة، ولا استقرار للدول إلا به، ولا يعيش الأفراد بفَقْده، ولكن المؤمن بالله تعالى يسير على نور الشريعة، ويلتمس الحلول في الكتاب والسنَّة، ولا يحيد عنهما إلى تخبُّطات البشر واجتهاداتهم.

لنعلم - يا عباد الله - أن مقاليد كلِّ شيءٍ بيد الله تعالى، وأن مَرَدَّ كل شيء إليه، وأنه لا يقع شيءٌ إلا بأمره، ولا يُقضى شأنٌ إلا بعلمه: ﴿ وَلله مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران: 189]، ﴿ لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [الشُّورى: 12].

فواجب علينا أن نسلِّم الأمر إليه تعالى، وأن نلوذ به سبحانه، وأن ننطرح على بابه - عز وجل - فنواصينا بيده، وأرزاقنا عنده: ﴿ إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو القُوَّةِ المَتِينُ ﴾ [الذاريات: 58]، ﴿ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللهُ ﴾ [سبأ: 24]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ﴾ [فاطر: 3]، وأما البشر فلا يملكون شيئًا إلا بأمر ربهم - تبارك وتعالى -: ﴿ أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ المُسَيْطِرُونَ ﴾ [الطُّور: 37].

إنه لا خوف على أرزاقنا وأمننا إلا من أنفسنا، ولن يُنقَص رزقُنا ويُرفعَ أمنُنا إلا بذنوبنا: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشُّورى: 30].

إنْ أراد الله تعالى نَقْصَ رزقنا، أو ذهاب أمننا، فلن ينفعنا أفرادٌ ولا دول ولا أمم ولا البشرُ جميعًا، ولن يمنع ذلك أي قوة مهما كانت: ﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ ﴾ [التوبة: 51]، ﴿ قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ ﴾ [الأنبياء: 42]، ﴿ قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ الله إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً ﴾ [الأحزاب: 17]، ﴿ أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ ﴾ [الملك: 21].

وإنْ أراد الله تعالى رزقنا وأمننا وعافيتنا؛ فلن يقدر أحدٌ على منع ذلك، فهو سبحانه مَنْ منحنا ذلك، وهو وحده سبحانه القادر على بقائه أو رفعه: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلا عَلَى الله رِزْقُهَا ﴾ [هود: 6]، ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ ﴾ [العنكبوت: 60].

فلنعلق بالله تعالى قلوبنا، ولنُحْسِن الظنَّ بربنا، ولنلجأ إليه في كربنا، ولنسأله دفع العذاب عنَّا، فلن نُنْصر ونُرزق ونأمن إلا به سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى الله فَإِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [الأنفال: 49]، ﴿ قُلْ حَسْبِيَ اللهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ المُتَوَكِّلُونَ ﴾ [الزُّمر: 38]، ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى الله فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطَّلاق: 3]، ومن كان الله تعالى حَسْبَهُ فلن يخش أحدًا، ولن يخاف بخسًا ونقصًا.

عباد الله:
إن أي حلول لهذه المشكلات المالية العالمية التي تتفاقم يومًا بعد يوم، لا تنطلق من شرع الله تعالى - فلن يُكتب لها النجاح، فإن كانت هذه الحلول في الإصرار على ما حرَّم الله تعالى من الرِّبا والعقود الفاسدة والتجارات المحرمة؛ فويلٌ للبشر ثم ويلٌ لهم، وويلٌ لمَنْ شارك في ذلك أو رضيه: ﴿ فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الزُّخرف: 43]، ﴿ فَتَوَكَّلْ عَلَى الله إِنَّكَ عَلَى الحَقِّ المُبِينِ ﴾ [النمل: 79].

حمى الله تعالى بلادنا وبلاد المسلمين من القوارع والنكبات، وحفظ علينا وعلى المسلمين ديننا وأمننا ورزقنا، إنه سميعٌ مجيبٌ.

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

أيتها المرأة المسلمة:
إن الله تعالى هو خالق الذكر والأنثى؛ كما قال سبحانه: ﴿ وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى ﴾ [النَّجم: 45]، وقال سبحانه: ﴿ فَخَلَقَ فَسَوَّى * فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى ﴾ [القيامة: 39].

ومن المتقرِّر عند أصحاب العقول الصريحة: أن الخالق سبحانه أعلم بما خلق، كما أن الصانع أعلم بصنعته، ولكن أهل الكفر والنفاق لم يرتضوا ذلك، وزعموا أنهم أعلم بخلق الله تعالى منه سبحانه، فاجترؤوا على شريعته، واستدركوا على أحكامه فيما يتعلَّق بالذكر والأنثى، وزعموا المساواة بينهما، ونشروا ثقافتهم الفاسدة في هذا الشأن على البشر بالإرهاب والقوة، فأخرجوا المرأة من منزلها، وانتزعوها من أطفالها، وخلطوها بالرجال لتشاركهم وتنافسهم، وتكتوي بإجرام المجرمين منهم، الذين لا يرون فيها إلا متعةً لنزواتهم، وألعوبةً في أيديهم، فشقيت بنفسها، وشقي بها المجتمع.

إن ظاهرة تساهل النساء بالحجاب واللباس، وانتشار التبرج والسفور والاستعراض، سببه الأكبر الاختلاط وغشيان النساء لمجمعات الرجال، فهي كانت قبل تحتجب عنهم، فإذا خالطتهم في العمل فلم إذن الحجاب، والعجب أن من هؤلاء النسوة اللائي يتساهلن بحجابهن، ويبدين مفاتنهن للأجانب عنهن، منهن مصلِّيَات صائمات عابدات، لكن اختلاطهن بالرجال كلَّ يوم أذهب الكُلفة، وجرأهن على التخفُّف من حجابهن شيئًا شيئًا، حتى صِرْنَ فتنةً للناس.

إن المرأة المسلمة لا ترضى أن تكون فتنةً لأحد، وإلا باءت بإثمه مع إثمها، وإن الله تعالى الذي فرض الصلاة والصيام والحج هو الذي فرض الحجاب، وحرَّم السُّفور والاختلاط، فلا يليق بالمسلمة أن تأخذ من دين الله تعالى ما تهوى، وتذر ما لا تهوى، وإلا كانت متبعةً لهواها ولو كانت من المصلِّين، والله تعالى يقول: ﴿ فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ الله إِنَّ الله لا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [القصص: 50]، وقال سبحانه: ﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ الله أَفَلا تَذَكَّرُونَ ﴾ [الجاثية: 23].

وواجب على كل مسلم ومسلمة أن تكون أهواؤهم خاضعةً لدين الله تعالى، منضبطةً بشريعته.

حفظ الله تعالى نساء المسلمين من شرِّ المنافقين والشهوانيين، وأكمل لهن دينهنَّ، وأتمَّ نعمته عليهنَّ، وأبقى لهنَّ عفافهنَّ.

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

أيها المسلمون:
ضَحُّوا تَقَبَّل الله تعالى ضحاياكم، وكُلوا منها وأَهْدُوا وتصدَّقوا، وافرحوا بعيدكم في حدود ما أحلَّ الله تعالى لكم.

برُّوا والديكم، وصِلوا أرحامكم، وأحسِنوا إلى جيرانكم، وأصلِحوا ذاتَ بَيْنِكم، وطهِّروا قلوبكم من الشحناء على إخوانكم، وتذكَّروا إخوانكم الفقراء والمرضى والأرامل واليتامى والمشرَّدين، فابذلوا لهم ما تستطيعون من العَوْن والدعاء؛ فإن الله يجزي المتصدِّقين، واحذروا منكرات العيد؛ فإنكم في أيام الشكر والذِّكْر والتَّكبير، فاذكروا الله على ما هداكم، واشكروه على ما أعطاكم.

أعاده الله علينا وعليكم وعلى المسلمين باليُمْن والإيمان، والسلامة والإسلام، وتقبَّل الله منَّا ومنكم صالح الأعمال.

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

وصلوا وسلموا على نبيكم....




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تحديات الأزمة الاقتصادية.. رؤية إسلامية
  • دعوات في الغرب لتطبيق الشريعة الإسلامية كحلٍ للأزمة المالية
  • كتاب غربيون: الشريعة تنقذ اقتصاد العالم
  • الأزمة العالمية الرأسمالية
  • السنن الربانية في الاقتصاد (1)
  • صندوق النقد الدولي: الاقتصاد العالمي على حافة الكساد
  • السنن الربانية في الاقتصاد (2)
  • الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي: الأزمة المالية تلقي مسؤولية على المؤسسات الإسلامية المتخصصة
  • الأزمة الاقتصادية العالمية والحل الإسلامي
  • بريطانيا: اعتماد الصكوك الإسلامية ضمن المعاملات المالية
  • بيان حول الأزمة المالية
  • خطبة عيد الأضحى 1429هـ
  • خطبة عيد الأضحى المبارك 1430 هـ
  • خطبة عيد الأضحى المبارك 1430 هـ
  • خطبة الجمعة ليوم النحر
  • عيد الأضحى فداء وفرحة (خطبة عيد الأضحى المبارك)
  • خطبة عيد الأضحـى 1432هـ
  • في عيد الأضحى
  • خطبة عيد النحر 1434هـ
  • خطبة عيد الأضحى عام 1434هـ
  • خطبة عيد الأضحى 1435 هـ
  • خطبة عيد الأضحى 1435 هـ - ثبات المؤمن في أعاصير الفتن
  • خطبة عيد الأضحى 1435هـ ( أضحية وتضحية )
  • خطبة عيد الأضحى المبارك 1435 هـ - 2014 م
  • خطبة عيد الأضحى المبارك 1436هـ
  • خطبة عيد الأضحى
  • خطبة عيد الأضحى 1439هـ (أصول الإيمان)
  • خطبة عيد الأضحى المبارك
  • خطبة عيد الأضحى لعام 1431هـ الموافق 2010م

مختارات من الشبكة

  • خطبة عيد الأضحى المبارك 1438 (الفرحة بالعيد لا تنسينا يوم الوعيد)(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الأضحى المبارك 1444 هـ(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الأضحى المبارك 1444 هـ(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الأضحى المبارك 1444 هـ اتقاء الشبهات والشهوات(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • خطبة عيد الأضحى المبارك 1442 هـ(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الأضحى المبارك 1442 هـ: الحق والباطل(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • خطبة عيد الأضحى المبارك لعام 1439 هـ(مقالة - ملفات خاصة)
  • عيد الأضحى المبارك 1434 هـ ( خطبة )(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • خطبة عيد الأضحى المبارك 1433 هـ(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • خطبة عيد الأضحى المبارك لعام 1445هجرية (PDF)(كتاب - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
2- alrefan
abdelmagied zaky - suisse 15-04-2010 09:25 AM

gazakom allah kyer algaza fe aldonya walakera ameen

1- اللهم ارحمهم
نسيم درويش - مصر 26-11-2009 09:54 PM
أول مرة أتصفح موقعقكم
فما أجمله من موقع
أدعو لكم بالرحمة في الدنيا والآخرة
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب