• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    ماذا سيخسر العالم بموتك؟ (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    ثمرة محبة الله للعبد (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    خطبة: القلق من المستقبل
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خطبة: المخدرات والمسكرات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    فضل الصبر على المدين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    تفسير قوله تعالى: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    محاسن الإرث في الإسلام (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    تفسير: (لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    علامات الساعة (2)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    ما جاء في فصل الصيف
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / خطب المناسبات
علامة باركود

خطبة عيد الفطر 1445 هـ

خطبة عيد الفطر 1445 هـ
د. أحمد بن حمد البوعلي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 22/4/2024 ميلادي - 13/10/1445 هجري

الزيارات: 15544

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة عيد الفطر ١٤٤٥ هـ

 

الخطبة الأولى

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر، صام له المؤمنون تعبدًا ورِقًّا، الله أكبر، قام له القائمون محبة وذلًّا، الله أكبر، بذل له المحسنون رجاءً وخوفًا، الله أكبر على ما هدانا، والله أكبر على ما أعطانا، والله أكبر على ما أولانا.

 

﴿ فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * ‌وَلَهُ ‌الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [الجاثية: 36-37]، أما بعد:

فاتقوا الله تعالى في هذا اليوم العظيم، واشكروه على تمام الصيام والقيام، واعلموا أن العيد هو يوم الجوائز، فهنيئًا للمقبولين، ويا لخسارة ‏المفرطين المردودين!

 

أيها المسلمون، اجتهدوا في الأعمال الصالحة، وداوموا عليها، ولا تقطعوا ما عوَّدتم أنفسكم عليه من الصيام والقيام، وما أجمل الإحسانَ يتبعُه الإحسانُ! وما أقبَح العصيانَ بعد الإحسانِ! وقد قال نبيُّكم صلى الله عليه وسلم: ((من صام رمضان، ثم أتبعه بستٍّ من شوال فكأنما صام الدهر كله))؛ أخرجه أحمد ومسلم[1].

 

﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ ‌الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185].

 

عباد الله، التوحيد أصل الإسلام الأصيل وركنه المكين، ﴿ فَاعْبُدِ اللَّهَ ‌مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ﴾ [الزمر: 2-3].

 

فحققوا التوحيد، واجتنبوا مظانَّ الشرك ومسالكه، وعضوا بالنواجذ على شهادة التوحيد، وكلمة الإخلاص، واعملوا بمقتضاها، وكملوا توحيدكم بطاعة نبيكم صلى الله عليه وسلم واتِّباعه: ﴿ وَإِنْ تُطِيعُوهُ ‌تَهْتَدُوا ﴾ [النور: 54].

 

أيها الناس، ولتعلموا أن الإيمان ضرورة للعبد، فلا راحة له بلا إيمان، ولا طمأنينة لقلبه إلا بالإيمان؛ بالإيمان يَعرف العبد بدايته ونهايته، ويتيقن رجوعه إلى ربه ﴿ إِنَّ إِلَى رَبِّكَ ‌الرُّجْعَى ﴾ [العلق: 8].

 

وبالإيمان يَعلم العبد أن الأجل والرزق مكتوبان مقدران، لا يملكهما أحد إلا الله تعالى، ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا ‌عَلَى ‌اللَّهِ ‌رِزْقُهَا ﴾ [هود: 6].

 

وبالإيمان يَعرف العبد أن الدنيا متاع زائل، فلا يغتر بما فتح له منها، ولا يجزع على ما فاته منها، ولا يحسد أحدًا لأجلها، ﴿ فَمَا ‌مَتَاعُ ‌الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ﴾ [التوبة: 38].

 

وبالموت يجد العبد ثواب إيمانه وعمله الصالح، ويخسر الذين خسروا إيمانهم، ﴿ ‌الْمُلْكُ ‌يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [الحج: 56-57].

 

وصاحب القلب العامر بالإيمان يحب للناس ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لها.

 

وإِنَّ مِنْ أَعْظَمِ شَعَائِرِ الإِيمَانِ، وَأَوفَرِ حُظُوظِ البِرِّ والإِحْسَانِ، الإِحْسَانَ إِلَى الأَقَارِبِ مِنَ الوَالِدَيْنِ وَالأَزْوَاجِ والإِخْوَانِ والأرحامِ.

 

أيها المسلمون؛ إن الأمة اليوم فرِحَةٌ بهذا المظهر العظيم للوحدة الإسلامية في صيامها وفطرها، وشعارها ومشاعرها، يأتي يوم العيد ببُشْريَاتٍ متجدِّدة ٍكل عام؛ فهو سرُّ الفرح، وروعة الانتقال من طور إلى طور؛ إذ هو يوم الخروج من الزمن إلى زمن جديد، في هذه الحياة التي تعقدت وانتقلت عن طبيعتها!

 

العيد يوم يعمُّ فيه الناس ألفاظ الدعاء، والتهنئة؛ ليرتفعوا فوق منازعات الحياة، وجاذبيات التراب.

 

يوم سنَّ فيه الإسلام الثياب الجديدة إشعارًا للجميع بأن الوحي الإنساني جديد.

 

في هذا اليوم، لا معنى فيه للأخلاق البالية من القطيعة والقسوة والحقد والغل.

 

في هذا اليوم الجديد، الأطفال هم المعلِّمون لنا، فلِمَ لا نجتلي حالهم لنتعلم منهم أن الحياة وراء الحياة وليست فيها؟! هؤلاء الصغار الذين يخرجون لأنفسهم معنى الكنز الثمين من دراهم معدودة، فيفرحون بهذه الحياة قانعين، يكتفون بالتمرة، ولا يحاولون اقتلاع الشجرة التي تحملها، فهلا تعلمنا منهم؟!

 

إن العبرة أيها الأخوة بروح النعمة لا بمقدارها، فإذا لم تكثر الأشياء في النفس كثرت السعادة ولو من قلة؛ لنتعلم من الطفل وهو يقلب عينيه فيمن حوله، ولكن أمه هي أجملهن، وإن كانت شوهاء؛ فأمه وحدها هي أم قلبه؛ ومِن ثَمَّ فلا معنى للكثرة في هذا.

 

يا إلهي! ما أبعدنا عن سرِّ الخلق، وعن كلمة الروح بأطماعنا وآثامنا!

 

وما أبعدنا عن البهجة بهذه الغرائز التي لا تؤمن إلا بالمادة، ولا تستقر إلا بإحراز أوفر الأنصبة منها! فيا أسفا علينا نحن الكبار! وما أبعدنا عن حقيقة الفرح وسر الحياة!

 

أيها الإخوة والأخوات، لماذا شرع الحكيم صدقة الفطر، ونحر الأضاحي في عيد الأضحى؟ إطلاقًا للأيدي الخيرة في مجال البر، حتى لا تشرق شمس العيد إلا والبسمة تعلو شفاه الناس جميعًا.

 

فهلَّا أرينا الله من أخلاقنا ما يحب! إن ألوف المؤمنين والمؤمنات تعوَّدوا السماحةَ وبذلَ الخير وصنائعَ المعروف، وتلك من سمات الخير في أمتنا، فإنما يتسرَّب الشقاء إلى الناس عندما يحيون متقاطعين لا يعرفون إلا أنفسهم ومطالبها فحسب، فمن أراد معرفة أخلاق أمة فليراقبها في أعيادها.

 

إن من حقنا أن نفرح؛ لكن من واجبنا أن نذكر فواجعنا.. نذكر أطفال وأحوال المسلمين في شتى البقاع، فلنظهر بمظهر الأمة الواعية التي لا يحُول احتفالها بذكرياتها الحبيبة وأعيادها دون الشعور بمصابها.

 

فلنقتصد في لهونا، ولنخفف من سرفنا؛ لنشعر بالإخاء قويًّا حتى تقوى العزائم، وهنا روح الإيمان الحي، ولُباب المشاعر الرقيقة التي يكنها المسلم لإخوانه، حتى إنه ليحيا بهم ويحيا لهم، فكأنهم أغصان انبثقت من دوحة واحدة، وحتى يوقن المرء بهذه المعاني في هذا اليوم كانت صلاة العيد تجمع الناس صفًّا وراء صفٍّ، ونسقًا على نسق كالسنبلة ليس فيها على الكثرة حبة متميزة!

 

ودقيقة باقية في العمر هي أمل كبير في رحمة الله.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله العلي الغفار، العزيز الجبار، الكبير المتعال، اتسع خلقه فدل على عظمته، ومضى فيهم أمره فدل على قدره وقدرته، وانتظم سير مخلوقاته فدل على إتقان صنعه وحسن تدبيره ﴿ ‌صُنْعَ ‌اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ ﴾ [النمل: 88].

 

بُشْرَاكُمْ يا مَن قُمتُم وصُمْتُم، بُشْرَاكُمْ يا مَن تَصَدَّقتُم واجتهَدتُم، فقد ذَهَبَ التَّعَبُ، وزالَ النَّصَبُ، وثبَتَ الأجرُ إنْ شاءَ الله.

عبادَ الله، اجْعَلُوا هَذه الأيام فُسْحَةً بَعدَ الصِّيامِ، وفَرحَةً بَعدَ نِعمَةِ التَّمَامِ، بِالتَّوسِعَةِ على الصِّغَارِ والكِبَارِ، بِالفَرحِ المَشرُوعِ، والحذَرِ مِنَ المَمْنُوعِ.

 

واعلموا أنه ليس العيد لمن لبس الجديد؛ ولكن العيد لمن خاف يوم الوعيد، واتقى ذا العرش المجيد.

 

يقول الله تعالى: ﴿ قُلْ ‌بِفَضْلِ ‌اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58].

 

فما نشاهده من قوة الإسلام وانتشاره، رغم ضعف المسلمين وتفرقهم دليل على أنه الحق.

 

وما نشاهده من كثرة الداخلين في الإسلام رغم حملات التشويه القوية ضد الإسلام، دليل على أنه حق؛ ولذا قال الله تعالى لنبيه عليه السلام: ﴿ ‌فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الزخرف: 43].

 

لذا لا يسوغ التضحية بالثوابت والمسلمات، أو التنازل عن الأصول والقطعيات، مهما بلغت المجتمعات من تغيُّر، فدين الله قويٌّ متينٌ، وأحكامُه راسخةٌ واضحةٌ، لا تُغيِّرها الظروف، ولا تهونها الأزمات والصروف، وهي موضع اتفاق الأمة عبر الدهور والعصور.

 

عباد الله، إِنَّ الشَّبَابَ هُمْ رَكِيزَةُ الْـمُجْتَمَعِ، وَرِجَالُ الْغَدِ وَالْـمُسْتَقْبَلِ، فَمَا بَالُ بَعْضِ الشبابِ يَتَّخِذُونَ التَّقْلِيدَ الأعمى لَـهُمْ مَنْهَجًا، وَالتَّبَعِيَّةَ طَرِيقًا وَمَسْـلَكًا؟! أَمَا يَرْغَبُونَ فِي اسْتِقْلالِ شَخْصِيَّاتِهِمْ؟ أَمَا يُحِبُّونَ أَنْ يَكُونَ لَـهُمْ كِيَانُهُمْ وَإِبْدَاعُهُمْ؟ لِمَاذَا يُعَطِّـلُونَ عُقُولَـهُمْ وَيَدفِنُونَ قُدُرَاتِهِمْ؟

 

فيا معشر الشبابِ، تَجَمَّـلُوا بِالأَخْلاقِ، وَتَزَيَّنُوا بِالحِلْمِ وَالعِلْمِ، وَتَفَاضَلُوا فِيمَا بَيْنَكُمْ بِالتَّقْوَى، وَاستَمْسِكُوا بِالعُرْوَةِ الوُثْقَى، واجْعَلُوا عُقُولَكُمْ قَائِدًا نَحْوَ الحَقِيقَةِ وَالصَّوَابِ، نَائِيًا بِكُمْ عَنْ كُلِّ مَا فِيهِ شَكٌّ وَارتِيَابٌ، وَارْبَؤُوا بِأَنْفُسِكُمْ عَنْ مَزَالِقِ التَّقْـلِيدِ وَالهَوَى، واقتدوا بنبيِّكم الكريمِ والصحابةِ الأخيارِ، فَالاقتِداءُ بِأَهْـلِ الخَيْرِ وَالصَّلاحِ سَبَبُ الفَوْزِ والفَلاحِ، وسَبيلُ الظَّفَرِ والنَّجَاحِ، وَهُوَ مِنْ مُقْـتَضَياتِ العَقْلِ الرَّشِيدِ، وثَمَرَاتِ الفِكْرِ السَّدِيدِ، ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ ‌أُسْوَةٌ ‌حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21].

 

بجميلِ الكلامِ تدومُ المودةُ، وبحُسْنِ الخُلُقِ يطيبُ العيشُ، وبلينِ الجانبِ تستقيمُ الأمورُ ((أَلا أُخْبِرُكُمْ بأَهْلِ الجَنَّةِ؟ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضاعِفٍ، لو أقْسَمَ علَى اللَّـهِ لَأَبَرَّهُ، ألا أُخْبِرُكُمْ بأَهْلِ النَّارِ؟ كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ))؛ أخرجه البخاري ومسلم[2].

 

أيتها المرأة المسلمة، لا غنى للمرأة عن الإيمان ولوازمه؛ لتتسلح به في مواجهة مصاعب الحياة ولَأْوائها، ويقع عليها عبء تربية بنيها وبناتها على الإيمان، وغرسه في قلوبهم، فهو أشدُّ ضرورة لهم من الطعام والشراب والنَّفَس.

 

اغرسي الإيمان في ولدك الرضيع بذكر الله تعالى عنده، وعلِّميه الإيمان حين يحبو بتعويده على الذكر، ودرِّسيه الإيمان حين يخطو بنسبة كل نعمة لله تعالى، وحين يميز حفِّظيه شيئًا من القرآن فهو كتاب الإيمان.

 

وإنه ليجب على كل فتاة مؤمنة أن ترد الأعادي من مرضى القلوب عن دينها، وأن تذب عن حجابها وعفافها.

 

قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وحَصَّنَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ زوجها، قِيلَ لَهَا: ادْخُلِي مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ))؛ رواه أحمدوصححه الألباني[3].

 

أيها المسلمون وأيها الشباب، تناصحوا وتواصوا بالحق والصبر، وائتمروا بالمعروف، وتناهوا عن المنكر فيما بينكم، واجتنبوا قول الزور وشهادة الزور، واتقوا الله: ﴿ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ ‌بَيْنَكُمْ ‌بِالْبَاطِلِ ﴾ [البقرة: 188]، وإياكم والمكاسب المحرمة من الربا والرشوة والغش وأكل مال اليتيم، لا تجمَعوا حرامًا، ولا تنفقوا إسرافًا، وإن لم تُرزقوا غِنى فلا تحرموا من تُقى.

 

أيها الناس، اعتنوا بأرحامكم، ويقولُ المصطفَى صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ قَالَتْ الرَّحِمُ: هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ الْقَطِيعَةِ، قَالَ: نَعَمْ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: فَهُوَ لَكِ))، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ ‌إِنْ ‌تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ﴾ [محمد: 22]؛ (أخرجه البخاري)[4].

 

وعن عائشةَ رضي اللهُ عنها قالتْ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((الرحمُ معلقةٌ بالعرشِ تقولُ: مَن وصلنِي وصلَهُ اللهُ، ومَن قطعنِي قطعَهُ اللهُ))؛ أخرجهمسلم[5].

 

أيها الأخوة والأخوات الكرام، إن مما أنعم الله به علينا في هذه البلاد المباركة، الأمن والإيمان والسلامة والإسلام، والقيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي عهده الأمين ولحكومتهما الرشيدة، والتي سخرت المال والجاه في خدمة وطنها ومواطنيها والمقيمين على أرضها، وعنايتها بالحرمين الشريفين، وبالعالم الإسلامي؛ فكان لها السبق في ذلك كله، جزاهم الله خيرًا عنا وعن المسلمين، وحفظهم، ووفقهم، ونفع بهم.

 

يا أيها المسلمون، تبادلوا التهاني، وأفشوا السلام بينكم، وحيوا من تعرفون ومن لا تعرفون.

 

فَمُبَارَكٌ عَلَيْكُمُ الْفَرْحَةُ، وَهَنِيئًا لَكُمُ التَّمَامُ، وَلَكُمْ مِنَّا التَّهْنِئَةُ وَالتَّحِيَّةُ وَالسَّلَامُ، وتقبلَ اللـهُ منا ومنْكُم صالحَ القولِ والعملِ.

 

اللهم أعد علينا رمضان أعوامًا عديدة وأزمنة مديدة، واجعلنا ممن طال عمرُه وحَسُن عمله، واجعل عيدنا سعيدًا، وعملنا صالحًا رشيدًا.

 

اللهم إنا خرجنا اليوم إليك نرجو ثوابك، ونرجو فضلك، ونخاف عذابك، اللهم حقِّق لنا ما نرجو، وأمِّنَّا مما نخاف، اللهم تقبَّل منا واغفر لنا وارحمنا.

 

اللَّهُمَّ أَسْعِدْ في هَذا العِيدِ قُلُوبَنَا، وفَرِّجْ هُمُومَنَا، واشْفِ مَرْضَانَا، وارْحَمْ مَوْتَانَا، وأَصْلِحْ أَحْوَالَنَا وأَحْوَالَ المُسْلِمينَ فِي كُلِّ مَكَانٍ.

 

اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَليِّ أَمْرِنَا وَوَليِّ عَهْدِهِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَواصيهم لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، وَاجْعَلْ بِلَادَنَا بِلَادَ إِيمَانٍ وَأَمَانٍ، وَرَخَاءٍ وَسَعَةِ رِزْقٍ، وَاصْرِفْ عَنْهَا الشُّرُورَ وَالْفِتَنَ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ.

 

أسألُ اللهَ أنْ يَجْعَلَهُ عِيدَ خَيرٍ وَبَرَكةٍ، وأنْ يُعيدَهُ عَلِينَا وَعَلَيْكُمْ أَعْوَامًا عَدِيدَةً وَأَزْمِنَةً مَدِيدَةً، في صِحَّةٍ وعَافِيةٍ، وفي عِزٍّ للإِسْلامِ والمُسْلِمِينَ، وسَلَامَةٍ وأَمْنٍ وطُمَأْنِينَةٍ، إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٍ.

 

وصَلِّ اللهم وسَلِّم عَلىَ نبَيِّنا محُمَّدٍ وَعَلى آلهِ وَصَحْبِهِ أَجمْعَيِن، وَالحْمَدُ للهِ رَبِّ الْعَاْلمَيِن.

 

تمَّ الكلام وربُنا محمود
وله المكارم والعلا والجودُ
وعلى النبيِّ محمَّدٍ صلواتُه
ما ناح قُمْرِيٌّ وأَوْرَقَ عُودُ



[1] أخرجه أحمد في مسنده من حديث أبي معاوية (23533)، ومسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري (1164).

[2] أخرجه البخاري من حديث حارثة بن وهب (4918)، ومسلم من حديث حارثة بن وهب (2853).

[3] أخرجه أحمد في مسنده من حديث عبدالرحمن بن عوف (1664)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (ص 655).

[4] أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة (4830).

[5] أخرجه مسلم من حديث عائشة (2555).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • خطبة عيد الفطر 1445 هـ أهمية الوفاء
  • خطبة عيد الفطر 1445 هـ
  • خطبة عيد الفطر 1445 هـ
  • خطبة عيد الفطر شوال 1445 هـ

مختارات من الشبكة

  • خطبة عيد الفطر: عيد فطر بعد عام صبر(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الفطر 1444 (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الفطر 1437 هجرية (خطبة دينية اجتماعية)(مقالة - ملفات خاصة)
  • مختصر أحكام زكاة الفطر(مقالة - ملفات خاصة)
  • أجوبة مختصرة حول أحكام زكاة الفطر(مقالة - ملفات خاصة)
  • وقت وجوب صدقة الفطر(مقالة - ملفات خاصة)
  • على من تجب زكاة الفطر؟ ووقت إخراج زكاة الفطر(مقالة - ملفات خاصة)
  • المقصود بزكاة الفطر والأصل في وجوب زكاة الفطر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مسألة بخصوص صدقة الفطر أو زكاة الفطر(مقالة - ملفات خاصة)
  • عيد الفطر: فرحة المسلمين بعد رمضان(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب