• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / خطب المناسبات
علامة باركود

خطبة عيد الأضحى 1443 (الاستسلام لله طريق النجاة)

خطبة عيد الأضحى 1443 (الاستسلام لله طريق النجاة)
السيد مراد سلامة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/7/2022 ميلادي - 6/12/1443 هجري

الزيارات: 74299

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة عيد الأضحى 1443هـ

(الاستسلام لله طريق النجاة)

 

الحمد لله حمدًا حمدًا، والشكر له شكرًا شكرًا، الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر عددَ ما ذكر الله ذاكرٌ وكبَّر، الله أكبر عددَ ما حمد الله حامد وشكر، الله أكبر ما سطع فجر الإسلام وأسفر، الله أكبر كلما لبَّى حاج وكبَّر، والحمد لله على نعمائه التي لا تُحصر وعلى آلائه التي لا تقدَّر، والحمد لله جعل يوم العيد فرحًا وبشرًا وثوابًا، فهو في كل سنة يتكرَّر، وأشهد أن لا إله إلا الله كل شيء عنده بأجل مقدر، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أنصَحُ من دعا إلى الله وبشرَ وأنذر، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم المحشر، أما بعد:

فإن أصدقَ الحديث كتاب الله، وخيرَ الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعه، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

﴿ يَا أَيهَا الذِينَ آمَنُواْ اتقُواْ اللهَ وَكُونُواْ مَعَ الصادِقِينَ ﴾ [سورة التوبة: 119].

 

اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَاللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.

 

الاستسلام أيها الأحباب هو طريق النجاة في الدنيا والآخرة والاستسلام (وَهُوَ: الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبَرَاءَةُ مِنَ الشركِ وَأَهْلِهِ).

 

قال الله تعالى: ﴿ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُم لَا تُنْصَرُونَ ﴾ [الزمر: 54]، فالاستسلام لله جل وعلا يجمعُ معنيين:

أحدهما: الانقياد لله، وهذا يتضمن الاستسلام لأمره، ولنهيه، ولقضائه؛ فيتناول فعل المأمور، وترك المحظور، والصبر على المقدور.

 

والثاني: إخلاص ذلك لله؛ كما قال تعالى: ﴿ ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الزمر: 29]؛ أي: خالصًا له، ليس لأحدٍ فيه شيء، وهذا هو الاستسلام لله دون ما سواه، فمن لم يَنْقَدْ لربه ويستسلم له لم يكن مسلمًا، ومن استسلم لغيره كما يستسلم له، لم يكن مسلمًا، ومن استسلم له وحده، فهو المسلم[1].

 

اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَاللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.

 

استسلام نبي الله نوح عليه السلام والنجاة:

لنبدأ بأول رسول أرسله الله، إنه سيدنا نوح - عليه السلام - يقول الله - سبحانه وتعالى - عنه: ﴿ وَنَادَى نُوحٌ رَبهُ فَقَالَ رَب إِن ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِن وَعْدَكَ الْحَق وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ * قَالَ يَا نُوحُ إِنهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِني أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ * قَالَ رَب إِني أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [هود:45-47].

 

إن سيدنا نوحًا - عليه السلام - أخبره ربُّه بأنه سيهلك قومه ويعذِّبهم، ووعده بأن ينجي أهله، (حَتى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التنورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُل زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلا قَلِيلٌ) [هود:40]، فلما وقع العذاب دعا نوح ربَّه أن ينجي ابنه كما وعده، فقال له الله: (إِنهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِني أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ)، فَلا تَسْأَلْنِ ما لا تعلم عاقبته ومآله، إني أعظك وعظًا تكون به من الكاملين، وتنجو به من صفات الجاهلين.

 

فحينئذ ندم نوح - عليه السلام - ندامة شديدة على ما صدر منه، و(قَالَ رَب إِني أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ) فاستسلم نوح - عليه السلام - وأذعن، ولم يعترض، ولم يناقش، ولم يراجع ربه مرة أخرى في ولده، وإنما قال مباشرة: (رَب إِني أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ).

 

فكانت النتيجة النجاة لنبي الله نوح عليه السلام ولمن آمن به ﴿ قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتعُهُمْ ثُم يَمَسهُمْ مِنا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [هود: 48]،

 

تلك هي ثمرة الاستسلام في الدنيا النجاة من غضبه وعذابه.

 

اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَاللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.

 

استسلام نبي الله وخليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام هاجر عليها السلام:

إخوة الإسلام، نقف مع صورة مشرقة للاستسلام لأمر الله تعالى والانقياد لحكمه، فهو أحكمُ الحاكمين؛ قال الله تعالى عن خليله إبراهيم عليه السلام: ﴿ إِذْ قَالَ لَهُ رَبهُ أَسلِمْ قَالَ أَسلَمتُ لِرَب العَالَمِينَ ﴾.

 

فها هو إبراهيم عليه الصلاة والسلام يأخذ ولدَه الذي وهبه الله تعالى له بعدما بلغ عتيًّا لأرض صحراء قاحلة لا زوع فيها ولا ماء، ولا يوجد بها أحدٌ من البشر، ولكنه الاستسلام لأمر الله تعالى؛ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ ابْنُ عَباسٍ: أَولَ مَا اتخَذَ النسَاءُ المِنْطَقَ مِنْ قِبَلِ أُم إِسْمَاعِيلَ، اتخَذَتْ مِنْطَقًا لِتُعَفيَ أَثَرَهَا عَلَى سَارَةَ، ثُم جَاءَ بِهَا إِبْرَاهِيمُ وَبِابْنِهَا إِسْمَاعِيلَ وَهِيَ تُرْضِعُهُ، حَتى وَضَعَهُمَا عِنْدَ البَيْتِ عِنْدَ دَوْحَةٍ، فَوْقَ زَمْزَمَ فِي أَعْلَى المَسْجِدِ، وَلَيْسَ بِمَكةَ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ، وَلَيْسَ بِهَا مَاءٌ، فَوَضَعَهُمَا هُنَالِكَ، وَوَضَعَ عِنْدَهُمَا جِرَابًا فِيهِ تَمْرٌ، وَسِقَاءً فِيهِ مَاءٌ، ثُم قَفى إِبْرَاهِيمُ مُنْطَلِقًا، فَتَبِعَتْهُ أُم إِسْمَاعِيلَ فَقَالَتْ: يَا إِبْرَاهِيمُ، أَيْنَ تَذْهَبُ وَتَتْرُكُنَا بِهَذَا الوَادِي، الذِي لَيْسَ فِيهِ إِنْسٌ وَلاَ شَيْءٌ؟ فَقَالَتْ لَهُ ذَلِكَ مِرَارًا، وَجَعَلَ لاَ يَلْتَفِتُ إِلَيْهَا، فَقَالَتْ لَهُ: آللهُ الذِي أَمَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ نَعَمْ، قَالَتْ: إِذًا لاَ يُضَيعُنَا، ثُم رَجَعَتْ، فَانْطَلَقَ إِبْرَاهِيمُ حَتى إِذَا كَانَ عِنْدَ الثنِيةِ حَيْثُ لاَ يَرَوْنَهُ، اسْتَقْبَلَ بِوَجْهِهِ البَيْتَ، ثُم دَعَا بِهَؤُلاَءِ الكَلِمَاتِ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ: رَب ﴿ إِني أَسْكَنْتُ مِنْ ذُريتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ المُحَرمِ ﴾ [إبراهيم: 37]- حَتى بَلَغَ - ﴿ يَشْكُرُونَ ﴾ [إبراهيم: 37]"، وَجَعَلَتْ أُم إِسْمَاعِيلَ تُرْضِعُ إِسْمَاعِيلَ وَتَشْرَبُ مِنْ ذَلِكَ المَاءِ، حَتى إِذَا نَفِدَ مَا فِي السقَاءِ عَطِشَتْ وَعَطِشَ ابْنُهَا، وَجَعَلَتْ تَنْظُرُ إِلَيْهِ يَتَلَوى، أَوْ قَالَ يَتَلَبطُ، فَانْطَلَقَتْ كَرَاهِيَةَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَوَجَدَتِ الصفَا أَقْرَبَ جَبَلٍ فِي الأَرْضِ يَلِيهَا، فَقَامَتْ عَلَيْهِ، ثُم اسْتَقْبَلَتِ الوَادِيَ تَنْظُرُ هَلْ تَرَى أَحَدًا فَلَمْ تَرَ أَحَدًا، فَهَبَطَتْ مِنَ الصفَا حَتى إِذَا بَلَغَتِ الوَادِيَ رَفَعَتْ طَرَفَ دِرْعِهَا، ثُم سَعَتْ سَعْيَ الإِنْسَانِ المَجْهُودِ حَتى جَاوَزَتِ الوَادِيَ، ثُم أَتَتِ المَرْوَةَ فَقَامَتْ عَلَيْهَا وَنَظَرَتْ هَلْ تَرَى أَحَدًا فَلَمْ تَرَ أَحَدًا، فَفَعَلَتْ ذَلِكَ سَبْعَ مَراتٍ، قَالَ ابْنُ عَباسٍ: قَالَ النبِي صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ: «فَذَلِكَ سَعْيُ الناسِ بَيْنَهُمَا»، فَلَما أَشْرَفَتْ عَلَى المَرْوَةِ سَمِعَتْ صَوْتًا، فَقَالَتْ صَهٍ - تُرِيدُ نَفْسَهَا - ثُم تَسَمعَتْ، فَسَمِعَتْ أَيْضًا، فَقَالَتْ: قَدْ أَسْمَعْتَ إِنْ كَانَ عِنْدَكَ غِوَاثٌ، فَإِذَا هِيَ بِالْمَلَكِ عِنْدَ مَوْضِعِ زَمْزَمَ، فَبَحَثَ بِعَقِبِهِ، أَوْ قَالَ بِجَنَاحِهِ، حَتى ظَهَرَ المَاءُ، فَجَعَلَتْ تُحَوضُهُ وَتَقُولُ بِيَدِهَا هَكَذَا، وَجَعَلَتْ تَغْرِفُ مِنَ المَاءِ فِي سِقَائِهَا وَهُوَ يَفُورُ بَعْدَ مَا تَغْرِفُ، قَالَ ابْنُ عَباسٍ: قَالَ النبِي صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ: "يَرْحَمُ اللهُ أُم إِسْمَاعِيلَ، لَوْ تَرَكَتْ زَمْزَمَ - أَوْ قَالَ: لَوْ لَمْ تَغْرِفْ مِنَ المَاءِ - لَكَانَتْ زَمْزَمُ عَيْنًا مَعِينًا"، قَالَ: فَشَرِبَتْ وَأَرْضَعَتْ وَلَدَهَا، فَقَالَ لَهَا المَلَكُ: لاَ تَخَافُوا الضيْعَةَ ....)[2].

 

فكانت نتيجة الاستسلام ما من به ربِّ الأنام من تفجير بئر زمزم، ومن وفود قبيلة جُرهم، ومن بناء البيت في تلك البقعة المبارك.

 

اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَاللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.

 

نبي الله إبراهيم عليه السلام عليه الصلاة والسلام وابنه إسماعيل والنجاة:

معاشر الموحدين، ها هي صورة مشرقة للاستسلام لأمر رب الأنام جل جلاله، كان فيها الفوز والنجاة، إن تلك الصور عندما أمر الله جل جلاله إبراهيم أن يذبح ولده، فما تردد إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وما جزِع إسماعيل، بل استسلما لله رب العالمين؛ يقول ربنا جل وعلا في محكم كتابه: ﴿ فَلَما أَسْلَمَا وَتَلهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدقْتَ الرؤْيَا إِنا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِن هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ * كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ * وَبَشرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيا مِنَ الصالِحِينَ ﴾ [الصافات: 103 – 112].

 

قال الإمام الطبري رحمه الله في تفسيره: (يقول تعالى ذكره: فلما أسلما أمرهما لله وفوضاه إليه، واتفقا على التسليم لأمره والرضا بقضائه)؛ ا.هـ.

 

وقال أيضًا: (عن عكرمة، قوله: (فَلَما أَسْلَمَا وَتَلهُ لِلْجَبِينِ) قال: أسلما جميعًا لأمر الله ورضي الغلام بالذبح، ورضي الأب بأن يذبحه، فقال: يا أبت اقذفني للوجه كيلا تنظر إليَّ فترحمني، وأنظر أنا إلى الشفرة فأجزع، ولكن أدخل الشفرة من تحتي، وامضِ لأمر الله، فذلك قوله: "فَلَما أَسْلَمَا وَتَلهُ لِلْجَبِينِ"؛ ا .هـ.

 

أما أبو الأنبياء الذين سمانا المسلمين، ووصى أبناءه وذريته من بعده بالإسلام والاستسلام لله رب العالمين، سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام، فقد كلَّفه الله بأمرٍ عظيم، وأمره بأن يقوم بعمل صعب جدًّا جدًّا على النفوس أن تعمله، إنه الذبح، تخيَّلوا هذا يا عباد الله، ليس القتل ولكنه الذبح، ولمن؟! هنا العجب العجاب، أمرَه الله أن يذبح ولده، نعم ولده الذي رزقه الله به بعد سنوات طويلة من اليأس من الأولاد وإنجاب الذرية، إلا أن أمر الله قد صدر، وقوله الحق قد قيل.

 

اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَاللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.


استسلام أم نبي الله موسى عليه السلام والنجاة:

إخوة الإسلام، تلك صورة أخرى من صور الاستسلام لأمر وقضاء رب الأرض والسماء ... إن بطلة تلك القصة هي أم موسى عليه السلام لما أوحى الله إليها بإلقاء موسى عليه السلام وهو طفل حديث الولاة في ذلك اليم، فما وهنت وما ترددت؛ قال الله عز وجل: ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُم مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَم وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنا رَادوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ * فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًا وَحَزَنًا إِن فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ * وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنفَعَنَا أَوْ نَتخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ﴾ [القصص:7-9].

 

فكانت نتيجة الاستسلام أن رد الله عليها موسى عليه السلام واصطفاه، وجعله كليمه ونجيَّه تبارك وتعالى.

 

اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَاللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.

 

استسلام نبي الله موسى عليه السلام والنجاة:

ها هي صورة أخرى من صور الاستسلام لأمر الله تعالى؛ حيث أمر الله جل جلاله موسى عليه السلام بالخروج من مصر حتى إذا وصلوا إلى ساحل البحر، وإذا البحر من أمامهم وفرعون من خلفهم، وعندها دبَّ الخوف والجزع في قلوب أصحاب موسى، ولكن نبي الله لم يخف ولم يجزع، بل قال كلمة الواثق بربه الذي أسلم له الأمر وفوَّض له كل شيء ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنكُمْ مُتبَعُونَ * فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ * إِن هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ * وَإِنهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ * وَإِنا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ * فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَناتٍ وَعُيُونٍ * وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ * فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ * فَلَما تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلا إِن مَعِيَ رَبي سَيَهْدِينِ * فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُل فِرْقٍ كَالطوْدِ الْعَظِيمِ * وَأَزْلَفْنَا ثَم الْآخَرِينَ* وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ * ثُم أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ ﴾ [الشعراء: 52 - 66].

 

فكنت نتيجة الاستسلام نجاة بني إسرائيل وهلاك وغرق فرعون وجنده، أريتم عباد الله كيف كانت ثمرة الاستسلام نجاة وسلام؟

 

اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَاللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.

 

استسلام الصحابة رضي الله عنهم أجمعين:

ومن روائع صور الاستسلام لأمر الله جل جلاله ولأمر رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ما حدث في غزوة أحد بعدما أُصيب النبي وأصيب أصحابه، وانصرف المشركون وانصرف رسول الله إلى المدينة، ندم المشركون أنهم لم يقتلوا رسول الله، فقرروا العودة مرة ثانية لمحاربة النبي وأصحابه، فعلِم النبي بذلك، فاستنفرَ أصحابه الذين كانوا معه في تلك الغزوة، فخرجوا مستسلمين لأمر الله ولأمر رسوله، فنجاهم الله تعالى من كيد الكافرين، ورَدَّ عدوَّهم خائبين خاسرين، ورد النبي وأصحابه منتصرين فائزين؛ يقول الله جل جلاله في ذلك: ﴿ الذِينَ اسْتَجَابُوا لِلهِ وَالرسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ * الذِينَ قَالَ لَهُمُ الناسُ إِن الناسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ﴾ [آل عمران:172- 174].

 

روى أن أبا سفيان وأصحابه لما رجعوا من أحد، فبلغوا الروحاء (موضع بين مكة والمدينة)، ندموا وهمُّوا بالرجوع، حتى يستأصلوا من بقي من المؤمنين، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأراد أن يُرهبهم ويُريهم من نفسه وأصحابه قوة، فندب أصحابه للخروج في إثر أبي سفيان وقال: لا يخرجنَّ معنا إلا من حضر يومنا بالأمس، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع جماعة من أصحابه حتى بلغوا حمراء الأسد (موضع على ثمانية أميال من المدينة)، وكان بأصحابه القرح، فتحاملوا على أنفسهم حتى لا يفوتهم الأجر، وألقى الله الرعب في قلوب المشركين، فذهبوا إلى مكة مسرعين فنزلت الآية.

 

اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَاللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.

 

استسلام الصحابيات والنجاة من الفتن:

أما النساء، فإن للنساء أمثلة فريدة، ومواقف شريفة، وقصص مثيرة، في أمر التسليم، فقد روى أبو داود رحمه الله عنْ صَفِيةَ بِنْتِ شَيْبَةَ عَنْ أُم سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: "لَما نَزَلَتْ: ﴿ يَا أَيهَا النبِي قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِن مِنْ جَلَابِيبِهِن ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب:59]، خَرَجَ نِسَاءُ الْأَنْصَارِ كَأَن عَلَى رُؤُوسِهِن الْغِرْبَانَ مِنْ الْأَكْسِيَةِ"[3].

 

نعم النساء نساء الأنصار، أول ما رجع الرجال إلى نسائهن، يتلون عليهن آيات، الله والأمر بالحجاب، مباشرة عمدنَ إلى مروطهنَّ فشقَقْنها، وجعلنها خمرًا، احتجبنَ بها، ما في وقت للتفصيل ولا لخياطة، أخذت الأقمشة مباشرة، وشققت تشقيقًا على حجاب الجسد كله، فاختمرن، يعني: تغطين، وخمر؛ أي: غطى مباشرة.

 

اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَاللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.

 

شمولية الاستسلام لله جل جلاله:

يقول تعالى: ﴿ يَا أَيهَا الذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السلْمِ كَافةً وَلَا تَتبِعُوا خُطُوَاتِ الشيْطَانِ إِنهُ لَكُمْ عَدُو مُبِينٌ ﴾ [سورة البقرة: 208]، فبيَّنَ - واللهُ أعلمُ - وجوبَ الدخولِ في كل شرائعِ الإسلام بلا تَبعيضٍ، فإن تَبعيضَها مِن خطواتِ الشيطانِ الرجيم القائدِ مَن اتبعَ هذه السبيل إلى تركِ شرائعِ الإسلام خطوةً خطوة، وشريعةً شريعةً حتى يَتركوا الدينَ كله، وقد وصفَ اللهُ تعالى لنا حالَ أهلِ الإيمان وأهلِ الهوى، فأخبرَ أنْ أهلَ الإيمان هم المستجيبون لأمرِه المُنقادُون لِشرعِه بلا ريبٍ في صدورِهم مِن أمرِ اللهِ عز وجل، سواء فهِموا الحكمةَ مِن الأمرِ أو لم يَفهموا، وما جَعلُوا عقولَهم وأهواءهم حَكَمًا على شرعِ الله، أخبرَ سبحانه بذلك في آياتٍ متفرقةٍ في كتابه؛ فقال: ﴿ إِنمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [سورة النور 51]، وقال عز وجل: ﴿ يَا أَيهَا الذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاتقُوا اللهَ إِن اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [سورة الحجرات 1]، فكانت صفةُ المؤمنين الاستسلام لحكمِ اللهِ كله، وترك التقدمِ بينَ يدي الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم بما تُمليه عليهم عقولُهم وآراؤهم.

 

احذَروا عباد الله من ترك الاستسلام، فإن ذلك صفة من صفات أهل الكتاب الذي آمنوا ببعض وكفروا ببعض قال الله جل جلاله: ﴿ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدونَ إِلَى أَشَد الْعَذَابِ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَما تَعْمَلُونَ ﴾ [سورة البقرة 85]، فالخزي والخسران والعار والشنار في التشبه بهم وسلوك طريقهم في التعامل مع أوامر الله تعالى .......................

 

استسلام حجاج بيت الله الحرام:

ولو تأملنا حال الحجيج لرأينا بكل وضوحٍ تطبيقَهم لرُكنَي العبادة: الحب والذل أو الاستسلام، فحبُّ المسلمين وشوقُهم لأداء مناسك الحج، حبٌّ وشوق عظيم يجعلهم يخططون لذلك سنوات طويلة، فيوفرون المال ويدَّخرونه لهذه الغاية العظيمة، برغم مشقة السفر وبعده على كثيرين منهم بخلاف الحر الشديد، وكون مكة بلدة ليست ذات طبيعة أخاذة، وليست وجهة سياحية، ولكن الحب لله عز وجل والحب لطاعته وزيارة بيته وتحقيق أمره، ﴿ وَلِلهِ عَلَى الناسِ حِج الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ﴾ [آل عمران: 97]، هو الدافع الذي يدفع الملايين سنويًّا للحج.

 

وبعد الحب ودافعيته يأتي القَبول والتسليم والانقياد والذل لربِّ العالمين من الحجاج، فيتخلون عن ملابسهم المعتادة وعن الطيب والعطور وفي مواقيت / أماكن محددة، فيستجيب الملايين حبًّا ورغبة؛ لأن هذا هو جوهر العبودية (حب وذل رغبة وطاعة).

 

ومن ثم تبدأ المناسك بالطواف حول الكعبة سبعة أشواط، والسعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط أيضًا؛ حيث يتساوى الجميع في التنفيذ في استسلام ورغبة تامة تحقِّق عبودية الناس لرب الناس الذي يأمر فيُطاع، علم الناس حكمة فعلهم أم لم يعلموا.

 

وبعدها ينتقل الملايين للمبيت بمنى في العراء، ومن ثم الذهاب للوقوف بجبل عرفات، وبعدها يفيضون إلى مزدلفة، وبعدها يكون طواف الإفاضة، وحلْق الشعر ورمي الجمار وذبح الهَدي، في مشاهد تذكر الحجيج بمشاهد الدار الآخرة، ويفعل الحجاج ذلك بكل تسليم وطاعة وانقياد، تعبيرًا عن ذلِّهم وحبِّهم لربهم بطاعة أوامره.

 

وبذلك فإن الحج يكون بمثابة تجربة معملية وعملية لحقيقة الإيمان والإسلام، والعبادة تقوم على مزج الحب لله عز وجل بطاعة أوامره والتسليم لأحكامه، وتطبيق شعائره، كما علمنا وأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم، ويكون من مقاصد الحج تعويد النفس على التسليم لأمر الله عز وجل في كل شؤون الحياة.

 

فكما أن الحجيج رجالًا ونساءً لهم لباس محدد المواصفات استسلموا له، فكذلك بعد الحج هناك لباس محدد المواصفات للرجال والنساء يلزمهم الاستسلام له، فلا يجوز للرجال والنساء إظهار عوراتِهم، بل ارتداء اللباس الساتر، كلٌّ بحسبه.

 

وكما أن الحجيج تخلَّوا عن مشاغل الحياة من أجل الحج، فعليهم كذلك الحرص بعد الحج على تأدية واجباتهم الدينية، وخاصة الصلاة وعدم الانشغال عنها بالدنيا[4].

 

كل عام أنتم بخير وتقبَّل الله منا ومنكم صالح وخالص الأعمال.

اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَاللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.



[1] مجموع الفتاوى، لابن تيمية (28/ 174)؛ وجامع المسائل، لابن تيمية (6/ 219).

[2] أخرجه البخاري (3/ 147 و4/ 172).

[3] [أبو داود:3578].

[4] بالحب والتسليم تتحقق العبودية لرب العالمين: الحج مثالًا، لأسامة شحادة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • خطبة عيد الأضحى 1429هـ
  • خطبة عيد الأضحى 1435 هـ
  • خطبة عيد الأضحى 1436هـ (عيد النحر)
  • خطبة عيد الأضحى لعام 1438 هـ
  • خطبة عيد الأضحى المبارك 1441هـ
  • خطبة عيد الأضحى المبارك 1442 هـ
  • تقوى الله طريق النجاة

مختارات من الشبكة

  • التهنئة بالعيد يوم العيد (بعد الفجر وبعد صلاة العيد لا قبل يوم العيد)(مقالة - موقع د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر)
  • خطبة عيد الأضحى: العيد وثمار الأمة الواحدة(مقالة - ملفات خاصة)
  • (هذا العيد يخاطبكم) خطبة عيد الأضحى 1444 هـ(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الأضحى 1443 هـ (العيد وصلة الأرحام)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • (لمن فرحة العيد؟) خطبة عيد الأضحى 1442 هـ(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة يوم عيد الأضحى 1441هـ (هذا عيدنا)(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الأضحى 1441هـ (اليوم عيدنا)(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الأضحى 1440هـ (من مقاصد العيد)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة عيد الأضحى عام 1438هـ (وحدة العيد)(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الأضحى المبارك 1438 (الفرحة بالعيد لا تنسينا يوم الوعيد)(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب