• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / خطب المناسبات
علامة باركود

خطبة عيد الفطر 1443هـ

خطبة عيد الفطر 1443هـ
د. عبدالعزيز حمود التويجري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/5/2022 ميلادي - 29/9/1443 هجري

الزيارات: 25279

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة عيد الفطر 1443هـ

 

الحمد لله وأكبِّره تكبيرًا، والله أكبر وأذكره ذكرًا كثيرًا، والله أكبر أنفَذَ تصاريفَ الأقدار، وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ.. والحمد لله أفاضَ علينا من خزائن جُوده ما لا يُحصَر، والله أكبر شرعَ لنا شرائعَ الأحكام ويسَّر.

لك الحمدُ يا ذا الجودِ والمجدِ والعلى
تباركتَ تعطي من تشاءُ وتمنعُ

 

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له والعزَّةُ لله ولرسوله وللمؤمنين، والذِّلَّةُ والصّغَار لأهل الكفر والفُجور والمفسدين، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبدُ الله ورسوله خاتمُ النبيين وإمام المرسلين، صلَّى الله وسلَّم وباركَ عليه وعلى آله وأصحابه وازواجه، والتابعين ومن تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

 

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً.

 

فاتقوا الله معشر المؤمنين والمؤمنات حق التقوى، وتقرَّبوا إليه بما يحبُّ ويرضى، تزيَّنوا بلباس التقوى ذلك خير.

 

عيدُكم مُبارك، وتقبَّل الله صيامَكم وقيامَكم، وصلواتكم وصدقاتكم، وجميعَ طاعاتكم، وكما فرِحتم بصيامكم، فافرحوا بفِطركم، فإن للصائم فرحتين: فرحةٍ عند فِطره، وفرحةٍ بلقاء ربه، أدَّيتم فرضَكم، وأطعتُم ربَّكم، صُمتم وقرأتُم وتصدَّقتُم، فهنيئًا لكم ما قدَّمتم، وبُشراكم الفوزَ - بإذن الله وفضله - ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ﴾.

 

فافرحوا وابتهِجوا واسعَدوا، وانشروا السعادةَ والبهجةَ فيمن حولكم، إن حقكم أن تفرحوا بعيدكم وتبتهِجوا بهذا اليوم يوم الزينةِ والسرور، ومن حقِّ أهل الإسلام في يوم بهجتهم أن يسمعوا كلامًا جميلاً، وحديثًا مُبهِجًا، وأن يرقُبوا آمالاً عِراضًا ومُستقبلاً زاهرًا لهم ولدينهم ولأمتهم.

 

فاهنأوا بعيدكم، وابتهِجوا بأفراحكم، وهل يكون انتظار الفرج إلا في الأزمات؟ وهل يُطلَبُ حسنُ الظن إلا في المُلِمَّات؟


﴿ وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 22]

 

عيدنا فخرنا، فلئن تفاخَرَتِ الأُممُ والدولُ بأعيادِها. فهذا هو عيدُنا أَهلَ الإسلام، جاءَ بِشَرِيْعَةٍ إلهيةِ، وبهديٍ نَبَوي. لَمْ يَقُم على عُنصُرِيَّةِ، ولا على جاهليةٍ، ولا على حدودٍ جُغرافية. بل عيدٌ جاءَ وَيَتَجَدَّدُ كُلَّ عامٍ بعد أداءِ رُكْنٍ عظيمٍ من أركان الإسلامِ. يُكَبَّرُ فيه اللهُ ويُذْكَر، ويُحمدُ فيه اللهُ ويُشْكَر. فَمَا مِنْ مُسْلِمٍ على وَجْهِ الأَرْضِ إِلا وهذا العيدَ عِيْدُه.

 

العيدُ أقبل مزهوًا بطلعتهِ
كأنه فارسُ في حلةٍ رفلا
والمسلمون أشاعوا فيه فرحتهم
كما أشاعوا التحايا فيه والقبلا
فليهنأ الصائم المنهي تعبده
بمقدم العيد إن الصوم قد كملا

 

عيدٌ يعودُ الناسُ بعد صلاتهم للتزاورِ وصلةِ الأرحامِ، والتهنئةِ والسلام.

 

هنيئًا لمُوسِرٍ يزرعُ البهجَة على شفَة مُحتاج، ومُحسنٍ يعطِفُ على أرملة ومسكين ويتيم، وصحيحٍ يعودُ مريضًا، وقريبٍ يزورُ قريبًا، العيدُ عيدُ من عفا عمن زلَّ وهفا، وأحسن لمن أساء، العيدُ عيدُ من حفِظَ النفسَ وكفَّ عن نوازِعِ الهوى، يلبسُ الجديد ويشكرُ الحميدَ المجيد من في فرحٍ لا يُنسِي، وبهجةٍ لا تُطغِي.

 

لا يسعَدُ بالعيد من عقَّ والدَيْه، وحُرِم الرضا في هذا اليوم المبارَك السعيد، ولا يسعدُ بالعيد من يحسُد الناس على ما آتاهم الله من فضله، وليس العيد لخائنٍ غشَّاش يسعى بالفساد بين الأنام، كيف يفرحُ بالعيد من أضاعَ أموالَه في ملاهٍ مُحرمة، وفسوقٍ وفُجور؟

 

عيدنا تتجلى معه عظمةُ هذا الدين بتشريعاتهِ السامية، ومبادئهِ السامقةِ، وأخلاقياتهِ العاليةِ.. لا يقبلُ التنازلَ فيه عن المبادئِ والمسلمات، ولا التهاونَ في الأحكامِ والتشريعاتِ.

 

عيدٌنا يقول إن الله هو الكبير المتعال لا شرع إلا شرعه ولا حكم إلا حكمه ﴿ إِنِ الحكم إِلاَّ للَّهِأَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ﴾

كلُ نظامٍ يخالفُ شرعَ اللهِ فهو باطل ﴿ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾.

 

عيدُ يُجلي لنا أنَّ تعظيمَ اللهِ وشرعَه وأمرَه ونهيَة ليس هواي متبعًا أو حكمًا تُغيره المستجدات والتقنات..

 

لقد أنزل الله آيات بينات في من قالوا في غزة تبوك: "أيرجو محمد أن يفتح قصور الشأم وحصونها! هيهات هيهات" فأنزل الله ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ﴾.

 

فليحذرِ المسلمُ من أن يستهزئ بشيء من دين الله، أو يتندر في توجيه نبوي متعلق في حكم من احكام الإسلام.

 

ومن يتخذ نهجا سوى نهج أحمد = فقد ضل وهو الخاسر المتصدع

 

﴿ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ﴾

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد

 

تُحفظُ بيضةُ الإسلامِ ويُحافظُ على دينِ الناسِ وأخلاقهِم وقيمهِم بإحياءِ شعيرةِ الأمرِ بالمعروفِ والنهي عن المنكرِ ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾.

 

الدين النصيحة.. إنما هي كلمةٌ طيبةٌ، أو رسالةٌ لطيفةٌ.. نصحَ عمرُ بن الخطابِ فتى وهو يُحتضر " فقال يا بن اخي ارفع ثوبك فإنه أنقى لثوبك وأتقى لربك"

 

إذا رأت المرأةُ مخالفةً على أختِها أو إبنتِها أو جارتِها أو صاحبتِها في لباسها أو حجابها فلتقدم كلمةً طيبةً ونصيحةً عابرةً.. قال عَنْ جَرِيرٍ رضي الله عنه،: «بَايَعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَلَى النُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ» متفق عليه.

 

متى ما شاع الأمرُ بالمعروفِ والنهي عن المنكرِ والتناصحُ في البيوتِ والعملِ والمتاجرِ والمتنزهاتِ ضمنا العزةَ والتمكينَ وحفظنا ديننا وارتفعت عنا الشدائدَ والعقوبات، قال الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام "وَالذى نَفْسِى بِيَدِهِ. لتأمُرنَّ بِالْمعْرُوفِ وَلتَنْهَوُن عن المنكَر، أَوْ لَيوشِكن الله أن يَبعَثَ عَليْكُم عِقَابًا مِّن عِندِه، ثم لتَدْعُنَّه فَلَا يَسْتَجيبُ لَكُمْ".

 

الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً.

 

عيدنا يعودنا ويرسخُ في أذهاننا أن الطاعةَ والانابةَ ليست مقصورةً في رمضان، بل هي ثباتٌ واستقامةٌ وحسنُ عملٍ على الدوامِ.. إِياكَ أَن ُتخرم ما أحكمتَ، أو تهدمَ ما بنيتَ.. صَلاتُكَ فارعَها.. هي عَمودُ الدينِ.. احفظْها تُحْفَظْ، أٌقِمْها تَسْتَقِيم.. مَنْ لَمْ يَرعَ لِصلاتِه قَدراً تَخَطَّفَتْهُ الشياطين. مَنْ لَمْ يُقِم لها وَزْناً زَلَّت بِه القَدَمُ إلى أسفَلِ سافلين ﴿ فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴾ أَقِم صلاتَك في وَقتِها ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا ﴾ مفروضةً في أَوقاتٍ معلومةٍ. وصلاةُ العصرِ في يوم العيد تثقلُ على كثيرِ من الناس، وفي صحيح البخاري " «مَنْ تَرَكَ صَلاَةَ العَصْرِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ» و«الَّذِي تَفُوتُهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ، كَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ».

 

الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد

 

وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي ولَكُمْ وللمسلمين والمسلمات فاستغفروه إن ربنا لغفور شكور.

 

الخطبة الثانية

الحمدُ لله أحاط بكل شيءٍ علماً، وجعل لكل شيءٍ قدراً، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ على عبده ورسوله محمد وعلى آله وأصحابِه ومن اهتدى بهديهِ إلى يوم الدِّينِ. أما بعد.

 

في العيد يتجلى جمع شمل الأسرة، التي إن قَويتِ بترابُطها حققت لها مجداً، وصنعت لها فخراً. وكَسَبَت لها عِزاً. الأسرةُ إن قَويَت بإيمانِها وصلاحها.. عاشت تقيةً، وحُشِرَت يوم الحسابِ رَضيةً ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ ﴾

 

كم هو شموخٌ وعزٌ وفخرٌ حينما نرى نسائنا تزدحم بهن عتبات المساجد في رمضان، كم هو سعادة وإسعاد حينما نسمع عن حافظات للقرآن واخريات علون في مراقي السنة..

 

كم هو عز وثبات ورقي في فتاةٍ مُؤمنَةٍ.. لها مِن الجَمَالِ ما يُغني. ولها من الأناقَةِ ما يُبْهِر. قَرَنَت جمالَها بصِدْقِ تَدَيُّنِها. وأَوثَقَت أناقَتَها بصدقِ حيائها. تَسْتَمتِعُ في الحياةِ بما أَحَلَّهُ اللهُ لها ﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ.. ﴾.

 

تَلْبَسُ من اللباسِ أَرقاهُ، ومن الحُلِيِّ أحْلاهُ، ومِنَ الزِّينةِ َحسَنها. ولها كَمالُ عَقْلٍ، تُدرِكُ بِه أَن كُلَّ شيءٍ في الحياةٍ قابِلٌ لِمُسايَرَةِ الموضةِ ومجاراةِ المدَنِيَّةِ.. ما لَمْ يُتَخطى حواجِزَ الشَّرِيعةِ وأَوامِرَها. فأَوامِرُ اللهِ لا تُعصى، ونواهيهِ لا تُنتَهَك.

 

فتاةٌ مُؤمنَةٌ.. عَلِمَت أَنَّ الحجابَ ليسَ عادةً مُجتَمَعِيَّة، ولا خِياراً ذاتياً. وإِنما فَرِيْضَةٌ جاءَت في نَصِّ الكتابِ في آياتٍ محكمات ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴾ ﴿ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ﴾ حجابٌ تَحْجِبُ بِهِ عَن الرجالِ زِينَتها، وتُـخْفِي بِهِ عنهم مفاتِنها، فَلَزِمَت الحجابَ كما شُرِعْ.

 

لاتزال الفتاة تعيش بعز وشموخ مالم تصغي إلى إعلام خادع، وإسناب فاتن، وبهرجة حضارية مقيته، تتقاذفها الدعايات، وتلخسها النظرات، ويتحرش بها ساقطي المروءات. أذلك خيرُ أم حياة مع أسرة محشومة، وبيت مستوره، وكرامة مصونة؟

 

يا نساء المسلمين: إن الله سمى الزواج ميثاقا غليظا، لا يحل نقضه من أجل عبودية لرغبات النفس، أو استجابة لنداءات حاملات معاول هدم البيوت وتشتيت الأسر. قال عليه الصلاة والسلام (أَيُّمَا امْرَأَةٍ اخْتَلَعَتْ مِنْ زَوْجِهَا مِنْ غَيْرِ بَأْسٍ لَمْ تَرِحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ) أخرجه أهل السنن.

 

والزوج قِوام الأسرة، يَرعى شُؤُونَها وَيَحْمِيْهَا، يَقُومُ على مَصَالِحها، ويكابِدُ في تحقيقِ مكاسِبها، سيادَةُ الأُسرَةِ عائدةٌ إليه، وولايَتُها ورعايتُها موكلَةٌ إليه. تَبقى الأُسرةُ في قوةٍ ومَنَعَةٍ.. ما كانَ لها وَلِيٌّ مُصٍلِحٌ لا يُنازَعُ في ولايَتِه. تاهَتْ أُسرَةٌ أَوْهَنَت أَمرَ وَلِيِّها وراعيها. تَعْدُو عليها العَوَادِي، وَيَجْتَرِئُ عليها العِدا. وخاَبَ وَلِيٌّ أضاعَ الولايَةَ أَو استَهانَ بِحقوقِها. «مَا مِنْ عَبْدٍ اسْتَرْعَاهُ اللَّهُ رَعِيَّةً، فَلَمْ يَحُطْهَا بِنَصِيحَةٍ، إِلَّا لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ» أخرجه البخاري.

 

يا أيها الأبناء والبنات: إن أردتم السعادة والنجاح والفلاح فلزمو أقدام آبائكم وأمهاتكم، لن تجدوا أحنى عليكم ولا أنصح لكم ولا أرحم بكم من والديكم، الزموهم فثم الجنة، طاعةً وخدمةً وبراً ورحمة. تفلحوا وتسعدوا وتدخلوا جنة ربكم.

 

اللهم اجعل عيدنا سعيدنا وشملنا ملتما، واكفنا شر الأشرار، وشر طوارق الليل والنهار، اللهم احفظنا وأزواجنا وذرياتنا من مضلات الفتن.. اللهم آمنا في دورنا...ربنا تقبل منا....





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • خطبة عيد الفطر 1427
  • خطبة عيد الفطر المبارك
  • خطبة عيد الفطر المبارك
  • خطبة عيد الفطر المبارك
  • خطبة عيد الفطر 1430 هـ
  • خطبة عيد الفطر 1443هـ
  • خطبة عيد الفطر 1439 هـ
  • خطبة عيد الفطر المبارك: التدافع.. سنة ربانية
  • خطبة عيد الفطر 1440 هـ
  • خطبة عيد الفطر المبارك 1443هـ
  • خطبة عيد الفطر 1443 هـ
  • خطبة عيد 1443 هـ
  • خطبة عيد الفطر 1444 (خطبة)
  • خطبة: عيد الفطر 1444هـ
  • خطبة: عيد الفطر 1444 هـ - أفراح المؤمن
  • خطبة عيد الفطر 1444 هـ
  • من يباح له الفطر ومن يجب عليه؟
  • خطبة عيد الفطر {وأن هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه}
  • خطبة عيد الفطر 1445هـ {وحسن أولئك رفيقا}
  • خطبة عيد الفطر 1445هـ
  • خطبة عيد الفطر (1445 هـ)
  • خطبة العيد 1445 هـ (سبحانه وبحمده)
  • خطبة عيد الفطر 1445هـ: احفظوا ذخيرة التقوى
  • خطبة عيد الفطر 1445هـ
  • خطبة عيد الفطر: العيد ومظاهر وحدة الأمة
  • خطبة عيد الفطر 1445هـ
  • خطبة عيد الفطر شوال 1445 هـ
  • خطبة عيد الفطر 1430 هـ
  • خطبة عيد الفطر 1431 هـ
  • خطبة عيد الفطر (2)

مختارات من الشبكة

  • خطبة عيد الفطر 1437 هجرية (خطبة دينية اجتماعية)(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الفطر المبارك 1446 هـ الأعياد بين الأفراح والأحزان(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • خطبة عيد الفطر السعيد (1445 هـ) معنى الفرح بالعيد، وإسداء النصح للعبيد(مقالة - ملفات خاصة)
  • بالطاعات تكتمل بهجة الأعياد (خطبة عيد الفطر المبارك 1442 هـ)(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • فرحة العيد - خطبة عيد الفطر المبارك 1439 هـ(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الفطر المبارك 1435 هــ ( عيد ميلاد وبناء )(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الفطر 1446 هـ(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الفطر شوال 1446 هـ(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الفطر ١٤٤٣ هـ(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • خطبة عيد الفطر 1446 هـ(مقالة - موقع د. صغير بن محمد الصغير)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب