• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / خطب المناسبات
علامة باركود

خطبة عيد الفطر المبارك: افرحوا بعيدكم نكاية بأعدائكم

محمد عبدالرحمن صادق

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/7/2016 ميلادي - 28/9/1437 هجري

الزيارات: 42199

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة عيد الفطر المبارك

"افرحوا بعيدكم نِكاية بأعدائكم"


الحمد لله رب العالمين الذي بلَّغنا رمضان فصُمنا نهاره إيماناً واحتساباً، وهدانا لطاعته فأقمنا ليله إيماناً واحتساباً، وحبَّب إلينا الذكر فذكرناه سبحانه وتعالى وتلونا كتابه محبة وعِرفاناً، وأغدق علينا الرزق فتصدقنا وزكَّينا طاعة لربنا وتطهيراً لأموالنا، ووفقنا للخير فوصلنا الأرحام، وحسَّنا أخلاقنا مع الأنام وصلينا بالليل والناس نيام طامعين أن يُدخلنا الله الجنة بسلام.

 

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ملكه، ولا راد لأمره، ولا مُغيِّر لقَدَرِه ومشيئته. جعل قلوب العباد بين إصبعين من أصابعه يُقَلِّبها كيف يشاء فيُسعد هذا ويُشقي ذاك، ويُضحك هذا ويُبكي ذاك. فالسعيد من أسعده الله تعالى ولو كان على الشوك، والشقي من أحزنه الله تعالى ولو كان في سعة القصور ولين الحرير. قال تعالى: ﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [فاطر: 2] وقال: ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58].

 

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله أرسله الله تعالى بالحق مبشراً ونذيراً. عن مصعب بن سعد بن أبي وقاصعن أبيه قال: قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاء؟ قال: " الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يُبتلى الرجل على حسب دينه (وفيه): حتى يمشي على الأرض وما عليه خطيئة " أخرجه الحاكم.


• أخي في الله: طالما أن الله تعالى هو الذي يُضحك فلا تكترث بالوضع أو بالحالة التي أنت عليها مريضاً أو مهموماً أو جريحاً أو مُطارداً أو سجيناً فستضحك وستفرح وستبتهج وتكون سعيداً مُنشرح الصدر مسروراً إذا أراد الله تعالى لك ذلك. وطالما أنه سبحانه وتعالى هو الذي يُبكي فلو كنت في القصور الفارهة والحدائق الغنَّاء والمال الوفير فستبكي بل سينفطر قلبك من البكاء إذا قدَّر الله تعالى لك ذلك.

 

• رحم الله ابن تيمية يوم قال: " أنا جنتي وبستاني في صدري أنَّى اتجهت فهي معي لا تفارقني... أنا سجني خلوة وقتلي شهادة وإخراجي من بلدي سياحة ". وقال احد الصالحين: والله إنَّا في سعادة لو علمها أبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف.

 

• وتذكَّرْ ما قاله الإمام عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه عندما دخل رجلٌ عليه في يوم عيد الفِطر، فوجده يأكل طعامًا خشنًا، فقال له: يا أمير المؤمنين، تأكل طعامًا خشنًا في يوم العيد!! فقال له الإمام عليٌّ كرم الله وجهه: اعلمْ يا أخي، أنَّ العيد لِمَن قَبِل الله صومَه، وغفر ذنبَه، ثم قال له: اليوم لنا عيد، وغدًا لنا عيد، وكل يوم لا نعصى الله فيه فهو عندنا عِيد. وقال الحسن: كل يوم لا يُعصَى الله فيه فهو عيد، وكلُّ يوم يقطعه المؤمن في طاعة مولاه وذِكْره وشكره فهو له عِيد.

 

• أحبائي في الله: إن من ينظر لبعض بيوتنا ويتفقد أحوالها يجد في كل بيت من دواعي الهم والحَزَن ودواعي البكاء والألم ما لو وُزِّعت على أهل الأرض لكفتهم. فهذا البيت فيه مريض وذاك فيه غارم، وآخر فيه شهيد وذاك فيه جريح وآخر فيه مُطارد وغيره فيه أسير إلى غير ذلك من أسباب الحُزن والبكاء بل والعويل. ولكنك إذا دخلت معظم هذه البيوت وجالست أهلها فلن تجد سوى الرضا والتسليم بل والفرح بقضاء الله وحُكمه في أهل هذا البيت. ولما لا، وهؤلاء قد تربوا على مائدة القرآن. ولما لا، وهم يعلمون جيداً أن تضحيتهم مأجورة ولن تضيع عبثاً. ولما لا، وهم يستشعرون كلام النبي صلى الله عليه وسلم (صبراً آل ياسر) فإن موعدكم الجنة. ولما لا، وهم يشعرون بأنهم معنيون ببشارة النبي صلى الله عليه وسلم لسيدنا صهيب (ربح البيع صهيب، ربح البيع أبا يحي).

 

فالمسلم مأجور على كل ما يُصيبه إن احتسب ذلك بالنية الصالحة. ودليل ذلك ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمسلموغيره عنصهيبرضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عجباً لأمر المؤمن! إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سرَّاء شكر فكان خيراً له! وإن أصابته ضرَّاء صبر فكان خيراً له! وفي مسند أحمد من حديث أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عجباً للمؤمن! لا يقضي الله له شيئاً إلا كان خيراً له" وفي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما يُصيب المسلم من نَصَبٍ ولا وَصَبٍ ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يُشاكها إلا كفَّر الله بها من خطاياه".


• ذكر الإمام الغزالي رحمه الله كلاماً طويلاً في بيان نعمة الله تعالى في الابتلاء حيث يقول: " في كل فقر ومرض وخوف وبلاء في الدنيا خمسة أمور ينبغي أن يفرح العاقل بها، ويشكر عليها:

• أولها: أن هناك مصائب وأمراض أكبر من هذه فليشكر إذ لم تكن أعظم مما هي عليه.

 

• الثانية: أنه كان يمكن أن تكون هذه المصيبة في دينه.

 

• الثالثة: من نعم البلاء أنه ما من عقوبة إلا كان يُتصور أن تُؤخر إلى الآخرة، ومصائب الدنيا يُتسلى عنها بأسباب أخرى تُهَوِّن المصيبة فيخف وقعها، وأما مُصيبة الآخرة فتدوم، وإن لم تدم فلا سبيل إلى تخفيفها بالتسلَّي، ومن عُجِّلت عقوبته في الدنيا فلا يُعاقب مرة ثانية، فالله أكرم من أن يُعاقب العبد مرتين، قال صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الترمذي وابن ماجة: "إن العبد إذا أذنب ذنباً، فأصابته شدة أو بلاء في الدنيا، فالله أكرم من أن يُعذبه ثانية".

 

• الرابعة: أن هذه المصيبة والبليَّة كانت مكتوبة عليه في أم الكتاب، وكان لا بد من وصولها إليه ووقوعها عليه، وقد وصلت ووقع الفراغ، واستراح من بعضها أو جميعها، وهذه نعمة من نعم الله.

 

• الخامسة: أن ثوابها أكبر منها، فإن مصائب الدنيا طريق إلى ثواب الآخرة، كما يكون الدواء الكريه نعمة في حق المريض، فمن عرف هذه الأمور تُصوِّر منه أن يشكر على البلايا.

 

1) فأسرة الشهيد وأهله فرحون بمنزلته عند ربه وببشارة النبي صلى الله عليه وسلم: عن عُبادة ابن الصامت رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن للشهيد عند الله سبع خصال، أن يغفر الله له في أول دفعة من دمه. ويرى مقعدهُ من الجنة ويُحلّى حلية الإيمان، ويُجار من عذاب القبر، ويأمن الفزع الأكبر، ويُوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة فيه خيرٌ من الدنيا وما فيها، ويُزوج اثنين وسبعين زوجة من الحور العين ويُشَفَّع في سبعين من أقاربه".

 

• لما قُتل عبد الله بن عمرو بن حرام يوم أحد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا جابر ألا أخبرك ما قال الله عز وجل لأبيك؟ قلت: بلى. قال: ما كلم الله أحداً إلا من وراء حجاب، وكلّم أباك كفاحاً، فقال: يا عبدي تمنّ عليّ أعطك. قال: يا رب تُحييني فأقتل فيك ثانية! قال: إنه سبق مِنِّي أنهم إليها لا يُرجعون. قال: يا رب فأبلغ من ورائي، فأنزل الله عز وجل هذه الآية: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾ [آل عمران: 169]. رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه. (كِفَاحاً: أَيْ مُوَاجَهَةً)


• وقال صلى الله عليه وسلم: لما أُصيب إخوانكم بأُحد جعل الله عز وجل أرواحهم في أجواف طير خُضر تَرِد أنهار الجنة تأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش، فلما وجدوا طِيب مشربهم ومأكلهم وحُسن منقلبهم قالوا: يا ليت إخواننا يعلمون بما صنع الله لنا لئلا يزهدوا في الجهاد، ولا ينكِلوا عن الحرب. فقال الله عز وجل: أنا أُبلغهم عنكم، فأنزل الله عز وجل هؤلاء الآيات على رسوله ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾ [آل عمران: 169] رواه الإمام أحمد وأبو داود.

 

وبعد كل هذا الفضل ألا يحق لأهل الشهيد أن يفرحوا بل يتمنوا أن يلحقوا به على درب الشهداء؟


2) الأسير والمُطارد وأهليهما فرحين بما يقدمونه من أجل نصرة دين الله ومن أجل الأمة ورفعتها وحريتها: فهذا الأسير وذاك المطارد قد قدَّر الله تعالى لهما أن ينخلعا من نمط الحياة المألوف إلى نمط اختاره الله عز وجل لهما. هذا النمط الذي في ظاهره العذاب والعنت والمشقة ولكن في باطنه الرحمة واليُسر والهداية، الرحمة التي قد طالت إبراهيم عليه السلام في النار، وشعر بها يونس عليه السلام في بطن الحوت، واستلذ بها كليم الله موسى وهو مُطارد خشية أن يقتله فرعون ورجاله كما استلذ بها أصحاب الكهف. قال تعالى: ﴿ وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا ﴾ [الكهف: 16] لقد قيد الله تعالى لهؤلاء خلوة ربانية وفتح لهم أبواباً من العبادة والمناجاة ما كانت تُفتح إلا في مثل هذه الظروف والأحوال. لقد أنعم الله عليهم بالرضا لأنهم قد استودعوا أموالهم أهليهم وذويهم عند من لا تضيع عنده الودائع ففرحوا بما قدموا من طاعات.

 

3) والأرملة التي انقطعت لتربية أيتامها فرحة ببشارة النبي صلى الله عليه وسلم: عن أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أنا أول من يفتح باب الجنة فأرى امرأة تُبادرني (أي تُسابقني) تُريد أن تدخل معي الباب فأقول لها: من أنت؟ فتقول: أنا امرأة قعدت على أيتام لي".. رواه أبو يعلى الموصلي، وصححه الألباني.

 

• مات زوجها فأبت الزواج مع حاجتها الفطرية إليه، ونأت بنفسها عن مواطن الشبهات، وعكفت على تربية الأبناء تربية صالحة كما يحب ربنا ويرضى. تركت كل لذة واستعلت على كل شهوة، ورفضت الخُطَّاب، وتفرغت لهذه المهمة العظيمة ما تبغي سوى مرضاة ربها، هذه هي منزلتها مع المصطفى صلى الله عليه وسلم. ألا يحق لها أن تفرح؟

 

4) ومن يكفل اليتيم ويسعى على الأرملة وينفق من ماله ليفك أسيراً أو يجهز مجاهداً في سبيل الله فرحاً بما بُشِّر به من أجر وثواب: فكفى اليتيم شرفاً أن النبي صلى الله عليه وسلم وُلد يتيماً، وكفاه فخراً بأن الله تعالى قد وصى عليه وأمر بإكرامه. عن مالك بن الحارث أنه سمع النبيّصلى الله عليه وسلميقول: من ضم يتيماً بين أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يستغني عنه وجبت له الجنة البتة، ومن أعتق امرءاً مسلماً كان فِكاكه من النار يجزي بكل عضو منه عضواً من النار " رواه الإمام أحمد.

 

• وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وأحسبه قال: وكالقائم الذي لا يفتر وكالصائم لا يفطر " رواه البخاري ومسلم.

 

• عن زيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏‏ "‏ من جهز غازياً في سبيل الله فله مثل أجره‏ "‏‏ ‏ رواه الطبراني.

 

5) ومن غبَّر قدميه أو جُرح في سبيل الله فرحاً مستبشراً بجزيل عطاء الله تعالى له: عن أبي الدرداء يرفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏: ‏"‏ لا يجمع الله عز وجل في جوف رجل غباراً في سبيل الله ودخان جهنم، ومن اغبرت قدماه في سبيل الله حرَّم الله سائر جسده على النار ومن صام يوماً‏ في سبيل الله باعد الله منه النار مسيرة ألف عام للراكب المستعجل، ومن جرح جراحة في سبيل الله ختم له بخاتم الشهداء له نور يوم القيامة لونها مثل لون الزعفران وريحها مثل ‏(ريح)‏ ‏المسك يعرفه بها الأولون والآخرون يقولون‏:‏ فلان عليه طابع الشهداء، ومن قاتل في سبيل الله عز وجل فواق ناقة وجبت له الجنة‏ "‏‏ رواه أحمد (فواق الناقة: المدة بين حلبتين).

 

6) والمرابط في سبيل الله تعالى الذي لا يغير ولا يبدل ولا ينكث ولا يفرط فرحاً بأن ثبته الله تعالى على الحق:عن عقبة بن عامر قال ‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏" ‏كل ميِّت يُختم على عمله إلا المُرابط في سبيل الله فإنه يجري عليه أجر عمله حتى يبعثه الله‏ " ‏‏.‏ وفي رواية ‏:‏ ‏" ‏ويُؤمَّن من فتان القبر ‏" ‏‏‏رواه أحمد والطبراني.

 

الخطبة الثانية

بعد الحمد والثناء....

• أيها الموحدون: إن الخنساء التي ملأت الدنيا رثاءً وصُراخاً وعويلاً لفقدان أخيها صخر في الجاهلية كانت لها موعظة لأولادها قُبيل معركة القادسية - بعد أن منَّ الله تعالى عليها وشرح صدرها للإسلام وعرفت كيف تنهل عن معين السعادة الذي لا ينضب - قالت فيهاوهي تودع أبنائها للجهاد: "يا بَنِيَّ إنكم أسلمتم وهاجرتم مُختارين، واللهالذيلا إله غيره إنكم لبنو رجل واحد، كما أنكم بنو امرأة واحدة، ما خُنت أباكم ولا فضحت خالكم، ولا هَجَّنت حسبكم ولا غيَّرت نسبكم. وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين. واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية يقول الله عزَّ وجل: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 200]. فإذا أصبحتم غدًا إن شاء الله سالمين، فاغدوا إلى قتال عدوكم مُستبصرين، وبالله على أعدائه مُستنصرين. وإذا رأيتم الحرب قد شمَّرت عن ساقها واضطرمت لظى على سياقها وجللت نارًا على أوراقها، فتيمموا وطيسها، وجالدوا رئيسها (رئيس جماعة القوَّاد الذين تصدُر عنهم خُطَط الجيش) عند احتدام خميسها (الخمِيسُ الجَيشُ الجَرَّارُ؛ سُمِّي بذلك لأَنه خَمْسُ فِرَق: المُقَدِّمَةُ، والقلبُ، والمَيْمَنةُ، والمَيْسَرَةُ، والساقَةُ) تظفروا بالغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة " فلما وصل إليها نبأ استشهادهم جميعًا فما نطق لسانها برثائهم وهم فلذات أكبادها، ولا لطمت الخدود ولا شقت الجيوب، وإنما قالت برباطة جأش وعزيمة وثقة: " الحمد لله الذي شرَّفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته ".

 

• أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم:إن السعادة أمراً معنوياً نسبياً، فما يُسعد هذا ربما يُشقي ذاك. وما يجلب لهذا الفرح والسرور ربما يجر على غيره الحزن والأسى. وإن من تأمل السعادة في أسبابها وجد لديه الكثير منها ولكننا نغفل عما بين أيدينا ونبحث عما ينقصنا ونلهث خلفه فيشقينا فلا نتنعم بهذا ولا ندرك ذاك.

 

•روي أنأحد السلف كان أقرع الرأس أبرص البدن أعمى العينين مشلول القدمين واليدين وكان يقول: " الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيراً ممن خلق، وفضلني تفضيلاً" فمر به رجل فقال له: مما عافاك؟ أعمى وأبرص وأقرع ومشلول فمما عافاك؟ فقال: ويحك يا رجل؛ جعل لي لساناً ذاكراً، وقلباً شاكراً، وبدناً على البلاء صابراً.


•ابحث عن السعادة في المقابر تجد أنك حي تُرزق. انظر إلى من ضل الطريق وانكب على وجهه محروماً من رحمة الله تعالى تجد أنك تمشي على صراط مستقيم. اذهب إلى المستشفيات تجد أصحاب العِلل والأمراض والعاهات وأنت مُعافا في بدنك سليم الأعضاء...... الخ.

 

•إن طُمأنينة القلب والرضا بما قسمه الله تعالى من أعظم نعم الله على المؤمن، وذلك أن سكون النفس واستقرارها هو الدافع للخير والشعور بالغبطة والسعادة، وبقيمة الحياة وهدفها، والثقة بالله ووعده ولذا كانت طُمأنينة القلب هي حصنه الحصين الذي يستعصى على الشياطين، وذلك أن النفس المطمئنة والقلب الثابت الموصول بربه لا سبيل إلى زعزعته بإذن الله تعالى ﴿ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].

 

ولله در القائل:

فليتك تحلو والحياة مريرة
وليتك ترضى والأنام غِضَاب
وليت الذي بيني وبينك عامر
وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين
وكل الذي فوق التراب تراب

 

وأخيراً: أود أن أقول لكل مبتلى: إنك في منحة من الله عز وجل تغبط عليها، منحة يصطفي فيها من يشاء من عباده ويتخذ فيها من يشاء من عباده شهداء ويرفع فيها أجراً ويحط فيها وزراً، في هذه المنحة نتعلم في مدرسة الصبر وجامعة الشكر، في هذه المنحة نكتسب زاداً نُربي به من خلفنا ليكونوا أصلب منَّا عوداً وأقوى منَّا عزيمة وشكيمة فلا يُؤتى الإسلام من قِبَلهم كما أنه لن يُؤتى من قِبَلنا إن شاء الله تعالى.

 

• افرحوا جميعاً بعيدكم واملؤوا بيوتكم بالفرحة ولست بهذا الطلب أريد أن أجردكم من مشاعركم أو أخرجكم عن طبيعتكم البشرية ولكن لأن فرحكم هذا هو الرصاص الذي يكيد أعداء أمتكم.. فابتسامتكم أقوى من الرصاص في صدور جلاديكم، فبفرحكم تُعكرون صفو عيدهم وتُفسدون فرحتهم فأنتم أحق بالفرح منهم وهم ما لهم إلا الهم والغم والحسرة والندامة.

 

•اللهم عليك بمن ظلم المسلمين.. اللهم عليك بمن خذل المؤمنين.. اللهم عليك بمن بغى على الموحدين.. اللهم عليك بمن سفك الدماء.. اللهم عليك بمن يتم الأطفال.. اللهم عليك بمن رمل النساء.. اللهم عليك بمن خرَّب بيوتك.. اللهم عليك بمن تطاول على دينك.. اللهم عليك بمن تطاول على نبيك.. اللهم عليك بمن تطاول على العلماء.. اللهم عليك بمن تآمر على أمن بلاد المسلمين... اللهم أهتك سترهم.. اللهم اقصم ظهورهم.. اللهم أرعب قلوبهم.. اللهم بدَّد مُلكهم.. اللهم عرضهم للفتن ما ظهر منها وما بطن.. اللهم خلِّص منهم البلاد والعباد.. اللهم انزع البركة من صحتهم ومن أموالهم.. اللهم اجعل صدورهم ضيقة حرجة.. اللهم ابتليهم من الأمراض ما لا شفاء لها.. اللهم اجعلهم لكل ظالم عبرة وآية.. اللهم لا تحقق لهم في بلاد المسلمين غاية.. اللهم لا ترفع لهم في بلادنا راية.. اللهم لا تجعل لهم على أهل الحق سبيلاً.. اللهم ائذن لشرعك أن يسود.. اللهم اجعلنا للحق جنود.. اللهم إنا نجعلك في نحورهم.. اللهم إنا نعوذ بك من شرورهم. اللهم استجب... اللهم آمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • خطبة عيد الفطر المبارك
  • خطبة عيد الفطر المبارك لعام 1432هـ
  • خطبة عيد الفطر المبارك .. التعلق بالله
  • خطبة عيد الفطر (العيد الذي يتمناه كل مسلم)

مختارات من الشبكة

  • خطبة عيد الفطر: عيد فطر بعد عام صبر(مقالة - ملفات خاصة)
  • عيد الفطر: فرحة المسلمين بعد رمضان(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الفطر المبارك 1446 هـ الأعياد بين الأفراح والأحزان(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • بالطاعات تكتمل بهجة الأعياد (خطبة عيد الفطر المبارك 1442 هـ)(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • فرحة العيد - خطبة عيد الفطر المبارك 1439 هـ(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الفطر المبارك 1435 هــ ( عيد ميلاد وبناء )(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الفطر 1444 (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الفطر 1437 هجرية (خطبة دينية اجتماعية)(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الفطر: العيد وتجديد المفاهيم والقيم(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الفطر: العيد ومظاهر وحدة الأمة(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب