• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    نعمة الماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تدبر خواتيم سورة البقرة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    تحريم الإهلال لغير الله تبارك وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    مشاهد عجيبة حصلت لي!
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (2)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الدرس السابع عشر: آثار الذنوب على الفرد والمجتمع
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / مواضيع عامة
علامة باركود

السحر وخطره ( خطبة )

السحر وخطره ( خطبة )
أحمد محمد مخترش

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/1/2014 ميلادي - 18/3/1435 هجري

الزيارات: 228409

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

السحر وخطره


الخطبة الأولى

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له ومن يضلل الله فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

 

أمَّا بعد:

من أعظم ما أصيبت به البشرية منذ قديم الزَّمان السِّحر؛ فبه يتسلَّط شياطين الجن على بني آدم فيضلُّونَهم ويُوقِعون بهم الأذى في دينِهم ودُنياهم، فتعاطيه وطلبه كبيرة من كبائر الذنوب تصِل إلى الخروج من دائرة الإسلام؛ يقول ربُّنا - عزَّ وجلَّ - مُخبرًا عن مَن قبْلَنا ممَّن يتعاطَون السحر: ﴿ وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 102].

 

فالساحر الذي يتَّصل بشياطين الجنِّ لا يتعلَّم السحر حتى يجعل دينَه قُربانًا لهم، فلا يخدمونه ويقضون حوائجَه إلا إذا كفر بالله، وتقرَّب لهم بما يخرُج به عن الإسلام، من عبادة الشَّيطان كالذَّبح له أو بعمل عملٍ يخرج به من الإسلام كإهانةِ المصحف.

 

وقد يتساءل سائلٌ: ما الذي يجعل الشياطين يقومون بِخدمة سحرة الإنس وينفذون أمْرَهم؟

فالجواب: إنَّ الشياطين بسبب فساد طبعِهم يبحثون عن الضَّرر وإلْحاقه بالآخرين، لاسيَّما إذا كان يحصل لهم بهذا الضَّرر نفعٌ معنوي، فإذا ناداهم السَّاحر بألفاظ التَّعظيم وأقْسم عليهِم بأسماء عُظمائِهم وتقرَّب لهم بالذَّبح ونحوِه، حصل لهم نفعٌ معنوي وهو شعورُهم بالعزَّة لاحتياج الإنس لهم، وإذلال أنفُسِهم لهم، وهم يعلمون أنَّ الإنس أشرفُ منهم وأعظم قدرًا، فإذا خضعت الإنس لهم واستعاذت بِهم كانوا بمنزلة أكابرِ النَّاس إذا خضعوا لأصاغِرهم ليقضوا لهم حاجاتِهم فأعطَوهم بعض حاجاتهم؛ فلذا كلَّما كان السَّاحر أشدَّ إيغالاً بالكُفْر كانت خِدمة شياطينِ الجِنِّ له أكثرَ، وظهر على يديْه من السِّحْر أشدَّ ممَّا يظهر على يدَيْ غيره.

 

عباد الله:

إتيان السحرة وسؤالُهم ضررٌ محض على دين النَّاس ودنياهم، فسؤالُهم كبيرةٌ من كبائِر الذُّنوب؛ فعن بعْضِ أزْواج النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- عن النَّبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال: ((مَن أتى عرَّافًا فسأله عن شيء، لم تُقْبَل له صلاة أربعين ليلة))؛ رواه مسلم (2230).

 

فسائلهم لا تقبل له صلاةٌ أربعين يومًا، وليس معنى هذا أنَّه لا يصلي أو يُؤْمر بالإعادة بعد انقضاء الأربعين، فهذا الحديث ونحوُه محمولٌ عند أهل العلم أنَّه لا ثواب له في صلاته مدَّة الأربعين، وذلك أنَّ الصلاة لها ثواب وإتْيان السَّحرة كبيرةٌ من كبائِر الذُّنوب، فإذا تقابل ثوابُ الصَّلاة وعِظَم ذنب إتْيان السَّحرة ساوى الذَّنب أجرَ الصَّلاة هذه المدَّة، فكأنَّها لم تقبل منه؛ لأنَّه لم ينتفع بِها في رِفْعة درجاتِه بل حطَّت من خطاياه.

 

ومن أتاهُم وصدَّقهم بِما يزعمونه من عِلْم الغيب والنَّفع والضرِّ، فهذا كفرٌ مُخرج من الملَّة؛ فعن أبي هُريرة عن النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال: ((مَن أتى كاهنًا أو عرَّافًا فصدَّقه بما يقول، فقد كفر بِما أُنْزِل على محمَّد -صلى الله عليه وسلم-))؛ رواه أحمد (9252) بإسناد صحيح.

 

ومَن صدَّقهم معتقدًا أنَّ هذا الساحر يتلقَّى ممَّن يسترِق السَّمع من الجِنِّ، ولم يعتقِد معرفتَهم الغيب وقُدْرَتهم على ما لا يقدر عليْه إلا الله، فهو على خطرٍ عظيم، لكنَّه لا يكفر.

 

والسِّحر أنواع متعدِّدة، والصحيح أنَّه كله أسود فليس فيه سحر أبيض على ما يزعُم بعضهم، فمنه:

• سحر الصَّرف، وهو صرف المحبَّة إلى البغض، فيكون المحبوب - زوجة أو أم أو أب أو أخ أو غير ذلك - مبغَّضًا لا يرتاح معه المصروف ولا يهنأ له بال حتى يفارقه، ﴿ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ﴾ [البقرة: 102].

 

وسبب البغض الشَّكُّ والريبة، أو استقباح الهيئة فيراه بِهيئةٍ قبيحة على خِلاف الواقع، ومن أعراض المُصاب بِهذا السحر انقِلاب حال الشَّخص فجأةً من غير أسبابٍ على أحبابِه، وبعْدُه عنهم، وعدم الرَّاحة لمجالستِهم ومحادثتِهم، وسوء الظَّنِّ بِهم، ووقوع المشاكِل معهم من غيْر سبب أو لأتفه الأسباب.

 

• ومن ذلك ربْط الرَّجُل عن امرأتِه، فلا يستطيع جماعها، أو عكس ذلك فتربط المرأة عن زوجها.

 

• ومنه سحرُ العطْف وهو سحر المحبَّة، وهو على ضدِّ الصَّرف فيتعلَّق المسحور بالشَّخص الذي عطف عليْه ولا يرتاح بِمفارقته، فيكون بين الزَّوجين وغيرِهِما، وقد يستخدمه الفجَّار للتوصُّل إلى مَن يريدون وصالَه وصالاً محرَّمًا، ومن أعراض المصاب بِهذا السِّحْر التحوُّل المفاجئ من عداوةِ شَخْصٍ أو حبٍّ طبعي إلى المحبَّة العارمة والطاعةِ التَّامة والانقيادِ للمحبوب وحسْنِ الظن به، والرضا عنه مهما ارتكب، وتلبيةِ مطالبه مهما كانت، وظهور التقصير في دين المعطوف وتساهل في المحرَّمات.

 

ومن أنواعه ما يتسبَّب في مرض المسحور، في جسدِه أو عقْلِه أو في كلَيْهِما، والدَّافع له في الغالب الرَّغبة في الانتقام.

 

عباد الله:

إن السّاحِر لا يكون ساحرا إلا عندما: يتقرب بعبادته للشياطين ويلقي بالمصاحف في الحمامات والقمامات والمزابل ويكتب كلام الله بالنجاسات ودم الحيض وكثيرا ما يجلس الواحد منهم عاريًا في الحمامات والأماكن المهجورة يذبح للشياطين ويمجد الشياطين ويردد الطلاسم التي تقربه من الشياطين وفي بعض اللقاءات مع بعض السحرة التائبين أظهروا أنهم كانوا يجعلون المصحف حذاء قال تعالى في كتابه الكريم ﴿ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ ﴾ [الشعراء: 221 - 223].

 

عباد الله:

إن السحر عباد الله ما انتشر وشاع وذاع وراج في مجتمعنا إلا عندما: طغت الحياة المادية على النفوس فقست القلوب وجفت منابع الخير فكانت النتيجة هي: العقد النفسية والمشكلات الوهمية وارتفاع مؤشر القلق وزيادة معدلات الخوف والأرق. وباتت بعض بيوت المسلمين مرتعاً للشياطين قل فيها ذكر الله، وقلَّ أن يقرأ فيها كلام الله وكثرت فيها المعاصي والمنكرات والنتيجة هي ضيق الصدر وكثرة الإصابة بالمس والعين والسحر قال تعالى ﴿  وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴾ [الزخرف: 36] وقال تعالى ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ﴾ [طه: 124].

 

بارَك الله لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفَعني الله وإيّاكم بما فيهِ من الآياتِ والذكر الحكيم، أقول ما تَسمَعون، وأستغفِر الله لي ولَكم ولجميع المسلِمين من كلّ ذنب فاستَغفروه، إنّه هو الغفورُ الرّحيم

 

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي أبان الحق وجعل عليه دلالات يستدل بها أولو النُّهى، وهدى خلقَه السَّبيلَ، والصلاة والسلام على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وأصحابِه أجمعين، وبعد:

عباد الله:

اتقوا الله تعالى واعلموا ـ رعاكم الله ـ أنّ ما شرعه الله لعباده غنية وكفاية، وقد أعاض الله تبارك وتعالى المسلمين عن مثل تلك الأباطيل وأنواع الأضاليل بالإقبال على الله جلّ وعلا بالدعاء والإلحاح والسؤال، فعلى من ابتلي - عباد الله - بشيء من الأمراض أو بشيء من السّحر أو نحو ذلك أن يكون إقباله على الله جلّ وعلا دعاءً وتضرعاً وسؤالاً وإلحاحاً، والله جل وعلا يقول: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].

 

وليعلم المسحور والمريض أنه مبتلى يجب عليه الصبر، والاحتساب مع الإخلاص في الدعاء، وصدق التوجه إلى الله -تعالى- والأخذ بالأسباب المشروعة في العلاج، من الرقية الشرعية؛ فرُبَّما تكلَّم المتلبّس به فأخبره عن مكان السحر، أو ربما رأى رؤيا تدلّه على مكانه فيبطله، أو ربما يخبر صالحو الجن الرجل الصالح من الإنس بمكان السحر فيُبطل. وهنا يلزم التنبيه على أنه لا يجوز أن تطلب المساعدة من الجن حتى ولو كانوا صالحين؛ لأنَّ هذا مزلق خطير لكن لو قدموها من غير طلب فلا حرج. والحجامة قد تنفع في استخراج السحر، قال ابن القيم - رحمه الله تعالى -: "واستعمال الحجامة على ذلك المكان الذي تضررت أفعاله بالسحر من أنفـع العلاج إذا استعملت على القانون الذي ينبغي". اهـ.

 

أما الذهاب للسحرة أو الكهان أو العرافين وأمثالهم من أجل الاستشفاء، أو معرفة المستقبل، أو تسليطهم على الناس فهذا إن سلم صاحبه من الكفر لم يسلم من الوقوع في كبيرة من الكبائر، وهذا يحصل كثيرًا بين الأقران والمتنافسين في التجارة أو الرياضة أو ما يسمونه الفن والتمثيل، كما يحصل كثيرًا بين النساء في التنافس على رجل معين، وهو سحر الصرف والعطف.

 

ومن البلاء العظيم أن يتخلَّى العبد عن دينه في سبيل إيذاء الآخرين، أو في اعتقاد جلب نفع له وهو ضررٌ مَحْضٌ، وقد جاء في حديث عمران بن حصين مرفوعًا: ((ليس منا من تطيَّر أو تُطيِّر له، أو تكهَّن أو تُكهِّن له، أو سحر أو سُحر له، ومن أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم-))؛ أخرجه البزار بسند جيد. وفي صحيح مسلم قال النبي - عليه الصلاة والسلام -: ((من أتى عرافًا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة))، قال النووي: "معناه أنه لا ثواب له فيها"، وقال البغوي: "العرَّاف: الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات أسباب يستدل بها على مواقعها كالمسروق من الذي سرقها، ومعرفة مكان الضالة".

 

ومن البلاء العظيم أيها الإخوة المؤمنون: ما يندى له الجبين، ويأسى عليه صاحب القلب السليم، أن تغزو الخرافة والشعوذة أهل التوحيد في دورهم؛ يتربى عليها أطفالهم، ويتأثر بها نساؤهم.

 

فضائيات تنقل السحر، وكيفية استخدامه، وطرقَ الذهاب إلى السحرة، والاتصالَ بهم؛ عبر مشاهد في أفلام ومسلسلات وبرامج خصصوها للسحر والكهانة والعرافة وقراءة الفنجان ونحو ذلك.

 

وصلُّوا وسلِّموا - رعاكم الله- على محمد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال: ﴿  إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، وقال صلى الله عليه وسلم: "من صلى عليَّ واحدة صلى الله عليه بها عشرا"، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنّا معهم بمنّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

 

اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واحم حوزة الدين يا رب العالمين، اللهم وفّق ولي أمرنا لهداك واجعل عمله في رضاك، اللهم وفق جميع ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك واتباع شرعك يا ذا الجلال والإكرام.

 

يَا ذَا الْعِزِّ وَالْبَقَاءِ، يَا ذَا الْجُودِ وَالسَّخَاءِ، نسألك اللهم عزةً ورفعةً للإسلام والمسلمين وذلاً وخذلاناً لكل من يحارب هذا الدين. ونسألك اللهم نصراً مؤزراً لإخواننا المسلمين في كل مكان.

 

اللهم احفظنا بحفظك العظيم. واسترنا بسترك العميم. واجمعنا على صراطك المستقيم اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، وجلاء همومنا وغمومنا، ونور أبصارنا، وهدايتنا في الدنيا والآخرة، اللهم ألهمنا رشدنا. وأعذنا من شرور أنفسنا. ومن سيئات أعمالنا.

 

اللهم إنا نعوذ بك من إبليس وذريته، ونعوذ بك من شر كل ذي شر ومن شر النفاثات في العقد. ومن شر حاسد إذا حسد. اللهم ألف بين قلوبنا على الخير والهدى، واجمع شملنا على البر والتقوى.

 

اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين، وارحم موتانا موتى المسلمين، اللهم فرِّج همّ المهمومين من المسلمين، ونفِّس كرب المكروبين، واقض الدَّيْن عن المدينين.

 

عباد الله:

﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90]، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكره على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • خطر السحر
  • التحذير من السحر
  • السحر والمس والعين
  • اجتنبوا أهل الذلة والمهانة من أرباب السحر والكهانة ( خطبة )
  • أقسام السحر
  • إبطال السحر
  • إضاءة سريعة حول السحر والوقاية منه
  • ظاهرة السحر وخطورتها على المجتمع (خطبة)
  • خطبة عن السحر
  • هذا هو السحر

مختارات من الشبكة

  • علاج السحر(مقالة - ملفات خاصة)
  • لا يجوز حل السحر بالسحر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حكم الذهاب للسحرة وعلاج السحر والرقى الشرعية للسحر(مقالة - ملفات خاصة)
  • نماذج عملية لعلاج سحر التفريق ( الجني يضع السحر في الوسادة )(مقالة - ملفات خاصة)
  • كشف المستور عن حكم فك السحر بسحر عن المسحور(WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • كشف المستور عن حكم فك السحر بسحر عن المسحور (ملخص ثان)(مقالة - ملفات خاصة)
  • كشف المستور عن حكم فك السحر بسحر عن المسحور (ملخص أول)(مقالة - ملفات خاصة)
  • كشف المستور عن حكم فك السحر بسحر عن المسحور(مقالة - آفاق الشريعة)
  • السحر والشعوذة (2)(مقالة - موقع الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم)
  • حقيقة السحر وأنه لا يباح منه شيء(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
2- خطبة جميلة
قسم - السودان 14-02-2016 10:04 PM

خطبه جميلة

1- شكرا
عمو انور - المملكة العربية السعودية 21-04-2014 04:51 PM

مشكور جزاك الله خيرا وأعانك على هذا المجهود

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب