• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / مواضيع عامة
علامة باركود

أحكام الرؤى والأحلام (خطبة)

أحكام الرؤى والأحلام (خطبة)
رمضان صالح العجرمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/2/2025 ميلادي - 17/8/1446 هجري

الزيارات: 1521

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أحكام الرُّؤَى والأحلام

 

أولًا: تعريف الرؤيا:

قال الراغب الأصفهاني رحمه الله: "الرؤيا: ما يُرَى في المنام"، والفرق بين الرؤيا والحُلم: أن الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان؛ يعني: ما يكرهه الإنسان هذا من الشيطان، وما ليس بمكروه فهو من الله؛ ولهذا في الحديث الصحيح: ((الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان؛ فإذا رأى ما يكره فهذا من الشيطان..)).

 

والرؤيا حقٌّ، ومعتبرةٌ شرعًا خلافًا للماديين من الملحدين الذين ينكرون كلَّ ما هو غيبي، وكذلك القدرية الذين قالوا: إن الرؤيا لا حقيقة لها.

 

وهناك طرف آخر عندهم غلو في هذا الباب، وهم الصوفية؛ حيث أفرطوا كثيرًا حتى جعلوها مصدرًا للتشريع، والصواب أنها حق، بلا إفراط ولا تفريط، ولها أحكام.

 

ثانيًا: الدليل على أن الرؤيا الصالحة معتبرة شرعًا:

فقد قص الله تعالى علينا رؤيا يوسف عليه السلام، ورؤيا الملك، ورؤيا السجينين، وهذه كلها في سورة يوسف؛ كما قال تعالى حكاية عن يوسف عليه السلام: ﴿ يَاأَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ﴾ [يوسف: 4]، وكذلك قصَّ علينا رؤيا إبراهيم عليه السلام وهو يذبح ابنه إسماعيل عليه السلام، وهذه في سورة الصافات؛ كما قال تعالى في قصة إبراهيم الخليلِ عليه السلام: ﴿ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ ﴾ [الصافات: 102]، وقال تعالى: ﴿ إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ ﴾ [الأنفال: 43].

 

وأما الأدلة من السنة فهي كثيرة؛ منها:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُسْلِمِ تَكْذِبُ، وَأَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا، وَرُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ))؛ [رواه مسلم]، وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح، أقبل عليهم بوجهه، فقال: ((هل رأى أحد منكم البارحة رؤيا؟))؛ [رواه مسلم]، فقد كان يقول لأصحابه هذا الكلام بعد الفجر؛ لأن الرائي يكون صافي الذهن، والعابر يكون حاضر الذهن، وعن أنس رضي الله عنه، قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجبه الرؤيا، فربما رأى الرجل الرؤيا، فسأل عنه إذ لم يكن يعرفه، فإذا أثنى عليه معروفًا كان أعجب لرؤياه"؛ [رواه ابن حبان]، وروى ابن أبي عاصم في السنة أن رجلًا سأل عبادة بن الصامت رضي الله عنه، عن قوله تعالى: ﴿ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ [يونس: 64]، فقال: سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو تُرى له، وهو من كلام يكلم به ربُّك عبدَهُ في المنام)).

 

ثالثًا: أنواع الرؤى والأحلام: فإن ما يراه النائم في نومه على ثلاثة أنواع كما بيَّنها النبي صلى الله عليه وسلم في جملة من الأحاديث؛ ومنها:

• في صحيح مسلم عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُسْلِمِ تَكْذِبُ، وَأَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا، وَرُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، وَالرُّؤْيَا ثَلاثَةٌ: فَالرُؤْيَا الصَّالِحَة بُشْرَى مِنَ اللَّهِ، وَرُؤْيَا تَحْزِينٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَرُؤْيَا مِمَّا يُحَدِّثُ الْمَرْءُ نَفْسَهُ؛ فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ، فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ، وَلا يُحَدِّثْ بِهَا النَّاسَ)).

 

• وعَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ الرُّؤْيَا ثَلاثٌ: مِنْهَا أَهَاوِيلُ مِنَ الشَّيْطَانِ؛ لِيَحْزُنَ بِهَا ابْنَ آدَمَ، وَمِنْهَا مَا يَهُمُّ بِهِ الرَّجُلُ فِي يَقَظَتِهِ فَيَرَاهُ فِي مَنَامِهِ، وَمِنْهَا جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ))؛ [رواه ابن ماجه، وصححه الألباني].

 

• وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: ((الرُّؤْيَا ثَلاثٌ: فَبُشْرَى مِنَ اللَّهِ، وَحَدِيثُ النَّفْسِ، وَتَخْوِيفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ؛ فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا تُعْجِبُهُ فَلْيَقُصَّ إِنْ شَاءَ، وَإِنْ رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلا يَقُصَّهُ عَلَى أَحَدٍ وَلْيَقُمْ يُصَلِّي))؛ [رواه ابن ماجه، وصححه الألباني].

 

وبِناءً على هذه الأحاديث؛ فَيُمكِنُ أن يُقال: إن ما يراهُ النائمُ ينقسمُ إلى ثلاثة أقسام:

1- فرؤيا من الله، تَسُرُّ المؤمن ولا تَغُرُّه.

 

2- ورؤيا من الشيطان تحزن المسلم ولا تَضُرُّه.

 

3- ورؤيا مما يُحدِّث به المرءُ نفسَه، استمر معه في المنام بعد اليقظة.

 

القسم الأول: الرؤيا من الله تعالى؛ وهي التي قال عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم: ((فَالرُّؤْيَا الصَّالِحَة بُشْرَى مِنَ اللَّهِ)) ((وَمِنْهَا جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ))، وهي الرؤيا الصادقةُ التي يُمكِنُ أن تُفَسَّر، وهي التي غالبًا لم يُفَكِّر بها صاحِبُها يومًا، ولم تَخطُر على بالِهِ؛ ويُمكِنُ أن تأتِيَ صريحَةً؛ بمعنى: أنَّ ما يراهُ الشخصُ يتحققُ كما رآه تمامًا، ولكن هذا النوع نادر الحدوث ولكنه موجود.

 

وأما الغالب فهو: أن تأتِيَ هذه الرؤيا في شكل رموز تحتاجُ إلى تفسير، أو بمعنى آخر تحتاج إلى علم وتقدير، وفهم ثاقب، ونظر بعيد؛ لفك شفرة هذه الرموز، وهذا لا يتأتَّى إلا لمُعبِّرٍ حاذقٍ يعرِفُ معنى هذه الرموز ويعرِفُ تأويلَهَا، وليس كُلُّ من رُزِقَ عِلمًا رُزِقَ فهمًا بتأويل الأحلام والرؤى.

 

وَأَصْدَقُ النَّاسِ رُؤْيَا أَصْدَقُهُمْ حَدِيثًا فِي الْيَقَظَةِ؛ كما قَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا))؛ [رَوَاهُ مُسْلِم]، قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ: "وَمَنْ أَرَادَ أَنْ تصدقَ رُؤْيَاهُ فَلَيَتَحَرَّ الصِّدْقَ، وَأَكْلَ الْحَلَالِ، وَالْمُحَافَظَةَ عَلَى الْأَوَامِرِ وَالنَّوَاهِي، وَلَيَنَمْ عَلَى طَهَارَةٍ كَامِلَةٍ".

 

القسم الثاني: تخويف الشيطان؛ وهي التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: ((وَرُؤْيَا تَحْزِينٌ مِنَ الشَّيْطَانِ)) ((أَهَاوِيلُ مِنَ الشَّيْطَانِ؛ لِيَحْزُنَ بِهَا ابْنَ آدَمَ))، ((وَتَخْوِيفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ))؛ فهذا النوع لا يحتاج إلى تفسير، ودائمًا ما يتسم بالمطاردات والخوف والوجود في أماكن غريبة، أو في المقابر أو الجبال أو الأماكن المهجورة، وهو ما يفتقر في الغالب إلى الترتيب الزمني للأحداث، ويمكن أن نقول بشكل عام: "كل منام يستيقظ منه الإنسان مرعوبًا خائفًا أو متضايقًا، فإنه من الشيطان"؛ ليحزنه ولكنه لا يضره هذا المنام، وعليه ألا يلتفت إليه، ويتعوَّذ بالله من شره، فيقول: أعوذ بالله مما أُريت، وكذلك يتعوذ بالله من الشيطان، ولا يُحَدِّث به؛ فعَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لأَعْرَابِيٍّ جَاءَهُ، فَقَالَ: إِنِّي حَلمْتُ أَنَّ رَأْسِي قُطِعَ فَأَنَا أَتَّبِعُهُ، فَزَجَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: ((لا تُخْبِرْ بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِكَ فِي الْمَنَامِ))؛ [رواه مسلم].

 

كما قد تكون بعض المنامات من الشيطان بهدف التسلي بالإنسي، وإذا تكررت مثل تلك المنامات، فقد يدل ذلك على حاجة الرائي للرقية الشرعية؛ لتخليص روحه من المس أو السحر أو العين.

 

القسم الثالث: أحاديث النفس؛ وهي التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: ((وَرُؤْيَا مِمَّا يُحَدِّثُ الْمَرْءُ نَفْسَهُ)) ((وَمِنْهَا مَا يَهُمُّ بِهِ الرَّجُلُ فِي يَقَظَتِهِ فَيَرَاهُ فِي مَنَامِهِ)) ((وَحَدِيثُ النَّفْسِ)) فهي ما يُحَدِّثُ الإنسانُ به نفسَه في اليقظةِ، فيراهُ في منامه، ولا تأويل له أيضًا؛ ويسميه العلماء الماديون بالانعكاسات النفسية؛ أي: خواطر النفس والتطلُّعات التي يصبو الإنسان إلى تحقيقها في الحياة، فيراها في المنام.

 

وهذا النوع من المنامات يتأثر بحياة الإنسان في اليقظة، فمثلًا المهنة أو الوظيفة وكذلك الهوايات، يظهر لذلك أثرٌ واضح في تلك المنامات، وقد تكون نابعة من رد فعل نفسي، فمثلًا الإنسان الذي تعرَّض للظلم أو القهر، قد يرى في منامه أنه ينتصر ممن ظلمه، ويرد له الصاع صاعين، وقد تكون نابعة من رغبات الإنسان المكبوتة، فالذي يتمنَّى منصبًا ما أو شراء شيء ما يعجز عن شرائه أو تحقيقه في اليقظة، قد يرى ذلك يتحقق في المنام، وكل ذلك لا تفسير له، إنما يمكن اعتباره من قبيل التنفيس عن رغبات النفس ومكنوناتها.

 

رابعًا: فوائد الرؤيا الصالحة: ذكر العلماء عددًا من الفوائد للرؤيا الصالحة:

1- أنها قد تكون تثبيتًا من الله تعالى للمؤمنين؛ فعن أَنَس بْن مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ‏((إِنَّ الرِّسَالَةَ وَالنُّبُوَّةَ قَدِ انْقَطَعَتْ فَلا رَسُولَ بَعْدِي وَلا نَبِيَّ‏))،‏ قَالَ: فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ؛ فَقَالَ: ((لَكِنِ الْمُبَشِّرَاتُ))،‏ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْمُبَشِّرَاتُ؟ قَالَ: ((رُؤْيَا الْمُسْلِمِ، وَهِيَ جُزْءٌ مِنْ أَجْزَاءِ النُّبُوَّةِ))؛‏ [رواه الترمذي]، وعَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: نُبِّئْتُ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ قَوْلِهِ: ﴿ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ [يونس: 64]، قَالَ: ((هِيَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُؤْمِنُ أَوْ تُرَى لَهُ))؛ [رواه الترمذي].

 

2- وقد تكون للبشارة والنذارة، وقد سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصادقة: ((المبشرة)) وفي معناها: "المنذرة"، وفائدة المبشرات أنها تُرَغِّبُ في المزيد من الطاعات، وفائدة "المنذرات" الردع عن المخالفات؛ فإنها قد تكون فاتحة خير في أمور الآخرة، وكما أنها قد تكون سببًا لزيادة الإيمان والتقوى؛ فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: كُنْتُ غُلامًا شَابًّا عَزَبًا فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَكُنْتُ أَبِيتُ فِي الْمَسْجِدِ، وَكَانَ مَنْ رَأَى مَنَامًا قَصَّهُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ لِي عِنْدَكَ خَيْرٌ فَأَرِنِي مَنَامًا يُعَبِّرُهُ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَنِمْتُ فَرَأَيْتُ مَلَكَيْنِ أَتَيَانِي فَانْطَلَقَا بِي، فَلَقِيَهُمَا مَلَكٌ آخَرُ، فَقَالَ لِي: لَنْ تُرَاعَ، إِنَّكَ رَجُلٌ صَالِحٌ، فَانْطَلَقَا بِي إِلَى النَّارِ، فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كطي الْبِئْرِ، وَإِذَا فِيهَا نَاسٌ قَدْ عَرَفْتُ بَعْضَهُمْ، فَأَخَذَا بِي ذَاتَ الْيَمِينِ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِحَفْصَةَ‏، فَزَعَمَتْ حَفْصَةُ أَنَّهَا قَصَّتْهَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: ((إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَجُلٌ صَالِحٌ لَوْ كَانَ يُكْثِرُ الصَّلاةَ مِنَ اللَّيْلِ))، قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بَعْدَ ذَلِكَ يُكْثِرُ الصَّلاةَ مِنَ اللَّيْلِ؛ [رواه البخاري]، فمن الناس من يهتدي للحق بسبب رؤيا، كما حصل أيضًا للفضيل بن عياض ومالك بن دينار، وكثير من الناس في القديم والحديث، وكما سمعنا عن أناس اعتنقوا الإسلام بسبب رؤيا.

 

3- أنها قد تكون فاتحة خير في أمور الدنيا؛ كالدلالة على الرزق، أو على العلاج من مرض ما، أو تحديد العائن، وكم من مريض رأى من أصابه بالعين بذاته أو رأى رمزًا يدل عليه، فأخذ من أثره فشفاه الله، والأمثلة لذلك أكثر من أن تُحْصى.

 

4- الرؤى دليل على بقاء الأرواح بعد فناء الأبدان.

 

5- وسيلة تواصل مع الأموات؛ فقد يطلع الأحياء من خلال الرؤى على أحوال الأموات، وقد يفيد هذا في معرفة ما هم فيه من الكرامة والنعيم، أو المرارة والعذاب الأليم، وربما تعين الرؤية على استدراك ما فاتهم من الخير.

 

خامسًا: آداب الرائي تجاه ما يراه في منامه:

فإن رأى خيرًا يفرح به، فيستحب له أربعةُ آداب:

الأولُ: أن يَعلَمَ أنها منَ اللهِ، وأن يحمَدَهُ عليها.

 

الثاني: أن يستبشر بها.

 

الثالثُ: أن يحدث بها من يحب دون من يكره؛ وقد قَالَ يَعْقُوبُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: ﴿ يَابُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ﴾ [يوسف: 5].

 

الرابع: ألا يَقُصَّها إلَّا على من يُحبُّ، أو خبيرٍ بالتعبيرِ.

 

أما الرؤيا المكروهة فلها آدابٌ، منها:

1- الاستعاذةُ بالله من شرها.

 

2- الاستعاذة من الشيطان ثلاثًا.

 

3- أن يَبصُقَ عن شمالهِ ثلاثًا.

 

4- التحولُ عن جَنْبهِ الذي كان عليه.

 

5- أن يقومَ فيصلي.

 

6- ألا يُحدِّثَ بها أحدًا أبدًا؛ فإنها إن شاء الله لا تضره.

 

7- الإيقانُ بأنها لا تضرُّهُ.

 

والأدلة على ذلك ما ورد عن أبي قتادة رضي الله عنه، قال: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِنَ اللَّهِ، وَالْحُلمُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا حَلمَ أَحَدُكُمْ حُلمًا يَخَافُهُ؛ فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ، وَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا؛ فَإِنَّهَا لا تَضُرُّهُ))؛ [رواه البخاري].

 

وعَنْ أَبِي سَلَمَةَ رضي الله عنه، قَالَ: كُنْتُ أَرَى الرُّؤْيَا أُعْرَى مِنْهَا غَيْرَ أَنِّي لا أُزَمَّلُ، حَتَّى لَقِيتُ أَبَا قَتَادَةَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((الرُّؤْيَا مِنَ اللَّهِ، وَالْحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ؛ فَإِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ حُلْمًا يَكْرَهُهُ، فَلْيَنْفُثْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلاثًا، وَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا؛ فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ))؛ [رواه مسلم].

 

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يَكْرَهُهَا فَلْيَتَحَوَّلْ وَلْيَتْفُلْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلَاثًا، وَلْيَسْأَلِ اللَّهَ مِنْ خَيْرِهَا، وَلْيَتَعَوَّذْ مِنْ شَرِّهَا))؛ [صحيح سنن ابن ماجه].

 

وعَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ((إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ الرُّؤْيَا يَكْرَهُهَا، فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلَاثًا، وَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ ثَلَاثًا، وَلْيَتَحَوَّلْ عَنْ جَنْبِهِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ))؛ [رواه مسلم].

 

سادسًا: مسألة تأويل الرؤى:

لا بد أن نعلم بأن قضايا الرؤى ليس لها قانون، وليس لها شيء يضبطها؛ وإنما يكون معناه بالنسبة لشخص يراه يختلف عن معناه بالنسبة لشخص آخر قد يرى الشيء نفسه؛ وقد حصل على عهد ابن سيرين رحمه الله [وهو من مشاهير من كان يفسر الأحلام في هذه الأمة]، أنه أتاه رجلان كل واحد منهما يذكر أنه رأى في المنام: أنه يؤذن، فقال للأول: أنت تحج، وقال للآخر: أنت تسرق فتُقطع يدك، فقيل له: كيف ذلك؟! قال: رأيت على الأول علامات الصلاح فتأوَّلت قول الله تعالى: ﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ ﴾ [الحج: 27] فهذا يحج، ورأيت على الثاني علامات الخبث والفجور، فأوَّلت قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ ﴾ [يوسف: 70]، مع أن الرؤيا واحدة؛ لكن هذا قال له: أنت تحج، وقال للآخر: أنت تسرق فتقطع يدك.

 

فلا تقص الرؤيا إلا على من كان عالمًا بها؛ ففي سنن الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تقُصُّوا الرُّؤيا إلا على عالِمٍ أو ناصحٍ))، وسُئِل إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله: أيَعبرُ الرُّؤيا كلُّ أحد؟ فقال رحمه الله: "أبالنبوة يُلعَب؟!".

 

سابعًا: التحذير من الكذب في الرؤيا؛ فإن الْكَاذِبَ فِي نَوْمِهِ كَاذِبٌ عَلَى اللَّهِ تعالى أَنَّهُ أَرَاهُ مَا لَمْ يَرَهُ؛ وقد قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ مِنْ أَفْرَى الفِرَى أَنْ يُرِيَ عَيْنَيْهِ مَا لَمْ تَرَ))؛ [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ]؛ وَلذلك يُؤْمَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِمَا لا قُدْرَةَ لَهُ عَلَيْهِ مُبَالَغَةً فِي التَّعْذِيبِ؛ فقد قَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ تَحَلَّمَ بِحُلْمٍ لَمْ يَرَهُ؛ كُلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ، وَلَنْ يَفْعَلَ))؛ [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ].

 

مستفاد من مجموعة خطب: شبكة الألوكة





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الرؤى والأحلام
  • الرؤى والأحلام في ضوء الكتاب والسنة
  • خلاصة الكلام في الرؤى والأحلام
  • زبدة الكلام في الرؤى والأحلام (خطبة)
  • الرؤى والأحلام بين الصدق والأوهام
  • صور من التكريم الذي يحظى به الصائمون في رمضان
  • الرؤى والأحلام (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • نزهة الرؤى في علم الرؤى (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • معبر الرؤى الشيخ وليد الصالح في محاضرة بعنوان ( الرؤى بين الإفراط والتفريط )(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • خطبة المسجد الحرام 19/2/1433 هـ - الرؤى والأحلام في ضوء الكتاب والسنة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أحكام تعبير الرؤى(مادة مرئية - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • الرؤى والأحلام(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • الرؤى والأحلام في ضوء الكتاب والسنة(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • آداب الرؤى والأحلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رؤوس أقلام في الرؤى والأحلام(مادة مرئية - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • الشيخ جميل بن إبراهيم الحواس في محاضرة بعنوان (رؤوس أقلام في الرؤى والأحلام)(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • وقفة مع الرؤى والأحلام(مادة مرئية - موقع ثلاثية الأمير أحمد بن بندر السديري)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب