• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل معاوية والرد على الروافض
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    ما جاء في فصل الشتاء
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرحمن، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    اختر لنفسك
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون (خطبة) - باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / مواضيع عامة
علامة باركود

أربعين ساعة بين الأمواج (خطبة)

أربعين ساعة بين الأمواج (خطبة)
الشيخ عبدالله محمد الطوالة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/9/2020 ميلادي - 29/1/1442 هجري

الزيارات: 17793

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أربعين ساعة بين الأمواج


خطبتي اليوم كلها عبارة عن قصة، ولكنها ليست قصة عادية، إنها قصة أعجب من الخيال، وأغرب من المحال، ومع أنها طويلة لكنها شيقة ومثيرة مليئة بألطاف الله وعجائب صنعه، حدثت هذه القصة الرهيبة لأحد الغواصين المهرة ذوي المراس والخبرة، لكن إذا جاء القدر عميت البصيرة والبصر ولم تنفع الخبرة، ولم يغن الحذر، وسأنقل لكم ما كتبه صاحب القصة بيده، بعد أن اختصرت منه شيئًا كثيرًا، وتصرفت فيه تصرفًا يسيرًا، ولئن كنت غيرت بعضًا من أسلوب الكتابة ليناسب منبر الخطابة، فقد أبقيت مضمون القصة وترتيب أحداثها كما هو يقول صاحب القصة:

اعتدت أن أذهب مع صديقين لي للغوص والصيد مرتين في الشهر، خرجنا كعادتنا ضحى الخميس ووصلنا بقاربنا إلى المنطقة التي نريد عند الظهر، وكانت تبعد قرابة العشرين كيلو داخل البحر، ولشدة الأمواج أنزلنا مرساتين زيادة في الحرص، وخوفًا من انفلات القارب تأكدنا من تثبيت المرساتين، ثم نزلنا للغوص، كان الموج قويًّا، ولكن الصيد كان وفيرًا، وبعد 40 دقيقة صعدنا إلى ظهر القارب للراحة، تأكدنا مرة أخرى من ثبات المرساتين، ثم نزلنا للغطسة الثانية كانت الساعة الثالثة والنصف تقريبًا، وبعد نصف ساعة اكتشفنا أن المرساتين قد انقطعتا، وأن القارب قد ابتعد عنا شعرنا بشيء من القلق والخطر، إلا أنني وبدون تفكير قررت اللحاق بالقارب، ألقيت سترة الغوص وأسطوانة الهواء والبندقية، وانطلقت في أثر القارب بكل سرعتي، فإمَّا القارب وإمَّا الله أعلم ماذا يمكن أن يحدث لنا كانت الساعة الرابعة عصرًا، وبعد ساعتين من السباحة المتواصلة والمجهدة أدركت أن المهمة لن تكون سهلة، فقد بدأت المسافة بيني وبينه تزداد، ومع ذلك فقد شجعت نفسي وتابعت سيري، فهدفي لا يزال أمامي، بدأت الشمس بالغروب والقارب يزداد بُعدًا، فضاعفت جهدي لعلي ألحق به، لكن سرعان ما خيم الظلام، وابتلع كل أثرٍ للقارب، وهنا توقفت أنظر واسترجع، وألوم نفسي، وأتساءل: كيف حدث كل هذا؟ نظرت إلى مدينة جدة من مكاني، فإذا أنا لا أكاد أرى منها إلا نافورتها العالية وبعض معالمها الكبيرة تتلألأ أضواؤها من بعيد، وتأملت نفسي، فإذا أنا وحيدٌ في عرض بحرٍ مفتوح بين أمواجٍ عاتية، وظلامٍ دامس، وبردٍ قارس، شعرت بحراجة الموقف، وخطورة الوضع، وهناك حيث لا يسمعني إلا الله ولا يراني إلا الله، بدأت أناجي خالقي العظيم وأدعوه أن يُخرجني من هذا المأزق الرهيب والكرب العصيب ودعوت الله بدعاء نبيه يونس عليه السلام: (لا إله إلا أنت، سبحانك إني كنت من الظالمين)، عسى الله أن يُخرجني كما أخرج نبيه مما هو أعظم، فتذكرت آنذاك أنه قد فاتتني صلاة العصر، فتوضَّأت من ماء البحر وصليت وقرأت المعوذات، وما أحفظه من أذكار الحفظ ونفثت في يدي ومسحت بهما كل جزء من جسمي، ولأول مرة في حياتي أجد للوضوء والأذكار معنى غير المعنى الذي كنت أجده وأنا على اليابسة آمنًا مطمئنًّا!

 

وحقيقة فقد تعجبت كثيرًا كيف لم يُداهمني الخوف والقلق آنذاك كيف صمدت وظللت محتفظًا بكل هدوئي وسكينتي وسط تلك الظروف العصيبة، فعلمت أنه ليس إلا رحمة الله ولطفه، لقد كان في قرارة نفسي اعتقادٌ قويٌّ أن كرمَ الله ولطفه سيخرجني من هذه المحنة، وأن بُعدي هذا سيقربه الله، وأنه سبحانه سيأخذ بيدي حتى أصلَ وأنجوَ.

 

كان لا بد لي أن أستمر في السباحة، فالموج عالٍ، والوقوف يعني الغرق كما أنني أخطأت حين تخففت من سترة الغوص، فالجو بدأ يبرد وهي تساعد على الطفو، نظرت لنفسي وما حولي من البحر الممتد والفضاء البعيد سواد في سواد، شعرت أنني لا أعدو أن أكون نقطةً صغيرة لا وزن ولا حجم لها، وبدأت أستعيد يومي وأتساءل عن صديقاي: ماذا حلَّ بهما صرخت بأعلى صوتي لعلهم قريبون منِّى فيسمعوني، ولكن دون جدوى، رأيت أنوارَ بعض الصيادين من على بعد، لكنها ما لبثت أن اختفت كانت النافورة هي أوضح ما أرى، كما تراءى لي أحد الأبراج وبجواره مبنى كبير، فقررت السباحة في اتجاه المبنى، ولكنني بعد ساعات من السباحة المجهدة وجدت أني لم أحقق أي تقدم، فالمسافة بيني وبينه ثابتةٌ لا تتغير كما تغير أثناءها اتجاه الرياح، وبدأ يأخذني نحو الميناء؛ حيث الخطر المحقق نظرًا لكثرة السفن العملاقة التي حتمًا ستسحقني إن دخلتُ في مجالها، ومن سيسمع صوتي أو يراني في هذا الخِضم المظلم، وبدأتُ أناجي ربي، وأصرخ بأعلى صوتي وأدعوه دعاء المضطر، وبدأت أحاسب نفسي وأسترجع سنوات عمري وأتساءل: أغاضب أنت علي يا ربي؟ تسابقت في رأسي الأفكار، وأصبحت في سباق مع الزمن، استشعرت أن كل لحظة هنا لها وزنها وقيمتها، وأصبحت أشعر أن كل دقيقة تمر بي ربما تكون هي الأخيرة، فأحث نفسي على استثمارها، وأتوجه بقلبي وكُلي لربي أستغفر وأتوب وأسترجع، وأطلب منه أن يرضى عني قبل أن ألقاه في الحياة الخالدة.

 

لا زالت يداي تُجدف بما بقي فيها من قوة خشية الغرق، وأملًا في النجاة، ونشِطَ عقلي يسترجعُ كل شريط عمري وما قدمتُ لحياتي، واستمر قلبي يدعو بكل قوة؛ ليغسل كـل ما جنيت، ولعلي ألقى ربي بقلب سليم، لم تهتز ثقتي برحمة ربي، لكنني بدأت أضعف داخلني إحساس بأن لحظة الموت قد اقتربت، وأن ليلتي هذه هي الليلة الأخيرة، بدأت أفقد قواي، وأصبح احتمال الموت قويًّا، بل إني بدأت استسلم للغرق، لكن رحمة الله جعلتني أستجمع ما بقيَ لي من قوة حين رأيت بعض الصيادين، فجاهدت للوصول إليهم، لكن دون جدوى، ثم رأيت كشافات قوية، فانبعث في نفسي الأمل، توقعت أنهم حرس الحدود، وأنهم في طريقهم إليَّ، لكنهم غيَّروا اتجاههم فجأة، فأصابني إحباطٌ شديد إلا أن خيوط الفجر أدخلت إلى نفسي الأمل من جديد بدأَ الليل ينقشع، واكتشفت أنني قد ابتعدتُ عن الشاطئ كثيرًا، وحين بدأ نور النهار يسفر توضأت وصليت الفجر هذا هو يوم الجمعة، وتلك كانت ليلته، وقد مضى علي منذ بداية محنتي أربعة عشر ساعة، نظرت فرأيت من على بُعدٍ مِدخنة محطة التحلية، فجعلتها هدفي الجديد، وفجأة رأيت صيادًا على مرأى مني، فأخذتُ أسبحُ إليه بكل قوتي فلما اقتربت منه رأيته يرفعُ المرساة ليغادر، فصرخت بكل صوتي فتوقف كالذي سمع صوتًا، ولكن الموج حال بينه وبين أن يراني فمضى في طريقه بعيدًا عني، ثم رأيتُ صيادًا آخر وكررتُ المحاولة ومرة أخرى يحول الموجُ بيننا، فيذهب بعيدًا دون أن يراني أو يسمع صراخي، قررت أن أثبت باتجاه المحطة؛ حيث كان اتجاه الرياح وسبحت بفضل الله مدة عشر ساعات متوالية، أحرزتُ فيها تقدمًا كبيرًا، حتى أصبحت مقابل المدخنة تقريبًا، ولكنني عانيت خلالها الأمرَّين، فالشمس أحرقت رأسي وشوت جسمي، وبدلـة الغوص ضايقتني وقطَّعت لحمى، ورأيت فرقاطة لحرس الحدود، فخلعت زعانفي وأخذت ألوِّح بها وأصرخ بأعلى صوتي، ولكن كعادة الموج حال بيني وبينهم، فضاع صراخي دون أن يصل إليهم منه شيء، ثم رأيت طائرة للدفاع المدني، ولكنها كانت بعيدة عني، فلما فقدت الأمل فيهم، تابعت سباحتي وأخذت أسابق الزمن لاستغلال ما تبقى من النهار، وعبثت بي أحلام اليقظة، فتخيَّلت لحظة وصولي للشاطئ وشربي للماء البارد، وذهابي للبيت فازداد عطشي، فلم أعد أحتمل، فشربت بعض الماء المالح، وتذكرت قول الله: ﴿ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ﴾ [الواقعة: 68 - 70]، وتذكرت نصيحة الأطباء لي بأن أُكثر من شرب الماء حتى لا تتأثر كلاي بحصى الأملاح، كما حصل معي قبل ثلاثة أسابيع حين باغتني ألمٌ رهيبٌ لم تُجدِ فيه أشدُّ أنواع المسكنات، فدعوت الله أن يلطف بي وأن يصرف عني ألم الكلى، فلو باغتني ذاك الألم الآن، فإنه سيعني موتًا حتميًّا، ضاعفت مجهودي لكي أصل إلى الشاطئ قبل الغروب، وفجأة تحول اتجاه الرياح ضدي، فاستخرت الله بدعاء الاستخارة المعروف، فإذا باتجاه الرياح يتغير إلى التحلية مرة أخرى، لكن الشمس بدأت بالغروب، اقتربت من التحلية وإذا بي اسمع الأذان لكأني أسمعه لأول مرة: الله أكبر الله أكبر، أملٌ كبيرٌ بربِّ كبير، نعم فالله أكبرُ من كل محنة، ولطفه الخفي من وراء كل شدَّة، كان هذا الأذان الجميل هو أول صوتٍ بشري أسمعه على مدى الأربع والعشرين ساعة الماضية، فكان بمنزلة البشرى أن الله الرحيم سينجيني بلطفه الكريم من هذا الكرب العظيم وإن طالت معاناتي، واشتدت آلامي، توضأت وصليت المغرب وأكملت مسيري نحو التحلية، ومرة أخرى يتغير اتجاه الرياح لتدفعني الأمواج من جديد نحو الداخل بعيدًا عن الشاطئ، ولتذهب هباءً كُلَّ جهودي منذ الفجر وحتى الآن، أصابني الإحباط من جديد لكن: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]، فقد حمدت الله كثيرًا حين علمت فيما بعد أن ذلك من كريم صنع الله بي، وأنه صرف عني شرًّا كبيرًا، فلو أني اقتربت من محطة التحلية أكثر، لدخلت في مجال شفاطاتها الضخمة، ولكان موتًا محققًا.

 

وهنا باغتني الشيطان وخيل إليَّ أني أسمع صوته عاليًا من بين الأمواج وأنه يقول لي مستهزئًا: لقد خذلك ربُّك، إنما يريد أن يعذِّبك ويذلك ويلعب بك، وستموت بعد ذلك لا محالة ثم أنظرُ حولي جيدًا، فلا أرى ولا أسمع إلا الأمواج تتلاطم فوق بعضها، لكنني لا أزال أتخيل أن هذا الصوت الساخر يأتي من بينها أسرعت بالوضوء، ثم دعوت الله باسمه الأعظم، ثم قرأت المعوذات ونفثت في يدي، ومسحت كل جزء من جسدي، ثم صرخت بأعلى صوتي قائلًا: يا معين أعني، يا مغيث أغثني، ثم ختمت دعائي بالصلاة على سيد الخلق أجمعين، فإذا بي أسمع أذان العشاء فكان سكينة لنفسي وطمأنينة، وللمرة الثانية يداهمني الليل وأنا أصارع أمواج البحر، ومعها أمواج الظلام والجوع والعطش ازداد شعوري بضعفي وعجزي، وتيقنت أني لا أملك من الأمر شيئًا ألا ما أشدَّ ضعفك يا بن آدم، وما أجرأك على خالقك وأنت من أنت وهو مَن هو سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ﴾ [الانفطار: 6]، تجمدت من البرودة، واشتدت عليَّ القشعريرة، وأخذ كل جزء من جسمي يصرخ من الألم، وبلغ مني الإرهاق والإعياء كل مبلغ، خارت قواي ووصلت إلى نقطة الاستسلام، بل استسلمت فعلًا، وأصبحت أفضل الموت على الحال التي أنا فيها ناجيت ربي: يا رب لم يُعد بي من قوة، ارحمني ولو أن تأخذني إليك، تذكرت والدي وزوجتي وبناتي، فدعوت لهم بالثبات والصبر، وبدأت أستحضر صور الغرق، وأن الغريق في الجنة وأتراءى نعيم الجنة، وأحلم به، وأرى ما أنا فيه جحيمًا لا يطاق، رفعت رأسي ونظرت حولي نظرة أخيرة، فوجدت أني قد ابتعدت كثيرًا عن اليابسة، وعلمت أن البحر يبتلعني إلى الداخل، فاستجمعت شتات فكري وقررت قراري.

 

استحضرت معنى الشهادتين، ثم نطقت بهما، وأسلمت نفسي لله، أغمضت عيني واجتهدت في استقبال القبلة، وودَّعت كل ما في الدنيا واستقبلت ربي أدعوه أن يرضى عني ويكتب لي الجنة، وأن يكون ماءُ البحر قد غسل ذنوبي كلها، وحمدت الله على هذه الميتة، وأني لم أمت موت الفجاءة،؛ حيث لا وقت للمراجعة والاستغفار، قررت أن أتوقف عن السباحة حتى إذا جذبني ثقلي للأسفل شفطت الماء لأغيب عن الوعي، وينتهي كل شيء، وفعلًا توقفت عن التجديف، فبدأت أغرق وقبل أن أشفط الماء ناداني صارخ من داخل نفسي إنك تنتحر، وإنما هي شعرةٌ بين حفظ النفس وقتْلها وفيها مصيرك؛ إما إلى الجنة أو النار، فدفعت نفسي بكل ما تبقى لي من قوة، وعدتُ أسبح مرة أخرى، ولكن قواي ما لبثت أن خارت تمامًا، ولم أعد أقوى على الحركة، لقد فتك بي البرد القارس، فأصبحت أرتجف بشدة وأتنفس بصعوبة، فعلمت أنها علامات النهاية ومرة أخرى بدأت أنسحب للأسفل وهذه المرة رغمًا عني، وفجأة إذا أنا بموجة قويةٍ ترفعني إلى السطح، فتمكنت أن آخذ نفسًا عميقًا، واستشعرت رحمة الله تحملني وترفعني عاليًا وإذا بنسمة هواء عليلة ملئت منها رئتي، فعادت إليَّ روحي، ونظرت حولي فإذا بمجموعة من الدلافين تطوف بي، وتصدر أصواتًا جميلة خِلت أنها صورة من صور تسبيحهم للخالق العظيم، فأدركت أن ذلك كله علامةٌ من علامات الحياة، أرسلها الله لي في وقتها، ليُعلمني أنه سبحانه سينجيني ولو بعد حين، وشعرت بلطف الله يغمرني، فبدأت أفكر بالنجاة مجددًا، رفعت رأسي فرأيت السفن من بعيد وهي تقف طوابير انتظارًا ليؤذَنَ لها بدخول الميناء، فقررت السباحة نحوهم، بالرغم من علمي بخطورة ذلك، ولكن ليس لدي خيار آخر، فلعلي أصل إلى إحدى تلك السفن الواقفة، وأنجو دون أن تسحقني محركاتها العملاقة، توجَّهت إلى أصغرها وأخذت بالاقتراب منها، ثم بدأت أصرخ بأعلى صوتي لعل أحدًا أن يسمعني، ولكن دون فائدة، فما زلت في الثلث الأخير من الليل، تعبت مرة أخرى، ووصلت إلى نقطة الصفر من جديد، لكن الله ألهمني في هذه المرة أن أخلع إحدى الزعانف من قدمي، وأضعها كاللوح تحت صدري ورأسي، فوجدته وضعًا أفضل؛ لأن الماء بدأ يرفعني دون أن أُجهد نفسي ولأول مرةٍ أجدُ فرصةً للراحة، وسرعان ما بدأ النوم يُغالبني فأغفو لثوان قليلة قبل أن يلطمني الموج، فأستيقظ ومع قلة الحركة ازدادت برودتي، وخشيت أن أفقد وعيي، فتكون النهاية، ثم ألهمني الله في ذلك الوقت المبارك أن أدعوه بقوله تعالى: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ﴾ [النمل: 62].

 

وبينما أنا على هذه الحال التي وصفت، بحرٌ ممتد وأمواجٌ متلاطمةٌ، وليلٌ حالك، وبردٌ قارسٌ، وأنا بينها خائر القوى، أصارع الموت وانتفض كالعصفور وأصبرُ نفسي، وأكرِّرُ الآية السابقة: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ﴾، فجأةً وإذا أنا بخبطةٍ قويةٍ أسفلَ ظهري فوضعت نظارة الغوص لأنظر، ويا لهول ما رأيت، قِرشٌ ضخمٌ، ومن النوع الخطير، ولا تسألني عن القروش فأنا أعرفها جيدًا، ولي فيها علمٌ وخبرة، ومن المعلوم عندي أن القرش ضعيف البصر فهو بهذه الخبطةِ يختبرني، ويحدِّدُ ماهيتي، وهل أصلح أو لا، وفي لحظةٍ واحدة طار التعب والعطش والنوم، وعادت لي قوتي كلُّها، تسارعت ضربات قلبي وعلت أنفاسي، وتدفق الدم في كل عروقي، سخن جسمي، وذهبت تلك القشعريرة المؤلمة، لقد كانت تلك الضربة القوية، وذلك المنظر الرهيب هما أفضل ما أحتاجُ إليه في تلك اللحظة الحاسمة؛ لتعود إلي روحي وقوتي، ولأواصل المقاومة بلا استسلام، لكنني ضحكت في نفسي وناجيت ربي: يا رب أهذا ما ينقصني؟ أدعوك لتنجيني فترسل لي وحشًا فتاكًا؟ أستجديك يا ربي بألوهيتك وربوبيتك إن أردت يا ربي أن تأخذني إليك، فخذني قطعة واحدة وليس قطعًا وأشلاء من بين أنياب هذا الفك المفترس، وعلى كثرة نزولي للغوص فلم يحدث أن أقترب مني قرشٌ بهذا الشكل المخيف، وبهذا الحجم الكبير، وفي ظلام الليل ووحدي، وبين الأمواج العاتية، رحماك يا ربي، بدأ القرش الضخم يحوم حولي ويقترب مني، فأخذت أحوم حول نفسي وأتفرَّس فيه لأتأكد من نوعه، فلعلي أخطأت في تخمينه أولًا فخاب ظني، وتيقنت أنه هو هو قرشٌ ضخمٌ لا يقل طوله عن الثلاثة أمتار ومن فصيلةٍ شرسةٍ تتميز بالقوة والذكاء، ومرة أخرى ألجأ إلى ربي الرحيم اللطيف وكان من عجيب أمري أن الله ألهمني أن أدعوه؛ لكي يُسخر لي هذا الوحش الفتاك لا أن يصرفه عني، فدعوت الله وأكثرت من الدعاء والاستعاذة بالله، واستمر القرش يحوم حولي ويقترب مني، وازداد دعائي وتذلُّلي لربي وخالقي ومالك أمري، مرت ثلاث ساعاتٍ أو أكثر ومازال القرش الضخم يحوم حولي، فأيقنت أنه لم يؤمر بأكلي، وإلا لفعَل ذلك منذ البداية، فاطمأننت وهدأت نفسي قليلًا، وبدأ فجر يوم السبت ينشق، فتوضأت وصليت الفجر وأنا أحاذر هذا الوحش، وأدعو الله أن يُسخره لخدمتي، وأن ينجيني من هذا البحر وأهواله، وما إن أنهيت صلاتي حتى تفاجأت بالقرش يقترب أكثر وبدا لي أنه يتهيأ للهجوم عليَّ، وأيقنت أني لن أتمكن من الدفاع عن نفسي لو فعل ذلك، وأنه سيمزقني في لحظات قليلة، استجمعت كل تفكيري وشجاعتي، وقررت أن أفعل شيئًا وألا أستسلم، وفكرت أن أبادره بحركة ما لعله يخاف وينصرف، شحذت كل ما تبقى لي من قوة وقررت إن هو اقترب مني أن أقذف بجسمي كله عليه لعله يتفاجأ ويهرب، ففعلت ذلك حتى إني ارتطمت به، فغاص إلى الأعماق قليلًا، ثم عاد مرة أخرى، لكأنه يقول لي: يا عبد الله، لم أؤمر بإيذائك أو أكلك ولو أُذن لي لَمَا أمهلتك ثانية واحدة، ولقسمتك نصفين قبل أن تعرف الجهة التي أتيتك منها، اطمئن فلن أؤذيك وعاد من جديد يحوم حولي ببطء شديد وبطريقة لا تتناسب مع حجمه وقوته وعادته، لقد كان واضحًا أنه يؤدي مهمة ما، وقد تبيَّنت فيما بعد أن الله سخره لي مرافقًا خاصًّا يعمل لحمايتي، نعم:

وإذا العناية لاحظتك عيونُها *** نَمْ فالمخاوف كلهنَّ أمانُ

 

سبحان الله، لقد تحوَّل هذا الوحش الضخم إلى مخلوق وديع يحوم حولي طوال الوقت ليؤنس وحشتي، ويدفع عني غيره، ولينسيني تعبي وجوعي وعطشي، ولأبقى يقظًا متماسك القوى، أصبح الصبح وأسفر الضياء، واتضحت الرؤية، فأصبح بمقدوري أن أتيقن مائةً بالمائة أن مرافقي الخاص ينتمي لتلك الفصيلةِ المتوحشة كما أصبح بمقدوري أن أرى السفن العملاقة بوضوح، فارتفعت معنوياتي وغمرني الأمل بالنجاة، واستجمعت طاقتي لأواصل مسيري نحوها، في هذه اللحظة الحاسمة جاء الفرج من الله سمعت صوت (قارب حرس الحدود)، وتوقعت في البداية أنهم لن يروني كما حدث معي مرارًا وتكرارًا طول الأربعين ساعة الماضية، ولكنهم في هذه المرة كانوا يتجهون نحوي ويقصدون جهتي، فلما اقتربوا مني لوحت بزعانفي كما فعلت في محاولاتي السابقة، فصاح أحدهم قائلًا: أأنت فلان فأجبته نعم، فقال: أبشر، لقد نجوت، فقلت: الحمد لله، اقتربوا مني وحاولوا رفعي من يدي، فلم أتمكن، سقطت من شدة الإعياء، فألقوا إليَّ سُلمًا، فصعدت عليه، لكنني لم أستطع الوقوف، فسجدت لله سجدة طويلة، وباغتني النوم وأنا ساجد لله.

 

وقيل لي فيما بعد: لو أنك تابعت سباحتك باتجاه الميناء، لفتكت بك القروش المتوحشة قبل السفن؛ حيث تتجمع بأعداد كبيرة حول سفن المواشي التي يكثر إلقاؤها للمواشي الميتة والمريضة طول فترة وقوفها الطويل لدخول الميناء؛ حتى سُميت تلك المنطقة ببحر المواشي، ذَهب بي حرس الحدود للمركز وقدموا لي جرعة من الماء لم أذق في حياتي أطعم من مذاقها، لكأنها من ماء الجنة، وعلمت فيما بعد ذلك أن المسافة التي قطعتها في الـ 40ساعة الماضية لا تقل عن 50 ميلًا، كما علمت أنه قد تم العثور على صديقاي صباح يوم الجمعة من قبل مجموعة من المتطوعين، فحمدت الله على نجاتهم.

 

ذُهب بي إلى المستشفى وأُجريت لي العديد من الفحوصات والتحليلات، وتعجب الأطباء من النتائج ومن شدة ارتفاع معدلات الأملاح التي تتعذر الحياة بمثلها، ويزداد عجبي وعجبهم حين أكتشف أن كل ما يتعلق بحصوة الكلى قد اختفى تمامًا، ولم يبق له أي أثر لا في التحاليل ولا في الأشعة، وظني أن الله قد شفاني منها حين دعوته وأنا في عرض البحر.

 

وتسألني اليوم ما الذي حدث لك؟ فأقول: لقد أراد الله بي لطفًا كبيرًا وخيرًا عظيمًا، فجُمعتي تلك كانت جمعة حاسمة كانت فرقانًا بين حياتين، وستبقى فيصلًا بين حياتي قبلها وحياتي بعدها، فما أنا اليوم بذلك الذي كنته بالأمس، لقد نذرت لربي نذورًا كبيرة أبسطها ألا أتكاسل عن صلاة الفجر في المسجد، وأن أسخر حياتي للدعوة إلى الله، وأن أستثمر قصتي هذه لإحياء النفوس وتذكير الناس والعودة بهم إلى الله، وأن أمتثل قول الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 162].

 

إنني اليوم أنظر بعينٍ غير تلك التي كنت أنظر بها، وأسمع بأذن غير تلك التي كنت أسمع بها، كل الأعمال والشعائر صبغت عندي بصبغة السماء، فلا الأذان هو الأذان الذي كنت أعرفه، ولا الوضوء هو الوضوء، ولا الصلاة هي الصلاة، ولا طعم الماء هو طعم الماء، ولا تعظيم النعمة هو تعظيمها، ولا الشعور بالأمان هو الشعور بالأمان، ولا تقدير الصحة والعافية هو هو، ولا الدعاء هو الدعاء، لقد كنت سابقًا أنظر إلى الدعاء بوصفه مسدسَ ماء، ومن ثمَّ فلا أرى له أثرًا يذكر، أما اليوم فأنا أوقن أن الدعاء أشدُّ وأمضى من كل قوى الأرض مجتمعةً، كما أنني أدركت كم في هذه الأمة من خيرٍ عظيم أصدقاء أعرفهم وغيرهم كثير ممن لا أعرف ذهبوا للبحث عني في طول البحر وعرضه وطول الليل والنهار، وأناسٌ لا أعرفهم ولا يعرفوني هجروا مضاجعهم وقاموا الليل يدعون الله أن يحميني، وأنا هناك في وسط الأمواج أعاني ما أعاني، فأبى الله إلا أن يكون هو أرحم الراحمين، وأن يكتب لي النجاة، ويكتب لهم الأجر بفضله وكرمه، تذكَّرت قول الله تعالى: ﴿ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 87]، وتوقَّفت عند قوله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنبياء: 88]، ولم يقل سبحانه: (وكذلك ننجي الأنبياء والمرسلين)؛ ليؤكد جلَّ في علاه أنه سيكون هناك أناس من أمة محمد صلى الله عليه وسلم سينجيهم الله بصورٍ عجيبةٍ وغريبة فيها من الكرامات والنفحات والرحمات كتلك التي أنجى الله بها نبيه يونس عليه السلام.

 

أما القرش، فلا تسألوني عنه ولا عن تلك الضربة الغريبة التي ضربنيها في ظهري، ولا عن تلك الرفقة العجيبة والمهمة الخاصة التي قام بها إلى نهاية رحلتي الأليمة، ولا عن نجاتي من بحر القروش والمواشي، فذلك ما لا أستطيع التعبير عنه بأيِّ لسان، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ * وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ﴾ [يوسف: 105، 106].

 

ويا بن آدم، عِش ما شئت فإنك ميت، وأحبِب مَن شئت فإنك مفارقه، واعمَل ما شئت فإنك مجزي به، البر لا يبلى والذنب لا ينسى، والديان لا يموت، وكما تدين تدان.

اللهم صلِّ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • خطبة المسجد النبوي 16/11/1432 هـ - قصة إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام بها
  • قصة الشفاعة العظمى ( خطبة )
  • خطبة المسجد النبوي - 20/10/1433 هـ - قصة عاد في القرآن والسنة
  • قصة استشهاد الحسين ( خطبة )
  • الفوائد العقدية من قصة موسى مع فرعون، وفضل صيام عاشوراء (خطبة)
  • قصة تحريم الخمر (خطبة)
  • ظلمات وأمواج البحر اللجي في المثل القرآني

مختارات من الشبكة

  • مخطوطة كتاب فيه أربعون حديثا عن أربعين شيخا في أربعين بابا أربعين صحابيا (النسخة 2)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة كتاب فيه أربعون حديثا عن أربعين شيخا في أربعين بابا أربعين صحابيا(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة كتاب الأربعين عن المشايخ الأربعين عن أربعين صحابي(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الأربعين المرتبة على طبقات الأربعين (النسخة 2)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الأربعين الموافقات العوالي عن أربعين شيخا من شيوخ الأئمة الستة من مسموعات بدر الدرين الفارقي(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • النكت الوفية على الأربعين السلامية في السلم والسلام: أربعون حديثا من أربعين مصنفا مسندا (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة كتاب الأربعين المرتبة على طبقات الأربعين(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة كتاب الأربعين من الأحاديث النبوية عن أربعين من مشايخ الإسلام مروية(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة أربعون حديثا عن أربعين شيخا في أربعين معنى وفضيلة(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة المجالس السنية في الكلام على الأربعين النووية ( شرح الأربعين النووية )(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب