• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / مواضيع عامة
علامة باركود

أعمال ادخر الله ثوابها عن عباده ولم يبده لهم

أعمال ادخر الله ثوابها عن عباده ولم يبده لهم
الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 31/8/2018 ميلادي - 19/12/1439 هجري

الزيارات: 85649

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أعمال ادَّخر الله ثوابها عن عبادِه ولم يُبْدِه لهم

 

إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومِن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70- 71].

 

أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.

 

أعاذنا الله وإياكم من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين.

 

إخواني في دين الله؛ الأعمال الصالحات كثيرة ذكرها الله في كتابه، وبينها النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه وأقواله وسيرته، لكن الأعمال منها ما له ثواب معين؛ الحسنة بعشر أمثالها، وهناك أعمال ثوابها لا أحد إلا الله عزّ وجلّ.

 

فلنأخذ بعضاً من هذه الأعمال وليس كلَّها، فمن هذه الأعمال غير معلومة الأجر، لكنها غزيرة الثواب؛ لأن الثواب مذخور عند الله سبحانه وتعالى، تعلَمُه يا عبد الله يا فاعل الصالحات، تعلمه يوم القيامة.

 

ففي الصلاة مثلاً؛ نأخذ مثالاً ما رواه أَنَسٌ -رضي الله تعالى عنه- قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّلَاةِ، فَقَالَ -هذا الرجل-: (الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ)، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَاةَ قَالَ: («أَيُّكُمُ الْقَائِلُ كَذَا وَكَذَا؟») قَالَ: (فَأَرَمَّ الْقَوْمُ)، -أي سكتوا- (قَالَ: فَأَعَادَهَا ثَلَاثَ مِرَارٍ)، فَقَالَ رَجُلٌ: (أَنَا قُلْتُهَا، وَمَا أَرَدْتُ بِهَا إِلَّا الْخَيْرَ)، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: («لَقَدِ ابْتَدَرَهَا اثْنَا عَشَرَ مَلَكًا، فَمَا دَرَوْا كَيْفَ يَكْتُبُونَهَا حَتَّى سَأَلُوا رَبَّهُمْ عَزَّ وَجَلَّ؟! قَالَ: اكْتُبُوهَا كَمَا قَالَ عَبْدِي»). (حم) (12988)، (خز) (466)، (يع) (3100)، (طل) (2001)، الصحيحة: (3452)، وقال الأرناؤوط: إسناده صحيح.

 

(اكتبوها كما قال عبدي)، الأجر غير معروف الآن، لكنه معلوم عند الله عز وجل، الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه.

 

ولنأخذ على ذلك أيضا الصيام، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ -تعالى- عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ("كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي"). (م) 164- (1151).

 

قَوْله سبحانه وتَعَالَى في هذا الحديث القدسي: ("وَأَنَا أَجْزِي بِهِ")؛ بَيَانٌ لِعِظَمِ فَضْلِه، وَكَثْرَةِ ثَوَابِه؛ لِأَنَّ الْكَرِيمَ إِذَا أَخْبَرَ بِأَنَّهُ يَتَوَلَّى بِنَفْسِهِ الْجَزَاء، اقْتَضَى عِظَمَ قَدْرِ الْجَزَاءِ، وَسَعَةِ الْعَطَاء. (النووي: 4 / 152).

 

كم ثواب الصيام؟ لا يعلمه إلا الله.

 

وثواب الحج والعمرة أمره عند الله عز وجلّ، على قدر ما أنفقت، وما أخلصت لله عز وجل، فـعَنْ عَائِشَةَ رضي الله -تعالى- عنها قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي عُمْرَتِي: ("إِنَّ لَكِ مِنَ الْأَجْرِ عَلَى قَدْرِ نَصَبِكِ وَنَفَقَتِكِ"). (ك) (1733)، (1734)، (قط) (ج2/ ص 286، حديث رقم: (228)، (خ) (1695)، (م) 126- (1211)، انظر صَحِيح الْجَامِع: (2160)، الصَّحِيحَة: (1116)..

 

وعنها رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهَا؛ أَنَّهَا قَالَتْ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَرَى الجِهَادَ أَفْضَلَ العَمَلِ، أَفَلاَ نُجَاهِدُ؟) قَالَ: («لاَ، لَكِنَّ أَفْضَلَ الجِهَادِ حَجٌّ مَبْرُورٌ»). (خ) (1520). كم ثوابه؟ مدخور عند الله.

 

وأخفى سبحانه وتعالى ثواب ذبح الهدي وثواب النحر والأضاحي، جاء في حديث ولكنه غير صحيح، بأن العبدَ الذي يضحي له بكل شعرة حسنة، قالوا: فالصوف يا رسول الله؟ قال: بكل شعرة من الصوف حسنة. كم شعرة؟ عدده كثير، هذا حديث غير صحيح، لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويغني عنه هذا الحديث الصحيح، الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم لذاك الرجل: ("وَأَمَّا نَحْرُكَ؛ فَمَدْخُورٌ لَكَ عِنْدَ رَبِّكَ،..."). (طب) في (الأحاديث الطوال)، حديث رقم: (61)، صَحِيح الْجَامِع: (1360)، (1868)، (5596)، صَحِيح التَّرْغِيبِ (1106)، (1112).

 

(وأما نحرك فمدخور لك عند ربك)، أكثر من عدد شعرها، وأكثر من صوفها، كم؟ مدخور عند الله سبحانه وتعالى، أعمالٌ أخفى الله سبحانه وتعالى ثوابها لعظمها وعظم قدرها.

 

وأما ثوابُ اَلْإِكْثَارِ مِنْ اَلدُّعَاءِ عموماً والإكثار من الدعاء يَوْمَ الْجُمُعَة خصوصاً، من مغيب شمس يوم الخميس بدأت الجمعة إلى مغيب شمس اليوم الجمعة، هذا اليوم كله أربع وعشرون ساعة، الدعاء فيه عظيم جداً، وهذا ثوابه لا يعلمه إلا الله جل جلاله، فـعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم: ("أَتَانِي جِبْرِيلُ عليه السلام وَفِي كَفِّهِ مِرْآةٌ بَيْضَاءٌ، فِيهَا نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ يَا جِبْرِيلُ؟! قَالَ: هَذِهِ") -أي النكتة السوداء- ("الْجُمُعَةُ؛ يَعْرِضُهَا عَلَيْكَ رَبُّكَ عزَّ وجل لِتَكُونَ لَكَ عِيدًا، وَلِقَوْمِكَ مِنْ بَعْدِكَ، تَكُونُ أَنْتَ الْأَوَّلَ، وَيَكُونُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى مِنْ بَعْدِكَ")، -لهم السبت والأحد- ("قُلْتُ: مَا لَنَا فِيهَا؟") -ما الفضيلة في يوم الجمعة؟- ("قَالَ: لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ، لَكُمْ فِيهَا سَاعَةٌ؛ مَنْ دَعَا رَبَّهُ عزَّ وجل فِيهَا بِخَيْرٍ هُوَ لَهُ قَسْمٌ، أَعْطَاهُ اللهُ عزَّ وجل، أَو لَيْسَ لَهُ بِقَسْمٍ، إِلَّا ذُخِرَ لَهُ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْهُ، أَوْ تَعَوَّذَ فِيهَا مِنْ شَرِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَلَيْهِ؛ إِلَّا أَعَاذَهُ اللهُ مِنْ أَعْظَمَ مِنْهُ"). (طس) (6717)، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ: (694)، (3761).

 

الدعوة في الساعة هذه؛ أنت تدعو الله فيها، وكان في القدر قد قَسَم لك هذا الذي دعوت به أن يكون فيكون.

 

وإن لم يُقسَم لك في القدر دعوتك هذه، لن تحقق في الدنيا، قال: (أو ليس له بقسم إلا ذخر له ما هو أعظم منه)، سيأتيك خير من هذه الدعوة التي دعوتها الله عز وجل في الدنيا أو في الآخرة، أعظم مما دعوت.

 

وكذلك إذا تعوذت بالله سبحانه وتعالى من شر هو مكتوب عليك سيكون هذا ويقع، تصيبك مصيبة أو ما شابه ذلك، لكن يعيذك الله من أعظم منه في الدنيا وفي الآخرة.

 

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله -تعالى- عنه عن النَّبيِّ صلى اللهُ عليه وسلَّم قَالَ: ("لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللهِ تَعَالَى مِنَ الدُّعَاءِ"). (ت) (3370)، (جة) (3829)، (حم) (8733)، انظر صَحِيح الْجَامِع: (5392)، صَحِيح التَّرْغِيبِ: (1629).

 

وأيضا عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم: ("مَا عَلَى الْأَرْضِ مُسْلِمٌ يَدْعُو اللهَ بِدَعْوَةٍ إِلَّا آتَاهُ اللهُ إِيَّاهَا، أَوْ صَرَفَ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا، مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ")، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ: (إِذًا نُكْثِرُ!) قَالَ: ("اللهُ أَكْثَرُ"). (ت) (3573)، (حم) (22837)، (طس) (147)، وصححه الألباني في هداية الرواة: (2199).

 

إذن؛ دعوتك التي دعوت بها لن تكلّفك شيئًا إلا الإخلاص لله في هذه الدعوة، ولا تكون الدعوة بإثم ولا بقطيعة رحم، ماذا تكون النتيجة؟ لو دعوت الله أن يرزقك مئات الألوف من الدنانير أي رقم تريده؟ إما أن يحقق، وإما حسنات تأتيك مئات الألوف منها، وإما يصرف عنك من السوء بقدرها، فلا تحزن إذا لم تلَبَّ لك دعوة، ادخرها عند الله عز وجل.

 

(اللهُ أَكْثَرُ)، أَيْ: اللهُ أَكْثَرُ إِجَابَةً مِنْ دُعَائِكُمْ،.. وَقِيلَ: اللهُ أَكْثَرُ ثَوَابًا وَعَطَاءً مِمَّا فِي نُفُوسِكُمْ، فَأَكْثِرُوا مَا شِئْتُمْ، فَإِنَّهُ تَعَالَى يُقَابِلُ أَدْعِيَتَكُمْ بِمَا هُوَ أَكْثَرُ مِنْهَا وَأَجَلُّ. تحفة الأحوذي (8/ 471).

 

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ("مَا مِنْ رَجُلٍ يَدْعُو اللَّهَ بِدُعَاءٍ إِلَّا اسْتُجِيبَ لَهُ؛ فَإِمَّا أَنْ يُعَجَّلَ فِي الدُّنْيَا، وَإِمَّا أَنْ يُدَّخَرَ لَهُ فِي الآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يُكَفَّرَ عَنْهُ مِنْ ذُنُوبِهِ بِقَدْرِ مَا دَعَا، مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ أَوْ يَسْتَعْجِلْ"). قَالُوا: (يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَسْتَعْجِلُ؟!) قَالَ: ("يَقُولُ: دَعَوْتُ رَبِّي فَمَا اسْتَجَابَ لِي"). (ت) (3604).

 

بعض الناس يستعجل الدعاء! لا تستعجل كله عند الله مكتوب، كله مسجل، كل دعوة خرجت هي مكتوبة عند الله سبحانه وتعالى، فالدعاء ثوابه عظيم، فكيف بذكر الله سبحانه وتعالى.

 

أما ذكر الله فحدث ولا حرج، حدث ولا حرج عمَّا للذاكرين الله كثيرا والذاكرات، من الأجور والحسنات، عَنْ أُمِّ رَافِعٍ رضي الله عنها قَالَتْ: (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يَأجُرُنِي اللهُ عزَّ وجل عَلَيْهِ)، قَالَ: ("يَا أُمَّ رَافِعٍ! إِذَا قُمْتِ إِلَى الصَّلَاةِ") -أي انتهينا من الصلاة، سلمنا من الصلاة، قال:- ("فَسَبِّحِي اللهَ عَشْرًا، وَهَلِّلِيهِ عَشْرًا، وَاحْمَدِيهِ عَشْرًا، وَكَبِّرِيهِ عَشْرًا، وَاسْتَغْفِرِيهِ عَشْرًا، فَإِنَّكِ إِذَا سَبَّحْتِ عَشْرًا؛ قَالَ: هَذَا لِي، وَإِذَا هَلَّلْتِ")؛ -يعني قلت: لا إله إلا الله عشر مرات- ("قَالَ: هَذَا لِي، وَإِذَا حَمِدْتِ؛ قَالَ: هَذَا لِي، وَإِذَا كَبَّرْتِ؛ قَالَ: هَذَا لِي، وَإِذَا اسْتَغْفَرْتِ؛ قَالَ: قَدْ غَفَرْتُ لَكِ"). أخرجه ابن السني في (عمل اليوم والليلة) (37- 38/ 105)، ومن طريقه الديلمي (3/ 1 31)، انظر الصَّحِيحَة: (3338).

 

إذن من بحث عن المدخرات، ويريد أن يدخر عند الله عز وجل فعليه بذكر الله، فعندما تسبح الله يقول: (هذا لي)، الأجر غير معروف، تحمد الله، تكبر الله، تذكر الله؛ إنا لله وإنا إليه راجعون، أي نوع من أنواع الذكر الذي فيه حمد وتمجيد لله، ثوابه غير معروف، هو عند الله سبحانه وتعالى، وإذا سألت لنفسك تقول: (اغفر لي)، قال: قد غفرت لك.

 

وأما من يدعون إلى الله من الدعاة والخطباء والمخلصين، الذين يبلغون كلام الله عز وجل، ويهدون الناس إلى صلاة، وإلى تصحيح وضوء، أو ما شابه ذلك، من أمور الدين والدنيا أيضا، حدِّث ولا حرج عما ادخر لهم من الأجور، فـثواب الدعوة إلى الله لا يعلم قدره إلا الله، ثبت عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ("مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ")، -كم عددهم؟ لا يعلمه إلا الله، تموت أيها الداعي إلى الخير والأجر يجري- ("لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا)،

 

(وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ")، -والعياذ بالله- ("كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا"). (م) 16- (2674).

 

وأيضا من الأعمال عير معلومة الثواب؛ الشهادة في سبيل الله جلّ جلاله، أن يموت الإنسان مقبلاً غير مدبر، مدافعاً عن دين الله سبحانه وتعالى، عن أَنَسِ بْن مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا أَحَدٌ يَدْخُلُ الجَنَّةَ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا، وَلَهُ مَا عَلَى الأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا الشَّهِيدُ، يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا، فَيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ لِمَا يَرَى مِنَ الكَرَامَةِ». (خ) (2817)، (م) 109- (1877). ما هي؟ ثوابها غير معروف.

 

وأيضا عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ البَرَاءَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: (أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مُقَنَّعٌ بِالحَدِيدِ)، -يريد أن يجاهد ويقاتل، يلبس الخوذة والدرع- فَقَالَ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ! أُقَاتِلُ أَوْ أُسْلِمُ؟) -وهو كافر- قَالَ: («أَسْلِمْ، ثُمَّ قَاتِلْ»)، (فَأَسْلَمَ، ثُمَّ قَاتَلَ، فَقُتِلَ)، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: («عَمِلَ قَلِيلًا وَأُجِرَ كَثِيرًا»). (خ) (2808)، (م) 144- (1900).

 

فقط قال: أسلم ثم جاهد فقتل، لا وقت لأن يقيم صلاة، ولا أن يزكي ولا أن يحج، عمل قليلاً، وعلمه عند الله، أُجر كثيراً.

 

وَكذلك المجاهد المخلص، الذي لا يفسد في الأرض ولا يظلم، أجره عظيم وثوابه جسيم، فـعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("الْغَزْوُ غَزْوَانِ") -أَيْ: الْغَزْوُ نَوْعَانِ-: ("فَأَمَّا مَنْ ابْتَغَى وَجْهَ اللهِ، وَأَطَاعَ الْإِمَامَ، وَأَنْفَقَ الْكَرِيمَةَ")، -يعطي الأشياء الجيدة والنفيسة. انظر عون المعبود (5/ 410)-، ("وَيَاسَرَ الشَّرِيكَ")، -ياسر من اليسر والسهولة-، ("وَاجْتَنَبَ الْفَسَادَ")، -في الأرض-؛ ("فَإِنَّ نَوْمَهُ وَنُبْهَتَهُ أَجْرٌ كُلُّهُ")، -وهو نائم له أجر وهو مستيقظ له أجر، كم؟ علمه عند الله سبحانه وتعالى،-.

 

("وَأَمَّا مَنْ غَزَا فَخْرًا، وَرِيَاءً، وَسُمْعَةً، وَعَصَى الْإِمَامَ، وَأَفْسَدَ فِي الْأَرْضِ")، ("فَإِنَّهُ لَا يَرْجِعُ بِالْكَفَافِ"). (د) (2515)، (س) (3188)، (س) (4195)، (حم) (22095)، صَحِيح الْجَامِع: (4174)، الصَّحِيحَة: (1990).

 

هذا لا يرجع كما خرج، بل لا يرجع بالكفاف، يرجع بذنوب والعياذ بالله.

 

كذلك عموم العمل الصالح الخالص لوجه الله حتى ولو كان أمراً دنيويًّا، فإن ثوابه، وأجره عظيم، لا يعلمه إلا الله، كما ثبت عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، -رضي الله تعالى عنه-؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا، حَتَّى مَا تَجْعَلُ فِي فَمِ امْرَأَتِكَ». (خ) (56).

 

ليس وضع اللقمة في فم المرأة عبادة، وإنما هي من عادات تجلب المحبة والمودة، ومع ذلك ما تضعه في فم امرأتك تؤجر عليه.

 

وإن سألت عن ثواب طاعة الوالدين فتجد الأمر العظيم، ثبت عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: (جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم) (خ) (2842)، (فَقَالَ: أُبَايِعُكَ عَلَى الْهِجْرَةِ وَالْجِهَادِ)، (م) 6- (2549)، (س) (4163)، (أَبْتَغِي وَجْهَ اللهِ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ)، (جة) (2782)، (م) 6- (2549)، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ("هَلْ مِنْ وَالِدَيْكَ أَحَدٌ حَيٌّ؟!")، قَالَ: (نَعَمْ! بَلْ كِلَاهُمَا)، (م) 6- (2549)، (وَلَقَدْ تَرَكْتُهُمَا يَبْكِيَانِ)، (س) (4163)، (د) (2528)، (جة) (2782)، قَالَ: ("فَتَبْتَغِي الْأَجْرَ مِنْ اللهِ؟")، قَالَ: (نَعَمْ!) قَالَ: ("فَارْجِعْ إِلَى وَالِدَيْكَ")، (م) 6- (2549)، ("فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ")، (خ) (2842)، (م) 5- (2549)، (ت) (1671)، -أَيْ: خَصِّصْهُمَا بِجِهَادِ النَّفْسِ فِي رِضَاهُمَا، وَيُسْتَفَادُ مِنْهُ أَنَّ بِرَّ الْوَالِدِ قَدْ يَكُونُ أَفْضَلَ مِنْ الْجِهَادِ-.

 

("أَحْسِنْ صُحْبَتَهُمَا")، (م) 6- (2549)، ("وَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا")، (س) (4163)، (د) (2528)، (جة) (2782)، (حم) (6490)، (وَأَبَى أَنْ يُبَايِعَهُ). (حم) (6833)، وقال الأرناؤوط: حسن.

 

هَذَا كُلُّهُ دَلِيلٌ لِعِظَمِ فَضِيلَةِ بِرِّهِمَا، وَأَنَّهُ آكَدُ مِنْ الْجِهَادِ -في سبيل الله-، وَفِيهِ حُجَّةٌ لِمَا قَالَهُ الْعُلَمَاءُ؛ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ الْجِهَادُ إِلَّا بِإِذْنِهِمَا إِذَا كَانَا مُسْلِمَيْنِ، أَوْ بِإِذْنِ الْمُسْلِمِ مِنْهُمَا، فَلَوْ كَانَا مُشْرِكَيْنِ، لَمْ يُشْتَرَطْ إِذْنَهُمَا عِنْد الشَّافِعِيِّ وَمَنْ وَافَقَهُ. النووي (8/ 333).

 

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

 

الخطبة الآخرة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد:

وأيضا مما ادخرَ أجوراً عظيمة لصفات وأخلاق معينة في المسلمين، قد تكون مفقودة عند كثير من الناس، وهو كظم الغيظ عن أخيك المسلم لوجه الله، جارك صاحبك زميلك في العمل، أغاظك، فأنت كظمت غيظك، ففيه عظيم الأجر والثواب عند الله، ذكر الله ذلك في كتابه فـقال سبحانه: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ* وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ* أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾ [آل عمران: 133 – 136].

 

كم في الجنة سيكون الأجر؟ علمه عند الله.

 

عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("مَا مِنْ جُرْعَةٍ أَعْظَمُ أَجْرًا عِنْدَ اللهِ؛ مِنْ جُرْعَةِ غَيْظٍ كَظَمَهَا عَبْدٌ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ"). (جة) (4189)، (حم) (6114)، وصححه الألباني في هداية الرواة: (5043).

 

وعَنْ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ، دَعَاهُ اللهُ عَلَى رُؤوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى يُخَيِّرَهُ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ مَا شَاءَ"). (د) (4777)، (ت) (2493)، (جة) (4186)، (حم) (15675)، انظر صَحِيح الْجَامِع: (6522)، صَحِيح التَّرْغِيبِ: (2753).

 

لا عدد معين للثواب، الأجر ما هو محدود يا عباد الله.

 

كذلك من أخذ بعهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه، في اجتناب الموبقات واجتناب السيئات، والوفاء باجتناب المحرمات، فقد ورد عن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ،... أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ وَحَوْلَهُ عِصَابَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: («تَعَالَوْا بَايِعُونِي عَلَى أَنْ لاَ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلاَ تَسْرِقُوا، وَلاَ تَزْنُوا، وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ، وَلاَ تَأْتُوا بِبُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ، وَلاَ تَعْصُونِي فِي مَعْرُوفٍ، فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ") -كم أجره؟- ("فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعُوقِبَ بِهِ فِي الدُّنْيَا فَهُوَ لَهُ كَفَّارَةٌ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَسَتَرَهُ اللَّهُ فَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ، إِنْ شَاءَ عَاقَبَهُ، وَإِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ»)، قَالَ -عبادة-: (فَبَايَعْتُهُ عَلَى ذَلِكَ). (خ) (3892).

 

كذلك معظم الحسنات التي فيها إخلاص لله عز وجل، هي حسنات المؤمنين مدخرَّة عند الله، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه-؛ أَنَّهُ حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ("إِنَّ الْكَافِرَ إِذَا عَمِلَ حَسَنَةً") -قدم خيرا للناس أو للحيوان- ("أُطْعِمَ بِهَا طُعْمَةً مِنَ الدُّنْيَا، وَأَمَّا الْمُؤْمِنُ، فَإِنَّ اللهَ يَدَّخِرُ لَهُ حَسَنَاتِهِ فِي الْآخِرَةِ وَيُعْقِبُهُ رِزْقًا فِي الدُّنْيَا عَلَى طَاعَتِهِ"). (م) 57- (2808).

 

المسلم والمؤمن على كلا الأمرين في الدنيا والآخرة رابح بعمل الحسنات، الكافر يربح في الدنيا فقط، أما في الآخرة، {وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا}. (الفرقان: 23)، وعَنْ أَبِي ذَرٍّ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ("يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَأَزِيدُ")، -لا تقف عند عشر بل قال: وأزيد- ("وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَجَزَاؤُهُ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا أَوْ أَغْفِر،ُ..."). (م) 22- (2687).

 

وروى الترمذي لمن أغضب ربه ماذا يفعل؟ كيف تجعل الله لا يغضب عليك بعد أن غضب، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الصدقة تطفئ غضب الرب"، إذا عملت عملاً وعلمت أنك أغضبت الله فتصدق، فيرضى الله عنك، ويذهب عنك غضب الرب.

 

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -قال-؛ ("يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ، مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ذُخْرًا؛ بَلْهَ مَا أُطْلِعْتُمْ عَلَيْهِ")، -يعني هذا في شيء مذخور عند الله سبحانه وتعالى لا تعلمه أنت، لكن هناك الله عز وجل أعلمنا أن هناك ثوابا في القرآن الكريم وفي السنة غير هذا الثواب المعلوم هناك أمور أخرى عند الله،- ("ثُمَّ قَرَأَ: ﴿ فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾"). (السجدة: 17)، قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَرَأَ أَبُو هُرَيْرَةَ: ﴿ قُرَّاتِ أَعْيُنٍ ﴾. (خ) (4780)، (م) 4- (2824)

 

قرة أعين بالمفرد، ورواها أبو هريرة بالجمع، ليست واحدة، بل قرات أعين، لمن؟ هذا لهؤلاء الصالحين الذين نسأل الله أن نكون منهم.

 

هذا الكلام وصل إلينا عبر العلماء والصالحين، وهم جاؤوا به عن النبي صلى الله عليه، والنبي جاء به عن جبريل عن الله سبحانه وتعالى، نصدق ونؤمن بذلك، فصلوا على أكرم خلق الله على الله، صلوا على رسول الله كما أمر الله، ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

 

اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.

اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين.

اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مريضا إلا شفيته، ولا مبتلىً إلا عافيته، ولا غائبا إلا إلى أهله رددته سالما غانما.

اللهم فُكَّ أسر المأسورين، واقضِ الدين عن المدينين، ونفس كرب المكروبين، برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم اجعلنا من عبادك الذين أعددت لهم ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، اللهم آمين آمين.

﴿ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • فضائل الأعمال الصالحة
  • أنواع الأعمال، وكيف نختارها؟
  • الوقف من أعمال الخير والبر
  • حديث عظيم يبين الأعمال التي تدخل الجنة وتباعد من النار
  • أعمال تعدل الحج في الثواب (خطبة)
  • أعمال يعدل ثوابها الحج

مختارات من الشبكة

  • نيات خالصات بلا أعمال خير من أعمال بلا نيات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أعمال العمرة وأعمال الحج(مقالة - آفاق الشريعة)
  • السرية في العمل(مقالة - موقع أ. د. علي أبو البصل)
  • أعمال عشرة يجري ثوابها على العبد بعد موته(مقالة - آفاق الشريعة)
  • العمل الصالح وثمراته في الدنيا والآخرة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • القلب والجوارح .. علاقة متبادلة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أعمال عباد الرحمن تتضاعف في رمضان لشرف الزمان (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • ميزان أعمال العباد يوم القيامة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مواقيت رفع أعمال العباد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أعمال ثوابها كقيام الليل (WORD)(كتاب - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب