• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / مواضيع عامة
علامة باركود

فاستقم كما أمرت (خطبة)

فاستقم كما أمرت (خطبة)
د. أمير بن محمد المدري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 29/5/2018 ميلادي - 14/9/1439 هجري

الزيارات: 49388

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فاستقم كما أُمرت

 

الحمد لله المحمود بكل لسان، المعبود في كل مكان، الذي لا يشغله شأن عن شأن، سبحانه جل عن الأشباه والأنداد وتنزه عن الصاحبة الأولاد.


وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام.

 

أيها الناس اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون.

واعلموا أن الله سبحانه وتعالى جعل للإنسان منهاجاً يسير عليه وطريقاً يستقيم عليه في حياته الدنيوية ليترسم الخطة التي رسمها الله له، ليكون على بصيرة وبينة من أمره، ليكون في سلوكه مع الله ومع خلقه في غاية الاستقامة على المنهج الذي ارتضاه الله لعباده، وجعله رسول الله مشاعاً بين الناس، وقد أشار الله سبحانه وتعالى إلى ذلك في محكم كتابه فقال: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام: 153].

 

ولقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بالثبات على هذا الدين القويم، والاستقامة عليه حتى الممات، وكان على رأس الخلق إمام الموحدين، وقائد الغر المحجلين سيد المرسلين المعصوم -صلى الله عليه وسلم- حيث قال الله له: ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [هود: 112].

 

فاستقم كما أمرت. أحس -صلى الله عليه وسلم- برهبتها وقوتها حتى روي عنه أنه قال مشيراً إليها: "شيبتني هود وأخواتها".


فالاستقامة عباد الله: هي الاعتدال والمضي على نهج الله دون انحراف، مع اليقظة الدائمة، والتدبر الدائم، والتحري الدائم لحدود الطريق المستقيم.


وقال أيضاً سبحانه وتعالى: ﴿ فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ ﴾ [الشورى: 15].


كيف لا؟ وقد جعل الله لمن آمن بدينه حقاً، واستقام على طريقه صدقاً، الفضائل العظيمة، والمنازل الرفيعة، والدرجات العلا في يوم تزل فيه الأقدام، وتخف فيه الموازين، ولا شك أن الاستقامة من أعظم المسؤوليات، وأوجب الواجبات، التي كلفنا الله عز وجل بها، وأن على المرء أن يبذل جهده ويسأل ربه العفو والغفران إذا ما قصّر أو أخل في حياته بشيء منها، قال الله تعالى على لسان رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم-: ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ ﴾ [فصلت: 6].


وقد أخبر - عليه الصلاة والسلام - أن الناس لن يعطوا الاستقامة حقها فقال: "استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن" [رواه ابن ماجة في كتاب الطهارة: «277»، وصححه ابن حبان: «1037»].


وقد تنوعت أقوال سلف هذه الأمة في تعريفها، وما المراد منها؟ فها هو أعظم الخلق استقامة بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.


أبو بكر الصديق -رضى الله عنه- يقول عنها: "الاستقامة أن لا تشرك بالله شيئاً"، ويقول الفاروق أمير المؤمنين أبو حفص عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "الاستقامة أن تستقيم على الأمر والنهي ولا تروغ روغان الثعلب".


ويقول ترجمان القرآن وحبر هذه الأمة ابن عباس - رضي الله عنهما -: استقاموا أي أدوا الفرائض، وحقيقة الاستقامة: السداد في جميع الأقوال والأعمال والمقاصد.


والحق أخي المسلم: إن الاستقامة تعني التمسك بهذا الدين كله، صغيره وكبيره، قليله وكثيره، جليه وخفيه والثبات عليه حتى الممات.

ورحم الله شيخ الإسلام بن تيمية يوم قال: "أعظم الكرامة لزوم الاستقامة".


نعم الاستقامة طريق إلى الجنة ونعيمها، والفوز بالنجاة من النار وجحيمها. الاستقامة تعني طاعة الكريم الرحمن، ومتابعة أشرف الرسل من ولد عدنان.


الاستقامة طريق إلى محبة الله والانقياد له وعبوديته وحب التلذذ بذكره.

الاستقامة ثبات على الدين، ولزوم لصراط الله المستقيم، وثبات حتى الممات.

قال تعالى: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99].


ومما يعينك عبد الله على سلوك سبيلها ونيلها والتشرف بأن تكون من أهلها ما يلي:

أولاً الإخلاص لله تعالى:

فإن من أعظم الأصول المهمة في دين الله - تحقيق الإخلاص لله - إذ إنه حقيقة الدين، ومفتاح دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام، قال تعالى: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾ [البينة: 5].


وهو مما ينبغي للعبد المجاهدة فيه حتى يُرزق تمامه، سئل سهل بن عبد الله التستري - رحمه الله تعالى - أي شيء أشد على النفس؟ قال: الإخلاص، لأنه ليس لها فيه نصيب.

 

ثانياً: متابعة المعصوم -صلى الله عليه وسلم-: قولاً وفعلاً في كل ما يأتي الإنسان ويذر في حياته، فلا يكمن حب المسلم لرسوله – صلى الله عليه وسلم - إلا بمتابعته عليه الصلاة والسلام.


قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31].


ولا شك أن اتباع هدي المعصوم -صلى الله عليه وسلم- واقتفاء أثره في الأقوال والأعمال والأحوال طريقٌ جليل لنيل الاستقامة والثبات عليها، وحقٌ لمن فارق السنة أن يفارق الدليل، ومن فارق الدليل ضل عن سواء السبيل.


ثالثاً فعل الطاعات واجتناب المحرمات: فإن مما يعين العبد المسلم إلى الوصول إلى الاستقامة وتحقيقها محافظته على الطاعات فرائض كانت أو نوافل، وهي من أهمّ الوسائل التي تجلب للعبد محبة سيده ومولاه قال صلى الله عليه وسلم قال تعالى: "ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه" [رواه البخاري].


فإذا أحب الله عبداً أعانه وسدده ووفقه للاستقامة على دينه، كما أن اجتناب المعاصي والذنوب صغيرها وكبيرها جليِّها وخفيِّها له الأثر الكبير في تحقيق معنى الاستقامة، إذْ يقول النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم -: "لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه" [رواه أحمد من حديث أنس].


رابعاً: العلم: وأفضله بلا شك: علم الوحيين الكتاب والسنة، الذي هو أفضل القربات إلى الباري جل وعلا وهو تركة الأنبياء وتراثهم، وبه تحيا القلوب، وتُعرف الشرائع والأحكام، ويتميز الحلال والحرام، وهو الدليل على السراء والضراء، والسلاح على الأعداء، وهو الصاحب في الغربة، والحديث في الخلوة، والأنيس في الوحشة، وبه يعرف العبد ربه، ويوحده ولا يعبد غيره ويأنس به ولا يلتجأ إلى سواه.


خامساً: مصاحبة الصالحين: إن من أهم ما يعين على الاستقامة مصاحبة الصالحين ومجالستهم وصدق الرسول -صلى الله عليه وسلم- يوم قال: "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" [رواه أبو داود].


سادساً الدعاء: وهو السلاح الخفي للمؤمن، وحقيقته: إظهار العبد افتقاره إلى سيده ومولاه، وهو سمة من سمات المحسنين المستقيمين.

قال تعالى: ﴿ وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الأعراف: 56].


وليس شيء أكرم على الله من الدعاء، فهو من أجلّ وأهمّ الأسباب الجالبة للاستقامة بإذن الله تعالى، كيف لا؟ والعبد يقرأ في كل ركعة من صلاته: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ [الفاتحة: 6].

اهدنا الصراط المستقيم، أي يا رب وفقنا إلى معرفة الطريق المستقيم الموصل إليك؛ ووفقنا للاستقامة عليه بعد معرفته، فالمعرفة والاستقامة كلتاهما ثمرة لهداية الله ورعايته ورحمته.

 

والتوجه إلى الله في هذا الأمر هو ثمرة الاعتقاد بأنه وحده المعين، وهذا الأمر هو أعظم وأول ما يطلب المؤمن من ربه العون فيه، فالهداية إلى الطريق المستقيم هي ضمان السعادة في الدنيا والآخرة عن يقين..


صراط من: ﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 7]. فهو طريق الذين قسَمَ لهم نعمته، لا طريق الذين غضب عليهم لمعرفتهم الحق ثم حادوا عنه، أو الذين ضلوا عن الحق فلم يهتدوا أصلاً إليه، إنه صراط السعداء المهتدين الواصلين، صراط الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.

 

ورحم الله إمام أهل البصرة الحسن البصري، كان إذا قرأ هذه الآية: ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ﴾ [هود: 112].

كان يقول: اللهم أنت ربنا فارزقنا الاستقامة.

الاستقامة مفتاح للخيرات، وسبب لحصول البركات، واستقامة الأحوال، قال عز وجل: ﴿ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا ﴾ [الجن: 16].


روى الإمام أحمد والنسائي عن سفيان بن عبد الله الصحابي الجليل أنه قال: قلت: يا رسول الله قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك, فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قل آمنت بالله ثم استقم".


فاستقيموا على طاعة مولاكم في كل وقت وحين، فإن عمل المؤمن ليس له أجل دون الموت، كما قال عز وجل: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99]، ولا تكونوا من الذين يقبلون على الطاعات في زمن، ويعرضون عن ربهم في سائر الأوقات.

 

الاستقامة هي: الإقامة والملازمة للسير على الصراط المستقيم الذي جاء به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما قال سبحانه: ﴿ صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ ﴾ [الشورى: 53].

 

وقال تعالى: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام: 153].


إنه صراط واحد صراط الله وسبيل واحد يؤدي إلى الله طريق التوحيد والعبودية لله وحده، فالماشي على الصراط المستقيم لا يحيد يمنة ولا يسرة فيضل ويقع في المتاهات.


بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه، إنّه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله وكفَى، وصلاةً وسلاماً على عبادِه الذين اصطفى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له العليّ الأعلى، وأشهد أنّ سيّدنا ونبيّنا محمّدًا عبده ورسوله، صاحب النّهج السوي والخلق الأسمى، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه. وبعد:

عباد الله: لو تأملنا هذه الآية المباركة وهي قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ [فصلت: 30] لوجدنا إشراقات كثيرة منها:

1- ألا تخافوا من ردّ حسناتكم فهي مقبولة، ولا تحزنوا على ذنوبكم فإنها مغفورة.

2- ألا تخافوا مما تقدمون عليه، ولا تحزنوا على ما خلفتم في الدنيا.


وهذه التنزلات الملكية بالأمان من المخاوف ومن الأحزان، وبالبشائر تتوارد عليهم وتتوالى في جميع أحوالهم وفي حالات المخاوف، وأشدها عند الموت وفي القبر وعند البعث، ففي هذه المواطن الثلاثة المخيفة المغمّة يكونون في أمان وسلام ويستبشرون بالأمن والأمان من الرحيم المنان.


3- نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا.. فكيف ذلك؟

إن الملائكة أحباؤنا الذين يدعون لنا بالخير، ويلهموننا إياه ويحسّنون لنا الحسن، ويحذروننا من الشر حين كان الشيطان يزيّنه لنا، يدل على ذلك ما جاء في الحديث الشريف الذي رواه ابن مسعود - رضي الله عنه -: "إن للشيطان لمّة بابن آدم، وللملك لمة فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق فمن وجد من ذلك شيئاً - أي الإيعاد بالخير والتصديق بالحق - فليعلم أنه من الله -، فليحمد الله تعالى. ومن وجد الأخرى - أي لمة الشيطان - فليتعوذ بالله من الشيطان".


ثم قرأ قوله تعالى: ﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 268].

والملائكة يحضرون مجالس العبادة والصلاة وتلاوة كتاب الله، كما ورد في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم - الذي رواه الإمام مسلم: "وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده".


والملائكة هم معنا إن كنا من أهل الاستقامة والثبات في الآخرة.. فكيف ذلك؟

إنهم يكونون معنا في قبورنا، يلاطفوننا ويؤانسوننا، ويحتفون بنا، لئلا تعترينا وحشة في القبور، وفي الحشر والنشر، ويصاحبوننا في سيرنا على الصراط المستقيم حتى نصل إلى الجنة إن شاء الله تعالى وتتلقانا ملائكة الجنة فندخلها بسلام وأمان قال تعالى: ﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ * قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ * وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴾ [الزمر: 71 - 73].


والملائكة يشهدون للمؤمنين عند ربهم بطاعتهم وعبادتهم وأذكارهم وتلاوة كتاب ربهم، لأنهم معهم يشاركونهم.

قال تعالى: ﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴾ [غافر: 51] ومن جملة الأشهاد الملائكة عليهم السلام.


روى ابن ماجة عن أبي الدرداء أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أكثروا من الصلاة عليّ يوم الجمعة، فإنه يوم مشهود تشهده الملائكة، وإن أحداً لن يصلي عليّ إلا عرضت عليّ صلاته حين يفرغ منها" [رواه النسائي].

 

وروى أبو هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا كان يوم الجمعة وقفت الملائكة على باب المسجد يكتبون الأول فالأول" [رواه البخاري].

 

فيا أيها المسلمون: إننا أحوج ما نكون في هذه الأيام إلى الاستقامة على صراط الله ومنهاجه القويم، فالبشرية اليوم تشقى شقاء عظيماً نظراً لغياب الإسلام عن واقع الناس، وتغييبه من قبل أعداء الإسلام وأساطين الكفر كي لا يكون له دور في تغيير هذا الواقع المزري الأليم، والذي بسببه هيمن الكفر ورفرفت رايات الشرك وخسر العالم وانحط إلى أسفل سافلين.

 

وحتى تعود الإنسانية إلى السعادة التي أراد الله لها فلابد من الاستقامة ولن تتأتى إلا بالالتزام بما أمر الله به والانزجار عما نهى عنه فاستقيموا ترشدوا، وامتثلوا لما أمركم الله به تسعدوا وتظفروا بمرضات ربكم وتفوزوا بجنات الخلد، فالاستقامة نور في الحياة الدنيا، وعزة وكرامة في الآخرة ومنازل الأبرار في الجنة. اللهم اجعلنا من أهل الاستقامة. يا رب العالمين.


هذا وصلوا على رسول الهدى فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال تعالى:

﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

اللهم صلِّ وسلّم على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين..





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • شرح حديث: (قل آمنت بالله فاستقم)
  • تفسير: (فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير)
  • فاستقم كما أمرت
  • { فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا }
  • فاستقم كما أمرت
  • خطبة: {فاستقم كما أمرت}

مختارات من الشبكة

  • فاستقم كما أمرت (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة عيد الفطر {فاستقم كما أمرت}(مقالة - ملفات خاصة)
  • تأملات في قوله تعالى: ( فاستقم كما أمرت )(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • الاستقامة (فاستقم كما أمرت ومن تاب معك)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • فاستقم كما أمرت ومن تاب معك(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فاستقم كما أمرت(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قوله تعالى: { فاستقم كما أمرت }(محاضرة - موقع الشيخ د. عبدالله بن وكيل الشيخ)
  • فاستقم كما أمرت(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • استقم كما أمرت(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة شرح الأربعين النووية: الحديث (21) «قل: آمنت بالله ثم استقم» (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب