• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / مواضيع عامة
علامة باركود

التوسم والفراسة

الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 28/2/2018 ميلادي - 12/6/1439 هجري

الزيارات: 36217

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التوسُّم والفِراسَة


إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70 - 71].

 

أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.

أعاذنا الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين.

 

عباد الله؛ من الناس من وهبهم الله جلَّ جلاله مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ، والصفات الحسنة؛ الْفِرَاسَةَ، [والفراسة: التفرُّس في الشيء وإصابة النظر فيه]. [1]، وهي بمعنى الفطنة والتوسم، و[التوسم - أيضا بمعنى - التفرُّس. يقال: توسمت فيه الخير][2].

 

قَالَ سبحانه وتَعَالَى: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ﴾ [الحجر: 75]، قال مقاتل في شرح هذه الكلمة: [يقول: للناظرين من بعدهم فيحذرون مثل عقوبتهم]. [3]، وقال الثوري "للمتوسمين": [للمتفرسين]. [4]، وقال [قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ﴾، قَالَ: لِلْمُعْتَبِرِينَ][5].

 

و[قال ابن زيد، في قوله - سبحانه وتعالى -: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ﴾ [الحجر: 75]، قال: المتفكرون والمعتبرون الذين يتوسمون الأشياء، ويتفكرون فيها ويعتبرون][6].

 

فالله جل جلاله أكرم بعض عباده بذلك؛ فعَنْ أَنَسٍ رضي الله - تعالى - عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("إِنَّ للهِ عِبَادًا يَعْرِفُونَ النَّاسَ بِالتَّوَسُّمِ")[7].


قال المناوي - رحمه الله في شرح الحديث -: [(إن لله عبادا يَعرِفون الناسَ)، أي - يعرفون - أحوالَهم وضمائرَهم، (بالتوسُّم): أي التفرُّس،... قال - الشيخ - الداراني: [8] القلبُ بمنزلةِ قُبَّة مضروبةٌ، حولَها أبوابٌ مغلقة، فأيُّ باب فُتِح من القلب بعمَلِه، انفتحَ له بابٌ إلى جهةِ الملكوتِ والملأ الأعلى، وينفتحُ ذلك الباب بالمجاهدةِ والورع، والإعراض عن الشهوات.

 

ولذلك كتب عمر - رضي الله تعالى عنه - إلى أمراء الأجناد: (احفظوا ما تسمعون من المطيعين، فإنه ينجلي لهم أمورٌ صادقة).

وقال بعضهم: (يدُ اللهِ على أفواهِ العلماء؛ لا ينطقون إلاّ بما هيَّأهُ اللهُ لهم من الحقِّ).

وقال آخر: (لو شئت لقلتُ: إن الله يُطْلِع الخاشعينَ على بعض سرِّه)...][9].

 

فعبد الله بن سلام رضي الله عنه من عباد الله الذين قادتهم فراستهم للدخول في الإسلام، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ رضي الله عنه قَالَ: (لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَة، انْجَفَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ)، - أَيْ: ذَهَبُوا مُسْرِعِينَ إِلَيْهِ - وَقِيلَ: (قَدِمَ رَسُولُ اللهِ، قَدِمَ رَسُولُ اللهِ) صلى الله عليه وسلم، (فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لِأَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا اسْتَثْبَتُّ وَجْهَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ)[10].


وفراسة سعد ابن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه عصمته من الفتن، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - قَالَ: (كَانَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه فِي إِبِلٍ لَهُ خَارِجًا مِنْ الْمَدِينَةِ)، (فَجَاءَهُ ابْنُهُ عُمَرُ، فَلَمَّا رَآهُ سَعْدٌ قَالَ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّ هَذَا الرَّاكِبِ) - توسَّم فيه وتفرَّس أنه أقبل بِشَرٍّ وفتنة وهو ابنه - (فَنَزَلَ فَقَالَ لَهُ) - ابنُه عمرُ -: (يَا أَبَتِ! أَرَضِيتَ أَنْ تَكُونَ أَعْرَابِيًّا) - بدويًّا في البادية - (فِي إِبِلِكَ وَغَنَمِكَ؟) (وَالنَّاسُ يَتَنَازَعُونَ فِي الْمُلْكِ بِالْمَدِينَةِ؟!) - يغري بأبيه بأن يحمل سيفه ويغوص في الفتن التي جرت بين المسلمين -، (فَضَرَبَ سَعْدٌ صَدْرَ) - ابنِه - (عُمَرَ، وَقَالَ: اسْكُتْ! إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِيَّ الْغَنِيَّ الْخَفِيَّ")[11].

 

وذَكَرَ ابن جرير؛ أنّ عُمَر بنَ سعدٍ خرج إلى أبيه وهو على ماءٍ لبني سليم بالبادية معتزلٌ، فَقَالَ: (يَا أَبَهْ؛ قَدْ بَلَغَكَ مَا كَانَ مِنَ النَّاسِ بِصِفِّينَ، وَقَدْ حَكَّمَ النَّاسُ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ، وَعَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، وَقَدْ شَهِدَهُمْ نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَاشْهَدْهُمْ، فَإِنَّكَ صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَحَدُ أَصْحَابِ الشورى، ولم تدخلْ في شيء كَرِهَتْهُ هَذِهِ الْأُمَّةُ، فَاحْضُرْ، إِنَّكَ أَحَقُّ النَّاسِ بِالْخِلَافَةِ).


فَقَالَ: (لَا أَفْعَلُ! إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّهُ ستكون فتن، خير الناس فيها الخفي التقي"، وَاللهِ لَا أَشْهَدُ شَيْئًا مِنْ هَذَا الْأَمْرِ أَبَدًا).


وَالظَّاهِرُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ اسْتَعَانَ بِأَخِيهِ عَامِرٍ عَلَى أَبِيهِ؛ لِيُشِيرَ عَلَيْهِ أَنْ يَحْضُرَ أَمْرَ التَّحْكِيمِ، لَعَلَّهُمْ يَعْدِلُونَ عَنْ معاوية وعلي وَيُوَلُّونَهُ، فَامْتَنَعَ سَعْدٌ مِنْ ذَلِكَ، وَأَبَاهُ أَشَدَّ الْإِبَاءِ، وَقَنِعَ بِمَا هُوَ فِيهِ مِنَ الْكِفَايَةِ وَالْخَفَاءِ، كَمَا ثَبَتَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ وَرُزِقَ كَفَافًا وَقَنَّعَهُ اللهُ بِمَا آتَاهُ"[12].

وَكَانَ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ هذا يُحِبُّ الإمارة، فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ دَأبَهُ - يحب الإمارة -، حَتَّى كَانَ هُوَ أميرَ السَّرِيَّةِ الَّتِي قَتَلَتِ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ رضي الله - تعالى عنهما -، ولو قنِع بما كان أبوه عليه؛ لم يكن شيء من ذلك.

وَالْمَقْصُودُ أَنَّ سَعْدًا لَمْ يَحْضُرْ أَمْرَ التَّحْكِيمِ، وَلَا أَرَادَ ذَلِكَ، وَلَا هَمَّ بِهِ. [13]، فصدقت فراسة سعدٍ في ابنه.

 

وكان أكثرَ الصحابة فراسةً الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، فعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: (مَا سَمِعْتُ عُمَرَ رضي الله عنه يَقُولُ لِشَيْءٍ قَطُّ: إِنِّي لَأَظُنُّهُ كَذَا؛ إِلَّا كَانَ كَمَا يَظُنُّ، فَبَيْنَمَا عُمَرُ جَالِسٌ، إِذْ مَرَّ بِهِ رَجُلٌ جَمِيلٌ) - هذا الرجل هو سواد بن قارب الأزدي، ويقال: الدوسي، من أهل السراة من جبال (البلقاء)، له صحبة ووفادة. [14].

 

هذا الرجل الجميل مَرَّ على عمر، فَقَالَ: (لَقَدْ أَخْطَأَ ظَنِّي، أَوْ إِنَّ هَذَا عَلَى دِينِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، أَوْ لَقَدْ كَانَ كَاهِنَهُمْ، عَلَيَّ الرَّجُلَ)، - أَيْ: - اذهبوا إلى هذا الرجل و - أَحْضِرُوهُ إِلَيَّ، وَقَرِّبُوهُ مِنِّي. [15] - فَدُعِيَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ، - وهذا في الجاهلية كنت كاهنا، - فَقَالَ - الرجل -: (مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ اسْتُقْبِلَ بِهِ رَجُلٌ مُسْلِمٌ!) قَالَ: (فَإِنِّي أَعْزِمُ عَلَيْكَ إِلَّا مَا أَخْبَرْتَنِي!) - أَيْ: أُلْزِمُك. [16] - - يعني ألزمك بأمر الأمير أن تخبرني بما قلت.

 

قَالَ: (كُنْتُ كَاهِنَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ). - كما تفرس عمر، كاهنهم في الجاهلية - قَالَ: (فَمَا أَعْجَبُ مَا جَاءَتْكَ بِهِ جِنِّيَّتُكَ؟!) - فالكهان يتعاملون مع الجن ذكورهم وإناثهم، فـ - قَالَ - سواد أو سوَّاد -: (بَيْنَمَا أَنَا يَوْمًا فِي السُّوقِ، جَاءَتْنِي أَعْرِفُ فِيهَا الْفَزَعَ، فَقَالَتْ: أَلَمْ تَرَ الْجِنَّ وَإِبْلَاسَهَا!) - أي يئست الجن من إضلال البشر، - (وَيَأسَهَا مِنْ بَعْدِ إِنْكَاسِهَا!) - أي أنها منعت من استراق السمع، ﴿ إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ ﴾ [الشعراء: 212]، من يستمع الآن يجد له شهابا يثقبه، بعد نبوة النبي صلى الله عليه وسلم.

 

والجن ماذا فعلت بعد ذلك، قالت الجنية: - - (وَلُحُوقَهَا بِالْقِلَاصِ وَأَحْلَاسِهَا؟!) - الْقِلَاص: قَلُوص، وَهِيَ الْفَتِيَّة مِنْ النِّيَاق، وَالْأَحْلَاس: جَمْع حِلْ، وَهُوَ مَا يُوضَع عَلَى ظُهُور الْإِبِل تَحْت الرَّحْل، [17] - - وهي كالبردعة للحمار.

 

[وَالْمرَاد بِهَذَا أَن الْجِنّ لما علمت بِظُهُور رَسُول الله تحيّرت ويئست من نيل مرادها، فبَعُدَت وَاسْتَوْحَشْت بعد انبساطها وأنسها][18].

 

وهذا ما قاله هذا الرجل عندما كان في الكهانة، وفي الجاهلية، - فَقَالَ عُمَرُ - رضي الله تعالى عنه -: (صَدَقَ!) - كيف عمر يصدق هذا الرجل؟ لقد حدث مع عمر رضي الله عنه حادث يصدق هذا الرجل، فقال: صدق - (بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ عِنْدَ آلِهَتِهِمْ، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ بِعِجْلٍ فَذَبَحَه، فَصَرَخَ بِهِ صَارِخٌ، لَمْ أَسْمَعْ صَارِخًا قَطُّ أَشَدَّ صَوْتًا مِنْهُ، يَقُولُ: يَا جَلِيحْ) - اسم شخص - (أَمْرٌ نَجِيحْ)، - أَي سريع، من النجاح: وَهُوَ الظفر بالمراد -. (رَجُلٌ فَصِيحْ، يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ)، - قال ابن الجوزي رحمه الله: - وَهَذَا من الهواتف المنذرة ببعثة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم -، (فَوَثَبَ الْقَوْمُ، - الذين كانوا حول الآلهة فروا، قال عمر: فوثب القوم، - (فَقُلْتُ: لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَعْلَمَ مَا وَرَاءَ هَذَا، ثُمَّ نَادَى) - هذا الصوت مرة أخرى، نادى -: (يَا جَلِيحْ، أَمْرٌ نَجِيحْ، رَجُلٌ فَصِيحْ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَقُمْتُ، فَمَا نَشِبْنَا أَنْ قِيلَ: هَذَا نَبِيٌّ)[19].


يُرِيد أَنْ ذَلِكَ كَانَ بِقُرْبِ مَبْعَث النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم[20].

وهذا إخبار منهم قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، والبشارة والنذارة.

 

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله - تعالى - عنها قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("إِنَّهُ قَدْ كَانَ فِيمَا مَضَى قَبْلَكُمْ مِنْ الْأُمَمِ مُحَدَّثُونَ")، وفي رواية: ("رِجَالٌ يُكَلَّمُونَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا أَنْبِيَاءَ")، ("فَإِنْ يَكُنْ مِنْ أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ")؛ ("فَإِنَّهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ") - رضي الله تعالى عنه[21].

 

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَقَدْ كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ رِجَالٌ، يُكَلَّمُونَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا أَنْبِيَاءَ، فَإِنْ يَكُنْ مِنْ أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ فَعُمَرُ»[22].

 

قَالَ ابْنُ الْقَيِّم - رحمه الله - في مدارج السالكين [23]: وَالْمُحَدَّثُ: هُوَ الَّذِي يُحَدَّثُ فِي سِرِّهِ وَقَلْبِهِ بِالشَّيْءِ، فَيَكُونُ كَمَا يُحَدَّثُ بِهِ.

 

ويَنقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فيقول: - قَالَ شَيْخُنَا: وَالصِّدِّيقُ أَكْمَلُ مِنَ الْمُحَدَّثِ؛ لِأَنَّهُ اسْتَغْنَى بِكَمَالِ صَدِّيقِيَّتِهِ وَمُتَابَعَتِهِ عَنِ التَّحْدِيثِ وَالْإِلْهَامِ وَالْكَشْفِ، فَإِنَّهُ قَدْ سَلَّمَ قَلْبَهُ كُلَّهُ، وَسِرَّهُ، وَظَاهِرَهُ وَبَاطِنَهُ لِلرَّسُولِ، - صلى الله عليه وسلم -، فَاسْتَغْنَى بِهِ عَمَّا مِنْهُ.

 

قَالَ: وَكَانَ هَذَا الْمُحَدَّثُ - عمر - يَعْرِضُ مَا يُحَدَّثُ بِهِ عَلَى مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ - صلى الله عليه وسلم -، فَإِنْ وَافَقَهُ قَبِلَهُ، وَإِلَّا رَدَّهُ، فَعُلِمَ أَنَّ مَرْتَبَةَ الصِّدِّيقِيَّةِ، فَوْقَ مَرْتَبَةِ التَّحْدِيثِ.

 

قَالَ: وَأَمَّا مَا يَقُولُهُ كَثِيرٌ مِنْ أَصْحَابِ الْخَيَالَاتِ وَالْجَهَالَاتِ: حَدَّثَنِي قَلْبِي عَنْ رَبِّي، فَصَحِيحٌ أَنَّ قَلْبَهُ حَدَّثَهُ، وَلَكِنْ عَمَّنْ؟ عَنْ شَيْطَانِهِ؟ أَوْ عَنْ رَبِّهِ؟ فَإِذَا قَالَ: حَدَّثَنِي قَلْبِي عَنْ رَبِّي، كَانَ مُسْنِدًا الْحَدِيثَ إِلَى مَنْ لَمْ يُعْلَمْ أَنَّهُ حَدَّثَهُ بِه، وَذَلِكَ كَذِبٌ.

 

قَالَ: وَمُحَدَّثُ الْأُمَّةِ - الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه - لَمْ يَكُنْ يَقُولُ ذَلِكَ، - عمر ما قال: حدثني قلبي عن ربي، - وَلَا تَفَوَّهَ بِهِ يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ، وَقَدْ أَعَاذَهُ اللهُ مِنْ أَنْ يَقُولَ ذَلِكَ، بَلْ كَتَبَ كَاتِبُهُ يَوْمًا: (هَذَا مَا أَرَى اللهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ)، فَقَالَ: (لَا، امْحُهُ وَاكْتُبْ: هَذَا مَا رَأَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَإِنْ كَانَ صَوَابًا فَمِنَ اللهِ، وَإِنْ كَانَ خَطَأً فَمِنْ عُمَر، وَاللهُ وَرَسُولُهُ مِنْهُ بَرِيءٌ)، وَقَالَ فِي - حكم - الْكَلَالَةِ: (أَقُولُ فِيهَا بِرَأيِي، فَإِنْ يَكُنْ صَوَابًا؛ فَمِنَ اللهِ، وَإِنْ يَكُنْ خَطَأ؛ فَمِنِّي وَمِنَ الشَّيْطَانِ).


فَهَذَا - هو - قَوْلُ الْمُحَدَّثِ بِشَهَادَةِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، وَأَنْتَ تَرَى الِاتِّحَادِيَّ، - الذي يقول أن الله اتحد في العالم - وَالْحُلُولِيّ، - الذي يعتقد أن الله حل في كل البشر والخلق - وَالْإِبَاحِيَّ الْشَطَّاحَ، وَالسَّمَاعِيَّ مُجَاهِرًا بِالْقِحَةِ وَالْفِرْيَةِ، يَقُولُ: (حَدَّثَنِي قَلْبِي عَنْ رَبِّي).


فَانْظُرْ إِلَى مَا بَيْنَ الْقَائِلَيْنِ، وَالْمَرْتَبَتَيْنِ، وَالْقَوْلَيْنِ، وَالْحَالَيْنِ، وَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، وَلَا تَجْعَلِ الزَّغَلَ وَالْخَالِصَ شَيْئًا وَاحِدًا. أ.هـ كلام ابن القيم رحمه الله.

 

قال [ابْن عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما -: مَا سَأَلَنِي أَحَدٌ عن شيء إِلَّا عَرَفْتُ أَفَقِيهٌ هُوَ أَوْ غَيْرُ فَقِيهٍ. - بمجرد أن يتكلم.

 

وَرُوِيَ عَنِ الشَّافِعِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ - رحمهما الله -؛ أَنَّهُمَا كَانَا بِفِنَاءِ الْكَعْبَةِ، وَرَجُلٌ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: أَرَاهُ نَجَّارًا - بالفراسة -، وَقَالَ الْآخَرُ: بَلْ حدادا، فتبادر من حضر إلى الرجل فسأله، - ذهب إليه فسأله -، فَقَالَ: كُنْتُ نَجَّارًا وَأَنَا الْيَوْمَ حَدَّادٌ.

كما تفرس به وقع.

 

وَرُوِيَ عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ أَنَّهُ أَتَى عَلَى رَجُلٍ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فَوَقَفَ فَقَالَ - لمن معه -: مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ، وَمَنْ رَاءَى رَاءَى اللَّهُ بِهِ. - الذي يريد السمعة والرياء الله يفضحه، - فَقُلْنَا لَهُ: كَأَنَّكَ عَرَّضْتَ بِهَذَا الرَّجُلِ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا يَقْرَأُ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ الْيَوْمَ، وَيَخْرُجُ غَدًا حَرُورِيًّا، - أي مع الخوارج، وبالفعل كان رأس الحرورية، - فَكَانَ رَأْسُ الْحَرُورِيَّةِ، وَاسْمُهُ مِرْدَاسٌ.

 

وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ - الذي تكلم في القدر والاعتزال وما شابه ذلك، - فَقَالَ - الحسن -: هَذَا سَيِّدُ فِتْيَانِ الْبَصْرَةِ إِنْ لَمْ يُحْدِثْ، - يبتدع يأتي بشيء جديد -، فَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ مِنَ الْقَدَرِ مَا كَانَ، حَتَّى هَجَرَهُ عَامَّةُ إِخْوَانِهِ.

 

وَ - في نفس الوقت - قَالَ - الحسن البصري - لِأَيُّوبَ: هَذَا سَيِّدُ فِتْيَانِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَلَمْ يَسْتَثْنِ، - فخرج أيوب سيد فتيان أهل البصرة.

وَرُوِيَ عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّهُ قَالَ لِدَاوُدَ الْأَزْدِيِّ وَهُوَ يُمَارِيهِ: إِنَّكَ لَا تَمُوتُ حَتَّى تُكْوَى فِي رَأْسِكَ، وَكَانَ كَذَلِكَ.

 

وَرُوِيَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَخَلَ عَلَيْهِ قَوْمٌ مِنْ مِذْحَجٍ فِيهِمُ الْأَشْتَرُ، - صاحب الفتنة العظيمة في بلاد العراق -، فَصَعَّدَ فِيهِ النَّظَرَ وَصَوَّبَهُ، وَقَالَ: أَيُّهُمْ هَذَا؟ - عمر يسأل عن الأشتر، - قَالُوا: مَالِكُ بْنُ الْحَارِثِ. فَقَالَ: مَا لَهُ قَاتَلَهُ اللَّهُ! إِنِّي لَأَرَى لِلْمُسْلِمِينَ مِنْهُ يَوْمًا عَصِيبًا، فَكَانَ مِنْهُ فِي الْفِتْنَةِ مَا كَانَ.


وَرُوِيَ عَنْ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ - تعالى - عَنْهُ: أنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ دَخَلَ عَلَيْهِ، وَكَانَ - أنس - قَدْ مَرَّ بِالسُّوقِ فَنَظَرَ إِلَى امْرَأَةٍ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ - عثمان، - قَالَ عُثْمَانُ: يَدْخُلُ أَحَدُكُمْ عَلَيَّ وَفِي عَيْنَيْهِ أثر الزنى، فقال له أنس: أو حيا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: لَا؛ وَلَكِنْ بُرْهَانٌ وَفِرَاسَةٌ وَصِدْقٌ. وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ عَنِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أجمعين)][24].

 

وكادَ الشافعيُّ رحمه الله تعالى أن يتخلَّى عن كتب الفراسة التي جمعها، وتعب في تحصيلها وكتابتها، أراد أن ويتخلص منها، لكنه تراجع عنه همِّه هذا ولم يفعل، والسبب؟


[قَالَ محمد بن إدريس الشافعي: (خرجت إلى اليمن في طلب كتب الفراسة، حتى كتبتها وجمعتها، ثم لما حان انصرافي؛ مَرَرْت فِي طريقي على رجل وهو محتبٍ بِفنَاء دَاره أَزْرَق الْعين، ناتئ الْجَبْهَة، سِناط)، - أي لا لحية له، - فَقلت - له -: (هَل من منزل؟) قَالَ: (نعم!) قَالَ الشَّافِعِي: (وَهَذَا النَّعْت) - وهذا الوصف؛ نتوء الجبهة، وازرقاق العينين، ولا لحية ولا شعر في وجهه - (أَخبثُ مَا يكون فِي الفراسة)، - قال: - (فأنزلني وأكرمني، فرأيت أكرم رجل، فبعث إلي بعشاء وطيب، وعلفٍ لدابتي وفراش ولحاف، فجعلت أتقلّب الليل أَجْمَعَ؛ ما أصنع بهذه الكتب؟ إذ رأيت هذا النعت في هذا الرجل، فرأيت أكرم رجل)، فقلت: (أرمي بهذه الكتب، فلما أصبحت قلت للغلام: أسرج)، - يعني ضع السرج على الدابة -، (فأسرج وركبت على الدابة)، فَقلت له - أي في نفسي -: (أغسلُ كتب الفراسة) - وأتخلص منها -؛ (إِذْ رَأَيْت هَذَا)، فَلَمَّا أَصبَحت، قلت لَهُ: (إِذا قدمت مَكَّة ومررتَ بذي طوى) - أعطاه العنوان، - (فسل عَن منزل محمد بن إدريس الشَّافِعِيّ). فَقَالَ - له الرجل -: (أمولىً لأَبِيك كنتُ؟!) - أي هل أنا خادم عند أبيك، - فَقلت: (لَا!) - خير إن شاء الله، قال: (هل لك عندي نعمة؟! هل عمرك قدمت إليّ حاجة؟ فقلت: (لا!) - والحمد لله -، قَالَ: (أَيْن مَا تكلَّفتُ لَك البارحة؟!) قلت: (ما هو؟) قال: (اشتريت لك طعاما بدرهمين، وإداما بكذا، وعطرا بثلاثة دراهم، وعلفا لدابتك بدرهمين، وكِراءُ الفراش واللحاف بدرهمين، قال: قلت: (أعطه يا غلام! يا غلام أعطه)، (فوزنت مَا تكلّف)، وَقلت: (بَقِي شَيْء آخر؟!) قَالَ: (كِرَاء الدَّار) - والمنزل -، (ضيقت عَليّ نَفسِي) - ووسعت عليك - ). (فوزنت لَهُ)، - وأعطيته أجرة السكن والمبيت، قال الشافعي: (فغبطت نفسي بتلك الكتب)، تراجع عن تمزيقها والخلاص منها، قال: (فقلت له بعد ذلك: هل بقي شيء؟) قال: (لا!) - فَقَالَ - للشافعي -: (امْضِ، أخزاك الله، فَمَا رَأَيْت أشر مِنْك)][25].

 

أهذا كلام يقال للشافعي؟! هل يقال للشافعي أو لغيره مثل هذا الكلام! فصدقت فيه فراسة الشافعي رحمه الله تعالى.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

 

الخطبة الآخرة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين، أما بعد:

كيف نصل إلى الفراسة؟ كيف يكون عندنا شيء من التوسم والفطنة والفراسة؟

عَنْ شَاه بْنِ شُجَاعٍ الكَرْمَانِي؛ وَكَانَ لَا تُخْطِئُ لَهُ فِرَاسَةٌ، قَالَ:

(مَنْ عَمَّرَ ظَاهِرَهُ بِاتِّبَاعِ السُّنَّةِ، وَبَاطِنَهُ بِدَوَامِ الْمُرَاقَبَةِ، وَغَضَّ بَصَرَهُ عَنْ الْمَحَارِمِ، وَكَفَّ نَفْسَهُ عَنْ الشَّهَوَاتِ، وَعَوَّدَ نَفْسَهُ أَكْلَ الْحَلَالِ، لَمْ تُخْطِئْ لَهُ فِرَاسَةٌ)[26].


فالفراسة والحكمة، والفطنة والفراسة تُكتسب بالمجاهدةِ عن الهوى، والإقبالِ على الزهد والورع، والإعراض عن الشهوات والشبهات. وحفظِ نسمع من المطيعين، [فمن صفا باطنه لله تُنَوَّر بصيرته، فيتطهر بما يظهر بنور البصر،...][27].

 

ألا وصلوا وسلموا على الهادي البشير والسراج المنير، محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

 

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين.

 

اللهم فك أسر المأسورين وسجن المسجونين، واقضِ الدين عن المدينين، ونفس كرب المكروبين، برحمتك يا أرحم الراحمين.

﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون ﴾ [العنكبوت: 45].



[1] مجمل اللغة لابن فارس (ص: 715).

[2] شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم للقنوجي (11/ 7167).

[3] تفسير مقاتل بن سليمان (2/ 434).

[4] تفسير سفيان الثوري (ص: 161).

[5] تفسير عبد الرزاق (2/ 258)، رقم: (1453).

[6] تفسير الطبري ت شاكر (17/ 121).

[7] (طس) (2935)، انظر صَحِيح الْجَامِع (2168) الصَّحِيحَة (1693).

[8] (الدَارانى): [هذه النسبة إلى داريا، وهي قرية كبيرة حسنة من قرى غوطة دمشق،... والمشهور من هذه القرية أبو سليمان عبد الرحمن بن أحمد بن عطية الدارانيّ، كان من أفاضل أهل زمانه وعبادهم وخيار أهل الشام وزهادهم، روى الحديث اليسير عن الربيع بن صبيح وأهل العراق، روى عنه صاحبه أحمد بن أبى الحواري والقاسم بن عثمان الجوعى وغيرهما]، الأنساب للسمعاني (5/ 271).

[9] بتصرف من فيض القدير (2/ 477)، ح (3931).

[10] (ت) (2485)، (جة) (1334).

[11] (م) 11 - (2965)، (حم) (1441) وقال الأرناؤوط: إسناده قوي.

[12] (م) 125 - (1054).

[13] (البداية والنهاية) ط إحياء التراث (7/ 313).

[14] قاله الألباني في صحيح السيرة (ص: 83).

[15] فتح الباري.

[16] فتح الباري.

[17] فتح الباري.

[18] كشف المشكل من حديث الصحيحين (1/ 101).

[19] (خ) (3653)، (ك) (4503).

[20] فتح الباري.

[21] (خ) (3282)، (3486)، (م) 23 - (2398)، (ت) (3693)، (حم) (8449).

[22] (خ) (3689).

[23] مدارج السالكين (1/ 64).

[24] تفسير القرطبي (10/ 44).

[25] انظر (آداب الشافعي ومناقبه)، ابن أبي حاتم (المتوفى: 327هـ): (ص: 96)، و(كشف المشكل من حديث الصحيحين)، لابن الجوزي (1/ 100).

[26] (حلية الأولياء) (4/ 364)، انظر (حجاب المرأة) للألباني (ص47).

[27] التنوير شرح الجامع الصغير) للصنعاني (4/ 35).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الفراسة وحسن التصرف في الحوار
  • البصيرة والفراسة
  • كيف تحكم على الأشخاص؟ كلمات في الفراسة
  • حدثوني عن الفراسة

مختارات من الشبكة

  • عقبة بن نافع الفهري(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • خطبة: (اتقوا فراسة المؤمن)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة كتاب في الفراسة(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • ابن تيمية.. فراسة أم كرامة؟(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • قراءة في كتاب: القاضي إياس بن معاوية والقضاء بالفراسة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • اتقوا فراسة المؤمن(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • هل وجدت بطلك؟ (خاطرة في قصة أهل موسى عليه السلام)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • موافقات عمر رضي الله عنه وأعماله الأولية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • فوائد غض البصر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من هو التابعي شريح القاضي؟(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب