• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل معاوية والرد على الروافض
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    ما جاء في فصل الشتاء
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرحمن، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    اختر لنفسك
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون (خطبة) - باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / مواضيع عامة
علامة باركود

إتحاف الأصحاب والأتباع بأن الأجر والثواب في الاتباع لا في الابتداع

إتحاف الأصحاب والأتباع بأن الأجر والثواب في الاتباع لا في الابتداع
الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/2/2018 ميلادي - 21/5/1439 هجري

الزيارات: 9197

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إتحافُ الأصحابِ والأتباعِ

بأنَّ الأجرَ والثوابَ في الاتباع لا في الابتداع


إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومِن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70- 71].

 

أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.

 

أعاذنا الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كلِّ قولٍ وعملٍ يقرِّب إلى النار، اللهم آمين.

قال سبحانه: ﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴾ [آل عمران: 32].

 

فإن أردتم الرحمة - يا عباد الله - فعليكم بالطاعة لله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، فقد قال سبحانه: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [آل عمران: 132]، والرحمة أيضا تأتي بالعمل، قال سبحانه: ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [النور: 56].

 

فيا أيها المسلمون! إن أردتم الأجر والثواب فعليكم بالاتباع لا الاختراع في العبادة والابتداع، عليكم بما جاء عن نبيكم صلى الله عليه وسلم تفلحوا، عَنْ أَبي نَجِيحٍ العِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رضي الله تعالى عنه، قَالَ: (وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا بَعْدَ صَلَاةِ الغَدَاةِ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً، ذَرَفَتْ مِنْهَا العُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا القُلُوبُ)، فَقَالَ رَجُلٌ: (إِنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟!) قَالَ: ("أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّه،ِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ")، -أي السمع والطاعة لولي الأمر في غير معصية- ("وَإِنْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ، -أي ولي الأمر هذا ولو كان عبدا حبشيا فاسمع وأطع- ("فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّهَا ضَلَالَةٌ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ؛ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ")[1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾ [النساء: 59].

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله تعالى عنه - عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «دَعُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِسُؤَالِهِمْ وَاخْتِلاَفِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ»[2].


إن أردنا القوة، إن أردنا العزة، إن أردنا الكرامة، إن أردنا النصر والتمكين، إن أردنا هذا وغيره من العلو والرفعة فعلينا بطاعة الله جل جلاله، وطاعةِ رسوله صلى الله عليه وسلم، والاعتصام بالجماعة وعدم التفرق، قال سبحانه: ﴿ وأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الأنفال: 46].

 

أيها المسلمون! لا تشددوا على أنفسكم في الطاعات، ولا تشددوا على أنفسكم في العبادات، ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾ [البقرة: 185]، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله تعالى عنهما - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ، كَمَا يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى عَزَائِمُهُ". [3]، ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ﴾ [الطلاق: 7].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ﴾ [محمد: 33]، لا تبطلوها بما يفسدها، اجعلوها خالصة لوجه الله عز وجل، صوابا على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

ومحبة الله لعبده وإن ادعاها فلا تنال إلا بطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال سبحانه: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31].

 

إن نبينا ورسولنا محمدا صلى الله عليه وسلم، ما ترك بابا من أبواب الخير إلا دلنا عليه، ولا بابا من أبواب الشر إلا وحذرنا منه، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: (تَرَكَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا طَائِرٌ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا عِنْدَنَا مِنْهُ عِلْمٌ). [4]، لذلك مادامت عندنا هذه العلوم الجمة؛ فنحن في غنىً عن أفكار الشرق ومناهج الغرب، وحلول المفكرين، وآراء المستشرقين والمستغربين، فكلُّه قائم على الرأي والظنّ، وما عند الله قائم على اليقين، قال سبحانه: ﴿ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ * إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [الأنعام: 116- 117].

 

لذا حذر رب العزة سبحانه من مخالفة أمره صلى الله عليه وسلم، وقال جلّ من قائل: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63]، المخالفون لأمره صلى الله عليه وسلم معرضون للفتن والعذاب الأليم.

 

إن الذي يخالفون أمره صلى الله عليه وسلم هؤلاء يرفضون دخول الجنة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى»، قَالُوا: (يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَمَنْ يَأْبَى؟!) -أي من يرفض دخول الجنة؟- قَالَ: «مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى»[5].

 

إن الكافرين العاصين لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم يتمنَّون يوم القيامة لو أنه خسفت الأرض من تحت أقدامهم، ﴿ يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا ﴾ [النساء: 42].

 

والمخالفون لرسول الله صلى الله عليه وسلم من المسلمين على نوعين، منهم من خالفه خلاف معصية وذنب وخطيئة، ومنهم من خالفه خلاف هوى وابتداعٍ واختراع، وخطر الخلاف الثاني أشد من الخلاف الأول.

فالأول: هو العاصي ويعلم أنه عاص، فيستغفر من ذنبه، ويتوب من معصيته، ويؤوب عن خطيئته.

 

بينما الثاني: يرى أنه على صواب في هواه، ويتقرب إلى الله في ابتداعه، ويرى أنه أفضل من غيره في اختراعه، فكيف يتوب من صوابه وتقربه وأفضليته.

 

فيخترعون عبادة، فإذا أرشدهم مرشد بعدم شرعيتها سألوه هذا السؤال: هل عبادة الله حرام؟ وهل ذكر الله ممنوع؟


الجواب عن ذلك ما ورد عن السلف، فقد [روى البيهقي بسند صحيح عن سعيد بن المسيب -رحمه الله-؛ (أنه رأى رجلا يصلي بعد طلوع الفجر أكثر من ركعتين، -والمطلوب منا أربع ركعات بعد طلوع الفجر، ركعتان سنة وركعتان فريضة، فرآه يصلي أكثر من ذلك، قال:- يكثر فيها الركوع والسجود، فنهاه)، فقال: (يا أبا محمد!) -كنية سعيد- (أيعذبني الله على الصلاة؟!) قال: (لَا! ولكن يعذبك على خلاف السنة)]، شيء وضعتَه في غير موضعه على هذا تعذب وبهذا تكون المخالفة.

 

وهذه بعض الأمثلة لبيان ذلك:

نهينا - يا عباد الله - عن تخصيص ليلة الجمعة بالقيام، وعن يومِها بالصيام، فخولف هذا النهي بأعذار واهية، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم: ("لَا تَخْتَصُّوا لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِقِيَامٍ مِنْ بَيْنِ اللَّيَالِي، وَلَا تَخُصُّوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِصِيَامٍ مِنْ بَيْنِ الْأَيَّامِ")، (فَإِنَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يَوْمُ عِيدٍ، فلَا تَجْعَلُوا يَوْمَ عِيدِكُمْ يَوْمَ صِيَامِكُمْ")، ("إِلَّا أَنْ يَكُونَ فِي صَوْمٍ يَصُومُهُ أَحَدُكُمْ")، وفي رواية: (إلَّا أَنْ تَصُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا أَوْ بَعْدَهُ يَوْمًا")[6].

 

وَعَنْ قَيْسِ بْنِ سَكَنٍ قَالَ: (مَرَّ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللهِ رضي الله) -تعالى- (عنه عَلَى أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه يَوْمَ جُمُعَةٍ وَهُمْ صِيَامٌ)، فَقَالَ: (أَقْسَمْت عَلَيْكُمْ لِتَفْطُرُنَّ، فَإِنَّهُ يَوْمُ عِيدٍ)[7].


ونهينا عن الصلاة وأمامنا قبر من القبور، فخالف من خالف وبنوا على بعض القبور مبانيَ وجعلوا أضرحةً يحجُّ الناس إليها ويصلون فيها، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("لَا تُصَلُّوا إِلَى قَبْرٍ")، - أي لا تجعلوه في قبلتكم - ("وَلَا تُصَلُّوا عَلَى قَبْرٍ")[8].

 

نهينا عن التطوع بعد أذان الفجر غير سنة الفجر والفريضة، فما حلا لبعضهم التطوع إلا بعد الفجر، تاركين قيام الليل، عَنْ يَسَارٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ قَالَ: (رَآنِي ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما وَأَنَا أُصَلِّي بَعْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ)، فَقَالَ: (يَا يَسَارُ! إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ نُصَلِّي هَذِهِ الصَّلَاةَ)، فَقَالَ: ("لِيُبَلِّغْ شَاهِدُكُمْ غَائِبَكُمْ، لَا تُصَلُّوا بَعْدَ الْفَجْرِ إِلَّا سَجْدَتَيْنِ")[9].

 

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ فلَا صّلَاةَ إِلَّا رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ")[10].

 

من السنة صلاة بعض السنن في البيوت، فخالف من خالف وجعلها في المساجد، عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("اجْعَلُوا مِنْ صَلَاتِكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ، وَلَا تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا")[11].

 

فالبيت الذي لا يصلى فيه يعتبر قبر من القبور، وفي رواية: ("صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ وَلَا تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا"). [12]، الفريضة في المسجد، والنافلة البعدية تكون في البيت.

 

حتى وصلت المخالفة إلى الأمور السهلة الميسورة، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَمْعَةَ رضي الله عنه قَالَ: (نَهَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ الضَّحِكِ مِنْ الضَّرْطَةِ)، وَقَالَ: ("لِمَ يَضْحَكُ أَحَدُكُمْ مِمَّا يَفْعَلُ؟!")[13].

فقد -كَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا وَقَعَ ذَلِكَ مِنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ فِي مَجْلِسٍ، يَضْحَكُونَ، فَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ[14].

 

وقال النووي: فِيهِ النَّهْيُ عَنْ الضَّحِكِ مِنْ الضَّرْطَةِ يَسْمَعُهَا مِنْ غَيْرِه، بَلْ يَنْبَغِي أَنْ يَتَغَافَل عَنْهَا، وَيَسْتَمِرَّ عَلَى حَدِيثِهِ وَاشْتِغَالِه بِمَا كَانَ فِيهِ، مِنْ غَيْر اِلْتِفَاتٍ وَلَا غَيْرِه، وَيُظْهِرُ أَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ[15].

 

ومن الأمور المتيسر تَجَنُّبُها؛ النَّفْخُ وَالتَّنَفُّسُ فِي الطَّعَام والشراب، فقد: (نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ النَّفْخِ فِي الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ)[16].


واليوم لا يحلو الحديث بين العائلات والشباب والأصحاب إلا بعد العشاء، مخالفين بذلك هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ( كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَ الْعِشَاءِ، وَالْحَدِيثَ بَعْدَهَا)[17].


نهينا عن التَّزَيُّنِ بِالْوَشْر والوشم فخالف من خالف من المسلمين والمسلمات فوشروا أسنانهم، أي بردوها حتى تبدوَ صغيرة، ووشموا على أجسادهم صورا وكلمات شتَّى، عَنْ أَبِي رَيْحَانَةَ الْأَزْدِيِّ رضي الله عنه قَالَ: (نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ الْوَشْرِ وَالْوَشْمِ)[18].


قال العلماء: -(الوشر): تَحْدِيدُ الْأَسْنَانِ، وَتَرْقِيقُ أَطْرَافِهَا، تَفْعَلُهُ الْمَرْأَة -العجوز ونحوها- تَتَشَبَّهُ بِالشَّوَابِّ، وَإِنَّمَا نَهَى عَنْهُ لِمَا فِيهِ مِنْ التَّغْرِيرِ -بعباد الله-، وَتَغْيِيرِ خَلْقِ الله[19].

 

ونهينا عن زواج البدل دون مهر، امرأة مقابل امرأة بلا صداق، فخالف من خالف ووقع في -هذه- المعصية، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: (نهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الشِّغَارِ)[20].

 

وَالشِّغَارُ: أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ: (زَوِّجْنِي ابْنَتَكَ وَأُزَوِّجُكَ ابْنَتِي، أَوْ زَوِّجْنِي أُخْتَكَ وَأُزَوِّجُكَ أُخْتِي)، (بُضْعُ هَذِهِ صَدَاقُ هَذِهِ، وَبُضْعُ هَذِهِ صَدَاقُ هَذِهِ).

 

(«وَنَهَى") -صلى الله عليه وسلم- ("عَنْ التَّخَتُّمِ بِالذَّهَبِ»). [21]، فخالف بعض رجال هذه الأمة فلبس الذهب.

 

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله -تعالى- عنه قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأمُرُ بِالْبَاءَةِ)، أي -يأمر الشباب- بالزواج، (وَيَنْهَى عَنِ التَّبَتُّلِ نَهْيًا شَدِيدًا)، -ينهى عن الانقطاع عن الزواج نهيا شديدا،- وَيَقُولُ: ("تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ، إِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ الْأَنْبِيَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ")، ("وَلَا تَكُونُوا كَرَهْبَانِيَّةِ النَّصَارَى"). [22]، فخالف كثير من هذه الأمة، فتبتَّلوا وانقطعوا الزواج ودون عذر مقبول.

 

ونهى عن صَلَاةِ الحاقن: وهو من يحبس بوله، والحاقب: هو من يصلي وهو يدافع الغائط، عَنْ ثَوْبَانَ -رضي الله عنه- مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم: ("لَا يَحِلُّ لِرَجُلٍ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُصَلِّيَ وَهُوَ حَقِنٌ حَتَّى يَتَخَفَّفَ، وَلَا يَحِلُّ لِرَجُلٍ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، أَنْ يَؤُمَّ قَوْمًا إِلَّا بِإِذْنِهِمْ")[23].


وثبت أن (رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَيَّامِهِ الَّتِي لَقِيَ فِيهَا)، -بعض الأعداء- (انْتَظَرَ حَتَّى مَالَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ قَامَ فِي النَّاسِ خَطِيبًا)، قَالَ: («أَيُّهَا النَّاسُ! لاَ تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ العَدُوِّ، وَسَلُوا اللَّهَ العَافِيَةَ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ الجَنَّةَ تَحْتَ ظِلاَلِ السُّيُوفِ»)[24].

 

فبالمخالفة لذلك، تمنَّى بعضنا لقاءهم، فكانت النكبات والدمار، والقتل والتشريد.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

 

الخطبة الآخرة

الحمد لله حمد الشاكرين الصابرين، ولا عدوان إلا على الظالمين، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين، أما بعد:

نهينا عن هَجْرِ الْمُسْلِمِ، وَمُقَاطَعَتِهُ، ونهينا عن التجسس والتحسس، والتقاطع والتدابر، ونهينا عن أشياء كثيرة فخالف المخالفون، والكثير منا -إلا من رحم الله سبحانه-، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("لَا تَجَسَّسُوا")، وهو نقل أخبار المسلمين إلى العدو، ("وَلَا تَحَسَّسُوا") -أَيْ: لَا تَبْحَثُوا عَنْ عُيُوبِ النَّاسِ، وَلَا تَتَّبِعُوهَا، [25]- ("وَلَا تَبَاغَضُوا")، ("وَلَا تَحَاسَدُوا")، -الْحَسَد: تَمَنِّي الشَّخْصِ زَوَالَ النِّعْمَة عَنْ مُسْتَحِقٍّ لَهَا، فَإِنْ سَعَى فِي ذَلِكَ، كَانَ بَاغِيًا[26].

 

("وَلَا تَنَافَسُوا") -الْمُنَافَسَة وَالتَّنَافُس: الرَّغْبَةُ فِي الشَّيْءِ، وَفِي الِانْفِرَاد بِهِ، وَنَافَسْتُه مُنَافَسَةً، إِذَا رَغِبْتُ فِيمَا رَغِبَ. وَقِيلَ: مَعْنَى الْحَدِيث: التَّبَارِي فِي الرَّغْبَةِ فِي الدُّنْيَا وَأَسْبَابهَا وَحُظُوظهَا[27].

 

("وَلَا تَقَاطَعُوا")، ("وَلَا تَدَابَرُوا")، -قَالَ مَالِك -رحمه الله-: لَا أَحْسِبُ التَّدَابُرَ إِلَّا الْإِعْرَاضَ عن أَخِيكَ الْمُسْلِمِ، فَتُدْبِرَ عَنْهُ بِوَجْهِكَ[28].

 

واليوم لم يدبر عن أخيه المسلم، بل استحل ماله ودمه، فنجد بعضهم أقبل على بعض، لكن بالقتل والعياذ بالله، ليس بالمقاطعة فقط.

 

("وَلَا تَنَاجَشُوا")، -أي في البيوع- -(النَّجْش) بِفَتْحِ النُّونِ وَسُكُون الْجِيمِ: أَنْ يَزِيدَ فِي السِّلْعَةِ وَهُوَ لَا يُرِيدُ شِرَاءَهَا، لِيَقَعَ غَيْرُهُ فِيهَا[29].

 

("وَكُونُوا إِخْوَانًا كَمَا أَمَرَكُمْ اللهُ")[30].


وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم، وخالف الناس قوله عليه الصلاة والسلام: «لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ»[31].

وقد وقع في الأمة ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، وهو قوله: ("لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ، وَلَا نَصِيفَهُ"). [32]، النَّصِيف: مِكيالٌ دونَ الـمُدِّ.

 

واليوم فضائيات كاملة لسبِّ الصحابة رضي الله عنهم، ومن المسلمين من يسبّ كثيرا من الصحابة، ومن أهل السنة أيضا من يتطاول على كثير من الصحابة! ولا حول ولا قوة إلا بالله، أين قوله سبحانه: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ﴾ [المائدة: 92]؟ أين طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا أصحابي"، ورغم ذلك يستمرون في المخالفات.

 

وسبَّ بعضهم أموات المسلمين، حتى الميت ما سلم من المسلمين، رغم قوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَسُبُّوا الأَمْوَاتَ، فَإِنَّهُمْ قَدْ أَفْضَوْا إِلَى مَا قَدَّمُوا»[33].

فآذوا الأحياء بسب الأموات، مخالفين قوله صلى الله عليه وسلم: «لَا تَسُبُّوا الْأَمْوَاتَ، فَتُؤْذُوا الْأَحْيَاءَ»)[34].

منا من آذى المسلمين بسبِّهم وشتمهم، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("لَا تُؤْذُوا مُسْلِمًا بِشَتْمِ كَافِرٍ")[35].

 

لا تؤذوا مسلما بشتم كافر، ربما يكون هذا الكافر أبا لهذا المسلم، فلا تسب هذا الكافر فتؤذي هذا المسلم، كيف؟ فإذا كان كذلك فكيف بسب المسلم، فشتم الكافر لا يجوز إذا كان يؤذي مسلما!!

 

وكثير من المسلمين فعلوا أفعالا لم ترُقْ لهم، وعملوا أعمالا لم تعجبْهم، فسبُّوا الزمن والتاريخ، مخالفين بذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "لَا تَسُبُّوا الدَّهْرَ، فَإِنَّ اللهَ هُوَ الدَّهْرُ"[36].

كذلك ما كان مخالفة لطاعته صلى الله عليه وسلم الدعاء على الأنفس والأموال والأهل والعشيرة وما شابه ذلك، مخالفين بذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ("لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ، [وَلَا تَدْعُوا عَلَى خَدَمِكُمْ]، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لَا تُوَافِقُوا مِنْ اللهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءً فَيَسْتَجِيبَ لَكُمْ")[37].


الأموات إذا ذكرناهم لا نذكرهم إلا بخير، لماذا؟ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: (ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم هَالِكٌ بِسُوءٍ)، (فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("إِذَا مَاتَ صَاحِبُكُمْ فَدَعُوهُ، وَلَا تَقَعُوا فِيهِ")، ("لَا تَذْكُرُوا هَلْكَاكُمْ إِلَّا بِخَيْرٍ")[38].

 

هَلْكَاكُمْ أي موتاكم، لا تذكروهم إِلَّا بِخَيْرٍ.

كذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ("لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِلَّا بِخَيْرٍ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ"،...)[39].

 

وكم من زوجة تصف لزوجها محاسن امرأة أخرى، مخالفة بذلك قوله صلى الله عليه وسلم، فقد ورد عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ تُبَاشِرُ المَرْأَةُالمَرْأَةَ، فَتَنْعَتَهَا") -أي تصفها- ("لِزَوْجِهَا كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا»)[40].


ووقع في هذه الأمة ما حذر منه صلى الله عليه وسلم، حيث قال: ("لَا تَذْهَبُ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامُ حَتَّى تَشْرَبَ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ، يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا")[41].


لم يطع الرسول صلى الله عليه وسلم من اغتصب شيئا ليس من حقه، فهو عاص لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنَ الأَرْضِ ظُلْمًا، فَإِنَّهُ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ»[42].


وأخيرا وليس آخرا، استعمال المزاح الثقيل بين الأصحاب، والأهل والأحباب، وما شابه ذلك، فلا ينبغي ذلك يا عباد الله! وأحيانا ذاك المزاح الذي فيه إرهاب وترويع للمسلم، فإذا كان الترويع بأخذ العصا، وتخبئتها عن أخيك المسلم، وأخذ المتاع، أو أخذ حذاء أخيك محظور شرعا، وما يسمى اليوم الكاميرا الخفية، وما شابه ذلك، فكيف بترويعه بما هو أكبر من ذلك؟ قال صلى الله عليه وسلم: «لَا يَأْخُذَنَّ أَحَدُكُمْ مَتَاعَ صَاحِبِهِ جَادًّا وَلَا لَاعِبًا، وَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ عَصَا صَاحِبِهِ فَلْيَرْدُدْهَا عَلَيْهِ»[43].

 

كل هذه النواهي النبوية ونحوها خالفها كثير من المسلمين هذا الزمان، فكيف بالأوامر التي خالفها كثير من الناس، الرسول دلنا على الخير، والناس يبتعدون عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فانظر إلى حال الأمة في هذا الزمان، انظر إلى حالها، النبي صلى الله عليه وسلم يستحق كلَّ حقٍّ له، وواجب علينا أن نذكره، وكلَّما ذكرناه علينا أن نصلي عليه.


فصلوا عليه كما صلى عليه الله فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

 

وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة يا رب العالمين، وارض عنا معهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين.

 

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين.

اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه، وفقنا لكل خير يا رب العالمين، واجعل عملنا في رضاك خالصا لوجهك الكريم يا مجيب السائلين.

اللهم فكّ أسر المأسورين وسجن المسجونين، واقضِ الدين عن المدينين، اللهم نفِّس كرب المكروبين، اللهم نفِّس كرب المكروبين، اللهم نفِّس كرب المكروبين، وأغن فقراءنا أجمعين، برحمتك يا أرحم الراحمين.

﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].



[1] (ت) (2676)، (د) (4607)، (جة) (42)، وقال الترمذي: (هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ).

[2](خ) (7288) وغيره.

[3] (حب) (354)، (الإرواء) (3/ 10- 11).

[4] (حب) (65).

[5] (خ) (7280).

[6] (خ) (1884)، (م) 148- (1144)، (ت) (743)، (د) (2420)، (حم) (8012)، (9116)، (10903)، وقال الأرناؤوط: إسناده حسن. (طل) (2595)، انظر صَحِيح الْجَامِع (7356)، الصَّحِيحَة (981).

[7] (ش) (9244)، وانظر (الإرواء) تحت حديث: (959).

[8] (طب) (ج11/ ص: 376/ ح: 12051)، انظر صَحِيح الْجَامِع (7348)، و(الصَّحِيحَة) (1016).

[9] (د) (1278)، (ت) (419)، (حم) (5811).

[10] (طس) (816)، (صَحِيح الْجَامِع) (678)، و(الإرواء) (478).

[11] (حم) (4653)، (خ) (422) (م) 208- (777)، (د) (1043)، وقال الأرناؤوط: إسناده صحيح.

[12] (ت) (451) (س) (1598)، (د) (1448)، (حم) (17085).

[13] الحديث بزياداته: (خ) (4658)، (م) 49- (2855)، (ت) (3343)، (طس) (9433)، صحيح الجامع (6896).

[14] تحفة الأحوذي (ج8/ ص226).

[15] شرح النووي (9/ 237).

[16] (حم) (2818) (ت) (1888)، (د) (3728)، (جة) (3428) انظر (صحيح الجامع) (6913)، الإرواء (1977).

[17] (خ) (543)، (م) 237- (647)، (ت) (168)، (س) (495).

[18] (س) (5111)، (5112)، انظر غاية المرام ص: (75).

[19] عون المعبود (9/ 72).

[20] الحديث بزياداته: (م) 61- (1416)، (س) (3338) (جة) (1884)، (حم) (9665)، (هق) (13916) (الإرواء) تحت حديث (1895).

[21] (حم) (6412)، الإرواء تحت حديث (820)، وقال الأرناؤوط: إسناده صحيح. (صحيح الجامع) (6869)، ورمز له (ت) عن عمران بن حصين.

[22] الحديث بزوائده: (حم) (13594) (حب) (4028)، (طس) (5099)، (هق) (13235)، (13254)، (الروياني) (1188)، انظر صَحِيح الْجَامِع (2941)، والصحيحة (1782)، آداب الزفاف (ص: 55)، (الإرواء)، تحت حديث (1784).

[23] (د) (90)، (جة) (619)، (ك) (598).

[24] (خ) (2965)، (2966).

[25] فتح الباري.

[26] فتح الباري.

[27] النووي: (8/ 357).

[28] الموطأ: (1411).

[29] فتح الباري.

[30] الحديث بزوائده: (خ) (4849)، (5717)، (5719)، (6345)، (م) 24- (2559) 28، 30- (2563)، (ت) (1935)، (د) (4910)، (خد) (1287).

[31] (خ) (1741).

[32] (م) 221- (2540)، (خ) (3470)، (ت) (3861)، (حم) (11094).

[33] (خ) (1393).

[34] (حم) (18235)، (ت) (1982)، (حب) (3022) صَحِيح الْجَامِع (7312)، والصحيحة تحت حديث (2397).

[35] (ك) (1420)، (هق) (6980)، انظر صَحِيح الْجَامِع (7191).

[36] (م) 5- (2246).

[37] (م) 74- (3006)، (د) (1532)، وانظر صحيح الجامع (7267) وصحيح الترغيب (1654).

[38] الحديث بزوائده: (س) (1935)، (د) (4899)، (ت) (3895)، صَحِيح الْجَامِع (794)، الصَّحِيحَة (1174)، انظر صحيح الجامع (7271).

[39] (م) 7- (920).

[40] (خ) (5240).

[41] (جة) (3384)، (د) (3688).

[42] (خ) (3198)، (م) 140- (1610).

[43] (حم) (17940)، انظر صحيح الجامع (2712)، (د) (5003)، (ت) (2160)، المشكاة (2948)، الإرواء (1518).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حسن الثواب والمآب
  • الثوابت والأولويات

مختارات من الشبكة

  • أرجوزة جوهرة الأتباع في ذكر ما في القاموس المحيط من الإتباع(مقالة - حضارة الكلمة)
  • إتحاف الماهر بما في حديث السبعين ألفا من الجواهر والدرر (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • غاية الإتحاف في فقه وآداب الخلاف (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • إتحاف الساجد بأسباب هجر المساجد (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • إتحاف البصير بأخطاء طبعة كتاب فيض القدير (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • إتحاف الخلان بمحفزات لحفظ القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إتحاف الطلاب بالأربعين المنتقاة من كتاب الآداب (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • إتحاف أهل العصر في مسائل الجمع والقصر (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • إتحاف ذوي الهمم العلية بأنواع الفصاحة اللغوية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • إتحاف أولي النهى بأسرار سورة الضحى(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب