• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / مواضيع عامة
علامة باركود

التماس رضا الله ورضوانه في طاعته واجتناب عصيانه

الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 15/11/2017 ميلادي - 25/2/1439 هجري

الزيارات: 25946

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التماسُ رضا الله ورضوانِه

في طاعتِه واجتنابِ عصيانِه


إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

 

أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.

أعاذنا الله وإياكم من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين.

 

عباد الله؛ التماسُ رضا الله ورضوانِه في طاعتِه واجتنابِ عصيانِه؛ لأن بعض الناس يكتسب رِضَا النَّاسِ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ، وهذه الصفة غالبةٌ على المنافقين الفاسقين، قال سبحانه عن هؤلاء الناس: ﴿ سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴾ [التوبة: 95، 96].

 

هذا الإنسان -والعياذ بالله- لا يهمه رضا الله سبحانه، فقط يبحث عن رضا الناس!! ونحن يا عباد الله! ماذا نجني إذا أرضينا الله جل جلاله، فسخط الناسُ وغضبوا علينا، الناس بعضهم لا يريدون لنا أن نصلي، ولا أن نصوم، ولا أن نقيمَ دينَ الله، ولا أن نوحِّدَ الله، ويريدوننا أن نخرج من ديننا، أو نبدِّله إلى دين آخر، ويغضبون منَّا إذا قلنا: (لا إله إلا الله)، إذا توجَّهنا إلى القبلة، إذا صمنا في رمضان، أو حججنا بيت الله الحرام، لا يريدون من أن نفعل شيئا من ذلك، ولا يرضيهم، فلنستمع إلى ما سنجنيه من غضب الناس في رضا الله سبحانه وتعالى، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله -تعالى- عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("مَنْ الْتَمَسَ رِضَا اللهِ بِسَخَطِ النَّاسِ، كَفَاهُ اللهُ مُؤْنَةَ النَّاسِ، وَمَنْ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللهِ، وَكَلَهُ اللهُ إِلَى النَّاسِ") [1].

وفي رواية: "سَخِطَ اللهُ عَلَيْهِ، وَأَسْخَطَ عَلَيْهِ النَّاسَ". [2]

 

أما رضا الناس في غير معصية الله، فلا مانع منه ولا محذور فيه، فلا يُشرَع إغضابُ الناس دائما، فرضا الناس غاية لا تدرك، فالتمس رضا الله وإن غضب عليك من غضب، أو رضي عليك من رضي.

﴿ أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ [آل عمران: 162].

معادلة خاسرة؛ الذي يستبدلُ الخير بغيره، يخسر هذا الإنسان الذي يريد رضا الناس في غضب الله.

 

أخي في دين الله! إن كنا نبتغي رضا الله فيجب علينا الإخلاصُ له في توحيده، وعدمُ اتخاذِ شريكٍ له في ألوهيته أو ربوبيته، أو اتخاذِ ندٍّ وأندادٍ له في أسمائه أو صفاته.

 

وهناك أعمالٌ توحيديَةٌ ومنهجيةٌ يرضاها الله منّا، وأخرى يكرهُها، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا، وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلَاثًا؛ فَيَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا، وَأَنْ -تناصحوا أو- تَنْصَحُوا لِمَنْ وَلَّاهُ اللهُ أَمْرَكُمْ، وَيَكْرَهُ لَكُمْ؛ قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ" [3].


فيرضى لنا عبادتَه وحده لا شريك، ويرضى لنا الاعتصامَ بحبل الله المتين؛ كتابَ اللهِ وسنةَ رسوله.

وأن نناصح من ولاّه الله أمرنا؛ ولاةُ الأمور يحتاجون إلى مناصحة، لا مفاضحة.

ويكره لنا كثرة الكلام دون فائدة، قيل وقال، وكذلك كثرة السؤال دون فائدة، وكذلك يكره لنا إضاعة المال.

 

ومن شدّة محبّة العبد المؤمن لربِّه سبحانه، ولطمعِه في رضاه؛ أنه يحبُّ لقاءه، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ -رضي الله عنه-، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ»، قَالَتْ عَائِشَةُ -رضي الله عنها- أَوْ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ: (إِنَّا لَنَكْرَهُ المَوْتَ)، -ظنوا لقاء الله هو الموت، فالناس يكرهون الموت، (إنا لنكره الموت)،- قَالَ: «لَيْسَ ذَاكِ، وَلَكِنَّ المُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ المَوْتُ بُشِّرَ بِرِضْوَانِ اللَّهِ وَكَرَامَتِهِ، فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ، فَأَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ وَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَإِنَّ الكَافِرَ إِذَا حُضِرَ" -أي احتُضر وجاءه الموت- "بُشِّرَ بِعَذَابِ اللَّهِ وَعُقُوبَتِهِ، فَلَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ، كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ». [4].

 

وإن كنا نريد رضا الله جل جلاله؛ فيجب علينا أن نطيعَه فيما أمر، وننتهي عما نهى عنه وزجر، فإذا أطعناه فطاعتنا له عبادة، فلا ينالُ رضا الله من عصاه، كيف يرجو رضاه من ترك الصلاة والصيام، والحج والزكاة؟ فإذا كان السواك وتنظيف الأسنان يجلب رضا الربِّ سبحانه، فكيف بغيره من الطاعات؟! عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ، مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ". [5]، وفي رواية: «السواك يطيِّبُ الفمَ، ويرضي الربَّ» [6].


وإذا أردنا رضاه -سبحانه- فلا بد من الإخلاصِ له في عبادته، فلا نصلى إذا صلينا له؛ إلا بإخلاصٍ لله وحده، ولا نصوم ولا نزكي ولا نحج إلا مخلصين لله، ولا نخاف إلا من الله، ولا نخشى أحدا سواه، ولا ندعو ولا نستعيذ ولا نستغيث ولا نرجو إلا إياه، ولا نلجأ إلا إليه، ولا نتوكل إلا عليه سبحانه وتعالى.

 

وأن نذكره ذكرا كثيرا، فكلَّما ازدادَ ذكرُنا له زاد رضاه عنا، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ -رضي الله عنه-، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَرْضَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إِعْطَاءِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ، وَمِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ، وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟" قَالُوا: (وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟!) قَالَ: "ذِكْرُ اللَّهِ"، وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: (مَا عَمِلَ امْرُؤٌ بِعَمَلٍ أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ) [7].


ومن ذكر الله؛ الشكر لله على النِّعم، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللهَ لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا". [8]، يرضى عنك وأنت تأكل وتقول: الحمد لله بعد أن تنتهي من طعامك.

 

فالشكر يجلب الرضا، قال سبحانه: ﴿ إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ [الزمر: 7].

 

ومن ذكر الله؛ تلاوةُ كتاب الله تعالى، تلاوةُ القرآن وحفظُه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رضي الله -تعالى- عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَجِيءُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ حَلِّهِ"، -يقول لمن حفظه في الدنيا، حفظه حدوده، وحفظ حروفه: (حَلِّه) أي ألبسه الحُلة من الجنة-، "فَيُلْبَسُ تَاجَ الْكَرَامَةِ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ زِدْهُ، فَيُلْبَسُ حُلَّةَ الْكَرَامَةِ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ ارْضَ عَنْهُ، فَيَرْضَى عَنْهُ، وَيُقَالُ لَهُ: اقْرَأ وَارْقَ، وَتُزَادُ بِكُلِّ آيَةٍ حَسَنَةً" [9].


وحتى نكسبَ رضا الله عزَّ وجلّ؛ علينا أن نمسك ألسنتنا، ونكفَّ أقلامَنا، ونكبحَ أصابعَنا من كلمةٍ تصدر منها عفوا أو عمدا، يكون فيها سخطُ الربِّ جل جلاله، وغضبُه سبحانه، وعلينا أن نطلقَ جميعَ جوارحنا، ونجعلَها تعتاد على ما فيه رضا الربِّ جل جلاله، عَنْ أَبِي رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ» [10].

 

وعن بلَال بْن الحَارِثِ المُزَنِيَّ، صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ فَيَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، فَيَكْتُبُ اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ" [11].


والدين -يا عباد الله!- كاملٌ لا نقصَ فيه؛ فمن اكتفى بما فيه، ولم يبتدع فيه، ولم يخترع عباداتٍ وأذكارا ما أنزل الله بها من سلطان، نال الرضا من الرحمن سبحانه القائل: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾. [المائدة: 3]، رضي اللهُ الإسلامَ لنا دينا، ولم يرتضِ المخترعاتِ والمبتدعات في الطاعات والعبادات.

 

وإذا أردنا رضا الله سبحانه فعلينا أن نعامل الآخرين المعاملة الحسنة، وأولى الناس بالمعاملة الحسنة الوالدان، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "رِضَى الرَّبِّ، فِي رِضَى الْوَالِدِ، وَسَخَطُ الرَّبِّ، فِي سَخَطِ الْوَالِدِ" [12].


وإذا ابتغينا رضا الله جل جلاله؛ فعلينا بالتأدب بالأخلاقِ الحسنة، والآدابِ العاليةِ الرفيعة، فلا نكذب في حديثنا، ولا نخلف وعدا، ولا ننقض ميثاقا، ولا نخون أمانة، ولا نغدر في عهدٍ أبرمناه، ونتحلَّى بالصبر عند الابتلاء، والرضا بالقضاء، فمن رضي بالابتلاء فله الرضا من الله، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ، مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ، وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْط" [13].

 

وهناك أناسٌ اصطفاهم الله الرحمنُ الرحيم من هذه الأمة، اصطفاهم واختارهم بمزيد من الرضا والوعد الحسن، وهم مَنْ لهم قصبُ السبق في الإيمان والإسلام؛ من المهاجرين والأنصار والتابعين، قال سبحانه: ﴿ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا * وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾ [الفتح: 18، 19].

 

إنهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم بلا استثناء، ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 100].

 

إخواني في دين الله! لا تغرنَّكم ظواهر بعض الأمور، فتحكموا -خطأً- على من تغلبُه نفسُهُ الأمارةُ بالسوء؛ على فعلِ معصيةٍ أو ارتكابِ خطيئة؛ أنه ملعونٌ وأنه من أهل النار! فقد يكون عنده ممَّا وقر في قلبه من الإيمان والمحبَّةِ لله سبحانه، ورسولِه صلى الله عليه وسلم ما يفوق كثيرًا ممن أعجبتُهم أعمالُهم وأعجبتكم، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه، أَنَّ رَجُلًا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ كَانَ اسْمُهُ عَبْدَ اللَّهِ، وَكَانَ يُلَقَّبُ حِمَارًا، وَكَانَ يُضْحِكُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ جَلَدَهُ فِي الشَّرَابِ، -أي في شرب الخمر أكثر من مرة-، فَأُتِيَ بِهِ يَوْمًا فَأَمَرَ بِهِ فَجُلِدَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ: (اللَّهُمَّ العَنْهُ، مَا أَكْثَرَ مَا يُؤْتَى بِهِ؟!) فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ تَلْعَنُوهُ، فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ إِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ». [14]، يعني علم النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا الرجل يحب الله ورسوله، فلم تلعنوه؟ لكن أعينوه على ترك الشراب.

 

وهذا يعلِّمُنا درسا مهمًّا، نستفيد منه أنّ الرفقَ واللينَ مع الآخرين، ونبذَ العنفِ والشدةِ يكسُبنا رضا الله جل جلاله، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيَرْضَاهُ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ» [15].


وعَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ يَرْفَعُهُ؛ (إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيَرْضَى بِهِ، وَيُعِينُ عَلَيْهِ مَا لاَ يُعِينُ عَلَى الْعُنْفِ) [16].

 

وكما رضي الله سبحانه الرفق واللين؛ رضي لهذه الأمة اليسر وكره لها العسر، نأخذ ذلك من حديث مِحْجَنِ بْنِ الْأَدْرَعِ رضي الله عنه قَالَ: (أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِي، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، وَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ يُصَلِّي، وَيَسْجُدُ وَيَرْكَعُ، وَيَسْجُدُ وَيَرْكَعُ)، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ هَذَا؟!"، فَقُلْتُ: (يَا رَسُولَ اللهِ! هَذَا فُلَانٌ)، قَالَ: "أَتَقُولُهُ صَادِقًا؟!" (فَأَثْنَيْتُ عَلَيْهِ خَيْرًا)، وَقُلْتُ: (هَذَا مِنْ أَكْثَرِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ صَلَاةً). فَقَالَ لِي: "اسْكُتْ؛ لَا تُسْمِعْهُ فَتُهْلِكَهُ!" (ثُمَّ أَتَى حُجْرَةَ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ، فَنَفَضَ يَدَهُ مِنْ يَدِي، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ خَيْرَ دِينِكُمْ أَيْسَرُهُ، إِنَّ خَيْرَ دِينِكُمْ أَيْسُرُهُ"). [17]، وفي رواية عند الطبراني في الكبير: ("إِنَّ اللهَ تَعَالَى رَضِيَ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ الْيُسْرَ، وَكَرِهَ لَهَا الْعُسْرَ". -قَالَهَا ثَلَاثًا-) [18].

 

وإذا ابتغينا رضا الله هدانا الله إلى أقومِ طريق، وأخرجنا من ظلمات الجهل والشرك إلى نور العلم والتوحيد، وذلك بالقرآن الذي ﴿ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [المائدة: 16]، أي: إن الله يهدي بهذا القرآن [... من اجتهد وحرَص على بلوغِ مرضاةِ الله، وصارَ قصدُه حسَنًا؛ -يهديه- سبلَ السلام، التي تُسلِّم صاحبَها من العذاب، وتوصلُه إلى دار السلام، وهو العلم بالحق والعمل به، إجمالا وتفصيلا] [19].

 

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.

 

الخطبة الآخرة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد؛

والرضا التامُّ هو يوم القيامة لمن سبق منهم الإخلاصُ والصدقُ في أعمالهم الصالحة، في حياتهم الدنيا، ﴿ قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [المائدة: 119].

 

وهناك لا شفاعةَ للشافعين إلا بعد الإذن من المولى تبارك وتعالى والرضا، يوم القيامة؛ ﴿ يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا * يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا ﴾ [طه: 108، 109]

 

حتى الملائكة أجمعون لا يشفعون ﴿ وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى ﴾ [النجم: 26].

 

﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ﴾ [البينة: 7، 8].

 

وَعَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ أَنَّ رَجُلًا يُجَرُّ عَلَى وَجْهِهِ مِنْ يَوْمِ وُلِدَ إِلَى يَوْمِ يَمُوتُ هَرَمًا فِي مَرْضَاةِ اللهِ عز وجل لَحَقَّرَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" [20].


منذ الولادة إلى أن يموت هرما تسعين سنة أو مائة سنة، كل هذا العمر يعيشه مجرورا على وجهه الدنيا في طاعة الله وفي رضاه، لحقر هذا الرجل عمله أمام ما يرى من رضا الله يوم القيامة.

 

وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ لِأَهْلِ الجَنَّةِ: يَا أَهْلَ الجَنَّةِ، فَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ، وَالخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، فَيَقُولُ: هَلْ رَضِيتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: وَمَا لَنَا لاَ نَرْضَى يَا رَبِّ وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، فَيَقُولُ: أَلاَ أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، فَيَقُولُونَ: يَا رَبِّ وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ؟! فَيَقُولُ: أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي فَلاَ أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا" [21].

 

لقد ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 72].

 

إذا رضي الله عن العبد تجاوز عن كل ما تقدم، ورفعه عنده درجات عنده.

فعلينا أن نصلي ونسلم على رسول الله، فـاللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

 

اللَّهُمَّ إنّا نعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، اللَّهُمَّ إنّا نعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، اللَّهُمَّ إنّا نعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَنعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا نُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ، رَبّنا اغْفِرْ لنا مَا أَسْرَرْنا، وَمَا أَعْلَنّا.

 

اللَّهُمَّ اجْعَلْ لنا فِي قلوبنا نُورًا، وَفِي ألسنتنا نُورًا، وَفِي أسماعنا نُورًا، وَفِي أبصارنا نُورًا، وَمِنْ فَوْقِنا نُورًا، وَمِنْ تَحْتِنا نُورًا، وَعَنْ أيماننا نُورًا، وَعَنْ شمائلنا نُورًا، وَمِنْ بَيْنِ أيدينا نُورًا، وَمِنْ خَلْفِنا نُورًا، وَاجْعَلْ فِي أنفسنا نُورًا، وَأَعْظِمْ لنا نُورًا.

 

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، نَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، نَسْتَغْفِرُكَ وَنتُوبُ إِلَيْكَ.

وأقم الصلاة فـ﴿ ... إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].



[1] (ت) (2414)، (حب) (277)، صحيح الجامع (6097)، الصَّحِيحَة (2311).

[2] (حب) (276)، انظر صحيح الترغيب (2250).

[3] (م) 10- (1715).

[4] (خ) (6507)، (م) 15- (2684).

[5] (س) (5)، (حم) (24249)، انظر صحيح الجامع (3695)، وصحيح الترغيب (209)، الإرواء (66).

[6] صحيح الجامع (3696) ورمز له (طب) عن ابن عباس. الإرواء (66) تخ.

[7] (جة) (3790)، (ت) (3377)، (حم) (21750)، صَحِيح الْجَامِع (2629)، صَحِيح التَّرْغِيبِ (1493).

[8] (م) 89- (2734).

[9] (ت) (2915)، (ك) (2029)، انظر صَحِيح الْجَامِع (8030)، صَحِيح التَّرْغِيبِ (1425)، و(الْحُلَّة): إِزَار وَرِدَاء مِنْ جِنْس وَاحِد. (فتح- ح30).

[10] (خ) (6478).

[11] (ت) (2319).

[12] (خد) (2)، (ت) (1899)، (حب) (429)، (ك) (7249)، انظر صَحِيح الْجَامِع: (3506)، الصَّحِيحَة: (516).

[13] (ت) (2396)، (جة) (4031)، (حم) (23672)، انظر صَحِيح الْجَامِع: (285)، الصَّحِيحَة: (146).

[14] (خ) (6780).

[15] (حم) (16805).

[16] (ط) (2804).

[17] (حم) (15978)، (18997)، (20362)، (20364)، (خد) (341)، صَحِيح الْجَامِع: (3309).

[18] (طب) (ج: 20/ ص: 298/ ح: 707)، صَحِيح الْجَامِع: (1769)، الصَّحِيحَة: (1635).

[19] تفسير السعدي (ص: 226).

[20] (حم) (17686)، انظر صَحِيح الْجَامِع: (5249)، الصَّحِيحَة: (446).

[21] (خ) (7518)، (م) 9- (2829).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • رضا الله من مقاصد الحج وغاياته
  • التماس رضا الله وإن سخط الناس
  • عبد الرحمن سادين.. رضا الله هو غايته الوحيدة
  • كسب رضا الله عز وجل
  • إيثار رضا الله تعالى على رضا غيره (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • التماس الرضا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التماس السعد في فضل الوفاء بالعهد (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التماس ليلة القدر(مقالة - ملفات خاصة)
  • إسبانيا: التماس بإنشاء مقابر إسلامية إضافية في "ثاراجوثا"(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الالتماس في منكرات الأعراس(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التماسك النصي بين القدماء والمحدثين وعلاقته بعلم التفسير (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • خطوات عملية لتحري ليلة القدر والتماسها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفكيك تماسك المقدمات السردية بغياب الضمير والروابط وعدم توظيف علامات الترقيم(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • تماسك المجتمع ووحدته والتصدي لما يضعفه(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • من مظاهر التماسك النصي في القصص القرآني (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب