• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الأسرة والمجتمع / تربية الأولاد
علامة باركود

تربية الأولاد

الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 27/12/2007 ميلادي - 17/12/1428 هجري

الزيارات: 179473

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تربية الأولاد


ملخص الخطبة:

1- نعمة صلاح الذرية.

2- صلاح الذرية مطلب الأنبياء والصالحين.

3- ضرورة الدعاء للأولاد.

4- التربية بالقدوة الحسنة.

5- تعاهُد الأولاد ومناصحتهم.

6- ثمرات صلاح الأولاد.

7- ضلال المجتمعات الكافرة، وانتشار الجريمة فيها.

 

الخطبة الأولى

أما بعد: فيأيها الناس، اتقوا الله تعالى حقَّ التقوى.

 

عباد الله، صلاحُ الأبناء والبنات أمنيّةٌ للآباء والأمهات، صلاح الأولاد ذكورهم وإناثِهم نعمةٌ عظيمة، ومِنَّة جليلة من رب العالمين. ما أسعدَ المسلمَ وهو ينظر إلى أولاده قد هداهم الله الطريقَ المستقيم، ورزقهم الاستقامة على الدين والهدى، يحبهم ويحبونه، يودّهم ويودّونه، إنْ أمَرَهم أطاعوه، فهم يبرّونه، ويطيعونه، وينفّذون أوامره في طاعة الله، قرّت بهم عينُه، وانشرح بهم صدرُه، وطابت بهم حياته، تلك نعمة عظيمة من الله. أولادٌ رُبُّوا تربية صالحةً، هُذِّبت أخلاقهم، حسُن سلوكهم، طابَتْ ألْفاظُهم، حسُنت معاملتُهم لرَبّهم قبل كُلّ شيء، ثم للأبوين، ثم للإِخوانِ والجيران والأرحام والمسلمين عمومًا. رُبُّوا على مكارم الأخلاق وفضائل الأعمال، فصاروا عونًا للأبوين على كلّ ما أهمّهم من أمر دينهم ودنياهم.

أيّها المسلمون، ولعظيم هذا الشأن نرى أنبياءَ الله وخيرته من خلقه يسألون الله لذريَّتهم الصلاح والهداية، قال تعالى عن الخليل عليه السلام وهو يدعو ربَّه بتلكم الدعوات: ﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ﴾ [إبراهيم:40]؛ أي: اجعل من ذريتي من يصلي ويزكي، وها هو زكريا عليه السلام ينادي ربه قائلاً: ﴿ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ ٱلدُّعَاءِ ﴾ [آل عمران: 38]، وها هم المؤمنون كما أخبر الله عنهم أنهم يقولون في دعائهم: ﴿ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74]، وها هو الرجل الصالح الذي أنعم الله عليه بنِعَمه، يتذكَّر نِعَم الله عليه، ويقول شاكرًا لنعم الله، شاكرًا لآلائه وإفضاله: ﴿ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأحقاف: 15].

أيها المسلم، فأولادك من ذكورٍ وإناث بأمسِّ الحاجة إلى دعوات منك إلى الله أن يهديَهم صراطه المستقيم. الجأ إلى فاطر الأرض والسموات، وادعُه آناء الليل وأطراف النهار أن يصلحَ لك عقِبك، وأن يعيذهم من مكائد شياطين الإنس والجن، وأن يحفظهم بالإسلام، ويرزقهم الثباتَ والاستقامة عليه، فتلك قرة أعين المؤمنين، ﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ﴾ [الطور: 21]. فالآباء يوم القيامة قد تعلو منزلتهم وإن ضعُفت بأعمالهم؛ إكرامًا من الله للأبناء الصالحين، وقد يرفع الله منزلة الأبناء إكرامًا للآباء الصالحين؛ إذا كان الإيمان جامعًا للجميع.

أيها المسلم، أولادُك بأمسِّ الحاجة إلى دعائك، وبأمسِّ الحاجة إلى رعايتك، لتُربِّهم تربيةً صالحة، يسعدون بها في حياتهم وآخرتهم، وتسعَد أنت أيضًا بذلك، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6]، ومع دعاء الله، ومع الالتجاء إلى الله، ومع التضرُّع بين يدي الله، فاعلم - أيها الأب الكريم - واعلمي - أيتها الأم الطيبة - أن تربيةَ الأولاد وصلاحَهم واستقامتهم، بعد إرادة الله، متوقفٌ على حركاتِ وسكنات الأبوين، على أقوالهم وأفعالهم، فالأبناء والبنات من الصِّغر يرقُبون أخلاقَ الأبوين، ويرقبون كلامَهم وتصرّفاتهم كلَّها، يرقبون أحوال الأبوين، فالأبناء والبنات إنْ تَربَّوْا في أحضانِ أبٍ يَخافُ اللَّه، وأمٍّ تَخْشى الله؛ نَشَؤُوا على ذلك الخلق الكريم.

أيها الأب الكريم، إنَّ أولادك مرآةٌ يعكسون أخلاقك وأعمالك، إنْ رأوك تعظِّم الله وتخافه؛ عظَّموا الله جل وعلا، إن رأوْكَ تَخشى الله وتتَّقيه؛ خَشَوُا الله واتقَوْه في أعمالهم بتوفيق من الله، إن رأوْكَ ذا محافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها، إن رأوك على هذه الصفة؛ تأسَّوا بك فحافظوا عليها، إن رأوك معظِّمًا لأبيك وأمك؛ فإنهم سيعاملونك كذلك، إن رأوك تجالس ذوي التقى والصلاح بعيدًا عن أهل الإجرام والإفساد؛ نفروا من تلك الشلل الفاسدة والمجتمعات الآسنة، إن رأوا منك كلمات طيبةً وألفاظًا حسنة؛ كانت ألفاظهم كذلك، وإن سمعوا منك السِّباب واللعان والقبح والفحش في الأقوال؛ سمعتَ منهم مثل ذلك وأشدّ.

أيها الأب الكريم، لا بدّ من عظةٍ للأبناء ونصيحة لهم، ورسم الطريق الصالح ليسلكوه، اسمعِ اللَّه يُحَدّثنا عن لقمان الحكيم: ﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13]، يُحذِّره من شركٍ بالله، ويأمره بإخلاص الدين لله، ثم يوجِّهه للأخلاق الكريمة: ﴿ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [لقمان: 17]، ويحذِّره من الأخلاق السيئة: ﴿ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ﴾ [لقمان: 18 - 19]، فهو يحذره من الكِبْرِ والعُجْبِ والتعالي على الناس بكل أحواله، ويبيّنُ لَهُ أيْضًا أنَّ اللَّه مراقب عليه، عَالمٌ بِسِرّه وعلانِيَتِه: ﴿ يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ﴾ [لقمان: 16]، تلك موعظةٌ عظيمةٌ وجَّهها لقمانُ الحكيم لابنِه، بيَّنها اللَّهُ لَنَا فِي كتابه، لنتأسَّى بِتِلْكُم الأخلاق، وبأولئك الأقوام في أقوالهم وأعمالهم.

أيّها المسلم، الأبناءُ والبناتُ أمانة في العنق سيسألك الله عنهم يوم القيامة، إن رعيتهم حقَّ الرعاية أصبت، وإن خُنت الأمانة وضيَّعت فالله لا يحبُّ الخائنين.

 

أيها المسلم، عوِّد الأبناء والبناتِ على كلِّ خير، عوّد الأولاد على المحافظة على المسجد، عوِّدهم على إقام الصلاة والعناية بها، حُثَّهم على مكارم الأخلاق، حثَّهم على البر والصلة، حُثّهم على إفشاء السلام وطيب الكلام، رغِّبهم في حسن المعاملة، حبِّب الصدق إلى نفوسهم، وكرِّه الكذب إلى نفوسهم، حبِّب إليهم الأقوال الطيبة، وكرِّه لهم الأقوال البذيئة، علّمهم حسنَ التعامل مع الآخرين؛ مع الأهل ومع الجيران والأرحام، حثّهم على المكارم والفضائل؛ لينشؤوا النشأة الصالحة الطيبة المباركة.

أيها المسلم، هؤلاء الأولاد متى أحسنتَ تربيتهم نِلتَ بهم السعادة في الدنيا والآخرة، واسمع نبيَّك إذ يقول: ((إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلاَّ من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفَع به، أو ولد صالح يدعو له))[1]. فأنت في ظلمات الألحاد تصل إليك دعواتُ أولئك الأبرار الأخيار، يسألون الله لك ويدعون الله لك، وأنت في لَحْدك قد انقضى عملك، وأصبحت فريدًا في لحدك وحيدًا، تتمنَّى مثقال ذرة من خير، وإذا الدعوات الصادقة الصادرةُ من الأبناء والبنات الذين طالما غرستَ الفضائل في نفوسهم، وحبَّبت الإيمان إلى قلوبهم، فدعواتهم تصعد إلى الله لك بالمغفرة والرضوان والتجاوُز، فما أنْعَمَهَا من حالٍ! وما أطْيَبَهُ من فضل! هكذا التربية الصالحة ونتائجها الحميدة، وثمارها المباركة.

فلْنَعْتَنِ - إخوتي - بأبنائنا وبناتنا، ولنبذل الجهدَ قدر الاستطاعة، وربّك حكيم عليم يهدي من يشاء، ويضلّ مَنْ يَشاءُ، لكن على العبد بذل السبب، عليه القيام بالواجب، عليه أن يطهِّر بيته مما يخالف شرع الله. كيف يطمع في صلاح الأبناء والبنات من ترك البيتَ لا خير فيه، أو أدخل فيه المعاصي والفجور والمجون وشربَ المسكرات والعياذ بالله، وترويج المخدرات، والجلوس مع من لا خير فيهم، ومن هم أهل الشقَاء والبلاء؟!

 

فاحذر يا أخي تلك الأمور السيئة، طهِّر بيتك ومجتمعك، طهِّر مجالسك من السوء، لينشأَ الأولاد والبنات على هذه العفة والصيانة والكرامة.

 

أيتها الأمّ المسلمة، ربي البناتِ التربية الصالحة، ربِّيهن على الأخلاق، ربي بناتك تربيةً صالحة، أعدِّيهن للمستقبل الطيّب، وربيهن على الأخلاق والمكارم، وأبعديهن عن السوء والسفور وما لا خير فيه. حذِّروا الأولادَ والبناتِ من بعض القنواتِ الفاجرة الظالمة التي تنشر السوءَ والفساد، وتحارب الأخلاق والفضيلة، وتبعد الأمة عن دينها وعن أخلاق إسلامها.

فلنتَّق الله في أنفسنا، ولنتّق الله في أولادنا، ولنتعاون جميعًا على البر والتقوى. أسأل الله أن يصلح لنا ولكم العاقبة، وأن يعيذنا من شرور أنفسنا ومن الشيطان وشركه، وأن نقترف على أنفسنا سوءًا أو أن نجره إلى مسلم.

 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحبُّ ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبدُه ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

 

أمَّا بعدُ: فيأيها النَّاس، اتَّقُوا الله تعالى حقَّ التقوى.

 

عباد الله، إنَّ الله يقول في كتابه العزيز: ﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾ [الأحزاب: 72]. فالظلم والجهل متمكِّن في الإنسان، لا يرفع الجهلَ إلاَّ علمٌ، ولا يرفع الظلمَ إلاَّ الإيمانُ الذي يدعو إلى العدل.

 

إنَّ البشر إذا فقدوا شرع الله ضلّوا سواء السبيل، وإذا خلَوا من التمسّك بالدين صاروا شرّ الخلق وأسوأهم، يقول الله - جل وعلا -: ﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾ [الأعراف: 179]، ويقول - جل وعلا -: ﴿ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً ﴾ [الفرقان: 44].

 

فبيَّن أنَّ الذين فقدوا شرعَ الله هم شرٌّ حتَّى من البهائم، البهائم أهدى منهم سبيلاً. هذا الإنسان الذي فَقَدَ الدين، فقدَ تعاليمَ الإسلام، عاد قاسيَ القلب، غليظ الطبع، لا يبالي بأيِّ إنسان كائنًا من كان، لماذا؟! لأنه في حياته لا دين يركن إليه، ولا مبدأ يؤمن به؛ بل هو مجرِم بطبيعته، ظالم بنفسه، سيئ فقدَ الإيمان، فقدَ الدين، فكلُّ شر وبلاء هو مصدره، وهو منطلق من ذلك؛ لأن الإسلام هو الذي يلين القلوب، ويجعلها تحترم الدماء والأموالَ والأعراض، لكن فاقد الدين لا قيمة للإنسان عنده، الدماءُ وسفْكها قلَّتْ أو كثرت أمر عادي وطبيعي، لماذا؟ لأن هذه الفئة لا علاقةَ لها بالإسلام، إذًا فالإجرام مهما تضاعف وتعاظم فليس غريبًا أن يصدر منهم.

أيها المسلمون، تسمعون دائمًا وتنقل الأخبار لنا أحداثًا جسامًا، ودماءً تراق، ودمارًا كثيرًا، وشيئًا يهول الإنسان ويقضّ مضجعه؛ من دماء تسفك بلا مبرِّر ولا سبب، لماذا؟ لأن هذه الأمة هي التي صنعت أسلحةَ الدّمار، وأنشأَتْها بنفسها، فعاد شرُّها على مجتمعها، وعاد سلاحها على نحورها. صنعت أسلحةَ الدمار، وتنافست في صنع أسلحة الفتك بالبشرية، وقامت شركاتُ التسليح تروِّج لمنتجاتها وأسلحةِ دمارها بين العالم؛ بل تجعلها رخيصةً بمتناول أيِّ فرد، وتربي أجيالاً على هذا الإجرام، تربي فئاتٍ على هذا الإجرام وعلى هذا الفساد، لا يهنأ لها عيش حتى ترى الفساد منتشرًا في الخلق، والله - جل وعلا - قال عن أعدائه اليهود: ﴿ وَيَسْعَوْنَ فِي ٱلأرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [المائدة: 64]، فكلّ فساد وظُلم إنما مصدره عندما يُفقَد الإيمان، الإيمان الصحيحُ الذي بعث اللهُ به محمدًا صلى الله عليه وسلم هو الدين الذي أرسى دعائمَ العدل، وبسط الرحمةَ والخير، فإن الله قال لنبيه: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107]، فالرحمةُ التي بُعث بها محمد صلى الله عليه وسلم هي الرحمة التي عاش الناس في ظلالها في عدل الإسلام وأمان الإسلام، الدماءُ والأموال والأعراض محترمة بكل الوجوه، لماذا؟ لأن دين الإسلام دين الرحمة، دينُ العدل، دين الخير، دينٌ لأهله رقةٌ في قلوبهم ومحبة الخير لأنفسهم وللبشرية أجمع، لكن هذا العدوان والظلم إنما مصدره من أمة ضائعة لا دينَ ولا شرع يحكمها، فهي ضالة مضلَّة، هذه أسلحة الدمار التي صنعها الأعداء وسخَّروها وتنافسوا في إبداعها، وتسابقوا أيّهم الذي يصنع سلاحًا مدمِّرًا، وأيهم الذي ينشر الجريمة، وأيهم الذي يفتك بالبشرية، وأيهم المستطيع لأن يجعل البشر مجالاً لتدريب الأسلحة، واختبارًا لقوتها من ضعفها، وتأثيرها من عدمه.

هكذا الأعداء، ولهذا فنبيُّنا صلى الله عليه وسلم أخبرنا بأنّ هذا الأمر سيقع في آخر الزمان، عندما يُرفع العلم، ويثبت الجهل، ويكثر الهرج؛ أي: القتل  [2]، وأخبرنا نبيُّنا صلى الله عليه وسلم: في آخر الزمان يقتل القاتل، لا يدري فيمَ قتَل، ولا يدري المقتول لماذا قُتِل [3]، لماذا؟! لأنها شرور عظيمة عامَّة، القاتل الذي ينفِّذ ما أُمِر به لا يدري لأيِّ سبب فعل، والمقتول الذي ذهب لا يُدْرَى لأيِّ شيء ذهب؛ إنَّما هي فتنة، وإنما هي مصائب، وإنما هي بلايا، إنما هي أحداث جسام، عندما يسمعها الإنسان ويتصوّرها يرى العجب العُجَاب، في دول تدَّعي الحضارة والرقيَّ في نفسها، لكنَّ الله حكيم عليم فيما يقضي ويُقدِّر.

إنَّما المسلم لا يرضى بذلك، ولا تقرُّ عينه بذلك؛ لأنه يعلم أنَّ دينَ الإسلام يرفض كلَّ الإجرام على اختلافه، وعلى وقوعه في أي البشرية كان؛ إذ الظلم في الإسلام محرَّم. ديننا دينُ الإسلام لم يكن سفّاكًا للدماء، ولا حريصًا على ذلك؛ بل كان حريصًا على حقنِ الدماء ما وجد لذلك سبيلاً، كلُّ ذلك لأن دين الإسلام دين الرحمة، دين العدل، دين الخير، الدين الذي يصلِح البشرية في حاضرها ومستقبلها.

 

عندما فقدت معظمُ البشرية هذا الدينَ وهذا النور العظيم؛ رأينا ما وقع، ونعوذ بالله من الشرور الآتية والمستقبلة. فإن المسلم حينما يتأمّل هذه الجرائم الشنيعة يعلم أن هناك فئةً من الناس قاسيةً قلوبُهم، غليظةً طباعُهم، فاسدًا تصوّرُهم، إنما يطمئنون ويرتاحون عندما يدبِّرون هذه المؤامرات الدنيئة، وعندما تقع هذه الجرائم الكبيرة، التي يذهب ضحيَّتها في لحظة من اللحظات مئات من البشر، بلا سببٍ ولا مبرِّر ولا داعٍ، لكنها والعياذ بالله دليل على عُمق الجرم في النفس، وبعدهم عن الهدى والخير.

شريعةُ الإسلام التي عاش المسلمون في ظلِّها قرونًا عديدة كان العدل والرحمة والخير يسود البشرية، فالدماء محترمة ((لا يحلُّ دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة)) [4]، وأنَّ مَن قَتَلَ نفسًا؛ فكأنما قتل الناس جميعًا، ومَن حافظَ على حياة نفس واحدة؛ فكأنَّما أحيا الناسَ جميعًا، فاحتُرمت دماء الأمة مُسلمِها ومعاهَدِها، احترِمت في الإسلام وروعيَت حقوقُ البشرية جمعاء، هكذا عدالة الإسلام، وهكذا حقوق الإنسان في الإسلام، كلُّها الخير والعدل والهدى، أمَّا ما نسمعه الآن وما تحمِله لنا وكالات الأنباء من هذه الجرائم المتعدِّدة التي أصبح الإنسانُ لا يأمن في جوٍّ ولا بحر ولا أرض - إنما هي والعياذ بالله نتيجة تلك القلوبِ القاسية المجرمة الآثمة، التي لا ترتبط بأيّ دين، ولكن تريد بثَّ الفساد في العالم، أعاذنا الله وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وطهَّر مجتمعات المسلمين من كلِّ سوء، وحفظهم من كلِّ بلاء، إنه على كلّ شيء قدير.

واعلموا رحمكم الله أنّ أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بجماعة المسلمين؛ فإن يد الله على الجماعة، ومَن شذَّ شذَّ في النار.

 

وصلوا رحمكم الله على نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم امتثالاً لأمر ربكم، قال تعالى: ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

 

اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين. 



[1] أخرجه مسلم في الوصية (1631) عن أبي هريرة رضي الله عنه.

[2] أخرجه البخاري في العلم (85)، ومسلم في الأيمان (157) عن أبي هريرة رضي الله عنه.

[3] أخرجه مسلم في الفتن (2908) عن أبي هريرة رضي الله عنه.

[4] أخرجه البخاري في الديات (6878)، ومسلم في القسامة (1676) عن ابن مسعود رضي الله عنه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • التربية بين طموح الآباء وواقع الأبناء
  • أهداف التربية الإسلامية ومقاصدها
  • من حقوق البنات على آبائهن
  • أهمية التربية الإسلامية في المحافظة على المال العام
  • تربية الأولاد وتعليمهم
  • التربية.. قواعد وأصول
  • التربية عن طريق السلوك العملي
  • التربية عن طريق القدوة الصالحة
  • التربية عن طريق التوجيه والإرشاد
  • التربية عن طريق اللعب المباح
  • ألعاب الأطفال .. تسليةٌ أم تربية؟ (1)
  • ألعاب الأطفال .. تسليةٌ أم تربية؟ (2)
  • التربية عن طريق جماعات الأصدقاء
  • التربية الإسلامية سلاحنا الأول في مواجهة مخاطر الإنترنت
  • احترام الكبير
  • المربي الناجح
  • الطريق إلى الإبداع
  • التربية الثقافية للأولاد
  • تربية الأبناء
  • خطبة المسجد النبوي 18/2/1430هـ
  • حقوق الأولاد
  • يا أبا عمير
  • الأبناء صفحة بيضاء، فماذا كتبنا فيها؟
  • لي عندك طلب مهم
  • أبناؤنا والبحث عن مصالحهم
  • تربية الأولاد بين الحكمة والرحمة (1 /3)
  • قواعد في تربية الأولاد
  • أولادنا
  • ليتني.. !
  • دروس من عروض الحيوانات
  • هل التربية مهمة عسيرة؟
  • أصول تربية الأبناء في السنة النبوية
  • مظاهر التربية الإسلامية
  • تربية الأبناء على احترام الذات
  • لا تغامر بثمرة فؤادك
  • تربية الأولاد
  • منهج الإسلام في تربية الأولاد
  • التحذير من التقصير في تربية الأولاد
  • المجموع المستفاد في إصلاح الأولاد (المقدمة)
  • تربية الأهل والأولاد على الإسلام والإيمان
  • تربية الأولاد
  • تربية أطفال اليوم
  • تربية الأولاد
  • تربية الأولاد
  • معوقات تؤخر نضج الأولاد
  • أولادنا بين الاهتمام والإهمال (1)
  • تربية الفرد نواة لتغيير الأمة والرقي بها (1)
  • خطبة عن تربية الأولاد
  • الجلوس مع الأولاد
  • أصول تربية الأطفال
  • كيف تربي بهدوء؟
  • نعمة الأولاد (خطبة)
  • ومضات في تربية الأولاد (خطبة)
  • تربية الأولاد على مراقبة الله
  • تربية الأولاد على الدعوة إلى الله
  • خطبة: ثمرات تربية الأولاد على الإيمان بالله
  • تربية أولادنا (1) التربية بالدعاء (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • تربية الأفراد وكيفية غرسها فيهم(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • التربية والتوفيق(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • تربية أولادنا (8) التربية بالعقوبة وضوابطها (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تربية أولادنا (6) التربية الخلقية (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تربية أولادنا (5) التربية بالقصة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تربية أولادنا (4) التربية بالمواقف والأحداث (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تربية أولادنا (3) أساليب تربوية: التربية بالتحفيز (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تربية أولادنا (2) التربية بالحب (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التربية الجمالية في الإسلام ومفهومها(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مؤتمر علمي عن التربية والتعليم بكلية التربية الإسلامية بجامعة بيهاتش(مقالة - المسلمون في العالم)

 


تعليقات الزوار
3- الشكر ووجهة نظر
عبد العزيز كندو - بوركينا فاسو 17-12-2012 01:12 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزيل شكري وتقديري لكم أيها القائمون على هذه المسابقة القيمة. حقيقة نستفيد منها كثيرا لذا أود أن يكون في المستقبل إن أمكن - وأسأل الله أن ييسر ذلك - القيام بمثل هذه المسابقة القيمة باللغات: الفرنسية أو الإنجليزية حتى تعم الفائدة.
وشكرا لكم.

2- موضوع جيد
حامد - مصر 17-06-2009 03:06 PM

ويمتاز أسلوب الترغيب والترهيب في القرآن الكريم والسنة النبوية عن غيره من أساليب الثواب والعقاب في المناهج التربوية الأخرى - بأنه يعتمد على الإقناع والبرهان، ويكون مصحوبا بتصوير فني رائع للثواب المرغَّب فيه، المتمثل في الجنة، وكذلك للعقاب المنتظر، المتمثل في جهنم – أعاذنا الله منها – كما يعتمد الترغيب والترهيب في القرآن والسنة – أيضا – على إثارة الانفعالات وتربية العواطف الربانية: كعاطفة الخوف من الله تعالى، والتذلل والخشوع له سبحانه، والطمع في رحمته، والأمل في ثوابه , ونتمنى من الكاتب المزيد على صفحات الالوكة

1- شكرا
عربي - egypt 30-03-2009 12:25 PM

سلوك الطفل سواء المقبول أو المرفوض يتعزز بالمكافآت التي يتلقاها من والديه خلال العملية التربوية وفي بعض الأحيان وبصورة عارضة قد يلجأ الوالدان إلى تقوية السلوك السيئ للطفل دون ان يدركا النتائج السلوكية السلبية لهذه التقوية

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب