• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: أهمية اللعب والترفيه للشباب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    عيد الأضحى: فرحة الطاعة وبهجة القربى
    محمد أبو عطية
  •  
    كيف يعلمنا القرآن الكريم التعامل مع الضغط النفسي ...
    معز محمد حماد عيسى
  •  
    أحكام الأضحية (عشر مسائل في الأضاحي)
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    زيف الانشغال
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    خطبة الجمعة في يوم الأضحى
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    الأخذ بالأسباب المشروعة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    يوم العيد وأيام التشريق (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    المقصد الحقيقي من الأضحية
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    خطبة الأضحى 1446 هـ (إن الله جميل يحب الجمال)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    خطبة عيد الأضحى 1446هـ
    عبدالوهاب محمد المعبأ
  •  
    لبس البشت فقها ونظاما
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    خطبة: مضت أيام العشر المباركة
    محمد أحمد الذماري
  •  
    خطبة عيد الأضحى المبارك لعام 1446هـ
    د. عبدالرزاق السيد
  •  
    خطبة عيد الأضحى لعام 1446 هــ
    أ. شائع محمد الغبيشي
  •  
    خطبة عيد الأضحى المبارك: تضحية وفداء، صبر وإخاء
    الشيخ الحسين أشقرا
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / العبادات
علامة باركود

دروس ووقفات للأمة من تحويل القبلة (خطبة)

دروس ووقفات للأمة من تحويل القبلة (خطبة)
الشيخ محمد عبدالتواب سويدان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 14/2/2022 ميلادي - 13/7/1443 هجري

الزيارات: 93741

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

دروس ووقفات للأمة من تحويل القبلة


الْحَمْدُ لِله، نَحْمَدُكَ اللهُمَّ يا مَنْ أَعَزَ عِبَادَهُ بِإيمَانِهِمْ، وَخذلَ أَعَدَاءَهُمْ بِكُفْرِهِمْ وَعِصْيَانِهِمْ، نَحْمَدُكَ عَلَى نِعْمَةِ الإِسْلامِ، وَنَشْكُرُكَ إِذْ جَعَلْتَنَا مِنْ أُمةِ خَيْرِ الْأَنامِ، وَأَشْهَدُ أَن لاَ إلَهَ إلا أَنْتَ، بِيَدِكَ الْخَيْرُ وَأَنْتَ عَلَى كُل شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَشْهَدُ أَن مُحَمدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ اعْتَز بِاللهِ تَعَالَى، وَفَاخَرَ بِالإِسْلامِ، وَعَلمَ أَصْحَابَهُ الْفَخْرَ بِهِ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنْ عَلَى أثَرِهِمْ سَارَ إِلَى يَوْمِ الدينِ، أَمَّا بَعْدُ:

فإن الله جعل مرور الأوقات تذكرة لعباده المؤمنين، وللمؤمن في كل وقت من الأوقات عبودية لله، ومن سعادة العبد أن يعرف شرف الزمن وقيمة الوقت، وأن يعرف وظائف الأوقات حتى يعمرها بطاعة الله، والمسلم دائمًا يهتم بواجب الوقت الذي هو فيه، ويغتنم الفرص في كل زمان ليحقق عبوديته لله -سبحانه- التي خُلق من أجلها.

 

الوقفة الأولى: خصائص شهر شعبان: وإن لشهر شعبان عند الله -تعالى- فضيلة، وقد كانت الجاهلية تغالي في تعظيم رجب وتهمل شهر شعبان، فجعل الله له مِن الخصائص ما زاده مكانة في نفوس المسلمين، جعله الله شهر ختام لأعمال السنة: عن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- قال: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: « ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ الناسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَب الْعَالَمِينَ، فَأُحِب أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ »؛ (رواه أحمد والنسائي، وصححه الألباني).

 

وقد خص الله شهر شعبان بليلة النصف المباركة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: « إِن اللهَ لَيَطلِعُ فِي لَيْلَةِ النصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ »؛ (رواه ابن ماجه وابن حبان وابن أبي عاصم، وحسنه الألباني)، وقال صلى الله عليه وسلم: « إِذا كَانَ لَيْلَةُ النصْفِ مِنْ شَعْبانَ اطلَعَ الله إِلَى خَلْقِهِ فَيَغْفِرُ لِلْمُؤمِنِينَ ويُمْلِي لِلْكافِرِينَ ويَدَعُ أهْلَ الحِقْدِ بِحِقْدِهِمْ حَتى يَدَعُوهُ »؛ (رواه البيهقي، وحسنه الألباني).

 

- وخصه النبي صلى الله عليه وسلم بزيادة صيام: ففي حديث أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ؟ قَالَ: « ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ الناسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَب الْعَالَمِينَ، فَأُحِب أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ »؛ (رواه النسائي، وحسنه الألباني).

 

وتقول عائشة -رضي الله عنها-: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ حَتى نَقُولَ: لاَ يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتى نَقُولَ: لاَ يَصُومُ، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ- اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلا رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ؛ (رواه البخاري)، ولمسلم عنها: "كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلا قَلِيلًا".

 

• وخصه الله بحادثة تعلن للعالم تميز المسلمين عن غيرهم، وبراءتهم مِن كل ملة مخالفة، وهي: "حادثة تحويل القبلة".

 

عباد الله، إن تحويل القبلة حادث جلل كان له تأثيره القوي في مصير الأمة الإسلامية ونفوس المؤمنين، ونفوس الجاحدين من اليهود والمشركين والمنافقين، وهو حادث غير وجه التاريخ بحق فقد اختلت الموازين عند اليهود الذين كان يعجبهم أنه صلى الله عليه وسلم يتجه إلى قبلتهم وكأنه يتبعهم، واختلت الموازين عند القرشيين من المشركين لَما أُعلن المسجد الحرام وهم حوله قبلة لأمة الإسلام إيذانًا بعودة المسلمين إليه وسلبه من أيدي هؤلاء المعاندين، واختلت الموازين عند المنافقين الذين ظنوا أن الإسلام أقوالٌ لا أفعال، وأنه ما سيدعوهم إلى العمل والاجتهاد لرفعة الإسلام والمسلمين، ولقد كان تحويل القبلة حدثًا عظيمًا، فيه من الدروس والعبر الكثير، والتي ينبغي الوقوف معها للاستفادة، ومنها:

الوقفة الثانية: مكانة النبي وعالمية رسالته:

أيها المسلمون، إن الله تعالى قد أخبر نبيه في مكة وقت معاندة المشركين له بقوله: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ﴾ [سبأ: 28]، وقوله: ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ﴾ [الفرقان: 1]، وقوله لما اتهموه باتباع أساطير الأولين: ﴿ وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 5، 6]، وقوله لما اتهموه بأنه يعلمه بشر: ﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ﴾ [النحل: 103].

 

كل هذه نصوص من القرآن الكريم نزلت في مكة المكرمة تشير إلى عالمية دعوة الإسلام ورسالة النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه غير تابع لأهل الكتاب، ودعوته ليست مقتصرة على قومه فقط كما كان من قبله من الأنبياء.

 

ولقد أخبر صلى الله عليه وسلم المسلمين وهو في مكة بعدما اشتد بهم الأذى من قريش بعالمية الدعوة وانتشارها، عن خباب بن الأرت رضي الله عنه، قال: (شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، قلنا له: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو الله لنا؟ قال صلى الله عليه وسلم -: كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض، فيجعل فيه، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه، فيشق باثنتين وما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصبٍ، وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون)؛ (رواه البخاري)، وكلامه صلى الله عليه وسلم يدل على انتشار الإسلام وعلى عالمية الدعوة الإسلامية، وأن المسألة مجرد وقت، وسيحدث كل هذا بتوفيق الله سبحانه، ولكن كيف ذلك والتبعية لازالت موجودة في القبلة إلى بيت المقدس قبلة اليهود أيضًا، كان لابد من هذا الحدث الذي يثبت عالمية الدعوة الإسلامية؛ فكان صلى الله عليه وسلم يقلب وجهه في السماء وكأنه ينتظر أمر الله تعالى، فقد كان يكنه في صدره صلى الله عليه وسلم وكل ما كان منه هو النظر وتقليب وجهه في السماء انتظارًا واشتياقًا لمنة الله تعالى ذلك.

 

فقد ورد في البخاري عن البراء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، ولقد استجاب الله لنبيه صلى الله عليه وسلم وحقق الله رجاءه، وما ذلك إلا لعظيم مكانته عند ربه، قال الله تعالى: ﴿ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ﴾ [البقرة: 144].

 

فهو صلى الله عليه وسلم الذي شرح الله له صدره، ووضع عنه وزره، ورفع له ذكره، وجعل الذلة والصغار على مَن خالف أمره، وأقسم بحياته في كتابه المبين، وقرن اسمَه باسمه فإذا ذُكِرَ ذُكِرَ معه كما في الخطب والتشهد والتأذين، وافترض على العباد طاعته ومحبته والقيام بحقوقه، وسد الطرق كلها إليه وإلى جنته فلم يفتح لأحد إلا من طريقه، فهو الميزان الراجح الذي على أخلاقه وأقواله وأعماله توزن الأخلاق والأقوال والأعمال، والفرقان المبين الذي باتباعه يميز أهل الهدى من أهل الضلال.

 

وقد أخبر الله تبارك وتعالى بما سيقوله اليهود عند تحوُّل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة، قبل وقوع الأمر بالتحويل، ولهذا دلالته، فهو يدل على صدق نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ هو أمر غيبي، فأخبر عنه صلى الله عليه وسلم بآيات قرآنية قبل وقوعه ثم وقع، وفي ذلك يقول الله تعالى: ﴿ سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [البقرة: 142].

 

الوقفة الثالثة: مكانة الأمة الإسلامية وفضلها:

أيها المسلمون، إن للأمة الإسلامية مكانة عظيمة بين الأمم منها: أنها الأمة الوسط فقد قال تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾ [البقرة: 143]، يقول ابن كثير في تفسيره: إنما حولناكم إلى قبلةِ إبراهيم عليه السلام، واخترناها لكم لنجعلكم خيار الأمم، لتكونوا يوم القيامة شهداءَ على الأمم؛ لأن الجميع معترفون لكم بالفضل، فهذه الأمة هي الأمة الوسط في التصور والاعتقاد، وفي التفكير والشعور في التنظيم والتنسيق، في الارتباطات والعلاقات، وحتى في المكان في سُرةِ الأرض وأوسط بقاعها.

 

ومنها إنها أعظم الأمم وأسبقها فضلًا، قال الله تعالى: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمةٍ أُخْرِجَتْ لِلناسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ ﴾ [آل عمران:110].

 

وعَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدهِ، أَنهُ سَمِعَ النبِي صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (أَنْتُمْ تُتِمونَ سَبْعِينَ أُمةً أَنْتُمْ خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللهِ)؛ (رواه أحمد وحسنه الألباني).

 

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (نَحْنُ الْآخِرُونَ الْأَولُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَنَحْنُ أَولُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنةَ)؛ (رواه مسلم).

 

 

• وروى الإمام أحمد: عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يدعى نوح يوم القيامة، فيقال له: هل بلغت؟ فيقول: نعم، فيدعى قومه فيقال لهم: هل بلغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير وما أتانا من أحد، فيقال لنوح: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته"، قال: فذلك قوله: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمةً وَسَطًا ﴾ [البقرة: 143].

 

• ورى الإمام أحمد كذلك عن أبي سعيد الخدري أيضًا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يجيء النبي يوم القيامة ومعه الرجل والنبي ومعه الرجلان، وأكثر من ذلك، فيدعى قومه، فيقال لهم: هل بلغكم هذا؟ فيقولون: لا، فيقال له: هل بلغت قومك؟ فيقول: نعم، فيقال له: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته، فيدعى بمحمد وأمته، فيقال لهم: هل بلغ هذا قومه؟ فيقولون: نعم، فيقال: وما علمكم؟ فيقولون: جاءنا نبينا صلى الله عليه وسلم فأخبرنا أن الرسل قد بلغوا، فذلك قوله عز وجل: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمةً وَسَطًا ﴾ [البقرة: 143]، قال: عدلًا؛ ﴿ لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى الناسِ وَيَكُونَ الرسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾ [البقرة: 143]".

 

نعم إنها أمة عدول لذلك، فهي تعدل فتفصل بمشيئة ربها تبارك وتعالى بين الأنبياء وأممهم، وتشهد على من سبقها من الأمم؛ تصديقًا بما أخبرها به نبيها صلى الله عليه وسلم، ولقد جعل الله هذه الخاصية أيضًا لهذه الأمة في الدنيا، فيشهدهم الله تعالى بصلاح الصالح فيهم وطلاح الطالح، ويجعل شهادتهم معتبرة؛ روى الحاكم في مستدركه وابن مردويه أيضًا، واللفظ له، من حديث مصعب بن ثابت، عن محمد بن كعب القرظي، عن جابر بن عبدالله، قال: شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة، في بني سلمة، وكنت إلى جانب رسول الله، فقال بعضهم: والله يا رسول الله، لنعم المرء كان، لقد كان عفيفًا مسلمًا، وكان... وأثنوا عليه خيرًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنت بما تقول"، فقال الرجل: الله أعلم بالسرائر، فأما الذي بدا لنا منه فذاك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "وجبت"، ثم شهد جنازة في بني حارثة، وكنت إلى جانب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال بعضهم: يا رسول الله، بئس المرء كان، إن كان لفظًّا غليظًا، فأثنوا عليه شرًّا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبعضهم: "أنت بالذي تقول"، فقال الرجل: الله أعلم بالسرائر، فأما الذي بدا لنا منه فذاك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وجبت"، قال مصعب بن ثابت: فقال لنا عند ذلك محمد بن كعب: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قرأ: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى الناسِ وَيَكُونَ الرسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾.

 

• وروي ابن مردويه وابن ماجه وأحمد عن أبي بكر بن أبي زهير الثقفي، عن أبيه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يوشك أن تعلموا خياركم من شراركم"، قالوا: بم يا رسول الله؟ قال: "بالثناء الحسن والثناء السيئ، أنتم شهداء الله في الأرض".

 

الوقفة الرابعة: من الصحابة الكرام نتعلم:

أيها المسلمون، إننا نتعلم من الصحابة كمال التسليم والانقياد لأوامر الله، فالمسلم عبدٌ لله تعالى، يسلم لأحكامه وينقاد لأوامره بكل حب ورضا، ويستجيب لذلك، ويسارع للامتثال بكل ما أُوتي من قوة وجهد، فأصل الإسلام التسليم، وخلاصة الإيمان الانقياد، وأساس المحبة الطاعة، لذا كان عنوان صدق المسلم وقوة إيمانه هو فعل ما أمر الله والاستجابة لحكمه، والامتثال لأمره في جميع الأحوال، لا يوقفه عن الامتثال والطاعة معرفة الحكمة واقتناعه بها؛ لأنه يعلم علم اليقين، أنه ما أمره الله تعالى بأمر ولا نهاه عن شيء، إلا كان في مصلحته سواء علم ذلك أو لم يعلمه؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَل ضَلَالًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 36].

 

هذه الطاعة، وذلك التسليم الذي أقسم الله تعالى بنفسه على نفي الإيمان عمن لا يملكه في قوله تعالى: ﴿ فَلَا وَرَبكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتى يُحَكمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُم لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِما قَضَيْتَ وَيُسَلمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: 65].

 

والصحابة -رضي الله عنهم- ضربوا أروع الأمثال في سرعة امتثالهم لأوامر الشرع، فلما أُمِروا بالتوجه إلى المسجد الحرام سارعوا وامتثلوا، بل إن بعضهم لما علم بتحويل القبلة وهم في صلاتهم، تحولوا وتوجهوا إلى القبلة الجديدة في نفس الصلاة؛ فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ-رضي الله عنهما-، قَالَ: بَيْنَا الناسُ بِقُبَاءٍ فِي صَلاَةِ الصبْحِ، إِذْ جَاءَهُمْ آتٍ فَقَالَ: إِن رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ الليْلَةَ قُرْآنٌ وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الكَعْبَةَ فَاسْتَقْبِلُوهَا، وَكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إِلَى الشامِ فَاسْتَدَارُوا إِلَى الكَعْبَةِ؛ (رواه البخاري).

 

• وعَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، أَن النبِي صلى الله عليه وسلم، صَلى قِبَلَ بَيْتِ المَقْدِسِ سِتةَ عَشَرَ شَهْرًا، أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ البَيْتِ، وَأَنهُ صَلى أَولَ صَلاَةٍ صَلاهَا صَلاَةَ العَصْرِ، وَصَلى مَعَهُ قَوْمٌ، فَخَرَجَ رَجُلٌ مِمنْ صَلى مَعَهُ، فَمَر عَلَى أَهْلِ مَسْجِدٍ وَهُمْ رَاكِعُونَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ بِاللهِ لَقَدْ صَليْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قِبَلَ مَكةَ، فَدَارُوا كَمَا هُمْ قِبَلَ البَيْتِ؛ (رواه البخاري).

 

ومِن مواقف الانقياد والتسليم عند الصحابة:

• إراقة الخمور بمجرد التحريم: فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- قَالَ: كُنْتُ أَسْقِي أَبَا عُبَيْدَةَ، وَأَبَا طَلْحَةَ، وَأُبَي بْنَ كَعْبٍ - رضي الله عنهم الخمْرَ فِي مَنْزِلِ أَبِي طَلْحَةَ، فَنَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- مُنَادِيًا فَنَادَى: "فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا أنَسُ، اخْرُجْ فَانْظُرْ مَا هَذَا الصوْتُ، قَالَ: فَخَرَجْتُ فَقُلْتُ: هَذَا مُنَادٍ يُنَادِي: "أَلَا إِن الْخَمْرَ قَدْ حُرمَتْ، فَمَا قَالُوا مَتَى؟ أَوْ حَتى نَنْظُرَ، بل قَالَ لِي أَبُو طَلْحَةَ: يَا أَنَسُ، اذْهَبْ إِلَى هَذِهِ الْجِرَارِ فَاكْسِرْهَا، ثُم قَالُوا عِنْدَ أُم سُلَيْمٍ حَتى أَبْرَدُوا وَاغْتَسَلُوا، ثُم طَيبَتْهُمْ أُم سُلَيْمٍ ثُم رَاحُوا إِلَى النبِي -صلى الله عليه وسلم - فَإِذَا الْخَبَرُ كَمَا قَالَ الرجُلُ، قَالَ أَنَسٌ: فَمَا طَعِمُوهَا بَعْدُ، وَكَفَأَ الناسُ آنِيَتَهُمْ بِمَا فِيهَا، فَجَرَتْ فِي سِكَكِ الْمَدِينَةِ؛ رواه أحمد والبخاري ومسلم.

 

سرعة استجابة النساء في ارتداء الحجاب:

فعَنْ صَفِيةَ بِنْتِ شَيْبَةَ قَالَتْ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ عَائِشَةَ قَالَتْ: وَذَكَرَتْ نِسَاءَ قُرَيْشٍ وَفَضْلَهُن، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: إِن لِنِسَاءِ قُرَيْشٍ لَفَضْلا، وَإِني وَاللهِ مَا رَأَيْتُ أَفْضَلَ مِنْ نِسَاءِ الأَنْصَارِ أَشَد تَصْدِيقًا بِكِتَابِ اللهِ، وَلا إِيمَانًا بِالتنْزِيلِ لَقَدْ أُنْزِلَتْ سُورَةُ النورِ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِن عَلَى جُيُوبِهِن انْقَلَبَ رِجَالُهُن إِلَيْهِن يَتْلُونَ عَلَيْهِن مَا أُنْزِلَ إليهن فيها، ويتلوا الرجُلُ عَلَى امْرَأَتِهِ وَابْنَتِهِ وَأُخْتِهِ، وَعَلَى كُل ذِي قَرَابَتِهِ، مَا مِنْهُن امْرَأَةٌ إِلا قَامَتْ إِلَى مِرْطِهَا الْمُرَحلِ فَاعْتَجَرَتْ بِهِ تَصْدِيقًا وَإِيمَانًا بِمَا أَنْزَلَ اللهُ مِنْ كِتَابِهِ، فَأَصْبَحْنَ يُصَلينَ وَرَاءَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الصبح معتجرات كأن على رؤسهنَّ الغربان؛ رواه أبو داود مختصرًا، وابن أبي حاتم في التفسير.

 

والأعجب من ذلك:

• خلع النعال أثناء الصلاة متابعةً للنبي -صلى الله عليه وسلم- الذي خلعه لنجاسة فيه، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِي رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يُصَلي بِأَصْحَابِهِ إِذْ خَلَعَ نَعْلَيْهِ فَوَضَعَهُمَا عَنْ يَسَارِهِ، فَلَما رَأَى ذَلِكَ الْقَوْمُ أَلْقَوْا نِعَالَهُمْ، فَلَما قَضَى رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- صَلَاتَهُ، قَالَ: (مَا حَمَلَكُمْ عَلَى إِلْقَاءِ نِعَالِكُمْ)، قَالُوا: رَأَيْنَاكَ أَلْقَيْتَ نَعْلَيْكَ فَأَلْقَيْنَا نِعَالَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إِن جِبْرِيلَ أَتَانِي فَأَخْبَرَنِي أَن فِيهِمَا أَذًى....)؛ رواه أبو داود وصححه الألباني في مشكاة المصابيح)، والنماذج في هذا المعنى كثيرة من واقع الصحابة، ولكنها إشارة للعاقل.

 

• والسؤال: أين هذا مِن حال مَن يجادلون في آيات الله بغير علم؟! وممن يطعنون في أصول الدين؛ لأنها لا تتوافق مع أهوائهم المنحرفة وعقولهم الخرِبة؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

أيها المسلمون؛ ونتعلم من الصحابة أيضًا:

ومن الصحابة نتعلم درسًا في معنى الأخوة:

أظهر تحويل القبلة حرص المؤمن على أخيه وحب الخير له، فحينما نزلت الآيات التي تأمر المؤمنين بتحويل القبلة إلى الكعبة، تساءل المؤمنون عن مصير عبادة إخوانهم الذين ماتوا وقد صلوا نحو بيت المقدس، فأخبر الله عز وجل أن صلاتهم مقبولة، فعَنِ ابْنِ عَباسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: لَما تَوَجهَ النبِي صلى الله عليه وسلم إِلَى الْكَعْبَةِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ: فَكَيْفَ الذِينَ مَاتُوا، وَهُمْ يُصَلونَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟ فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ﴾؛ (رواه أبو داوود والترمذي وصححه الألباني في صحيح الترمذي).

 

- وهكذا الأخوة الصادقة لا تنقطع بالموت، بل لا تنقطع في أحلك الظروف في عرصات القيامة، فعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر شفاعة بعض المؤمنين لإخوانهم، فقال: (فيقولون: رَبنَا إِخْوَانُنَا، كَانُوا يُصَلونَ مَعَنَا، وَيَصُومُونَ مَعَنَا، وَيَعْمَلُونَ مَعَنَا، فَيَقُولُ اللهُ تَعَالَى: اذْهَبُوا، فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ دِينَارٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ)؛ (رواه البخاري).

 

لذلك قال الحسن البصري: استكثروا من الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعة يوم القيامة؛ (تفسير البغوي).

 

• وقال ابن الجوزي - رحمه الله - بعد ذكره هذا الخبر: "إن لم تجدوني في الجنة؛ فاسألوا عني فقولوا يا ربنا عبدك فلان كان يذكرنا بك، ثم بكى رحمه الله".

 

عظِّموا أخوة الدين على أخوة النسب: قول مصعب بن عمير - رضي الله عنه - لأخيه المشرك يوم بدر: "إن هذا الأنصاري هو أخي دونك!".

 

• الأخوة الصادقة تعني أن نفرح لفرح إخواننا ونحزن لحزنهم، دخل عمر - رضي الله عنه - على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وهما يبكيان، فقال: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي مِنْ أَي شَيْءٍ تَبْكِي أَنْتَ وَصَاحِبُكَ؟ فَإِنْ وَجَدْتُ بُكَاءً بَكَيْتُ، وَإِنْ لَمْ أَجِدْ بُكَاءً تَبَاكَيْتُ لِبُكَائِكُمَا؛ (رواه مسلم).

 

الوقفة الخامسة: قبلتنا تذكرنا:

أيها المسلمون، إن قبلتنا تذكرنا دائمًا بوحدتنا؛ حيث جمع الله به شتات المؤمنين، ووحدهم بعد تفرقهم امتثالًا لقوله تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَينُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [آل عمران: 103 ]، قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: إن هذه الآية نزلت في شأن الأوس والخزرج، وذلك أن رجلًا من اليهود مَر بملأ من الأوس والخزرج، فساءه ما هُمْ عليه من الاتفاق والألْفَة، فبعث رجلًا معه وأمره أن يجلس بينهم ويذكرهم ما كان من حروبهم يوم بُعَاث وتلك الحروب، ففعل، فلم يزل ذلك دأبُه حتى حميت نفوس القوم وغضب بعضهم على بعض، وتثاوروا، ونادوا بشعارهم وطلبوا أسلحتهم، وتواعدوا إلى الحرة، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فأتاهم فجعل يُسكنهم ويقول: أبِدَعْوَى الجَاهِلِيةِ وأَنَا بَيْنَ أظْهُرِكُمْ؟ وتلا عليهم هذه الآية، فندموا على ما كان منهم، واصطلحوا وتعانقوا، وألقوا السلاح، رضي الله عنهم.

 

أيها الكرماء الأجلاء عباد الله، لقد جمع الله شتات المؤمنين من كل اتجاه، في أنحاء الأرض جميعًا، قبلة واحدة تجمع هذه الأمة وتوحد بينها على اختلاف مواطنها، واختلاف مواقعها من هذه القبلة، واختلاف أجناسها وألسنتها وألوانها، قبلة واحدة، تتجه إليها الأمة الواحدة في مشارق الأرض ومغاربها، فتشعر أنها جسم واحد، وكيان واحد، تتجه إلى هدف واحد، وتسعى لتحقيق منهج واحد، منهج ينبثق من كونها جميعًا تعبد إلهًا واحدًا، وتؤمن برسول واحد، وتتجه إلى قبلة واحدة، فالمسلمون يتعلمون من وحدة القبلة، وحدة الأمة في الهدف والغاية، وأن الوحدة والاتحاد ضرورة في كل شؤون حياتهم الدينية والدنيوية، قال تعالى: ﴿ إِن هَذِهِ أُمتُكُمْ أُمةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبكُمْ فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 92].

 

قبلتنا تذكرنا أنه عندما تُبتلى النفوس يتبين مَنْ يعبد الله ممنْ يعبد هواه، عن سعيد بن جبير، قال: لقيني راهبٌ فقال: يا سعيد، في الفتنة يتبين من يعبد الله ممن يعبد الطاغوت.

 

وعندما تُبتلى النفوس يظهر مَن يعبد الله على حرفٍ ممن رسخت أقدامه في الإيمان، قال تعالى: ﴿ وَمِنَ الناسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَن بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾ [الحج: 11].

 

وعندما تُبتلى النفوس يتبين مَن يعبد الله رجاءَ ما عند الله، ممن لا يريد إلا الدنيا، عَنِ ابْنِ عَباسٍ -رضي الله عنهما- قَالَ: كَانَ الرجُلُ يَقْدَمُ المَدِينَةَ، فَإِنْ وَلَدَتِ امْرَأَتُهُ غُلاَمًا، وَنُتِجَتْ خَيْلُهُ، قَالَ: هَذَا دِينٌ صَالِحٌ، وَإِنْ لَمْ تَلِدِ امْرَأَتُهُ وَلَمْ تُنْتَجْ خَيْلُهُ، قَالَ: هَذَا دِينُ سُوءٍ؟؛ (رواه البخاري).

 

أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله وكفى، وصلاة وسلامًا على عباده الذين اصطفى، أما بعد:

فيا أيها الكرماء الأجلاء عباد الله، ما زلنا مع الوقفة الخامسة لنقول: إن هذه الذكرى تجعلنا دائمًا وأبدًا.

 

نتذكر المؤامرة على هذه الأراضي المقدسة وعلى المسجد الأقصى الأسير، هذا المسجد الذي حكم عليه بالأسر على أيدي أعداء الله.

 

وكان احتلاله على أيدي الصليبيين الذي انطلقوا من جميع دول أوروبا في أشرس حملة ضد الإسلام والمسلمين،

فاستولى الصليبيون عليه سنة 1099م، وقتلوا في جوار البيت المقدس أكثر من سبعين ألفًا من المسلمين، ثم قيض الله المجاهد صلاح الدين الأيوبي الذي حرره من أيدي الصليبيين في سبعة وعشرين رجب سنة 583هـ، يوم الجمعة أكتوبر 1187م بعد 88 عامًا من الاحتلال، فكان يومًا مشهودًا..

 

وقد خطب الجمعة الأولى فيه القاضي محيي الدين قاضي حلب، فمما قال فيها:

 

"أيها الناس أبشروا برضوان الله لما يسره على أيديكم من استرداد هذه الضالة من الأمم الضالة بعد ابتذالها في أيدي الصليبيين قريبًا من مائة عام، واحذروا بعد أن شرفكم الله بهذا الفتح الكبير وخصكم بهذا النصر المبين أن تقترفوا الذنوب والآثام، فتكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثًا، فالجهاد الجهاد أفضل عباداتكم، وأشرف عاداتكم، انصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم".

 

لقد هنأ القاضي المجاهدين بتحرير القدس، ووضع يده على الداء الذي قد يعيدها إلى الأسر مرة أخرى؛ الذنوب والآثام، فهل عملنا بما نصحنا به قاضي حلب؟

 

إن الذي حدث هو أن فلسطين عادت إلى الأسر مرة أخرى، وأقام أعداء الإسلام فيها وطنًا لألد أعداء الإسلام، وجاؤوا بهم إليه.

 

قبلتنا تذكرنا بحقيقة الصراع وأن اليهود قوم بُهت:

قال تعالى في معرض حديث الآيات عن القبلة ﴿ وَلَئِنْ أَتَيْتَ الذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُل آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ ﴾، ومن هنا ندرك أصالة عدوان هؤلاء للإسلام والمسلمين، فقد شنوا حربًا إعلامية ضارية في أمر القبلة قبل وبعد التحويل، ولقد فُتن ضعاف الإيمان بقولهم، فقالوا: "يجحد ديننا ويتبع قبلتنا"، وقولهم: "اشتاق إلى بيت أبيه ودين قومه".

 

وقول المشركين: "يدعي ملة إبراهيم ويخالف قبلته".

 

وقولهم: "رجع إلى قبلتكم فيوشك أن يرجع إلى دينكم".

 

وكان مما انطلق به أبواق أعداء الله قولهم: "إن كان التوجه أولًا إلى المسجد الأقصى باطلًا، فقد ضاعت صلاتكم إليه طوال هذه الفترة، وإن كان حقًّا فالتوجه الجديد إلى البيت الحرام باطل وضائعة صلاتكم إليه".

 

عن ابن عبَّاسٍ: «إن يهودًا قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا محمد، ما ولَّاك عن قبلتك التي كنت عليها وأنت تزعم أنَّك على ملَّة إبراهيم ودينه، ارجع إلى قبلتك التي كنت عليها نتَّبعك ونصدِّقك، وإنَّما يريدون فتنته عن دينه، فأنزل الله: ﴿ سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ﴾ [البقرة: 142].

 

وفي سيرة ابن هشام عن ابن عباس أيضًا، قال: ولما استقبل النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة أتى رفاعة بن قيس، وكعب بن الأشرف، وابن أبي الحقيق، وهم زعماء اليهود، فقالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ولاك عن قبلتك التي كنت عليها وأنت تزعم أنك على ملة إبراهيم، عليه السلام، ودينه، ارجع إلى قبلتك التي كنت عليها نتبعك ونصدقك، وإنما يريدون فتنته عن دينه، فأنزل الله تعالى: ﴿ سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [البقرة: 142]، ثم قال المسلمون: يا رسول الله، كيف بمن مات من إخواننا استقبال الكعبة. فأنزل الله تعالى: وما كان الله ليضيع إيمانكم، يعني: صلاتكم إلى بيت المقدس: إن الله بالناس لرؤوف رحيم".

 

وإن المتأمل لآيات تحويل القبلة - وهي ترد شبهات اليهود - يتبين له مدى ضراوة الحرب الإعلامية والفكرية التي شنها اليهود، وما زالوا إلى اليوم يسيطرون على القنوات والأبواق الإعلامية المسموعة والمرئية، وكل همهم هو تشويه صورة المسلمين وتشتيت شملهم، وحالهم كما قال الله تعالى: ﴿ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ﴾ [المائدة: 33].

 

ويتضح لنا أن اليهود أهل جحود وإنكار وهم قوم بهت كما وصفهم حبرهم السابق عبدالله بن سلام رضي الله عنه حينما أسلم، فقال: يا رسولَ اللهِ، إن اليهود قوم بُهْت، فاسألهم عني قبل أن يعلموا بإسلامي، فجاءت اليهود، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أي رجل عبد الله بن سلام فيكم؟!، قالوا: خيرنا وابن خيرنا، وأفضلنا وابن أفضلنا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام؟!، قالوا: أعاذه الله من ذلك، فأعاد عليهم فقالوا مثل ذلك، فخرج إليهم عبد الله فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، قالوا: شرنا وابن شرنا، وتنقصوه، قال: هذا كنتُ أخاف يا رسولَ الله)؛ رواه البخاري.

 

قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله: ﴿الذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ﴾، أحبار اليهود وعلماء النصارى: يقول: يعرف هؤلاء الأحبار من اليهود، والعلماء من النصارى: أن البيت الحرام قبلتهم وقبلة إبراهيم وقبلة الأنبياء قبلك، كما يعرفون أبناءهم؛ (تفسير الطبري).

 

ولولا موقف اليهود الجاحد المنكر لدعوة الإسلام، ما حدثت الفتنة التي حدثت بهذا الحجم، ذلك أن العرب كانوا لا يعرفون عن الأمر شيئًا إلا ما أخبرهم به اليهود، مع أنهم كان لديهم علم بنبوته صلى الله عليه وسلم وهو الذي عرفوه بمجرد قدومه عليهم، يروى أن عمر رضي الله عنه قال لعبدالله بن سلام: أتعرف محمدًا صلى الله عليه وسلم كما تعرف ولدك ابنك، قال: نعم وأكثر، نزل الأمين من السماء على الأمين، في الأرض بنعته فعرفته، وإني لا أدري ما كان من أمره.

 

يقول الشيخ محمد الطاهر بن عاشور رحمه الله في تفسيره التحرير والتنوير: ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 146].

 

جملة معترضة بين جملة ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب.. إلخ، وبين جملة ولكل وجهة إلخ اعتراض استطراد بمناسبة ذكر مطاعن أهل الكتاب في القبلة الإسلامية، فإن طعنهم كان عن مكابرة مع علمهم بأن القبلة الإسلامية حق.

 

قبلتنا تذكرنا: بضرورة تميز المسلمين عن غيرهم:

- لم يكن بُدٌّ من تمييز المكان الذي يتجه إليه المسلم في الصلاة والعبادة وتخصيصه؛ كي يتميز المسلم وينفرد بتصوره ومنهجه واتجاهه، فهذا التميز تلبية للشعور بالامتياز والتفرد؛ كما أنه بدوره ينشئ شعورًا بالامتياز والتفرد.

ومن هنا كذلك كان النهي عن التشبه بغير المسلمين في خصائصهم التي هي تعبير ظاهر عن مشاعر باطنة، عن شَدادِ بْنِ أَوْسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (خَالِفُوا الْيَهُودَ فَإِنهُمْ لَا يُصَلونَ فِي نِعَالِهِمْ، وَلَا خِفَافِهِمْ)؛ (رواه أبو داود وصححه الألباني).

 

وعَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - عَنِ النبِي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: (خَالِفُوا المُشْرِكِينَ: وَفرُوا اللحَى، وَأَحْفُوا الشوَارِبَ)؛ (رواه البخاري ومسلم).

 

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: (جُزوا الشوَارِبَ، وَأَرْخُوا اللحَى خَالِفُوا الْمَجُوسَ)؛ (رواه مسلم).

 

ولقد أدرك اليهود مدى حِرْص الرسول - صلى الله عليه وسلم - على هُوية الأمة وتميزها، والإمعان في مخالفتهم حتى قال قائلهم: مَا يُرِيدُ هَذَا الرجُلُ أَنْ يَدَعَ مِنْ أَمْرِنَا شَيْئًا إِلا خَالَفَنَا فِيهِ؛ (رواه مسلم).

 

قبلتنا تذكرنا بتخليص القلوب من نعرات الجاهلية:

- كان العرب يعظمون البيت الحرام في جاهليتهم، ولما كان الإسلام يريد استخلاص القلوب لله وتجريدها من التعلق بغيره، وتخليصها من كل نعرةٍ، وكل عصبيةٍ لغير منهج الله تعالى، فقد انتزعهم من الاتجاه إلى البيت الحرام، وشاء لهم الاتجاه إلى المسجد الأقصى لفترةٍ ليست بالقصيرة، وما ذاك إلا ليخلص نفوسهم من رواسب الجاهلية.

 

ثم لما خلصت النفوس وجهها الله تعالى إلى قبلةٍ خاصةٍ تخالف قبلة أهل الديانات السماوية الأخرى.

 

وقد وصف الله تعالى هذه القدرة على تخليص النفوس بأنها "كبيرة": ﴿ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى ﴾ [البقرة: 143].

 

قبلتنا تذكرنا: أن مَن عاش على القبلة مات عليها:

عن عبدالرحمن بن الحارث المخزومي، قال: اشتد وجعُ سعيد بن المسيب، فدخل عليه نافع بن جبير يعوده، فأُغمي عليه، فقال نافع: وجهوه إلى القبلة. ففعلوا، فأفاق، فقال: مَن أمركم أن تُحولوا فراشي إلى القبلة، أنافعٌ؟ قال: نعم، قال له سعيد: لئن لم أكن على القبلة والملة والله لا ينفعني توجيهُكم فراشي؛ (سير أعلام النبلاء).

 

وأخيرًا: التطبيق العملي من هذه المناسبة (تحويل القبلة) هو: تحويل حالنا مع الله؛ تحويل حالنا من العقائد المنحرفة والخرافات الضالة والشعارات الخادعة إلى العقيدة السليمة المستقيمة.

تحويل حالنا من ارتكاب المعاصي والخنا والمسكرات المخدرات والجرائم والفجور إلى العبادة والطاعة والعمل ليوم النشور.

 

تحويل حالنا من الكسل والخمول والتسكع إلي السعي والكسب والاجتهاد وابتغاء الرزق.

 

تحويل حالنا من الظلم والقهر والاستبداد، إلى العدل والحرية والمساواة.

 

تحويل حالنا من التشرذم والتحزب والتشتت والاختلاف إلى الوحدة والاتحاد والاعتصام والائتلاف.

 

تحويل حالنا من الحقد والغل والحسد والبغضاء لبعضنا البعض، إلى الحب والنقاء والإيثار والإخاء والتراحم فيما بيننا، ولا سيما ونحن مقبلون على شهر كريم؛ وقد سئل ابن مسعود: كيف كنتم تستقبلون رمضان؟ قال: ما كان أحدنا يجرؤ على استقبال الهلال وفي قلبه ذرة حقد على أخيه المسلم.

 

وبالجملة تغيير وتحويل شامل جمعه الله في قوله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11]، ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الأعراف: 96].

 

أيها المسلمون، ألا فلنتحول كما تحول الصحابة في حادث تحويل القبلة، نتحول بكل قوة وثقة إلى منهج الإسلام بكلياته وجزئياته، كما تحول الغر الميامين وهم ركوع.

 

وختامًا، أسأل مولانا الجليل، أن يغفر لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة، إنه ولي ذلك وهو على كل شيء قدير.

 

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وأقم الصلاة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تحويل القبلة تأصيل للشخصية الإسلامية
  • معالم التمايز في تحويل القبلة
  • تحويل القبلة تميز وتجرد، تأدب واستقلال
  • تحويل القبلة .. دروس وعبر
  • من آثار تحويل القبلة: تجنب ثالوث العداوة وبيان وسطية هذه الأمة
  • الحكمة من تحويل القبلة
  • تحويل القبلة وتميز الأمة وبيان خيريتها
  • تحويل القبلة.. إظهار الأوراق وكشف الأبواق
  • خطبة عن تحويل القبلة
  • العبرة من تحويل القبلة: التسليم والانقياد (خطبة)
  • تحويل القبلة دروس وعبر (خطبة)
  • تحويل القبلة حدث هام في تاريخ الإسلام والمسلمين
  • من دروس تحويل القبلة: بيان مواقف السفهاء
  • تحويل القبلة (خطبة)
  • تحويل القبلة: نظرات بين الواقع والتاريخ
  • شرح حديث البراء بن عازب في تحويل القبلة

مختارات من الشبكة

  • خطبة: وباء كورونا دروس ووقفات(مقالة - ملفات خاصة)
  • دروس من تحويل القبلة(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • دروس من تحويل القبلة(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • "إن الله معنا" درس من دروس الهجرة النبوية (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • تعظيم الله: درس من دروس رمضان 1445 هـ (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • دروس في النقد والبلاغة: الدرس الثامن عشر: التعبير الحقيقي والتعبير الخيالي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • دروس في النقد والبلاغة الدرس السابع عشر: الإيجاز والإطناب في الشعر(مقالة - حضارة الكلمة)
  • دروس القيادة: 39 درسا لتعلم قيادة السيارة (جير عادي) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • دروس في النقد والبلاغة الدرس السادس عشر: الإيجاز والإطناب(مقالة - حضارة الكلمة)
  • دروس في النقد والبلاغة: الدرس الخامس عشر: مقدمة في الإيجاز والإطناب(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/12/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب