• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (10)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    القلق والأمراض النفسية: أرقام مخيفة (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    آفة الغِيبة.. بلاء ومصيبة (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الإسلام هو السبيل الوحيد لِإنقاذ وخلاص البشرية
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    خطبة: فاعبد الله مخلصا له الدين (باللغة
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    المحافظة على صحة السمع في السنة النبوية (PDF)
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    اختيارات ابن أبي العز الحنفي وترجيحاته الفقهية في ...
    عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد التويجري
  •  
    القيم الأخلاقية في الإسلام: أسس بناء مجتمعات ...
    محمد أبو عطية
  •  
    فوائد من حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ...
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    لم تعد البلاغة زينة لفظية "التلبية وبلاغة التواصل ...
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    البشارة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    حديث: لا نذر لابن آدم فيما لا يملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    خطبة: شهر ذي القعدة من الأشهر الحرم
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    تفسير سورة الكافرون
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (4)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / عقيدة وتوحيد / التوحيد
علامة باركود

إلى الجنة بغير حساب

إلى الجنة بغير حساب
أحمد الجوهري عبد الجواد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 25/5/2015 ميلادي - 6/8/1436 هجري

الزيارات: 81939

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إلى الجنة بغير حساب


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

 

إلهي!

ما أضيق الطريق على من لم تكن دليله

وما أوضح الحق عند من هديته سبيله

إليك وجهت يا مولاي آمالي
فاسمع دعائيَ وارحم ضعف أحوالي
ولا تكلني إلى من ليس يَكْلَؤُني
وكن كفيلي فأنت الكافل الكالي

 

أما بعد فيا -أيها الإخوة-!

تحدثنا في اللقاء السابق عن فضل لا إله إلا الله وأنها طوق النجاة، وقلنا إن فضل التوحيد عظيم، ومن فضله أنه يكفر الذنوب والسيئات، وأنه أثقل وأعظم الحسنات، وأنه أفضل الأذكار والدعوات، وبالجملة فهو المنجي من عذاب النار، الموجب لجنة العزيز الغفار، ومن أعظم فضائل التوحيد - أيها الإخوة - أنه يُدخل من حققه الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب، وهذا هو موضوع حديثنا بمشيئة الله اليوم:

إلى الجنة بغير حساب:

وسننظم سلك هذا الموضوع كما اعتدنا في العناصر التالية:

أولاً: "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون".

ثانياً: من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب.

ثالثاً: وأخيرًا "وما لنا ألا نتوكل على الله"؟!

 

فأعيروني القلوب والأسماع - أيها الإخوة - والله أسأل أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

 

أولا: وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

أيها الإخوة جرت عادة القرآن الكريم والسنة الشريفة على الحث والترغيب في عمل الصالحات والتنفير والترهيب من ارتكاب السيئات، وبينا في ذلك كله الجزاء الأخروي - وربما الدنيوي - الذي ينتظر المحسن والمسيء من ثواب وعقاب ثم جنة ونار من مثل قوله -تعالى-: "﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ * إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ﴾[البينة: 6،8].

 

وأمثال ذلك في القرآن الكريم كله كثير ومن السنة ما روى البخاري ومسلم من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ -رضى الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ في سَبِيلِ اللَّهِ نُودِىَ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يَا عَبْدَ اللَّهِ، هَذَا خَيْرٌ. فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلاَةِ دعي مِنْ بَابِ الصَّلاَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دعي مِنْ بَابِ الْجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دعي مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دعي مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ ». فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ -رضى الله عنه- بأبي أَنْتَ وأمي يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا عَلَى مَنْ دعي مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ، فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ كُلِّهَا قَالَ « نَعَمْ. وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ » [1].

 

ولم تقف آيات القرآن وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عند حد الترغيب في دخول الجنة والترهيب من دخول النار فحسب، بل حثت المسلم على ضرورة السعي إلى معالي الأمور ورفعت همته عن سفاسفها فامتلأت آيات القرآن الكريم بآيات كقوله تعالى:

﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾" [آل عمران: 133]

وكقوله -تعالى-: "﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ﴾"

وكقوله -تعالى-: "﴿ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ﴾" وكقوله -تعالى-: "﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾".

 

إلى غير هذه الآيات من كتاب ربنا والتي من شأنها أن ترفع همم المؤمنين لنيل أرفع الدرجات وأشرفها وعدم الرضا بأقلها وأدناها.

 

وكذلك السنة النبوية حثت على ذلك ففي الحديث الذي أخرجه الطبراني وغيره بسند صحيح عن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله عز وجل كريم يحب الكرم ومعاليَ الأخلاق، ويُبغض سَفْسَافَها"[2].

 

وفي الطبراني وغيره عن فاطمة بنت الحسين عن حسين بن علي مرفوعا "إن الله يحب معالي الأمور وأشرافَها ويكره سَفْسَافها"[3].

 

وفي الحديث الذي أخرجه البخاري عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: « مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَأَقَامَ الصَّلاَةَ، وَصَامَ رَمَضَانَ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ هَاجَرَ، في سَبِيلِ اللَّهِ، أَوْ جَلَسَ في أَرْضِهِ التي وُلِدَ فِيهَا ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلاَ نُنَبِّئُ النَّاسَ بِذَلِكَ. قَالَ: "إِنَّ في الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ في سَبِيلِهِ، كُلُّ دَرَجَتَيْنِ مَا بَيْنَهُمَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ، فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ، وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ »[4].

 

ومن معنى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لأم حارثة الشهيد الأنصاري الذي استشهد ببدر وقد سألته قائلة: يا رسول الله قد عرفت منزلة حارثة مني، فإن يك في الجنة أصبر وأحتسب، وإن تكن الأخرى فليرين الله ما أصنع – تعني من البكاء وما تفعل النساء-، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « وَيْحَكِ أَوَهَبِلْتِ أَوَجَنَّةٌ وَاحِدَةٌ هي إِنَّهَا جِنَانٌ كَثِيرَةٌ، وَإِنَّهُ في جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ » [5].

 

فبمثل هذه النصوص -أيها الإخوة- رقّى القرآن والسنة همة المؤمنين ورفع إرادتهم وشد من أزرهم وعزيمتهم وأرشدهم أن يطلبوا معالي الأمور وأشرافها وأن يتركوا دونها وسفسافها، وإنما ينال من ينال هذا بالعلم فالعلم هو الدليل على كل خير وفضل وشرف، ورب رجل ظل يعمل طوال عمره عملاً لو اطلع على شيء من العلم عرف ما يجمع له حسنات ذلك العمر كله في عمل يوم وليلة فقط، بل وربما ساعة فالعلم يوفر الجهد والوقت ويوصل إلى المعالي من أقصر الطرق وحسبنا هذا الحديث الذي أخرجه مسلم عن جويرية أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة، فقال: ما زلت على الحال التي فارقتك عليها؟ قالت: نعم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد قلت بعدك أربع كلمات، ثلاث مرات، لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن، سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته [6].

 

أيها الإخوة!

وفي اللحظات القليلة الباقية سنلتقي بحوار ممتع جذاب حول هذا الموضوع في أن العلم يدل المرء على أقصر الطرق وأقربها إلى الله ومن أنفع هذه الطرق بل أنفعها وأقربها على الإطلاق تحقيقُ التوحيد فله فضل عند الله -تعالى- عظيم، فهو يأخذ بيد صاحبه إلى الجنة بغير حساب وهذا هو عنصرنا الثاني من عناصر اللقاء فضل تحقيق التوحيد -أيها الإخوة- لقد أثني الله -تعالى- على سيد من سادات الموحدين وقدوات المحققين وهو الخليل إبراهيم عليه السلام، فقال: "إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفاً ولم يك من المشركين".

 

قال بعض أهل العلم: "وصف الله خليله إبراهيم عليه السلام بأربع صفات هي:

الصفة الأولى: أنه كان أمة يعني قدوة في الخير.

 

الصفة الثانية: أنه كان قانتاً لله يعني ثابتاً على الطاعة مخلصاً عمله لله.

 

الصفة الثالثة: أنه كان حنيفاً يعني مقبلاً على الله معرضاً عما سواه.

 

الصفة الرابعة: أنه لم يك من المشركين، يعني هو بريء منهم ومن دينهم، وهذا هو تحقيق التوحيد يكون بهذه الأمور، وهذا الثناء من الله عليه لأنه حققها [7].

 

وقال -تعالى-: عن سادات الأولياء يمدحهم ويثني عليهم بسلامتهم من الشرك:

" ﴿ إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ﴾ [المؤمنون: 57 - 60].

 

عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية ﴿ والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة ﴾ قالت عائشة أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون قال لا يا بنت الصديق ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا يقبل منهم أولئك الذين يسارعون في الخيرات[8].


هذه الصفات العظيمة هي تحقيق التوحيد -أيها الإخوة- ولذلك أثنى الله على من حققها ومدحهم بها.

وفي الصحيحين[9] عن حصين بن عبد الرحمن قال: كنت عند سعيد بن جبير فقال: أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة [يسأل سعيد الجالسين عنده من منكم رأى الشهاب الذي سقط الليلة الماضية"، قال حصين: قلت: أنا، يعني أنا رأيت الشهاب، فدل هذا على أن هذا الرجل لم ينم بل كان ساهراً، ثم إنه خشي على نفسه من الرياء وأن يمدح بما ليس فيه ويحمد بما لم يفعل فاستدرك وقال: "أما إني لم أكن في صلاة" يعني لا تظنوا أني سهرت أتهجد، وهذا من ورع السلف رحمهم الله وابتعادهم عن الرياء وتزكية النفس لأن هذا ينافي الإخلاص، فهو خشي أن يمدح بما لم يفعل، ثم قال: "ولكني لدغت"، يعني السبب في كوني كنت مستيقظاً وقت نزول الشهاب أنني لدغت يعني أصابته عقرب أو نحوها بسمها.

 

فقال له سعيد: فما صنعت؟ قال: ارتقيت، يعني طلبت من يرقيني أي من يقرأ على شيئا من القرآن وهذا من أنفع الأدوية، لأن الله -تعالى- أنزل القرآن شفاء لكل الأمراض الحسية والمعنوية، قال -تعالى-: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴾ [الإسراء: 82] لكن ذلك مشروط باليقين أن تكون الرقية عن يقين من الراقي ويقين من المَرْقِيّ.

 

فلما سمع سعيد من حصين أنه ارتقى قال: "فما حملك على ما صنعت" يعني ما الذى دفعك إلى ذلك ما هو الدليل من الكتاب أو السنة على صحة ما فعلت فقد كانوا يتعبدون الله، لا يتعبدونه إلا بالوحي، فتنبه يا عبد الله ولا تُقْدِم على فعل شيء إلا بعد التأكد من جوازه شرعاً خصوصاً في أمر العلاج، لأن النفوس تتشبث بأي شيء لطلب الشفاء حتى ولو كان غير مشروع، فسعيد بن جبير -رحمه الله- خشي من هذا الأمر على صاحبه حصين بن عبد الرحمن وهو عالم فقيه تابعي جليل، فيا لله ماذا نقول نحن للذين يذهبون إلى المشعوذين والدجالين والسحرة والكذبة؟ هذا محرم يا عباد الله وقد يكون شركًا أكبر يُخرج صاحبه من الملة إذا ذبح لغير الله، أو دعا غير الله كولي أو غيره، أو استغاث بالأولياء أو بالجن والشياطين فإنه يخرج من الملة، ولو فرضنا أنه شفي ماذا ينفعه إذا ذهبت عقيدته وصح جسمه، هذا أمر وباب شر خطير جدّاً يجب التحرز منه.

 

فلما سأل سعيد حصيناً عن الدليل على ما فعله أجابه حصين بن عبد الرحمن عن دليله قائلاً: حديث حدثنيه الشعبي قال: وما حدثكم؟ قلت: حدثنا عن بريدة بن الحصيب -رضي الله عنه-أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا رقية إلا من عين أو حُمَة" يعني لا رقية أنفع وأشفى إلا لمن أصابه عين بسبب الحسد الذي يكون في بعض الناس إذا نظر إلى الأشياء أصيبت على أثر نظرته، لأن نظره مسموم، وهذا من عجائب خلق الله وقدرته أنه يجعل بعض الأنظار مسمومة، والعين حق، لا كما يظن بعض الناس أن الحسد من الخرافات!! كيف ذلك وقد ذكره الله في القرآن فقال: ﴿ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴾ [الفلق: 5] "وذكره النبي - صلى الله عليه وسلم - في السنة فقال عليه الصلاة والسلام: "العين حق، ولو أن شيئاً سبق القدر لسبقته العين"، فمن علاج العين الذي وضعه الشرع الرقيةُ بأن يُقرأ على المصاب: الفاتحة والمعوذتان فالرقية تنفع من العين والحسد.

 

وكذلك تنفع من الحُمَة" لا رقية إلا من عين أو حُمَة" والحمة هي اللدغة كما حدث لصاحب هذه القصة وهو محل الشاهد الذي لأجله ساق الحديث "لا رقية إلا من عين أو حمة" ومعنى الحديث: أنها تنفع في هذين النوعين نفعاً مؤكداً وليس المقصود حصر النفع في هذين الشيئين فقط أو أنها - والله أعلم - مثال لنوعيهما فالعين من نوع الأمراض المعنوية والحمة أي اللدغة من نوع الأمراض الحسية فيكون معنى ذلك أن الرقية تشفي من الأمراض كلها، ولما أتى حصين بن عبد الرحمن بالدليل على ما فعل قال له سعيد بن جبيرٍ - يثني عليه ويمدحه لأجل ذلك ـ: "قد أحسن من انتهى إلى ما سمع" يقول: جزاك الله خيراً أنك فعلت ما فعلت بدليل عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا من أدبهم مع حديث رسول الله ثم رأى سعيد بن جبير أن يفيد حصيناً بفائدة عظيمة أعظم من التي فعلها وأفضل: قد أحسن من انتهى إلى ما سمع، ولكن أي: ولكن هناك ما هو أحسن فإن كنت فعلت الحسن فهناك ما هو أحسن، فأراد أن يرقيه من الحسن إلى الأحسن، قال: "ولكن حدثنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "عُرِضَت علىّ الأممُ أي أري النبي صلى الله عليه وسلم الأمم السابقة وهذه معجزة من معجزات المصطفى صلى الله عليه وسلم وقد صح في سنن الترمذي أن هذا العرض كان ليلة الإسراء والمعراج[10]فلما نظر النبي إلى الأمم تمر عليه يقول المصطفى: "فرأيت النبي ومعه الرَّهْط" يعني العدد القليل الذي يقل عن عشرة أفراد وفي رواية" ومعه الرُّهَيْط"، يعني أقل من عشرة ضرورة، -أيها الإخوة-! لم يتبع ذلك النبي من أمته إلا دون العشرة وبقية الأمة كفروا به،"وَمَا آَمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ بل" اسمعوا يقول المصطفى: "فرأيت النبي ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد" يؤمن بنبي أقل من عشرة وربما رجلان أو رجل أو لا يؤمن به أحد من أمته على الإطلاق، ولا يدخل الجنة من أمته أحد، لأنه ليس فيهم موحد، فيدخل ذلك النبي الجنة وحيداً فريداً ليس معه أحد، نسأل الله أن يحفظ علينا توحيدنا.

 

ولهذا -أيها الإخوة- لا ينبغي لنا على الإطلاق أن نحتج بكثرة أهل الباطل على أهل الحق لأنهم قلة، وكذلك لا يصح للبعض أن يحتج بموقف هؤلاء الأنبياء الذين لم يتبعهم أحد بأنهم على الحق لأنهم مثلهم في قلة، بل الحق والصواب أن ننظر فيما نحن عليه فإذا كنا على الكتاب الكريم وعلى السنة المطهرة وكنا على منهج الصحابة والسلف الصالح عليهم رضوان الله فلا تغرنا كثرة ولا تضرنا قلة.

 

قال بعض السلف: "اسلك سبيل الحق ولا يضرك قلة السالكين، وإياك وطرق أهل الضلال ولا يغرنك كثرة الهالكين"، أسأل الله لي ولكم السلامة من كل سوء.

 

أيها الإخوة:

وبينما النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المشهد العجيب والمنظر المبهر المهيب نظر فرأى موقفاً طيباً تمناه في نفسه لأمته، يقول صلى الله عليه وسلم: "إذ رفع لي سواد عظيم"- أي خلق كثير- فظننت أنهم أمتي، فقيل لي: هذا موسى وقومه، فنظرت فإذا سواد عظيم، فقيل لي: هذه أمتك، ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب" الموقف موقف القيامة واليوم يوم الحساب فالخلائق تحاسب، منهم من يحاسب حساباً يسيراً ومنهم من يحاسب حساباً شاقاً عسيراً، ومنهم من يقرر بأعماله وهم الكفار على الراجح من أقوال أهل العلم يقررون بكفرهم ثم يؤمر بهم إلى النار، الموقف أهوال عظام وشدائد صعاب، وفي هذا الموقف الرهيب المهيب ينادى على طائفة من الموحدين من أمة المصطفى صلى الله عليه وسلم ليدخلوا الجنة بغير حساب، فمن هؤلاء يا ترى.

 

قف أخي الحبيب معي وقفة قصيرة لتتساءل معي أولًا: كم عدد هذه الطائفة؟ قد ذكر الحديث الذي معنا أنهم سبعون ألفاً.

 

قَالَ الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في الفتح[11]: وَقَدْ وَقَعَ فِي أَحَادِيث أُخْرَى أَنَّ مَعَ السَّبْعِينَ أَلْفًا زِيَادَة عَلَيْهِمْ، فَفِي حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة عِنْد أَحْمَد وَالْبَيْهَقِيِّ فِي الْبَعْث عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "سَأَلْت رَبِّي فَوَعَدَنِي أَنْ يُدْخِل الْجَنَّة مِنْ أُمَّتِي" فَذَكَرَ الْحَدِيث وقال: "فَاسْتَزَدْت فَزَادَنِي مَعَ كُلّ أَلْف سَبْعِينَ أَلْفًا" وَسَنَده جَيِّد، قال الحافظ: وَجَاءَ فِي أَحَادِيثَ أُخْرَى أكثر مِنْ ذَلِكَ: فَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيّ وَحَسَّنَهُ وَالطَّبَرَانِيُّ وَابْن حِبَّان فِي صَحِيحه مِنْ حَدِيث أَبِي أُمَامَةَ رَفَعَهُ" وَعَدَنِي رَبِّي أَنْ يُدْخِل الْجَنَّة مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا مَعَ كُلّ أَلْف سَبْعِينَ أَلْفًا لَا حِسَاب عَلَيْهِمْ وَلَا عَذَاب، وَثَلَاث حَثَيَات مِنْ حَثَيَات رَبِّي"، وَفِي صَحِيح اِبْن حِبَّان أَيْضًا وَالطَّبَرَانِيِّ بِسَنَدٍ جَيِّد مِنْ حَدِيث عُتْبَةَ بْن عَبْد نَحْوه بِلَفْظِ" ثُمَّ يَشْفَع كُلّ أَلْف فِي سَبْعِينَ أَلْفًا، ثُمَّ يُحْثِي رَبِّي ثَلَاث حَثَيَات بِكَفَّيْهِ" وَفِيهِ: "فَكَبَّرَ عُمَر أي قال عمر: الله أكبر، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ السَّبْعِينَ أَلْفًا يُشَفِّعُهُمْ اللَّه فِي آبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتهمْ وَعَشَائِرهمْ وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُون أَدْنَى أُمَّتِي الْحَثَيَات" وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ وَزَادَ: "قَالَ قَيْس فَقُلْت لِأَبِي سَعِيد: سَمِعْته مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَقَالَ رَسُول صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَذَلِكَ يَسْتَوْعِب مُهَاجِرِي أُمَّتِي وَيُوَفِّي اللَّه بَقِيَّتَهُمْ مِنْ أَعْرَابِنَا" وَفِي رِوَايَة لِابْنِ أَبِي عَاصِم قَالَ أَبُو سَعِيد" فَحَسَبْنَا عِنْد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَلَغَ أَرْبَعَة آلَاف أَلْف وَتِسْعَمِائَةِ أَلْف" يَعْنِي مَنْ عَدَا الْحَثَيَات وَقَدْ وَقَعَ عِنْد أَحْمَد وَالطَّبَرَانِيِّ مِنْ حَدِيث أَبِي أَيُّوب نَحْو حَدِيث عُتْبَةَ بْن عَبْد وَزَادَ" وَالْخَبِيئَة - بِمُعْجَمَةٍ ثُمَّ مُوَحَّدَة وَهَمْزَة وَزْن عَظِيمَة - عِنْد رَبِّي" أي - والله أعلم لا يزال لدي الأمل في أن ما يخبئه الله لي من الكرامة كثير وعظيم.

 

وَعِنْد أَحْمَد عَنْ أَنَس رَفَعَهُ" إِنَّ اللَّه وَعَدَنِي أَنْ يُدْخِل الْجَنَّة مِنْ أُمَّتِي أَرْبَعمِائَةِ أَلْف، فَقَالَ أَبُو بَكْر: زِدْنَا يَا رَسُول اللَّه، فَقَالَ: هَكَذَا وَجَمَعَ كَفَّيْهِ، فَقَالَ: زِدْنَا. فَقَالَ وَهَكَذَا. فَقَالَ عُمَر حَسْبك أَنَّ اللَّه إِنْ شَاءَ أَدْخَلَ خَلْقَهُ الْجَنَّة بِكَفٍّ وَاحِدَةٍ، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَدَقَ عُمَر" قال الحافظ عن هذا الحديث: وَسَنَده جَيِّد.

 

لله در أبي بكر وعمر وجزاهما الله عنا كل خير ومعروف وبر فقد أسديا إلى الأمة كل خير، ثم يكون جزاؤهما من بعض من ينتسب إلى الإسلام أن يسبهما وهل يسب الخيران؟! فإلى الله المشتكى.

إيّاكَ والبدع المضلّة إنها
تهدي إلى نار الجحيم وتورد
وعليك بالسنن المنيرة فاقْفُها
فهي المحجة والطريق الأقصد
فالأكثرون بمبدعات عقولهم
نبذوا الهدى فتنصّروا وتهودوا
منهم أناسٌ في الضلال تجمّعُوا
وبسبِّ أصحاب النبيِّ تفَرّدوا
قد فارقوا جمع الهدى وجماعة الإ
سلام، واجتنبوا الهدى وتمردوا
باللهِ يا أنصارَ دينِ محمد
نوحوا على الدين الحنيف وعددوا
لَعِبت بدينكم الروافض جهْرةً
وتألّبوا في دحضه وتحشدوا
نصبوا حبائلهم بكلِّ بليةٍ
وتغلّظوا في المعضلات وشددوا
ورموا خيارَ الخلق بالكذب الذي
هم أهله، لا مَنْ رَمَوْهُ وأفسدوا
عابوا الصحاب وهم أجل مراتباً
في الفخر في أفق السماء وأمجدُ
ولرُتبة الصدِّيق جفّ لسانهم
يبغون وَهْي من التناول أبعدُ
أوَ ما هو السَّباق في عرف العلى
ولقد زكى من قبل منه المَحْتِدُ
ولقد أشار بذكره ربُّ العُلى
فثناؤه في المكرمات مسددُ
نطقَ الكتاب بمجده الأعلى ففي
آي الحديد مناقبٌ لا تنفدُ
لا يستوي منكم وفيها مقنع
والليلُ يثبتُ فضلَه ويؤكدُ
وبراءة تثني بصحبته وهل
يُزْرِى على الصدِّيق إلا مُلْحدُ
أو ما هو الأتقى الذي استولى
على الإخلاص طارف ماله والمتلدُ
لما مضى لسبيله خير الورى
وحوى شمائله صفيحٌ ملحدُ
مَنَعَ الأعاريبُ الزكاةَ لفقده
وارتدّ منهم حائر مترددُ
وتوقدت نار الضلال وخالطت
إبليس أطماع كوامن رصدُ
فرمى أبو بكر بصدق عزيمةٍ
وثبات إيمان ورأي يحمدُ
فتمزقت عُصب الضَّلال وأشرقت
شمسُ الهدى وتقوم المتأودُ
وهو الموفّقُ للصواب كأنما
مَلَكٌ يصوّبُ قوله ويسدّدُ
بوفاقه آي الكتاب تنزلت
وبفضله نطق المشفّع أحمدُ
لو كانَ من بعدي نبيّاً كُنْتَهُ
خبراً صحيحاً في الرواية يسندُ
وبعدله الأمثال تُضرب في الورى
وفُتوحُه في كل قُطْرٍ توجدُ
وتمامُ فضلها جوارُ المصطفى
في تربةٍ فيها الملائك تُحشدُ
وتعمّقوا في سبِّ عُثمانَ الذي
ألفاه كُفواً لابَنتْيهِ محمدُ
ولبيعة الرضوان مدَّ شمالَه
عوضَ اليمين وهي منه أوكدُ
وحباهُ في بدرٍ بسهم مجاهد
إذ فاته بالعذر ذاك المشهدُ
من هذه من بعض غر صفاته
ما ضره ما قال فيه الحُسَّدُ
ثم ادّعوا حبَّ الإمام المرتضى
هيهات مطلبهم عليهم يبعدُ
أنى وقد جحدوا الذين بفضلهم
أثنى أبو الحسن الإمام السيِّدُ
ما في عُلاه مقالة لمخالف
فمسائل الإجماع فيه تعقدُ
ولنحن أولى بالإمام وحبِّه
عَقدٌ ندينُ به الإلهَ مؤكَّدُ
وولاؤه لا يستقيم ببغضهم
واضرب لهم مثلاً يغيظ ويكمدُ
مِثلُ الذي جحدَ ابن مريمَ وادّعى
حب الكليم وتلك دعْوى تفسدُ
وبقذف عائشة الطهور تجشموا
أمراً تظل له الفرائص ترعدُ
تنزيهها في سبع عشرة آيةٍ
والرافضيُّ بضدّ ذلك يشهدُ
لو أنَّ أمرَ المسلمين إليهم
لم يبقَ في هذي البسيطة مسْجدُ
ولو استطاعوا لا سعت بمرامهم
قَدمٌ ولا امتدت بكفِّهم يدُ
لم يبقَ للإسلام ما بين الورى
علمٌ يسود ولا لواء يُعْقدُ

 

كان أبو بكر وعمر رضى الله عنهما سببا في ازدياد هذا العدد زيادة هائلة الخلاصة أن هذا العدد كبير جداً جداً -أيها الإخوة-.

 

هذا -أيها الإخوة- عن عددهم وهو كثرة لا تحد وأما عن صفتهم فهي حسن لا يوصف فقد روى البخاري من حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: « يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِى زُمْرَةٌ هي سَبْعُونَ أَلْفًا، تُضِىءُ وُجُوهُهُمْ إِضَاءَةَ الْقَمَرِ »[12].

 

وعن سهل بن سعد قال: قال النبي صلى الله عليه و سلم « لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِى سَبْعُونَ أَلْفًا أَوْ سَبْعُمِائَةِ أَلْفٍ - شَكَّ في أَحَدِهِمَا - مُتَمَاسِكِينَ، آخِذٌ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ، حَتَّى يَدْخُلَ أَوَّلُهُمْ وَآخِرُهُمُ الْجَنَّةَ، وَوُجُوهُهُمْ عَلَى ضَوْءِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ». [13] وعَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَفَعَهُ: "أَوَّل زُمْرَة تَدْخُل الْجَنَّة عَلَى صُورَة الْقَمَر، وَاَلَّذِينَ عَلَى آثَارهمْ كَأَحْسَن كَوْكَب دُرِّيّ فِي السَّمَاء إِضَاءَة"[14].

 

وَأَخْرَجَ مُسْلِم مِنْ حَدِيث جَابِر"فَتَنْجُو أَوَّل زُمْرَة وُجُوههمْ كَالْقَمَرِ لَيْلَة الْبَدْر سَبْعُونَ أَلْفًا لَا يُحَاسَبُونَ"[15] ما أكثرهم وما أحسنهم ما أوفرهم وما أبهاهم وأنضرهم.

 

فمن هؤلاء يا ترى!! من هؤلاء السعداء الذين يدخلون الجنة بدون حساب ولا عذاب؟!

إن أصحاب النبي- صلى الله عليه وسلم- شغلهم هذا الوصف من رسول الله لهؤلاء الأخيار الذين لا يقفون في أرض المحشر للحساب بل يدخلون الجنة بلا سابق عذاب فذهبوا يتوقعون، فقال بعض الصحابة: فَلَعَلَّهُمُ الَّذِينَ صَحِبُوا رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. هؤلاء هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين صحبوا رسول الله، الذين اكتحلت عيونهم برؤية الحبيب محمد وآمنوا له وصدقوه واتبعوا النور الذى أنزل معه كذا قال بعضهم وحق لهم فالصحبة شرفها عظيم.

 

وقال بعض: فَلَعَلَّهُمُ الَّذِينَ وُلِدُوا في الإِسْلاَمِ وَلَمْ يُشْرِكُوا بِاللَّهِ. وهذه هي الأخرى عظيمة جليلة فمن نشأ في الإسلام وتربى وترعرع في بستان التوحيد وتغذي وتنفس رياض الإيمان والسنة فقد فاز فوزاً عظيماً.

 

وفجأة وهم يتحدثون ويخوضون ويتناقشون يذكرون من يكون هؤلاء، منهم من قال: هم الصحابة ومنهم من قال هم الذين ولدوا في الإسلام فلم يشركوا بالله شيئا وذكروا أشياء وضحت بعض الروايات أنهم ذكروا أيضاً الشهداء وفي بعضها أنهم ذكروا أنهم الذين رقت قلوبهم للإسلام. [16].

 

المهم أنهم صاروا يتناقشون وفجأة خرج عليهم النبي –صلى الله عليه وسلم: "قال: ما الذي تخوضون فيه؟ فأخبروه، وهذا النقاش من الصحابة في أمرهم يدل على حرص الصحابة رضوان الله عليهم على أبواب الخير وطرق المعروف والاهتمام بما ينفع في الآخرة، ويوصل إلى رضا الله، ولقد فعل النبي معهم ذلك، أي تركهم ونهض لأجل أن يثير في أنفسهم وهمتهم هذا الحرص وينميه ويشوقهم إلى ما لأجله حدثهم بهذا الحديث فلما عرف أنهم قد وصلوا إلى ما يريد من هدف النقاش كشف لهم الستار عن حقيقة هؤلاء السعداء الأبرار وعرفهم من هم فقال:

« هُمُ الَّذِينَ لاَ يَسْتَرْقُونَ، وَلاَ يَتَطَيَّرُونَ، وَلاَ يَكْتَوُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ».

 

فذكر في وصفهم خمس صفات:

1- لا يرقون، 2ـ ولا يسترقون، 3ـ ولا يكتوون، 4ـ ولا يتطيرون، 5ـ وعلى ربهم يتوكلون.

 

وهذه الصفات كلها من توحيد المرء لله -تبارك وتعالى- فتعالوا نتعرف إلى هذه الصفات.

 

الصفة الأولى لا يرقون، ومعنى ذلك أنهم تركوا كل الرقي التي كانوا يرقون بها في الجاهلية، فإذا رقوا أحداً كانت رقاهم مأخوذة من كتاب الله وسنة نبيه أو موافقة لما فيهما روى مسلم من حديث عوف بن مالك -رضي الله عنه-قال: كنا نرقى في الجاهلية فقلنا: يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟ فقال: اعرضوا على رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك[17]فعلى هذا فالرقية جائزة مباحة إذا كانت خالية من الشرك، أما إذا كان فيها شرك فإنها تكون ممنوعة محرمة لا يحل للإنسان أن يَرقى أو يُرقىَ.

 

وليس المقصود أن المسلم لا يرقى أحداً لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يرقي ورقاه جبريل وعائشة، وكذلك الصحابة كانوا يرقون والرقية من النفع الذي يطلب من المسلم ففي الصحيح من حديث جابر -رضي الله عنه-قال: كان لي خال يرقى من العقرب فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقي، فأتاه فقال: يا رسول الله: إنك نهيت عن الرقي وأنا أرقي من العقرب فقال: من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل"[18].

 

فالمقصود -أيها الإخوة- أن الموحد الذي حقق توحيده يبعد كل البعد عن استخدام الرقي التي تحتوي على شرك بالله وإن اقتصر على رقي القرآن الكريم والسنة المطهرة كالمعوذتين والفاتحة وما ورد من رقي النبي صلى الله عليه وسلم كان أفضل وآمن.

 

الصفة الثانية: لا يسترقون، أي لا يطلبون من أحد أن يقرأ عليهم، لماذا؟

أولاً: لقوة اعتمادهم على الله وشدة توكلهم عليه سبحانه، فهم يطلبون ذلك منه وحده.

ثانياً: لعزة نفوسهم عن التذلل لغير الله، فإن في السؤال مذلة.

ثالثاً: حفاظاً على قلوبهم أن تتعلق بغير مَن بيده النفع والضر وحده سبحانه [19].

 

فهم لا يسترقون، لا يطلبون من أحد أن يرقيهم، ليحفظوا توحيدهم أن تلتفت قلوبهم إلى غير الله -تعالى-.

 

وأصل الاسترقاء مباح - -أيها الإخوة- - لكن يطلب التنزه عنه والترفع لمن أراد أن يكون من هذه الصفوة والدليل على إباحته ما روي البخاري ومسلم من حديث أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة فقال: "استرقوا لها فإن بها النظرة"[20]، فالاسترقاء مباح لكنه يحرم الإنسان من أن يكون ضمن هذه الزمرة المباركة والطائفة الميمونة.

 

لكن السؤال الآن -أيها الإخوة-! هل من رقاه غيره بغير طلب منه يخرج من دائرة الذين يدخلون الجنة بغير حساب؟

والجواب: لا فإن جبريل وعائشة رقيا النبي-صلى الله عليه وسلم- وفي هذا دليل على أن من رقاه غيره من غير طلب منه لا يخرج عنهم بل لا يزال منهم إن أكمل بقية الصفات، أما الذي طلب ذلك فإنه لا يكون من هذه الطائفة المباركة.

 

الصفة الثالثة: "لا يكتوون" أي لا يطلبون من أحد أن يكويهم والكي كما نعلم دواء في بعض الأحيان لبعض الأمراض وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن فيه شفاء كما في الحديث الذي أخرجه البخاري من حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « الشِّفَاءُ في ثَلاَثَةٍ شَرْبَةِ عَسَلٍ، وَشَرْطَةِ مِحْجَمٍ، وَكَيَّةِ نَارٍ، وَأَنْهَى أُمَّتِى عَنِ الْكَىِّ ». وفي رواية: وما أحب أن أكتوي[21] فأخبر أن فيه شفاء لكنه نهى عنه وأخبر أنه لا يحبه وهذا -أيها الإخوة- على سبيل الكراهة، فالكي على هذا مكروه وتركه أولى وأفضل، أما إذا تحقق المرء من أنه لا علاج إلا هو فلا شيء عليه إذا فعل فقد روى مسلم عن جابر رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى أبي بن كعب طبيباً فقطع له عرقاً وكواه"[22].

 

قال ابن القيم: تضمنت أحاديث الكي أربعة أنواع: أحدها: فعله، والثاني: عدم محبته له، والثالث: الثناء على من تركه، والرابع: النهي عنه، ولا تعارض بينهما بحمد الله فإن فعله له يدل على جوازه وعدم محبته له لا يدل على المنع منه وأما الثناء على تاركيه فيدل على أن تركه أولى وأفضل، وأما النهي عنه فعلى سبيل الاختيار والكراهية.

 

وقال العلماء: إن المريض إذا ابتلى بمرض يُعلم بالعادة المطردة هلاكُ المريض به إذا لم يعالج وجب عليه العلاج وحرم عليه تركه فكذلك الكي إذا كان هو العلاج الوحيد أما إذا كان هناك غيره فالأفضل تركه.

 

الصفة الرابعة: "ولا يتطيرون" أي: لا يتشاءمون بالطيور أو بغيرها، كمن يتشاءم من رقم معين أو طريق معين أو شخص معين أو ساعة معينة كالجهال الذين يقولون: في يوم الجمعة ساعة نحس وكذبوا بل في يوم الجمعة ساعة إجابة، وكذا هناك من يتشاءم بصوت الغراب أو البومة فالصحيح أن المرء لا يتشاءم بهذه الأشياء ولا يتفاءل بها فإنه من عمل الجاهلية فعن عكرمة قال: كنت عند عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فمر طائر فصاح، فقال رجل: خيراً خيراً فقال ابن عباس رضي الله عنهما: ما عند هذا من خير ولا شر.

 

نعم ما في الطيرة خير ولا شر فلا يأتي بالخير والشر إلا الله -عز وجل-، لذلك لا ينبغي على الإطلاق أن نتشاءم من شيء حتى لا نقع في الشرك بالله، نعم الشرك، فإن التطير باب من أبواب الشرك كما صح في الحديث الذي أخرجه أبو داود وغيره من حديث ابن مسعود -رضي الله عنه-أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "التطير شرك". قال ابن مسعود: "وما منا إلا، ولكن الله يُذهبه بالتوكل"[23].

 

والمقصود بقوله: وما منا إلا، يعني إلا من يقع في قلبه شيء من ذلك، فحذار عباد الله فإن الأمر خطير، من ادعى أن شيئاً يأتي بالخير أو الشر دون دليل شرعي كان كاذباً على الله ورسوله وكاذباً على القدر وكان ذلك منه ذريعة للشرك الأكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

 

فما هو الحل لهذه المسألة فإن المرء لا شك يقع في قلبه شيء من هذا؟ ما هو الحل؟

الحل -أيها الإخوة-: والعلاج مباشرة من فم المصطفى صلى الله عليه وسلم فيما روى ابن السني وابن أبي شيبة عن عروة بن عامر -رضي الله عنه-قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الطيرة فقال: أصدقها الفأل، ولا يرد مسلماً، وإذا رأيتم من الطيرة شيئاً تكرهونه فقولوا: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يذهب بالسيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك" [24].

 

فلا تبال - أيها الحبيب - بما رأيت من شيء تشاءمت منه بل امض وتوكل على الله فإن التوكل على الله يذهب ذلك التطير كما قال ابن مسعود: "ولكن الله يذهبه بالتوكل".

 

ولهذا ختم النبي صلى الله عليه وسلم هذه الصفات الخمس بصفة جامعة عامة شاملة فقال عليه الصلاة والسلام.

 

الصفة الخامسة: "وعلى ربهم يتوكلون" وهذا هو عنصرنا الثالث من عناصر اللقاء: وما لنا ألا نتوكل على الله، نعم فالتوكل على الله هو نهاية تحقيق التوحيد وهو جماع الإيمان والتوكل الحقيقي هو صدق اعتماد القلب على الله والسؤال كيف يحصل التوكل؟ والجواب: يحصل التوكل إذا وثق العبد بربه وعلم أن الأمور كلها بيده، ثم أخذ بعد ذلك بالسنة فباشر الأسباب مع اعتقاده أن الأسباب لا تضر ولا تنفع إلا بأمر مسبب الأسباب جل جلاله فإن فعلنا ذلك -أيها الإخوة- فقد حققنا التوحيد إذا جمعنا هذه الصفات الخمس: "الذين لا يرقون، ولا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون".فمن لها -أيها الإخوة-؟ من الذي يشتاق أن يدخل الجنة بغير حساب ولا سابق عذاب؟

ألا من رجل موحد يقول: أنا؟ أين أصحاب الهمم العالية؟

أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي خلق فسوى، وقدر فهدى، وأغنى وأقنى، وجعلنا من خير أمة تأمر وتنهى، والصلاة والسلام على خير الورى، وما ضل وما غوى، وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى.

 

أما بعد، فيا أيها الإخوة!

ما إن سمع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الخبر حتى قام واحد منهم، ترى من هو؟ إنه عكاشة بن محصن الأسدي أحد السابقين إلى الإسلام صاحب بدر وغيرها من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بل وصاحب المشاهد بعد وفاة المصطفى في حروب الردة وغيرها مع الصديق.

 

قام عكاشة فقال: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال صلى الله عليه وسلم قال: أنت منهم.

 

أنت منهم! يا الله، ويستحقها فقد روى أصحاب السير أنه بينما المعركة –معركة بدر- دائرة والقتال مستمر وعكاشة بن محصن في المقاتلين إذا بسيفه ينقطع من الضرب في يده، لشدة شجاعته وبلائه انكسر السيف فكيف يقاتل؟ فأتى القائد أتى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في العريش –مركز القيادة- وشكا إليه انقطاع سيفه اسمع فتناول النبي صلى الله عليه وسلم عوداً من حطب وقال: قاتل بهذا يا عكاشة، فلما أخذه من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم هزه في يده فعاد سيفاً في يده طويل القامة شديد المتن، أبيض الحديدة، فقاتل حتى فتح الله على المسلمين، وكان ذلك السيف يسمى "العَوْن" ومازال مع عكاشة يقاتل به حتى قتل –رضي الله عنه- في حرب الردة على عهد أبي بكر -رضي الله عنه- فكان هذا السيف آية النبوة المحمدية القوية وعلامة ودلالة على عظم توكل عكاشة -رضي الله عنه- [25]هذا -أيها الإخوة- هو صاحب السبق متوكل على الله، في كل مجال يسعى ليرضى الله، ولذا قال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أنت منهم"، ثم قام رجل آخر فقال: ادع الله، أن يجعلني منهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "سبقك بها عكاشة".

 

صلى الله على صاحب الخلق الكريم العظيم، لما علم النبي بما علمه ربه أن الرجل ليس أهلاً لتلك المنزلة وأنه لذلك لن يجيبه إلى مطلبه، اختار ألطف الكلمات وألينها مع حسن أدب وجمال منطق فقال: سبقك بها عكاشة، أبى النبي أن يُحتَجَز من هذه المقاعد كلها إلا مقعد واحد ولو فتح الباب لاكتملت المقاعد أو كادت لكنها في السبق معدة لا زالت للمتسابقين كما قال الله -تعالى-: ﴿ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ ﴾ [الواقعة: 13، 14].

 

فمن منا -أيها الإخوة- يرجو أن يكون من هؤلاء الذين حققوا التوحيد بتمام توكلهم على العزيز الحميد.

 

كيف نحقق التوحيد؟ في نقاط سريعة هي خلاصة هذه الخطبة أسأل الله أن يجعلنا من الذين يدخلون الجنة بغير حساب:

أولا: يتحقق التوحيد إذا أتى المرء بأركانه، فعبد الله تعالى واتبع رسوله صلى الله عليه وسلم، فحقق العبادة بالبعد عن الشرك، وحقق الاتباع بالبعد عن البدع.

 

ثانيا: يتحقق التوحيد إذا أتى المرء بمقتضياته فأتى بالواجبات وتجنب المحرمات وترك المكروهات، وهذا يقتضي معرفة ما يحبه الله ورسوله لنحافظ عليه وما يكرهه الله ورسوله لنبعد عنه ونجتنبه ولا يكون هذا إلا بالعلم فخصص من وقتك جزءًا لتتعلم عن الله ورسوله على أيدي العلماء الربانيين وهذا واجب.

 

ثالثاً وأخيراً: يتحقق التوحيد إذا دعونا إليه وحفزنا الناس إليه، فبعدما تعلمنا نحن التوحيد وعملنا به يجب علينا أن نعلمه الناس وندعوهم إليه حتى نفيء بهم إلى رياض التوحيد الماتعة وبساتينه اليانعة وحدائقه الغناء الرائعة بعيداً عن حر الشرك وقيظه فإن الشرك خطره عظيم وشره كبير وضرره مستطير وخطير وهذا ما سوف نتعرف إليه بمشيئة الله تعالى في لقاءاتنا القادمة إن قدر الله لنا اللقاء والبقاء. ألا فاحمدوا الله يا إخوان الذي هدانا لهذا الدين، وشرَّفنا بهذا الدين، وأكرمنا بهذا الدين، ورفع قدرنا بهذا الدين، يوم ضلَّ غيرُنا من العاملين.

 

اللهم أصلح ذات بيننا، وألف بين قلوبنا، واهدنا سبل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا وأزواجنا وذرياتنا، واجعلنا شاكرين لنعمتك، مُثْنِينَ بها، قابليها، وأتمها علينا.. الدعاء.



[1] أخرجه البخاري (3666) ومسلم (1027).

[2] أخرجه أبو الشيخ في"أحاديثه"(12/1) و الحاكم (1/ 48) و أبو نعيم في"الحلية"(3/ 255 و 8/ 133) والسلفي في"معجم السفر"(18/1)، وهو في السلسلة الصحيحة"3/ 366.

[3] أخرجه الطبراني رقم (2894) و ابن عدي (114/1) و القضاعي (89/2)، وهو في السلسلة الصحيحة"4/ 168.

[4] أخرجه البخاري (2790).

[5] أخرجه البخاري 3982.

[6] أخرجه مسلم 7088.

[7]إعانة المستفيد (1/ 77، 78)، للعلامة صالح الفوزان، بتصرف، مؤسسة الرسالة، الثالثة، 1423، 2002.

[8] أخرجه الترمذي (3175)، وابن ماجه (4198)، وصححه الألباني في الصحيحة (162).

[9] أخرجه البخاري (5752، 3410، 5705، 6541، 6472)، ومسلم (220).

[10] أخرجه الترمذي (2446) وصححه الألباني في صحيحه، وانظر: فتح الباري (18/ 389).

[11] فتح الباري (18/ 389).

[12] أخرجه البخاري (6542) ومسلم (215).

[13]أخرجه البخاري (6554) ومسلم (219).

[14]أخرجه البخاري (3327) ومسلم (2834).

[15] أخرجه مسلم 489.

[16] فتح الباري (18/ 389).

[17] أخرجه مسلم 5862.

[18] أخرجه مسلم 5857.

[19] القول المفيد (60) للعلامة ابن عثيمين -رحمه الله تعالى-، مكتبة الرحاب

[20]أخرجه البخاري (5739).

[21] أخرجه البخاري (5683)، ومسلم (2205).

[22] أخرجه مسلم (5875).

[23] أخرجه أبو داود (3910) والترمذي (1614) وابن ماجه (3538) وصححه الألباني في غاية المرام (303)، الصحيحة (430)، الترمذي (1679).

[24] أخرجه أبو داود (3719) وصححه النووي في شرح مسلم - (7/ 388)، وابن السني في عمل اليوم والليلة 292، وهو حديث حسن إن شاء الله وانظر الصحيحة"6/ 154.

[25] هذا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم يا محب (ص 194، 195) للعلامة أبي بكر الجزائري، بتصرف، المكتبة التوفيقية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • واشوقاه إلى الجنة
  • دعوة إلى الجنة
  • يا أصحاب الريان، هيا إلى الجنة
  • ميلاد إلى الجنة
  • من يدخلون الجنة بغير حساب (خطبة)
  • المبادرة إلى الجنة
  • في الطريق إلى الجنة
  • أجر بغير حساب

مختارات من الشبكة

  • إلى الجنة بغير حساب(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • من تمام النعيم في الجنة مرافقة الصفوة من الخلق في الجنة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من سلسلة أحاديث رمضان حديث: أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة...(مقالة - ملفات خاصة)
  • الجنة دار الطيبين (الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإيمان الذي يدخل به الجنة، وأن من تمسك بما أمر به دخل الجنة (3)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإيمان الذي يدخل به الجنة، وأن من تمسك بما أمر به دخل الجنة (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بيان الإيمان الذي يدخل به الجنة، وأن من تمسك بما أمر به دخل الجنة (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لماذا يدخل أهل الجنة الجنة أبناء ثلاث وثلاثين؟(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • من نعيم الجنة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مفاهيم ومصطلحات دراسة: ألفاظ الجنة في القرآن الكريم(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 20/11/1446هـ - الساعة: 9:38
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب