• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    وليس من الضروري كذلك!
    د. سعد الله المحمدي
  •  
    مساواة صحيح البخاري بالقرآن الكريم
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    محرومون من خيرات الحرمين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    في نهاية عامكم حاسبوا أنفسكم (خطبة)
    د. عبد الرقيب الراشدي
  •  
    خطبة: بداية العام الهجري وصيام يوم عاشوراء
    د. أيمن منصور أيوب علي بيفاري
  •  
    خطبة: أهمية المسؤولية في العمل التطوعي
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    أسباب العذاب
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    خطبة: هدايات من قصة جوع أبي هريرة رضي الله عنه
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الكبير، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    مما زهدني في الحياة الدنيا
    د. محمد أحمد صبري النبتيتي
  •  
    عمود الإسلام (22) قسمت الصلاة بيني وبين عبدي
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    تفسير قوله تعالى: {سنلقي في قلوب الذين كفروا ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    أخطاء في الوضوء
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    ما حكم أخذ الأجر على الضمان؟
    د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري
  •  
    {فبما رحمة من الله لنت لهم}
    د. خالد النجار
  •  
    عقيدة الدروز
    سالم محمد أحمد
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / فكر
علامة باركود

إشكاليات الحوار بين الإسلاميين وغيرهم (1/3)

إسماعيل أحمد محمد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 2/9/2010 ميلادي - 24/9/1431 هجري

الزيارات: 7147

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

"تَثُور بمخيِّلتي - كلَّما دار حوار بين الإسلاميِّين وغيرهم، سواءٌ فيما يتعلَّق بشُؤون الدنيا والسياسة، أمْ حتَّى في المسائل التي لا يَزالون يَسْمحون للدِّين بالانفراد بالحكم فيها - تلك الصورةُ الضاحكة التي نراها كثيرًا في الأفلام حين يتَحاور (الطُّرْشان)، فتَنْفَلت الأسئلة لتصادِمَ أجوبة غريبة عنها، وتتجاوَبَ ضحكات المستَمِعين مع طرافة التَّباين بين سؤال وجوابه، أو كراكِبَين في قطارين يَمضي كلٌّ منهما في اتِّجاهه، وحين يَسأل أحدهما ويجيبه الآخر تكون عواملُ مختلفةٌ قد باعدَتْ بين الآذان والكلمات، فتَتساقط الحروف بين القضبان، وما يَبقى يَستقرُّ عند الآخر كحقائق مسلَّمٍ بها، ولم يكن من مقدِّماتها سوى التباسٍ وسوء فهم".

 

والحوار مَطْلب عالَمي تتنادى به وسائل الإعلام، سواءٌ بين الحضارات أم الأديان أمْ بين الحكومات والشعوب، وهو أيْسر سبيلاً في التقريب بين وجهات النَّظر، وبِحَسْبه أنَّه يحفظ لبني آدم مكانتَهم التي اختصَّهم بها الخالق - سبحانه - لكنَّ حوارات الإسلاميِّين اليومَ مع غيرهم صارَتْ تَحمل من الصِّعاب والإشكاليات ما يَحول دون تواصل الحديث فيها أو جنْي ثمارٍ لها.

 

أسس الحوار في الإسلام:

نقلَتْ لنا السور القرآنية نماذجَ عديدةً للحوار بين الرُّسل وأقوامِهم، وكان الحوار يَنبني على دعايةِ كلِّ فريق لدِينه ومعتقَدِه، وبقَدْر ما كانت الجاهليةُ جائرةً ومستبِدَّة مع الرسل بقدْر ما جاء الحوار واضحًا مباشِرًا، مما حقَّق نتائجَ ملموسة غيَّرت موازين القُوى لصالح الرسل، وأسهمت في حسْم النصر لهم، أو على أقلِّ تقْدير نقلَتْ مواقفهم للمعسكر الآخَر بصورة جليَّة.

 

وقد جاء ذِكْر وقفة إبراهيم في وجْه قومه كما حكاه القرآن في سورة الأنبياء: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ * قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ * قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ * قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللاَّعِبِينَ * قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ * وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ * فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلاَّ كَبِيرًا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ * قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ * قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيم * قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ * قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ * قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ * فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ * ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاَء يَنطِقُونَ * قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلاَ يَضُرُّكُمْ * أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ * قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ ﴾ [الأنبياء : 51 - 68].

 

وفي قوله - تعالى - عن مناظرته مع النمْرود: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة : 258].

 

وليس الأمر كذلك في حواراتنا المعاصرة، بل هي حوارات تَقفز فوق الغرض الأصلي لإِقامة الحوار إلى مناورات واسعة، المراد منها أن يوقِعَك المُحَاوِر في حرَجٍ مع جهة ثالثة كما فعَل ذلك الذي حاور المرْشِدَ العامَّ السابق للإخوان، وكان الحديث عن وَحْدة العالَم الإسلامي، فقال: "أنا لا أعارِض أن يَحكمني مسلم ماليزي"، فأعْلَنوها أنَّ الإخوان يريدون المسْلِم الماليزي أن يَحكمهم ولا يريدون القبطي المصري، مع أنَّ القبْط لم يَدْخلوا أبدًا في مفْرَدات هذا الحوار.

 

أو أنْ يُثِير عليك الرأي العام، كما حدَث في المغْرب الأقصى حول حُكْمِ تزويج فتاة في الرابعة عشرة من عمرها، فلما أفتَى الشيخ بالجواز قامت عليه الدنيا ولم تقعد باسْم الدِّفاع عن الطفولة، أو أن يُقال: ها نحن نتحاور بلا فائدة!! أو يقال: هؤلاء الإسلاميون لا يَقبلون سِوَى مفرداتِهم هم، ولا يَطرحون رُؤًى محدَّدة ولا يُمكن أن تُطالِبهم ببرنامج أو منهج معيَّن! وينتهي الحوار قبل أن يُعرض السؤال البديهي الأوَّلي: إِلاَم تدعوننا؟ إلام ندعوكم؟ أو: ماذا نقول؟ ماذا تقولون؟


هم يُناقِشون ما افترضوا أنَّه مِن أقوالنا قبل أن يتبيَّنوه، ونحن نناقش ما نعتقد أنَّه من آرائهم دون أن نَستوضحهم تفاصيله، مع أنَّنا نحفظ جميعًا قولةَ الشافعي - رحمه الله -: "ما جادَلْتُ أحدًا إلا تمَنَّيت أن يَخرج الحقُّ على لسانه" ربَّما لأنَّ الحوار اليوم لا يَنْشد الحق.

 

الحوار القرآني (أساليبه وغايته):

حكَى القرآن الكريم مواقفَ كثيرة دارَتْ فيها حوارات بين الرسل والكفار، أو بين الرسل والمؤمنين بهم، أو بين ربِّ العزة وأنبيائه، وكانت مَلأَى بالحكمة، فهي تصل بك إلى الغاية بدون مجادلةٍ أو مراءٍ، ولو تأمَّلْنا ما يقوله الحوار القرآني بِمُثُله وقضاياه، وأخلاقه وأساليبه، وما له من غايات - لعَرَفنا كيف يكون للحوار قيمة؛ إذْ ليس القصْدُ من الحوار هو مجرَّد استعراض البلاغة والفصاحة، وليس الغرض هو تعطيل مَسِيرة الآخَرين، وإنَّما ينبغي أن يكون الحوار بهدفٍ واحد هو الوصول إلى الحق وعَقْد العزْم على التعاون، فإن لم يكن ثَمَّة تعاون ولا وصول إلى الحق، فلا جَدْوى للحوار حينئذٍ، فَمِن الأساليب القرآنية التي يَنتهجها الرسل كما ورَد بالقرآن: ثَباتُهم على المبدأ الذي يقررونه لقومهم دون التجاوب مع محاولات إخراجهم من نقطة الحوار.

 

فإبراهيم - عليه السلام - حين يعرِّف ربه بأنه الذي يحيي ويميت، ويَزعم له النمرود أنه أيضًا يُحْيِي ويميت - لَم يجادله فيها، بل انتقل لفكرة أخْرَى أوضح كشروق الشمس.

 

وشعيب - عليه السلام - لم يشغله قولهم: ﴿ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ ﴾ [هود: 87] بما تَحمله من تمَلُّق وسخرية به - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولا قولهم: ﴿ قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ ﴾ [هود: 91] وقد أبدوا عداوتَهم واستخفافهم به.

 

وقد حكَى القرآن صورًا من الحديث بين الرُّسل وأقوامِهم، أو المؤمنين منهم والكفار - حَملَت استفزازًا وتكذيبًا، وخروجًا عن موضع النقاش، كشَأْن الكثيرين من مُحَاوري اليوم، نعْرِض منها ما كان مِن فرعون مع موسى - عليه السلام - حين أراد أن يَسْخر منه ويسفهِّه أمام شعْبِه، حيث يقول: ﴿ أَلَا تَسْتَمِعُونَ ﴾ [الشعراء: 25] ﴿ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ﴾ [الشعراء: 27]، ثم لا يَلبث أن يلجأ للإِرهاب والتهديد، فيقول: ﴿ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ ﴾ [الشعراء: 29] لكنَّه رغْم ذلك يتوقَّف عند حد: ﴿ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴾ [الشعراء: 31] حيث يتشاور مع الملأ فيشيرون عليه: ﴿ قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ * يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 36 - 37] ويقدِّم فرعون على المواجهة وتنتهي به الأحداث حيث أراد الله لها أن تنتهي.

 

ومِثْله ما قيل لهود - عليه السلام - : ﴿ قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ * إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوَءٍ.. ﴾ [هود : 53 - 54]، وما دار بين قوم صالح مؤمنين وكفَّارًا يسألونهم باستخفاف: ﴿ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ ﴾ [الأعراف: 75]؟! فيقولون: ﴿ إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 75]، فأخذَت الذين كفروا العزَّةُ بالإثْم: ﴿ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ ﴾ [الأعراف: 76] هكذا باحتقار واستعلاء وغضب.

 

لكن حوار أهل الإيمان فيما بينهم يَجب أن ترتقي مفرداتُه لأعلى قمَّة؛ جاء جبريل - عليه السلام - لمريم وهي في المحراب على صورة فتًى جميل الطَّلْعة، فخافت مريم وقالت: ﴿ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا ﴾ [مريم: 18] أرادت أن تَحتمي بالله وسألته إن كان يَعرف الله ويتَّقيه، فأجابها بأنه يخاف الله ويتَّقيه: ﴿ قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا ﴾ [مريم: 19] اطمأنَّتْ مريم، لكن سرعان ما تذكَّرت ما قاله: ﴿ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا ﴾ [مريم: 19] فاستغربت مريم العذراء؛ فلم يَمْسَسها بشر من قبل ولم تتزوَّج، فكيف تنجب بغير زواج؟! فقالت لرسول ربِّها: ﴿ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا ﴾ [مريم: 20] قال الرُّوح الأمين: ﴿ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا ﴾ [مريم: 21].

 

وكذلك حوار موسى وهارون يقف عند قول هارون: ﴿ إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي ﴾ [طه: 94] فيقبل موسى حجته، وينشغل بما هو أهم من التصدِّي لأقوال السامري ودَحْض شبْهته.

 

ونَختتم بالأروع الذي لم يقع بعْدُ؛ حوار الله العلِيِّ مع عيسى - عليه السلام - يوم القيامة فيقول: ﴿ وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ * مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [المائدة : 116 - 118].

 

مع أن الله - سبحانه - أعْلم بما كان من عيسى وقومه، لكنَّه يسأله؛ لِيَقول المسيح - صلَّى الله عليه وسلَّم - مقالته، وليعلِّمنا نحن كيف نُعْطِي الفرصة لمن نتَّهمهم بأن يدفعوا التهمة عن أنفسهم.

 

"يتبع إن شاء الله"





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الحوار الحضاري
  • أدب الحوار
  • مرجعية الحوار
  • إشكاليات الحوار بين الإسلاميين وغيرهم (2/3)
  • إشكاليات الحوار بين الإسلاميين وغيرهم (3/3)
  • طواحين الهواء... تجدد طاقة الإسلاميين
  • الحوار الإسلامي .. المسيحي!!
  • صراع الحوارات

مختارات من الشبكة

  • هل فقدنا ثقافة الحوار؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • من منطلقات العلاقات الشرق والغرب ( الحوار - طرفا الحوار)(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • محاذير الحوار (متى نتجنب الحوار؟)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الحوار في الدعوة إلى الله (مجالات الحوار الدعوي)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحوار المفقود (تأملات في الحوار من خلال سورة يوسف PDF)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • سؤال التربية بين الخطاب الرؤيوي والبديل السوسيوثقافي من خلال كتاب: إشكاليات التربية بالمغرب لمحمد أمزيان(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الحوار وسيول الجدال(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • نتائج الحوار(مقالة - موقع أ. د. محمد جبر الألفي)
  • أدب السؤال في الحوار(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • من إشكاليات تحقيق الاجتماع الأخوي (1)(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • دورات إسلامية وصحية متكاملة للأطفال بمدينة دروججانوفسكي
  • برينجافور تحتفل بالذكرى الـ 19 لافتتاح مسجدها التاريخي
  • أكثر من 70 متسابقا يشاركون في المسابقة القرآنية الثامنة في أزناكاييفو
  • إعادة افتتاح مسجد تاريخي في أغدام بأذربيجان
  • ستولاك تستعد لانطلاق النسخة الثالثة والعشرين من فعاليات أيام المساجد
  • موافقة رسمية على مشروع تطويري لمسجد بمدينة سلاو يخدم التعليم والمجتمع
  • بعد انتظار طويل.. وضع حجر الأساس لأول مسجد في قرية لوغ
  • فعاليات متنوعة بولاية ويسكونسن ضمن شهر التراث الإسلامي

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 27/1/1447هـ - الساعة: 14:48
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب