• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تخريج حديث: أنه كان إذا أراد الحاجة لا يرفع ثوبه ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    النفي والإثبات في الأسماء والصفات
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    تفسير: (وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قالوا ما هذا ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    الإحسان للوالدين: فضائل وغنائم (خطبة)
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    القليل الذي يصنع الكثير
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    الحديث الثامن: كن مبشرا وإياك والتعسير والتنفير
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    حديث: يا رسول الله، إن امرأتي ولدت غلاما أسود
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    {حتى يغيروا ما بأنفسهم}
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    خطبة: ثمرات وفضائل حسن الخلق
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    بيع الحاضر للبادي
    عبدالرحمن بن يوسف اللحيدان
  •  
    خطبة: ليكن العام الدراسي عام نجاح
    يحيى سليمان العقيلي
  •  
    خطبة: موعظة الإمام مالك بن أنس للخليفة هارون ...
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    مواقيت الصلوات: الفرع الخامس: وقت الفجر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    قصة الرجال الثلاثة الذين أغلق عليهم الغار
    عبدالستار المرسومي
  •  
    شكر الله بعد كل عبادة، عبادة (خطبة)
    الشيخ الحسين أشقرا
  •  
    المحافظة على الأسرار
    الشيخ صلاح نجيب الدق
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / العبادات / الحج والأضحية
علامة باركود

وسائل السلامة في الحج وسبل الوقاية من الأضرار بإذن الله وعشر ذي الحجة (خطبة)

وسائل السلامة في الحج وسبل الوقاية من الأضرار بإذن الله وعشر ذي الحجة (خطبة)
الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي التميمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/6/2024 ميلادي - 29/11/1445 هجري

الزيارات: 4120

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وَسَائِلُ الْسَّلَامَةِ فِيْ الحَجِّ

وسُبُل الوِقَايَةَ مِنَ الأَضْرَارِ بِإِذْنِ اللهِ، وَعَشْرِ ذِيْ الْحِجَّةِ

 

الْخُطْبَةُ الْأُولَى

إنَّ الحمدَ للهِ، نَحْمَدُهُ، ونستعينُهُ، ونستغفِرُهُ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، مَنْ يهدِ اللهُ فلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُهُ ورسُولُهُ، وَخَلِيلُهُ - صَلَّى اللهُ عليهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا.

 

أمَّا بَعْدُ... فَاتَّقُوا اللهَ- عِبَادَ اللهِ- حقَّ التَّقْوَى؛ واعلَمُوا أنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى. وَاِعْلَمُوا بِأَنَّ خَيْرَ الْهَدْيِّ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَّ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

 

1. عِبَادَ الله: إِنَّ هَذَا الدِّينَ عَظِيمٌ، تَمَيَّزَ بِشُمُولِيَّتِهِ، وَمُرَاعَاةِ مَا يَتَعَلَّقُ بِالنَّاسِ، مِنْ أُمُورِ دِينِهِمْ، وَدُنْيَاهُمْ، وَظَوَاهِرهمْ، وَبَوَاطِنهمْ، وَمُرَاعَاة مَصَالِحِهِمْ، الدِّينِيَّةَ، وَالدُّنْيَوِيَّةَ، وَالْعِنَايَة بِصِحَّتِهِمْ، وَقُوَّتهم، وَاعْتَنَى عِنَايَةً عَظِيمَةً، بِالنَّظَافَةِ، وَسَلَامَةِ الْبَدَنِ، حَتَّى فَرَضَ الوُضُوءَ، وَالغُسْل مِنَ الْجَنَابَةِ، وَالغُسْل فِي الأَوْقَاتِ الَّتِي يَشْتَدُّ فِيهَا الزِّحَامُ، كَصَلَاةِ الجُمْعَةِ، وَالدُّخُول فِي الْحَجِّ، وَيَوْمِ عَرَفَةَ، بَلْ ؛ حَتَّى ثَبَتَ عَنْ عُمَر رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: ( أَنَّهُ كَانَ يَغْتَسِلُ إِذَا ذَهَبَ لِلْجِمَارِ ).

 

2. عِبَادَ الله: نَحْنُ عَلَى مَشَارِفِ مَوْسِمِ الْحَجِّ الْعَظِيمِ، وَهُوَ مَوْسِمٌ تَنْتَظِرُهُ الْأُمَّةُ الْإِسْلَامِيَّةُ، فِي نِهَايَةِ كُلّ عَامٍ هِجْرِيٍّ، يَأْتُونَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ، لِيَشْهَدُوا مَنَافِع لَهُمْ، وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ، وَمَعْدُودَاتٍ.

 

٣.عِبَادَ الله: وَمِنْ حِرْصِ الإِسْلَامِ عَلَى الْنَّاسِ حَرَّمَ عَلَيْهِمْ، أَنْ يُعَرِّضُوا أَنْفُسهُمْ إِلَى الْمَهَالِكِ، وَأَنْ يَشُقُّوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ، بِأُمُورٍ مَا فَرَضَهَا اللهُ عَلَيْهِمْ، وَمِنْ ذَلِكَ: - التَّعَرُّض لِلشَّمْسِ وَحَرِّهَا، ظَنَّاً مِنْ بَعْضِ النَّاسِ، أَنَّهُ كُلَّمَا عَظُمَتْ الْمَشَقَّةُ، عَظُمَ الْأَجْرُ، وَأَنَّ ذَلِكَ عَلَى إِطْلَاقِهِ ؛ فَإِنَّ المَشَقَّةَ الْمُتَكَلِّفَة، إِذَا كَانَ يُوجَدُ مَا يُيَسِّرُهَا غَيْرَ مَحْمُودَةٍ، فَالْعَبْدُ مُطَالَبٌ بِالْأَيْسَرِ مَتَّىْ تَوَفَّرَ، فَكَيْفَ بِعِبَادَةٍ لَمْ يَفْرِضهَا اللهُ عَلَى عِبَادِهِ ؛ وَلِذَلِكَ لَمَّا رَأَى النَّبِيُّ، صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَحَدَ أَصْحَابِهِ، قَدْ وَقَفَ فِي الشَّمْسِ فَاسْتَفْهَمَ عَنْ سَبَبِ ذَلِكَ، وَنَصّهُ: عَنْ ابْنِ عَبَّاسَ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - قَالَ: (بَيْنَمَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخْطُبُ إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَائِمٍ فَسَأَلَ عَنْهُ فَقَالُوا: أَبُو إِسْرَائِيلَ، نَذَرَ أَنْ يَقُومَ وَلَا يَقْعُدَ, وَلَا يَسْتَظِلَّ, وَلَا يَتَكَلَّمَ, وَيَصُومَ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: مُرُوهُ فَلْيَتَكَلَّمْ, وَلْيَسْتَظِلَّ, وَلْيَقْعُدْ, وَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ) رَوَاهُ البُخَارِيُّ؛ فَسَبَبُ وَقْفَتِهِ نَذْرٌ جَعَلَهُ عَلَى نَفْسِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مُرْهُ وَلْيَسْتَظِلَّ" مِنْ حَرِّ الشَّمْسِ، فَقَدْ أَمَرَهُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالطَّاعَةِ واليُسْرِ، والاسْتِظْلَالِ، وَالقُعُودِ، فَالنَّذْرُ لَا يَصِحُّ إِلَّا فِيمَا فِيهِ قُرْبَةٌ, وَمَا لَا قُرْبَة فِيهِ، فَنَذْرُهُ لَغْوٌ لَا عِبْرَةَ بِهِ. فَالدِّينُ مَبْنَاهُ عَلَى اليُسْرِ وَعَدَمِ الْمَشَقَّةِ؛ فَلَا يُكلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا؛ إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنْ تَعْذِيبِ الْعَبْدِ لِنَفْسِهِ وَتَكْلِيفِهَا مَا تَعْجِزُ عَنهُ وَلَا تَقدِرُ عَلَيْهِ (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ). فإِنَّ الْعَبْدَ مَأْمُورٌ بِأَنْ يَحْمِيَ نَفْسَهُ مِنْ هَذِهِ الْأَضْرَارِ الْعَظِيمَةِ النَّاتِجَةِ عَنْ حَرارَةِ الشَّمْسِ، وَحِمَايَةِ غَيْرِهِ مِمَّنْ لَهُ عَلَيْهِمْ سُلْطَةٌ وَوِلَايَةٌ؛ فَإِنَّ أَكْثَرَ مَا يَتَعَرَّضُ لَهُ الْحُجَّاجُ مِنْ أَمْرَاضٍ، بِسَبَبِ تَعَرُّضِهِمْ لِضَرَبَاتِ الشَّمْسِ، وَهُمْ يَسْتَطِيعُونَ اتِّقَاءَ ذَلِكَ، بِالْتِزَامِهِمْ بِالتَّعْلِيمَاتِ الصَّادِرَةِ مِنْ وِزَارَةِ الصِّحَّةِ، وَالْجِهَاتِ ذَاتِ الاخْتِصَاصِ، وَذَلِكَ بِالِاسْتِظْلَالِ بِالمَظَلَّاتِ، وَشُرْبِ الْمِيَاهِ، وَوِقَايَةِ النَّفْسِ مِنَ الْخُرُوجِ إِلَى الْأَمَاكِنِ الَّتِي لَا عَلَاقَةَ لَهَا بَالْأَنْسَاكِ، كَتَكْلِيفِ بَعْضِ الْحُجَّاجِ أَنْفُسِهِمْ، بِالصُّعُودِ إِلَى جَبَلِ عَرَفَات، أَوْ جَبَلِ النُّورِ، أَوْ غَيْرِهِ مِنْ جِبَالِ مَكَّةَ، مِمَّا يُعَرِّضُهُمْ لِلْخَطَرِ، نَاهِيكَ عَمَّا فِيْ ذَلِكَ مِنْ أَنَّهَا مَدْخَلٌ لِلْبِدَعِ، فَضَرَرُهَا دِينِيٌّ، وَدُنْيَوِيٌّ.

 

4. عِبَادَ الله: وَمِنَ الأُمُورِ الَّتِي يَنْبَغِي عَلَى الْحُجَّاجِ الْعِنَايَةَ بِهِ لِبْسُ الْكَمَّامِ، مَتَى مَا دَعَت الْحَاجَةُ إِلَى ذَلِكَ ؛ لِأَنَّهُ وَسِيلَةٌ بِإِذْنِ اللهِ، لِلْوِقَايَةِ مِنْ نَقْلِ العَدْوَى، وَلَا يُعْتَبَر لِبْسَهُ مِنْ مَحْظُورَاتِ الإِحْرَامِ، لَا عَلَى الذُّكُورِ، وَلَا عَلَى الْإِنَاثِ.

 

5. كَذَلِكَ عَلَى الْحَاجِّ الْعِنَايَةَ بِالنَّظَافَةِ فِي كَافَّةِ صُوَرِهَا، وَأَشْكَالهَا، وَالْحِرْصُ عَلَى الاغْتِسَالِ، مَتَى مَا تَيَسَّرَ لَهُ ذَلِكَ، فَنَاهِيكَ عَنْ أَنَّ الاغْتِسَالَ فِي أَوْقَاتٍ فِي الحَجِّ تَعَبُّدَاً لِلَّهِ ؛ فَإِنَّ فِيهِ أَيْضًا حِمَايَةً لِلنَّفْسِ، وَلِلْغَيْرِ، مِنَ الأَمْرَاضِ.

 

6. كَذَلِكَ عَلَى الْحُجَّاجِ، تَجَنُّب التَّدَافُعِ، وَالزِّحَامِ الشَّدِيدِ، وَالِالْتِزَامِ بِتَعْلِيمَاتِ وِزَارَةِ الْحَجِّ، وَالْجِهَات ذَات الاخْتِصَاصِ، الَّتِي حَدَّدَتْ مَوَاعِيدَاً لِلْحَمَلَاتِ، لِأَدَاءِ الْمَنَاسِكِ ؛ فَيَنْبَغِي لِلْحُجَّاجِ أَنْ يَعْلَمُوا أَنَّ هَذِهِ الأُمُوْرَ، وَالتَّنْظِيْمَاتَ، اسْتَغْرَقَتْ دِرَاسَاتٍ، وَأَبْحَاثٍ، وَلِقَاءَاتٍ، أَثْمَرَتْ عَنْ هَذِهِ المَوَاعِيد، فَالتَّسَاهُل بِهَا، أَوْ عَدَمِ التَّقَيُّد بِهَا، يُؤَدِّي إِلَى التَّدَافُعِ والإضْرَارِ، وَالنَّاسُ بِغِنًى عَنْهَا.

 

7. كَذَلِكَ عَلَى الحُجَّاجِ، الالْتِزَامُ بِالتَّعْلِيمَاتِ الصَّادِرَةِ، مِنْ وِزَارَةِ الصِّحَّةِ بِأَخْذِ اللَّقَاحَاتِ الطِّبِّيَّةِ، قَبْل الْحَجِّ الَّتِي تَقِيهِمْ بِإِذْنِ اللهِ مِنَ الأَمْرَاضِ الْمُعْدِيَةِ، وَعَدَمِ التَّسَاهُلِ فِي ذَلِكَ.

 

٨. كَذَلِكَ عَلَى الْحَاجِّ، وَخَاصَّةً الْبُدَنَاء، الَّذِينَ يَتَعَرَّضُونَ لِتَسَلُّخَاتٍ جِلْدِيَّةٍ، تُؤَدِّي إِلَى احْتِرَاقِ أَجْسَادِهِمْ، وَبُطْءِ حَرَكَتِهِمْ، وَفَقْدهم لِلْخُشُوعِ فِي الْعِبَادَةِ، وَإِضْرَارِهِمْ لِأَنْفُسِهِمْ، وَرُفَقَائِهِمْ، فَلِيَعْلَمُوا عِلْمَ الْيَقِينِ أَنَّ الشَّرِيعَةَ الإِسْلَامِيَّةَ، قَدْ رَخَّصَتْ لَهُمْ فِعْل بَعْض الْمَحْظُورَاتِ، مَع التَّكْفِيرِ، فَلَهُمْ أَنْ يَلْبسُوْا السَّرَاوِيلَ القَصِيرَةِ، وَمَا يُسَمَّى بَالْتبانِ، مَتَى احْتَاجُوا إِلَى ذَلِكَ، مَعَ خِلَافٍ بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ، هَلْ تَجِبُ عَلَيْهِمْ الْكَفَّارَةُ أَمْ لَا؟ وَلَكِنْ لَوْ احْتَاطُوا لِأَنْفُسِهِمْ، وَأَطْعَمُوا، لَخَرَجُوا عَنْ دَائِرَةِ الْخِلَافِ، فَقَدْ قَالَ الرَّسُولُ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِكَعْبٍ اِبْنِ عَجْرَة - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - وَكَانَ مُحْرِمَاً (أَيُؤْذِيكَ هَوَامُّكَ هذِه؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فَاحْلِقْ رَأْسَكَ، وَأَطْعِمْ فَرَقًا بيْنَ سِتَّةِ مَسَاكِينَ، وَالْفَرَقُ ثَلَاثَةُ آصُعٍ، أَوْ صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، أَوِ انْسُكْ نَسِيكَةً. أي: اذْبَحْ شَاةً). رَوَاهُ مُسْلِمٌ. فَفِعْلُ المَحْظُورِ لِلْحَاجِّ، مِنْ أَجْلِ سَلَامَتِهِ، يُكَفِّرُه إِطْعَامُ سِتَّةِ مَسَاكِينَ، لِكُلِّ مِسْكِينٍ نِصْفُ صَاعٍ، أَيْ عَلَى قَدْرِ كِيلُو وَنِصْف مِنَ الأَرُزِ، أَوْ ذَبْحِ شَاةٍ، أَوْ صَوْم ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، فِيْ ذَلِكَ الخِيَار.

 

9. عِبَادَ الله: إِنَّ الالْتِزَامَ بِهَذِهِ التَّعْلِيمَاتِ، تُسْهِمُ بِإِذْنِ اللهِ عَلَى سَلَامَةِ الحُجَّاجِ، وَتَقْلِيلِ الأَمْرَاضِ، وَالْأَخْطَارِ، مَا اسْتَطَاعُوا إِلَى ذَلِكَ سَبِيلا، اللَّهُمَّ يَسِّر لِلْحُجَّاجِ حَجَّهُمْ، وَتَقَبَّل نُسُكَهُمْ، وَاجْعَلْ حَجَّهُمْ مَبْرُوراً، وَذَنْبهُمْ مَغْفُوراً، وَسَعْيهُمْ مَشْكُوراً.

 

اللَّهُمَّ وَفِّقْ الْقَائِمِينَ عَلَى مَصَالِحِ حُجَّاجِ بَيْتِ اللهِ الحَرَامِ، مِنْ جَمِيعِ الْجِهَاتِ المَسْؤُولَةِ، الْأَمْنِيَّةِ، وَالصِّحِّيَّةِ، وَالدِّينِيَّةِ، وَالِاجْتِمَاعِيَّةِ، وَالْخِدْمِيَّةِ، بِكَافَّةِ صُوَرِهَا، وَاجْعَلْ عَمَلَهُمْ فِي رِضَاكَ.

 

اللَّهُمَّ رُدَّنَا إِلَيْكَ رَدًّا جَمِيلًا، وَاخْتِمْ بِالصَّالِحَاتِ آجَالَنَا.


أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ.

 

الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ

الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى عِظَمِ نِعَمِهِ وَاِمْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشَهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدَهُ وَرَسُولُهُ، وَخَلِيلَهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً.

أمَّا بَعْدُ...... فَاِتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ- حَقَّ التَّقْوَى، وَاِسْتَمْسِكُوا مِنَ الْإِسْلَامِ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى، وَاِعْلَمُوا أَنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى.

 

1. عباد الله: ألا إنَّ لربكم في أيَّامِ دهرِكُمْ لنفحاتٌ ألا فتعرضُوا لها، فليشمر كلٌّ منَّا عن ساعدِ الجدِّ، وليعدَّ العدةَ لاستقبالِ الأيامِ العشرِ من ذي الحجة، استقبالًا يليقُ بمكانتِهَا عندَ اللهِ، حيث أقسمَ بِهَا في كتابِهِ العزيزِ؛ فَقَالَ – سُبْحَانَهُ -: ﴿وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾ ومنها مَوْسِمٍ الحج العظِيمٍ، وَالعملُ فيهَا عظيمٌ، قالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا العَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ؟» قَالُوا: وَلاَ الجِهَادُ؟ قَالَ: «وَلاَ الجِهَادُ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. فمَعَ عِظَمِ الجِهَادِ عِنْدَ اللهِ؛ إلاَّ أنَّ عَمَلَ العَامِلِ فِي عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ أفضلُ مِنْ جِهَادِ مُجَاهِدٍ فِي سبيل الله، بقيةِ شُهُورِ العامِ.

 

2. وَمِنْ أَعْظَمِ الأَعْمَالِ التي يُمكِنُ أنْ يُؤديَهُ المُسلِمُ فِي هذه الأيَّامِ العَشْرِ:

أولاً: الْحَجُّ: وهُوَ ركنٌ مِنْ أركانِ الإسلامِ، قَالَ – صَلَى اللهُ عليهِ وَسَلمَ-: «مَنْ حَجَّ للهِ فلمْ يَرْفُثْ ولمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كيومِ ولدَتْهُ أُمُّهُ» رواه البخاري. وقالَ – صَلَي اللهُ عليهِ وسلَمَ: «أفضلُ الجهادِ حجٌّ مبرورٌ» رواهُ البخاريُّ.

 

ثانيًا: التَّكبِيرُ: حيثُ أمرَ اللهُ سبحانَهُ أنْ يذكرُوهُ فِي أيَّامٍ معلوماتٍ، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ -رضي الله عنهما-: «يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ العَشْرِ يُكَبِّرَانِ، وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا». رواهُ البخاريُّ.

 

ثالثًا: الصِّيامُ: وخاصَّةً صيامُ يومِ عَرفةَ لقولِهِ – صَلَى اللهُ عليه وَسَلَّمَ - صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ " رواه مسلمٌ، وكذلكَ صيامُ بقيَّةَ أيامِ العشرِ؛ لأنَّ الصيامَ منْ الأعمالِ الصالحةِ، ولما أَوْرَدَهُ أبو داوودَ، عَنْ بعضِ أزواجُ النَّبِيِّ - صَلَى اللهُ عليهِ وَسلم – رضي الله عنهما، أنَّهُ - صَلَى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - كانَ لا يَدَعُ صِيامَ تسعِ ذِي الحِجَّةِ ". وروى عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَى اللهُ عليهِ وَسلم- أنها قَالَتْ:" كَانَ رَسُول اللهِ صَلَى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ يَصُوْمُ تِسْعَ ذِيْ الحِجَّةِ وَيَوْمُ عَاشُورَاء. وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنَ كُلِّ شَهَر أَوَّلُ اثْنَيْن مِنَ الشَّهْرِ وَالخَمِيْسِ". صَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ في صَحِيْحِ أَبِيْ دَاوُد.

 

رابعًا: الصَّدَقةُ، خاصة على الأقارب، والجيران، والفقراء.

 

خامسًا: تِلَاوَةُ الْقُرْآن وَالْإِكْثَار مِنَ الْأَذْكَارِ وَالْتَنَفُل.

 

سادسًا: الدُّعاءُ، فهو من أجل العبادات، قال الله تَعَالَى: ﴿ قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ﴾ [الفرقان: 77]، قَالَ رسولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «الدُّعاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ»؛ رَوَاهُ أَبُو دَاوودَ، والتِّرْمِذيُّ، وابنُ مَاجَةَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

 

سابعًا: عباد الله: ومِنَ الأَعْمَالِ الصَّالحَةِ فِي الْعَشْرِ نَحْرُ الأَضَاحِي، فعَنْ أَنَسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: «وَنَحَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ سَبْعَ بُدْنٍ قِيَامًا، وَضَحَّى بِالْمَدِينَةِ كَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ». رواه البخاري.

 

3. وعَلَى مَنْ أَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ، ألاَّ يأخذَ منْ شعرِهِ ولا منْ أظفارِهِ شيئًا، إذا دخلت العشر حتى يضحِيَ، سَوَاءٌ كَانَ شَعَرَ الرَّأْسِ أَوْ شَعَرَ الْإِبِطِ؛ أَوْ الْعَانَةِ، وَلَا مِنْ أَظْفَارِهِ؛ سَوَاءٌ كَانَ ظُفْرَ يَدٍ أَوْ رِجْلٍ، حَتَّى يَذْبَحَ أُضْحِيَتَهُ، لقوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: كما في الصحيح: «إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ الْأُوَلُ فَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَلَا مِنْ بَشَرِهِ شَيْئًا».

 

وَفِي رِوَايَةٍ عِنْدَ مُسْلِمٍ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ كَانَ لَهُ ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ فَإِذَا أَهْلَّ هِلَالُ ذِي الْحِجَّةِ، فَلَا يَأْخُذَنَّ مِنْ شَعَرِهِ، وَلَا مِنْ أَظْفَارِهِ شَيْئًا حَتَّى يُضَحِّيَ».

 

4. فَيَلْزَمُ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ عَنْ نَفْسِهِ أَوْ عَنْ وَالِدَيْهِ أَوْ عَنْ غَيْرِهِ، أَلَّا يَأْخُذَ مِنْ شَعَرِهِ أَوْ أَظْفَارِهِ أَوْ مِنْ بَشَرَتِهِ شَيْئًا إِذَا دَخَلَ شَهْرُ ذِي الْحِجَّةِ حَتَّى يُضَحِّيَ.

 

5. أَمَّا الْوَكِيلُ؛ وَمِنْ يَتَوَلَّى الذَّبْحَ مِنْ جَزَّارٍ وَغَيْرِهِ؛ فَلَيْسَ عَلَيْهِ حَرَجٌ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ شَعَرِهِ أَوْ بَشَرَتِهِ أَوْ أَظْفَارِهِ.

 

6. وَقَدْ أَشْكَلَ عَلَى الْبَعْضِ حَدِيثُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: قَالَتْ: «فَتَلْتُ قَلَائِدَ بُدْنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِيَدَيَّ، ثُمَّ قَلَّدَهَا وَأَشْعَرَهَا وَأَهْدَاهَا، فَمَا حَرُمَ عَلَيْهِ شَيْءٌ كَانَ أُحِلَّ لَهُ».

 

7. قَالَ الإمام أَحْمَدُ -رضي الله عنه-: حَدِيثُ عَائِشَةَ -رضي الله عنها-، هُوَ عَلَى الْمُقِيمِ الَّذِي يُرْسِلُ بِهَدْيِهِ وَلَا يُرِيدُ أَنْ يُضَحِّيَ بَعْدَ ذَلِكَ الْهَدْيِ الَّذِي بَعَثَ بِهِ، فَإِنْ أَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ لَمْ يَأْخُذْ مِنْ شَعَرِهِ شَيْئًا وَلَا مِنْ أَظْفَارِهِ، وحَدِيثَ أُمِّ سَلَمَةَ عَلَى كُلِّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ فِي مِصْرِهِ، حَكَى ذَلِكَ كُلَّهُ عَنْهُ الْأَثْرَمُ.

 

8. وَقَالَ يَحْيَى بن سعيد: «وَلَا تُضْرَبُ الْأَحَادِيثُ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ: فَيُعْطَى كُلُّ حَدِيثٍ وَجْهَهُ»، وَالْوَاجِبُ عِنْدَ التَّعَارُضِ هُوَ الْجَمْعُ بَيْنَ النُّصُوصِ مَا أَمْكَنَ، وَهُوَ هُنَا مُمْكِنٌ بِلَا تَعَسُّفٍ بِفَضْلِ اللَّهِ، وَيَنْبَغِي أَنْ يُعْلَمَ أَنَّ حَدِيثَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا لَهُ سَبَبٌ، وَهُوَ أَنَّ بَعْضَ الصَّحَابَةِ كَانَ يَرَى أَنَّ مَنْ بَعَثَ الْهَدْيَ فَإِنَّهُ يَكُونُ لَهُ حُكْمُ الْمُحْرِمِ؛ كَابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فَكَانَ كَلَامُهَا رَدًّا عَلَى ذَلِكَ. اللهُمَّ وفقْنَا فيهَا للعملِ الصالحِ، اللَّهُمَّ رُدَّنَا إِلَيْكَ رَدًّا جَمِيلًا، وَاخْتِمْ بِالصَّالِحَاتِ آجَالَنَا. أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ.

 

ثامنًا: فعلَى المسلمِ أن يُكثرَ منْ كل عمل صالحِ فِيْ هَذِهِ العَشْرِ عمومًا، كحضورُ مجالسِ العلمِ، وصلةُ الأرحَامِ، والمحافظةُ على السُّنَنِ، والإكثارُ مِنْ النَّوافِلِ، فيُصيبَ منْ كلِّ عملٍ صالحٍ بسهمٍ، ولا يُفَوِّتَنَّ على نفسِهِ شيئًا منْ الخيرِ.

 

اللَّهُمَّ وَفِّق الْقَائِمِينَ عَلَى مَصَالِحِ حُجَّاجِ بَيْتِ اللهِ الْحَرَامِ، مِنْ جَمِيعِ الْجِهَاتِ الْمَسْؤُولَةِ، الْأَمْنِيَّةِ، وَالصِّحِّيَّةِ، وَالدِّينِيَّةِ، وَالِاجْتِمَاعِيَّةِ، وَالْخِدْمِيَّةِ، بِكَافَّةِ صُوَرِهَا، وَاجْعَلْ عَمَلَهُمْ فِي رِضَاكَ، اللَّهُمَّ وَفِّق وَلِيِّ أَمْرِنَا، وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بَنَاصِيتِيهَمْ إِلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى، وَأَصْلِحْ بِهمْ الْبِلَادُ وَالْعِبَادُ، وَانْصُرْ الْمُرَابِطِينَ عَلَى حُدُودِ بِلَادِنَا، وَارْبطْ عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَثَبَّت أَقْدَامَهُمْ، وَانْشُرْ الرُّعْبَ فِي قُلُوبِ أَعْدَائِنَا، اللَّهُمَّ احْفَظْ لِبِلَادِنَا الْأَمْنَ وَالْإِيمَانَ، وَالسَّلَامَةَ وَالْإِسْلَام، وَالْخَيْرَات، وَالِاقْتِصَاد، اللَّهُمَّ احْفَظْ لِجَمِيعِ بِلَادِ الْإِسْلَامِ، الْأَمْنَ وَالْإِيمَانَ، وَاكْفِهِمْ شَرَّ شِرَارهِمْ، الَّذِينَ يَسْعَوْنَ لِزَرْعِ الفِتْنَةِ فِي بُلْدَانِهِمْ.

 

اللَّهُمَّ احْفَظْنَا بِحِفْظِكَ، وَوَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا، وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى؛ وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِمْ إِلَى البِّرِ وَالتَّقْوَى، وأَصْلِحْ بِهِمْ البِلَادُ وَالعِبَادُ، وَاحْفَظْ لِبِلَادِنَا الْأَمْنَ وَالْأَمَانَ، وَالسَّلَامَةَ وَالْإِسْلَامَ، والاستقرار، وَانْصُرِ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى حُدُودِ بِلَادِنَا؛ وَانْشُرِ الرُّعْبَ فِي قُلُوبِ أَعْدَائِنَا، الَّلهُمَّ أَصْلِحْ الرَّاعِيَ وَالرَّعِيَّةَ، وآلِفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا اسْتَعَاذَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنَّا، اللَّهُمَّ إِنِّا نَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ امْدُدْ عَلَيْنَا سِتْرَكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا النِّيَّةَ وَالذُرِّيَّةَ وَالْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا هُدَاةً مَهْدِيِّينَ، ا ذَا الجـلَالِ، والإِكْرامِ، أَكْرِمْنَا وَأَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ,، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْـمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. وَقُومُوا إِلَى صَلَاتِكمْ يَرْحَـمـْكُمُ اللهُ.

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • ندوة لتدريب مشرفي الحج في مدينة سراييفو
  • أسئلة وأجوبة في الحج والعمرة
  • من أقوال السلف في الحج
  • حكم قصر أهل مكة في الحج
  • الحلق أو التقصير في الحج
  • خطبة: وسائل السلامة في الحج وسبل الوقاية من الأضرار بإذن الله

مختارات من الشبكة

  • وسائل صناعة الكراهية بين الثقافات: الاستشراق الصحفي(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • وسائل صناعة الكراهية بين الثقافات: الاستشراق الإعلامي(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • من وسائل صناعة الكراهية بين الثقافات: الاستشراق والتنصير(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • وسائل صناعة الكراهية بين الثقافات: الاستشراق والسياسة(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • وسائل صناعة الكراهية بين الثقافات: منهج السماحة(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • من وسائل صناعة الكراهية بين الثقافات: تصنيف المستشرقين(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • الاستقامة طريق السلامة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سر عظيم لاستجابة الدعاء الخارق (زكريا، ومريم عليهما السلام)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من سؤال الرسول صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الاستشراق ووسائل صناعة الكراهية: الخوف من الإسلام(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسلمون يخططون لتشييد مسجد حديث الطراز شمال سان أنطونيو
  • شبكة الألوكة تعزي المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا في وفاة سماحة مفتي عام المملكة
  • برنامج تعليمي إسلامي شامل لمدة ثلاث سنوات في مساجد تتارستان
  • اختتام الدورة العلمية الشرعية الثالثة للأئمة والخطباء بعاصمة ألبانيا
  • مدرسة إسلامية جديدة في مدينة صوفيا مع بداية العام الدراسي
  • ندوة علمية حول دور الذكاء الاصطناعي في تحسين الإنتاجية بمدينة سراييفو
  • مركز تعليمي إسلامي جديد بمنطقة بيستريتشينسكي شمال غرب تتارستان
  • 100 متطوع مسلم يجهزون 20 ألف وجبة غذائية للمحتاجين في مينيسوتا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 6/4/1447هـ - الساعة: 9:39
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب