• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أسوة حسنة (خطبة)
    أحمد بن علوان السهيمي
  •  
    إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا والآخرة
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الكبر
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    الفرق بين إفساد الميزان وإخساره
    د. نبيه فرج الحصري
  •  
    مهمة النبي عند المستشرقين
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (3)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    ماذا سيخسر العالم بموتك؟ (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    ثمرة محبة الله للعبد (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    خطبة: القلق من المستقبل
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خطبة: المخدرات والمسكرات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / فقه وأصوله
علامة باركود

حكم تسييب الحيوانات؟! ومعه مقدمة في الإحسان إليها

حكم تسييب الحيوانات؟! ومعه مقدمة في الإحسان إليها
أبو عابد خالد جذع خالد السعدون

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/12/2023 ميلادي - 10/6/1445 هجري

الزيارات: 2503

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حكم تَسْيِيبِ الحيوانات

ومعه مقدمة في الإحسان إليها


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ أما بعد:

فهذا عنوان قد يكون له صدًى في فكر قارئه، ومن ذلك أن يُقال: فما الضير في تسييب ما كان سائبًا أصلًا؟!

 

فهاك - أيها القارئ الكريم - هذا البيانَ والتنبيه، فلعل الله أن ينفع به، ويكون تذكرةً لئلا نظلم أحدًا من خَلْقِ الله، ولو دابةً أو حيوانًا، فكما أن للإحسان لكل كبدٍ رطِبةٍ أجرًا، فكذا ظلمها ظلمة من ظلمات يوم القيامة ووِزْرٌ، وما تدري فلعله يكون ظلمةً في القبر.

 

فقبل أيام رأيت قطةً بيضاء كبيرةً جميلةً، ولعلها شيرازية أو من نوع آخر من القطط لا أعرفه، رأيتها بين البيوت، تريد أن تتعلم العيش تَطْوافًا علينا في بيوتنا - كما هو حال بني جنسها من سائر القطط - تتحين أمنًا أو مكانًا تلوذ به، لتعيش فيه على ما يُلقى إليها قصدًا أو بغير قصد في المزابل، وبعض من رحِمَها قد يؤويها إلى البيوت أو قريبًا من المنازل؛ روى مالك (13) وأحمد (22580) عن كبشة بنت كعب بن مالك، وكانت تحت ابن أبي قتادة الأنصاري، ((أن أبا قتادة دخل عليها فسكبت له وَضوءًا، فجاءت هِرَّة لتشرب منه، فأصغى لها الإناء حتى شربت، قالت كبشة: فرآني أنظر إليه، فقال: أتعجبين يا بنة أخي؟! فقلت: نعم، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنها ليست بنَجَسٍ، إنما هي من الطَّوَّافين عليكم، أو الطَّوَّافات)).

 

فما زلنا منذ أُهْبِط أبونا الأول آدمُ وزَوجُه حواءُ من الجنة إلى الأرض، والقطط تعيش معنا، تطوف علينا، تستلطفنا بما أودع الله فيها وفَطَرَها على استرحامنا، كتمسُّحِها بنا ونحو هذه الحركات والنظرات التي تنظر بها إلينا، وكذا بمثل أصواتها المعروفة المعهودة (المواء)، فضلًا عما أودع الله سبحانه وتعالى من رحمة في قلوب الناس؛ فهم يحسنون إليها، وقد يحتسبون ما عند الله أجرًا وجزاءً، فمن أراد تنزُّل رحمة الله، فَلْيَرْحَمْ خَلْقَه وعباده سبحانه وتعالى:

روى البخاري (5997) ومسلم (2318) عن أبي هريرة مرفوعًا: ((من لا يَرْحَم لا يُرْحَم)).

 

لذلك لما أرسلت بنت من بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ليشهدهم وقد احتُضر ابنها: ((فرُفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبي ونفسه تَتَقَعْقَعُ، ففاضت عيناه، فقال سعد: يا رسول الله، ما هذا؟ فقال: هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء))؛ [رواه البخاري (1284)، ومسلم (923)، عن أسامة بن زيد].

 

وإن كنت غابطًا فكأني أغبط صاحبًا لي، قد غرس وازدرع طريقًا قريبةً من بيته، وليس له في هذه الطريق من سهم ولا نصيب، بل هي لله - والأرض كلها لله سبحانه وتعالى - فقد شجر هذه الطريق بأشجار لها ظلٌّ ظليل، وثمرُ قطوفه دانية، وكأني به يريد ما عند الله محتسبًا ذاك الأجر؛ الذي جاء فيما رواه مسلم في صحيحه (1552) عن جابر بن عبدالله مرفوعًا: ((ما من مسلم يغرس غرسًا إلا كان ما أكل منه له صدقةً، وما سرق منه له صدقة، وما أكل السُّبُع منه فهو له صدقة، وما أكلت الطير فهو له صدقة، ولا يَرْزَؤُه أحد إلا كان له صدقة)).

 

ومن وجه آخر لمسلم (1552) عن جابر قال: ((دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أمِّ مَعبَدٍ حائطًا، فقال: يا أمَّ معبد، من غرس هذا النخل؟ أمسلم أم كافر؟ فقالت: بل مسلم، قال: فلا يغرس المسلم غرسًا، فيأكل منه إنسان، ولا دابة، ولا طير، إلا كان له صدقةً إلى يوم القيامة))[1].

 

وهذا فصل في بيان بعض ما غرس الإسلام من رحمة في قلوب أتباعه:

أكتب هذه الكلمات قبل شروعي في المقصود، وهي فصل وتوطئة في بيان الإحسان في الإسلام مجملًا، وهي في باب الإحسان إلى الدواب جاءت بيانًا مفصلًا.

 

فمن جميل رحمة الإسلام للخلق ولو كانوا غير مكلَّفين، ما رواه الطيالسي في مسنده (334) عن عبدالله بن مسعود قال: ((كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سَفَرٍ فدخل رجلٌ غَيضةً، فأخرج منها بيضة حُمَرة[2]، فجاءت الحُمَرة ترِفُّ على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فقال: أيكم فجع هذه؟ فقال رجل من القوم: أنا أخذت بيضتها، فقال: ردَّه ردَّه؛ رحمةً لها))[3].

 

وفي رواية تامة لأبي داود (2675): ((كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فانطلق لحاجته، فرأينا حُمَّرةً، معها فَرخان فأخذنا فَرْخيها، فجاءت الحمرة فجعلت تفرُش، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من فجع هذه بولدها؟ ردُّوا ولدها إليها، ورأى قرية نمل قد حرقناها، فقال: من حرق هذه؟ قلنا: نحن، قال: إنه لا ينبغي أن يُعذِّب بالنار إلا ربُّ النار)).

 

وروى مسلم في صحيحه (2117) عن جابر: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ عليه حمار قد وُسِمَ في وجهه، فقال: لعن الله الذي وَسَمَهُ)).

 

فكان رفيقًا يحب الرفق في الأمر كله، كما علمه ربه الرفيق سبحانه وتعالى؛ روى مسلم (2593) من حديث عائشة مرفوعًا: ((يا عائشة، إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه)).

 

وفي رواية لمسلم (2594): ((إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يُنزَع من شيء إلا شانه)).

 

ومن جميل الأثر في الإحسان إلى الحيوان، ما روى البخاري (6009) ومسلم (2244) عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((بينما رجل يمشي بطريق، اشتد عليه العطش، فوجد بئرًا فنزل فيها، فشرب ثم خرج، فإذا كلبٌ يلهث، يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب – من العطش - مثل الذي كان بلغ بي، فنزل البئر فملأ خُفَّه ثم أمسكه بفِيه، فسقى الكلب فشكر الله له فغُفر له، قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجرًا؟ فقال: نعم، في كل ذات كبدٍ رطبةٍ أجرٌ))[4].

 

وبرواية للبخاري (3321) ومسلم (2245) واللفظ له: ((أن امرأةً بغيًّا رأت كلبًا في يوم حارٍّ يطيف ببئر، قد أَدْلَعَ لسانه من العطش، فنزعت له بِمُوقِها فغُفر لها)).

 

وللبخاري (3321) ومسلم (2245): ((غُفِرَ لامرأة مُومِسةٍ، مرَّت بكلب على رأس ركيٍّ يلهث، كاد يقتله العطش، فنزعت خُفَّها، فأوثقته بخمارها، فنزعت له من الماء، فغُفر لها بذلك)).

 

وروى أحمد (1754) وأبو داود (2549) عن عبدالله بن جعفر، قال: ((ركِب رسول الله صلى الله عليه وسلم بغلته، وأردفني خلفه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تبرَّز كان أحب ما تبرز فيه هدف يستتر به، أو حائش نخل، فدخل حائطًا لرجل من الأنصار، فإذا فيه ناضح له، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم، حنَّ وذرفت عيناه، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح ذِفْراه وسَرَاته[5] فسكن فقال: من ربُّ هذا الجمل؟ فجاء شابٌّ من الأنصار، فقال: أنا، فقال: ألَا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها؛ فإنه شَكَاكَ إليَّ، وزعم أنك تُجِيعه وتُدْئِبه؟))[6].

 

وروى البخاري (5513) ومسلم (1956) واللفظ له من حديث هشام بن زيد بن أنس بن مالك، قال: ((دخلت مع جَدِّي أنس بن مالك دارَ الحَكَم بن أيوب، فإذا قوم قد نصبوا دجاجةً يرمونها، قال: فقال أنس: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تُصبَر البهائم))[7].

 

وروى الحاكم في مستدركه (7563) من حديث عكرمة عن عبدالله بن عباس: ((أن رجلًا أضجع شاةً يريد أن يذبحها وهو يُحِدُّ شَفْرَته [وهي تلحَظ إليه ببصرها][8] فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أتريد أن تُمِيتها مَوتاتٍ؟! هلَّا حَدَدْتَ شفرتك قبل أن تُضجِعها))[9].

 

وروى أحمد في مسنده (20363) من حديث معاوية بن قرة عن أبيه: ((أن رجلًا قال: يا رسول الله، إني لأذبح الشاة، وأنا أرحمها، أو قال: إني أرحم الشاة أن أذبحها؟! فقال: والشاة إن رحِمتها، رحمك الله))[10].

 

بل وليس في الإسلام قتلٌ لأُمَّةٍ من خَلْقِ الله لا تفسد في الأرض كالنمل، وحينئذٍ فلا تجد في دين الله إلا حفظ تلك الأمة، بل ولعل وحيًا يتنزل أمرًا بها؛ حفظًا لحياتها، ومنعًا من قتلها؛ روى ذلك البخاري (3319) ومسلم (2241) عن أبي هريرة مرفوعًا: ((نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة، فلدغته نملة، فأمر بجهازه فأُخرِج من تحتها، ثم أمر ببيتها فأُحرِق بالنار، فأوحى الله إليه: فهلَّا نملةً واحدةً))[11].

 

وبعد هذه المقدمة والتوطئة، أقول:

ثمة حيوانات كالقطط الشيرازية ونحوها من الدواب التي قد لا تستطيع عيشًا في أجوائنا، أهل الخليج ومعاشر العرب والمسلمين، تلك الأجواء المكتظة بالحرارة والرطوبة أو كليهما، فلا طاقة لتلك الحيوانات على الحياة إلا بعناية خاصة، ومن ثَمَّ فقد يكون تسييبها في الشوارع قتلًا لها أو بمثابة قتل، فتسييب القطط والحيوانات التي تُشترَى وتُباع - مع أن القطط لا تُشترى ولا تُباع شرعًا - فتسييب هذه الحيوانات في الشوارع نراه اليوم قد انتشر في بلاد الإسلام، ومن أسبابه أن الناس بحكم الله جاهلون، بل وقد يكون فعلهم هذا سببًا للنار، وهذا الجُرم لا يصدر من الفاجرين أو الطغاة المتجبرين ممن نُزعت الرحمة من صدورهم، كلا، ولكن قد يفعله بعض المصلِّين والصالحين!

 

فلْيحذرِ المتقي ربَّه كلَّ إساءة يجتنيها بعلم أو جهل، وكل أذًى يجترُّه لخَلْقٍ من مخلوقات الله تبارك وتعالى، فالإحسان لا يأتي إلا بالإحسان، فإن أحسنت لخَلْقِ الله أحسن الله إليك، وإن أسأت فأنت - بصغير جرمك هذا أو كبيره - مستحق للعذاب أو العقاب، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

ومن هذا الباب ما حدثت عنه أن البعض يترك القطط في صحراء، ومثله من يترك دابةً في صحراء مُقْفِرة، أو مكان ولو كان مدينةً كظيظةً بأهلها، ولكن لم تجرِ العادة بأن تعيش تلك الدواب في هذه المدن وشوارعها.

 

وما هي عقوبة هذا الجرم، الذي لا يعلمه كثيرون؟!

روى البخاري (3318) ومسلم (2242) عن ابن عمر مرفوعًا: ((دخلت امرأة النار في هِرَّة ربطتَها، فلم تُطعمها، ولم تَدَعْها تأكل من خَشاشِ الأرض)).

ورواه مسلم (2243) من حديث أبي هريرة مرفوعًا: ((عُذِّبت امرأة في هِرَّة، لم تُطعمها، ولم تَسقِها، ولم تتركها تأكل من خشاش الأرض)).

 

ولعل هذه المرأة تُعذَّب بهذا العذاب إلى يوم القيامة؛ إذ روى البخاري (2364) عن أسماء بنت أبي بكر: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الكسوف، فقال: دَنَتْ مني النار، حتى قلت: أي رب وأنا معهم؟! فإذا امرأة - حسبت أنه قال - تخدِشها هِرَّة، قال: ما شأن هذه؟ قالوا: حبستها حتى ماتت جوعًا)).

 

وعلى هذا فدَرَكات تعذيب الحيوانات والدواب ثلاث: حبس وتجويع، ثم حبس مع إطعام، وأما ثالثة الدركات سوءًا وجرمًا - والناس عنه في غفلة وإعراض - فهو ترك الحيوان بمكان لا يستطيع فيه عيشًا.

 

فهذا قد يكون بمثابة القتل، ولو لم يكن معه قتل ولا حبس، وقد يكون حبسه مع إطعامه خيرًا له من تسييبه، وكذلك فمن لا يستطيع تربية هذه الحيوانات، فلا يشتريها، وليتركها عند بائعها، فذلك خير لها، بل وهو خير وأسلم له في دنياه وأخراه، وإلا فلعله يسأل عما ضيع أو فرط في حفظه ورعايته، فيوقف للسؤال والمناقشة بين يدي ربه وبارئه.

 

فاخْتَرْ لنفسك مكانَ إحسانٍ في أمة الإسلام والإيمان والإحسان، وإلا فلعلك تَبُوء بجُرم يقتص للمظلوم منك، ولو كان الذي ظلمته من غير بني الإنسان: ﴿ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا ﴾ [طه: 111]، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

وهنا قد تم لي ما قصدته من كتابة هذه الكُليمات والتنبيهات، فعسى أن يتقبلها مني ربي بقبول حسن، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.



[1] ورواه البخاري (2320) ومسلم (1553) عن أنس مرفوعًا: «ما من مسلم يغرس غرسًا، أو يزرع زرعًا، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة، إلا كان له به صدقة».

[2] الحمرة طائر معروف، جاء في تهذيب اللغة للأزهري (8/ 359): "ويقال للحُمَّر - وهو طائر - حُمَر بالتخفيف، الواحدة حُمَّرة، وقال حُمَرة. وقال ابن أحمر: إلا تُدارِكْهم تصبح منازلهم = قفرًا تبيض على أرجائها الحُمَرُ، قال: خفَّفها ضرورةً، وأنشد في تشديد الحمَّر: قد كنت أحسبكم أُسُودَ خفية = فإذا لصافِ تبيض فيها الحُمَّرُ، قال: وحُمَّرات جمع".

[3] ورواه أحمد في مسنده (3835) والبخاري في الأدب المفرد (382).

[4] وفي رواية للبخاري (173): ((فأخذ الرجل خُفَّه، فجعل يغرف له به حتى أرواه، فشكر الله له، فأدخله الجنة)).

[5] وكذلك وقع في رواية أحمد (1745) وابن أبي شيبة في مصنفه (31756): (فمسح ذفراه وسراته)، ولأبي يعلى في مسنده (6787): (فمسح رأسه إلى سَنامه وذِفراه)، ولأبي عوانة في مستخرجه (497): (فمسح سراته وذفريه).

[6] وأصل الحديث رواه مسلم (342) عن عبدالله بن جعفر، وفيه: ((أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم خلفه، فأسرَّ إليَّ حديثًا لا أحدِّث به أحدًا من الناس)).

[7] وروى البخاري (5514) من حديث إسحاق بن سعيد بن عمرو عن أبيه أنه سمعه يحدث عن ابن عمر: ((أنه دخل على يحيى بن سعيد، وغلام من بني يحيى رابط دجاجةً يرميها، فمشى إليها ابن عمر حتى حلَّها، ثم أقبل بها وبالغلام معه فقال: ازجروا غلامكم عن أن يَصْبِرَ هذا الطير للقتل؛ فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم: نهى أن تُصبَر بهيمة أو غيرها للقتل))، وروى مسلم المرفوع منه بنحوه (1959) من حديث أبي الزبير عن جابر، ورواه البخاري (5515) ومسلم (1958) واللفظ له من حديث سعيد بن جبير، قال: ((مرَّ ابن عمر بفتيانٍ من قريش قد نصبوا طيرًا، وهم يرمونه، وقد جعلوا لصاحب الطير كل خاطئة من نَبْلِهم، فلما رأوا ابن عمر تفرَّقوا، فقال ابن عمر: من فعل هذا؟ لعن الله من فعل هذا؛ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من اتخذ شيئًا فيه الرُّوح غَرَضًا)).

[8] الزيادة من رواية الطبراني في المعجم الكبير (11/ 332/ 11916).

[9] وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه»، ووافقه الذهبي.

[10] ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (25361)، والبخاري في الأدب المفرد (373)، وصححه الحاكم في مستدركه (7562) فوافقه الذهبي.

[11] وفي رواية لمسلم (2241): ((أن نملةً قرصت نبيًّا من الأنبياء، فأمر بقرية النمل فأُحرقت، فأوحى الله إليه: أفي أن قرصتك نملةٌ أهلكتَ أُمَّةً من الأمم تسبح؟!)).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أسرار ربانية في عيون الحيوانات
  • حكم الذهاب للكهنة لعمل السحر وقتل الحيوانات بالتعذيب
  • وقف لإطعام وسقي الحيوانات والطيور
  • النهي عن التشبه بالحيوانات في الصلاة
  • الحكمة من إيلام الحيوانات والأطفال ووقوع الأمراض
  • ما يقتل وما لا يقتل من الحيوانات والطيور والزواحف والحشرات (خطبة)
  • من دقائق الإحسان
  • هل بقي لأحد بعد الله فضل أو إحسان
  • حكم أبوال وأرواث الحيوانات من حيث طهارتها ونجاستها

مختارات من الشبكة

  • فتح الأقفال بشرح تحفة الأطفال للجمزوري (المتوفى سنة 1227 هـ) ومعه منظومة تحفة الأطفال (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • شرح حديث أبي موسى: "من مر في شيء من مساجدنا ومعه نبل فليمسك"(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ملخص جامع لأحكام الزكاة ومعه ملحق متعلق بالركاز والفيء والغنيمة بطريقة سهلة ومرتبة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الجامع الصحيح لصفات الله العليا ومعه الصفات المنفية عنه سبحانه وتعالى (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة أنباء نجباء الأبناء ومعه خير البشر بخير البشر(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • غانا: إسلام أمير قرية "باجوري" ومعه 30 رجلا وامرأة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • تمييز المهمل من السفيانين، ومعه: وسائل تمييز المهملين (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • معركة حران سنة 497 هـ(مقالة - موقع د. محمد منير الجنباز)
  • فتح سمرقند سنة 93 هـ(مقالة - موقع د. محمد منير الجنباز)
  • بهجة البصر في نظم نثر عقد نخبة الفكر (للحافظ ابن حجر) ومعه تعليقات من شرحه: "الغرر في جبهة بهجة البصر" للشيخ العلامة عثمان بن سند النجدي البصري الوائلي (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/11/1446هـ - الساعة: 8:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب