التنبيه على حرمة إعداد رسائل الماجستير والدكتوراة من قبل مكاتب البحث العلمي ونحوها (PDF)

التنبيه على حرمة إعداد رسائل الماجستير والدكتوراة

من قبل مكاتب البحث العلمي ونحوها

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليماً كثيراً وبعد:

فقد سألني بعض الناس عن حكم ما يقوم به بعض مكاتب البحث العلمي من الإعلان عن مساعدتها في إعداد رسائل الماجستير والدكتوراة مقابل مبلغ من المال؟

وجواباً عن ذلك أقول:

إن هذا العمل لا يجوز شرعاً، وذلك لأن الماجستير والدكتوراة درجة علمية ينبغي أن يحصل عليها الدارس لها بجده واجتهاده حتى يكون مؤهلاً بالفعل لذلك، أما أن يذهب إلى بعض هذه المكاتب ونحوها ويدفع لها الأموال مقابل أن يقوموا بإعداد الرسالة له ثم يكتب عليها اسمه وتنسب له ويحصل على هذه الدرجة! فإن هذا كذب وغش وخيانة، لأنه لم يقم هو بالإعداد وإنما قام غيره بذلك، ويكون حينئذ قد تشبع بما لم يعط لأنه أخذ مجهوداً لغيره ونسبه لنفسه، وقد جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور»[1].

ولاشك أن انتشار هذا الأمر جعل جملة من الأشخاص يتقلدون كثيراً من الأماكن التي ليست من حقهم وغيرهم أولى بها لتمكنه وتفوقه، وبما أن هؤلاء ضعاف علمياً فإنهم لا يستطيعون إفادة الطلاب الدارسين فيما بعد، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، ولذلك رأينا كثيراً ممن حصل على هذه الشهادة ليس له من حظها نصيب غير التسمية، ومن هنا تخرج أجيال ضعيفة بسبب فساد هؤلاء.

فحري بكل مسلم يريد أن يحصل على درجة الماجستير والدكتوراة أن يتقي الله تعالى ولا يفعل هذه الأشياء المحرمة، بل يجد ويجتهد ويستعين بالله على إتمام أمره، فإنه متى فعل ذلك وصدق مع الله فإن الله تعالى يوفقه لكل خير ويسعده ويثيبه على ذلك، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.

هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.

كتبه

أبو عبد الله

وائل بن علي بن أحمد آل عبد الجليل الأثري

الجمعة: 3/ جماد الأول/ 1437هـ

11/ فبراير / 2016م

alsalafy1433@hotmail.com