• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / سيرة
علامة باركود

الفتح الأعظم لمكة المكرمة

د. رشيد كهوس

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/11/2009 ميلادي - 17/11/1430 هجري

الزيارات: 49528

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الفتح الأعظم لمكة المكرمة


لقد كان الفتحُ الأعظم لمكَّة المكرَّمة في شهر رمضان سَنة ثمان؛ حيث رُفِعت رايةُ الإسلام، وانكسرتْ شوكة الشِّرْك والكفر، ودخل الناس في دين الله أفواجًا.

وهنا لا بدَّ مِن وقفة عند أحداث هذا الفتح نتأمَّل فيها؛ لنرى كيف أنَّ الله - سبحانه وتعالى - إذا أراد أمرًا هيَّأ له أسبابَه.

كان سبب الفتح - كما ذَكَر أهلُ السِّيَر -: أنَّ قريشًا نَقَضَتْ ذلك الصلح والعهد والميثاق الذي أبرمتْه مع النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - حيث تظاهرتْ بنو بكر وقريش على خزاعة، التي انضمتْ يوم الصُّلح إلى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وذهب أبو سفيان إلى المدينة؛ لِيسترضيَ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ويعتذر عمَّا وقع، لكن أمر الله كان قَدَرًا مقدورًا، فقد كان ذلك سببًا للفتح الأعظم.

أَمَر النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أصحابَه بالتهيُّؤ لدخول مكَّة، فتجهَّز الناس، ومضى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لسفره، وخرج لعشرٍ مَضَيْن من رمضان، فصام رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وصام الناس معه، حتى إذا كان بِالْكُدَيْد - بين عسفان وأمَج -[1] أفطر[2].

ثم مَضَى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - حتى نزل مرَّ الظهران في عشرة آلاف من المسلمين فسبَّعت[3] سليم، وبعضُهم يقول ألَّفت[4] سليم، وألَّفت مزينة، وفي كلِّ القبائل عدد وإسلام، وأوعب مع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - المهاجِرون والأنصار، فلم يتخلَّف عنه منهم أحد، فلمَّا نزل رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - مرَّ الظهران[5]، وقد عميتِ الأخبار عن قريش، فلم يأتهم خبرٌ عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم.[6]

ولَمَّا رأى العباس بن عبد المطلب جيشَ المسلمين، قال: وا صباح قريش، واللهِ لئن دخل رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - مكَّة عنوةً قبل أن يأتوه فيستأمنوه، إنَّه لهلاك قريش إلى آخِرِ الدهر[7].

وبينما رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في ذلك المكان إذ جاءَه أبو سفيان مع العباس بن عبد المطلب، فدخل في الإسلام، فحقن دَمه ودم قومه، فدخل سيِّدنا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - مكة، وأعطى الأمان كلَّ مَن لم يقاتل؛ تعظيمًا لبيت الله الحرام، فدخل كثيرٌ من الناس في الإسلام، منهم رؤوس أهل مكَّة، فطاف رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بعد دخوله بالبيت سبعًا، وتوضَّأ بماء زمزم.

قال الإمام ابن سعد - رحمه الله -: "وطاف رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بالبيت على راحلته، وحول الكعبة ثلاثمائة وستُّون صنمًا؛ فجعل كلَّما مرَّ بصنم منها يُشير إليه بقضيب في يده، ويقول: جاء الحق وزهق الباطل، إنَّ الباطل كان زهوقًا، فيقع الصنم لوجهه، وكان أعظمها "هبل"، وهو وجاهَ الكعبة.

ثم جاء إلى المقام وهو لاصقٌ بالكعبة، فصلَّى خلفَه ركعتين، ثم جلس ناحيةً من المسجد، وأرسل بلالًا إلى عثمان بن طلحة[8] أن يأتيَ بمِفتاح الكعبة، فجاء به عثمان، فقبضَه رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وفتح الباب، ودخل الكعبة فصلَّى فيها ركعتين، وخرج فأخذ بعضادتي الباب والمِفتاح معه، وقد لُبِط بالناس حول الكعبة؛ فخطب الناس يومئذٍ ودعَا عثمان بن طلحة فدفع إليه المِفتاح، وقال: ((خذوها يا بني أبي طلحة تالدةً خالدة، لا ينزعها منكم أحدٌ إلَّا ظالم))، ودَفَع السقايةَ إلى العباس بن عبد المطلب، وقال: ((أعطيتكم ما ترزؤكم، ولا ترزؤونها))[9].

ولا خلافَ أنَّه لم يجرِ في فتح مكة قَسْم ولا غنيمة ولا سَبْي؛ وذلك لِمَا عظَّم الله مِن حُرْمة البيت الحرام، وما شرَّف مكَّة به.

ولَمَّا استقرَّ الفتح الأعظم لمكَّة، "أمَّن رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - الناسَ كلَّهم إلَّا تسعة نفر، فإنَّه أمر بقتْلِهم، وإن وُجدوا تحتَ أستار الكعبة؛ وهم: عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وعكرمة بن أبي جهل، وعبد العزى بن خطل، والحارث بن نفيل بن وهب، ومقيس بن صبابة، وهبار بن الأسود، وقينتانِ لابن خطل؛ كانتَا تغنيان بهجاء رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -  وسارة، مولاة لبعض بني عبد المطلب.

فأمَّا ابن أبي سرح فأسلم، فجاء به عثمانُ بن عفان، فاستأمن له رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقَبِل منه، بعد أن أمسك عنه؛ رجاءَ أن يقوم إليه بعضُ الصحابة فيقتله، وكان قد أسلم قبل ذلك وهاجر، ثم ارتدَّ ورجع إلى مكة.
وأما عكرمة بن أبي جهل، فاستأمنتْ له امرأته بعد أن فرَّ، فأمَّنه النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقدم وأسلم وحسُن إسلامه.
أما ابن خطل والحارث ومقيس وإحدى القينتين، فقُتِلوا، وكان مقيس قد أسلم ثم ارتد، وقتل ولحق بالمشركين.
وأما هبار بن الأسود، فهو الذي عَرَض لزينب بنت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - حين هاجرتْ، فنَخَس بها حتى سقطتْ على صخرة، وأسقطت جنينها، ففرَّ، ثم أسلم وحسن إسلامه.

واستؤمن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -  لسارة ولإحدى القينتين، فأمَّنهما فأسلمتَا[10].

فاطمأنَّ الناس لهذا الفتح العظيم، وأنزل الله السكينةَ في قلوب المؤمنين، واستبشر سيِّد الوجود - صلَّى الله عليه وسلَّم - بالفتح المبين، وارتاح إلى جمْع شمل العَرَب، وأيقن أنَّه سيعدُّهم لبناء مجتمع عمراني أُخوي؛ لنشْرِ عقيدة السماء في أرجاء العالَم، ورفْع راية الإسلام في رُبوع الأرض، وازداد - صلَّى الله عليه وسلَّم - استبشارًا وسرورًا لَمَّا طهَّر الكعبة من رِجْس الشرك، وأدران الوثنية، ونقَلها مِن دياجير الظلام إلى عالَمٍ يشعُّ بالنور، ويضيء الكون.

إنَّه الفتح الأعظم، الذي أعزَّ الله به نبيَّه الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم - وجُنْدَه المؤمنين المجاهدين، ورَفَع به لواء الدِّين، واستنقذ به البلدَ الحرام وبيتَه المشرَّف، الذي جعله هدًى للعالَمين، وموطنًا للحُجَّاج الميامين - من أيدي الكفَّار والمشركين، وهو الفتح الذي استبشر به الملأ الأعلى،  ودخل الناس ببركتِه في دِين الإسلام أفواجًا، وأشرق به وجهُ الأرض ضياءً وابتهاجًا.

وهنا لا يفوتنا أن نُشيرَ إلى سُنَّة من سُنن الله تحقَّقتْ في هذا الفتح، وهي وَعْدُه سبحانه - جلَّ وعلَا - بنصْر المستضعَفِين[11] ووراثتهم للأرض؛ قال الحق - سبحانه وتعالى -: ﴿ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ﴾ [القصص: 5].

 


[1] أمج: بلد من أعراض المدينة، "معجم البلدان"، باب الهمزة والميم وما يليهما، حرف: الهمزة والألف.
[2] "سيرة ابن هشام" (4/ 308)، "تاريخ الطبري" (2/ 182-183)، "في مهبط الوحي"؛ محمد بديع شريف (ص: 85)، "المغازي النبوية"؛ للزهري (ص: 86)، "أنساب الأشراف" (1/ 353).
[3] أي: صارت سبعمائة.
[4] أي: صارت ألْفًا.
[5] مَرُّ الظهران: موضع بينه وبين البيت الحرام ستة عشر ميلًا، سُمِّيت "مر" لمرارة مياهها؛ "الروض المعطار"، حرف الميم (ص: 531).
[6] "سيرة ابن هشام" (4/ 309)، "طبقات ابن سعد" (2/ 134-135)، "عيون الأثر"؛ تحقيق: لجنة إحياء التراث العربي في دار الآفاق الجديدة، (2/ 217)، "إمتاع الأسماع" (1/ 357)، "المغازي النبوية"؛ للزهري (ص: 86).
[7] "سيرة ابن هشام" (4/ 310).
[8] هو: عثمان بن طلحة بن أبي طلحة، واسمه عبد الله بن عبد العزي بن عثمان بن عبد الدار العبدري، حاجب البيت، أمُّه أم سعيد بن الأوس، قُتل أبوه طلحة وعمُّه عثمان بن أبي طلحة بأُحد، ثم أسلم عثمان بن طلحة في هدنة الحديبية، وهاجر مع خالد بن الوليد، وشهد الفتح مع النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فأعطاه مِفتاحَ الكعبة، سكن المدينة إلى أن مات بها سنة اثنتين وأربعين؛ قاله الواقدي وابن البرقي؛ "الإصابة"، ترجمة (رقم: 5444) (4/ 450).
[9] "طبقات ابن سعد" (2/ 137).
[10] زاد المعاد، 2/ 223.
[11] وهي سُنَّة الله في استفزاز الأقوام واستضعافهم، فاستضعاف الكفَّار للمؤمنين وإخراجهم مِن ديارهم وأموالهم كان من الأسباب المباشِرة، التي وَرَّثَتِ المؤمنين أرضَهم وديارهم، فدخلوا مكَّة فاتحين لله، شاكرين حامدين، إنَّه قانون السنن الذي لا يَحيد ولا يميل؛ ﴿ وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا * سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا ﴾ [الإسراء: 76، 77].




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • فتح مكة
  • رمضان وفتح مكة
  • ومن دخله كان آمنا
  • الفتح المبين
  • غزوة الفتح وصوم رمضان
  • تاريخ مكة المكرمة عبر العصور
  • مكة المكرمة والقرآن
  • النزول بمكة للحاج وتوريث دورها

مختارات من الشبكة

  • فتحان في رمضان!(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • خواطر حول سورة الفتح (6) مناسبات سورة الفتح(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خواطر حول سورة الفتح (2) فضل سورة الفتح(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة تلخيص أبي الفتح لمقاصد الفتح (المجلد الثاني)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة تلخيص أبي الفتح لمقاصد الفتح (المجلد الأول)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • أحداث رمضان (3) فتح مكة ودروس الفتح(مقالة - ملفات خاصة)
  • نصوص أوروبية عن فتح الأندلس(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • تعليم تركيب الجمل للأطفال(مقالة - موقع عرب القرآن)
  • تعليم الكلمات بالفتح (للأطفال)(مقالة - موقع عرب القرآن)
  • قصة قادة فتح المغرب العربي وصور من حضارة المغرب الإسلامية(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)

 


تعليقات الزوار
5- سماحة افصل الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم
محب الرسول - المغرب 11-04-2011 09:11 PM

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أفضل الخلق حبيبنا وعظيمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد
اجمل تحية مرفوقة بحب رسول الله للدكتور رشيد كهوس وجميع الاخوة .
ما أجمل ان نشتغل بسيرة خير الخلق صلى الله عليه وسلم حتى تلين قلوبنا بحب افضل الخلق ونتخلق ببعض أخلاقه .لقد عجز لساني عن التعبير لأن كل المصطلحات التي تحتوي على المدح لا تفي بالغرض في حق الحبيب صلى الله عليه وسلم فشكرا على هذا الموضوع

4- فتح مكة
جـنـا الـبـرنـــسيــســة - فلسطين 02-10-2010 10:23 AM

شكرا على هذا الموضوع المفيد جدا والجميل وأشكر الكاتب الكريم

3- لا يزال الموضوع مفتوحا على مصرعيه
أحمد إبراهيم - النمسا 07-11-2009 07:58 PM
كيف حال مصر؟
منذ عام ونصف لم أزورها
لقد تفضلتم بعرض الأتي:
"فقد أباحَ الإسلامُ حُريَّة العقيدةِ، بمعنى أنَّه لا يُكْرَهُ أحدٌ على اعْتِناقِهِ ابتداء، ويُسْمَحُ لأهل الكتاب بالبقاء على دِينهم، إلاَّ أنَّه يُلزِمُهم بالدُّخول تحت سُلطانِه،"
لهنا أنا موافق لأنني لأجد في هذا ما يتعارض مع القرآن
ولكن دفع الجِزْيَةِ وفقا ما توارثناه فأنا معترض عليه من ثلاث أوجه لن أذكرها حاليا قبل أن توصل لي تعريفا للجزية.
على أن يكون هذا التعريف محدد وحداني، بمعني لا يقبل اللبس ويشترط أن يكون تعريفا قرآنيا أي وفقا للسان العربي وليس الفقهي، لأنني أؤمن بأن الله وضع كل شيء بميزان ومنه أيضا كلامه الذي هو القرآن الذي لا مبدل له.

أما من ناحية القيمة التي وضعها الفقهاء لما اتفقوا عليه هم كتعريف للجزية ب 25 قرشا أو حتي 25 ألفا فهذا يخالف العقل والمنطق لأنه لا يعقل أن يدفع ساورس أو أخوان غبور أو غيرهم من الذين لا يؤمنون بالله ورسوله مثل 25 عن المليارات التي يكسبونها سنويا ويحاربون الله ورسوله بقنواتهم وصحفهم ...الح فالتعريف الفقهي للجزية حسب رأيي بعيد كل البعد عن مفهوم اللسان والقرآن وظالم للمسلمين علي الرغم من أن الوثنيون يستخدمونه للطعن في عدالة الإسلام لأنني أعتقد من عرفه بهذا التعريف لم يفهم ولا حرف من القرآن أو فهم ولم يحسن إسلامه فأضل الآباء والأبناء

أما فيما يتعلق بالتكملة:
"، والامتناعِ عن إظهار الكُفْر والدَّعْوَة إليه ونَشْرِه؛ فليس لأحدٍ في دَوْلَة الإسلام أن يَدْعُوَ النَّاسَ إلى الكُفْر، ولا أن يُظْهِرَهُ، لا اليهوديَّة، ولا النصرانيَّة، ولا البوذيَّة، ولا الشُّيوعيَّة، ولا غير ذلك من المذاهب الهدَّامَة، فالحرية في الدولة الإسلامية لها سقف لا يتجاوز، كما هو الحال في جميع دول العالم كله، فلا تستطيع أي أقلية في بلد ما أن تخالف أيدلوجيات تلك البلاد، مثل الحجاب في فرنسا والنقاب في أوربا عامة والمآذن في سويسرا، فضل عن تهم معاداة ما يسمى بالسامية، أما في ديننا الحنيف فتترك الحريات لغير المسلمين في ممارسة شعائرهم ولباسهم الديني، وغير ذلك "

لا اعتراض لدي على ذلك وإن كنت أري أنكم لم تعطوا العلمانية الأوربية ما تستحق لأنها ليست غير مذهب عنصري في ثوب جديد باطنه كنسي (وهذا ليس من مخيلتي) وخارجه ما لن يراه الواقع وهو ما يسمونه، مبادئ حرية ومساواة ، فأنا مقيم في أوربا وبعد سبتمبر لا قبل سبتمبر، كرهت اليوم الذي فكرت فيه أن أدرس بالخارج والمشكلة إنني لا أستطيع العيش في مصر إن أردت لأولادي تعليم مثمر وقلة مشاكل.

وقولكم "وحريَّةُ العقيدة لا تَسْتَتْبِعُ للمسلم الخروجَ عنِ الإسلام؛ فالإسلامُ لا يَقْبَلُ الشِّرْكَ بالله، ولا يَقْبَلُ عِبادَةَ غير الله، وهذا من صُلْبِ حقيقة الإسلام. فمَنْ لم يَرْضَ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمَّدٍ نبيًّا ورسولاً، واستعاضَ عن ذلك بالعبوديَّة لغير الله، يستحق ما تُوُعِّدَ به من عقاب"
هذا ما أؤمن به، فمن جاء بغير الإسلام دينا لن يقبل منه ولكن هذا شأنهم مع خالقهم الذي أعد لهم عذاب لو ملكوا ما في الأرض جميعا وافتدوا به فلن يخفف عنهم العذاب. أما دورنا فهو التذكير وان نكون قدوة حتى يتبعنا الناس ونعطى مثال طيب يقرب الناس من دين الله ولا ينفرهم منه.

أما فيما يتعلق ب"أمَّا قصَّةُ عبد الله بن أبى سَرْح الذي كان يَكْتُبُ لرسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلم - ثمَّ ارْتَدَّ مشركًا، وسار إلى قريشٍ؛ فقال لهم: "إنِّي كُنْتُ أَصْرِفُ محمَّدًا حيثُ أُريدُ":
فالجوابُ عنها هو كما قال القاضي عِيَاضٌ في "الشِّفا":
"اعلم - ثبَّتَنَا الله وإيَّاكَ على الحقِّ، ولا جعل للشَّيْطان وتَلْبيسه الحقَّ بالباطل إلينا سبيلاً -: أن مثل هذه الحكاية أوَّلاً لا تُوقِعُ في قلب مؤمنٍ رَيْبًا؛ إذ هي حكايةٌ عمَّنِ ارْتَدَّ وكَفَرَ بالله، ونحن لا نَقْبَلُ خَبَر المسلم المُتَّهَم؛ فكيف بكافرٍ، افترى هو ومثلُه على الله ورسوله ما هو أعظمُ من هذا؟!
والعَجَبُ لسَليم العقل؛ يُشْغِلُ بمثل هذه الحكاية سِرَّهُ، وقد صَدَرَت من عدوٍّ كافر، مُبْغِض للدِّين، مُفتَر على الله ورسوله!!
ولم يَرِد على أحد من المسلمين، ولا ذَكَر أحدٌ منَ الصَّحابة - أنَّه شاهدَ ما قاله وافتَرَاه على نبيِّ الله، وإنما يفتري الكذبَ الذين لا يؤمنون بآيات الله، وأولئك هم الكاذبون". اهـ.
وأما كَوْنُ النَّبيِّ لم يقتلْهُ، فلأنَّه تابَ ورَجِعَ إلى الإسلام؛ وقد قال تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ} [الأنفال:38]، وقال: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا * مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا} [145-147].
وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إن الإسلام يَجُبُّ ما قَبلَهُ))؛ متفق عليه.
وقد أجمع الصَّحابة على وجوب اسْتِتَابة المُرتَدّ، فإن تاب، كُفَّ عنه؛ قال العلاَّمة السِّنْدِيُّ – تعليقا على قصة ابن أبي السرح - : "فيه أنَّ الذي ارتدَّ وآذاه - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا آمَنَ، سَقَطَ قَتْلُهُ".
ولعلك أدركتَ - أيها الحبيب - بهذا البيان أن سيد ولد عدنان - صلَّى الله عليه وسلَّم – لم يرجع في أمره بقتل ابن أبي السرح؛ وإنما الأمر بقتل المرتد، مشروط في الشريعة الإسلامية - المبنية على العدل - بعدم توبة المرتد، وعدم إجارة أحد من المسلمين له، كما سيأتي، والنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم – هو المشرع، والمبين لمراد الله، ولا يؤخذ أمر الحدود وشروطها إلا من جهته.
ثم إن الرجوع في الوعيد محمدة وليس مذمة، فهو من باب العفو الذي هو من شيم العظماء والنبلاء، بخلاف الرجوع في الوعد، كما لا يخفى، فتأمل!
أما كون عثمان – رضي الله عنه – شفع لابن أبي السرح، فلا يعد ذلك خروجًا منه على طاعة الرسول – صلى الله عليه وسلم – وإنما فعل ما فعل لما يعلمه من رحمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وعفوه عمن تاب وأناب، ولما ورد من آي القران في قبول توبة التائبين، وإن كانوا مشركين؛ كما قال تعالى: {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا} [النساء/147].
هذا؛ وقد ربى الإسلام أتباعه وعلمهم أن المسلم إذا أمَّن كافرًا، حرم على عامة المسلمين أن يقتلوه، ويخفروا ذمة من أمنه، وإن كان المجير أدناهم، فكيف إذا كان المجير هو ذا النورين؟! وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((المسلمون تتكافأ دماؤهم، يسعى بذمتهم أدناهم، ويجير عليهم أقصاهم، وهم يد على من سواهم))، وفي الصحيحين عن أم هانيء بنت أبي طالب لما أجارت رجلين من أحمائها أرد علي أن يقتلهما فقال لها الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم -: ((قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ)).
أما قول الأخ الحبيب: "التاريخ كله ألغام للطعن في خاتم الأنبياء والمرسلين – صلى الله عليه وسلم – فإن كنت تقصد التاريخ المزور والمكذوب على المسلمين، أو ما افتراه المستشرقون، والمنتصرون، وأذنابهم من العلمانيين، والمرتدين، ومن لفّ لفهم، وضل ضلالهم، أو التفسير الخاطئ للتاريخ - فنعم، أما التاريخ الحقيقي، وسيرة النبي – صلى الله عليه وسلم – فعلى العكس تمامَا، فإن من قرأ تاريخنا من مصادره الصحيحة الصافية، وخُلي بينه وبين فطرته، لم يسعه إلا الدخول في الإسلام، كما هو مشاهد في كل زمان ومكان إلى يوم الناس هذا، ولمزيد فائدة راجع على موقعنا استشارة: الحكمة في مشروعية قتل المرتد."

فهذه القصة لا أريد أن أضيع معها وقتا مهما جاء من تبريرات، فأنا مسلم بعقلي(قلبي) ولا يمكن أن أقبل ما يضع رسول الله موضع شك لدي، الذي أمرنا الله بالصلاة والتسليم عليه فحولنا القضية على الله لكي يصلي هو عليه، فلا نقول عليه صلاتنا وسلامنا كما طلب منا الله ولكن نقول صلى الله عليه وسلم:
)إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب:56)
في الختام أرجوا أن لا تتهمني بأنني قرآني وإن كنت أعترف بأنني أحب ان أكون قرآنيا بمعني الكلمة التي أرادها الله لنا وليس قرآنيا كما يريد أحمد منصور، فأنا أول من فعل المشاكل معه وعلى موقعه بعد أن اكتشفت الخديعة الكبرى التي يحاول أحمد منصور أن يقوم بتمريرها للمسلمين من خلال هذا الموقع ولم أرضخ لكلمات الشكر والثناء على ما كنت أكتبه على موقعه والتهديد بالطرد حتى طالبت أن يكشف أوراقي وأنا سوف أكشف أوراقه علي موقعه وأمام كل مريدي الموقع.
2- تهافت شبهة العفو عن ابن أبي السرح
خالد الرفاعي - مصر 07-11-2009 04:31 PM
فقد أباحَ الإسلامُ حُريَّة العقيدةِ، بمعنى أنَّه لا يُكْرَهُ أحدٌ على اعْتِناقِهِ ابتداء، ويُسْمَحُ لأهل الكتاب بالبقاء على دِينهم، إلاَّ أنَّه يُلزِمُهم بالدُّخول تحت سُلطانِه، ودفعِ الجِزْيَةِ، والامتناعِ عن إظهار الكُفْر والدَّعْوَة إليه ونَشْرِه؛ فليس لأحدٍ في دَوْلَة الإسلام أن يَدْعُوَ النَّاسَ إلى الكُفْر، ولا أن يُظْهِرَهُ، لا اليهوديَّة، ولا النصرانيَّة، ولا البوذيَّة، ولا الشُّيوعيَّة، ولا غير ذلك من المذاهب الهدَّامَة، فالحرية في الدولة الإسلامية لها سقف لا يتجاوز، كما هو الحال في جميع دول العالم كله، فلا تستطيع أي أقلية في بلد ما أن تخالف أيدلوجيات تلك البلاد، مثل الحجاب في فرنسا والنقاب في أوربا عامة والمآذن في سويسرا، فضلاً عن تهم معاداة ما يسمى بالسامية، أما في ديننا الحنيف فتترك الحريات لغير المسلمين في ممارسة شعائرهم ولباسهم الديني، وغير ذلك .
وحريَّةُ العقيدة لا تَسْتَتْبِعُ للمسلم الخروجَ عنِ الإسلام؛ فالإسلامُ لا يَقْبَلُ الشِّرْكَ بالله، ولا يَقْبَلُ عِبادَةَ غير الله، وهذا من صُلْبِ حقيقة الإسلام. فمَنْ لم يَرْضَ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمَّدٍ نبيًّا ورسولاً، واستعاضَ عن ذلك بالعبوديَّة لغير الله، يستحق ما تُوُعِّدَ به من عقاب.
أمَّا قصَّةُ عبد الله بن أبى سَرْح الذي كان يَكْتُبُ لرسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلم - ثمَّ ارْتَدَّ مشركًا، وسار إلى قريشٍ؛ فقال لهم: "إنِّي كُنْتُ أَصْرِفُ محمَّدًا حيثُ أُريدُ":
فالجوابُ عنها هو كما قال القاضي عِيَاضٌ في "الشِّفا":
"اعلم - ثبَّتَنَا الله وإيَّاكَ على الحقِّ، ولا جعل للشَّيْطان وتَلْبيسه الحقَّ بالباطل إلينا سبيلاً -: أن مثل هذه الحكاية أوَّلاً لا تُوقِعُ في قلب مؤمنٍ رَيْبًا؛ إذ هي حكايةٌ عمَّنِ ارْتَدَّ وكَفَرَ بالله، ونحن لا نَقْبَلُ خَبَر المسلم المُتَّهَم؛ فكيف بكافرٍ، افترى هو ومثلُه على الله ورسوله ما هو أعظمُ من هذا؟!
والعَجَبُ لسَليم العقل؛ يُشْغِلُ بمثل هذه الحكاية سِرَّهُ، وقد صَدَرَت من عدوٍّ كافر، مُبْغِض للدِّين، مُفتَر على الله ورسوله!!
ولم يَرِد على أحد من المسلمين، ولا ذَكَر أحدٌ منَ الصَّحابة - أنَّه شاهدَ ما قاله وافتَرَاه على نبيِّ الله، وإنما يفتري الكذبَ الذين لا يؤمنون بآيات الله، وأولئك هم الكاذبون". اهـ.
وأما كَوْنُ النَّبيِّ لم يقتلْهُ، فلأنَّه تابَ ورَجِعَ إلى الإسلام؛ وقد قال تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ} [الأنفال:38]، وقال: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا * مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا} [145-147].
وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إن الإسلام يَجُبُّ ما قَبلَهُ))؛ متفق عليه.
وقد أجمع الصَّحابة على وجوب اسْتِتَابة المُرتَدّ، فإن تاب، كُفَّ عنه؛ قال العلاَّمة السِّنْدِيُّ – تعليقا على قصة ابن أبي السرح - : "فيه أنَّ الذي ارتدَّ وآذاه - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا آمَنَ، سَقَطَ قَتْلُهُ".
ولعلك أدركتَ - أيها الحبيب - بهذا البيان أن سيد ولد عدنان - صلَّى الله عليه وسلَّم – لم يرجع في أمره بقتل ابن أبي السرح؛ وإنما الأمر بقتل المرتد، مشروط في الشريعة الإسلامية - المبنية على العدل - بعدم توبة المرتد، وعدم إجارة أحد من المسلمين له، كما سيأتي، والنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم – هو المشرع، والمبين لمراد الله، ولا يؤخذ أمر الحدود وشروطها إلا من جهته.
ثم إن الرجوع في الوعيد محمدة وليس مذمة، فهو من باب العفو الذي هو من شيم العظماء والنبلاء، بخلاف الرجوع في الوعد، كما لا يخفى، فتأمل!
أما كون عثمان – رضي الله عنه – شفع لابن أبي السرح، فلا يعد ذلك خروجًا منه على طاعة الرسول – صلى الله عليه وسلم – وإنما فعل ما فعل لما يعلمه من رحمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وعفوه عمن تاب وأناب، ولما ورد من آي القران في قبول توبة التائبين، وإن كانوا مشركين؛ كما قال تعالى: {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا} [النساء/147].
هذا؛ وقد ربى الإسلام أتباعه وعلمهم أن المسلم إذا أمَّن كافرًا، حرم على عامة المسلمين أن يقتلوه، ويخفروا ذمة من أمنه، وإن كان المجير أدناهم، فكيف إذا كان المجير هو ذا النورين؟! وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((المسلمون تتكافأ دماؤهم، يسعى بذمتهم أدناهم، ويجير عليهم أقصاهم، وهم يد على من سواهم))، وفي الصحيحين عن أم هانيء بنت أبي طالب لما أجارت رجلين من أحمائها أرد علي أن يقتلهما فقال لها الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم -: ((قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ)).
أما قول الأخ الحبيب: "التاريخ كله ألغام للطعن في خاتم الأنبياء والمرسلين – صلى الله عليه وسلم – فإن كنت تقصد التاريخ المزور والمكذوب على المسلمين، أو ما افتراه المستشرقون، والمنتصرون، وأذنابهم من العلمانيين، والمرتدين، ومن لفّ لفهم، وضل ضلالهم، أو التفسير الخاطئ للتاريخ - فنعم، أما التاريخ الحقيقي، وسيرة النبي – صلى الله عليه وسلم – فعلى العكس تمامَا، فإن من قرأ تاريخنا من مصادره الصحيحة الصافية، وخُلي بينه وبين فطرته، لم يسعه إلا الدخول في الإسلام، كما هو مشاهد في كل زمان ومكان إلى يوم الناس هذا، ولمزيد فائدة راجع على موقعنا استشارة: الحكمة في مشروعية قتل المرتد.
على الرابط التالى:http://alukah.net/Counsels/CounselDetails.aspx?CounselID=445&highlight=%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%ae+%d8%ae%d8%a7%d9%84%d8%af+&soption=0
1- التاريخ كله ألغام للطعن فى خاتم الانبياء والمرسلين
أحمد إبراهيم - النمسا 06-11-2009 06:08 PM
كيف لرسول الله أن يأمر بقتل فرد ما ثم يتراجع هو بنفسه عن ذلك؟
والله لو أمر الرسول بذلك لنُفِذ الأمر بسرعة البرق،وما تراجع عنه أفضل المرسلين، ألم يقل الله أطيعوا الله وأطيعوا الرسول
لا أصدق أيضا إن عثمان يمكن أن يعص أمرا لرسول الله ثم يأتي بعد أن أمر، بفردا ما، مثل "ابن أبي سرح أو غيره"ويقول إنه قد أسلم، ألم يفسر أعداء الاسلام هذا التلفيق التاريخي على أنه أكراه في الدين؟
وكيف لرسول الله أن يأمر بقتل من لم يسلم؟
ألم يقل الله لا إكراه في الدين، لكم دينكم ولي دين أم تعطون لأعداء الاسلام فرصة للهجوم علينا بقول إن هناك اسلام مهادن فترة الضعف ثم ظهرت حقيقة الاسلام الدموي بعد أن قويت شوكت المسلمين
اليس موضوع قصة اسلام ابن أبي سرح يملأ النت الأن للهجوم علي الاسلام وخاتم الانبياء والمرسلين
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب