• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / سيرة
علامة باركود

إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (9)

إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (9)
الشيخ محمد طه شعبان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 26/2/2014 ميلادي - 25/4/1435 هجري

الزيارات: 6483

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (9)

 

قوله:

والبيعةُ الأُولى معَ اثنَيْ عَشَرْ
مِنْ أهلِ طَيْبةَ كما قَدْ ذُكِرْ

 

فلما كان موسمُ الحج من العام الثاني عشَر من البِعثة، أقبَل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفدٌ من الأنصار، قوامه: اثنا عشَر رجلاً:

عشرة من الخزرج، وهم:

1- أسعد بن زرارة.

2- عوف بن الحارث بن رفاعة ابن عفراء.

3- رافع بن مالك بن العجلان.

4- قطبة بن عامر بن حديدة.

5- عقبة بن عامر بن نابي.

6- معاذ بن الحارث بن عفراء.

7- ذكوان بن عبدقيس.

8- عبادة بن الصامت.

9- يزيد بن ثعلبة.

10- العباس بن عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان.


واثنان من الأوس، وهم:

11- أبو الهيثم بن التيهان، واسمه: مالك[1].

12- عويم بن ساعدة[2].


فبايع هذا الوفدُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - بيعةَ العَقَبة الأولى.


يقول عبادةُ بن الصامت - رضي الله عنه - وكان ممن شهِد البيعة: "إني لمن النقباء الذين بايعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: بايعناه على ألَّا نشركَ بالله شيئًا، ولا نزني، ولا نسرق، ولا نقتل النفسَ التي حرَّم الله إلا بالحق، ولا ننتهب، ولا نعصي؛ فالجنة إن فعلنا ذلك، فإن غشينا من ذلك شيئًا، كان قضاءُ ذلك إلى الله"[3].


وفي رواية قال عبادة - رضي الله عنه -: إن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((تعالَوْا بايعوني على ألَّا تشركوا بالله شيئًا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتُلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتانٍ تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوني في معروفٍ، فمَن وفَى منكم فأجرُه على الله، ومن أصاب من ذلك شيئًا، فعوقب به في الدنيا، فهو له كفارةٌ، ومَن أصاب مِن ذلك شيئًا فستره الله، فأمره إلى الله؛ إن شاء عاقبه، وإن شاء عفا عنه))، قال: فبايعتُه على ذلك[4].


أول سفير في الإسلام:

فانطلق القوم - بعد ذلك - عائدين إلى المدينة المنورة، فأرسل معهم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مصعب بن عمير - رضي الله عنه - وأمَره أن يقرئَهم القرآن، ويعلِّمَهم الإسلام، ويفقههم في الدين، فكان مصعبٌ يسمى في المدينة بالمقرئ.


وكان منزله على أسعد بن زرارة، وكان يصلي بهم؛ وذلك أن الأوس والخزرج كرِه بعضُهم أن يؤُمَّه بعضٌ[5].


أول جمعة بالمدينة المنورة، وإمامها:

قام سفيرُ الإسلام مصعب بن عمير بمهمته على أكمل وجه؛ فدعا إلى دين الله - تعالى - وأقرأ الناس، وعلَّمهم، وفقَّههم في الدين، وانتشر الإسلام بالمدينة، فأقيمت أول جمعة في الإسلام بالمدينة المنورة، وأمَّ المسلمين فيها أسعدُ بن زرارة - رضي الله عنه[6].


عن عبدالرحمن بن كعب بن مالكٍ - وكان قائدَ أبيه بعدما ذهب بصره - عن أبيه كعب بن مالكٍ أنه كان إذا سمع النداء يوم الجمعة ترحَّم لأسعد بن زرارة، فقلت له: إذا سمعت النداء ترحمت لأسعد بن زرارة؟ قال: لأنه أول من جمَّع بنا في هزم النبيت[7] من حرَّة بني بياضة[8]، في نقيعٍ[9] يقال له: نقيع الخضمات[10]، قلت: كم أنتم يومئذٍ؟ قال: أربعون[11].


قوله:

وبعدَ ثِنْتينِ وخَمسينَ أتى
سبعونَ في المَوسِمِ هذا ثَبَتَا
مِن طَيْبَةٍ، فبايَعوا . . . . .
. . . . . . . . . . . . . .

 

وفي العام التالي للبيعة الأولى وافى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - سبعون رجلاً من الأنصار، فبايعوه بيعة العقبة الثانية.


يقول جابر بن عبدالله - وكان ممن شهد هذه البيعة -:

"مكث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة عشر سنين يتبع الناس في منازلهم بعكاظٍ، ومجنة، وفي المواسم بمنًى، يقول: من يؤويني؟ من ينصرني حتى أبلغ رسالةَ ربي وله الجنة؟ حتى إن الرجل ليخرُج من اليمن أو من مصرَ، فيأتيه قومه فيقولون: احذر غلام قريشٍ، لا يفتنك، ويمشي بين رحالهم وهم يشيرون إليه بالأصابع، حتى بعثنا اللهُ إليه من يثرب، فآويناه وصدقناه، فيخرج الرجلُ منا، فيؤمن به، ويقرئه القرآن، فينقلب إلى أهله فيُسلِمون بإسلامه، حتى لم يبقَ دارٌ من دور الأنصار إلا وفيها رهطٌ من المسلمين يُظهِرون الإسلام، ثم ائتمروا جميعًا، فقلنا: حتى متى نترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُطرَد في جبال مكة ويخاف؟ فرحَل إليه منا سبعون رجلاً حتى قدموا عليه في الموسم، فواعَدْناه شِعب العقبة، فاجتمعنا عليه من رجلٍ ورجلين حتى توافينا، فقلنا: يا رسول الله، علامَ نبايعك؟ قال: ((تبايعوني على السمع والطاعة، في النشاط والكسل، والنفقة في العُسر واليُسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن تقولوا في الله لا تخافون في الله لومة لائمٍ، وعلى أن تنصروني، فتمنعوني إذا قدمتُ عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم، ولكم الجنة))، فقمنا إليه، وأخَذ بيده أسعدُ بن زرارة، وهو من أصغرهم - وفي رواية البيهقي: وهو أصغر السبعين إلا أنا - فقال: رويدًا يا أهل يثرب، فإنَّا لم نضرِبْ أكباد الإبل إلا ونحن نعلَمُ أنه رسول الله، وأن إخراجَه اليوم مفارقةُ العرب كافةً، وقتلُ خياركم، وأن تعَضَّكم السيوف، فإما أنتم قومٌ تصبرون على ذلك وأجركم على الله، وإما أنتم قومٌ تخافون من أنفسكم خيفة، فبيِّنوا ذلك؛ فهو عذرٌ لكم عند الله، قالوا: أمِطْ عنا يا أسعد، فوالله لا ندَعُ هذه البيعة أبدًا، ولا نسلبها أبدًا، قال: فقمنا إليه فبايعناه، وأخذ علينا وشرط، ويعطينا على ذلك الجنة[12].


وعن كعب بن مالك - رضي الله عنه - قال: خرجنا في الحجَّةِ التي بايعنا فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالعقبة مع مشركي قومِنا، ومعنا البراءُ بن مَعرورٍ كبيرُنا وسيِّدنا، حتى إذا كنا بظاهر البيداء قال: يا هؤلاء، تعلمون إني قد رأيتُ رأيًا، والله ما أدري توافقوني عليه أم لا؟! فقلنا: وما هو يا أبا بشر؟ قال: إني قد أردت أن أصلي إلى هذه البنية ولا أجعلها مني بظهرٍ، فقلنا: لا والله لا تفعل، والله ما بلَغنا أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يصلي إلا إلى الشام، قال: فإني والله لمُصلٍّ إليها، فكان إذا حضرتِ الصلاة توجَّه إلى الكعبة وتوجهنا إلى الشام، حتى قدمنا مكة، فقال لي البراء: يا ابنَ أخي، انطلق إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أسأله عما صنعت، فلقد وجدتُ في نفسي بخلافكم إياي، قال: فخرجنا نسأل عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلقِيَنا رجلٌ بالأبطح، فقلنا: هل تدلنا على محمد؟ قال: وهل تعرفانه إن رأيتماه؟ قلنا: لا والله، قال: فهل تعرفان العباس؟ فقلنا: نعم، وقد كنا نعرفه، كان يختلف إلينا بالتجارة، فقال: إذا دخلتما المسجد فانظروا العباس، قال: فهو الرجلُ الذي معه، قال: فدخلنا المسجد، فإذا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - والعباس ناحية المسجد جالسين، فسلَّمنا، ثم جلسنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((هل تعرف هذين الرَّجُلينِ يا أبا الفضل؟)) قال: نعم، هذا البراء بن معرورٍ سيد قومه، وهذا كعب بن مالكٍ، فوالله ما أنسى قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الشاعر؟)) قال: نعم، قال له البراء: يا رسول الله إني قد رأيت في سفري هذا رأيًا، وقد أحببت أن أسألَك عنه قال: ((وما ذاك؟)) قال: رأيت ألا أجعل هذه البنية مني بظهرٍ فصليت إليها، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((قد كنت على قِبلةٍ لو صبرت عليها))، فرجع إلى قِبلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصلى معنا إلى الشام، ثم واعدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العقبة، أوسط أيام التشريق، ونحن سبعون رجلاً للبيعة، ومعنا عبدالله بن عمرو بن حرامٍ والد جابرٍ، وإنه لعلى شِرْكه، فأخذناه وقلنا: يا أبا جابرٍ، والله إنا لنرغب بك أن تموت على ما أنت عليه فتكون لهذه النار غدًا حطبًا، وإن الله قد بعَث رسولاً يأمر بتوحيده وعبادته، وقد أسلم رجال من قومك، وقد واعدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للبيعة، فأسلَم وطهَّر ثيابه، وحضرها معنا فكان نقيبًا، فلما كانت الليلة التي وعَدْنا فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنًى أول الليل مع قومنا، فلما استثقل الناس من النوم تسللنا من فرشنا تسلُّل القَطا، حتى اجتمعنا بالعقبة، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعمه العباس، ليس معه غيره، أحَبَّ أن يحضر أمر ابن أخيه، فكان أول متكلمٍ، فقال: يا معشر الخزرج، إن محمدًا منا حيث قد علمتم، وهو في منعةٍ من قومه وبلاده، قد منعناه ممن هو على مثل رأينا منه، وقد أبى إلا الانقطاع إليكم، وإلى ما دعوتموه إليه، فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما وعدتموه، فأنتم وما تحملتم، وإن كنتم تخشون من أنفسكم خذلانًا، فاتركوه في قومه، فإنه في منعة من عشيرته وقومه، فقلنا: قد سمعنا ما قلت، تكلَّم يا رسول الله، فتكلم ودعا إلى الله، وتلا القرآن، ورغَّب في الإسلام، فأجبناه بالإيمان والتصديق له، وقلنا له: خُذْ لربك ولنفسك، فقال: ((إني أبايعكم على أن تمنعوني مما منعتم منه أبناءكم ونساءكم))، فأجابه البراء بن معرورٍ فقال: نعم والذي بعثك بالحق نمنعنك مما نمنع منه أُزُرَنا، فبايِعْنا يا رسول الله، فنحن أهل الحروب وأهل الحَلقة، ورثناها كابرًا عن كابرٍ، فعرض في الحديث أبو الهيثم بن التيهان فقال: يا رسول الله، إن بيننا وبين الرجال حبالاً، وإنَّا لقاطعوها، فهل عسيت إنِ اللهُ أظهرك أن ترجع إلى قومك وتدَعَنا؟ فقال: ((بل الدم الدم، والهدم الهدم، أنا منكم وأنتم مني، أسالم من سالمتم، وأحارب من حاربتم))، فقال له البراء بن معرور: ابسط يدَك يا رسول الله نبايعك.


فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أخرجوا إلي منكم اثني عشر نقيبًا))، فأخرجوهم له، فكان نقيب بني النجار: أسعد بن زرارة، ونقيب بني سلِمة: البراء بن معرور، وعبدالله بن عمرو بن حرام، ونقيب بني ساعدة: سعد بن عبادة، والمنذر بن عمرو، ونقيب بني زريق: رافع بن مالك، ونقيب بني الحارث بن الخزرج: عبدالله بن رواحة، وسعد بن الربيع، ونقيب بني عوف بن الخزرج: عبادة بن الصامت - وبعضهم جعل بدل عبادة بن الصامت خارجة بن زيد- ونقيب بني عمرو بن عوف: سعد بن خيثمة، ونقيب بني عبدالأشهل - وهم من الأوس -: أسيد بن حضير، وأبو الهيثم بن التيهان، قال: فأخذ البراء بيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فضرب عليها، وكان أول من بايع، وتتابع الناس فبايعوا، فصرخ الشيطان على العقبة بأنفذ صوت سمعتُه قط، فقال: يا أهل الجباجب[13]، هل لكم في مُذَمَّمٍ والصباة معه قد اجتمعوا على حربكم؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((هذا أزبُّ العقبة، هذا ابن أزيب، أما والله لأفرغن لك، ارفضُّوا إلى رحالكم)).


فقال العباس بن عبادة أخو بني سالم: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق، لئن شئتَ لنُميلنَّ على أهل منًى غدًا بأسيافنا، فقال: ((إنا لم نؤمَرْ بذلك))، فرُحْنا إلى رحالنا فاضطجعنا، فلما أصبحنا، أقبلت جِلَّةٌ من قريشٍ فيهم الحارث بن هشام، فتى شاب وعليه نعلان له جديدتان، فقالوا: يا معشر الخزرج، إنه قد بلغنا أنكم قد جئتم إلى صاحبِنا لتستخرجوه من بين أظهُرِنا، وإنه والله ما من العرب أحدٌ أبغض إلينا أن تنشب الحرب بيننا وبينه منكم، فانبعث مَن هناك مِن قومنا من المشركين يحلفون لهم بالله، ما كان من هذا شيءٌ، وما فعلناه، فلما تثوَّر القوم لينطلقوا قلت كلمةً كأني أُشركهم في الكلام: يا أبا جابرٍ - يريد عبدالله بن عمرو - أنت سيدٌ من سادتنا وكهل من كهولنا، لا تستطيع أن تتخذ مثل نعلي هذا الفتى من قريشٍ، فسمعها الحارث، فرمى بهما إليَّ، وقال: والله لتلبسنَّهما، فقال أبو جابرٍ: مهلاً، أحفَظْتَ لَعَمْرُ اللهِ الرجلَ - يقول: أخجلته - اردُدْ عليه نعليه، فقلت: لا والله لا أردهما، فَأْلٌ صالِحٌ، إني لأرجو أن أسلبَه[14].


قوله:

. . . . . ثمَّ هَجَرْ
مكَّةَ يومَ اثنينِ مِن شَهْرِ صَفَرْ
فجاء طَيْبةَ الرِّضا يَقِينَا
إذ كمَّلَ الثَّلاثَ والخَمسينا
في يومِ الاثنَيْنِ، ودام فيها
عَشْرَ سِنِينَ كمَلَتْ نَحْكِيها

 

رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - دار الهجرة في رؤية منامية أراها الله إياه، فكان ذلك وحيًا من الله، وإيذانًا له - صلى الله عليه وسلم - بأن يأمرَ أصحابه بالهجرة لبدء مرحلة جديدة من الجهاد والدعوة في سبيل الله، عسى أن تكون أفضل من سابقتها.


عن عائشة - رضي الله عنها - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((قد أُريتُ دار هجرتكم، رأيت سبخةً ذات نخلٍ بين لابتين)) - وهما الحرَّتان - فهاجر مَن هاجر قِبل المدينة، ورجع عامةُ مَن كان هاجر بأرض الحبشة إلى المدينة، وتجهَّز أبو بكرٍ قِبل المدينة، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((على رسلك؛ فإني أرجو أن يؤذَنَ لي)) فقال أبو بكرٍ: وهل ترجو ذلك بأبي أنت؟ قال: ((نعم))، فحبَس أبو بكرٍ نفسه على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليصحبه، وعلف راحلتين كانتا عنده ورَق السَّمُر - وهو الخبط - أربعة أشهرٍ[15].


وعن أبي موسى - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((رأيتُ في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرضٍ بها نخلٌ، فذهب وَهْلي إلى أنها اليمامةُ أو هَجَرُ، فإذا هي المدينة يثرِبُ))[16].


بداية الرحلة إلى المدينة:

بدأ الصحابة - رضوان الله عليهم - في الاستعداد والخروج إلى المدينة المنورة؛ حيث علموا أن ذِكر النبي - صلى الله عليه وسلم - هذه الرؤيا لهم، إِذْنٌ منه - صلى الله عليه وسلم - بالخروج[17]، فخرجوا.


فكان أول من خرج مصعب بن عميرٍ، وابن أم مكتومٍ، وبلالٌ، وسعد، وعمار بن ياسرٍ،ثم خرج عمر بن الخطاب في عشرين من أصحابِ النبي - صلى الله عليه وسلم[18].


وكان من أوائل المهاجرين أيضًا أبو سلَمة - رضي الله عنه - وكان لخروجه قصة عجيبة تحكيها السيدة أم سلمة - رضي الله عنها - حيث تقول:

لما أجمع أبو سلَمة الخروج إلى المدينة، رحَل لي بعيره ثم حملني عليه، وحمل معي ابني سلَمة بن أبي سلمة في حجري، ثم خرج بي يقودُ بي بعيره، فلما رأته رجال بني المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزومٍ قاموا إليه، فقالوا: هذه نفسك غلبتنا عليها، أرأيتَ صاحبتك هذه؟ علامَ نتركُك تسير بها في البلاد؟ قالت: فنزَعوا خِطام البعير من يده، فأخذوني منه، قالت: وغضِب عند ذلك بنو عبدالأسد، رهط أبي سلَمة، فقالوا: لا والله، لا نترُك ابننا عندها إذ نزعتموها من صاحبنا.


قالت: فتجاذبوا بُنَيَّ سلَمةُ بينهم حتى خلَعوا يده، وانطلق به بنو عبدالأسد، وحبسني بنو المغيرة عندهم، وانطلق زوجي أبو سلمة إلى المدينة، قالت: ففرق بيني وبين زوجي وبين ابني، قالت: فكنت أخرُج كل غداةٍ فأجلس بالأبطح، فما أزال أبكي حتى أمسي، سنةً أو قريبًا منها، حتى مر بي رجلٌ من بني عمي - أحد بني المغيرة - فرأى ما بي فرحمني، فقال لبني المغيرة: ألا تخرجون هذه المسكينة، فرقتم بينها وبين زوجها وبين ولدها! قالت: فقالوا لي: الحقي بزوجك إن شئتِ، قالت: وردَّ بنو عبدالأسد إليَّ عند ذلك ابني، قالت: فارتحلت بعيري ثم أخذت ابني فوضعتُه في حجري، ثم خرجت أريد زوجي بالمدينة، قالت: وما معي أحدٌ من خلق الله، قالت: فقلت: أتبلَّغ بمن لقيت حتى أقدَمَ على زوجي، حتى إذا كنت بالتنعيم لقيت عثمانَ بن طلحة بن أبي طلحة، أخا بني عبدالدار، فقال لي: إلى أين يا بنت أبي أمية؟ قالت: فقلت: أريد زوجي بالمدينة، قال: أوما معك أحدٌ؟ قالت: فقلت: لا والله، إلا الله وبُني هذا، قال: والله ما لكِ من مَتركٍ، فأخذ بخطام البعير، فانطلق معي يهوى بي، فوالله ما صحبت رجلاً من العرب قط، أرى أنه كان أكرم منه؛ كان إذا بلغ المنزل أناخ بي، ثم استأخر عني، حتى إذا نزلتُ استأخر ببعيري، فحط عنه، ثم قيده في الشجرة، ثم تنحى عني إلى شجرةٍ، فاضطجع تحتها، فإذا دنا الرواح، قام إلى بعيري فقدمه فرحله، ثم استأخر عني، وقال: اركبي، فإذا ركبت واستويت على بعيري أتى فأخَذ بخطامه، فقاده، حتى ينزل بي، فلم يزَلْ يصنع ذلك بي حتى أقدمني المدينة، فلما نظر إلى قرية بني عمرو بن عوفٍ بقباءٍ، قال: زوجُك في هذه القرية - وكان أبو سلمة بها نازلاً - فادخليها على بركة الله، ثم انصرف راجعًا إلى مكة.


فكانت تقول: والله ما أعلم أهل بيتٍ في الإسلام أصابهم ما أصاب آل أبي سلمة، وما رأيت صاحبًا قط كان أكرَمَ من عثمان بن طلحة[19].


وتأخر النبي - صلى الله عليه وسلم - وحبَس معه أبا بكر - كما تقدم - وعليًّا أيضًا ليؤدي الودائع التي كانت عنده للناس، وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ليس بمكة أحد عنده شيء يخشى عليه إلا وضَعه عنده؛ لِما يعلَم من صدقه وأمانته - صلى الله عليه وسلم[20].


ثم استعدَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - للهجرة ومعه الصِّدِّيق أبو بكر - رضي الله عنه.


وتعُود بداية هذه الرحلة المباركة عندما كان أبو بكر جالسًا في بيته وقت الظهيرة، فقال له قائلٌ: هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متقنعًا في ساعةٍ لم يكن يأتينا فيها، فقال أبو بكرٍ: فداء له أبي وأمي، والله ما جاء به في هذه الساعة إلا أمرٌ، قالت عائشة: فجاء رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فاستأذن، فأذِن له، فدخَل فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكرٍ: ((أخرِجْ مَن عندك))، فقال أبو بكرٍ: إنما هم أهلُك بأبي أنت يا رسول الله؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((فإني قد أُذِن لي في الخروج))، فقال أبو بكرٍ: الصحابة بأبي أنت يا رسول الله؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((نعم))، قال أبو بكرٍ: فخُذْ بأبي أنت يا رسول الله إحدى راحلتيَّ هاتين، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((بالثمن))، قالت عائشة: فجهزناهما أحَثَّ الجهاز، وصنعنا لهما سُفرةً في جرابٍ، فقطعت أسماء بنت أبي بكرٍ قطعةً من نطاقها فربطت به على فم الجراب، فبذلك سُمِّيت ذات النطاقين، قالت: ثم لحق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكرٍ بغارٍ في جبل ثورٍ، فكمنا فيه ثلاث ليالٍ يبيت عندهما عبدالله بن أبي بكرٍ وهو غلامٌ شاب ثقفٌ لقنٌ، فيدلج من عندهما بسحرٍ فيصبح مع قريشٍ بمكة كبائتٍ، فلا يسمع أمرًا يكتادان به إلا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام، ويرعى عليهما عامرُ بن فهيرة مولى أبي بكرٍ منحةً[21] من غنمٍ، فيريحها عليهما حين تذهب ساعةٌ من العشاء، فيبيتان في رسلٍ، وهو لبن منحتهما ورضيفهما[22] حتى ينعِق[23] بها عامر بن فهيرة بغلَسٍ، يفعل ذلك في كل ليلةٍ من تلك الليالي الثلاث[24].


وفي تلك الأثناء تفطن المشركون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر قد خرَجا، فأخذوا يبحثون عنهما في كل مكان حتى وصلوا إلى الغار وهما فيه، ثم قربوا منه بشدة، حتى إن أبا بكر - رضي الله عنه - سمع صريرَ أقدامهم حول الغار، فرفع رأسه فإذا هو بأقدام القوم، فقال: يا رسول الله، لو أن بعضَهم طأطأ بصره رآنا، قال: ((اسكت يا أبا بكرٍ، اثنان الله ثالثهما))[25].


ثم استأجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكرٍ رجلاً من بني الديل، وهو من بني عبد بن عدي[26] هاديا خريتًا - والخريت الماهر بالهداية - قد غمس حلفًا في آل العاص بن وائلٍ السهمي، وهو على دين كفار قريشٍ، فأمناه فدفعا إليه راحلتيهما، وواعداه غار ثورٍ بعد ثلاث ليالٍ براحلتيهما صبح ثلاثٍ[27].


ثم انتظروا حتى قام قائم الظهيرة وخلا الطريق لا يمر فيه أحدٌ[28].


فانطلق معهما عامر بن فهيرة والدليل، فأخذ بهم طريق السواحل[29].


يقول أبو بكر - رضي الله عنه -:

فأسرينا ليلتنا كلها حتى قام قائم الظهيرة وخلا الطريق فلا يمر فيه أحدٌ، حتى رفعت لنا صخرةٌ طويلةٌ لها ظل لم تأتِ عليه الشمس بعدُ، فنزلنا عندها فأتيت الصخرة، فسوَّيت بيدي مكانًا ينام فيه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في ظلها، ثم بسطتُ عليه فروةً، ثم قلت: نَمْ يا رسول الله! وأنا أنفض لك ما حولك، فنام، وخرجت أنفض ما حوله فإذا أنا براعي غنمٍ مقبلٍ بغنمه إلى الصخرة يريد منها الذي أردنا، فلقيته، فقلت: لمن أنت يا غلام؟ فقال: لرجلٍ من أهل المدينة، قلت: أفي غنمك لبنٌ؟ قال: نعم، قلت: أفتحلب لي؟ قال: نعم، فأخذ شاةً، فقلت له: انفض الضرع من الشعر والتراب والقذى، فحلب لي في قعبٍ معه كثبةً من لبنٍ، قال: ومعي إداوةٌ أرتوي فيها للنبي - صلى الله عليه وسلم - ليشرَبَ منها ويتوضأ، قال: فأتيت النبيَّ وكرهتُ أن أوقظه من نومه، فوافقتُه استيقظ، فصببت على اللبن من الماء حتى برد أسفله، فقلت: يا رسول الله، اشرَبْ من هذا اللبن، فشرِب حتى رضيت، ثم قال: ((ألم يأنِ للرحيل؟))، قلت: بلى، قال: فارتحلنا بعدما زالت الشمس، واتبَعَنا سراقة بن مالكٍ، قال: ونحن في جلدٍ من الأرض[30]، فقلت: يا رسول الله، أُتِينا، فقال: ((لا تحزن؛ إن الله معنا))، فدعا عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فارتطمت - ساخت - فرَسُه إلى بطنها، فقال: إني قد علمتُ أنكما قد دعوتما علي، فادعُوَا لي، فالله لكما أن أردَّ عنكما الطلب، فدعا الله، فنجا[31].


فلما نجا سراقة قصَّ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبار قريش، وأنهم جعلوا فيه الدية، وأخبرهم أخبارَ ما يريد الناس منهم، ثم عرَض على النبي - صلى الله عليه وسلم - الزاد والمتاع، يقول سراقة: فلم يرزُأاني، ولم يسألاني، إلا أن قال: أخفِ عنا، فسألتُه أن يكتبَ لي كتاب أمنٍ، فأمَر عامر بن فهيرة، فكتب في رقعةٍ من أديمٍ[32].


ثم وفى سراقة بما وعد به رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - حيث وعده أن يرد عنهما الطلب، فكان لا يلقى أحدًا إلا قال: قد كفيتُكم ما ها هنا، فلا يلقى أحدًا إلا رده[33].


وكان من شأن سراقة - رضي الله عنه - أنه كان جالسًا في مجلسٍ من مجالس قومه بني مدلجٍ يقول سراقة: فأقبل رجلٌ منهم حتى قام علينا ونحن جلوسٌ فقال: يا سراقة، إني قد رأيت آنفًا أسودةً بالساحل، أراها محمدًا وأصحابه، قال سراقة: فعرفتُ أنهم هم، فقلت له: إنهم ليسوا بهم، ولكنك رأيت فلانًا وفلانًا، انطلقوا بأعيننا، ثم لبثت في المجلس ساعةً، ثم قمت فدخلتُ فأمرت جاريتي أن تخرُج بفرسي وهي من وراء أكمةٍ، فتحبسها علي، وأخذتُ رمحي، فخرجت به من ظهر البيت فحططت بزجه[34] الأرض، وخفضت عاليه[35] حتى أتيت فرسي فركبتها، فرفعتها تقرب بي حتى دنوت منهم، فعثَرَتْ بي فرسي، فخرَرْتُ عنها، فقُمت، فأهويت يدي إلى كنانتي، فاستخرجت منها الأزلام فاستقسمت بها: أضرُّهم أم لا، فخرج الذي أكرَه، فركبت فرسي، وعصيت الأزلام تقرب بي، حتى إذا سمعت قراءةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو لا يلتفت وأبو بكرٍ يكثر الالتفات، ساخت يدا فرَسي في الأرض حتى بلغتا الرُّكبتينِ، فخررت عنها، ثم زجَرْتُها، فنهضت، فلم تكد تخرج يديها، فلما استوت قائمةً إذا لأثر يديها عثانٌ[36] ساطعٌ في السماء مثل الدخان، فاستقسمت بالأزلام، فخرَج الذي أكره، فناديتهم بالأمان، فوقفوا، فركبتُ فرسي حتى جئتُهم، ووقع في نفسي حين لقيتُ ما لقيت من الحبس عنهم أن سيظهر أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم[37].


ثم ذكَر سراقة - رضي الله عنه - الحوار الذي دار بينه وبين النبي - صلى الله عليه وسلم.


ثم مضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلقي في الطريق الزبيرَ في ركبٍ من المسلمين كانوا تجارًا قافلين من الشام، فكسا الزُّبيرُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر ثيابَ بياض.


ومر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكرٍ - رضي الله عنه - ومولى أبي بكرٍ عامر بن فهيرة، ودليلهما الليثي عبدالله بن أريقطٍ على خيمتي أم معبدٍ الخزاعية، وكانت امرأةً برزةً[38] جلدةً[39] تحتبي بفناء الخيمة[40]، ثم تسقي وتُطعِم، فسألوها لحمًا وتمرًا ليشتروا منها، فلم يصيبوا عندها شيئًا من ذلك، وكان القوم مرملين[41] مُسنِتين[42]، فنظَر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى شاةٍ في كسر الخيمة[43]، فقال: ((ما هذه الشاة يا أم معبدٍ؟)) قالت: شاةٌ خلفها الجهد[44] عن الغنم، قال: ((هل بها من لبنٍ؟)) قالت: هي أجهَدُ من ذلك، قال: ((أتأذنين لي أن أحلبَها؟))، قالت: بأبي أنت وأمي، إن رأيتَ بها حلبًا، فاحلُبْها.


فدعا بها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فمسح بيده ضَرعها، وسمى الله - تعالى - ودعا لها في شاتها، فتفاجت[45] عليه ودرَّت، فاجترت[46]، فدعا بإناءٍ يربض الرَّهط[47]، فحلب فيه ثجًّا[48] حتى علاه البهاء[49]، ثم سقاها حتى رويت، وسقى أصحابه حتى رووا، وشرب آخرهم حتى أراضوا[50]، ثم حلب فيه الثانية على هدةٍ[51] حتى ملأ الإناء، ثم غادره عندها، ثم بايعها، وارتحلوا عنها، فقل ما لبثت حتى جاءها زوجها أبو معبدٍ، يسوقُ أعنزًا عجافًا[52] يتساوكن هزالاً[53]، مخهن قليلٌ[54]، فلما رأى أبو معبدٍ اللبن أعجبه، قال: من أين لك هذا يا أم معبدٍ والشاء عازبٌ حائلٌ[55]، ولا حلوب في البيت؟ قالت: لا والله، إلا أنه مر بنا رجلٌ مباركٌ، من حاله كذا وكذا، قال: صِفِيه لي يا أم معبدٍ.


قالت: رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة[56]، أبلَج الوجه[57]، حسَن الخلق، لم تَعِبه ثجلةٌ[58]، ولم تزريه[59] صعلةٌ[60]، وسيمٌ[61] قسيمٌ[62]، في عينيه دعجٌ[63]، وفي أشفاره[64] وطفٌ[65]، وفي صوته صهلٌ[66]، وفي عنقه سطعٌ[67]، وفي لحيته كثاثةٌ[68]، أزجُّ[69] أقرن[70]، إن صمَت فعليه الوقار[71]، وإن تكلَّم سما وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاه من بعيدٍ، وأحسنه وأجمله من قريبٍ، حُلو المنطق[72]؛ فصلٌ لا نزرٌ ولا هذرٌ[73]، كأن منطقه خرزات نظمٍ يتحدرن، ربعةٌ[74]، لا تشنؤه من طولٍ[75]، ولا تقتحمه عينٌ من قِصَرٍ[76]، غصنٌ بين غصنين[77]؛ فهو أنضرُ[78] الثلاثة منظرًا، وأحسنهم قدرًا، له رفقاء يحفون به[79]؛ إن قال سمِعوا لقولِه، وإن أمَر تبادروا[80] إلى أمرِه.


محفودٌ[81] محشودٌ[82] لا عابسٌ[83] ولا مفندٌ[84].


قال أبو معبدٍ: هذا والله صاحبُ قريشٍ الذي ذُكر لنا من أمره ما ذكر، ولقد هممت أن أصحبه، ولأفعلن إن وجدتُ إلى ذلك سبيلاً.


وأصبح صوتٌ بمكة عاليًا، يسمعون الصوتَ ولا يدرون مَن صاحبه، وهو يقول:

جزى اللهُ ربُّ الناس خيرَ جزائه
رفيقينِ حلَّا خيمتَيْ أمِّ معبدِ
هما نزلاها بالهُدى واهتدت به
فقد فاز مَن أمسى رفيقَ محمَّدِ
فيا لقصيٍّ ما زوى اللهُ عنكمُ
به من فعالٍ لا تجارَى وسؤددِ
ليهنِ أبا بكرٍ سعادةُ جدِّه
بصحبتِه مَن يُسعِد اللهُ يسعَدِ
ليَهنِ بني كعبٍ مقامُ فتاتِهم
ومقعدُها للمؤمنين بمرصدِ
سلوا أختَكم عن شاتها وإنائها
فإنكم إن تسأَلوا الشاةَ تشهدِ
دعاها بشاةٍ حائلٍ فتحلبت
عليه صريحًا ضرة الشاة مزبدِ
فغادره رهنًا لديها لحالبٍ
يرددها في مصدرٍ بعد موردِ[85]

 

ثم مضى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - هو وأبو بكر - رضي الله عنه - فالتفت أبو بكرٍ فإذا هو بفارسٍ قد لحقهم، فقال: يا رسول الله، هذا فارسٌ قد لحِق بنا، فالتفت نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((اللهم اصرَعْه))، فصرَعه الفرس، ثم قامت تحمحم[86]، فقال: يا نبيَّ الله، مُرْني بما شئت، قال: ((فقف مكانَك، لا تتركنَّ أحدًا يلحق بنا)) قال: فكان أول النهار جاهدًا على نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وكان آخرَ النهار مَسلَحةً له[87].


وكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - قد أشرَف على المدينة وهو مردفٌ أبا بكرٍ، وأبو بكرٍ شيخٌ يُعرَف، ونبي الله - صلى الله عليه وسلم - شابٌّ لا يعرف[88]، قال: فيلقى الرجل أبا بكرٍ، فيقول: يا أبا بكرٍ، من هذا الرجلُ الذي بين يديك؟ فيقول: هذا الرجلُ يهديني السبيل، قال: فيحسَب الحاسب أنه إنما يعني الطريق، وإنما يعني سبيلَ الخير[89].


وسمِع المسلمون بالمدينة مخرَج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مكة، فكانوا يَغْدون كل غداةٍ إلى الحرة، فينتظرونه حتى يردَّهم حرُّ الظهيرة، فانقلبوا يومًا بعدما أطالوا انتظارهم، فلما أووا إلى بيوتهم أوفى رجلٌ من يهود على أُطُمٍ من آطامهم[90] لأمرٍ ينظر إليه، فبصر برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه مبيَّضينَ[91] يزول بهم السَّرابُ[92]، فلم يملكِ اليهوديُّ أن قال بأعلى صوته: يا معاشر العرب، هذا جَدُّكم الذي تنتظرون[93]، فثار المسلِمون إلى السلاحِ، فتلقَّوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - بظهر الحرَّة[94].


قوله:

أكمَلَ في الأُولى صلاةَ الحضَرِ
مِن بعدِ ما جمَّع، فاسمَعْ خَبَري

 

عن عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - قالت: فرَض اللهُ الصلاة حين فرضها، ركعتين ركعتين، في الحضر والسفر، فأُقرَّت صلاة السفر، وزِيدَ في صلاة الحضَر[95].


قال ابن جريرٍ - رحمه الله -:

"وفي هذه السنة - يعني السنةَ الأولى من الهجرة - زِيدَ في صلاة الحضر - فيما قيل - ركعتانِ، وكانت صلاة الحضر والسفر ركعتينِ، وذلك بعد مَقدَم النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - المدينةَ بشهرٍ من ربيعٍ الآخر لمضي ثنتي عشرةَ ليلةً منه.


زعم الواقدي أنه لا خلافَ بين أهل الحجاز فيه[96]".


وفي هذه السنةِ - الأولى من الهجرة - صلَّى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أولَ جُمعة له بالمدينة؛ حيث أدركته الصلاةُ في بني سالم بن عوف[97].



[1] التيهان: يخفف ويثقل، كقوله: ميت وميت؛ "سيرة ابن هشام" 2/24.

[2] ذكر ابن اسحاق أسماء أصحاب بيعة العقبة الأولى والثانية؛ "سيرة ابن هشام" 2/22، 24، قال: حدثني عاصم بن عمرو بن قتادة، عن أشياخ من قومه.

قلت: وعاصم تابعي، قال ابن حجر: ثقة، عالم بالمغازي؛ (تقريب)، وقال الذهبي: صدوق علاَّمة بالمغازي؛ (كاشف).

[3] متفق عليه: أخرجه البخاري (3893)، كتاب: مناقب الأنصار، باب: وفود الأنصار إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة وبيعة العقبة، ومسلم (1709)، كتاب: الحدود، باب: الحدود كفَّارات لأهلها.

[4] متفق عليه: أخرجه البخاري (3892)، كتاب: مناقب الأنصار، باب: وفود الأنصار إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة وبيعة العقبة، ومسلم (1709)، كتاب: الحدود، باب: الحدود كفارة لأهلها.

[5] "سيرة ابن هشام" 2/24 بتصرف.

قال بعض أهل السير: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - أرسل مع مصعب ابن عمير: ابن أم مكتوم، وممن قال بذلك العلامة ابن سيد الناس - رحمه الله - حيث قال في "عيون الأثر" 1/265: فلما انصرفوا - أي: أصحابُ البيعة - بعَث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معهم ابن أم مكتوم ومصعب بن عمير يعلِّمان مَن أسلم منهم القرآن؛ اهـ.

قلت: الصواب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يرسل إلا مصعب بن عمير فقط؛ كما نص على ذلك أكثرُ أهل السير.

وأظن أن الوهم دخَل على من قال بذلك مما رواه البخاري في "صحيحه" (3924، 3925) عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: أول من قدم علينا مصعبُ بن عمير وابن أم مكتوم، وكانوا يُقرئون الناس... الحديث.

قلت: الصحيح أن هذا الحديثَ إنما يتحدث فيه البراءُ - رضي الله عنه - عن الهجرة لا عن البيعة، ولا عن من أرسله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع أصحاب البيعة.

ومما يدل على ذلك:

1- أنه لم يرد في الحديث قط ذكر البيعة، إنما ورد ذكر الهجرة صريحًا في إحدى روايات الحديث؛ كما ذكَر ذلك ابن حجر في "فتح الباري" 7/306؛ حيث قال: في رواية عن شعبة عند الحاكم في "الإكليل" عن عبدالله بن رجاء في روايته: (من المهاجرين)؛ اهـ.

2- ما ذُكِر في الرواية نفسها؛ حيث قال البراء - رضي الله عنه -: ثم قدِم علينا عمار بن ياسر وبلال وسعد، ثم قدم عمرُ بن الخطاب في عشرين من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قدم النبي - صلى الله عليه وسلم -... الحديث؛ فهذا يوضح أنه يتكلم في شأن الهجرة.

وقد فهِم ذلك الإمام البخاري - رحمه الله - فبوَّب على الحديث: باب: مقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه المدينة.

فيُعلَم مما سبق أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أرسل مصعبًا وحده، ثم إن مصعبًا رجَع إلى مكة قبل البيعة الثانية - كما ذكر ذلك أهل السير - ثم هاجَر إلى المدينة مرة أخرى، لما أذِن لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بالهجرة، وكان أول المهاجرين إلى المدينة - كما دل عليه حديث البراء - رضي الله عنه - السابق، ثم استأنف مصعب نشاطه السابق في إقراء الناس وتعليمهم، وتبعه ابن أم مكتوم، وكان يساعده في مهمته، والله أعلم.

[6] روي أن الذي أمَّ المسلمين في هذه الجمعة مصعب بن عمير، وهو ضعيف.

قال ابن كثير - رحمه الله -: وقد روى الدارقطنيُّ عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتب إلى مصعب بن عمير يأمره بإقامة الجمعة، وفي إسناده غرابة، والله أعلم؛ "البداية والنهاية" 3/163.

[7] الهزم: المنخفض من الأرض، والنبيت: موضع.

[8] حَرَّة: بفتح الحاء المهملة وتشديد الراء: هي الأرض ذات الحجارة السُّود.

[9] هو المنخفض من الأرض يستنقع فيه الماء.

[10] نقيع الخضمات: موضع بنواحي المدينة.

[11] حسن: أخرجه أبو داود (1069)، كتاب: الصلاة، باب: الجمعة في القرى، وابن ماجه (1082)، كتاب: الصلاة، باب: فرض الجمعة.

والمعنى أنه جمَّع في قرية يقال لها: هزم النبيت، هي كانت في حرة بني بياضة في المكان الذي يجتمع فيه الماء، واسم ذلك المكان: نقيع الخضمات، وتلك القرية هي على ميل من المدينة؛ "عون المعبود" 2/425.

[12] صحيح: أخرجه أحمد 3/32، 339- 340، الحاكم 2/624، 625، وصحَّحه وأقرَّه الذهبي.

[13] الجباجب: جمع جبجب - بالضم - وهو المستوي من الأرض، وهي ها هنا أسماء منازل بمنًى؛ (نهاية).

[14] صحيح: أخرجه ابن هشام في "السيرة" 2/27، 33، أحمد 3/46، 462، ابن جرير الطبري في "تاريخه" 2/90، 93، وقال الألباني في تحقيق "فقه السيرة" (177): هذا سند صحيح.

[15] صحيح: أخرجه البخاري (3905)، كتاب: مناقب الأنصار، باب: هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه إلى المدينة، وأحمد 6/198.

[16] صحيح: أخرجه مسلم (2272)، كتاب: الرؤيا، باب: رؤيا النبي - صلى الله عليه وسلم.

[17] ولذلك تقول السيدة عائشة - رضي الله عنها - في الحديث لما قال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أريت دار هجرتكم...))، تقول: فهاجَر من هاجر قِبَل المدينة.

[18] صحيح: أخرجه البخاري (3924، 3925)، كتاب: مناقب الأنصار، باب: مقدَم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه إلى المدينة.

[19]أخرجه ابن هشام في السيرة (1/ 469، 470)، بسند متصل من طريق ابن إسحاق، عن أم سلمة رضي الله عنها، وهو إسناد حسن.

[20] السابق.

[21] تطلق على الشاة، أو الناقة، وأصلها: الهبة.

[22] رضيف: على وزن: رغيف؛ أي: اللَّبَن المرضوف، وهو الذي وُضِعت فيه الحجارة المحمَّاة بالشمس أو النار؛ لينعقدَ وتزول رخاوته.

[23] ينعِق: أي: يصيح بغنمه كي تنزجِرَ وتسير.

[24] صحيح: أخرجه البخاري (3905)، كتاب: مناقب الأنصار، باب: هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه إلى المدينة، وأحمد 6/198.

لقنٌ ثقف: أي حسن الاستماع لِما يقال، سريع الفهم، الدُّلجة: السير أول الليل، المنيحة: الناقة، رسل: اللَّبَن الطري.

[25] متفق عليه: أخرجه البخاري (3922)، كتاب: مناقب الأنصار، باب: هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه إلى المدينة، مسلم (2381)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل أبي بكر.

[26] هو عبدالله بن أريقط.

[27] صحيح: أخرجه البخاري (3905)، كتاب: مناقب الأنصار، باب: هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه إلى المدينة، أحمد 6/198.

[28] متفق عليه: أخرجه البخاري (3917)، كتاب: مناقب الأنصار، باب: هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه إلى المدينة، مسلم (2009)، كتاب: الزهد، باب: في حديث الهجرة، ويقال له: حديث الرحل.

[29] صحيح: أخرجه البخاري (3905)، كتاب: مناقب الأنصار، باب: هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه إلى المدينة، أحمد 6/198.

[30] أرض جلدة: أي أرض صُلبة؛ (النهاية).

[31] متفق عليه: أخرجه البخاري (3917)، كتاب: مناقب الأنصار، باب: هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه إلى المدينة، مسلم (2009)، كتاب: الزهد والرقائق، باب: في حديث الهجرة، ويقال له: حديث الرحل.

[32] صحيح: أخرجه البخاري (3906)، كتاب: مناقب الأنصار، باب: هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه إلى المدينة.

[33] متفق عليه؛ انظر: التخريج قبل السابق.

[34] الزج: الحديدة التي في أسفل الرمح.

[35] أي: خفَض أعلى الرمح، وإنما فعل ذلك؛ لئلا يظهَرَ بريقُ الرمح، فيتبعه أحد فيشاركه في الجعالة؛ وقد صرح بذلك كما في رواية الحسن عند ابن أبي شيبة: وجعلت أجرُّ الرمح مخافة أن يشرَكَني أهل الماء فيه.

[36] دخان.

[37] صحيح: أخرجه البخاري (3906)، كتاب: مناقب الأنصار، باب: هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه إلى المدينة.

[38] يقال: امرأةٌ برزة: إذا كانت كهلة لا تحتجب احتجاب الشواب، وهي مع ذلك عفيفةٌ عاقلةٌ تجلس للناس وتحدثهم؛ من البروز، وهو الظهور والخروج؛ النهاية (1/ 117).

[39] الجَلد: القوة والصبر؛ النهاية (1/ 284)، والجيم واللام والدال أصلٌ واحدٌ، وهو يدل على قوةٍ وصلابةٍ؛ فالجلد معروفٌ، وهو أقوى وأصلب مما تحته من اللحم؛ معجم مقاييس اللغة (1/ 471).

[40] تحتبي: من الاحتباء، والاحتباء: هو أن يضمَّ الإنسانُ رجليه إلى بطنه بثوب يجمعهما به مع ظهره، ويشُده عليها، وقد يكون الاحتباء باليدين عوض الثوب..؛ النهاية في غريب الحديث (1/ 336)، ولسان العرب (14/ 161).

[41] قال أبو عبيدٍ: المرمل الذي نفِد زاده، ومنه حديث أبي هريرة: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزاة فأرملنا وأنفضنا، قال: وأصلُه من الرَّمْل، كأنهم لصقوا بالرمل؛ كما قيل للفقير: الترب، ورجلٌ أرمل، وامرأةٌ أرملة: محتاجةٌ؛ لسان العرب (11/ 296).

[42] مسنتين: أي: مجدبين، أصابتهم السَّنة، وهي: القَحْط والجدب، وأَسْنَت، فهو مسنتٌ إذا أجدب؛ النهاية في غريب الحديث (2/ 407)، ولسان العرب (2/ 47).

[43] في كسر الخيمة: أي: جانبها؛ ولكل بيتٍ كسران: عن يمينٍ وشمالٍ، وتُفتح الكاف وتُكسَر، ومنه قيل: فلانٌ مكاسري؛ أي: جاري؛ النهاية في غريب الحديث (4/ 172)، ولسان العرب (5/ 141).

[44] الجهد: بالضم: الوسع والطاقة، وبالفتح: المشقة، وقيل: المبالغة والغاية، وقيل: هما لغتان في الوسع والطاقة، فأما في المشقة والغاية فالفتح لا غير، ويريد به في حديث أم معبد: الهُزال؛ النهاية (1/ 320).

[45] التفاج: المبالغة في تفريج ما بين الرجلين، وهو من الفج: الطريق؛ النهاية في غريب الحديث (3/ 412)، ولسان العرب (2/ 339).

[46] الجرة: ما يُخرجه البعير من بطنه ليمضغه ثم يبلعه، يقال: اجتر البعير يجترُّ؛ النهاية في غريب الحديث (1/ 259)، ولسان العرب (4/ 130).

[47] فدعا بإناءٍ يربض الرهط: أي: يرويهم ويثقلهم حتى يناموا ويمتدوا على الأرض، من ربض في المكان يربض؛ إذا لصق به وأقام ملازمًا له، يقال: أربضت الشمس: إذا اشتد حرُّها حتى تربض الوحش في كناسها؛ أي: تجعلها تربض فيه؛ النهاية (2/ 184).

[48] ثجًّا: أي لبنًا سائلاً كثيرًا، والثج: السيلان، ومطرٌ مثج وثجاجٌ وثجيجٌ، وماءٌ ثجوجٌ وثجاجٌ: مصبوبٌ، وفي التنزيل: ﴿ وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا ﴾ [النبأ: 14]؛ لسان العرب (2/ 221).

[49] البهاء: المنظر الحسن الرائع المالئ للعين، والبهي: الشيء ذو البهاء، مما يملأ العينَ روعُه وحسنه، والمراد: بهاء اللبن، وهو وبيص رغوته؛ النهاية في غريب الحديث (1/ 169)، ولسان العرب (14/ 99).

[50] راضوا: أي: شربوا حتى رووا، من أراض الوادي إذا استنقع فيه الماء؛ النهاية في غريب الحديث (1/ 39)، ولسان العرب (7/ 114).

[51] الهدة: صوتٌ شديد تسمَعُه من سقوط حائط أو ناحية جبل؛ المخصص لابن سِيده (2/ 9).

وقال ابن الأعرابي: الهد: الرجل الكريم الجوَاد القوي؛ تاج العروس (9/ 336)، فعلى المعنى الأول: يكون شدة الصوت، كناية عن كثرة اللبن وغزارته؛ حتى إنه ليُحدِثُ صوتًا شديدًا أثناء حلبه.

والمعنى الثاني ظاهر.

[52] عجافًا: جمع عجفاء، وهي المهزولة من الغنم وغيرها؛ النهاية في غريب الحديث (3/ 186).

[53] يتساوكن هزالاً: مادة: (سوك): السين والواو والكاف أصلٌ واحدٌ يدل على حركةٍ واضطراب، ويقال: تساوكت الإبل: إذا اضطربت أعناقُها من الهزال، أراد أنها تتمايلُ من ضعفها؛ معجم مقاييس اللغة (3/ 117، 118)، والنهاية في غريب الحديث (2/ 425)، وقال النووي: السِّواك: بكسر السين، وهو استعمال عُودٍ أو نحوه في الأسنان لإزالة الوسخ، وهو من: ساك إذا دلَك، وقيل: من التساوك، وهو التمايل؛ تحرير ألفاظ التنبيه (33).

[54] مخهن قليلٌ: الميم والخاء كلمةٌ تدل على خالص كل شيءٍ، منه مخ العظم، معروفٌ، وأمخت الشاة: كثر مخها. معجم مقاسسي اللغة (5/ 269). والمقصود: قلة مخهن لضعفهن، وعدم الطعام.

[55] عازبٌ: أي: بعيدة المرعى، لا تأوي إلى المنزل في الليل، وحائلٌ: هي التي لم تحمل، والجمع: حيال وحولٌ وحولٌ وحوللٌ؛ النهاية (3/ 227)، ولسان العرب (11/ 189).

[56] الوضاءة: الحسن، والنظافة، والبهجة؛ تاج العروس (1/ 489).

[57] أبلج الوجه: أي: مشرق الوجه مسفره، ومنه: تبلج الصبح وانبلج، فأما الأبلج فهو الذي قد وضح ما بين حاجبيه فلم يقترنا، والاسم: البَلَج، بالتحريك، لم ترده أم معبدٍ؛ لأنها قد وصفته في حديثها بالقرن، ومنه الحديث: ((ليلة القدر بلجة))؛ أي: مشرقة، والبلجة - بالضم والفتح -: ضوء الصبح؛ النهاية في غريب الحديث (1/ 151)، وقال البغوي: أبلج الوجه، تريد مُشرِقَ الوجه مضيئه، يقال: تبلج الصبح، وانبلج: إذا أسفر، ولم تُرِدْ بلج الحاجب، ألا ترى أنها تصفه بالقرن؛ شرح السنة (13/ 266).

[58] الثجلة: عِظَم البطن، وانتفاخها، وضخامتها، وسعتها، ويروى: نحلةٌ بالنون والحاء؛ أي: نحول ودقة؛ انظر: تهذيب اللغة (6/ 106و 11/ 16)، والنهاية في غريب الحديث (1/ 208)، ولسان العرب (11/ 82).

[59] ولم تزريه: يقال: زريت عليه وزرى عليه، بالفتح، زريًا، وزرايةً ومزريةً، ومزراةً، وزريانًا: عابه وعاتبه؛ لسان العرب (14/ 356).

[60] الصعلة: هي صِغر الرأس، وهي أيضًا: الدقة، والنحول، والخفَّة في البدن، وقيل: الصعل: الدِّقة في العنق والبدن كله؛ النهاية في غريب الحديث (3/ 32)، ولسان العرب (11/ 379).

[61] الوسيم: الوضيء الثابت الحسن؛ كأنه قد وسم، وفلانٌ وسيمٌ؛ أي: حَسَن الوجه والسيما؛ النهاية في غريب الحديث (5/ 185)، ولسان العرب (12/ 637).

[62] قسيمٌ: القسامة: الحسن، ورجلٌ مقسم الوجه؛ أي: جميلٌ كله، كأن كل موضعٍ منه أخَذ قسمًا من الجمال؛ النهاية في غريب الحديث (4/ 36)، ولسان العرب (12/ 482).

[63] الدَّعَج: شدة سواد العين، وشدة بياضه، رجلٌ أدعج، وامرأةٌ دعجاء، وعينٌ دعجاء، ويقال: الدعج: شدة سواد سواد العين، وشدة بياض بياضها؛ معجم العين (1/ 220)، والنهاية في غريب الحديث (2/ 119)، ولسان العرب (2/ 271).

[64] الأشفار: منبَت شعر الأجفان؛ لسان العرب (1/ 781).

[65] الوطف: الواو والطاء والفاء: أصلٌ صحيحٌ يدل على طول شيءٍ ورخاوته؛ أى: فى شعر أجفانه طولٌ، ويروى: "وفي أشفاره غطفٌ"، وهو أن يطول شعر الأجفان ثم ينعطف، ويروى: "وفي أشفاره عطفٌ": بالعين المهملة؛ أي: طولٌ، كأنه طال وانعطف، فالمعنى واحد في الروايات الثلاث؛ انظر: معجم مقاييس اللغة (6/ 120)، والنهاية في غريب الحديث (5/ 240، و3/ 257و 3/373).

[66] في صوته صهلٌ: أي: قوة وصلابة، من صهيل الخيل، وهو صوتها، ويروى صحلٌ: بالحاء والتحريك: كالبُحة، وألا يكون حاد الصوت؛ النهاية في غريب الحديث (3/ 13و 3/ 63).

[67] السطع: كل شيءٍ انتشر أو ارتفع من برقٍ، أو غبارٍ، أو نور، أو ريحٍ، سطع يسطع سطعًا وسطوعًا، ويقال للصبح إذا طلع ضوؤه في السماء: قد سطع يسطع سطوعًا، أول ما ينشق مستطيلاً، فقولها: في عنقه سطعٌ: أي: ارتفاعٌ وطولٌ؛ النهاية في غريب الحديث (2/ 365)، ولسان العرب (8/ 154).

[68] كثاثةٌ: الكاف والثاء أصلٌ صحيحٌ يدل على تجمعٍ، والكثاثة في اللحية: أن تكون غير رقيقة ولا طويلةٍ، ولكن فيها كثافة، أرادت كثرة أصولها وشعرها، وأنها ليست بدقيقةٍ، ولا طويلةٍ، وفيها كثافة؛ معجم مقاييس اللغة (/ 125)، والنهاية في غريب الحديث (4/ 152)، ولسان العرب (2/ 179).

[69] أزج: الزجج: تقوُّس في الحاجب مع طول في طرفه وامتداد؛ النهاية في غريب الحديث (2/ 296)،

[70] أقرن: أي: مقرون الحاجبين؛ القَرَن - بالتحريك - التقاء الحاجبين؛ النهاية في غريب الحديث (4/ 54).

وعند الطبراني في الكبير (414)، والآجري في الشريعة (1022)، والبيهقي في الشُّعب (1362)، عن هند بن أبي هالة التميمي - في وصف النبي صلى الله عليه وسلم -: أزج الحواجب، سوابغ في غير قَرَنٍ.

قال ابن قتيبة في غريب الحديث (1/ 491): سوابغ في غير قرنٍ، والقرن: أن يطول الحاجبانِ حتى يلتقيَ طرَفاهما، وهذا خلافُ ما وصفته به أم معبدٍ؛ لأنها قالت في وصفه: أزجُّ أقرَنُ، ولا أراه إلا كما ذكَر ابن أبي هالة.

وقال الأصمعي: كانت العرب تكرَه القَرَن، وتستحب البَلَج، والبلج: أن ينقطعَ الحاجبان، فيكون ما بينهما نقيًّا؛ اهـ.

وقال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث (4/ 54): وفي صفته - عليه الصلاة والسلام - "سوابغ في غير قَرَن": القَرَن - بالتحريك - التقاء الحاجبين، وهذا خلاف ما روَتْ أمُّ معبد، فإنها قالت في صفته: "أزَجُّ أقرن": أي: مقرون الحاجبين، والأول الصحيح في صفته؛ اهـ.

[71] الوقار: الحِلْم والرزانة؛ النهاية في غريب الحديث (5/ 213)، وتاج العروس (14/ 376).

[72] المنطق: من النطق، وهو الكلام.

[73] فصلٌ لا نزرٌ ولا هذرٌ: فصلٌ: أي: يفصِلُ بَيْنَ كلامِه، وكلامه بَيِّنٌ ظاهرٌ.

والنزر: القليل.

والهذر: الكلام الذي لا يعبأ به، هذر كلامه هذرًا: كثر في الخطأ والباطل، والهذر: الكثير الرديء، وقيل: هو سَقَط الكلام، هذر الرجل في منطقِه يهذر ويهذر هَذْرًا، بالسكون، وتهذارًا؛ وهو بناءٌ يدل على التكثير، والاسم: الهذَر، بالتحريك، وهو الهذيان، وأهذر الرجل في كلامه: أكثر، ورجلٌ هذريانٌ: إذا كان غثَّ الكلام كثيرَه.

وهي تعني: أن كلامه ليس بقليلٍ فيدل على عي، وعدم إفصاحٍ، ولا كثيرٍ فاسدٍ؛ النهاية في غريب الحديث (3/ 451، و5/ 40، 5/ 256)، ولسان العرب (5/ 259، و5/ 203).

[74] ربعةٌ: ومربوع الخلق؛ أي: ليس بطويل ولا قصير. معجم العين (2/ 133).

[75] لا تشنؤه من طولٍ: أي: لا تبغضه؛ الشناءة: البغض؛ يقال: شنئت الرجل؛ أي: أبغضته؛ ومنه قوله تعالى: ﴿ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا ﴾ [المائدة: 8]؛ أي: بغض قوم، وقوله تعالى: ﴿ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ﴾ [الكوثر: 3]؛ أي: إن مبغضك. انظر: النهاية في غريب الحديث (2/ 503)، وتاج العروس (1/ 288)، ولسان العرب (1/ 101).

[76] ولا تقتحمه عينٌ من قصرٍ: أي: لا تحتقره، ولا تزدريه؛ يقال: اقتحمت فلانًا عيني؛ إذا احتقرته واستصغرته. غريب الحديث لابن قتيبة (1/ 474).

[77]غصنٌ بين غصنين: تشبه النبي - صلى الله عليه وسلم - في جماله بغصن الشجرة الجميل بين غصنين؛ وهما: أبو بكر، وعامر بن فهيرة.

[78]النضرة: الحسن، والرونق، والبريق. لسان العرب (5/ 212).

[79]يحفون به: حف القوم بسيدهم، يحفون حفا: إذا أطافوا به وعكفوا؛ ومنه قول الله عز وجل: ﴿ وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الزمر: 75] تهذيب اللغة (4/ 5).

[80] تبادروا: بدر إلى الشيء: عجل إليه واستبق. لسان العرب (4/ 48).

[81] محفودٌ: المحفود: الذي يخدمه أصحابه ويعظمونه ويسرعون في طاعته؛ يقال حفدت وأحفدت، فأنا حافد ومحفودٌ؛ ومنه دعاء القنوت: "وإليك نسعى ونحفد" أي: نسرع في العمل والخدمة. النهاية في غريب الحديث (1/ 406).

[82] محشودٌ: الحشد: الجماعة؛ واحتشد القوم لفلانٍ: تجمعوا له وتأهبوا. النهاية في غريب الحديث (1/ 388).

[83] لا عابسٌ: من عبس يعبس عبسًا وعبس: قطب ما بين عينيه؛ والعابس: الكريه الملقى. النهاية في غريب الحديث (3/ 171)، ولسان العرب (6/ 128).

[84] ولا مفندٌ: الفند: الخرف، وإنكار العقل من الهرم أو المرض؛ ويقال: أفند الرجل فهو مفندٌ إذا ضعف عقله؛ ومنه قوله تعالى: ﴿ وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ ﴾ [يوسف: 94]؛ أي: لولا أن تتهموني بالخرف. شرح السنة للبغوي (13/ 268)، ولسان العرب (3/ 338).

[85] أخرجه الطبراني في الكبير (3605)، والآجري في الشريعة (1020)، والبغوي في شرح السنة (3704)، والحاكم في المستدرك (4274)، وغيرهم، وقال الحاكم: هذا حديثٌ صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، وصحَّحه الذهبي، وحسَّنه الألباني في تخريج فقه السيرة (179).

[86] الحُمَحمة: صوت الفرس دون الصهيل؛ (نهاية).

[87] صحيح: أخرجه البخاري (3911)، كتاب: مناقب الأنصار، باب: هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه إلى المدينة، وقيل: هذا الفارس هو سراقة بن مالك، فالقصة واحدة، والله أعلم.

[88] أي من حيث الشيب؛ فالشيبُ كان قد دخل على أبي بكر - رضي الله عنه - دون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم، وهو الأكبر سنًّا - يظهَرُ كأنه شابٌّ.

[89] الحديث السابق.

[90] الأطم: الحصن.

[91] أي عليهم الثيابُ البيض.

[92] قيل: معناه ظهرت حركتُهم للعين؛ "فتح الباري".

[93] جَدُّكم: بفتح الجيم؛ أي حظُّكم، وصاحبُ دولتكم الذي تتوقَّعونه؛ (فتح).

[94] صحيح: أخرجه البخاري (3906)، كتاب: مناقب الأنصار، باب: هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه إلى المدينة.

[95] متفق عليه: أخرجه البخاري (350)، ومسلم (685).

[96] تاريخ الطبري (2/ 400).

[97] سيرة ابن هشام (1/ 494).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (5)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (6)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (7)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (8)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (10)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (11)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (12)

مختارات من الشبكة

  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (WORD)(كتاب - ملفات خاصة)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (36)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (35)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (34)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (33)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (32)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (32)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (31)(مقالة - ملفات خاصة)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (30)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (29)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب