• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / سيرة
علامة باركود

بيان كون الإيمان بالله أفضل الأعمال

بيان كون الإيمان بالله أفضل الأعمال
أبو البراء محمد بن عبدالمنعم آل عِلاوة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/1/2013 ميلادي - 8/3/1434 هجري

الزيارات: 14514

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بيان كون الإيمان بالله أفضل الأعمال

الصراط السوي في سؤالات الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم (3)


• عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سُئل: أي العمل أفضل؟ فقال: ((إيمانٌ بالله ورسوله))، قيل: ثم ماذا؟ قال: ((الجهاد في سبيل الله))، قيل: ثم ماذا؟ قال: ((حج مبرورٌ))[1].

 

• عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال سألتُ النبي - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ العمل أفضل؟ قال: ((إيمانٌ بالله وجهادٌ في سبيله))، قلت: فأي الرِّقاب أفضل؟ قال: ((أعلاها ثمنًا، وأنفَسُها عند أهلها))، قلت: فإن لم أفعل، قال: تُعين ضائعًا أو تصنع لأخرقَ))، قال: فإن لم أفعل، قال: ((تدَعُ الناسَ من الشر؛ فإنها صدقةٌ تصدَّق بها على نفسك))[2].

 

• عن سفيان بن عبدالله الثقفي، قال: قلت: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحدًا بعدك - وفي رواية غيرك - قال: ((قل آمنتُ بالله، ثم استقم))[3].

 

المسألة الأولى: ترجمة سفيان بن عبدالله الثقفي الطائفي:

كان عاملاً لعمر على الطائف، بعد عزل عثمان بن أبي العاص ونقلِه إلى البحرين، ابنه عبدالله بن سفيان، والحكَم بن سفيان، وليس له في مسلم سوى هذا الحديث؛ أُسد الغابة (2/ 357).

 

المسألة الثانية: معاني الكلمات:

• قوله: (سُئل) أيُّهم السائل؟ وهو أبو ذر الغفاري؛ كما عند البخاري (2518).

 

• قوله: (جهاد في سبيله): الجهاد لغة: بذلُ الجهد؛ أي: بذل المشقة.

واصطلاحًا: بذل الجهد في قتال العدو، ويكون باليد والمال، واللسان والقلب، ويُطلق الجهادُ على جهاد النفس والشيطان والفُسَّاق[4].

 

• قوله: (حج مبرور)؛ أي: مقبول، ومنه برٌّ حجُّك، وقيل: المبرور الذي لا يخالطه إثمٌ، وقيل: الذي لا رياءَ فيه[5].

 

• قوله: (أي الرقاب أفضل؟)؛ أي: في العتق.

 

• قوله: (تُعين ضائعًا، أو تصنع لأخرق)، الرواية المشهورة: تُعين صانعًا، والأخرق هو الذي ليس بصانعٍ، يقال: رجل أخرقُ، وامرأة خرقاءُ: لمن لا صنعةَ له، فإن كان صانعًا حاذقًا، قيل: رجل صَنَع بفتح النون، وامرأة صَنَاع بفتح الصاد[6].

 

قال ابن المُنير: وفي الحديث إشارة إلى أن إعانةَ الصانع أفضلُ من إعانة غير الصانع؛ لأن غير الصانع مظنَّة الإعانة، فكل أحدٍ يُعينه غالبًا، بخلاف الصانع، فإنه لشهرته بصنعتِه، يغفل عن إعانته، فهي من جنس الصدقة على المستور[7].

 

• قوله: (قال أعلاها) بالعين المهملة، وعند مسلم: (أكثرها ثمنًا)؛ قال النووي: محله - والله أعلم - فيمن أراد أن يُعتق رقبةً واحدة، أما لو كان مع شخص ألفُ درهم مثلاً، فأراد أن يشتري بها رقبة يُعتقها، فوجد رقبة نفيسةً أو رقبتين مفضولتين، فالرقبتان أفضل، قال: وهذا خلاف الأُضحية، فإن الواحدة السمينة فيها أفضل؛ لأن المقصود هنا فكُّ الرقبة، وهناك طِيب اللحم[8].

 

• قوله: (أنفَسُها عند أهلها)؛ أي: ما اغتباطهم بها أشدُّ؛ فإنَّ عتق مثل ذلك ما يقع غالبًا إلا خالصًا؛ وهو كقوله - تعالى -: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾ [آل عمران: 92].

 

• قوله: (تدَعُ الناس من الشر)، فيه دليل على أن الكفَّ عن الشر داخلٌ في فعْل الإنسان وكسبِه؛ حيث يؤجَر عليه ويعاقَب، غير أن الثواب لا يحصل مع الكفِّ إلا مع النية والقصد لا مع الغفلة والذهول[9].

 

• قوله: (قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحدًا بعدك)؛ أي: علِّمني قولاً جامعًا لمعاني الإسلام، واضحًا في نفسه لا يحتاج إلى تفسير غيرك، أعملُ وأكتفي به[10].

 

• قوله (ثم استقم) هذا نظير قوله - تعالى -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ [فصلت: 30].

 

وقوله: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأحقاف: 13، 14].

 

قال أبو بكر - رضي الله عنه - في تفسير قوله - تعالى -: ﴿ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ﴾ قال: لم يشركوا بالله شيئًا، وقال: لا يلتفتوا إلى إلهٍ غيره، وقال: ثم استقاموا على أنَّ اللهَ ربهم[11].

 

• عن عمر بن الخطاب أنه قرأ هذه الآية على المنبر: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ﴾ فقال: لم يَروغوا روَغان الثعالب[12].

 

• وعن ابن عباس: ﴿ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ﴾، قال: استقاموا على أداء فرائضِه[13].

 

المسألة الثالثة: كيفية الإيمان بالله:

الإيمان بالله: هو أصل الأصول، وأول واجب على العبيد، وهو أول ركنٍ من أركان الإيمان الستة، وهي: الإيمان بالله وملائكته، وكتبه ورسله، واليوم الآخر والقدر خيرِه وشره.

 

فالإيمان لغة: هو الإقرار بالشيء عن تصديقٍ به؛ قال - تعالى - حكاية عن إخوة يوسف: ﴿ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ ﴾ [يوسف: 17].

 

اصطلاحًا: هو الإيمان بما يختص به الله من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات، وهو قولٌ باللسان، واعتقاد بالقلب، وعملٌ بالجوارح والأركان، يَزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية.

 

• الفِرَق التي خالفت أهلَ السنة والجماعة في مسمَّى الإيمان:

أ- غلاة المرجئة من الجهمية والأشاعرة، والماتريدية، فهم يقولون: الإيمان هو قولُ القلب فقط، وبهذا أدخلوا فِرْعون وأهلَ الكتاب وإبليس في دائرة الإيمان؛ لأنهم عرَفوا بقلوبهم، وإن لم ينطقوا بذلك، وهذا ضلال مبين.

 

ب- الكرَّامية والمعتزلة، فهم يقولون: إن الإيمان قولُ اللسان فقط، ولا يضر مع الإيمان ذنبٌ، وهذا باطل؛ لأنهم بهذا أدخلوا المنافقين في دائرة الإيمان، وإن كانوا يُبطنون الكفر.

 

ج- المرجئة، فهم يقولون: إن الإيمان هو قول القلب واللسان فقط، وبهذا لم يُدخلوا الأعمالَ في دائرة الإيمان.

 

د- المعتزلة والخوارج، فهم يقولون: إنَّ الإيمانَ هو قول القلب واللسان، مع اجتناب الكبائر.

 

والفَرق بينهم أن المعتزلة يقولون: إن مرتكبَ الكبيرة فاسقٌ في الدنيا، وفي الآخرة مخلَّدٌ في النار، أما الخوارج، فيقولون: هو كافر في الدنيا، ومخلَّدٌ في النار في الآخرة.

 

أما أهل السنة والجماعة، فيقولون: هو فاسق في الدنيا، وتحت المشيئة في الآخرة.

 

• الإيمان بالله يتضمن أربعة أمور:

1- الإيمان بوجود الله.

2- الإيمان بانفراده بالربوبية.

3- الإيمان بانفراده بالألوهية.

4- الإيمان بأسمائه وصفاته.

 

قال ابن عثيمين: فمن لم يؤمن بوجود الله، فليس بمؤمن، ومن آمَن بوجود الله ولم يؤمن بانفراده بالربوبية، فليس بمؤمن، ومن آمَن بوجود الله وبانفرادِه بالربوبية، ولم يؤمن بانفراده بالألوهية، فليس بمؤمن، ومَن آمَن بوجود الله وبانفراده بالربوبية والألوهية، ولكن لا يؤمن بأسمائه وصفاته، فليس بمؤمن، وإن كان الأخيرُ فيه مَن يُسلب عنه الإيمانُ بالكلية، ومنهم مَن يُسلب عنه كمالُ الإيمان [14].

 

أولاً: الإيمان بوجود الله:

هو الإقرار والاعتقاد بأن اللهَ في السماء مستوٍ على عرشه، قريبٌ من خلقه، يُحيط بكل شيء علمًا، لا يخفى عليه شيءٌ في الأرض ولا في السماء، ويدل على ذلك أمور كثيرة؛ منها: العقل والحس، والفطرة والشرع.

 

أما العقل:

فمن المعلوم لدى العقول السليمة أن كل شيءٍ موجود لا بد له من مُوجِد؛ لذا لَمَّا سئل الأعرابي: بِمَ عرفتَ الله؟ قال: الأثر يدل على المسير، والبَعرة تدل على البعير، فسماء ذاتُ أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج، ألا تدل على السميع البصير.

 

وهذا الذي بيَّنه القرآنُ أفضلَ وأوضح بيان في قوله - تعالى -: ﴿ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ﴾ [الطور: 35].

 

أما الحس:

فإن الإنسان يدعو الله - سبحانه وتعالى - بقوله: يا رب، ويدعو بالشيء، ثم يُستجاب له، وهذا الأمر أوضحه القرآنُ؛ انظر إلى قول الله - عز وجل -: ﴿ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ ﴾ [الأنبياء: 83 - 84]، ومن هذا الضرب في القرآن كثير.

 

أما الفطرة:

فإن الإنسان ذا الفطرة النقية التي لم تتلوَّث بأدناس الشرك، يؤمن بفطرته بوجود الله - تعالى - قال الله: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ﴾ [الأعراف: 172، 173].

 

فهذا الآية تدل على أن الإنسان مجبول بفِطرته على الشهادة بوجود الله وبربوبيته.

 

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((كلُّ مولودٍ يولَد على الفطرة، فأبواه يهوِّدانه أو ينصِّرانه أو يمجِّسانه؛ كما تُنتَجُ البهيمةُ بهيمةً جمعاءَ، هل تُحسون فيها من جدعاءَ)) [15].

 

أما الشرع:

فكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وما تحويه من دَلالات واضحات على وجود الله - تعالى - أكبرُ وأغنى دليل على وجوده - سبحانه وتعالى.

 

• فائدة: هل يقال عن الله موجود؟

إذا كان هذا من باب الإخبار، فجائز، وإن كان من باب الأسماء والصفات، فلا يسمى الله بالموجود؛ لأنه لم يَرِد في الكتاب ولا في السنَّة، أما باب الإخبار، فهو أوسع من باب الأسماء والصفات؛ قال ابن القيم - رحمه الله -: ما يدخل في باب الإخبار عنه - سبحانه وتعالى - أوسع مما يدخل في باب الأسماء والصفات، كالشيء والموجود والقائم بنفسه، فإنه يُخبَر به عنه، ولا يدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العلى[16].

 

• فائدة: اشتَهر على ألسنة العوام مقولة، وهي: (ربنا عرفوه بالعقل)، فهل هذا جائز؟

نقول: هذه المقولة فيها جانب من الصحة، وليس العقل فقط دليلاً على وجود الله، وإلا فكم من أناس ضلوا بعقلهم؟! ألا ترى عبَّاد البقر والأوثان؛ فالصحيح أن نقول: إن العقل مما يستدل به على وجود الله، وليس وحده دليلاً على وجوده - سبحانه وتعالى.

 

ثانيًا: الإيمان بانفراده بربوبيته:

وهو إفراد الله بالخلق والملك والتدبير، وبمعنى آخر توحيد الله بأفعاله هو - سبحانه وتعالى.

 

أما إفراده بالخلق:

بأن يعتقد الإنسان أنه لا خالق إلا الله؛ قال - تعالى -: ﴿ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف: 54].

 

وقال - تعالى -: ﴿ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ﴾ [فاطر: 3].

 

فائدة:

لو قال قائل: كيف يُجمع بين إفراد الله بالخَلق وإثبات الخلق لغير الله؛ كما في قوله - تعالى -: ﴿ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴾ [المؤمنون: 14].

 

وما في حديث عبدالله بن عمر عند البخاري ومسلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يقال للمصوِّرين: أحيُوا ما خلَقتم))[17].

 

نقول: إن خلق الله خلقٌ حقيقي (إيجاد من العدم)، أما خلق الإنسان، فهو تحويل الشيء من حالٍ إلى حال، وكذلك خَلْق الله شامل ليس بمقيَّد، أما خلق الإنسان، فهو مقيَّد بما يتمكَّن منه الإنسان فقط بإذن الله تعالى.

 

أما إفراده بالمُلك:

بأن نعتقد أنه لا يملِك الخلقَ إلا خالقُهم؛ قال - تعالى -: ﴿ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران: 189].

 

وقوله - تعالى -: ﴿ قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ ﴾ [المؤمنون: 88، 89].

 

فائدة: كيف نجمع بين إفراد الله بالملك وما ورد في إثبات مِلكية الإنسان؛ كما في قوله - تعالى -:﴿ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ﴾ [المؤمنون: 6].

 

وقال - تعالى -: ﴿ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ ﴾ [النور: 61]؟!

 

نقول:

وجه الجمع: بأنَّ مُلك الله شاملٌ، أما ملك الإنسان، فهو مُلكٌ قاصرعلى ما تحت يده فقط، كما أن مُلك الإنسان ملكٌ غير تام؛ فهو لا يستطيع التصرُّف في ملكه إلا على حسب ما أذِن الله فيه، فمثلاً: إذا أراد أن يحرق ماله أو يعذِّب حيوانه، قلنا له: لا يجوز، أما ملك الله، فملكٌ شامل وتام.

 

أما إفراده بالتدبير:

فهو أن يعتقد الإنسان بأنه لا مدبِّر إلا الله وحده؛ كما قال - تعالى -: ﴿ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ * فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ﴾ [يونس: 31 - 32].

 

فائدة:

لم ينكر أحدٌ من المخلوقين هذا النوع من التوحيد على سبيل التعطيل، ولا على سبيل التشريك؛ قال الله - تعالى -: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ ﴾ [الزخرف: 87].

 

وإنما أنكره على سبيل المكابرة؛ كما حصل من فرعون ومَن على شاكلته من المجوس والشيوعيين؛ قال - تعالى -: ﴿ فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ﴾ [النازعات: 24].

 

وقال - تعالى -: ﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي ﴾ [القصص: 38].

 

وإن كان يُقر به في قرارة نفسه؛ كما قال - تعالى -: ﴿ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [النمل: 14].

 

وقال - تعالى -: ﴿ قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا ﴾ [الإسراء: 102].

 

• هذا النوع من التوحيد وحده لا يكفي للنجاة من النار ودخول الجنة، وإلا فقد اعترَف إبليس بأن الله هو خالقه؛ كما قال - تعالى - حكاية عنه: ﴿ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ﴾ [ص: 76].

 

ثالثًا: انفراده بالألوهية:

وهو إفراده - سبحانه وتعالى - بالعبادة أو بمعنًى آخر: توحيد الله بأفعال العباد، فنصلِّي لله، ونزكِّي لله، ونَنذِر لله، ونتوكَّل على الله، ونستعين بالله، وندعو الله وحده لا شريك له، وغير ذلك من العبادات، ويقال عليه: توحيد الإلهية، وتوحيد الألوهية: وتوحيد العبادة، وتوحيد العبودية، وتوحيد القصد والعمل، وتوحيد الإرادة والطلب.

 

العبادة: لغةً: هي التذلُّل.

 

واصطلاحًا: قال شيخ الإسلام ابن تيمية: هي اسم جامع لكل ما يحبه ويرضاه الله من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة؛ قال - تعالى -: ﴿ لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا ﴾ [الإسراء: 22]، وقال - تعالى -: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ﴾ [النساء: 36].

 

لذا فقد عاب المشركون على النبي - صلى الله عليه وسلم - لما دعاهم للتوحيد، فقالوا: ﴿ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ﴾ [ص: 5].

 

• اعلم - وفَّقك الله لكل خير - أن للعبادة ركنين، لا تُقبل إلا بتحقُّقِهما، وهما:

الأول: الإخلاص:

وهو أن يكون العمل لله وحده؛ قال - تعالى -: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ [البينة: 5].

 

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن اللهَ لا ينظر إلى أجسادِكم ولا إلى صُوَركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم))، وأشار بأصابعه إلى صدره، وفي رواية: ((إن اللهَ لا ينظر إلى صُوَركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبِكم وأعمالكم))[18].

 

الثاني: المتابعة:

وهو أن يكون العملُ على منهج وطريقة النبي - صلى الله عليه وسلم - لذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن أحدَثَ في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو ردٌّ))[19].

 

• وهذا النوع من التوحيد من أجله خُلِقت الجن والإنس؛ قال - تعالى -: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56].

 

• ومن أجله أُرسِلت الرسل؛ قال - تعالى -: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 25].

 

• ومن أجله جرِّدت سيوف الجهاد في سبيل الله؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أُمِرت أن أُقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فمَن قال: لا إله إلا الله، فقد عصَم مني مالَه ونفسه إلا بحقِّه، وحسابُه على الله))[20].

 

• ومن أجله قامت الخصومات بين الأنبياء وأُممهم، وبين أهل التَّوحيد وأهل الشِّرك.

 

• ومن أجله يدخل العبدُ الجنةَ إذا مات عليه؛ كما في حديث عثمان بن عفان أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله، دخل الجنةَ))[21].

 

• واعلم أن لكلمة التوحيد (لا اله إلا الله) شروطًا، لا ينتفع الإنسانُ بها في الدنيا ولا في الآخرة، إلا إذا تحقَّق عند قائلها سبعةُ شروط، قال صاحب سُلَّم الوصول:

وبشروطٍ سبعةٍ قد قُيِّدتْ
وفي نصوص الوحي حقًّا ورَدتْ
فإنَّه لَم ينتفعْ قائلُها
بالنُّطق إلا حيث يستكمِلُها
العلمُ واليقينُ والقَبول
والانقيادُ فادْرِ ما أقولُ
والصِّدق والإخلاصُ والمحبَّه
وفَّقك اللهُ لِما أَحبَّه

 

1- العلم:

وذلك بأنها تتضمَّن نفيًا وإثباتًا، فأما النفي، فقوله: (لا إله)، تنفي بذلك جميع ما يُعبد من دون الله - عز وجل - وأما الإثباتُ، ففي قوله: (إلا الله)، تُثبت بذلك الإلهية لله وحده؛ قال - تعالى -: ﴿ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [الزخرف: 86].

 

وقال - تعالى -: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [محمد: 19].

 

2- الإخلاص المنافي للرياء:

قال - تعالى -: ﴿ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ﴾ [الزمر: 3].

 

وقال - تعالى -: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 145- 146].

 

وفى الصحيح من حديث أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أسعدُ الناس بشفاعتي مَن قال: لا إله إلا الله خالصًا من قلبه))[22].

 

3- القَبول المنافي للاستكبار عنها:

قال - تعالى - عن المجرمين: ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ ﴾ [الصافات: 35].

 

4- الانقياد لما دلت عليه المنافية للترْك:

قال - تعالى -: ﴿ وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴾ [لقمان: 22].

 

ومعنى يُسلم؛ أي: يستسلم، والعروة الوثقى: هي كلمةُ التوحيد.

 

5- الصدق المنافي للكذب:

قال - تعالى - في شأن المنافقين وكذبِهم: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ﴾ [البقرة: 8].

 

وعن معاذ بن جبل عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما من أحدٍ يشهد أن لا اله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله صدقًا من قلبه، إلا حرَّمه اللهُ على النار))؛ البخاري (128)، ومسلم (22).

 

6- اليقين المنافي للشك:

قال - تعالى -: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾ [الحجرات: 15].

 

لم يرتابوا؛ أي: لَم يشكُّوا في إيمانهم.

 

• وعن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، لا يلقى اللهَ بهما عبدٌ غيرُ شاكٍّ فيهما، إلا دخل الجنةَ))[23].

 

7- المحبة لهذه الكلمة، ولِما دلَّت عليه، والمحبَّة لأهلها والعاملين بها:

قال - تعالى -: ﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [المجادلة: 22].

 

رابعًا: الإيمان بالأسماء والصفات:

وهو الإيمانُ بكل اسمٍ سمَّى اللهُ به نفسَه؛ في كتابه، أو على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - في السنَّة الصحيحة، من غير تحريف[24]، ولا تعطيل[25]، ومن غير تمثيل[26]، ولا تكييف[27]، والإيمان بما دلَّ عليه هذا الاسمُ من معنًى، وما ترتَّب عليه من آثار، وبهذا الإيمان يَعرِف الإنسانُ ربَّه، ويرتبط قلبه به محبة وثناءً وتمجيدًا؛ فتزكو النفوس، ويزداد الإيمان؛ لذلك كان من أشرف العلوم معرفةُ أسمائه وصفاته.

 

ولأهل السنة والجماعة طريقةٌ في الأسماء والصفات وسَط بين فِرَق الضلال، وهي:

1- طريقتهم في إثبات الأسماء والصفات: فهم يُثبتون ما ثبَت في الكتاب والسنَّة الصحيحة من غير تحريف ولا تعطيلٍ، ومن غير تمثيلٍ ولا تشبيه.

 

2- طريقتهم في النفي: فهم ينفون ما نفاه الله عن نفسه، وعلى لسان رسوله من صفات النقص، وإثبات كمال ضد الصفة المنفية؛ مثل قوله - تعالى -: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11] نفي، لكنه يتضمن إثباتَ الكمال لله - عز وجل - فهم ينفون المماثلة للخلق، ويُثبتون الكمال لله - سبحانه وتعالى.

 

وكذا قوله - تعالى -: ﴿ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ﴾ [البقرة: 255] نفيٌ، يتضمن كمال القيوميَّة والحياة لله - سبحانه وتعالى.

 

3- طريقتهم فيما لا يرِد فيه نفيٌ ولا إثبات - مثل: الجسم والحيِّز والجهة - فهم يتوقَّفون في اللفظ، ويسألون عن المراد عنه، فإن كان يُراد به باطلٌ، ردُّوه، وإن كان يراد به حقٌّ، قبِلوه، مثل الجهة: إن كانوا يقصدون بها أن اللهَ في السماء، فهذا صحيح، وإن كانوا يقصدون أن الله تحويه السماءُ، فهذا باطلٌ.

 

• وهذا النوع من التوحيد هو الذي ضلَّ فيه بعضُ الأمَّة الإسلامية، وانقسموا فيه إلى فِرَق كثيرة من معطِّلة وممثِّلة ومحرِّفة، وغيرهم من فِرَق الضلال، ولكن الله قيَّض لهؤلاء - مِن أهل العلم - مَن يردون عليهم، ويدحضون شبهاتِهم في كل عصر ومصرٍ، ولله الحمد والمنة.

 

وقد ارتكز معتقد أهل السنة والجماعة في باب أسماء الله وصفاته على ثلاثة أسسٍ رئيسية، هي:

الأساس الأول: الإيمان بما وردت به نصوصُ القرآن والسنَّة الصحيحة من أسماء الله وصفاته إثباتًا ونفيًا.

الأساس الثاني: تنزيه الله - جل وعلا - عن أن يشبه شيءٌ من صفاته شيئًا من صفات المخلوقين.

الأساس الثالث: قطع الطمع عن إدراك كيفية اتِّصاف الله بتلك الصِّفات.

 

وهذه الأسس الثلاثة هي التي تفصل وتميِّز عقيدةَ أهل السنة والجماعة في هذا الباب عن عقيدة أهل التعطيل من الفلاسفة وأهل الكلام من جهة، وعن عقيدة أهل التمثيل من الكرَّامية والهِشامية وغيرهم من جهة أخرى.

 

فالأساس الأول: فيه تمييزٌ لعقيدة أهل السنَّة عن عقيدة المعطلة، فأهل السنة يجعلون الأصل في إثبات الأسماء والصفات أو نفيِها عن الله - تعالى - هو كتابَ الله وسنَّةَ نبيه - صلى الله عليه وسلم - ولا يتجاوزونهما، فما ورد إثباتُه من الأسماء والصفات في القرآن والسنة الصحيحة، فيجب إثباتُه، وما ورد نفيُه فيهما، فيجب نفيه.

 

أما أهل التعطيل، فقد جعلوا (العقل) وحده هو أصلَ علْمهم، فالشُّبَه العقلية هي الأصول الكلية الأولية عندهم، وهي التي تُثبت وتنفي، ثم يعرِضون الكتاب والسنة على تلك الشُّبَه العقلية، فإن وافقتها قُبِلت اعتضادًا لا اعتمادًا، وإن عارضتها رُدَّت تلك النصوص الشرعية وطُرِحت، وفي هذا يقول قائلهم: كل ما ورَد السمع به يُنظر، فإن كان العقل مجوِّزًا له، وجَب التصديقُ به، وأما ما قضى العقل باستحالته، فيجب فيه تأويل ما ورد السمعُ به، ولا يُتصور أن يشمل السمعُ على قاطع مخالف للمعقول، وظواهر أحاديث التشبيه - يعني بها أحاديث الصفات - أكثرُها غيرُ صحيح، والصحيح منها ليس بقاطع، بل هو قابل للتأويل[28].

 

ومن يُلقِ نظرة على كتب الأشاعرة - مثلاً - يجد أن القوم يقسِّمون أبواب العقيدة إلى إلهيات، ونبوات، وسمعيات، وهم في باب الإلهيات والنبوات لا يعتمدون نصوص الكتاب والسنَّة؛ ولذلك لن تجد في هذين البابين إلا الشُّبَه العقلية المركَّبة وَفْق القواعد المنطقية.

 

وأما باب السمعيات - أي البعث والحشر، والجنة والنار، والوعد والوعيد - فهم يَقبَلون النصوص الشرعية، وبالتالي سمَّوا هذا الباب بالسمعيات في مقابل باب الإلهيات والنبوات؛ إذ إنهم يعتمدون فيهما على العقليات، وهؤلاء شابَهوا حال من قال الله - تعالى - فيهم: ﴿ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 85].

 

وأما الأساس الثاني - وهو تنزيه الله عن مشابهة المخلوقين - ففيه تمييزٌ لعقيدة أهل السنة والجماعة عن عقيدة المعطِّلة من جهة، وعن عقيدة المشبِّهة من جهة أخرى، فأهل السنَّة: يعتقدون أن ما اتَّصف الله به من الصفات لا يماثله فيها أحدٌ من خلقه، فالله - عز وجل - قد أخبرنا بذلك بنص كتابه العزيز؛ حيث قال: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11].

 

أما أهل التعطيل، فإنهم لم يفهموا من أسماء الله وصفاته إلا ما هو اللائق بالمخلوق، ثم شرعوا في نفي تلك المفهومات التي لا وجود لها إلا في أفهامهم الفاسدة، فعقيدةُ هؤلاء المعطِّلة جمعت بين التمثيل والتعطيل، وهذا الشر إنما جاء من تنجُّس قلوبهم وتدنُّسها بأقذار التشبيه، فإذا سمعوا صفةً من صفات الكمال التي أثنى اللهُ بها على نفسه - كاستوائه على عرشه، ومجيئِه يوم القيامة، وغير ذلك من صفات الجلال والكمال - فإن أول ما يخطر في أذهانهم أنَّ هذه الصفةَ تُشبه صفات الخلق.

 

وأما عقيدة أهل التمثيل، فهي تقوم على دعواهم أن الله - عز وجل - لا يخاطبنا إلا بما نعقل، فإذا أخبرنا عن اليد، فنحن لا نعقل إلا هذه اليدَ الجارحة، فشبَّهوا صفاتِ الخالق بصفات المخلوقين، فقالوا: له يدٌ كأيدينا ونحو ذلك، تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا.

 

وأما الأساس الثالث، ففيه تمييز لعقيدة أهل السنَّة والجماعة عن عقيدة المُشبِّهة، فأهل السنة يفوِّضون علم كيفية اتصاف البارئ - عز وجل - بتلك الصفات إلى الله - عز وجل - فلا علْم للبشر بكيفية ذات الله - تبارك وتعالى - ولا تفسير كُنْهِ شيء من صفات ربنا - تعالى - كأن يقال: استوى على هيئة كذا، بخلاف المفوِّضة، فهم يفوِّضون المعنى والكيفَ، فهم بذلك يخالفون السلف في تفويضهم للكيف فحسب، فكل مَن تجرَّأ على شيء من ذلك، فقوله من الغلو في الدين والافتراء على الله - عز وجل - واعتقاد ما لم يأذنْ به الله ولا يليق بجلاله وعظمته، ولم ينطق به كتاب ولا سنة، ولو كان ذلك مطلوبًا من العباد في الشريعة، لبيَّنه الله - تعالى - ورسوله - صلى الله عليه وسلم - فهو لم يدَعْ ما للمسلمين إليه حاجةٌ إلا بيَّنه ووضَّحه، والعباد لا يعلمون عن الله - تعالى - إلا ما علَّمهم؛ كما قال - تعالى -: ﴿ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ﴾ [البقرة: 255].

 

فليؤمن العبد بما علَّمه الله - تعالى - وليقف معه، وليُمسك عما جهِله، وليَكِلْ معناه إلى عالمه.

 

وأما المشبِّهة فقد تعمَّقوا في شأن كيفيات صفات الله، وتقوَّلوا على الله بغير علم؛ حيث يقول أحدهم: له بصرٌ كبصري، ويد كيدي، وقدم كقدمي، تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا[29].

 

• اعلم - رحمك الله - أن صفات الله - عز وجل - تنقسم إلى قسمين:

الأول: صفات الذات: وهي التي لا تنفكُّ عن الله - عز وجل - فالله متَّصف بها دائمًا وأبدًا، مثل الحياة والوجه واليد، والسمع والبصر، والقدرة والمُلك، والعظمة والكبرياء، والغنى والرحمة، والقوة والعزة والنفس.

 

الثاني: صفات الفعل: وهي التي تتعلَّق بالمشيئة والقدرة، ويسمِّيها بعض العلماء الصفاتِ الاختيارية؛ مثل: الاستواء والنزول، والضحك والمجيء، والفرح والرضا، والحب والكُره، والسخط والغضب، وغيرها من صفات الفعل[30].

 

ثمرات الإيمان بالله:

اعلم - حبيبي في الله - أنَّ مَن استكمل الإيمان بالله، وصحَّح عقيدته، استشعَر بثمرات إيمانه، نذكر منها:

1- استشعار الإنسان عظمةَ الله - سبحانه وتعالى - مما يدفع الإنسان إلى الخوف من الله، واللجوء إليه، والتقرُّب إليه حبًّا وتعظيمًا، ومهابة وإجلالاً.

 

2- استعلاء نفس المؤمن، وتحرُّره من العبودية لغير الله، فلا يخاف إلا إياه؛ لأنه صار عبدًا لله حقًّا، يستمد عزَّه من عزته؛ قال - تعالى -: ﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [المنافقون: 8].

 

وقال - تعالى - حكاية عن إبراهيم: ﴿ وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الأنعام: 81].

 

3- تنزيه الله عن مشابهة خلْقه، وبيان أنه المتفرِّد بصفات الكمال والجلال.

 

4- أن الإيمان بالله ينشئ في نفس المؤمن التواضع؛ لأنه يعلم أن ما به من نعمة، فهي من الله، فلا يغُرُّه الشيطان، فيتكبَّر ويظلم بقوَّته أو ماله.

 

5- الإيمان بالله سبب في أن يحصل له الأمن والاهتداء في الدنيا والآخرة؛ قال - تعالى -: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام: 82].

 

6- الإيمان بالله سبب في الاستخلاف في الأرض والتمكين والعزة؛ قال - تعالى -: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [النور: 55].

 

7- الإيمان بالله سبب في دخول الجنة والنجاة من النار قال؛ - تعالى -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ ﴾ [محمد: 12].

 

8- الإيمان بالله سبب في الحياة الطيبة؛ قال - تعالى -: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97].

 

9- الإيمان بالله سبب في نزول الخير والبركة؛ قال - تعالى -: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الأعراف: 96].

 

10- الإيمان بالله سبب في الهداية لكل خير؛ قال - تعالى -: ﴿ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [التغابن: 11].

 

وقال - تعالى -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴾ [يونس: 9].

 

11- الإيمان بالله سبب في السلامة من الخسارة؛ قال - تعالى -: ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ [العصر: 1 - 3].

 

12- الإيمان بالله سبب لدفاع الله عن أهله؛ قال - تعالى -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ﴾ [الحج: 38].

 

13- الإيمان بالله سبب في تكفير السيئات؛ قال - تعالى -: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ﴾ [محمد: 2].

 

14- الإيمان بالله سبب في الرفعة والعلو؛ قال - تعالى -: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [المجادلة: 11].

 

15- الإيمان بالله سبب في إخلاص العمل، فلا يمكِن للعبد أن يقومَ بالإخلاص لله، ثم لعباد الله ونصيحتهم على وجه الكمال إلا بالإيمان.

 

16- الإيمان بالله سبب في قوة التوكُّل، فالإيمان بالله يوجب على العبد قوةَ التوكُّل على الله؛ قال - تعالى -: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 3].

 

17- الإيمان بالله سبب في حبِّ الله لعبده المؤمن قال - تعالى -: ﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 257].

 

18- الإيمان بالله سبب في استغفار الملائكة؛ قال - تعالى -: ﴿ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [غافر: 7 - 9].

 

19- الإيمان بالله سبب في السلامة من سلطان الشيطان؛ قال - تعالى -: ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ ﴾ [النحل: 98 - 100].

 

20- الإيمان بالله يمد الإنسان بالقوة لتحمُّلِ المصائب؛ فعن صهيب بن سنان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((عجبًا لأمر المؤمن، إنَّ أمره كلَّه له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمنِ، إن أصابته سرَّاءُ شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضرَّاءُ صبر، فكان خيرًا له))[31].

 

21- الإيمان بالله سبب في زيادة الإيمان والثبات عليه؛ قال - تعالى -: ﴿ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ﴾ [محمد: 17].

 

22- الإيمان بالله سبب في الفوز بموالاة الله - عز وجل - قال - تعالى -: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ ﴾ [محمد: 11].



[1] البخاري (26)،كتاب الإيمان، ومسلم (83)، كتاب الإيمان.

[2] البخاري (2518)، كتاب العتق، ومسلم (84)، كتاب الإيمان، وأحمد (21331).

[3] مسلم (38) كتاب الإيمان، وأحمد (15417)، وزاد فيه: (قال: يا رسول الله، فأي شيء أتَّقي؟ قال: فأشار بيده إلى لسانه.

[4] فتح الباري (6/ 3).

[5] الفتح (1/ 118).

[6] النووي (2/ 99).

[7] الفتح (5/ 211).

[8] شرح مسلم؛ للنووي (2/ 104).

[9] قاله القرطبي؛ الفتح (5/ 219 - 210).

[10] قاله القرطبي في المُفهم (1/ 137).

[11] ابن المبارك في الزهد (326) والطبري في تفسيره (1/ 285).

[12] ابن المبارك في الزهد (325)، وأحمد (601).

[13] الطبري (23560).

[14] شرح العقيدة الواسطية (37)؛ لشيخ الإسلام ابن تيمية.

[15] البخاري (1358)، ومسلم (2658).

[16] بدائع الفوائد (1/ 161).

[17] البخاري ( 2105)، ومسلم ( 2108).

[18] مسلم (2564) من حديث أبي هريرة.

[19] متفق عليه من حديث عائشة البخاري (2697)، ومسلم (1718).

[20] البخاري (1400)، ومسلم (21).

[21] مسلم (26).

[22] البخاري (99).

[23] مسلم (27).

[24] التحريف: لغة: هو التغيير والتبديل، واصطلاحًا: هو صرفُ اللَّفظ عن المعنى الظاهر منه، بلا دليل، كتحريف اليدين إلى القوة والنعمة.

[25] التعطيل: لغة: مأخوذ من العطل، الذي هو الخلو والفراغ والترك، واصطلاحًا: هو إنكار ما يجب لله من الأسماء والصفات، وإنكار بعضها، وهو قسمان:

1- تعطيل كُلي: وهو إنكار كل الصفات.

2- تعطيل جزئي: وهو إنكار بعض الصفات.

[26] التمثيل: لغة: من المثيل والند والنظير، واصطلاحًا: هو اعتقاد أن صفات الخالق مثل صفات المخلوق.

[27] التكييف: لغة: جعْل الشيء على هيئة معلومة، واصطلاحًا: هو الخوض في هيئة وكُنْهِ الصفات التي أثبتها الله لنفسه، فالتحريف في النصوص، والتعطيل في المعتقد، وأما التكييف والتمثيل في الصفة.

[28] الاقتصاد في الاعتقاد؛ لأبي حامد الغزالي (32 - 33 ).

[29] انظر: شرح الواسطية (14 - 23)، والقول المفيد شرح كتاب التوحيد ( 8 - 17)؛ لابن عثيمين، وماذا يعني انتمائي لأهل السنة والجماعة؛ لشيخنا العزازي ( 11 - 46)، وإتحاف أهل الألباب بمعرفة التوحيد والعقيدة في سؤال وجواب؛ للشيخ وليد بن راشد بن سعيدان ( 1/ 114 - 119)، ومواقف الطوائف من توحيد الأسماء والصفات؛ للشيخ محمد بن خليفة بن علي التميمي (21 - 38 ).

[30] انظر: الكواشف الجلية عن معاني الواسطية؛ للسلمان (429 - 430).

[31] مسلم (2999).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مقدمة في الصراط السوي في سؤالات الصحابة للنبي
  • الصراط السوي في سؤالات الصحابة للنبي عن أركان الإسلام
  • كيف كان أول شأن النبي صلى الله عليه وسلم
  • كيف كان بدء الوحي؟
  • تفاضل الإسلام وأي أموره أفضل
  • الإيمان بالله
  • الأعمال المخدرة وأثرها على الأفراد والجماعات والمجتمعات
  • ثمرات الإيمان بالله تعالى
  • من آثار الإيمان باسم الله تعالى العفو (1)
  • أفضل الأعمال

مختارات من الشبكة

  • في رسم كتاب الجاحظ (البيان والتبيين) أم (البيان والتبين)؟(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مخطوطة بنان البيان في علم البيان(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • عطف البيان في اللغة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • بيان كون النهي عن المنكر من الإيمان، وأن الإيمان يزيد وينقص(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • البيان الختامي للنبي العدناني صلى الله عليه وسلم (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إيضاح كون القات من المخدرات المحرمة المشتبهة وبيان غلط المجيزين له كالقاضي العمراني رحمه الله وغيره(مقالة - ملفات خاصة)
  • قطعة اللباب في بيان إشارات الكون إلى إصلاح السلوك والآداب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بيان الكبائر وكون الشرك أقبح الذنوب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة فتيا جامعة للخير بيان الأفضل من العبادات(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة تنبيه الانام في بيان علو مقام نبينا محمد عليه افضل الصلاه وازكى السلام(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب