• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل معاوية والرد على الروافض
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    ما جاء في فصل الشتاء
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرحمن، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    اختر لنفسك
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون (خطبة) - باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / سيرة
علامة باركود

حقوق النبي المصطفى (2)

حقوق النبي المصطفى (2)
د. أمير بن محمد المدري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/2/2025 ميلادي - 5/8/1446 هجري

الزيارات: 453

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حقوق النبي المصطفى (2)

 

الحمد لله علاّم الغيوب، المطلع على أسرار القلوب، المتجاوز - بمشيئته ورحمته - عن كبائر الذنوب، البصير بسرائر النيات، وخفايا الطويَّات، الذي لا يقبل من الأعمال إلا ما كمل - في الشروط - ووفى، وخلُص عن شوائب الرياء والشرك وصفا. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، المتفرد بالملكوت والملك، فهو أغنى الأغنياء عن الشرك، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه المبرئين من الخيانة والإفك، وسلم تسليما كثيرا.

 

وبعد:

فما زلنا وإياكم مع الحبيب المصطفى والرسول المقتفى، مع معلم الإنسانية وقائد المسلمين الأعظم، وصاحب الرسالة العصماء سيدنا محمد صلى الله وعليه وسلم.

 

ما زلنا وإياكم مع حقوق النبي صلى الله وعليه وسلم على أمته.

 

حقوق النبي صلى الله وعليه وسلم على أمته كثيرة أولها:

الحق الأول: الإيمان بنبوته والتصديق برسالته واعتقاد نسخ رسالته لجميع الرسالات السابقة.

 

فمن آمن بنبوته وصدق برسالته عليه: تصديقه فيما أخبر، وطاعته فيما أمر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع صلى الله وعليه وسلم.

 

وقد دلّت على ذلك الأدلة من الكتاب والسنة. قال تعالى: ﴿ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا ﴾ [التغابن: 8]. وقال تعالى: ﴿ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [الأعراف: 158]. وقال عز وجل: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ [الحشر: 7].

 

وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾ [النساء: 136].

 

فالإيمان به صلى الله وعليه وسلم وبرسالته وبكل ما أخبر به من الأمور التي وقعت، والتي لم تقع مما أطلعه الله عليه، الإيمان بذلك كله واجب حتى يكمل إيمان المرء، ولقد بشر النبي صلى الله وعليه وسلم من آمن به ولم يره بشره بطوبى، وهي شجرة في الجنة، فقال صلى الله وعليه وسلم: «طوبى لمن آمن بي ورآني مرة، وطوبى لمن آمن بي ولم يرني سبع (مرات)». [السلسلة الصحيحة 3/45].

 

فالإيمان به صلى الله وعليه وسلم وبرسالته وبكل ما أخبر واجب حتى يكتمل إيمان العبد، ولقد بشر النبي صلى الله وعليه وسلم من آمن به ولم يره بشره بطوبى، وهي شجرة في الجنة، فقال صلى الله وعليه وسلم: «طوبى لمن آمن بي ورآني مرة، وطوبى لمن آمن بي ولم يرني سبع (مرات)». [السلسلة الصحيحة 3 /45].

 

فمن شك في نبوته أو رسالته فهو كافر.

 

الحق الثاني من حقوق النبي على أمته: طاعته واتباعه:

فمن آمن بنبوته وصدق برسالته عليه: تصديقُه فيما أخبر، وطاعتُه فيما أمر، واجتنابُ ما نهى عنه وزجر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع صلى الله وعليه وسلم.

 

فطاعته صلى الله وعليه وسلم واجبة بكتاب الله عز وجل، قال تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ﴾ [محمد: 33]. وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ ﴾ [الأنفال: 20].

 

وقال عز وجل: ﴿ مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الحشر: 7].

 

وتدبر معي قول الله تبارك وتعالى وهو يبين هذين الحقين العظيمين للرسول صلى الله وعليه وسلم في آية واحدة جامعة، فيأمر الله سبحانه وتعالى ويقول: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ﴾ أمر، وهذا حجة على من ينكر سنة النبي عليه الصلاة والسلام ويقول: نحن يجب علينا أن نكتفي بالقرآن، ها هو القرآن يأمر الجميع أن يرجع إلى النبي صلى الله وعليه وسلم وإلى امتثال أمره: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الحشر: 7] أمر من الله سبحانه وتعالى، فالرسول عليه الصلاة والسلام له أمر وله نهي، وأمر الله سبحانه وتعالى أهل الإسلام وأهل الإيمان أن يمتثلوا أمر النبي صلى الله وعليه وسلم، وأن يجتنبوا نهيه، وأن يقفوا عند الحدود التي حدها -بأبي هو وأمي صلى الله وعليه وسلم فقال: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [الحشر: 7].

 

فطاعة النبي صلى الله وعليه وسلم طاعة لربه العلي، ومعصية النبي صلى الله وعليه وسلم معصية لله، واقرأ معي قول الله تعالى: ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ﴾ هكذا، من يطع الرسول فقد أطاع الله، آية حاسمة: ﴿ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا﴾ [النساء: 80]، وقال جل وعلا: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [آل عمران: 132]، ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ﴾ [المائدة: 92] ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا ﴾ أي: احذروا أن لا تطيعوا أمره، واحذروا أن تخالفوه.

 

ويقول ربنا وتعالى في آية جميلة يلخص فيها ثمرة الطاعة لحبيبه صلى الله وعليه وسلم: ﴿ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [النور: 56]، وقال الله تبارك وتعالى: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 71].

 

ومن أرق ما ثبت من الأحاديث الصحيحة ما رواه البخاري من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله وعليه وسلم قال: «كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى»، فهل يوجد أناس يكرهون دخول الجنة؟ نعم بنص الحديث: «كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى»، (قالوا: ومن يأبى يا رسول الله؟!) فقال صلى الله وعليه وسلم: «من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى».

 

المؤمن الصادق لا يتفلسف ولا يتحذلق ولا يأخذ ولا يعطي، إن جاءه الأمر من رسول الله صلى الله وعليه وسلم امتثل الأمر، وإن جاءه النهي من رسول الله صلى الله وعليه وسلم اجتنب النهي، وتدبر القرآن -ويا ليتنا نفهم القرآن ونعيش مع القرآن- يقول الله تبارك وتعالى في حق المؤمنين: ﴿ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾ [النور: 51-52]، وهذا هو شعار المؤمن، أن يقول: سمعنا وأطعنا دون نقاش ولا حرج في أن يطلب من أهل العلم أن يفهموه وأن يعلموه، لكن لا يجوز له ألبتة أن ينكر وأن يرد الأمر والنهي بدعوى أنه لا يفهمه، لا.

 

وروى أحمد في مسنده وأبو داوود في سننه أن رسول الله صلى الله وعليه وسلم قال: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ»، وقال صلى الله وعليه وسلم: «ألا إني أُوتيت الكتاب ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته، ويقول: عليكم بهذا القرآن فما وجدتهم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه» [أحمد وأبو داود والحاكم بسند صحيح].

 

وعن أبي داود وابن ماجة بسندٍ صحيح، قال صلى الله وعليه وسلم: «لا ألفين أحدكم متكئًا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول: لا ندري، ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه».

 

إنها معجزة ونبوة للنبي صلى الله وعليه وسلم أنه سيظهر من أمته من ينكرون السنة ويقولون نكتفي بالقرآن فقط وهذه معصية واضحة للنبي صلى الله وعليه وسلم.

 

ولابد من الحذر كل الحذر من مخالفة أمره صلى الله عليه وسلم وعدم معصيته لأن ذلك مما يحبط الأعمال ويوجب النيران، فقد قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ﴾ [الجن: 23].

 

و تَوَعَّدَ الله المعْرِضِينَ عَنْ هَدْيِ رَسُولِه الْـمُخَالِفِينَ أَمْرَهُ بِالْعَذَابِ الْأَلِيمِ فَقَالَ: ﴿ لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾[النور: 63].

 

عباد الله:

اتِّبَاعُ النَّبِيِّصلى الله وعليه وسلم هُوَ الْبُرْهَانُ الْـحَقِيقِيُّ عَلَى من ادعى حب الله، قال الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾ [آل عمران: 31].

 

وَقَدْ بيَّن اللهُ تَعالَى أَنَّ رَحمَتَهُ لَا ينالها إِلا أَهْلَ الِاتِّبَاعِ وَالِانْقِيَادِ فَقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُْمِّيَّ﴾ [الأعراف: 156، 157].

 

الحق الثالث للنبي صلى الله وعليه وسلم على أمته:

• وجوب الإيمان بأنه صلى الله وعليه وسلم بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح للأمة، فما من خير إلا ودل الأمة عليه ورغبها فيه، وما من شر إلا ونهى الأمة عنه وحذرها منه. قال تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]. وعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله وعليه وسلم أنه قال: «وأيمُ الله لقد تركتكم على مثل البيضاء، ليلها ونهارها سواء» [سنن ابن ماجه]. وقد شهد للنبي صلى الله وعليه وسلم بالبلاغ أصحابه في أكبر مجمع لهم يوم أن خطبهم في حجة الوداع خطبته البليغة فبين لهم ما أوجب الله عليهم وما حرم عليهم وأوصاهم بكتاب الله إلى أن قال لهم: «وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون». قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت. فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس: «اللهم اشهد اللهم اشهد ثلاث مرات» [أخرجه مسلم ]. وقال أبو ذر - رضي الله عنه -: (لقد تركنا محمد صلى الله وعليه وسلم وما يحرك طائر جناحيه في السماء إلا أذكرنا منه علما) [أخرجه أحمد في المسند].

في مدحه تتنافس الأقلامُ ‍
وبذكره تتشرَّف الأقوام
أنا إن كتبتُ الشعرَ أمدح سيدي ‍
طه فهذا الفخرُ والإكرامُ
فَلَكَ المهابةُ في القلوب جميعِها ‍
واليك يا خيرَ الأنامِ سلام

 

الحق الرابع: من حقوقه صلى الله وعليه وسلم محبته صلى الله وعليه وسلم وتقديم محبته على النفس وسائر الخلق.


محبة المصطفى أصلٌ إيماني وواجب شرعي، وبغضه ناقضٌ إيماني وفسادٌ اعتقادي كمال حبه من كمال الإيمان ونقصه من نقص الإيمان.

 

وفي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله وعليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين».

 

ولذا وجب أن تكون محبته مقدمة على محبة الناس كلهم من الأبناء والآباء وسائر الأقارب بل مقدمة على محبة المرء لنفسه. قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾ [التوبة: 24]. فقرن الله محبة رسوله صلى الله وعليه وسلم بمحبته عز وجل وتوعد من كان ماله وأهله وولده أحب إليه من الله ورسوله - توعدهم بقوله: ﴿ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾.

 

وعن عمر رضي الله عنه أنه قال للنبي صلى الله وعليه وسلم: يا رسول الله أنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي. فقال النبي صلى الله وعليه وسلم: «لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك». ففكر عمر وفكر من هو الشافع والمشفع الرحمة المهداة، ومن سيكون سبب لنجاته بعد الله، فقال عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي. فقال النبي صلى الله وعليه وسلم: «الآن يا عمر» [رواه البخاري من حديث عبد الله بن هشام برقم (6632) ].

 

والله ما محبته صلى الله وعليه وسلم كلماتٍ تقال ولا قصص تثار، ولا أبيات تُقرأ ولا احتفالات ولا مهرجانات تُقام، إنها عملٌ قلبي من أجّل أعمال القلوب، وعاطفة يجدها المحب في قلبه تدفع لإتباعه وطاعته، وتمثل سنته وأخلاقه وسيرته.

 

يخرج أهل مكة من الحرم ليقتلوا أسيرًا مسلمًا محبًا صادقًا ويُرفع علي الخشبة مصلوبا ثم يُقال له: "ننشدك الله أتحبُّ أن محمدًا مكانك تُضربُ عنقه وانت آمنٌ في أهلك فقال: "والله الذي لا إله إلا هو ما أُحِبُّ أن محمدًا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وأني جالس في أهلي".

 

أبو بكرٍ رضي الله عنه سحابةٌ من حبٍّ تظل رسول الله صلى الله وعليه وسلم في طريقه إلي الغار جعل من جسده درعًا يحمي به رسول الله صلى الله وعليه وسلميتذكر أن فتيان قريش تلحقهم فيمشي بين يديه ومن خلفه، وعن يمينه وعن شماله يقلّب عينيه خوفا عليه صلى الله وعليه وسلم لمحهُ صلى الله وعليه وسلمفقال: "يا أبا بكر لو كان شيء لأحببت أن يكون بك دوني"، قال: نعم والذي بعثك بالحق".

 

ذاك جسد المحب أما ماله فمنثور بين يدي رسول الله حمله أبو بكرٍ كله: "ما أبقيت لأهلك يا أبا بكر" قال: أبقيت لهم الله ورسوله.

 

لما اجتمع أصحاب رسول الله فكانوا ثمانية وثلاثين رجلا الح أبو بكر على رسول الله في الظهور فقال: "يا أبا بكر إنا قليل" فلم يزل يلح على رسول الله حتى ظهر رسول الله وتفرق المسلمون في نواحي المسجد، وقام الصديق خطيبا بلا إله إلا الله، كان أول خطيبٍ دعا إلى الله في أهل مكة؛ فثار عليه المشركون وضربوه ضربًا شديدًا غيَّر ملامحَ وجهه حتى ما يُعرف وجهه من أنفه، ثم حُمل إلي بيته في ثوب فاقد الوعي لا يُشك في موته. فما تكلم إلا آخر النهار تُري ما أولُ ما قال؟ لقد قال: "ما فعل رسولُ اللهصلى الله وعليه وسلم؟ يا الله رجلٌ بين الحياة والموت ينسى نفسه، وتغيب آلامٍ تنهش جسده ليذكر شيئًا واحدًا وهو السؤال عن رسول الله صلى الله وعليه وسلم يُعرض عليه الطعام فيأبي ويقول: "إن لله عليَّ أن لا أذوق طعامًا أو أشرب شرابًا حتي أري رسول الله صلى الله وعليه وسلمما فعلَ رسول الله صلى الله وعليه وسلم" فلم يهدأ حتي حُمل يتهادى بين أمه وأم جميل بنت الخطاب فرأى رسول الله صلى الله وعليه وسلم سالمًا قام إليه المصطفى فقبّله ورق له رسول الله رقةً شديدة؛ فقال أبو بكر: "بأبي وأمي يا رسول الله ليس بي من بأس إلا ما نال الفاسق من وجهي"، لقد كان يشعر رضي الله عنه بأن حياته وكل ما يملكه لا يساوي شيئًا أمام سلامة رسول الله صلى الله وعليه وسلم.

 

من أحب المصطفى كانت له هذه ثمرات منها:

أولها: الشعورُ بحلاوة الإيمان تلذذًا بالطاعات وتحملًا للمشقات وإيثاراُ لذلك على جميع أعراض وأغراض الحياة، ثبت أن رسول صلى الله وعليه وسلم قال: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: ذكر منها: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما،» [البخاري].

 

وللإيمان حلاوة في القلب لا يعبر عنها إلا من ذاقها فاللهم لا تحرمناها.

 

ثانيًا: أن مُحب المصطفى سيكون معه في الآخرة، وكفي بها من ثمرة عالية ها هو أحدهم يأتي رسولَ اللهصلى الله وعليه وسلم ذات يومٍ وقد تغيَّر لونه يُعْرَفُ الحزن في وجهه فقال له رسول الله ما بك؟ فقال يا رسول الله ما بي من شيء إلا أني إذا لم أرك استوحشت وحشة شديدة حتي ألقاك ثم أني إذا ذكرتُ الآخرة أخافُ ألا أراك، إن دخلت الجنة كنتُ في منزلة دون منزلتك، وإن لم أدخلها لم أرك أبدًا فتكفل الله بالجواب لينزل جبريل بالوحي فصمت رسول الله صلى الله وعليه وسلم يوحى إليه ثم قال: قال الله ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 69] فلا تسأل عن حاله نطقت مدامِعّه بما في قلبه، وعن الجواب لسانه لا ينطق. في الصحيحين عن ابن مسعود ا- قال: جاء رجل إلي رسول الله صلى الله وعليه وسلم فقال:"يا رسول الله كيف تقولُ في رجلٍ أحبَّ قومًا ولم يلحق بهم؟ فقال رسول الله صلى الله وعليه وسلم: "المرءُ مع من أحب" وقال لآخر "أنت مع من أحببت"..

 

فما فرح الصحابة بشيءٍ فرحهم بذلك يقولُ أنسٌ رضي الله عنه-:"فأنا أحب النبي وأبو بكر وعمر وأرجوا أن أكون معهم وإن لم أعمل بأعمالهم"،

إني أري حبَّ النبي عبادةً ‍
ينجوا بها يوم الحساب المسلم
لكن إذا سلك المحبُ سبيلهُ ‍
متأسيًا ولهدية يترسم

 

عبد الله:

إن أردت اللحاق بمحمد وآله وصحبه فأحبهم واسلك طريقهم، وأبذل غاية جهدك، واستفرغ وسعك إن فعلت كنت معهم ولو لم تبلغ عملهم.

 

أسأل الله بمنه وكرمه أن يحشرنا في زمرة محمدٍ وصحبه إنه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حقوق النبي المصطفى (1)
  • حقوق النبي المصطفى (3)
  • حق الدين والدفاع عنه والدعوة إليه

مختارات من الشبكة

  • حقوق زوجات النبي المصطفى(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • في حقوق الأخوة من النسب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة الشفا بتعريف حقوق المصطفى (النسخة 23)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الشفا بتعريف حقوق المصطفى (النسخة 22)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الشفا بتعريف حقوق المصطفى (النسخة 21)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الشفا بتعريف حقوق المصطفى (النسخة 20)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الشفا في تعريف حقوق المصطفى (النسخة 17)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الشفا في تعريف حقوق المصطفى (ج2) (النسخة3)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الشفا بتعريف حقوق المصطفى (النسخة19)(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب