• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / سيرة
علامة باركود

غزوة الطائف (2)

غزوة الطائف (2)
د. أمين بن عبدالله الشقاوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/11/2018 ميلادي - 15/3/1440 هجري

الزيارات: 10928

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

غزوة الطائف (2)

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

وبعد:

فاستكمالًا للحديث عن غزوة الطائف، روى مسلم في صحيحه من حديث أنس رضي الله عنه أن رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر له رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاءٍ بين جبلين، فرجع إلى قومه، فقال: أي قوم أسلموا، فوالله إن محمدًا ليعطي عطاء من لا يخاف الفقر.

 

قال أنس رضي الله عنه: «إن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا، فما يُسلم حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها»[1].

 

ولما انتهت هذه الغزوة العظيمة، نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفوان بن أمية، وقال له: «إِنَّا قَدْ فَقَدْنَا مِنْ أَدْرَاعِكَ أَدْرَاعًا[2]، فَهَلْ نَغْرَمُ[3] لَكَ؟»، قال: لا يا رسول الله، لأن في قلبي اليوم ما لم يكن يومئذ[4].

 

«لا تُوطَأُ الحُبْلَى[5]حَتَّى تَضَعَ»:

ولما فرق رسول الله صلى الله عليه وسلم السبايا، نادى مناديه: «لا تُوطَأُ الحُبْلَى حَتَّى تَضَعَ، وَلاَ غَيْرُ ذَاتِ حَمْلٍ حَتَّى تَحِيضَ حَيْضَةً»[6].

 

روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين، بعث جيشًا إلى أوطاس، فلقوا عدوًا، فقاتلوهم، فظهروا عليهم، وأصابوا لهم سبايا، فكأن ناسًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تحرجوا من غشيانهم من أجل أزواجهن من المشركين، فأنزل الله تعالى في ذلك: ﴿ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ﴾ [النساء: 24]، أي فهن لكم حلال إذا انقضت[7] عدتهن[8].

 

شأن ذي الخويصرة التميمي:

ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل، هو ذو الخويصرة التميمي، واسمه حُرقُوصُ[9] بن زهير السعدي، يعترض على قسمة الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجعرانة، منصرفه من حنين، وفي ثوب بلال فضة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقبض منها، يعطي الناس، فقال: يا محمد! اعدل.

 

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَيْلَكَ! وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَكُنْ أَعْدِلْ؟ لَقَدْ خِبْتُ وَخَسِرْتُ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلْ».

 

فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: دعني يا رسول الله دعني فأقتل هذا المنافق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ تَتَحَدَّثَ النَّاسُ أَنِّي أَقْتُلُ أَصْحَابِي، إِنَّ هَذَا وَأَصْحَابَهُ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْهُ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ»[10].

 

وفي رواية أخرى في مسند الإمام أحمد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَا، دَعُوهُ فَإِنَّهُ سَيَكُونُ لَهُ شِيعَةٌ[11] يَتَعَمَّقُونَ[12] فِي الدِّينِ حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهُ كَمَا يَخْرُجُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ[13]، يَنْظُرُ فِي النَّصْلِ[14] فَلا يَجِدُ شَيْئًا، ثُمَّ فِي الْقَدَحِ[15] فَلا يُوجَدُ شَيْءٌ، ثُمَّ فِي الفَوْقِ[16] فَلا يُوجَدُ شَيْءٌ، سَبَقَ الْفَرْثَ[17] وَالدَّمَ»[18].

 

عَتْبُ الأنصار وخطبة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فيهم:

أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم كل الناس من الغنائم إلا الأنصار رضي الله عنهم أجمعين، فوجدوا[19] على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أنفسهم، وقال أحداثهم[20]: يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم! يعطي قريشًا ويتركنا، وسيوفنا تقطر من دمائهم[21].

 

وفي رواية أخرى قالوا: إذا كانت الشدة فنحن نُدعى، وتُعطى الغنائم غيرنا[22]، وكثرت فيهم القالة حتى قال قائلهم: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه[23].

 

فانطلق سعد بن عبادة رضي الله عنه سيد الأنصار، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل عليه، وقال: يا رسول الله! إن هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت، فقسمت في قومك، وأعطيت عطايا عظامًا في قبائل العرب، ولم يك في هذا الحي من الأنصار منها شيء.

 

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ ذَلِكَ يَا سَعْدُ؟». قال: يا رسول الله! ما أنا إلا امرؤ من قومي[24]. فقال رسول الله: «فَاجْمَعْ لِي قَوْمَكَ».

 

فخرج سعد، فجمع الأنصار في قبة من أدم، فلما اجتمعوا أتاه سعد، فقال: يا رسول الله! قد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار.

 

فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمد الله، وأثنى عليه بالذي هو له أهل، ثم قال: «يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ مَا قَالَةٌ بَلَغَتْنِي عَنْكُمْ، وَجِدَةٌ وَجَدْتُمُوهَا فِي أَنْفُسِكُمْ، أَلَمْ آتِكُمْ ضُلَّالًا فَهَدَاكُمُ اللَّهُ؟ وَمُتَفَرِّقِينَ فَأَلَّفَكُمُ اللَّهُ بِي؟ وَعَالَةً[25] فَأَغْنَاكُمُ اللَّهُ بِي؟»، قالوا: بل الله ورسوله أَمَنُّ وأفضل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَلَا تُجِيبُونِي يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ؟»، قالوا: وبماذا نجيبك يا رسول الله؟ ولله ولرسوله المن والفضل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَمَا وَاللَّهِ لَوْ شِئْتُمْ لَقُلْتُمْ، وَلَصَدَقْتُمْ، وَصُدِّقْتُمْ، أَتَيْتَنَا مُكَذَّبًا فَصَدَّقْنَاكَ، وَمَخْذُولًا فَنَصَرْنَاكَ، وَطَرِيدًا فَآوَيْنَاكَ، وَعَائِلا فَأَغْنَيْنَاكَ»، ثم قال صلى الله عليه وسلم: «أَوَجَدْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ فِي لُعَاعَةٍ[26] مِنَ الدُّنْيَا تَأَلَّفْتُ بِهَا أَقْوَامًا لِيُسْلِمُوا، وَوَكَّلْتُكُمْ إِلَى إِسْلَامِكُمْ؟ أَفَلاَ تَرْضَوْنَ يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ، وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ إِلَى رِحَالِكُمْ؟ فَوَالذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الأَنْصَارِ وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ شِعْبًا، وَسَلَكَتِ الأَنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الأَنْصَارِ، الأَنْصَارُ شِعَارٌ[27]، وَالنَّاسُ دِثَارٌ[28]، اللَّهُمَّ ارحَمِ الأَنْصَارِ، وَأَبْنَاءَ الأَنْصَارِ، وَأَبْنَاءَ أَبْنَاءِ الأَنْصَارِ»، فبكى الأنصار رضي الله عنهم حتى أخضلوا[29] لحاهم، وقالوا: رضينا برسول الله قسمًا وحظًا[30].

 

ترتيب عجيب:

قال الحافظ في الفتح: وقد رتب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من الله عليهم على يده من النعم ترتيبًا بالغًا، فبدأ بنعمة الإيمان التي لا يوازيها شيء من أمر الدنيا، وثنى بنعمة الألفة، وهي أعظم من نعمة المال؛ لأن الأموال تُبذل في تحصيلها، وقد لا تُحصل، وقد كانت الأنصار قبل الهجرة في غاية التنافر والتقاطع، فزال ذلك كله بالإسلام كما قال الله تعالى: ﴿ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ﴾ [الأنفال: 63][31].

 

نذر عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

أخرج الشيخان في صحيحيهما عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالجعرانة، بعد أن رجع من الطائف[32]، فقال: يا رسول الله! إني نذرت في الجاهلية[33] أن أعتكف يومًا في المسجد الحرام، فكيف ترى؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اذْهَبْ فَاعْتَكِفْ يَوْمًا».

 

وقال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أعطاه جارية[34] من الخُمس، فلما أعتق رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا الناس، سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه أصواتهم يقولون: أعتقنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

فقال عمر رضي الله عنه: ما هذا؟ قالوا: أعتق رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا الناس، فقال عمر: يا عبد الله! اذهب إلى تلك الجارية فخل سبيلها[35].

 

قدوم وفد هوازن:

وبعد أن قُسمت الغنائم قدم وفد هوازن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا أربعة عشر رجلًا، ورأسهم: زهير بن صرد، فبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام، ثم قالوا: يا رسول الله! إنا أصلٌ وعشيرة، فمُن علينا، مَنَّ الله عليك، فإنه قد نزل بنا من البلاء ما لا يخفى عليك، وقال زهير بن صرد، أحد بني سعد بن بكر[36]: يا رسول الله، إنما في الحظائر[37] عماتك وخالاتك وحواضنك اللاتي كن يكفلنك، ولو أنا مَلحْنَا[38] الحارث بن أبي شمر[39]، أو للنعمان بن المنذر[40]، ثم نزل منا بمثل الذي نزلت به، رجونا عطفه وعائدته[41] علينا، وأنت خير المكفولين، ثم سألوه أن يرد إليهم أموالهم وسبيهم.

 

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَعِي مَنْ تَرَوْنَ، وَأَحَبُّ الْحَدِيثِ إِلَيَّ أَصْدَقُهُ، فَاخْتَارُوا إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ: إِمَّا السَّبْيُ، وَإِمَّا الْمَالُ، وَقَدْ كُنْتُ اسْتَأْنَيْتُ بِكُمْ».

 

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أنظرهم بضع عشرة ليلة حين قفل[42] من الطائف، فلما تبين لهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير راد إليهم إلا إحدى الطائفتين، قالوا: فإنا نختار سبينا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَمَّا مَا كَانَ لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَهُوَ لَكُمْ، فَإِذَا صَلَّيْتُ الظُّهْرَ، فَقُولُوا: إِنَّا نَسْتَشْفع بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَبِالمُؤْمِنِينَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي نِسَائِنَا وَأَبْنَائِنَا».

 

فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس الظهر، قاموا فتكلموا بالذي أمرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسلمين، فأثنى على الله عز وجل بما هو أهله، ثم قال: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ إِخْوَانَكُمْ قَدْ جَاؤونَا تَائِبِينَ، وَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ أَنْ أَرُدَّ إِلَيْهِمْ سَبْيَهُمْ»، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَمَّا مَا كَانَ لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَهُوَ لَكُمْ».

 

وقال المهاجرون: ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال عيينة بن حصن: أما ما كان لي ولبني فزارة، فلا، وقال الأقرع بن حابس: أما أنا وبنو تميم، فلا، وقال عباس بن مرداس: أما أنا وبنو سليم، فلا، فقالت الحيان: كذبت، بل هو لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، رُدُّوا عَلَيْهِمْ نِسَاءَهُمْ وَأَبْنَاءَهُمْ، فَمَنْ تَمَسَّكَ بِشَيْءٍ مِنْ الْفَيْءِ، فَلَهُ عَلَيْنَا سِتَّةُ فَرَائِضَ[43] مِنْ أَوَّلِ شَيْءٍ يُفِيئُهُ اللَّهُ عَلَيْنَا»، فرد الناس على هوازن جميع السبي[44].

 

إسلام مالك بن عوف النصري:

وقدم بعد ذلك مالك بن عوف رئيس هوازن فأسلم، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل وفد هوازن عن مالك بن عوف: ما فعل؟

فقالوا: هو بالطائف مع ثقيف، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بحبس أهله عند عمتهم أم عبد الله بن أبي أمية بمكة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لوفد هوازن: «أَخْبِرُوا مَالِكًا أَنَّهُ إِنْ أَتَانِي مُسْلِمًا رَدَدْتُ إِلَيْهِ أَهْلَهُ وَمَالَهُ، وَأَعْطَيْتُهُ مِائَةً مِنَ الإِبِلِ».

 

فلما أُخبر مالك بذلك، أمر براحلته فهُيئت له، ثم خرج من الطائف ليلًا، حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأدركه بالجعرانة، وقيل: بمكة، فأسلم وحسن إسلامه، فرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أهله وماله، وأعطاه مائة من الإبل، ثم استعمله رسول الله على من أسلم من قومه، فكان يقاتل بهم ثقيفًا، لا يخرج لهم سرح[45] إلا أغار عليه حتى ضيق عليهم[46][47].

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



[1] أخرج ذلك مسلم في صحيحه، كتاب الفضائل، باب ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا قط فقال «لا» برقم 2312.

[2] كان رسول الله صلى الله عليه وسلم استعار من صفوان بن أمية رضي الله عنه أدراعًا قبل هذه الغزوة.

[3] نغرم لك: نتكلف لك بها، انظر لسان العرب (10/59).

[4] أخرج ذلك أبو داود في سننه، كتاب البيوع، باب في تضمين العارية برقم 3563، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله كما في السلسلة الصحيحة برقم 631.

[5] الحُبلى: بضم الحاء هي المرأة الحامل، انظر لسان العرب (3 /31).

[6] أخرج ذلك الإمام أحمد في مسنده برقم 11823، وقال محققوه: حديث صحيح لغيره.

[7] قال النووي في شرح مسلم (10 /31): المراد بقوله: إذا انقضت عدتهن: أي استبراؤهن، وهي بوضع الحمل عن الحامل، وبحيضة من الحائل، كما جاءت به الأحاديث الصحيحة.

[8] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الرضاع، باب جواز وطء المسبية بعد الاستبراء برقم 1456.

[9] قال الحافظ في الإصابة: حرقوص: بضم الحاء، وسكون الراء، وضم القاف (2 /504)، وذكره ابن الأثير في أسد الغابة (2 /148).

[10] أخرجه مسلم في صحيحه برقم 1063، والبخاري مختصرًا برقم 3138.

[11] الشيعة: أي الأنصار، انظر النهاية (2 /464).

[12] المتعمق: المبالغ في الأمر المتشدد فيه، الذي يطلب أقصى غايته. انظر النهاية (3 /271).

[13] قال الحافظ في الفتح (7 /325): شبَّه مروقهم من الدين بالسهم الذي يصيب الصيد، فيدخل فيه، ويخرج منه، ومن شدة سرعة خروجه - لقوة الرامي - لا يعلق من جسد الصيد شيءٌ.

[14] النصل: الحديدة التي في السهم والرمح، انظر لسان العرب (14 /167).

[15] القدح: بكسر القاف وسكون الدال: عود السهم قبل أن يراش وينصل. انظر لسان العرب (11 /51).

[16] الفوق: بضم الفاء: وهو موضع الوتر من السهم، انظر النهاية (3 /432).

[17] سبق الفرث والدم: أي مر سريعًا في الرمية، وخرج منها، لم يعلق منها بشيء من فرثها ودمها لسرعته، شبه به خروجهم من الدين، ولم يعلقوا بشيء منه. انظر النهاية (2 /305).

[18] أخرجه الإمام أحمد في مسنده برقم 7038، وقال محققو المسند: صحيح، وهذا إسناده حسن.

[19] وجد: حزن، انظر لسان العرب (15 /220).

[20] الحدث: هو الشاب، انظر لسان العرب (3 /76).

[21] أخرج ذلك البخاري في صحيحه برقم 4331، ومسلم في صحيحه برقم 1059.

[22] أخرج ذلك البخاري في صحيحه برقم 4337، وأخرجه مسلم في صحيحه برقم 1059.

[23] أخرج ذلك الإمام أحمد في مسنده برقم 11730، وقال محققوه: إسناده حسن.

[24] أخرج ذلك الإمام أحمد في مسنده برقم 11730، وقال محققوه: إسناده حسن.

[25] العالة: الفقراء، انظر جامع الأصول لابن الأثير (8 /390).

[26]لعاعة من الدنيا: أي شيء يسير من الدنيا، انظر لسان العرب (12 /290).

[27] قال الحافظ في الفتح (8 /52): الشعار: بكسر الشين هو: الثوب الذي يلي الجلد من الجسد.

[28] قال الحافظ في الفتح (8 /52): الدثار: بكسر الدال: هو الذي فوق الشعار، وهي استعارة لطيفة لفرط قربهم منه رضي الله عنهم، وأراد أيضًا أنهم بطانته وخاصته، وأنهم ألصق به وأقرب إليه من غيرهم.

[29] خضل لحيته: بلها بالدموع. انظر النهاية (2 /42).

[30] أخرج ذلك البخاري في صحيحه برقم 4330، ومسلم في صحيحه برقم 1059، 1061، وأحمد في مسنده برقم 12021، وابن إسحاق في السيرة (4 /113-114).

[31] فتح الباري (8 /50).

[32] في رواية أخرى في صحيح البخاري برقم 4320: لما قفلنا - أي رجعنا - من حنين.

[33] قال الحافظ في الفتح (13 /443): المراد بقول عمر رضي الله عنه في الجاهلية: قبل إسلامه؛ لأن جاهلية كل أحد بحسبه، ووهم من قال: الجاهلية في كلامه زمن فترة النبوة، والمراد بها هنا ما قبل بعثة نبينا صلى الله عليه وسلم، فإن هذا يتوقف على النقل، وقد تقدم أنه نذر قبل أن يُسلم، وبين البعثة وإسلامه مدة.

[34] في رواية أخرى في مسند الإمام أحمد برقم 6418: غلام، وقال محققوه: إسناده صحيح على شرط مسلم.

[35] أخرج ذلك البخاري في صحيحه برقم 4320، وأخرجه مسلم في صحيحه برقم 1656، واللفظ له.

[36] وهم قوم حليمة السعدية مرضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

[37] الحظيرة: هي الموضع الذي يُحاط عليهم، ويقصد الأسرى، انظر النهاية (1 /389).

[38] ملحنا: أي أرضعنا، والملح بالرضاع.

[39] الحارث بن أبي شمر: ملك الشام من العرب.

[40] النعمان بن المنذر: ملك العراق من العرب.

[41] عائدته: فضله.

[42] قفل: رجع، انظر النهاية (4 /82).

[43] الفرائض: جمع فريضة، وهو البعير المأخوذ من الزكاة، سُمي فريضة؛ لأنه فرض واجب على رب المال، ثم اتسع فيه حتى سُمي البعير فريضة في غير الزكاة، انظر النهاية (3 /387).

[44] أخرج ذلك البخاري في صحيحه برقم 4318، 4319، وأحمد في مسنده برقم 6729، وابن إسحاق في السيرة (4 /102-103).

[45] السرح: بفتح السين: الماشية. انظر النهاية (2 /322).

[46] انظر سيرة ابن هشام (4 /104)، ودلائل النبوة للبيهقي (5 /198).

[47] أحداث هذه الغزوة مستفادة من كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (4 /152-172)، للشيخ موسى العازمي مع حذف وإضافة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • غزوة الطائف (1)
  • غزوة حمراء الأسد: أحداث ودلالات
  • لطائف من غزوة الطائف (3)
  • دروس غزوة حنين والطائف وتبوك
  • قسمة غنائم حنين
  • غزوة الطائف
  • كيف سارت عملية توزيع غنائم غزوة الطائف؟
  • غزوة الطائف (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • غزوة تبوك أو العسرة(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • لطائف من غزوة الطائف (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لطائف من غزوة الطائف (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • غزوة حمراء الأسد والرجيع ورعل وذكوان وبئر معونة وغزوة بني المصطلق(مقالة - آفاق الشريعة)
  • غزوة ذات السلاسل وغزوة الخبط(مقالة - موقع د. محمد منير الجنباز)
  • غزوة السويق وغزوة ذي أمر(مقالة - موقع د. محمد منير الجنباز)
  • موسوعة المتسابقين في السيرة النبوية (7)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خاتم النبيين (21) بعض الأحداث بين أحد والخندق (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خاتم النبيين (18) غزوة أحد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دروس غزوة أحد(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب