• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / سيرة
علامة باركود

غزوة حنين (1)

غزوة حنين (1)
د. أمين بن عبدالله الشقاوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 12/11/2018 ميلادي - 3/3/1440 هجري

الزيارات: 31195

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

غزوة حنين [1] (1)

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد:

غزوة حنين، ويقال لها غزوة أوطاس[2]، وهو الموضع الذي كانت به الوقعة في آخر الأمر، ويقال لها أيضًا: غزوة هوازن[3].

 

قال ياقوت الحموي رحمه الله: «أوطاس وادٍ في ديار هوازن، فيه كانت وقعة حنين للنبي صلى الله عليه وسلم ببني هوازن».

 

وقال ابن شبيب: «الغور من ذات عرق إلى أوطاس، وأوطاس على نفس الطريق، ونجد من حد أوطاس إلى القريتين»[4].

 

وكان سبب هذه الغزوة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة، وخضعت له قريش، خاف أشراف هوازن وثقيف أن يغزوهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحشدوا وعزموا على قتاله[5].

 

واجتمعت إلى هوازن وثقيف جموع كثيرة من القبائل وهم: نصر، وسعد بن بكر - وهم الذين استرضع فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم - وناس من هلال، وفي بني جُشم رجل يقال له دُرَيْدُ بن الصِّمَّة[6] شيخ كبير قد عمي، ليس فيه شيء إلا التيمن[7] برأيه، ومعرفته بالحرب، وكان شجاعًا مجربًا، وفي ثقيف سيدان لهم، في الأحلاف: قارب بن الأسود، وفي بني مالك: ذو الخمار سُبيع بن الحارث، وأخوه أحمر بن الحارث، وقد بلغ جيش الكفار عشرين ألفًا، وكان جماع أمر الناس إلى مالك بن عوف النصري[8]، وهو يومئذٍ ابن ثلاثين سنة.

 

فلما أجمع مالك بن عوف السير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الناس أن يسوقوا معهم أموالهم، ونساءهم، وأبناءهم، فسار بهم حتى نزلوا بأوطاس[9].

 

فقال له دُريد بن الصمة: أين مالك؟ فدُعي إليه فقال له: يا مالك! إنك قد أصبحت رئيس قومك، وإن هذا يوم كائن له ما بعده من الأيام، مالي أسمع رغاء البعير[10]، ونهاق الحمير، وبكاء الصغير، ويعار الشاء؟[11] فقال مالك: سقت مع الناس أموالهم وأبناءهم ونساءهم، قال: ولم ذاك؟ قال مالك: أردت أن أجعل خلف كل رجل منهم أهله وماله ليقاتل عنهم، فقال له دُريد: راعي ضأن والله، وهل يرد المنهزم شيء؟ إنها إن كانت لك لم يتبعك إلا رجل بسيفه ورمحه، وإن كانت عليك فضحت في أهلك ومالك، فقال مالك بن عوف: لا والله لا أفعل ذلك، إنك كبرت وكبر عقلك، والله لتطيعنني يا معشر هوازن أو لأتكئن إلى هذا السيف حتى يخرج من ظهري، قالوا: أطعناك، فقال دُريد: هذا يوم لم أشهده ولم يفتني.

 

ثم أمر مالك بن عوف بالخيل فصُفت، ثم صُفت المقاتلة، ثم صفت النساء من وراء ذلك ثم صُفَّت النعم، ثم قال للناس: إذا رأيتموهم فاكسروا جفون سيوفكم، ثم شدوا عليهم شدة رجلٍ واحد[12].

 

فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم باجتماع هوازن، بعث عبد الله ابن أبي حدردٍ الأسلمي رضي الله عنه، وأمره أن يدخل في الناس، فيقيم فيهم حتى يعلم علمهم، ثم يأتيه بخبرهم، فانطلق ابن أبي حدرد رضي الله عنه، فدخل في هوازن، فأقام فيهم حتى سمع وعلم ما قد أجمعوا له من حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أقبل حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره الخبر[13].

 

وبعد أن جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم المعلومات العسكرية المطلوبة عن جيش هوازن، استعد لمواجهتهم، فاستعار رسول الله صلى الله عليه وسلم من صفوان بن أمية – وكان ما زال مشركًا – أدراعًا وسلاحًا، فقال صفوان: أغصبًا يا محمد؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بَلْ عَارِيَةٌ مَضْمُونَةٌ»، فأعار صفوان رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة درع[14].

 

وروى ابن ماجه في سننه، والإمام أحمد في مسنده عن إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي، عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم استسلف منه حين غزا حُنينًا ثلاثين أو أربعين ألفًا، فلما قدم قضاها إياه، ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ، إِنَّمَا جَزَاءُ السَّلَفِ الْوَفَاءُ وَالْحَمْدُ»[15].

 

وبعد أن أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة تسعة عشر يومًا[16]، خرج إلى حنين يوم السبت لست ليالٍ خلون من شهر شوال سنة ثمان للهجرة، واستعمل عتاب بن أسيد رضي الله عنه أميرًا على مكة، وهو أول أمير في الإسلام على مكة[17].

 

ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنا عشر ألفًا من المسلمين: عشرة آلاف الذين جاؤوا معه من المدينة لفتح مكة، وألفان من أهل مكة وهم الطلقاء[18]، وأكثرهم حديثو عهد بالإسلام، لم يتمكن الإسلام من قلوبهم[19]، وخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ناس من المشركين مثل: صفوان بن أمية، وسهيل بن عمرو.. وغيرهم.

 

ويعتبر هذا الجيش أكبر جيش إسلامي يخرج في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك الحين، ولهذا ساد شعور عند بعض الناس[20] أنهم لن يُغلبوا[21] من قلة[22].

 

قصة نبي من الأنبياء:

فلما علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما وقع في قلوب بعض المسلمين من هذا الشعور، وهو الافتخار بكثرتهم والاعتماد عليها، قال لهم: «إِنَّ نَبِيًّا فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ أَعْجَبَتْهُ أُمَّتُهُ، فَقَالَ: لَنْ يَرُومَ[23] هَؤُلَاءِ شَيْءٌ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ خَيِّرْهُمْ بَيْنَ إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَيَسْتَبِيحَهُمْ، أَوِ الْجُوعَ، أَوِ الْمَوْتَ»، قَالَ: «فَقَالُوا: أَمَّا القَتْلُ أَوِ الْجُوعُ فَلَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ، وَلَكِنِ الْمَوْتُ»، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «فَمَاتَ فِي ثَلَاثٍ سَبْعُونَ أَلْفًا»[24].

 

شجرة ذات أنواط[25]:

وفي الطريق إلى حنين رأوا شجرة خضراء عظيمة يقال لها ذات أنواط، كانت العرب تُعلق عليها أسلحتهم، ويذبحون عندها ويعكفون عليها، فقال بعض الناس من الطلقاء ممن هم حديثو عهد بالجاهلية: يا رسول الله! اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط.

 

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُ أَكْبَرُ، قُلْتُمْ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى لِمُوسَى: ﴿ اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ﴾ [الأعراف: 138]، إِنَّهَا السُّنَنُ[26]، لَتَرْكَبُنَّ سُنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ سُنَّةً سُنَّةً»[27].

 

أكمل رسول الله صلى الله عليه وسلم مسيره إلى حنين، فأطنب[28] السير حتى كان عشية، فحضرت الصلاة، فجاء رجل فارس، فقال: يا رسول الله! إني انطلقت بين أيديكم حتى طلعت على جبل كذا وكذا، فإذا أنا بهوازن عن بكرة أبيهم[29] بظُعنهم[30]، ونعمهم[31]، ونسائهم اجتمعوا في حنين، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: «تِلْكَ غَنِيمَةُ الْمُسْلِمِينَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ»[32].

 

ثم أكمل رسول الله صلى الله عليه وسلم بجيشه حتى وصل إلى حنين مساء ليلة الثلاثاء لعشر ليالٍ خلون من شوال.

 

ولما كان من الليل عمد مالك بن عوف إلى أصحابه، فعبأهم في وادي حنين، وكان قد سبق المسلمين إليه، وفرَّق الناس فيه، وأوعز إليهم أن يرشقوا المسلمين بالنبل أول ما يطلعون، ثم يحملوا عليهم حملة رجل واحد.

 

وفي السحر عبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشه، وعقد الألوية والرايات، ورتب جنده في هيئة صفوف منتظمة، وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم بغلته البيضاء – التي أهداها له فروة بن نفاثة الجذامي - ولبس درعين، والمغفر والبيضة، واستقبل الصفوف، وطاف عليهم، فأمرهم وحضهم على القتال، وبشرهم بالفتح إن صبروا وصدقوا.

 

واستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على بني سليم خالد بن الوليد رضي الله عنه، فلم يزل على مقدمته حتى ورد الجِعْرَانَة[33].

وفي صحيح مسلم قال أنس رضي الله عنه: وعلى مجنبة خيلنا خالد ابن الوليد رضي الله عنه[34].

 

هزيمة المسلمين وفرارهم:

بدأ المسلمون ينحدرون في وادي حنين - وكان منحدرًا شديدًا - وذلك في عماية الصبح[35]، وهم لا يدرون بوجود كمناء العدو في مضايق هذا الوادي وأحنائه[36]، وشعابه، فما راعهم[37] وهم ينحطون إلا الكتائب قد شدت عليهم شدة رجل واحد، وبدأ الضرب بخالد بن الوليد رضي الله عنه حتى سقط، وانكشفت خيل بني سليم مولية، وتبعهم أهل مكة، وهم الطلقاء، وبدأ الفرار من كل مكان[38].

 

قال جابر رضي الله عنه: «فوالله ما رجعت راجعة الناس من هزيمتهم حتى وجدوا الأسرى مكتفين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم»[39].

 

وفي صحيح مسلم قال البراء بن عازب رضي الله عنه: «فَلَقُوا قَوْمًا رُمَاةً لاَ يَكَادُ يَسْقُطُ لَهُمْ سَهْمٌ، فَرَشَقُوهُمْ رَشْقًا[40] مَا يَكَادُونَ يُخْطِئُونَ»[41].

 

فلما رأى أبو سفيان بن حرب هزيمة المسلمين، وكان قد اعتزل هو وصفوان بن أمية، وحكيم بن حزام، ورجال من أهل مكة، وراء تل ينظرون لمن يكون النصر، فقال -وكان حديث عهد بالإسلام: لا تنتهي هزيمتهم دون البحر، وصرخ كلدة بن الحنبل[42] وهو مع أخيه لأمه صفوان بن أمية: ألا بطل السحر اليوم، فقال له صفوان: اسكت فضَّ الله فاك[43]، فوالله لأن يرُبَّني[44] رجل من قريش أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن[45].

 

ثبات رسول الله صلى الله عليه وسلم:

وانحاز رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات اليمين، وثبت معه نفر قليل من المهاجرين والأنصار[46]، وأهل بيته، فيهم: أبو بكر، وعمر، وعلي بن أبي طالب والعباس، وابنه الفضل، وأبو سفيان بن الحارث، وربيعة بن الحارث، وأيمن بن عبيد، وهو ابن أم أيمن حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأسامة بن زيد، وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي: «إِلَيَّ أَيُّهَا النَّاسُ! هَلُموُا إِلَيَّ! أَنَا رَسُولُ اللَّهِ، أَنَا مُحَمَّدُ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ»، لكن لم يلتفت منهم أحد[47].

 

ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يركض ببغلته[48] قِبَل المشركين، وهو يقول: أَنَا النِّبِيُّ لَا كَذِبْ، أَنَا ابْنُ عَبْدِ المُطَّلِبْ»[49]


والعباس رضي الله عنه آخذ بلجام بغلته صلى الله عليه وسلم، وأبو سفيان بن الحارث آخذ بركابها يكفانها عن الإسراع نحو العدو، وهو صلى الله عليه وسلم لا يألو يسرع نحو المشركين[50].

 

«وهذا في غاية ما يكون من الشجاعة التامة، إنه في مثل هذا اليوم في حومة الوغى[51]، وقد انكشف عنه جيشه، وهو مع ذلك على بغلته، وليست سريعة الجري، ولا تصلح لكر ولا لفر ولا لهرب، وهو مع هذا أيضًا يركضها إلى وجوههم، وينوه باسمه ليعرفه من يعرفه، صلوات الله وسلامه عليه دائمًا إلى يوم الدين، وما هذا كله إلا ثقة بالله، وتوكلًا عليه، وعلمًا منه بأنه سينصره ويتم ما أرسله به، ويظهر دينه على سائر الأديان»[52].

 

ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بغلته، فاستنصر ربه ودعاه قائلًا: «اللَّهُمَّ! نَزِّلْ نَصْرَكَ[53]، اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ أَنْ لاَ تُعْبَدَ بَعْدَ اليَوْمِ»[54].

 

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ بِكَ أُحَاوِلُ[55]، وَبِكَ أُصَاوِلُ[56]، وَبِكَ أُقَاتِلُ»[57].

 

وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقاتل، والصحابة الذين ثبتوا يقاتلون معه، ويتقون به لشجاعته وثباته صلى الله عليه وسلم كعادتهم في مثل هذه المواقف الصعبة.

 

قال البراء بن عازب رضي الله عنه: «كنا، والله إذا احمر البأس نتقي به، وإن الشجاع منا للذي يحاذي به -يعني النبي صلى الله عليه وسلم»[58].

 

وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «كنا إذا احمر البأس، ولقي القوم القوم، اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فما يكون منا أحد أدنى إلى القوم منه»[59][60].

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



[1] قال الحافظ في الفتح (8/ 27) حنين: بالتصغير، وادٍ إلى جنب ذي المجاز قريب من الطائف، بينه وبين مكة بضعة عشر ميلًا من جهة عرفات.

[2] أوطاس: وادٍ في ديار هوازن، وهناك عسكروا هم وثقيف، ثم التقوا بحنين، انظر: فتح الباري (8/ 3).

[3] هوازن: بفتح الهاء، وكسر الزاي قبيلة كبيرة من العرب فيها عدة بطون، سميت الغزوة بها؛ لأنهم هم الذين أتوا لقتال النبي صلى الله عليه وسلم وجمعوا لحربه، انظر: شرح المواهب (3/ 497).

[4] معجم البلدان (1/ 224).

[5] انظر: فتح الباري (8/ 27)، سيرة ابن هشام (4/ 87)، الطبقات الكبرى لابن سعد (2/ 324).

[6] قال الحافظ في الفتح (8/ 43)، دُريد: بضم الدال، والصمة: بكسر الصاد وتشديد.

[7] التيمن: بتشديد الميم: أي الابتداء في أخذ رأيه. انظر: لسان العرب (15/ 457).

[8] أسلم مالك بن عوف رضي الله عنه بعد ذلك، وكان من المؤلفة قلوبهم، وصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم شهد القادسية، وفتح دمشق، انظر: الإصابة (9/ 473-475).

[9] انظر: سيرة ابن هشام (4/ 87)، زاد المعاد (3/ 408).

[10] الرغاء: بضم الراء، صوت الإبل، لسان العرب (5/ 261).

[11] يُعار: بضم الراء، هو صوت المعز، النهاية في غريب الحديث (5/ 297).

[12] أخرج قصة قدوم هوازن بالصبيان والنساء والإبل والنعم: الإمام مسلم في صحيحه، كتاب الزكاة، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم برقم 1059، والإمام أحمد في مسنده برقم 12977، والطحاوي في شرح مشكل الآثار برقم 4786، والطيالسي في مسنده برقم 2192، وغيرهم.

[13] انظر: سيرة ابن هشام (4/ 89).

[14] أخرج استعارة رسول الله صلى الله عليه وسلم السلاح من صفوان بن أمية: الإمام أحمد في مسنده برقم 15302، وقال محققوه: حديث حسن.

[15] أخرجه ابن ماجه في سننه، كتاب الصدقات، باب حسن القضاء برقم 2424، والإمام أحمد في مسنده برقم 16410، وقال محققوه: إسناده صحيح على قلب في اسم أحد رواته.

[16] أخرج ذلك البخاري في صحيحه، كتاب المغازي، باب مقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة زمن الفتح برقم 4298، 4299.

[17] أخرج استعمال رسول الله صلى الله عليه وسلم عتَّاب بن أسيد على مكة: الطيالسي في مسنده برقم 1453، وأورده الحافظ في الإصابة (7/ 63) وحسن إسناده.

[18] قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في شرح مسلم (12/ 158): الطلقاء: بضم الطاء وفتح اللام، وهم الذين أسلموا من أهل مكة يوم الفتح، سموا بذلك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم مَنَّ عليهم وأطلقهم، وكان في إسلامهم ضعف.

[19] سيأتي بعد قليل عن الحديث على شجرة ذات أنواط ما يدل على أن الإسلام لم يتمكن من قلوبهم.

[20] قيل إن القائل: أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وقيل العباس رضي الله عنه، وقيل سلمة بن وقش رضي الله عنه، وكلها روايات ضعيفة.

[21] أخرج الإمام أحمد في مسنده برقم 2682 من حديث ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الصحابة أربعة، وخير السرايا أربع مئة، وخير الجيوش أربعة آلاف، ولن يغلب اثنا عشر ألفاً من قلة». يعني: لا يهزم جيش قوامه اثنا عشر ألفًا؛ بسبب قلة عددهم إذا صبروا وصدقوا، وقال محققوه: حسن لغيره، وقد اختلف في تصحيحه وتضعيفه وبعضهم يرى إرساله.

[22] قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره (4/ 125): ويوم حنين أعجبتهم كثرتهم، ومع هذا ما أجدى ذلك عنهم شيئًا، فولوا مدبرين إلا القليل منهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أنزل الله نصره وتأييده على رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى المؤمنين الذين معه؛ ليعلمهم أن النصر من عنده سبحانه وتعالى وحده بإمداده، وإن قل الجمع ﴿ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة:249]. تفسير ابن كثير رحمه الله (7/ 166)، باختصار.

[23] رام الشيء: طلبه، انظر لسان العرب (5/ 377).

[24] أخرج ذلك الإمام أحمد في مسنده برقم 18933، وقال محققوه: إسناده صحيح على شرط مسلم.

[25] ذات أنواط: هو اسم شجرة بعينها كانت للمشركين ينوطون بها سلاحهم، أي يعلقونه بها، ويعكفون حولها. انظر النهاية (5/ 128).

[26] السنة: الطريقة: أي ستتبعون طريقتهم. انظر النهاية (2/ 409).

[27] أخرج هذا الحديث أحمد في مسنده برقم 21897، وقال محققوه: إسناده صحيح على شرط الشيخين.

[28] أطنب في السير: إذا أبعد، انظر لسان العرب (8/ 206).

[29] يقال: جاء القوم على بكرة أبيهم: إذا جاؤوا بأسرهم ولم يتخلف منهم أحد، انظر جامع الأصول لابن الأثير (8/ 383).

[30] الظعن: بضم الظاء: النساء، واحدتها: ظعينة، انظر النهاية (3/ 157).

[31] النَّعم: بفتح النون والعين: النعم في الأصل الإبل، وقد تقع على البقر والغنم، انظر جامع الأصول لابن الأثير (8/ 384).

[32] أخرج ذلك أبو داود في سننه، كتاب الجهاد، باب في فضل الحرس في سبيل الله تعالى برقم 2501، وقال الحافظ في الفتح (8/ 27): إسناده حسن.

[33] انظر الطبقات الكبرى لابن سعد (2/ 325).

[34] أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، كتاب الزكاة، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام برقم 1059.

[35] عماية الصبح: بقية ظلمة الليل، انظر النهاية (3/ 305).

[36] أحناء الوادي: منعطفه. انظر النهاية (1/ 455).

[37] فما راعهم: أي فما فاجأهم.

[38] أخرج ذلك الإمام أحمد في مسنده برقم 15027، وابن حبان في صحيحه، برقم 4774 بمعناه، وقال محققو المسند: إسناده حسن.

[39] أخرج ذلك الإمام أحمد في مسنده برقم 15027، وإسناده حسن.

[40] رشقه رشقًا: إذا رماه بالسهام. انظر النهاية (2/ 206).

[41] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الجهاد والسير، باب في غزوة حنين برقم 1776.

[42] كان كلدة بن الحنبل رضي الله عنه في ذلك الوقت مشركًا، ثم إنه أسلم وحسن إسلامه، روى الإمام أحمد في مسنده برقم 15425 بسند صحيح عن كلدة بن الحنبل رضي الله عنه قال: أن صفوان بن أمية بعثه في الفتح بلباءٍ وجداية وضغابيس، والنبي صلى الله عليه وسلم بأعلى الوادي، قال: فدخلت عليه، ولم أسلم ولم أستأذن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ارجع فقل: السلام عليكم، آدخل؟»، اللبأ: أول ما يحلب عند الولادة. انظر النهاية (4/ 192).

الجداية: بفتح الجيم وكسرها، ما بلغ ستة أشهر أو سبعة أشهر من أولاد الظباء ذكرًا كان أو أنثى بمنزلة الجدي من المعز. انظر النهاية (1/ 241).

الضغابيس: هي صغار القِثَّاء: واحدتها ضغبوس. انظر النهاية (3/ 82).

[43] فض الله فاك: أي كسر أسنانك وأسقطها. انظر النهاية (3/ 406).

[44] يربني: أي يكون علي أميرًا وسيدًا، انظر النهاية (2/ 166)، وهذه رواية الطحاوي في شرح مشكل الآثار، وفي رواية ابن حبان في صحيحه قال: لأن يليني.

[45] أخرج ذلك ابن حبان في صحيحه برقم 4754، وقال محققه: حسن، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (6/ 412).

[46] روى الترمذي في جامعه وقال: حديث حسن صحيح برقم 1689 عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لقد رأيتنا يوم حنين، وإن الفئتين لموليتان، وما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة رجل، قال الحافظ في الفتح (8/ 29-30): هذا أكثر ما وقفت عليه من عدد من ثبت يوم حنين، وروى أحمد في مسنده بسند ضعيف برقم 4336، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين فولى الناس، وثبت معه ثمانون رجلًا من المهاجرين والأنصار، وهذا لا يخالف حديث ابن عمر، فإنه نفى أن يكونوا مائة، وابن مسعود أثبت أنهم كانوا ثمانين، وأما ما ذكره النووي في شرح مسلم أنه ثبت معه اثنا عشر رجلًا فكأنه أخذه مما ذكر ابن إسحاق في السيرة (4/ 93): أنهم كانوا عشرة، ووقع في شعر العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه أن الذين ثبتوا كانوا عشرة فقط، ولعل هذا هو الثبت، ومن زاد على ذلك يكون عجل في الرجوع فعُد فيمن لم ينهزم. اهـ

[47] أخرج ذلك الإمام أحمد في مسنده برقم 15027، 22467، وقال محققوه: إسناده حسن.

[48] ومما يُنبه عليه هنا أن البغلة البيضاء التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حنين غير البغلة البيضاء التي أهداها له ملك أيلة؛ لأن ذلك كان في تبوك، وغزوة حنين كانت قبلها، ووقع في صحيح مسلم برقم 1775، أن البغلة التي كانت تحته صلى الله عليه وسلم في حنين أهداها له فروة بن نفاثة الجذامي، وهذا هو الصحيح.

ووقع عند ابن سعد في طبقاته (2/ 325): أن البغلة التي ركبها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين هي (دلدل) وهي التي أهداها له المقوقس، وهذا فيه نظر، والصحيح ما في صحيح مسلم. فتح الباري (8/ 30).

[49] قال الحافظ في الفتح (8/ 31): وأما نسبته صلى الله عليه وسلم إلى عبد المطلب دون أبيه عبد الله فكأنها لشهرة عبد المطلب بين الناس؛ لما رزق من نباهة الذكر وطول العمر بخلاف عبد الله فإنه مات شابًا، ولهذا كان كثير من العرب يدعونه ابن عبد المطلب، كما قال ضِمام بن ثعلبة: أيكم ابن عبد المطلب؟

[50] أخرج ذلك البخاري في صحيحه، كتاب المغازي باب قول الله تعالى: ﴿ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ ﴾ برقم 4315، وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الجهاد والسير، باب غزوة حنين برقم 1775.

[51] حومة القتال: معظمه وأشد موضع فيه، انظر لسان العرب (3/ 407)، والوغى: الحرب نفسها، انظر لسان العرب (15/ 353).

[52] تفسير ابن كثير رحمه الله (7/ 170).

[53] صحيح مسلم برقم 1776.

[54] أخرج ذلك الإمام أحمد في مسنده برقم 12220، وقال محققوه: إسناده صحيح على شرط الشيخين.

[55] أحاول: هو من المفاعلة، وقيل المحاولة: طلب الشيء بحيلة، انظر النهاية (1/ 444).

[56] هذه رواية الإمام أحمد في مسنده، وفي رواية ابن حبان في صحيحه: (أصول).

أصاول: أي أسطو وأقهر، والصولة: الحملة والوثبة، انظر النهاية (3/ 57).

[57] أخرج ذلك الإمام أحمد في مسنده برقم 18933، وقال محققوه: إسناده صحيح على شرط مسلم، وابن حبان في صحيحه، كتاب السير، باب الخروج وكيفية الجهاد برقم 4758.

[58] أخرج ذلك مسلم في صحيحه، كتاب الجهاد والسير، باب في غزوة حنين برقم 1776.

[59] أخرج ذلك الإمام أحمد في مسنده برقم 1347، وقال محققوه: إسناده صحيح.

[60] أحداث هذه الغزوة مستفادة من كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون للشيخ موسى العازمي (4/ 106-121) باختصار مع الحذف والإضافة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • غزوة حنين ووقوف هوازن وثقيف في وجه المسلمين
  • غزوة حنين
  • قصة غزوة حنين
  • غزوة حنين (2)
  • غزوة الطائف (1)
  • فوائد ومسائل فقهية من غزوة حنين (1)
  • غزوة حمراء الأسد: أحداث ودلالات
  • دروس غزوة حنين والطائف وتبوك
  • غزوة الخندق
  • قسمة غنائم حنين

مختارات من الشبكة

  • موسوعة المتسابقين في السيرة النبوية (7)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • غزوة تبوك أو العسرة(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • غزوة حمراء الأسد والرجيع ورعل وذكوان وبئر معونة وغزوة بني المصطلق(مقالة - آفاق الشريعة)
  • غزوة ذات السلاسل وغزوة الخبط(مقالة - موقع د. محمد منير الجنباز)
  • غزوة السويق وغزوة ذي أمر(مقالة - موقع د. محمد منير الجنباز)
  • غزوة أوطاس: أحداث دلالات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خاتم النبيين (21) بعض الأحداث بين أحد والخندق (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خاتم النبيين (18) غزوة أحد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دروس غزوة أحد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • غزوة مؤتة (1)(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب