تخريج حديث: أو قد فعلوها، استقبلوا بمقعدتي القبلة

تخريج حديث: أَوَ قَدْ فَعَلُوهَا، اسْتَقْبِلُوا بِمَقْعَدَتِي الْقِبْلَةَ

روت عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذُكر له أن قومًا يكرهون استقبال القبلة بفروجهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَوَ قَدْ فَعَلُوهَا، اسْتَقْبِلُوا بِمَقْعَدَتِي الْقِبْلَةَ». (1/ 221).

منكر.

أخرجه ابن أبي شيبة (1613)، وأحمد (25063)، عن وكيع، عن حماد بن سلمة، عن خالد بن أبي الصلت، عن عراك بن مالك، عن عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ: بلغ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن ناسًا يكرهون أن يستقبلوا القبلة بفروجهم لغائط أو بول، فقال: «أَوَقَدْ فَعَلُوهَا، اسْتَقْبِلُوا بِمَقَعَدَتِي الْقِبْلَةَ».

وأخرجه الدارقطني في «سننه» (167)، من طريق يحيى بن إسحاق، ووكيع، عن حماد بن سلمة، به.

وأخرجه الطيالسي في «مسنده» (1645)، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن خالد الحذاء، عن خالد بن أبي الصلت، عن عراك، عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه أمر بمقعدة فاستقبل بها القبلة.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في «مسنده» (1095)، قال: أخبرنا الوليد، قال: أخبرنا حماد بن سلمة، عن خالد الحذاء، عن خالد بن أبي الصلت، عن عراك بن مالك، عن عائشة رضي الله عنها، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة (1612)، قال: حدثنا الثقفي، عن خالد، عن رجل، عن عراك بن مالك، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بخلائه فحوِّل قِبَل القبلة؛ لَمَّا بلغه أن الناس كرهوا ذلك.

ومن طريق عبد الوهاب الثقفي أخرجه الدارقطني (168).

وأخرجه أحمد (25500)، قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، قال: حدثنا خالد، عن رجل، عن عمر بن عبد العزيز، أنه قال: ما استقبلت القبلة بفرجي منذ كذا وكذا، فحدث عراك بن مالك: عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بخلائه أن يستقبل به القبلة، لَمَّا بلغه أن الناس يكرهون ذلك.

وأخرجه اسحاق بن راهويه في «مسنده» (1094)، قال: أخبرنا عيسى بن يونس، قال: أخبرنا أبو عوانة، عن خالد الحذاء، عن عراك بن مالك، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: ذُكِر لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن ناسًا يكرهون أن يستقبلوا القبلة بغائط أو بول، فأمر بخلائه فاستقبل به القبلة.

ومن طريق عيسى بن يونس أخرجه الترمذي في «العلل» (6)، والدارقطني في «سننه» (163).

قال الدارقطني: «بين خالد وعراك: خالد بن أبي الصلت».

وأخرجه الدارقطني في «سننه» (164)، من طريق القاسم بن مطيب, عن خالد الحذاء, قال: كانوا عند عمر بن عبد العزيز, فقال: ما استقبلت القبلة بغائط منذ كنت رجلًا، وعراك بن مالك عندهم، فقال عراك: قالت عائشة: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قومًا يكرهونه، فأمر بمقعدته فحولت إلى القبلة.

وأخرجه الدارقطني في «سننه» (165)، من طريق يحيى بن مطر, قال: أخبرنا خالد الحذاء, عن عراك بن مالك, عن عائشة رضي الله عنها، بنحوه.

قال الدارقطني: «هذا القول أصح؛ هكذا رواه أبو عوانة, والقاسم بن مطيب, ويحيى بن مطر, عن خالد الحذاء, عن عراك»اهـ.

وأخرجه أحمد في «مسنده» (25511)، وإسحاق بن راهويه في «مسنده» (1096)، والدارقطني في «سننه» (166)، والبيهقي في «الكبير» (441)، عن علي بن عاصم، قال: سمعت خالدًا الحذاء، يحدِّث عن خالد بن أبي الصلت، قال: كنت عند عمر بن عبد العزيز، وعنده عراك بن مالك، فقال عمر بن عبد العزيز: ما استقبلت القبلة بفرجي بغائط ولا بول منذ كذا وكذا، فقال عراك بن مالك: أخبرتني عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغه أن الناس يكرهون ذلك فأمر بخلائه فاستقبل به القبلة.

قال الدارقطني: «هذا أضبط إسناد, وزاد فيه خالد بن أبي الصلت، وهو الصواب».

وقال البيهقي: «تابعه حماد بن سلمة، عن خالد الحذاء في إقامة إسناده، ورواه عبد الوهاب الثقفي، عن خالد الحذاء، عن رجل، عن عراك، عن عائشة، ورواه أبو عوانة، وغيره، عن خالد الحذاء، عن عراك، عن عائشة»اهـ.

وأخرجه أحمد (25837) و (25899) و (26027)، والطحاوي في «شرح معاني الآثار» (6595) و (6598)، وابن المنذر في «الأوسط» (261)، من طرق، عن حماد بن سلمة، عن خالد الحذاء، عن خالد بن أبي الصلت، عن عمر بن عبد العزيز، عن عراك بن مالك، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: ذُكِر لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن ناسًا يكرهون أن يستقبلوا القبلة بفروجهم، فقال: «قَدْ فَعَلُوهَا؟ حَوِّلُوا مَقْعَدَتِي نَحْوَ الْقِبْلَةِ».

وأخرجه ابن شاهين في «ناسخ الحديث» (83)، قال: حدثنا نصر بن القاسم الفرائضي، قال: حدثنا سريج بن يونس، قال: حدثنا هشيم، عن خالد الحذاء، عن خالد بن أبي الصلت، عن عراك بن مالك، عن عائشة رضي الله عنها: «أنها رأت النبي صلى الله عليه وسلم يستقبل القبلة لحاجته بعد النهي».

قلت: هذا الحديث فيه أكثر من علة:

العلة الأولى: الاضطراب الشديد في متنه وإسناده.

قال الترمذي: «سألت محمدًا عن هذا الحديث، فقال: هذا حديث فيه اضطراب, والصحيح عن عائشة قولها»اهـ.

العلة الثانية: الانقطاع بين عراك بن مالك وعائشة رضي الله عنها.

قال ابن هانئ - كما في «المراسيل» لابن أبي حاتم (606) -: «سمعت أبا عبد الله، وذَكَر حديث خالد بن الصلت، عن عراك بن مالك، عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «حولوا مقعدي إلى القبلة»؟ فقال: مرسل. فقلت له: عراك بن مالك قال: سمعت عائشة رضي الله عنها، فأنكره، وقال: عراك بن مالك من أين سمع عائشة؟ ماله ولعائشة، إنما يروي عن عروة، هذا خطأ».

العلة الثالثة: الوقف على عائشة رضي الله عنها.

قال البخاري في «التاريخ الكبير» (3/ 155): «وقال ابن بكير: حدثني بكر، عن جعفر بن ربيعة، عن عراك، عن عروة، أن عائشة كانت تنكر قولهم: لا تستقبل القبلة. وهذا أصح».

وقال ابن أبي حاتم في «العلل» (1/ 472): «وسألت أبي عن حديث رواه حماد بن سلمة، عن خالد الحذاء، عن خالد بن أبي الصلت، عن عراك بن مالك؛ قال: سمعت عائشة تقول: سمع النبي صلى الله عليه وسلم قومًا يكرهون استقبال القبلة بالغائط، فقال: حولوا مقعدتي إلى القبلة؟

قال أبي: فلم أزل أقفو أثر هذا الحديث، حتى كتبت بمصر عن إسحاق بن بكر بن مضر- أو غيره - عن بكر بن مضر، عن جعفر بن ربيعة، عن عراك بن مالك، عن عروة، عن عائشة، موقوفًا؛ وهذا أشبه»اهـ.

وقال ابن القيم في «تهذيب السنن» (1/ 30): «هذا الحديث لا يصح؛ وإنما هو مرقوف على عائشة؛ حكاه الترمذي في كتاب «العلل» عن البخاري.

وقال بعض الحفاظ: هذا حديث لا يصح وله علة لا يدركها إلا المعتنون بالصناعة المعانون عليها؛ وذلك أن خالد بن أبي الصلت لم يحفظ متنه ولا أقام إسناده؛ خالفه فيه الثقة الثبت صاحب عراك بن مالك المختص به الضابط لحديثه جعفر بن ربيعة الفقيه، فرواه عن عراك، عن عروة، عن عائشة أنها كانت تنكر ذلك، فبيَّن أن الحديث لعراك عن عروة، ولم يرفعه، ولا يجاوز به عائشة، وجعفر بن ربيعة هو الحجة في عراك بن مالك»اهـ.

قال الذهبي في «الميزان» (1/ 583): «هذا حديث منكر».

العلة الرابعة: جهالة خالد بن أبي الصلت.

قال الذهبي في «الميزان» (1/ 583): «لا يكاد يعرف».