• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    سفيه لم يجد مسافها
    محمد تبركان
  •  
    ليس من الضروري
    د. سعد الله المحمدي
  •  
    خطبة: إذا أحبك الله
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    هل الخلافة وسيلة أم غاية؟
    إبراهيم الدميجي
  •  
    إساءة الفهم أم سوء القصد؟ تفنيد شبهة الطعن في ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    تعظيم شعائر الله (خطبة)
    ساير بن هليل المسباح
  •  
    كثرة أسماء القرآن وأوصافه
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    عفة النفس: فضائلها وأنواعها (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    لا تغضب
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    من مائدة السيرة: تحنثه صلى الله عليه وسلم في
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أوصاف القرآن الكريم في الأحاديث النبوية الشريفة
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    تحريم أكل ما لم يذكر اسم الله عليه
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    أفضل أيام الدنيا (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    الحج وما يعادله في الأجر وأهمية التقيّد بتصاريحه ...
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    تفسير قوله تعالى: { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير الزركشي لآيات من سورة الأنبياء

تفسير الزركشي لآيات من سورة الأنبياء
د. جمال بن فرحان الريمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 28/7/2015 ميلادي - 11/10/1436 هجري

الزيارات: 9842

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تفسير الزركشي لآيات من سورة الأنبياء


 

قال الله تعالى: ﴿ بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ ﴾ [الأنبياء: 5].

قوله تعالى: ﴿ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ ﴾، تقديره: إن أرسل فليأتنا بآية كما أُرسِل الأولون فأتوا بآية[1].


﴿ مَا آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنبياء: 6].

قوله تعالى:  ﴿ مَا آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا ﴾ أي: أردنا إهلاكها[2].


﴿ وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ ﴾ [الأنبياء: 8].

قوله تعالى: ﴿ وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ ﴾ قال صاحب "الياقوتة"[3]: قال ثعلب والمبرد جميعًا: العرب إذا جاءت بين الكلامين بجَحْدين كان الكلام إخبارًا، فمعناه إنما جعلناهم جسدا لِيأكُلوا الطعام[4]، ومثله: ما سمعت منك ولا أقبل منك مالا، وإذا كان في أول الكلام جحد كان الكلام مجحودًا جحدًا حقيقيًا، نحو "ما زيد بخارج" فإذا جمعت بين جحدين في أول الكلام كان أحدهما زائدًا، كقوله: "ما ما قمت" يريد: "ما قمت"، ومثله "ما إن قمت"، وعليه قوله تعالى: ﴿ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ ﴾ [الأحقاف: 26] [5] في أحد الأقوال[6].


﴿ لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [الأنبياء: 10].

قال رحمه الله: قد يكون الخطاب عامًّا والمراد الرسول صلى الله عليه وسلم كقوله تعالى: ﴿ لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ﴾ بدليل قوله في سياقها: ﴿ أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 99] [7].


قوله تعالى: ﴿ لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ﴾ أي شرفكم[8].


﴿ وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ ﴾ [الأنبياء: 11].

قوله تعالى: ﴿ وَكَمْ قَصَمْنَا ﴾، ﴿ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ ﴾ [9] بالسين: تفريق الأرزاق والإنعام، وبالصاد: تفريق الإهلاك والإعدام.


﴿ لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ ﴾ [الأنبياء: 17].

مما يشبه تنزيل مكة في السور المدنية قوله تعالى في الأنبياء: ﴿ لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا ﴾ نزلت في نصارى نجران ومنهم السيد والعاقب[10].


﴿ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ﴾ [الأنبياء: 18].

قوله تعالى: ﴿ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ﴾، فالدمغ والقذف مستعار[11].


﴿ أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ ﴾ [الأنبياء: 21].

قال الزمخشري[12] في قوله تعالى: ﴿ أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ ﴾ أن معناه: لا ينشر إلا هم، وأن المنكر عليهم ما يلزمهم حصر الألوهية فيهم[13].


﴿ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ [الأنبياء: 22].

ورد الاستدلال على أن صانع العالم واحد بدلالة التمانع كما في قوله تعالى: ﴿ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ﴾؛ لأنه لو كان للعالم صانعان لكان لا يجري تدبيرهما على نظام، ولا يتسق على إحكام، ولكان العجز يلحقهما أو أحدهما؛ وذلك لو أراد أحدهما إحياء جسم، وأراد الآخر إماتته، فإما أن تنفذ إرادتهما فتتناقض لاستحالة تجزؤ الفعل إن فرض الاتفاق أو لامتناع اجتماع الضدين إن فرض الاختلاف، وإما لا تنفذ إرادتهما فيؤدي إلى عجزهما، أو لا تنفذ إرادة أحدهما فيؤدي إلى عجزه، والإله لا يكون عاجزًا[14].


وقال رحمه الله: وهذا أبلغ ما يكون من الحجاج وهو الأصل الذي عليه أثبتت دلالة التمانع في علم الكلام[15].


من أدلة الحذف: أن يدل العقل على الحذف والتعيين كقوله تعالى: ﴿ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ ﴾ لأنه في معرض التوحيد فعدم الفساد دليل على عدم تعدد الآلهة، وإنما حذف لأن انتفاء اللازم يستلزم انتفاء الملزوم ضرورة، ولذلك لم يذكر المقدمة الثانية عند استعمال الشرط بلوغًا لها[16]، قوله تعالى: ﴿ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ﴾ فإن المقصود: انتفاء وجود الآلهة لانتفاء لازمها وهو الفساد[17]، وليست "إلا" هنا للاستثناء وإلا لكان التقدير: لو كان فيهما آلهة ليس فيهم الله لفسدتا وهو باطل.


ومن معاني "إلا" أيضًا: "بدل" وجعل ابن الضائع[18] منه قوله تعالى: ﴿ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ﴾ أي: "بدل الله" أي عوض الله، وبه يخرج على الإشكال المشهور في الاستثناء وفي الوصف بـ "إلا" من جهة المفهوم.


بقي أن يقال: إن ابن مالك[19] جعلها في الآية صفة، وأنها للتأكيد لا للتخصيص؛ لأنه لو قيل: لو كان فيهما آلهة فسدتا، لصحّ؛ لأن الفساد مرتب على تعدد الآلهة[20].


فيقال: ما فائدة الوصف المقتضي ها هنا للتأكيد؟ وجوابه أن "آلهة" تدل على الجنس، أو على الجمع، فلو اقتصر عليه لتوهم أن الفساد مرتب على الجنس من حيث هو، فأتى بقوله: ﭽ ﯣ ﯤ ﭼ ليدل على أن الفساد مرتب على التعدد، وهذا نظير قولهم في: ﴿ إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ ﴾ [النحل: 51][21] أن الوصف هنا مخصص لا مؤكد لأن: ﴿ إِلَهَيْنِ ﴾ يدل على الجنسية وعلى التثنية، فلوا اقتصر عليه لم يفهم النهي عن أحدهما، فأتى بـ﴿ اثْنَيْنِ ﴾ ليدل على أن النهي عن الاثنين على ما سبق[22].


﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ ﴾ [الأنبياء: 26].

قوله تعالى: ﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ ﴾ أي بل هم عباد[23].


﴿ أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنبياء: 30].

قوله تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ﴾، قد قيل: إن حياة كل شيء إنما هو بالماء، قال ابن دُرُسْتَوَيه[24]: وهذا غير جائز في العربية؛ لأنه لو كان المعنى كذلك لم يكن ﴿ حَيٍّ ﴾ مجرورًا ولكان منصوبًا وإنما ﴿ حَيٍّ ﴾ صفة لشيء، ومعنى الآية: خلق الخلق من الماء ويدل له قوله في موضع آخر: ﴿ وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ ﴾ [النور: 45] [25].


قوله تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ﴾ [الأنبياء: 30] أي: جعلنا مبتدأ كلِّ حيٍّ هذا الجنس الذي هو الماء[26].


﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾ [الأنبياء: 33].

يتعين في قوله تعالى: ﴿ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾ أن كلاً من الشمس والقمر والليل والنهار لا يصح وصفه بالجمع، وقد قدر الزمخشري[27] ﴿ قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ ﴾ [الإسراء: 84][28]: كل أحد، وهو يساعد ما ذكرناه، وما ذكرناه في هذه الحالة هو المشهور.


وقال السهيلي[29] في "نتاج الفكر": إذا قطعت "كل" عن الإضافة فيجب أن يكون خبرها جمعًا؛ لأنها اسم في معنى الجمع، تقول: "كلٌ ذاهبون" إذا تقدم ذكر قوم، وأجاب عن إفراد الخبر في الآيات السابقة بأن فيها قرينة تقتضي تحسين المعنى بهذا اللفظ دون غيره[30].


﴿ خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴾ [الأنبياء: 37].

قوله تعالى: ﴿ خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ ﴾ أي: خلق العجل من الإنسان[31].


قوله تعالى: ﴿ خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ ﴾ أي خلق العجل من الإنسان، قاله ثعلب وابن السِّكِّيت[32].


قال الزجاج[33]: ويدل على ذلك: ﴿ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا ﴾ [الإسراء: 11] [34].


قال ابن جني[35]: والأحسن أن يكون تقديره: "خُلِقَ الإنسان من العجلة"؛ لكثرة فعله إياه واعتماده له، وهو أقوى في المعنى من القلب؛ لأنه أمرٌ قد اطرد واتسع، فحمله على القلب يبعد في الصنعة ويضعف المعنى.


ولما خفي هذا على بعضهم قال: إن العجل ها هنا "الطين" قال: ولعمري إنه في اللغة كما ذكر غير أنه ليس – هنا - إلا نفس العجل، ألا تراه –عزَّ اسمه– كيف قال عقبه: ﴿ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴾ [الأنبياء: 37]، ونظيره قوله: ﴿ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا ﴾ [الإسراء: 11][36] ﴿ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 28] [37] لأن العجلة ضرب من الضعف لما تؤذن به الضرورة والحاجة[38].


﴿ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ﴾ [الأنبياء: 39].

قوله تعالى: ﴿ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ ﴾ تقديره: لما استعجلوا فقالوا متى هذا الوعد؟


وقال الزجاج[39]: تقديره [لعلموا صدق الوعد]؛ لأنهم قالوا: متى هذا الوعد؟ وجعل الله الساعة موعدهم فقال تعالى: ﴿ بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً ﴾ [الأنبياء: 40] [40].


وقيل: تقديره: "لما أقاموا على كفرهم ولندموا أو تابوا"[41].


﴿ قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ ﴾ [الأنبياء: 42].

قوله تعالى: ﴿ قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ ﴾، أي بدل الرحمن[42].


﴿ أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ ﴾ [الأنبياء: 43].

قوله تعالى: ﴿ مِنَّا يُصْحَبُونَ ﴾ و﴿ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ ﴾ [43] بالسين من الجَرِّ، وبالصاد من الصُّحبة[44].


﴿ قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنْذَرُونَ ﴾ [الأنبياء: 45].

قال القاضي أبو المعالي عزيزي بن عبدالملك رحمه الله: وسماه - أي القرآن - وحيًا فقال: ﴿ قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ ﴾، قال رحمه الله: وأما تسميته "وحيًا" فمعناه: تعريف الشَّيء خفيةً سواءً كان بالكلام كالأنبياء والملائكة، أو بإلهام كالنحل وإشارة النمل، فهو مشتق من الوحي والعجلة؛ لأن فيه إلهامًا بسرعة وخفية[45].


﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ [الأنبياء: 47].

قال رحمه الله: تأتي اللام بمعنى "في" كقوله تعالى: ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴾ [46].


﴿ وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ ﴾ [الأنبياء: 50]

قال القاضي أبو المعالي عزيزي بن عبدالملك رحمه الله: وسماه - أي القرآن - ذكرًا فقال: ﴿ وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ ﴾ [47].


قال رحمه الله: وأما تسميته "ذكرا" فلما فيه من المواعظ والتحذير وأخبار الأمم الماضية، وهو مصدر ذكرت ذكرًا، والذكر: الشرف، قال تعالى: ﴿ لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ﴾ [الأنبياء: 10] [48] أي شرفكم[49].


﴿ قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ ﴾ [الأنبياء: 55].

قوله تعالى: ﴿ قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ ﴾، ولم يقل: أم لعبت!؛ لأن العاقل لا يمكن أن يلعب بمثل ما جاء به ظاهرًا، وإنما يكون ذلك أحد رجلين إما محق، وإما مستمر على لهو الصبا وغي الشباب، فيكون اللعب من شأنه حتى يصدر عنه مثل ذلك، ولو قال "أم لعبت" لم يعط هذا[50].


﴿ قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَاإِبْرَاهِيمُ ﴾ [الأنبياء: 62].

قوله تعالى: ﴿ أَأَنْتَ فَعَلْتَ ﴾ يحتمل الاستفهام الحقيقي بأن يكونوا لم يعلموا أنه الفاعل، والتقريري بأن يكونوا علموا، ولا يكون استفهامًا عن الفعل، ولا تقريرا له، لأنه لم يلد، ولأنه أجاب بالفاعل بقوله: ﴿ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ ﴾ [الأنبياء: 63] [51].


قال رحمه الله: الأصل في الجواب أن يكون مشاكلاً للسؤال، فإن كان جملةً اسميةً فينبغي أن يكون الجواب كذلك، ويجيء ذلك في الجواب المقدر أيضًا، وقد أشكل على هذه القاعدة قوله تعالى حكاية عن إبراهيم - عليه السلام - في جواب: ﴿ قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَاإِبْرَاهِيمُ * قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا ﴾ [الأنبياء: 62، 63] [52]، فإن السؤال وقع عن الفاعل لا عن الفعل، ومع ذلك صدر الجواب بالفعل، مع أنهم لم يستفهموا عن كسر الأصنام بل كان عن الشخص الكاسر لها.


والجواب: أن ما بعد "بل" ليس بجواب للهمزة، فإن "بل" لا يصلح أن يُصَدَّر بها الكلام، ولأن جواب الهمزة بـ(نعم) أو (بلى)، فالوجه أن يجعل إخبارا مستأنفًا، والجواب المحقق مقدَّرٌ دلَّ عليه سياق الكلام، ولو صرَّح به لقال: ما فعلته بل فعله كبيرهم، وإنما اخترنا تقدير الجملة الفعلية على الجملة المعطوفة عليها في ذلك.


فإن قلت: يلزم على ما ذكرت أن يكون الخلف واقعًا في الجملتين: المعطوف عليها المقدرة، والمعطوفة الملفوظ بها بعد "بل".


قلتُ: وإنه لازم، على أن يكون التقدير: ما أنا فعلته بل فعله كبيرهم هذا، مع زيادته بالخلف عما أفادته الجملة الأولى من التعريض؛ إذ منطوقها نفي الفعل عن إبراهيم - عليه السلام - ومفهومها إثبات حصول التكسير من غيره.


فإن قلتَ: ولا بد من ذكر ما يكون مخلَصًا عن الخلف على كل حال.


فالجواب من وجوه:

أحدها: أن في التعريض مَخلَصًا عن الكذب، ولم يكن قصده  - عليه السلام - أن ينسب الفعل الصادر منه إلى الصنم حقيقة، بل قصده إثبات الفعل لنفسه على طريق التعريض ليحصل غرضه من التبكيت، وهو في ذلك مثبِت معترف لنفسه بالفعل، وليس هذا من الكذب في شيء.


والثاني: أنه غضب من تلك الأصنام غيرةً لله تعالى، ولما كانوا لأكبرها أشد تعظيمًا كان منه أشد غضبًا، فحمله ذلك على تكسيرها، وذلك كله حامل للقوم على الأنفة أن يعبدوه، فضلاً عن أن يخصوه بزيادة التعظيم، ومنبه لهم على أن المتكسرة متمكن فيها الضعف والعجز، منادى عليها بالفناء، منسلخة عن ربقة الدفع فضلاً عن إيصال الضرر والنفع، وما هذا سبيله حقيق أن ينظر إليه بعين التحقير لا التوقير، والفعل ينسب إلى الحامل عليه، كما ينسب إلى الفاعل والمفعول والمصدر والزمان والمكان والسبب؛ إذ للفعل بهذه الأمور تعلقات وملابسات يصح الإسناد إليها على وجه الاستعارة.


الثالث: أنه لما رأى  - عليه السلام - منهم بادرة تعظيم الأكبر لكونه أكمل من باقي الأصنام، وعَلِم أن ما هذا شأنه، يصان أن يشترك معه من دونه في التبجيل والتكبير، حمله ذلك على تكسيرها منبهًا لهم على أن الله أغير، وعلى تمحيق الأكبر أقدر، وحريٌّ أن يُخص بالعبادة؛ فلما كان الكبير هو الحامل على تكسير الصغير صحّت النسبة إليه، على ما سلف، ولما تبين لهم الحق رجعوا إلى أنفسهم فقالوا: إنكم انتم الظالمون إذ وضعتم العبادة بغير موضعها[53].


﴿ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ ﴾ [الأنبياء: 63].

قوله تعالى: ﴿ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ ﴾، غرضه بقوله: ﴿ فَاسْأَلُوهُمْ ﴾ على سبيل الاستهزاء وإقامة الحجة عليهم؛ بما عرض لهم به من عجز كبير الأصنام عن الفعل، مستدلاً على ذلك بعدم إجابتهم إذا سُئِلوا، ولم يرد بقوله: ﴿ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا ﴾ نسبة الفعل الصادر عنه إلى الصنم، فدلالة هذا الكلام عجز كبير الأصنام عن الفعل بطريق الحقيقة[54].


قوله تعالى في قصة إبراهيم لما سُئِل عن كسر الأصنام وقيل له: أنت فعلته؟ فقال:﴿ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا ﴾  قابلهم بهذه المعارضة ليقيم عليهم الحجة ويوضح لهم المحجة[55].


﴿ أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [الأنبياء: 67].

قوله تعالى: ﴿ أُفٍّ لَكُمْ ﴾، اسم لفعل ماض أي كرهت وتضجرت حكاهما أبو البقاء[56].


وقال العزيزي[57] في "غريبه": أي تلفًا لكم، وهو الظاهر.


وفسر صاحب الصحاح[58] أفٍّ بمعنى: قذرًا[59].


﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ﴾ [الأنبياء: 73].

قال رحمه الله: من معاني الهدى: الداعي، كقوله تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا ﴾ [الأنبياء: 73] [60].


﴿ وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [الأنبياء: 77].

قال رحمه الله:من معاني "مِنْ": "على" نحو ﴿ وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ ﴾، أي: على القوم، وقيل على التضمين أي: منعناه منهم بالنصر[61].


﴿ وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ﴾ [الأنبياء: 78].

قوله تعالى: ﴿ وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ ﴾، أي: واذكر، قال الواحدي[62]: ويدل على "اذكر" في هذه الآيات قوله تعالى: ﴿ وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ ﴾ [الأنفال: 26] [63]، ﴿ وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ ﴾ [الأعراف: 86][64]، وما قاله ظاهر، إلا أن مفعول "اذكر" يكون محذوفًا أيضًا تقديره: "واذكروا أخًا لكم" ونحوه إذا كان كذا، وذلك ليكون "إذ" في موضع نصب على الظرف، ولو لم يفد ذلك المحذوف لزم وقوع "إذ" مفعولاً به، والأصح أنها لا تفارق الظرفية[65].


قال رحمه الله: قد يذكر شيئان ويعود الضمير جمعًا لأن الاثنين جمع في المعنى، كقوله تعالى ﭽﮢ ﮣ ﮤ ﭼ يعني حكم سليمان[66].


﴿ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ ﴾ [الأنبياء: 79].

قوله تعالى: ﴿ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ﴾ فإنه قدم الحكم مع أن العلم لا بد من سبقه للحكم؛ ولكن لما كان السياق في الحكم قدمه، قال تعالى: ﴿ وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ﴾[67]، ويحتمل أن المراد بالحكم: الحكمة، وبها فسر الزمخشري[68] قوله تعالى في سورة يوسف: ﴿ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ﴾ [يوسف: 22] [69].


قوله تعالى: ﴿ وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ ﴾ قال الزمخشري[70]: قدم الجبال على الطير؛ لأن تسخيرها له وتسبيحها أعجب وأدل على القدرة، وأدخل في الإعجاز؛ لأنها جماد، والطير حيوان ناطق.


قال ابن النحاس: وليس مراد الزمخشري بـ"ناطق" ما يراد به في حد الإنسان[71].


﴿ وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ ﴾ [الأنبياء: 80].

قوله تعالى: ﴿ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ ﴾ [72]، و﴿ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ [المائدة: 91][73]، و﴿ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [هود: 14][74]، فذلك لتأكيد الطلب للأوصاف الثلاثة، حيث إن الجملة الاسمية أدل على حصول المطلوب وثبوته، وهو أدل على طلبه من فهل تشكرون؟ وهل تسلمون؟ لإفادة التجدد[75].


﴿ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 81].

وقوله: ﴿ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ ﴾ أي وسخرنا [76].


﴿ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 87].

قوله تعالى: ﴿ وَذَا النُّونِ ﴾ أضافه إلى الحوت والمراد: يونس، وقال في سورة القلم: ﴿ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ ﴾ [القلم: 48] [77] والإضافة "بذي" أشرف من الإضافة بـ"صاحب"، ولفظ "النون" أشرف من "الحوت"، ولذلك وجِد في حروف التهجي، كقوله ﴿ ن وَالْقَلَمِ ﴾ [القلم: 1] [78] وقد قيل: إنه قسمٌ وليس في الآخر ما يشرفه بذلك[79].


قال السهيلي في كتاب "التعريف والإعلام": في قوله تعالى: ﴿ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا ﴾ [الأنبياء: 87] أضافه هنا إلى "النون" وهو الحوت، وقال في سورة القلم ﴿ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ ﴾ [80] وسماه هنا "ذا النون" والمعنى واحد، ولكن بين اللفظين تفاوت كبير في حسن الإشارة إلى الحالين، وتنزيل الكلام في الموضوعين، فإنه حين ذكره في موضع الثناء عليه قال: ذا النون، ولم يقل صاحب الحوت، ولفظ النون أشرف لوجود هذا الاسم في حروف الهجاء في أوائل السور نحو ﴿ ن وَالْقَلَمِ ﴾ [القلم: 1] [81] وقد قيل: إن هذا قسم بالنون والقلم، وإن لم يكن قسمًا فقد عظمه بعطف المقسم به عليه وهو القلم، وهذا الاشتراك يشرف هذا الاسم، وليس في الاسم الآخر وهو الحوت ما يشرفه، فالتفت إلى تنزيل الكلام في الآيتين يَلُح لك ما أشرتُ إليه في هذا فإن التدبر لإعجاز القرآن واجب مفترض[82].


﴿ وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 91].

قال رحمه الله: من أسباب الكناية: أن يفحش ذكره في السمع فيكنى عنه بما لا ينبو عنه الطبع.. فكنى عن الفروج بالجلود كما في قوله تعالى: ﴿ وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا ﴾ [فصلت: 21] [83] أي: لفروجهم فكنى عنها بالجلود على ما ذكره المفسرون.


فإن قيل: فقد قال الله تعالى: ﴿ وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا ﴾ فصرح بالفرج؟

قلنا: أخطأ من توهم – هنا - الفرج الحقيقي، وإنما هو من لطيف الكنايات وأحسنها، وهي كناية عن فرج القميص، أي: لم يعلق ثوبها ريبة فهي طاهرة الأثواب، وفروج القميص أربعة: الكُمَّان والأعلى والأسفل، وليس المراد غير هذا فإن القرآن أنزه معنى وألطف إشارة وأملح عبارة من أن يريد ما ذهب إليه وهم الجاهل، لاسيما والنفخ من روح القدس بأمر القدوس، فأضيف القدس إلى القدوس ونزهت القانتة المطهرة عن الظن الكاذب والحدس، ذكره صاحب التعريف والإعلام[84].


﴿ وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ ﴾ [الأنبياء: 93].

قوله تعالى: ﴿ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ * وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ ﴾ [الأنبياء: 92، 93] [85]، والأصل "فقطعتم" عطفًا على ما قبله، لكن عدل من الخطاب إلى الغيبة؛ فقيل: إنه سبحانه نعى عليهم ما أفسدوه من أمر دينهم إلى قوم آخرين ووبخهم عليه قائلا: ألا ترون إلى عظيم ما ارتكب هؤلاء في دين الله لم![86].


قوله تعالى:  ﴿ وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ ﴾ دون "تقطعتم أمركم بينكم"، كأنه ينعى عليهم ما أفسدوه من أمر دينهم إلى قوم آخرين، ويقبح عندهم ما فعلوه ويوبخهم عليه قائلاً: ألا ترون إلى عظيم ما ارتكب هؤلاء في دين الله فجعلوا أمر دينهم به قِطَعًا، تمثيلا لأخلاقهم في الدين![87].


﴿ وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ * حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ * وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَاوَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 95 - 97].

قوله تعالى: ﴿ وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴾ قيل: "لا" زائدة، والمعنى: ممتنع على أهل قرية قدرنا إهلاكهم لكفرهم أنهم لا يرجعون عن الكفر إلى قيام الساعة، وعلى هذا فـ﴿ وَحَرَامٌ ﴾ خبر مقدم وجوبًا؛ لأن المخبر عنه أنَّ "وصلتها"[88].


وقوله تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ ﴾ أي: سد يأجوج ومأجوج[89]، وقوله تعالى: ﴿ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَاوَيْلَنَا ﴾ [الأنبياء: 97]، المعنى: حتى إذا كان ذلك ندم الذين كفروا ولم ينفعهم إيمانهم لأنه من الآيات والأشراط[90]، وتأتي "مِنْ" بمعنى "عن" نحو ﴿ يَاوَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا ﴾ [الأنبياء: 97] وقيل: هي للابتداء[91].


﴿ إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ ﴾ [الأنبياء: 98].

قوله تعالى: ﴿ إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ ﴾، معلوم أنه لم يرد به المسيح وعزيرًا، فنزلت الآية مطلقةً اكتفاء بالدلالة الظاهرة على أنه لا يعذبهما الله، وكان ذلك بمنزلة الاستثناء باللفظ، فلما قال المشركون: هذا المسيح وعزير قد عُبِدا من دون الله أنزل الله: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ﴾ [الأنبياء: 101] [92].


﴿ لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ * لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ [الأنبياء: 102، 103].

قوله تعالى: ﴿ مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ ﴾ ، هو مفصول لأن شهوات الأنفس مختلفة أو مفصلة في الوجود[93]، وقوله تعالى: ﴿ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ﴾، أي يقولون لهم ذلك[94].


﴿ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ﴾ [الأنبياء: 105]

قال القاضي أبو المعالي عزيزي بن عبدالملك رحمه الله: وسمّاه - أي القرآن - زبورًا فقال: ﴿ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ ... ﴾ الآية[95].



[1] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - أقسام الحذف 3/ 185.

[2] المصدر السابق: معرفة حقيقته مجازه - إطلاق الفعل وإرادة إرادته 2/ 183.

[3] هو أبو عمر، محمد بن عبدالواحد بن أبي هاشم المطرِّز المعروف بالزاهد، كان ثقةً إمامًا، آيةً في الحفظ والذكاء، مصنفاته تزيد على العشرين منها: "ياقوتة الصراط في تفسير غريب القرآن"، مات في بغداد سنة 345هـ. شذرات الذهب 4/ 241.

[4] ياقوتة الصراط في تفسير غريب القرآن، لغلام ثعلب، ص/ 357.

[5] سورة الأحقاف: 26.

[6] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - قاعدة في الجحد بين الكلامين 4/ 51.

[7] سورة يونس: 99.

البرهان: وجوه المخاطبات والخطاب في القرآن - خطاب عين والمراد غيره 2/ 152.

[8] البرهان: معرفة أسمائه واشتقاقاتها - أسماء القرآن 1/ 196.

[9] سورة الزخرف: 32.

البرهان: علم مرسوم الخط - حروف متقاربة تختلف في اللفظ لاختلاف المعنى 1/ 295.

[10] البرهان: معرفة المكي والمدني 1/ 141.

[11] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - مباحث الاستعارة 3/ 269.

[12] انظر قوله في: الكشاف 4/ 136.

[13] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - أدوات التوكيد 2/ 254.

[14] المصدر السابق: معرفة جدله 2/ 18.

[15] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - الإيجاز 3/ 147.

[16] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - أدلة الحذف 3/ 72.

[17] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - حذف المفعول 3/ 110، 3/ 286.

[18] هو علي بن محمد بن علي الكَتَامي الإشبيلي أبو الحسن المعروف بابن الضائع، تقدمت ترجمته عند تفسير الآية رقم 44 من سورة طه. وانظر قوله في: مغني اللبيب لابن هشام الأنصاري، المكتبة العصرية، بيروت، ت/ 1411هـ - 91م ج/ 1 ص/ 463 باب "إلّا".

[19] هو محمد بن عبدالله بن عبدالله بن مالك العلامة جمال الدين أبو عبدالله الطائي الشافعي النحوي، نزيل دمشق، إمام النحاة وحافظ اللغة، قال عنه الذهبي: ولد بدمشق سنة ستمائة أو إحدى وستمائة، صاحب الألفية، مات سنة 672هـ. بغية الوعاة 1/ 131 -134.

[20] انظر: حاشية الصبان على شرح الأشموني لألفية ابن مالك، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط/ 1 ت/ 1417هـ -1997م، ج/ 2 ص/ 231.

[21] سورة النحل: 51.

[22] البرهان: الكلام على المفردات من الأدوات - إلا 4/ 150-151.

[23] البرهان: الكلام على المفردات من الأدوات - بل 4/ 162.

[24] هو أبو محمد عبدالله بن جعفر بن دُرُسْتَوَيه الفارسي النحوي، أقبل على العربية حتى برع فيها، سمع على جماعة من العلماء ببغداد، وصنّف التصانيف، مات سنة 347هـ. شذرات الذهب 4/ 246.

[25] البرهان: معرفة تفسيره وتأويله - احتمال اللفظ لمعنيين في موضع وتعينه في موضع آخر 2/ 126.

[26] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - أسباب التعريف 4/ 57.

[27] انظر قوله في: الكشاف 3/ 548.

[28] سورة الإسراء: 84.

[29] انظر قوله في: نتاج الفكر في النحو، لأبي القاسم السهيلي، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط/ 1 ت/ 1412ه – 1992م، ص/ 218.

[30] البرهان: الكلام على المفردات من الأدوات – كل 4/ 199.

[31] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة – مما قدم النية به التأخير 3/ 179.

[32] هو يعقوب بن إسحاق أبو يوسف بن السِّكِّيت، كان عالمًا بنحو الكوفيين وعلم القرآن واللغة والشعر، روايةً ثقةً، له تصانيف كثيرة في النحو ومعاني الشعر وتفسير دواوين العرب، زاد فيها على من تقدمه، مات في رجب من سنة 244هـ. بغية الوعاة 2/ 349 رقم الترجمة 2159. أورده الألوسي في روح المعاني 9/ 47 عن أبي عمرو وأبي عبيدة وقطرب.

[33] هو أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن السَّريِّ بن سهل الزَّجَّاج النحوي، قال ابن خلكان: كان من أهل العلم والأدب والدين المتين، وصنف كتابًا في معاني القرآن، وله كتاب "الأمالي" وكتاب "الاشتقاق" و"العروض"، وغير ذلك، كان يخرط الزُّجاج ثم تركه واشتغل بالأدب، فنسب إليه، مات سنة 310هـ على الصحيح. شذرات الذهب 4/ 51.

[34] معاني القرآن وإعرابه، للزَّجَّاج 3/ 392.

[35] انظر قوله في: المحتسب 2/ 46.

[36] سورة الإسراء: 11.

[37] سورة النساء: 28.

[38] الخصائص، لابن جني 2/ 203 - 204.

البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - قلب الإسناد 3/ 184.

[39] انظر قوله في: معاني القرآن وإعرابه للزَّجاج، عالم الكتب، ط/ 1، ت/ 1408هـ - 1988م، ج/ 3 ص/ 392.

[40] سورة الأنبياء: 40.

[41] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - حذف الأجوبة 3/ 120.

[42] المصدر السابق: الكلام على المفردات من الأدوات - من 4/ 255.

[43] سورة القمر: 48.

[44] البرهان: علم مرسوم الخط - حروف متقاربة تختلف في اللفظ لاختلاف المعنى 1/ 295.

[45] المصدر السابق: معرفة أسمائه واشتقاقاتها - أسماء القرآن 1/ 193.

[46] المصدر السابق: الكلام على المفردات من الأدوات - اللام العاملة جرًّا 4/ 208.

[47] المصدر السابق: معرفة أسمائه واشتقاقاتها - أسماء القرآن 1/ 192.

[48] سورة الأنبياء: 10.

[49] البرهان: معرفة أسمائه واشتقاقاتها - أسماء القرآن 1/ 196.

[50] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - الفرق بين الخطاب بالاسم والفعل 4/ 46.

[51] المصدر السابق: أقسام معنى الكلام- استفهام التقرير 2/ 207.

[52] سورة الأنبياء: 62-63.

[53] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - فائدة فيما يتعلق بالسؤال والجواب 4/ 34-35.

[54] المصدر السابق: والتعريض في القرآن - التعريض والتلويح 2/ 193.

[55] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - الألغاز 3/ 189.

[56] هو عبدالله بن الحسين بن عبدالله أبو البقاء النحوي الضرير العُكبَري الأصل، البغدادي المولد والدار، كان نحويًا فقيهًا مرضيًا، كان جمّاعة لفنون من العلم والمصنفات، له مصنفات حسان في إعراب القرآن وقراءته، وإعراب الحديث والنحو واللغة العربية، ولد سنة 538هـ وتوفي ليلة الأحد 18 ربيع الآخر 616هــ. إنباه الرواة 2/ 116 -– 117 رقم الترجمة 325.

انظر قوله في: إملاء ما منَّ به الرحمن، لأبي البقاء العكبري، دار الكتب العلمية، بيروت/ لبنان، ج/ 2 ص/ 90.

[57] هو محمد بن عزيز أبو بكر السجستاني العزيزي، كان أديبًا فاضلاً متواضعًا، أخذ عن أبي بكر بن الأنباري، وصنّف "غريب القرآن" المشهور، فجوّده، يقال: إنه صنّفه في خمس عشرة سنة، وكان يقرأه على شيخه ابن الأنباري، قال ابن النجار في ترجمته: كان عبدًا صالحًا، مات سنة 330هـ. بغية الوعاة 1/ 171 رقم الترجمة 288. انظر قوله في: غريب القرآن، ص/ 29.

[58] هو إسماعيل بن حمّاد الجوهري، من أعاجيب الدنيا، وذلك أنه من الفاراب، إحدى بلاد الترك، وهو إمام في علم اللغة، وخطه يضرب به المثل في الحسن، ثم هو من فرسان الكلام، وممن آتاه الله قوة بصيرة، وحسن سريرة وسيرة، أقام بنيسابور على التدريس والتأليف، وتعليم الخط وكتابة المصاحف، حتى مضى لسبيله عن آثار جميلة وأخبار حميدة، له كتاب "الصحاح" في اللغة، الذي سار في الآفاق، قيل إنه اختلط آخر عمره، ومات مترديًا من سطح داره بنيسابور في شهور سنة 398هـ، ورأيت فيما رأيت أنه مات في حدود سنة 400هـ. إنباه الرواة 1/ 230-231 رقم الترجمة 122.

[59] الصحاح للجوهري، دار العلم للملايين، بيروت، ط/ 4 ت/ 1990م، ج/ 4 ص/ 1331.

البرهان: الكلام على المفردات من الأدوات - أف 4/ 156.

[60] البرهان: جمع الوجوه والنظائر - معاني الهدى 1/ 85.

[61] البرهان: الكلام على المفردات من الأدوات - من 4/ 255.

[62] انظر قوله في: الوسيط في تفسير القرآن المجيد 1/ 157.

[63] سورة الأنفال: 26.

[64] سورة الأعراف: 86.

[65] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - حذف العام 3/ 133.

[66] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - قاعدة في الضمائر 4/ 24.

[67] سورة الأنبياء: 78.

[68] الكشاف 3/ 266.

[69] سورة يوسف: 22. البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - سبق ما يقتضي تقديمه 3/ 167.

[70] الكشاف 4/ 158.

[71] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة – أنواع التقديم والتأخير 3/ 174.

[72] سورة الأنبياء: 80.

[73] سورة المائدة: 91.

[74] سورة هود: 14.

[75] البرهان: الكلام على المفردات من الأدوات - الهمزة 4/ 114.

[76] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - حذف العام 3/ 133.

[77] سورة القلم: 48.

[78] سورة القلم: 1.

[79] البرهان: علم المبهمات 1/ 118.

[80] سورة القلم: 48.

[81] سورة القلم: 1.

[82] التعريف والإعلام بما أبهم في القرآن من الأسماء والأعلام، ص/ 82-83.

البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة – التأدب في الخطاب بإضافة الخير لله 4/ 42.

[83] سورة فصلت: 21.

[84] التعريف والإعلام بما أبهم في القرآن من الأسماء والأعلام، ص/ 84.

البرهان: الكنايات والتعريض في القرآن - أسباب الكناية 2/ 189.

[85] سورة الأنبياء: 92-92.

[86] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - الالتفات من الخطاب إلى الغيبة 3/ 200.

[87] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - أسباب الالتفات 3/ 207.

[88] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - زيادة لا 3/ 54.

[89] المصدر السابق: حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه 3/ 96.

[90] المصدر السابق: حذف الأجوبة 3/ 123.

[91] المصدر السابق: الكلام على المفردات من الأدوات - من 4/ 255.

[92] سورة الأنبياء:101. البرهان: معرفة تفسيره وتأويله 2/ 119.

[93] البرهان: علم مرسوم الخط-فصل "ما" 1/ 289.

[94] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - حذف القول 3/ 127.

[95] المصدر السابق: معرفة أسمائه واشتقاقاتها - أسماء القرآن 1/ 194.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير الزركشي لآيات من سورة مريم
  • تفسير الزركشي لآيات من سورة الحج
  • آيات من سورة المؤمنون بتفسير الزركشي
  • تفسير الزركشي لآيات من سورة الفرقان
  • تفسير الزركشي لآيات من سورة الشعراء
  • تفسير الزركشي لآيات من سورة القصص
  • تفسير الزركشي لآيات من سورة الروم
  • تفسير الزركشي لآيات من سورة العلق
  • تفسير الربع الثالث من سورة الأنبياء
  • تفسير الربع الأخير من سورة الأنبياء

مختارات من الشبكة

  • تفسير الإمام الزركشي من أول سورة الفاتحة إلى نهاية سورة المائدة جمعا ودراسة(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • تفسير الزركشي لآيات من سورة الزلزلة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الزركشي لآيات من سور الضحى والشرح والتين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الزركشي لآيات من سور البلد والشمس والليل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الزركشي لآيات من سورتي الانشقاق والبروج(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الزركشي لآيات من سورة عبس والتكوير(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الزركشي لآيات من سورة النبأ والنازعات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الزركشي لآيات من سورة المرسلات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الزركشي لآيات من سورة الإنسان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الزركشي لآيات من سورة المدثر(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 22/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب