• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    ليس من الضروري
    د. سعد الله المحمدي
  •  
    خطبة: إذا أحبك الله
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    هل الخلافة وسيلة أم غاية؟
    إبراهيم الدميجي
  •  
    إساءة الفهم أم سوء القصد؟ تفنيد شبهة الطعن في ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    تعظيم شعائر الله (خطبة)
    ساير بن هليل المسباح
  •  
    كثرة أسماء القرآن وأوصافه
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    عفة النفس: فضائلها وأنواعها (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    لا تغضب
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    من مائدة السيرة: تحنثه صلى الله عليه وسلم في
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أوصاف القرآن الكريم في الأحاديث النبوية الشريفة
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    تحريم أكل ما لم يذكر اسم الله عليه
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    أفضل أيام الدنيا (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    الحج وما يعادله في الأجر وأهمية التقيّد بتصاريحه ...
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    تفسير قوله تعالى: { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    سمات المسلم الإيجابي (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير الربع التاسع من سورة آل عمران بأسلوب بسيط

رامي حنفي محمود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/1/2015 ميلادي - 3/4/1436 هجري

الزيارات: 30436

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة كيف نفهم القرآن؟ [*]

تفسير الربع التاسع من سورة آل عمران بأسلوب بسيط


الآية 152: ﴿ وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ ﴾ مِن نَصْرٍ على المشركين في أول القتال في غزوة "أُحُد" ﴿ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ ﴾: أي حين كنتم تقتلون الكفار، وذلك بإذنه تعالى بقتالكم لهم، ﴿ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ ﴾: يعني حتى إذا جَبُنتم وضعفتم عن القتال، ﴿ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْر ﴾: أي واختلفتم: هل تبقون في مواقعكم؟، أو تتركونها لجمع الغنانم مع مَن يجمعها؟، ﴿ وَعَصَيْتُمْ ﴾ أمر رسولكم حين أمركم ألا تفارفوا أماكنكم بأي حال، فساعتها حلَّت بكم الهزيمة ﴿ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ ﴾ مِن النصر (في أول المعركة)، وتبيَّن أنّ ﴿ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ ﴾، وقد أصابكم الخوف والرعب، حينما رأيتم أنفسكم محصورين بين رُماة المشركين ومُقاتلِيهم، ﴿ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ ﴾: يعني ثم صرفكم الله عن عدوكم، بأن فررتم من القتال لتنجوا بأنفسكم، وقد قدَّرَ اللهُ حدوث ذلك كله ﴿ لِيَبْتَلِيَكُم ﴾: أي ليختبركم، فيرى المؤمن الصادق من المنافق الكاذب، ويرى الصابر من غيره، ﴿ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُم ﴾ بعد أنْ عَلِمَ سبحانه ندمَكم وتوبتكم، ﴿ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴾.


الآية 153: ﴿ إِذْ تُصْعِدُونَ ﴾: أي اذكروا حين كنتم تَصْعَدون الجبل هاربين من أعدائكم، ﴿ وَلَا تَلْوُونَ ﴾ رؤوسكم ﴿ عَلَى أَحَدٍ ﴾ يعني ولا تلتفتون إلى أحدٍ لِمَا اعتراكم من الدهشة والخوف والرعب، ﴿ وَالرَّسُولُ ﴾ ثابت في الميدان، و ﴿ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ) ﴾: أي يناديكم مِن خلفكم قائلاً: (إليَّ عبادَ الله)، وأنتم لا تسمعون ولا تنظرون، ﴿ فَأَثَابَكُمْ ﴾: أي فكان جزاؤكم على فِعلكم أن أنزل الله بكم ﴿ غَمًّا بِغَمٍّ ﴾: يعني غَمَّاً يَتبَعُ غَمَّاً: (إذ أصابكم غَمٌّ بفوات النصر وفوات الغنيمة، وغَمٌّ آخر بانهزامكم، وغَمٌّ ثالث أنساكم كل غَمّ، وهو سماعكم أن محمداً صلى الله عليه وسلم قد قُتِل)، (وقد جعل الله اجتماع هذه الأمور من باب التربية لعباده المؤمنين لمكانتهم عنده)، ثم لَطَفَ الله تعالى بكم، فجعلكم تتأكدون أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يُقتَل، فهانت عليكم تلك المصائب، وفرحتم بوجوده المُهَوِّن لكل مصيبة ومِحنة، وذلك ﴿ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ ﴾ مِن نَصرٍ وغنيمة، ﴿ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ ﴾ مِن خوفٍ وهزيمة، ﴿ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾.


الآية 154: ﴿ ثُمَّ ﴾ كان من رحمة الله بكم أيها المؤمنون المخلصون أن ﴿ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً ﴾ أي ألقى في قلوبكم اطمئنانًا وثقة في وعد الله تعالى، مِن بعد ما نزل بها مِن همٍّ وغمٍّ، وكان مِن أثر هذا الأمن والاطمئنان أن أنزل عليكم ﴿ نُعَاسًا يَغْشَى ﴾: أي يُغطي ﴿ طَائِفَةً مِنْكُم ﴾ وهم أهل الإخلاص واليقين، ﴿ وَطَائِفَة ﴾ أُخرى ﴿ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ ﴾ أي أهمَّهم تخليص أنفسهم خاصَّةً دونَ المؤمنين، و ﴿ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّة ﴾: أي إنهم أساؤوا الظن بربهم وبدينه وبنبيه صلى الله عليه وسلم، وظنوا أن الله لن يُتِمُّ أمر رسوله، وأن الإسلام لن تقوم له قائمة، ولذلك تراهم نادمين على خروجهم للقتال، فـ ﴿ يَقُولُونَ ﴾ لبعضهم: ﴿ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ ﴾ يعني هل كان لنا مِن اختيار في الخروج للقتال؟، ﴿ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ﴾ فهو الذي قدَّرَ خروجكم وما حدث لكم، وهم ﴿ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَك ﴾ من الحسرة على خروجهم للقتال، فـ ﴿ يَقُولُونَ ﴾ سِرَّاً فيما بينهم: ﴿ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا ﴾: يعني لو كان لنا الاختيار، ما خرجنا ولا قاتلنا ولا أصابنا الذي أصابنا، فأطْلَعَ الله رسوله على سِرِّهِم، وقال له: ﴿ قُلْ ﴾ لهم: إن الآجال بيد الله و ﴿ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ ﴾، وقدَّر الله لكم أن تموتوا: ﴿ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِم ﴾ أي لخرج الذين كَتب الله عليهم الموت إلى حيث يُقْتلون، ﴿ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ ﴾: أي وما جعل الله ذلك الذي حدث في "أُحُد" إلا ليختبر ﴿ مَا فِي صُدُورِكُمْ ﴾ من الشك والنفاق، ﴿ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ﴾: أي ولِيَمِيزَ الخبيث من الطيب، ويَظهر للناس أمر المنافق (مِن أقوالِهِ وأفعالِه)، ﴿ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾.


الآية 155: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ﴾: أي فرُّوا عن القتال يوم التقى المؤمنون والمشركون في غزوة "أُحُد": ﴿ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ﴾: يعني إنما أوقعهم الشيطان في هذا الذنب العظيم (وهو الفرار من الجهاد)، بسبب بعض ما اكتسبوه مِن مُخالفة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث تركوا مواقعهم، ونزلوا لطلب الغنيمة، فخذلهم الله بسبب ذلك الذنب، فلم يُثبِّت أقدامهم في القتال، ﴿ وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ ﴾: أي تجاوز عنهم فلم يعاقبهم، ﴿ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴾، فيُمهِلُ عَبدَهُ حتى يتوبَ فيتوب عليه ويغفر له، ولو لم يكن حليماً: لعاقب مِن أول ذنب، فلا يُمَكِّنُ أحداً من التوبة والنجاة).


الآية 156: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْض ﴾: أي إذا خرجوا يبحثون في أرض الله عن معاشهم، ﴿ أَوْ كَانُوا غُزًّى ﴾: يعني أو كانوا مع الغُزاة المقاتلين (ثم ماتوا أو قُتِلوا)، فإنهم يُعارضون القدَر، ويقولون: ﴿ لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا ﴾: أي لو لم يخرج هؤلاء، وأقاموا معنا ﴿ مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا ﴾ ﴿ لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ ﴾: يعني: وعندما يتذكر المنافقون الذين أُصِيبوا (أنهم لو كانوا قعدوا عن القتال مع أصحابهم المنافقين: ما أصابهم شيئاً)، فإنهم بذلك يزدادون حُزنًا وحسرة تُمزقهم، بسبب سخطهم على قضاء الله وقدره.


أما المؤمنون فإنهم يعلمون أنّ ذلك بقدر الله تعالى، فيَهدي الله قلوبهم، ويخفف عنهم المصيبة، ﴿ وَاللَّهُ يُحْيِي ﴾ مَن قدَّر له الحياة -وإن كان مسافرًا أو غازيًا، ﴿ وَيُمِيتُ ﴾ مَنِ انتهى أجله - وإن كان مقيمًا، ﴿ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾، وسيرى سبحانه: هل ستنتهون عَمَّا نَهاكم عنه أو لا، وسيُجازيكم على ذلك).


الآية 157: ﴿ وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ ﴾ مَوتةً (طبيعية) بانقضاء آجالكم أثناء المعركة: ﴿ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ ﴾: أي لَيَغفِرَنَّ الله لكم ذنوبكم، وليَرحَمَنَّكم رحمة مِن عندِه، فتفوزون بجنات النعيم، وذلك ﴿ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾: أي خيرٌ من الدنيا وما يَجمعه أهلها فيها).


الآية 158: ﴿ وَلَئِنْ مُتُّمْ ﴾ بانقضاء آجالكم في هذه الحياة الدنيا، فمُتُّم على فُرُشكم، ﴿ أَوْ قُتِلْتُمْ ﴾ في ساحة القتال: ﴿ لَإِلَى اللَّهِ ﴾ وحده ﴿ تُحْشَرُونَ ﴾ فيُجازيكم بأعمالكم).


الآية 159: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ﴾: يعني فبسبب رحمةٍ مِن الله لك ولأصحابك، مَنَّ اللهُ عليك فكنتَ رفيقًا بهم، وهذا يُوضح كمال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخُلُقِي، ويوضح أيضاً فضل الصحابة، وكرامتهم عند ربهم، ﴿ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾: أي ولو كنت سيِّئ الخُلق قاسي القلب، لانْصَرَفَ أصحابك من حولك، ﴿ فَاعْفُ عَنْهُمْ ﴾: أي فلا تؤاخذهم بما كان منهم في غزوة "أُحُد"، ﴿ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ ﴾ ﴿ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ﴾ الذي يحتاج إلى مشورة، ﴿ فَإِذَا عَزَمْتَ ﴾ على أمر من الأمور - بعد الاستشارة - ﴿ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ﴾ : يعني فأَمْضِ هذا الأمر معتمدًا على الله وحده، ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ عليه).


الآية 161: ﴿ وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُل ﴾: أي يأخذ الغُلول، وهو أخْذ شيء من الغنيمة قبل تقسيمها، ﴿ وَمَنْ يَغْلُلْ ﴾ منكم: ﴿ يَأْتِ بِمَا غَلَّ ﴾ حاملاً له ﴿ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ لِيُفضَحَ به في الموقف المشهود، ﴿ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾.


الآية 162 ، والآية 163: ﴿ أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ ﴾ أي أفمن كان مُتبعاً لما يُرضي الله من الأقوال والأفعال والنيَّات، ﴿ كَمَنْ ﴾: أي هل يستوي مع مَن ﴿ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ ﴾: أي رجع بغضب من الله، لانغماسه في المعاصي، ﴿ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ ﴾: يعني فاستحق بذلك سكن جهنم ﴿ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾؟ لا يستويان أبداً، ﴿ هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ ﴾: يعني أصحاب الجنة المتبعون لما يُرضي الله متفاوتون في الدرجات، وأصحاب النار المتبعون لما يُسخِط الله متفاوتون في الدركات، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ﴾، ﴿ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ﴾).


الآية 165: ﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ ﴾ وهي جراحكم وقتلكم يوم "أُحُد"، ﴿ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا ﴾ مِن المشركين في يوم بدْر، ﴿ قُلْتُمْ ﴾ متعجبين: ﴿ أَنَّى هَذَا ﴾: يعني كيف يكون هذا ونحن مسلمون، ورسول الله فينا، وهؤلاء مشركون؟، ﴿ قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ ﴾: يعني قد أصابكم ذلك بسبب مخالفتكم أمْرَ رسولكم وإقبالكم على جمع الغنائم، ﴿ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾، فيفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، لا مُعَقِّب ‌‌‌‌‌‌لِحُكمه).


الآية 166، والآية 167، والآية 168: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ ﴾: يعني وكل ما أصابكم مِن جراح أو قتلٍ ﴿ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ﴾ في أُحُد: ﴿ فَبِإِذْنِ اللَّه ﴾: أي فذلك كله بقضاء الله وقدَره، ﴿ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾: أي وليظهر ما عَلِمَه اللهُ في قديم الأزَل لِيَتميَّز المؤمنون الصادقون منكم، ﴿ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا ﴾، وهم الذين كشف الله ما في قلوبهم عندما: ﴿ وَقِيلَ لَهُمْ ﴾: أي حين قال المؤمنون لهم: ﴿ تَعَالَوْا قَاتِلُوا ﴾ معنا ﴿ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا ﴾ المشركين عنا بتكثيركم لعددنا، حتى وإن لم تقاتلوا، ﴿ قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ ﴾: أي لَوْ نَعْلَمُ أنكم تقاتلون أحدًا لَكُنَّا معكم عليهم، ﴿ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ ﴾: أي في هذا اليوم ﴿ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ ﴾ لأنهم ﴿ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ﴾ ﴿ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ ﴾: أي بما يُخفون في صدورهم، وهؤلاء المنافقون هم (الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ) الذين أصيبوا مع المسلمين أثناء قتالهم المشركين يوم "أُحُد" ﴿ وَقَعَدُوا ﴾ هم عن القتال: ﴿ لَوْ أَطَاعُونَا ﴾ وقعدوا معنا: ﴿ مَا قُتِلُوا ﴾، ﴿ قُلْ فَادْرَءُوا ﴾: أي فادفعوا ﴿ عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ في دعواكم أنهم لو أطاعوكم ما قتِلوا، وأنكم قد نجوتم من الموت بقعودكم عن القتال).



[*] وهي سلسلة تفسير للآيات التي يَصعُبُ فهمُها في القرآن الكريم (وليس كل الآيات)، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبو بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو شرحُ الكلمة الصعبة في الآية.

واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه، حتى نفهم لغة القرآن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير الربع السابع من سورة آل عمران بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع السادس من سورة آل عمران بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الثامن من سورة آل عمران بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع العاشر من سورة آل عمران بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الأخير من سورة آل عمران بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الأول من سورة النساء بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع التاسع من سورة الأعراف بأسلوب بسيط

مختارات من الشبكة

  • تفسير سور المفصل 212 - سورة الأعلى ج 1 - مقدمة لتفسير السورة(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (135 - 152) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (102 - 134) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (65 - 101) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (1 - 40) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (40 - 64) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تفسير سور المفصَّل ( 22 ) تفسير سورة الناس - أساليب وسوسة الشيطان(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • غرائب وعجائب التأليف في علوم القرآن (13)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير السور المئين من كتاب رب العالمين تفسير سورة يونس (الحلقة السادسة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير سور المفصل (34) تفسير سورة قريش (لإيلاف قريش)(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)

 


تعليقات الزوار
1- والله كأني أرى غزوة أحد أثناء قرائتي
hossam - مصر 24-01-2015 03:46 PM

السلام عليكم أخي الحبيب أسلوب حضرتك في التفسير سهل جداً وجميل لدرجة أنني أعيش مع الآيات بقلبي أفضل كثيراً مما كنت أقرأ الآية ثم أعود لأقرأ التفسير
بصراحة أسهل تفسير
وجزاك الله خيرا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 21/11/1446هـ - الساعة: 14:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب