• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    كونوا أنصار الله: دعوة خالدة للتمكين والنصرة
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    لا تعير من عيرك
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    من مائدة التفسير: سورة النصر
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    نعمة الماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تدبر خواتيم سورة البقرة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا (خطبة)
    حسان أحمد العماري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير الربع الخامس عشر من سورة البقرة بأسلوب بسيط

تفسير الربع الخامس عشر من سورة البقرة بأسلوب بسيط
رامي حنفي محمود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/12/2014 ميلادي - 13/2/1436 هجري

الزيارات: 44172

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة كيف نفهم القرآن؟[1]

تفسير الربع الخامس عشر من سورة البقرة بأسلوب بسيط

 

الآية 233: ﴿ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ ﴾: أيْ: عامين ﴿ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ ﴾: أيْ: وعلى الآباء - الذين وُلد لهم هذا المولود -: ﴿ رِزْقُهُنَّ ﴾: أيْ: أن يكفُلوا للمُرضعات المُطلَّقات طعامَهن ﴿ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾: أيْ: بحسب حال الوالد من الغنى والفقر، ﴿ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا ﴾: أيْ: لا يُكلف اللهُ نفسًا إلا قدر طاقتها في الإنفاق، ﴿ لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا ﴾: أيْ: لا يحِل أن تؤذى الأمُّ بولدها، وذلك بمنعها من إرضاعه، أو بمنعها الأجرة على إرضاعه، هذا في حال طلاقها، أو موت زوجها، ﴿ وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ ﴾: أيْ: وكذلك لا يحِل أن يُؤذى المولودُ له - وهو الأب - بسبب ولده، وذلك بأن يُطالَب بنفقةٍ باهظةٍ لا يقدرُ عليها، ﴿ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ ﴾: أيْ: وإن كان الأبُ ميتًا، أو كان فقيرًا لا يقدرُ على دفع نفقة الأم المُرضِعة، أو كان غير موجودٍ لأيِّ سبب، وكان الطفلُ ليس له مالٌ: فإن نفقة الأم وكسوتها تجب على الوارث (الذي سيرثُ الطفل مُستقبلًا إذا مات)، وهذا هو قول الجُمهور، ومعنى قوله تعالى: ﴿ مثلُ ذَلِك ﴾ أيْ: مثلُ ما كان يجبُ على الوالد من النفقة (إذا كان موجودًا وقادرًا على دفعها)، ﴿ فَإِنْ أَرَادَا ﴾: أيْ: الوالدان ﴿ فِصَالًا ﴾: أيْ: أن يفطموا المولود قبل انتهاء السنتين، وكان ذلك ﴿ عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا ﴾ في ذلك؛ ليصلا إلى ما فيه مصلحة المولود، فإن كان ذلك في مصلحته، ورضِيا: فلا جُناح عليهما، يعني: فلا إثم عليهما، ويُفهمُ من الآية: أنه إذا رضي أحدُهما دون الآخر، أو لم يكُن الفطام في مصلحة الطفل - فإنه لا يجوزُ فطامُه، ﴿ وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ ﴾: أيْ: أن تطلبوا إرضاع المولود من مُرضِعة أخرى غير والدته: ﴿ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ ﴾: أيْ: إذا أعطيتم المُرضعات من الأجر مثل ﴿ مَا آتَيْتُمْ ﴾: أيْ: مثل ما أعطيتمُوهن من وعدٍ واتفاق إذا تم الإرضاع، وهذا مثل قول أحدهم: (أنا أعطيتُك كلمة، أو أعطيتُك وعدًا)، فيكونُ معنى: ﴿ إذا سلمتُم ما آتيتُم ﴾ أيْ: إذا سلمتمُوهُن ما اتفقتم عليه من الأجر ﴿ بِالْمَعْرُوفِ ﴾: أيْ: بما يتعارفُ عليه الناسُ، ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾.


الآية 234: ﴿ وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ ﴾: أيْ: والذين يموتون منكم، ﴿ وَيَذَرُونَ ﴾: أيْ: ويتركون ﴿ أَزْوَاجًا ﴾ بعدهُم، فعلى هؤلاء الزوجات أن ﴿ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ﴾: يعنيْ: ينتظرن بأنفسهن مُدة أربعة أشهُرٍ وعشرة أيام، (لا يتزوَّجن في هذه المُدة، ولا يتزينَّ في البيت؛ وذلك إظهارًا للحُزن على الزوج، وفاءً لهُ واعترافًا منها بالفضل والجميل، ولا يخرُجن من منزل الزوجية إلا لضرورة)، واعلم أن تلك المُدة تكونُ على سبيل العدة، وهنا قد يتساءلُ بعضٌ عن الحكمة من هذه العدة، فدعُونا نُجِبْ ابتداءً بأن الأصل فينا أننا مسلمون، والإسلام معناه: الاستسلام والخضوع والانقياد التام لأوامر الله تعالى، سواء علمنا الحكمة من الأمر الشرعي، أم لم نعلمها؛ إذ إننا نطيع إيمانًا منا بأن الله تعالى قد أمرنا بذلك، وأنه سبحانه حكيمٌ في شرعه وتدبيره، يضع الشيء في موضعه المناسب، وأنه سبحانه يعلم ما فيه صلاحنا ونحن لا نعلم ذلك، ولذلك قال: ﴿ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]، وقد يظهر الله لنا الحكمة من أمرٍ ما، وقد يُخفيها عنا - اختبارًا لإيماننا - فينبغي ألا نعلق طاعتنا لله تعالى بمعرفة الحكمة، فإن علمناها: فلله الحمد والمنة، وإن لم نعلمها قلنا: (سمعنا وأطعنا).

 

هذا، وقد اجتهد بعضٌ - من العلماء وغيرهم - في معرفة بعض هذه الحِكَم، فمن ذلك: التأكُّد من فراغ الرحِم من الحمْل، وحتى تنسى الزوجة - في هذه المدة - سلوك الزوج الأول معها، حتى لا تحدث عندها مقارنة بين الزوجين، فيحدث لها من السخط ما يتسبَّب في إفساد حياتها مع الزوج الثاني، ومنها: إظهار حقِّ الزوج عليها؛ حيث إن طاعة المرأة لزوجها بالمعروف - يعني في غير معصية الله تعالى - والقيام بأمر الزوج، واحتساب الأجر في ذلك عند الله - من أعظم ما تتقرَّب به المرأة إلى ربِّها تبارك وتعالى؛ فقد قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((إذا صلت المرأة خَمسها، وصامت شهرها، وحفظَتْ فرجَها، وأطاعت زوجَها - قيل لها: ادخلي الجنَّةَ من أيِّ أبواب الجنة شئتِ))، (والحديث في صحيح الجامع برقم: 660)، وفي المقابل: فإن معصية الزوج، وتكدير حياته: ذنبٌ عظيم ومعصية تؤدِّي بالمرأة إلى غضب الله ولعنته، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم – أيْ: لا ترتفع إلى السماء، وهو كناية عن عدم القبول، وذكر منهم -: وامرأة باتت وزوجُها عليها ساخط))، (والحديثُ في صحيح الجامع برقم: 3057)، قال الشوكاني رحمه الله: (إن إغضاب المرأة لزوجها حتى يبيت ساخطًا عليها: من الكبائر)، هذا إذا كان ذلك السخط بسبب سوء خلقها، أو قلة طاعتها، وكان زوجها صالحًا لا يأمرها إلا بخير، ولا يطلب منها إلا ما تطيقه من الأمور المعروفة لا المنكرة، ولعل أحد هذه الحِكَم ما صرَّح به الدكتور جمال الدين إبراهيم (أستاذ علم التسمُّم بجامعة كاليفورنيا ومدير معامل أبحاث الحياة بالولايات المتحدة الأمريكية) مِن أنَّ العلم قد اكتشف حديثًا أن السائل الذكري يختلف من شخصٍ إلى آخر كما تختلف بصمة الأصبع، وأن لكل رجلٍ شفرة خاصة به، وأن المرأة تحمل داخل جسدها جهازًا يختزن هذه الشفرة،وإذا دخل على هذا الجهاز أكثر من شفرة فإنه يُصاب بالخلل والاضطراب والأمراض الخبيثة، ومع الدراسات المكثَّفة للوصول إلى حل لهذه المشكلة اكتشفوا الإعجاز، واكتشفوا أن الإسلام يعلم ما يجهلونه: (وهو أن المرأة تحتاج إلى نفس مدة العدة التي شرعها الإسلام، حتى تستطيعَ استقبال شفرةٍ جديدةٍ بدون أن تُصاب بأذى)، (كما فسَّر هذا الاكتشاف سبب عدم تزوُّج المرأة إلا من رجلٍ واحد).

 

أما عن اختلاف مدة العدة بين المطلقة والأرملة: فقد أُجريت الدراسات على المطلقات والأرامل، وأثبتت التحاليل أن الأرملة تحتاج إلى وقتٍ أطول من المطلقة لنسيان هذه الشفرة، وذلك يرجع إلى حالتها النفسية؛ حيث تكون حزينة على فقدان زوجها أكثر؛ إذ لم تُصَب منه بضرر الطلاق، بل توفَّاه الله تعالى؛ فلذلك هي لا تستطيع نسيان ذلك الزوج الذي عاش معها حياة المودة والرحمة والسكن إلا بعد فترة العدة)، ﴿ فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ ﴾: أيْ: فإذا انتهت المدَّة المذكورة: ﴿ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ ﴾ يا أولياء النساء ﴿ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾: يعنيْ: فيما فعلن في أنفسهن على وجهٍ غيرِ محرَّم ولا مكروه، فيجوز لهنَّ التزيُّن في البيت، والتعرُّض للخُطَّاب، والزواج، والخروج من البيت - كما أمرَ الشرع – يعني: لا يتبرَّجن، ولا يضعن العِطر، وأن يخرجن بملابس واسعةٍ فضفاضة؛ وذلك حتى لا يدخلن في قول النبي صلى الله عليه وسلم عن المتبرِّجات - كما في صحيح مسلم - : ((لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها))، ﴿ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾، واعلم أنها إذا كانت حاملاً فإنَّ عدَّتها تنقضي بوضْع حملِها.


الآية 235: ﴿ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ ﴾ أيها الرجال ﴿ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ ﴾: أيْ: فيما تُلمحون به ﴿ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ ﴾ المتوفَّى عنهن أزواجهن، أو المطلقات طلاقًا بائنًا - أيْ: لا رجعةَ فيه - وذلك في أثناء عِدَّتهن، وأما الطلاق الرجعي: فلا تصح الخطبة فيه - لا تلميحًا ولا تصريحًا - لأنها تكون في حكم الزوجة، ﴿ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ ﴾: أيْ: ولا جناح عليكم أيضًا فيما أخفيْتُموه في أنفسكم من نية الزواج بهن بعد انتهاء عدَّتهن، ﴿ عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ ﴾، ولن تصبروا على السكوت عنهن - بسبب ضعفكم - لذلك أباح لكم أن تذكروهن تلميحًا أو إخفاءً في النفس فقط، ولا تصرِّحوا بذلك؛ لأن التصريح لا يحتمل غير النكاح؛ فلهذا حُرِّم خوفًا من استعجالها، وكذبِها في انقضاء عدتها؛ رغبةً في النكاح، ﴿ وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ ﴾ على النكاح ﴿ سِرًّا ﴾ وذلك بالاتفاق معهن على الزواج بعد العدَّة، فهذا الاتفاق لا يحل طالما أنهن ما زِلن في العدَّة ﴿ إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا ﴾: أيْ: إلا أن تقولوا قولا يُفهم منه أن مثلها يَرغَب فيها الأزواجُ، أو غير ذلك، ﴿ وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ ﴾: أيْ: ولا تعزموا على عقد النكاح ﴿ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ ﴾: أيْ: حتى تنقضي عدتها، والمراد من الكتاب: المدة التي كتب الله على المعتدة أن تنتظر فيها دون زواج، ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ﴾: أيْ: فانووا الخير، ولا تنووا الشرَّ؛ خوفًا من عقابه ورجاءً لثوابه، ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴾.


الآية 236: ﴿ لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ ﴾ أيها الأزواج ﴿ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ ﴾ بعد العقد عليهن، ﴿ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً ﴾: أي قبل أن تدخلوا بهن، أو تحدِّدوا لهنَّ مهرًا، ﴿ وَمَتِّعُوهُنَّ ﴾: أيْ: وأعطوهن شيئًا من المال يتمتَّعن به أيَّامًا؛ عوضًا عما فاتهن من التمتُّع بالزواج، وجبرًا لهن، ودفعًا لوحشة الطلاق، وإزالةً للأحقاد، وهذه المتعة تجب بحسب حال الرجل المطلق، فتجب ﴿ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ ﴾: يعني: على الغني قدر سعة رزقه، ﴿ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ ﴾: يعني: وعلى الفقير قدر ما يملكه، وهذا المتاع يكون ﴿ مَتَاعًا ﴾ من كسوةٍ ونفقةٍ ﴿ بِالْمَعْرُوفِ ﴾: أيْ: على الوجه المستحسن شرعًا وعُرْفًا، ﴿ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ ﴾: أيْ: وهو حقٌّ ثابتٌ على الذين يُحسنون إلى المطلقات، ويحسنون إلى أنفسهم بطاعة الله، وامتثال أمره).

 

الآية 237: ﴿ وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ ﴾: أيْ: من قبل أن تدخلوا بهنَّ، ولكن: ﴿ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً ﴾: أيْ: وقد حدَّدتم لهنَّ مهرًا: ﴿ فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ ﴾: أيْ: فيجب عليكم أن تعطوهنَّ نصف المهر المتفَق عليه ﴿ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ ﴾: أيْ: إلا أن تعفوا المطلقات، فيتركن نصف المهر المستحَق لهن، ﴿ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ ﴾: أو أن يسمح الزوج - الذي بيده حل عقد النكاح - بأن يترك المهر كله للمطلقة، ﴿ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ﴾: يعني: وتسامحكم أيها الرجال والنساء - في ذلك - هو أقرب إلى خشية الله تعالى وطاعته، ﴿ وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ﴾: أيْ: ولا تنسوا أيها الناسأن تتفضلوا وأن تحسنوا فيما بينكم، وهو إعطاء ما ليس بواجبٍ عليكم، والتسامح في الحقوق، لما كان بينكم من معروفٍ وودٍّ، ﴿ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾.


الآية 238: ﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ ﴾ الخمس المفروضة، وذلك بالمداومة على أدائها في أوقاتها بشروطها وأركانها وواجباتها وخشوعها، ﴿ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى ﴾: أيْ: وحافظوا - بالأخصِّ - على الصلاة المتوسِّطة بينها وهي صلاة العصر، ﴿ وَقُومُوا لِلَّهِ ﴾: أيْ: صلُّوا له قيامًا، وكونوا في صلاتكم ﴿ قَانِتِينَ ﴾: أيْ: مطيعين، خاشعين،ساكنين).


الآية 239: ﴿ فَإِنْ خِفْتُمْ ﴾ من عدوٍّ أو من حيوان مفترس أو غير ذلك: ﴿ فَرِجَالًا ﴾: أيْ: فصَلُّوا صلاة الخوف ماشين على أقدامكم، ﴿ أو رُكْبَانًا ﴾: أو راكبين، أو على أي هيئةٍ تستطيعونها ولو بالإيماء - يعني بالانحناء - ولو إلى غير جهة القبلة، ﴿ فَإِذَا أَمِنْتُمْ ﴾: أيْ: فإذا زال خوفُكم: ﴿ فَاذْكُرُوا اللَّهَ ﴾: أيْ: فأتموا الصلاة كما أمركم، وذلك بأن تُتمُّوا ركوعها وسجودها وقيامها وجلوسها كما تفعلون ذلك في حال الأمن وعدم الخوف، واذكروا الله فيها، ولا تنقصوها عن هيئتها الأصلية، واشكروه ﴿ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ﴾ من أمور العبادات والأحكام)، وفي هذا زيادة التأكيد على المحافظة على وقت الصلاة المفروضة؛ حيث أمر الله تعالى بذلك ولو مع الإخلال بكثير من الأركان والشروط، وأنه لا يجوز تأخيرها عن وقتها، ولو في هذه الحالة الشديدة، فصلاتها على تلك الصورة أفضل - بل وأوجب - من صلاتها باطمئنان بعد انتهاء الوقت.

 

الآية 240: ﴿ وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾، هذه الآية منسوخة بقوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ﴾، وهذا هو قول الجمهور.


الآية 242: (﴿ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ ﴾: أيْ: بمثل ذلك البيان الواضح - في أحكام الأولاد والنساء -: يبيِّن الله لكم آياته وأحكامه في كل ما تحتاجونه في معاشكم وآخرتكم ﴿ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾: أيْ: لكي تعقلوا تلك الآيات وتعملوا بها).



[1] وهي سلسلة تفسير للآيات التي يصعُبُ فهمُها في القرآن الكريم (وليس كل الآيات)، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصرة من كتاب: (التفسير المُيسر (بإشراف التركي)، وأيضًا من تفسير السعدي) (بتصرُّف)، علمًا بأن ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو شرحُ الكلمة الصعبة في الآية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير الربع العاشر من سورة البقرة بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الحادي عشر من سورة البقرة بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الثاني عشر من سورة البقرة بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الثالث عشر من سورة البقرة بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الرابع عشر من سورة البقرة بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع السادس عشر من سورة البقرة بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع السابع عشر من سورة البقرة بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الثامن عشر من سورة البقرة بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الأخير من سورة البقرة بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الأول من سورة آل عمران بأسلوب بسيط

مختارات من الشبكة

  • تفسير الربع الحادي عشر من سورة النساء بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: يسألونك عن الخمر والميسر (الربع الرابع عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: واذكروا الله في أيام معدودات (الربع الثالث عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: يسألونك عن الأهلة (الربع الثاني عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب (الربع الحادي عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (135 - 152) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (102 - 134) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (65 - 101) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (1 - 40) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (40 - 64) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
1- جزاك الله خيرا على تأصيل الحكمة من العدة
إسلام محمد - مصر 08-12-2014 12:39 PM

السلام عليكم
أعجبني جداً بداية الكلام عن الحكمة من العدة بهذا التأصيل الرائع للسؤال عن الحكمة من أي أمر شرعي، ثم عندما ذكرت بعض الاجتهادات والحكم أحسست بشيء من الراحة لِما كان يتردد أحياناً في خاطري
فجزاك الله خيرا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب