الأمور المتفقة مع طريق الشاطبية

الأمور المتفقة مع طريق الشاطبية

يتفق طريق الفيل وزرعان من طريق روضة المعدَّل مع طريق الشاطبية في أمور كثيرة؛ ومن أهمها:

المد المتصل:

وجوب مد المتصل أربع أو خمس حركات، والأربع أشهر وأضبط، وهذا متفق عليه من طريق الشاطبية؛ مثل: ﴿ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ﴾ [البقرة: 22]، ﴿ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيَهْ ﴾ [الحاقة: 19]، ﴿ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ ﴾ [الزمر: 69]، ﴿ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي ﴾ [المائدة: 29]، ﴿ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ ﴾ [القصص: 76].

أما طريق روضة المعدَّل، فقد بَيَّن الشيخ الضباع - رحمه الله - في جداول كتاب (صريح النص في الكلمات المختلف فيها عن حفص)، أن المتصل يُمدُّ ست حركات من طريق روضة المعدل.

وقال في آخر الكتاب:

"تنبيه: جميع ما ذكرتُه في هذا الملخَّص من التفريع والأحكام مبني على الأصول التي ذكرها أئمة الأداء في كتبهم، من غير نظر إلى ما اختاره الإمام ابن الجزري في المدَّيْنِ من وضعه رتبة فويق قصر المنفصل إلى رتبة قصره، ورتبة فويق توسطه إلى توسطه، ورتبتَي فويق توسط المتصل وإشباعه إلى رتبة توسطه، وقد تبعه على ذلك جماعة من المتأخرين، وهو جائز معمول به، ولا يخفى التفريع عليه لمن تأمل"؛ اهـ.

والخلاصة أن المدَّ المتصل عند حفص يُنظر فيه حسب مذاهب المد عند أهل الأداء والقراء، وقد أخذنا بمذهب التوسط؛ أي: يمدُّ أربع حركات، وبه قَرَأْنا بالإسناد عن الشيوخ، وبه نُقْرِئُ، والله أعلم.

••••

ترك السكت قبل الهمز:

يجب ترك السكت قبل الهمز من الطريقين: روضة المعدل والشاطبية، ونذْكُر كيفيته وأمثلته هنا للعلم فقط، وهو عبارة عن قطع الصوت زمنًا دون زمن الوقف عادة من غير تنفُّس، وزمنه يتناسب مع سرعة القراءة من تحقيق وحدر وتدوير، والمشافهة تضبط ذلك، والسكتُ قبل الهمز عند حفص ثابتٌ في طرق أخرى، ويكون على الحرف الساكن الصحيح، وعلى الواو والياء الساكنتين بعد فتح، إذا وقع ذلك قبل همزة قطع، وهو نوعان:

خاص: وذلك في (أل)، مثل: ﴿ وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ ﴾ [مريم: 66]، و(شيء)؛ مثل: ﴿ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير ﴾ [البقرة: 20]، ﴿ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا ﴾ [مريم: 9]، ﴿ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ﴾ [ص: 5]، والمفصول؛ مثل: ﴿ قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ ﴾ [الجمعة: 8]، ﴿ ابْنَيْ آدَمَ ﴾ [المائدة: 27]، ﴿ خَلَوْا إِلَى ﴾ [البقرة: 14].

وعام: وهو السكتُ على الأمثلة السابقة بالإضافة إلى الموصول؛ مثل: ﴿ تَجْأَرُونَ ﴾ [النحل: 53]، ﴿ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ﴾ [الفتح: 6]، ﴿ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ﴾ [يوسف: 87].

والخلاصة أن طريق روضة المعدل وطريق الشاطبية ليس فيهما سكت قبل الهمز، لا خاص ولا عام.

••••

عدم الغنة في النون الساكنة قبل اللام والراء:

يجب ترك الغنة عند إدغام النون الساكنة أو التنوين في اللام أو الراء؛ مثال النون الساكنة قبل اللام والراء: ﴿ ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ ﴾ [الأنعام: 131]، ومثال التنوين قبل الراء ﴿ رَبٍّ رَحِيمٍ ﴾ [يس: 58]، ومثال التنوين قبل اللام: ﴿ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ ﴾ [الصافات: 46]، وقد ورد في بعض الطرق عن حفص - غير الشاطبية وروضة المعدل - إبقاء الغنة فيما ذكر.

••••

قوله - تعالى -: ﴿ يَلْهَث ذَّلِكَ ﴾ [الأعراف: 176]، ﴿ ارْكَب مَّعَنَا ﴾ [هود: 42].

وجوب الإدغام فقط في الموضعين من طريق الشاطبية وروضة المعدل.

والإدغام في ﴿ يَلْهَث ذَّلِكَ ﴾ يكون بذالٍ مشدَّدة، ولا يبقى أَثَرٌ للثاء، وهذا لا يكون إلا في حالة الوصل، ويجوز الوقف على (يلهث)؛ لأنه وقف جائز.

والإدغام في ﴿ ارْكَب مَّعَنَا ﴾ يكون بالتلفُّظ بميمٍ مشدَّدة فيها غنَّةٌ أكملُ ما تكون، ولا أَثَرَ للباء هنا، وهذا لا يكون إلا في حالة الوصل، ولا يجوز الوقف إلا اضطرارًا؛ وحينئذٍ يقف بقلقلة الباء.

وقد ضُبط الموضعان في مصحف المدينة النبوية بتعرية الحرف الأول من السكون مع تشديد التالي؛ ليدل على وجوب الإدغام وصلاً.

••••

قوله - تعالى -: ﴿ أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ ﴾ [المرسلات: 20].

اتفقت طرق حفص من الشاطبيَّة والطيِّبَة (وروضة المعدل من طرق الطيبة) على إدغام القاف في الكاف إدغامًا محضًا في كلمة ﴿ نَخْلُقكُّمْ ﴾، فيكون اللفظ بكافٍ مشدَّدة، ولا يبقى للقاف أثر في النطق.

وقد ضُبطت هذه الكلمة في مصحف المدينة النبوية بتعرية حرف القاف من السكون مع تشديد الكاف؛ ليدل على وجوب الإدغام الكامل وصلاً.

أما الإدغام الناقص - ونذكره هنا للعلم فقط - فهو بإبقاء صفة الاستعلاء وإطباق طرفي عضو النطق على القاف الساكنة من غير قلقلة، وإتباع ذلك بإخراج الكاف المضمومة بالمباعدة بينهما، وهذا مذهب بعض الطرق غير الشاطبية والطيبة.

ترك التكبير العام وللختم:

يجب ترك التكبير العام وللختم من طريق الشاطبية وروضة المعدل، والتكبير - ونذكره هنا للعلم فقط - هو سنة مطلقًا ويسن بالجهر في ختم القرآن، وورد في الصلاة أيضًا، ومن أخذ به فله فيه ثلاثة مذاهب:

• الأول: التكبير أول ﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ ﴾، وما بعدها إلى أول الناس.

• الثاني: التكبير آخر الضحى وما بعدها إلى آخر الناس.

• الثالث: التكبير أول كل سورة سوى براءة.

والأول والثاني يسمى بالتكبير للختم، والثالث يسمى بالتكبير العام، ومحل التكبير قبل البسملة، فمن أجل هذا امتنع التكبير أول براءة لعدم وجود البسملة في أوَّلها، ولفظ التكبير: الله أكبر، ولا تَهليلَ ولا تحميدَ مع التكبير العام عند حفصٍ أصلاً إلا عند سُور الختم إذا قصد تعظيمه على رأي بعض المتأخرين.

• كانت هذه أهم الأمور المتفق عليها بين طريق روضة المعدل والشاطبية، وإليك جداول تلخص هذا البحث كله:

جدول يلخص أهم المختلف عليه بين طريق روضة المعدل والشاطبية

جدول يلخص أهم المتفق عليه بين طريق روضة المعدل والشاطبية:

جدول يلخص الفرق بين الفيل وزرعان من طريق روضة المعدل

جدول شامل لطريق روضة المعدل والشاطبية

جدول شامل لطريق الفيل من روضة المعدل وطريق الشاطبية

جدول شامل لطريق زرعان من روضة المعدل وطريق الشاطبية