• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الكبر
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    الفرق بين إفساد الميزان وإخساره
    د. نبيه فرج الحصري
  •  
    مهمة النبي عند المستشرقين
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (3)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    ماذا سيخسر العالم بموتك؟ (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    ثمرة محبة الله للعبد (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    خطبة: القلق من المستقبل
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خطبة: المخدرات والمسكرات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    فضل الصبر على المدين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

الحكمة من وجود المتشابه في القرآن الكريم (2)

الحكمة من وجود المتشابه في القرآن الكريم (2)
ناصر عبدالغفور

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 31/7/2013 ميلادي - 23/9/1434 هجري

الزيارات: 97608

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحكمة من وجود المتشابه في القرآن الكريم (2)


1- حِكَم وجود المتشابه في القرآن باعتباره متشابهًا مطلقًا؛ أي مما لا يمكن علمه:

المتشابه المُطلَق - كما سبق - هو الذي خفي عِلمه على الناس فلا يعلمه إلا اللهُ - جل في علاه - وهذا النوع من المتشابه من رحمته - سبحانه - أنه لا يتعلَّق بما ينفع الناس في شؤون دينهم أو دنياهم، وذلك كحقائق صفات البارئ - سبحانه - وكيفياتها، سواء الصفات الذاتية التي لا تَنفك عن ذاته - سبحانه - أو الفعلية المُتعلِّقة بمشيئته، فكل هذه الصفات لا يعلم كُنهها وكيفياتها إلا المتَّصِف بها - سبحانه - أما المعاني، فمعلومة من ظواهر هذه النصوص.

 

ومن الحِكم من وجود هذا المتشابه المُطلَق في القرآن:

1- الاختبار والابتلاء، وتمييز المؤمن الذي لا يَجِد ما يُقابِل به هذا المتشابه إلا التسليم والانقياد والإذعان والاستسلام، فلا يؤوِّله تأويل أهل البدع الذين ضلوا في هذا الباب ضلالاً بعيدًا.

 

وقد بيَّن الله - سبحانه - في عدة مواضع من كتابه أنه ينزل بعضًا من القرآن؛ اختبارًا وفتنة للناس، وتمييزًا للمؤمن الصادق من المنافق المرتاب، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴾ [الإسراء: 82]، وقوله - جل جلاله -: ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ ﴾ [التوبة: 124، 125].

 

وقوله - جل شأنه -: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ * وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الحج: 52 - 54]، يقول الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى - في كتابه شفاء العليل: "اللام هي لام التعليل على بابها في قوله: "ليجعل"، وهذا الاختبار والامتحان مُظهِر لما في القلوب الثلاثة، فالقاسية والمريضة ظهر خبؤها من الشك والكفر، والقلوب المُخبِتة ظهر خبؤها من الإيمان والهدى وزيادة محبَّته وزيادة بُغْض الكفر والشرك والنُّفرة عنه، وهذا من أعظم حِكم هذا الإلقاء"؛ ا. هـ شفاء العليل: 193.

 

2- ومن حِكم وفوائد وجود المتشابه المُطلَق في القرآن الكريم: التعبد بتلاوته، فيُؤجر العبد بقراءته، وإن لم يعلم حقيقة وكُنْه ما يتلوه، كما يُثاب على قراءة المنسوخِ حُكْمُه من الآيات.

 

3- بيان الإعجاز وإقامة الحُجَّة على الخَلْق، فكون القرآن الحكيم نزل بلسان عربي وبألفاظ عربية، ومع ذلك يشمل ما لا يَسَع أحدًا مهما بلغ من العلم الوقوفُ على حقيقته، فهذا لا شك وجهٌ من وجوه الإعجاز في القرآن الكريم.

 

2- حِكم وجود المتشابه في القرآن باعتباره متشابهًا نسبيًّا؛ أي: مما يمكن عِلمه:

كثيرة هي الحِكم في وجود هذا النوع من المتشابه في القرآن الحكيم، من ذلك:

1- إظهار تفاضُل الناس فيما بينهم وتمييز العالم من الجاهل؛ إذ لو كان القرآن كله مُحكَمًا بحيث لا يخفى على أحد، لما حصل هذا التميز؛ لأن الكل يمكنه الوقوف على معناه من خلال ظواهر النصوص.

 

يقول الإمام الزركشي - رحمه الله تعالى -: "ومنها: إظهار فَضْل العالم على الجاهل، ويستدعيه عِلمه إلى المزيد في الطلب في تحصيله؛ ليحصُل له درجة الفضل، والأنفس الشريفة تتشوَّف لطلب العلم وتحصيله"؛ البرهان: 2- 75.

 

2- التعامل مع القرآن بأنه كل لا يتجزَّأ، وذلك برد المتشابه إلى المُحكَم، كما قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ﴾ [آل عمران: 7]، فسمَّى الله المُحكَم بأم الكتاب؛ أي: أصله والمرجع الذي يرجع إليه عند التشابه، وقد نقل الإمام السيوطي - رحمه الله تعالى - في كتابه الإتقان عن ابن الحصار قوله: "قسَّم الله آيات القرآن إلى مُحكَم ومُتشابِه، وأخبر عن المحكمات أنها أم الكتاب؛ لأن إليها تُردُّ المتشابهات، وهي التي تُعتَمد في فَهْم مراد الله من خَلْقه في كل ما تعبَّدهم به من معرفته، وتصديق رسله، وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، وبهذا الاعتبار كانت أمهات"؛ ا. هـ.

 

3- إظهار تفاضُل العلماء فيما بينهم، فبعض الآيات المتشابهات قد تخفى على بعض أهل العلم وتنجلي للبعض الآخر؛ كما قال ربنا: ﴿ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴾ [يوسف: 76]، فقد يقف العالم أمام آية من المتشابهات، ولا يجد لها مخرجًا، ويفتح الله على آخر، فتظهر له وتضح وضوح الشمس في رابعة النهار.

 

4- تعظيم أجر العلماء الذين يجتهدون في تفسير هذه المتشابهات، ولا شك أن هذا النوع من التفسير فيه مشقة كبيرة، حيث يبذُل المفسر جُهدَه وطاقته ووُسْعه للوقوف على مراد الله تعالى بهذه الآية، وكما يقال: الأجر على قدر المشقة.

 

يقول الإمام فخر الدين الرازي - رحمه الله تعالى - في تفسيره مفاتيح الغيب: "متى كانت المتشابهات موجودة، كان الوصول إلى الحق أصعب وأشق، وزيادةُ المشقة توجِب مزيد الثواب"؛ مفاتيح الغيب: 7-149.

 

ويقول الإمام الزركشي - رحمه الله تعالى - في برهانه: "ليَحُث العلماء على النظر الموجِب للعلم بغوامضه، والبحث عن دقائق معانيه؛ فإن استدعاء الهمم لمعرفة ذلك من أعظم القرب، وحذرًا مما قال المشركون: ﴿ إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ ﴾ [الزخرف: 22]، وليمتحنهم ويُثيبهم؛ كما قال: ﴿ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ [يونس: 4]، فنبَّههم على أن أعلى المنازل هو الثواب، فلو كان القرآن كله محكمًا لا يحتاج إلى تأويل لسقطت المحنة، وبَطَل التفاضل، واستوت منازل الخَلْق، ولم يفعل الله ذلك؛ بل جعل بعضه محكمًا؛ ليكون أصلاً للرجوع إليه، وبعضه متشابهًا يحتاج إلى الاستنباط والاستخراج ورده إلى المُحكَم؛ ليستحق بذلك الثواب الذي هو الغرض، وقد قال تعالى: ﴿ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ﴾ [آل عمران: 142]"؛ البرهان: 2- 75.

 

5- الاهتمام بمجموعة من العلوم الهامة التي لا بد منها لتفسير المتشابه، وأَخُص بالذِّكر علم أصول الفقه واللغة، والبلاغة والبيان والمعاني، وبعض علوم الآلة كالنحو والصرف وغيرها.

 

ولا شك أن معرفة هذه العلوم والإلمام بها من الضروريات لكل مَن رام تفسير المتشابه، وهذا ما يُسهِم في تأصيل هذه العلوم الجليلة والاهتمام بها غاية الاهتمام.

 

فكون القرآن متضمِّنًا للمتشابه يجعل من أراد بيان هذا المتشابه مفتقرًا إلى العلم بطرق التأويلات والترجيحات، وهذا بدوره يجعله مفتقرًا إلى الإلمام بهذه العلوم، التي لولا وجود هذا المتشابه في القرآن الكريم لما تَمَّ تحصيلها أو الاهتمام بها.

 

6- اتساع مَدارِك العلماء من أهل التفسير، فإن الإقبال على هذه المهمة الصعبة المتمثِّلة في بيان مراد الله تعالى من المتشابه، وما يُصاحبه من بذل وُسْع وجهد - لا بد أن يُثمِر اتساعًا في المدارك، ونماء في التفكير، وقوة في البصائر، وذلك فضل من الله يؤتيه من يشاء.

 

7- ومن الحِكم في وجود المتشابه في القرآن الكريم إظهار الاستسلام، خاصة إذا علِم أن أغلب المتشابهات ليست في باب الأحكام وما له علاقة بالتكليف، وإنما تتعلَّق في الغالب بالعقائد، ومعلوم أن العقيدة لا يجوز فيها إلا التسليم؛ كما قال الإمام الطحاوي - رحمه الله تعالى - في عقيدته: "ولا تثبت قدم الإسلام، إلا على ظهر التسليم والاستسلام".

 

8- وقد أشار الإمام فخر الدين الرازي إلى بعض حِكم وجود المتشابه في القرآن الكريم بقوله: " لو كان القرآن محكمًا بالكلية، لما كان مطابقًا إلا لمذهب واحد، وكان تصريحه مبطِلاً لكل ما سوى ذلك المذهب، وذلك مما ينفر أرباب المذاهب عن قَبُوله وعن النظر فيه، فالانتفاع به إنما حصل لما كان مشتملاً على المُحكَم وعلى المتشابه، فحينئذٍ يطمع صاحب كلِّ مذهب أن يجد فيه ما يقوِّي مذهبه، ويؤثِر مقالتَه، فحينئذٍ ينظر فيه جميعُ أرباب المذاهب، ويجتهد في التأمل فيه كلُّ صاحب مذهب، فإذا بالَغوا في ذلك صارت المُحكَمات مُفسِّرة للمتشابهات، فبهذا الطريق يتخلَّص المبطل عن باطله، ويَصِل إلى الحق"؛ ا. هـ.

 

لكن هذا الكلام من الإمام الرازي لا يُسلَّم؛ بل ربما لا يَصِح، فإن كان المقصود بالمذاهب المذاهب الفقهيَّة، فهي لم تظهر نتيجة وجود المتشابه في القرآن، وإن كان مقصوده المذاهب العقدية - ولعله المراد والله أعلم - فكيف يقال: إنه لو اقتصر القرآن على المُحكَم لما ناسَب إلا مذهبًا واحدًا ونفَّر المذاهب الأخرى عنه؟

 

وظاهر هذا الكلام أن وجود المتشابه في القرآن هو الذي يُغذِّي هذه المذاهب العقدية، بحيث يجد أصحاب كل مذهب ما يقوُّون به رأيَهم، ويحملون المتشابه على ما يُوافَق مذهبهم، ولا شك أن هذا لا يَصِح؛ لأن معناه أن القرآن بما فيه من المتشابه يدعو إلى التفرقة في باب العقيدة التي لا يجوز فيها إلا الاجتماع، فالعقيدة تتميَّز بوحدانيتها وعدم تَعدُّدها، والحق فيها واحد، فمن ذلك رؤية الله تعالى مثلاً في الجنة، فكيف يقال: إن لكل صاحب مذهب في الرؤية دليلاً من التشابه، ونفس الشيء بالنسبة لمسائل القدر وغيرها، إذًا فلا يَصِح أن نقول: إن للجبرية أو القدرية أو الخوارج والمرجئة وغيرها ما يقوِّي مذاهبها الفاسدة من خلال الآيات المتشابهات، بل الذي يَسلُكه هؤلاء الفِرق هو ما ذمَّه الله تعالى بقوله: ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ﴾ [آل عمران: 7]، وهو الذي حذَّر منه النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: (فإذا رأيت الذين يتَّبِعون ما تَشابَه منه، فأولئك الذين سمَّى الله؛ فاحذروهم)، والله أعلم.

 

9- ولعل من الفوائد كذلك، بذل الوُسْع لإدراك حِكم وجود المتشابه في القرآن الكريم، فكما مرَّ، فإنه - سبحانه - حكيم في أفعاله وأقواله وأحكامه، ولا جَرَم أن محاولة إدراك بعض حِكَم الله تعالى في شرعه وأقواله - ومنها هذا القرآن العظيم - مجالٌ رحْب يتنافس فيه المتنافسون لنيل الأجر والمثوبة من رب العالمين، ثم إذا لم يُدرِك العبد شيئًا من هذه الحِكم، رجع على نفسه بالعجز والضعف، واستسلم لربه موقِنًا أنه - سبحانه - حكيم.

 

وقد أجمل الإمام الزمخشري - رحمه الله تعالى - القول في حِكَم وجود المتشابه في القرآن، فقال في كتابه الكشاف: "فإن قلت: فهلا كان القرآن كله مُحكَمًا، قلت: لو كان كله محكمًا لتعلَّق الناس به؛ لسهولة مأخذه، ولأعرضوا عما يحتاجون فيه إلى الفحص والتأمل من النظر والاستدلال، ولو فعلوا ذلك، لعطَّلوا الطريق الذي لا يتوصَّل إلى معرفة الله وتوحيده إلا به، ولما في المتشابه من الابتلاء والتمييز بين الثابت على الحق والمُتزلزِل فيه، ولما في تقادُح العلماء وإتعابهم القرائح في استخراج معانيه ورده إلى المُحكَم من الفوائد الجليلة والعلوم الجمَّة ونيل الدرجات عند الله؛ ولأن المؤمن المعتقد أنْ لا مُناقضة في كلام الله ولا اختلاف إذا رأى فيه ما يتناقَض في ظاهره، وأَهمَّه طلب ما يُوفِّق بينه ويُجريه على سنن واحد، ففكَّر وراجَع نفسه وغيره ففتح الله عليه، وتبيَّن مطابقة المتشابه المُحكَم، ازداد طمأنينة إلى معتقده وقوة في إيقانه"؛ ا. هـ.

 

المراجع:

• المفردات في غريب القرآن؛ للراغب الأصفهاني.

• البرهان في علوم القرآن؛ للإمام الزركشي.

• الإتقان في علوم القرآن؛ للإمام السيوطي.

• مفاتيح الغيب؛ للإمام فخر الدين الرازي.

• تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان؛ للشيخ عبدالرحمن السعدي.

• شرح لمعة الاعتقاد؛ للشيخ ابن عثيمين.

• شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل؛ للإمام ابن القيم.

• الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل؛ للإمام الزمخشري.

• العقيدة الطحاوية.

• صحيح البخاري.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الحكمة من وجود المتشابه في القرآن الكريم (1)
  • قراءة في كتاب: توجيه المتشابه في القرآن الكريم - دراسة في ملاك التأويل لابن الزبير الأندلسي

مختارات من الشبكة

  • المتشابه اللفظي في القرآن الكريم لمحسن بن علي الشهري(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • المتشابه وأنواعه والحكمة منه في القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أثر دلالة السياق القرآني في توجيه معنى المتشابه اللفظي في القصص القرآني(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • معجم المتشابهات للزواوي لألفاظ القرآن الكريم وعلامات للآيات المتشابهات لتثبيت الحفظ (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • توجيه المتشابه اللفظي في القرآن الكريم: دراسة مقارنة بين الزمخشري وعبد الله بن فودي (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • صدور كتاب (المتشابه اللفظي في القرآن الكريم وأسراره البلاغية) للدكتور صالح الشثري(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • القرآن عند الأصوليين: تعريفه وحجيته، عروبته وتواتره، المحكم والمتشابه في القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حمل المتشابه على المحكم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة تلخيص المتشابه في الرسم(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • بلاغة المتشابه اللفظي في سورة التوبة(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب