• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا والآخرة
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الكبر
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    الفرق بين إفساد الميزان وإخساره
    د. نبيه فرج الحصري
  •  
    مهمة النبي عند المستشرقين
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (3)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    ماذا سيخسر العالم بموتك؟ (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    ثمرة محبة الله للعبد (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    خطبة: القلق من المستقبل
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خطبة: المخدرات والمسكرات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

نفحات قرآنية (32)

نفحات قرآنية (32)
بخاري أحمد عبده

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 3/4/2013 ميلادي - 22/5/1434 هجري

الزيارات: 5078

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نفحات قرآنية (32)


قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 183-185].

 

دين اليسر:

يقف المؤمن خاشعًا أمام قوله سبحانه ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾ [البقرة: 185] ويستحضر - وهو يتمعن - كل صفات الجمال التي نعت (بالبناء للمجهول) بها رب العالمين، من حلم، ورحمة، وسلام، وود، وغفران، ورأفة … إلخ.

 

ومثل هذه الوقفة الخاشعة حرية أن تتداعي لها الآيات، وتتنادي لها الأحاديث التي تعمق الإحساس باليسر، والرفق، وسائر الألطاف التي تغمر البرية، قاصيها، ودانيها، تقيها وعاصيها. "ليس أحد أصبر على أذي سمعه من الله، إنهم ليدعون له ولدًا، وإنه ليعافيهم، ويرزقهم" البخاري. "... ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته أحد" متفق عليه.

 

وألطاف الله كانت تملأ خاطر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقد عاش يتطلع إليها، ويستمطرها ويشكرها ويهدي المسلمين إليها.

 

ولعله - عليه الصلاة والسلام - كان يعنيها وهو يسأل ربه النور الغامر "اللهم اجعل في قلبي نورًا، وفي بصري نورًا، وفي سمعي نورًا، وعن يميني نورًا، وعن يساري نورًا، وفوقي نورًا، وتحتي نورًا، وأمامي نورًا، وخلفي نورًا، واجعل لي نورًا) رواه الخمسة.

 

فليس ألطف، ولا أرق وأصفى من الأنوار الربانية ﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ.. ﴾ [النور: 35].

 

والمولى سبحانه رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على سواه) رواه مسلم. وفي رواية له أنه - صلى الله عليه وسلم - قال لعائشة: "عليك بالرفق وإياك والعنف، والفحش، إن الرفق لا يكون في شئ إلا زانه، ولا ينزع من شئ إلا شانه".

 

وشعار الإسلام الذي عليه خاتم محمد - صلى الله عليه وسلم - (بشروا، ولا تنفروا، ويسروا، ولا تعسروا) متفق عليه. وكمال هذا الشعار وثمرته "التطاوع والوفاق" فإنهما يدلان على السماحة، وطيب النفس ويسرها. أما التنافر والشقاق فهما صدي المتربة النفسية وضيق الصدر، والتطاوع، والوفاق تجدهما فيما رواه ابن أبي بردة قال: - بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا موسي، ومعاذا إلي اليمن فقال: يسرا، ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا، وتطاوعا، ولا تختلفا) متفق عليه. وليس معني هذا أن نعدل، ونغير في الحقائق ولكن المعني أن نوغل برفق، وأن نرعي عند التطبيق حسن المدخل، وننشد روح الإسلام حين يغزر عطاء النص.

 

ومبدأ التيسير المطلق الذي يسود آفاق الإسلام فوق أنه يوفر المناخ الصحي السلس الذي يطلق الطاقات يفسح - كذلك - مجالات الحرية، ويطلق أعنتها (بكسر العين وتشديد النون المفتوحة. جمع عنان) ذلك لأن التعسير تعتيم، وتقييد، وحد لفاعلية المعنويات التي تحفز للطموح، وتغري بالنهوض.

 

و الإسلام - حدا من أوزار المعسرة والتعسير - يكفل للمسلم كل الأجواء النقية التي تشرح الصدور، وتوفر الصحة النفسية. والصحة النفسية هي طيب النفس. وطيب النفس النعيم وانشراح الصدر، وانفكاكه عن الأوزار التي تشد إلي أسفل، وتصد عن السبيل، أول بواعث الوثوب وبشائر النجاح ﴿ أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [الزمر: 22].

 

وظني أن المولي جل وعلا إذ يقرر رسوله - صلى الله عليه وسلم - بقضايا شرح الصدر، ووضع الوزر، وتحرير الظهر، واذهاب العسر.. إنما يمن على الرسول الكريم بهذه النعم. التي تتيح له - صلى الله عليه وسلم -، وللمسلمين أن يمضوا أصحاء، أسوياء، مستبشرين، متخففين نحو الغاية المثلي التي حددت لهم ﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ * فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾ [الشرح: 1 - 8] نعم إذا خلص الإنسان من أوضاره، وفرغ من وطأة أوزاره فلا شئ يعوقه عن أن يكدح إلي ربه، وينصب في سبيل مولاه متخففًا من كل العوائق، متحررًا.

 

وإدراكًا لمغبات العسر كان - صلى الله عليه وسلم - لا يخير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا. فإن كان إثمًا كان أبعد الخلق عنه. مصداق ما جاء في الصحيح.

 

والعسر قد تبذر بذوره في طريقك. وقد تتصاعد أبخرته من أعماقك. وقد تنعقد سحبه في آفاقك منبعثة من عقلك، عالقة بأفكارك. ولعل الإسلام حين كره الشؤم والطيرة، والعيافة، والطرق[1]، وحين نفى العدوى، والهامة[2] وصفر والغول، أراد أن يحرر النفوس والعقول من وطأة هذه المعتقدات التي تكبل العقول، وتحجب الرؤية، وتقلل من حرية الحركة.

 

إن الإسلام حريص على محو درن العقول، وخبث النفوس، والعسرة التي تجثم في الصدور. وتحقيقًا لهذا أولي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضايا الشعوذة، والخبال اهتمامًا زائدًا، وحذر في مواقف عدة عن الاستسلام المخزي لأفكار الجاهلية وعدها من الجبت "من السحر والكهانة". قال - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه البخاري "لا عدوى ولا طيرة ولا هامة، ولا صفر، وفر من المجذوم كما تفر من الأسد" وقال فيما رواه أبو داود "العيافة والطرق، والطيرة، من الجبت".

 

اتقوا زيغة الحكيم:

والإسلام الذي حرر العقول من التبعية العمياء للآباء، والأجداد، والذي حرر من الأمعية، ومن الدوران الأصم في فلك المترفين أولي النعمة، أو المرموقين أرباب الألسنة النعمة، أو الأقلام أو الأفكار... حررنا كذلك من أن نظن العصمة ببشر خلا الرسول صلوات الله وسلامه عليه. فلا حصانة لفكر بشري، ولا قداسة لرأي بشري، ولا ثقة في علم بشري يستقي مقدماته من الرؤية القاصرة المحدودة، ويبني نتائجه على الاتفاقية فروض قد تشط وتجمح، وقد تضل، وتقصر، ولا في عالم قد تتعدد رؤاه فتلتبس أموره، وقد تتنازعه النوازع فيبعد عن الموضوعية. وقد... وقد... والقصور العلمي قدر البشرية ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 85] والقلة هنا تعني قلة الكم، وتعني ضآلة القدرة على الاستفادة بما نستظهر، فرب حامل فقه غير فقيه".

 

ولعل الإسلام وهو يذكر فتنة قارون بعلمه ﴿ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي ﴾ [القصص: 78] وحين يركز على مصائر أقوام أثاروا الأرض، وعمروها، ونحتوا من الجبال، واتخذوا المصانع. ﴿ أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ ءَايَةً تَعْبَثُونَ * وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ ﴾ [الشعراء: 128-129] ﴿ أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا ءَامِنِينَ * فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ * وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ.. ﴾ [الشعراء: 146-149]، وحين يذكر فسوق كثير من الأحبار، والرهبان الذين يأكلون أموال الناس بالباطل، ويصدون عن سبيل الله، وحين يذكر افتتان أقوام بالأحبار، والرهبان ﴿ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا... ﴾ [التوبة: 31]... الإسلام بمثل هذا يستهدف تربية المسلم تربية استقلالية تكفل له ألا يعيش دهره ترسًا في عجلة.. يدور حيث دارت العجلة، أو ذنبا في "دبر" يبصبص، أو يرتفع وينخفض، ويهتز بإرادة حيوان، كيف وقد بوأك الإسلام الصدارة، وضمن لك مقام الشهادة، وأتاح فرص الخيرية المطلقة (لك الصدر دون العالمين أو القبر)؟

 

ولقد تشبع صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهذه الروح الإسلامية المتفتحة الفطنة، وصاغوا من روحهم، الوثابة، ومن تشبعهم بالرحيق السماوي، ومن وعيهم، وانتفاعهم بهدايات الإسلام، ومن رؤيتهم المقتبسة من النبعين الثريين، صاغوا وصايا حكيمة سديدة لتبقي مشاعل ومعالم على الطريق تتضافر كلها على توفير المناخ الصحي الذي تزدهر فيه شجرة الحرية.

 

‌أ- من ذلك ما رواه الدارمي بسند صحيح. عن زياد بن حدير قال:- قال لي عمر: هل تعرف ما يهدم الإسلام؟ قال:- قلت لا. قال (يهدمه زلة العالم، وجدال المنافق بالكتاب، وحكم الائمة المضلين). وكل واحد من هؤلاء الثلاثة ينطلق من موقع تأثير. إلا أن العالم قد لا يأمن - بعلمه - غوائل البشرية، وقد تثور في دمه أعاصير المادة والهوى فيتعثر، أو يزل ويسقط وينهار والإمام يغوى من موقع تأثير. والمنافق يماري ملوحًا بالكتاب الكريم ذي التأثير ولكن ليموه ويمكر ويخدع.

 

والمؤمن الحصيف ينبغي ألا يمزج بين الوعاء، والموعي (بضم الميم، وفتح العين) وألا ينسى أن الإناء قد يصدأ، أو يشرخ أو يشدخ ويكسر، ويتفتت، وارتباط المؤمن بالأشخاص ارتباطًا أعمى، وتلقفه لكل أقوالهم بلا تمحيص، يشل كياسته، ويعطل فطنته، ويعجز حركته، ويسكب حريته - المذابة - في إناء غيره ليعيش مسلوب الحرية إمعة، ليعيش ذيلًا.

 

ب- ومن ذلك ما رواه يزيد عن عمير قال:- كان معاذ لا يجلس مجلسًا للذكر إلا قال:- الله حكم قسط. هلك المرتابون. فاحذروا زيغة الحكيم، فإن الشيطان قد يقول الضلالة على لسان الحكيم، وقد يقول المنافق الحق. قال - قلت لمعاذ: وما يدريني؟ فقال:- اجتنب من كلام الحكيم المشتبهات التي يقال فيها ما هذه، ولا يثنيك ذلك عنه، فإنه لعله أن يراجع الحق. وتلق (بفتح اللام وتشديد القاف) إذا سمعته، فإن على الحق نورًا) فتح المجيد ص 273.

 

وظني أن معاذًا رضي الله عنه يشير (بزيغة الحكيم) إلي زلة العالم، ويدعو إلي موضوعية العلم، والتحرر من كل تأثير خارجي.

 

وهذه الآثار التي ذكرناها، أو ألمحنا إليها، تتضافر كلها لتعلن:-

1- إن الإسلام - برغم وضوح معالمه، ودقة نصوصه، وتحدد أهدافه - فيه مجال للنظر وتعدد الرؤي بشرط ألا نتجاوز النطاق الذي تفرضه النصوص القاطعة الصحيحة.

 

2- وأن المسلم إذا تشعبت أمامه السبل يتحري المسلك الأيسر الذي يصل به إلي الغاية مظللًا (بضم الميم، وفتح الظاء، وتشديد اللام الأولي مفتوحة) بالسكينة، مجنبًا مشاكل الوعورة، وبواعث اللهاث.

 

3- وأن الرفق:

(‌أ) أن ترفق بنفسك (التي بين جنبيك فلا تكلفها شططًا، ولا تحملها من البلاء ما لا تطيق، ولا تزج بها في دياجير الشعب، ومخاطر المشتبهات … إلخ.

 

(‌ب) وأن ترفق بغيرك فتجبر كسره، وترعى جوانب ضعفه في كل المواقف (رحم الله رجلًا سمحًا إذا باع، وإذا اشتري، وإذا اقتضي) رواه البخاري.

 

والرسول - صلى الله عليه وسلم - حين يدعو إلي السماحة المترفقة:

(1) يؤكد مضمون الآية الكريمة ﴿ وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إلى مَيْسَرَةٍ... ﴾ [البقرة: 280].

 

(2) ويحدوك عليه الصلاة والسلام إلي أفعال المولى جل وعلا الذي يجيب المضطر ويكشف السوء، ويغفر لكل من اضطر في مخمصة غير متجانف لاثم.

 

ومن الرفق بالغير أن تهديه إذا أدلهمت - عليه - السبل، وأن تختار له إذا التبست - عليه - الأمور، وأن تغضي عن هنأته، وتصفح عن صغائره، وألا تتبع عوراته، أن تهتم به، وبمصالحه، حاضرًا معك أو غائبًا عنك.

 

4- وإن الاسلام أشبع، وأغني، فلا عطاء يعلو على عطائه ولا اجتهاد في حضرة نصوصه، ولا طاغوت يرعي في ساحته.

 

5- وأن الناس خلفاء، يخلف اللاحق منهم السابق. والذوات تعظم، أو تصغر بمقدار قربها، أو بعدها من الله، وهداياته، وشريعته. وأن القيم التي علا بها العالون باقية، وأن نعمة الوعي التي فقه بها الأولون ماضية، وأن كلمات الله التي اعترفوا منها لا تنفد.

 

6- وأن روح الإسلام تخفق من حول المسلمين، وتنعش في سمواتهم فلا يمكن لعين مؤمنة أن تخطئها. وهي الملاذ أن تعددت الرؤي، وكثرت المفاهيم.

 

7- وأن رائد المسلمين دائمًا أحاديث رسول الله، ومنها ما رواه ابن مسعود، وزيد بن ثابت رضي الله عنهما: (نضر الله عبدًا سمع مقالتي، فحفظها، ووعاها، وأداها: فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلي من هو أفقه منه. ثلاث لا يغل[3] عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله، والنصيحة للمسلمين، ولزوم جماعتهم فإن دعوتهم تحيط من ورائهم".

 

يتبع،،



[1] العيافة: زجر الطير، والتفاؤل بأسمائها وأصواتها، والطرق نوع من التكهن. ومنه الضرب بالحصى، والخط في الرمل، واللعب بالودع ونحوها من التمائم... والغول واحد الغيلان وهي جنس من الجن، والشياطين. وكانت العرب تزعم أن الغول يتراءى للناس في الفلاة وتتلون لهم تلوناً في صور شتى وتضلهم عن الطريق وتهلكهم فنفاه النبي، وأبطله. فتح المجيد ص310

[2] الهامة اسم طير كانوا يتشاءَمون به، أو إشارة على ما كانوا يعتقدون من أن روح الميت تنقلب هامة تطير. وصفر ما كانوا يعتقدون من أن في البطن دابة تهيج عند الجوع وربما قتلت صاحبها.. إلى غير ذلك من قولهم أنه العدوى، أو حية في البطن، أو ما كانوا يعتقدون من أن شهر صفر شهر شؤم.

[3] لا يدخله حقد، ولا يخون، والمعنى أن هذه الخلال الثلاث تستصلح بها القلوب، فمن تمسك بها طهر قلبه من الخيانة والدخل والشر. أ.هـ «مشكاة».





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • نفحات قرآنية (28)
  • نفحات قرآنية (29)
  • نفحات قرآنية (30)
  • نفحات قرآنية (31)
  • نفحات قرآنية (33)
  • نفحات قرآنية (34)
  • نفحات قرآنية (35)
  • نفحات قرآنية (36)

مختارات من الشبكة

  • نفحات رمضانية تدبرية: ثلاثون نفحة تدبرية (PDF)(كتاب - ملفات خاصة)
  • وأطل علينا شعبان بنفحة من نفحات الخير(مقالة - ملفات خاصة)
  • نفحات قرآنية (17)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نفحات قرآنية في سورتي الكافرون والإخلاص(مقالة - موقع الشيخ محمد بن صالح الشاوي)
  • نفحات قرآنية في سورتي الماعون والكوثر(مقالة - موقع الشيخ محمد بن صالح الشاوي)
  • نفحات قرآنية في سور الشمس والضحى والعصر(مقالة - موقع الشيخ محمد بن صالح الشاوي)
  • نفحات قرآنية في سورتي الفجر والبلد(مقالة - موقع الشيخ محمد بن صالح الشاوي)
  • نفحات قرآنية في سورتي البروج والأعلى(مقالة - موقع الشيخ محمد بن صالح الشاوي)
  • نفحات قرآنية في سورتي الانفطار والمطففين(مقالة - موقع الشيخ محمد بن صالح الشاوي)
  • نفحات قرآنية في سور عم والنازعات والتكوير(مقالة - موقع الشيخ محمد بن صالح الشاوي)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب