• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الإسلام يدعو إلى العدل
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    من مائدة التفسير سورة قريش
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    عناية النبي - صلى الله عليه وسلم- بحفظ القرآن ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    خطبة: فوائد الأذكار لأولادنا
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    إمامة الطفل بالكبار
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    القران الكريم في أيدينا، فليكن في القلوب
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    مقام العبودية الحقة (خطبة)
    د. عبدالرزاق السيد
  •  
    الصدقات والطاعات سبب السعادة في الدنيا والآخرة
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الخشوع المتخيل! الخشوع بين الأسطورة والواقع
    شهاب أحمد بن قرضي
  •  
    الانقياد لأوامر الشرع (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    الوقت في الكتاب والسنة ومكانته وحفظه وإدارته ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    تفسير قوله تعالى: {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    تفسير سورة العلق
    أبو عاصم البركاتي المصري
  •  
    النهي عن الوفاء بنذر المعصية
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الدرس السادس والعشرون: الزكاة
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    الخلاصة في تفسير آية الجلابيب وآية الزينة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

الخلاصة في تفسير آية الجلابيب وآية الزينة

الخلاصة في تفسير آية الجلابيب وآية الزينة
د. محمد بن علي بن جميل المطري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/6/2025 ميلادي - 27/12/1446 هجري

الزيارات: 236

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الخلاصة في تفسير آية الجلابيب وآية الزينة


سورة الأحزاب قبل سورة النور في ترتيب النزول، فأنزل الله سبحانه أولًا آية الجلابيب في سورة الأحزاب، وفيها أمر النساء بالحجاب الساتر لجميع أبدانهن حال خروجهن من بيوتهن، ثم أنزل آية زينة المرأة في سورة النور، وفيها بيان ما تُظهِره المرأة من زينتها لأرحامها وللنساء، ذكر العلماء أن سورة الأحزاب نزلت في السنة الخامسة من الهجرة بعد غزوة الخندق، وسورة النور نزلت في السنة السادسة من الهجرة بعد غزوة بني المصْطَلِق.

 

آية الجلابيب:

قال الله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 59]، هذه الآية تسمى آية الجلابيب، وفيها أمر الله سبحانه النساء بإدناء الجلابيب الساترة لجميع أبدانهن عند خروجهن من البيوت وعند الرجال الأجانب، قال ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (15/ 448): "آية الجلابيب في الأردية عند البروز من المساكن"، والجِلباب: هو اللباس الذي يغطي جميع بدن المرأة، قال القرطبي في تفسيره (14/ 243): "الجلابيب جمع جلباب، وهو ثوب أكبر من الخِمار، والصحيح أنه الثوب الذي يستر جميع البدن"، وإدناء الجلباب يشمل تغطية الرأس والوجه حتى يُعرَفْنَ بالعِفَّة فلا يؤذيهنَّ الفَسَقةُ.

 

روى ابن جرير في تفسيره (19/ 181) بإسناد صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يُغطِّين وجوههن من فوق رءوسهن بالجلابيب"، وروى سعيد بن منصور بإسناد صحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت: "تُسْدِلُ المرأةُ جلبابَها من فوقِ رأسِها على وَجْهِها"؛ يُنظر: فتح الباري لابن حجر (3/ 406).

 

قال الجَصَّاص في أحكام القرآن (3/ 486): "في هذه الآية دلالة على أن المرأة الشابة مأمورة بستر وجهها عن الأجنبِيِّين، وإظهار السِّتر والعفاف عند الخروج؛ لئلا يطمع أهل الرِّيَب فيهن"، وقال البيضاوي في تفسيره (4/ 238): "﴿ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ﴾ [الأحزاب: 59]: يغطين وجوههن وأبدانهن بملاحِفهن إذا برزن لحاجة".

 

فهذه الآية تدل دلالة واضحة على وجوب لُبسِ المرأة اللباس السابغ الساتر لجميع بدنها، ومن ذلك ستر وجهها وكفَّيْها وقدميها، فالحجاب الشرعي هو الساتر لجميع بدن المرأة وزينتها بما يمنع الأجانب عنها من رؤية شيء من بدنها أو زينتها التي تتزين بها، ويكون الحجاب باللباس ويكون أيضًا بالبيوت؛ كما قال الله تعالى في آية الحجاب: ﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِن ﴾ [الأحزاب: 53]،والحجاب عبادةٌ وفِطرة، فهو عبادة تؤجر عليه المسلمة، وهو من الفِطْرة التي فطر الله الناس عليها، والشيطان حريص على تغييرِ الفطرة بكشف العورات، ونزع الحياء من العباد، ونشر الفساد؛ كما قال الله تعالى: ﴿ يَابَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ﴾ [الأعراف: 27]، فعلى المرأة المسلمة أن تحذر من وساوس الشيطان، وأن تحرص على الحجاب الكامل الذي يستر جميع بدنها عن أعيُن الرجال الأجانب، ويُرخَّص لها في لبس النقاب ونحوه مما يستر الوجه ما عدا العينين بشرط عدم توسيع فتحة النقاب أكثر من الحاجة، وعدم إظهار شيءٍ من الزينة، فلا تُظهِر الخدين أو الجبهة، ولا تُظهِر زينةً في العينين بالكحل ونحوه، ولا يكون غطاء الوجه شفَّافًا، فآية الجلابيب تبين وجوب ستر المرأة لجميع بدنها حال خروجها من بيتها أو عند الرجال الأجانب، فلا تُظهِر شيئًا من بدنها إلا للحاجة المعتبرة أو الضرورة التي تُقدَّر بقدْرها.

 

وقد أجاز الله سبحانه للمرأة العجوز أن تكشف وجهها وكفيها، وتترك لُبْس الجلباب بشرط عدم إظهار زينتها، قال الله سبحانه: ﴿ وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 60]، ومعنى الآية: والنساء العجائز اللاتي لا يحِضْن ولا يطمعن في الزواج لكِبَر سِنِّهن لا إثم عليهن أن يتركن لُبْس الجِلباب واللثام غير مظهرات للزينة أمام الرجال الأجانب، ولُبْس العجائز الجِلباب واللثام ونحوها من الثياب الظاهرة الزائدة على ما يسترهن خيرٌ لهن وأفضل من خلعها، فرغَّب اللهُ العجائز في تغطية الوجوه ولُبس الجلابيب السابغة أمام الرجال الأجانب، وحرَّم عليهنَّ التبرج بالزينة، وأجاز لهن ترك اللثام وخلع الجِلباب من غير إظهار زينة عند الرجال الأجانب، وهذا يدل على تأكيد أمر الحجاب الكامل لغير العجائز، ويدل على تأكيد النهي عن إظهار المرأة زينتها لغير المحارم والنساء حتى ولو كانت عجوزًا، وجعل الله عدم خلع العجائز للثياب الظاهرة من الاستعفاف الذي تؤجر عليه العجوز، فكيف بالمرأة الشابة؟!

 

إنَّ المرأة الشابة التي تكشف وجهها وكفَّيها عند خروجها من بيتها هي في الحقيقة تتشبَّه بالإماء والعجائز، وقد ذكر العلماء أنه يتأكد وجوب السَّتر وحرمة التبرج على الحسناء الجميلة أكثر من تأكُّده على الشوهاء والعجوز والأَمَة، قال الجَصَّاص الحنفي في أحكام القرآن (3/ 486): "المرأة الشابة مأمورة بستر وجهها عن الأجنبِيِّين وإظهار السِّتر والعفاف عند الخروج؛ لئلا يطمع أهل الرِّيَب فيهن،... والأَمَة ليس عليها سترُ وجهها وشَعرها"، وقال برهان الدين الحنفي في المحيط البرهاني (2/ 494): "المرأة منهية عن إظهار وجهها للرجال من غير ضرورة"، وقال ابن قُدامة الحنبلي في المغني (7/ 102، 103): "العجوز التي لا يُشتهى مثلها لا بأس بالنظر إلى ما يظهر منها غالبًا، وفي معنى ذلك الشوهاء التي لا تُشتهى"، وقال القرطبي المالكي في تفسيره (12/ 229): "قال ابْنُ خُوَيْزِ مَنْدَادٍ: إن المرأة إذا كانت جميلة وخيف من وجهها وكفَّيها الفتنة فعليها ستر وجهها وكفيها، وإن كانت عجوزًا أو مُقبَّحةً جاز أن تكشف وجهها وكفيها"، وقال إمام الحرمين الجويني الشافعي في نهاية المطلب (12/ 31): "اتفاق المسلمين على منع النساء من التبرج والسفور وترك التنقب"، وقال أبو حامد الغزالي في إحياء علوم الدين (2/ 47): "لم يزل الرجال على ممر الزمان مكشوفي الوجوه، والنساء يخرجن منتقبات"، وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري بشرح صحيح البخاري (9/ 324): "لم تزل عادة النساء قديمًا وحديثًا يسترن وجوههن عن الأجانب"، وقال ابن رسلان في شرح سنن أبي داود (16/ 367): "اتفاق المسلمين على منع النساء أن يخرجن سافرات الوجوه، لا سيما عند كثرة الفساد وظهوره"، فستر المرأة وجهها خارج بيتها وعند الرجال الأجانب هو الأصل، وهو الواجب، ويُرخَّص لها في كشف وجهها وكَفَّيها بلا زينة إذا كانت أَمَةً أو عجوزًا أو شوهاء أو للضرورة والحاجة المعتبرة.

 

آية زينة المرأة:

قال الله سبحانه: ﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31].

 

الزينة هي كل ما تتزين به المرأة مما هو خارج عن أصل خِلْقتها؛ كالثياب والحلي والكحل والخضاب، ومعنى الآية: وقل- يا أيها الرسول- للمؤمنات يكفُفن النظر إلى من يشتهين رؤيته من الرجال الأجانب حذرًا من الفتنة، ويحفظن فروجهن عن جميع الفواحش، ولا يُظهِرن زينتهن حال كونهن في البيوت إلا الزينة الظاهرة التي تَظْهَر منها من غير قصد إلى إظهارها مما لا يمكن إخفاؤه؛ كالثياب الظاهرة أو الزينة التي تكون في الوجه والكَفَّين؛ كالكحل والخاتم والخِضاب. وليُلقين الخِمار الذي تُغطِّي به المرأة رأسها على فتحة القميص مما يلي الرقبة ويشددنه ليسترن شعورهن وآذانهن وأعناقهن ونحورهن وصدورهن، وهذا حال كونهن في بيوتهن، أما إذا خرجن من البيوت فقد تقدم في آية الجلابيب أن المرأة تستر بدنها كله.

 

ثم ذكر الله في هذه الآية ما يجوز للمرأة تَعَمُّدُ إظهارِه من الزينة لأرحامها والنساء، وزينة المرأة نوعان:

1- زينة ظاهرة، وهي الثياب الظاهرة الساترة لبدن المرأة، والزينة التي تكون في الوجه والكَفَّين؛ كالكُحل والخاتم والخِضاب الذي يكون في كفَّيْها.

 

2- زينة باطنة، وهي الزينة التي لا يجوز للمرأة كشفها في الصلاة؛ كالحلي الذي يكون في أذنيها وعنقها وذراعيها وساقيها أو الخضاب الذي يكون في ذراعيها وقدميها.

 

ومعنى الآية بالتفصيل: ولا يَتَعَمَّدْنَ أن يُظهِرن زينتهن الباطنة وزينتهن الظاهرة التي تكون في الوجه والكَفَّين مما يجب إخفاؤه عن الرجال إلا لأزواجهن أو لآبائهن وأجدادهن أو لآباء أزواجهن وأجدادهم أو لأبنائهن وأحفادهن أو لأبناء أزواجهن من غيرهن وأحفادهم أو لإخوانهن الأشقاء أو لأب أو لأم أو لبني إخوانهن وأبنائهم أو لبني أخواتهن وأبنائهم أو للنساء المسلمات أو لمماليكهن أو للذين يتبعون القوم للخدمة والطعام ممن لا شهوة لهم في النساء؛ كالرِّجال البُلْه وكبار السنِّ أو للأطفال الذين لم يطَّلِعوا على عورات النساء بالجِماع ولا يشتهونهن لصِغَر سنِّهِم. ولا تَضربِ النساءُ بأرجلهن الأرض أو بإحدى الرجلين على الأخرى فيسمع الرجال صوت الخلاخل المستورة من وراء الثياب. وتوبوا إلى الله- أيها المؤمنون والمؤمنات- بإخلاص في كل حال، واتركوا ما نهاكم الله عنه، وأطيعوه فيما أمركم به من غضِّ الأبصار، وحفظ الفروج، وما أمر به النساء من تغطية المفاتن؛ كأعالي الصدور، وما نهى عنه النساء من إظهار الزينة إلا الزينة التي رخَّص للمرأة في إظهارها في بيتها لأرحامها وللنساء، وفي التوبة إلى الله الفوز بالخير والسعادة في الدنيا والآخرة.

 

وهذه الآية الكريمة ليست في بيان ما تُظهِره المرأة من زينة عند خروجها من البيت كما ظن ذلك بعض العلماء فأجازوا للمرأة الشابة كشف وجهها وكفَّيْها، فهذا قول ضعيف، وأضعف منه وأشنع مما شذَّ به بعضهم فأجاز للمرأة إظهار الكحل والخاتم والخضاب ونحو ذلك من الزينة للرجال الأجانب، فآية الزينة في سورة النور هي في حال كون المرأة في بيتها، فتُظهِر وجهها وكفَّيها وزينتها لمحارمها وللنساء في البيوت، وقد ذكر الله قبل هذه الآية آيات الاستئذان عند دخول البيوت، وذكر اللهُ البيوت في سورة النور 14 مرة، وآية إدناء الجلابيب هي في بيان ما يجب على المرأة من الستر الكامل عند خروجها من البيت وعند الرجال الأجانب.

 

ويدل على أن آية الزينة في حجاب المرأة في بيتها سياق الآية لمن تأملها، ففيها أمرُ المرأة بتغطية صدرها من غير ذكر تغطية الوجه، وذلك يكون في البيوت، وفيها إباحة إبداء المرأة زينتها للآباء والأبناء والإخوة وغيرهم من الأرحام وللنساء، والمرأة إنما تُظهِر لهم زينتها غالبًا في البيوت لا خارجها، وفيها التفريق بين الزينة التي تُظهرها المرأة للمحارم والأطفال وبين العورات التي لا يظهَر عليها الأطفال، وفيها نهي المرأة عن الضرب برجلها لإظهار صوت الخَلْخال، والمرأة تلبس الخَلْخال في رجليها غالبًا في بيتها وليس عند خروجها، والنهي عن إظهار صوت الخَلْخال للرجال الأجانب عام، سواء كانت المرأة في بيتها أو خارج بيتها، ويُقاس عليه إظهار صوت جميع حُلِيِّها؛ لأن إسماع صوته بمنزلة إبدائه.

 

وقد صحَّ عن ترجمان القرآن عبدالله بن عباس أنه فسَّر آية سورة النور بما يدل على أنها لبيان ما تُظهِره المرأة من زينتها في بيتها للمحارم والنساء، فعن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: ﴿ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ﴾ [النور: 31]، قال: "الزينة الظاهرة: الوجه وكحل العين وخضاب الكف والخاتم، فهذا تُظهِره في بيتها لمن دخل عليها، والزينة التي تُبديها لمحارمها: قرطاها وقلادتها وسواراها، فأما خَلْخالها ونحرها وشعرها فلا تبديه إلا لزوجها"؛ رواه ابن جرير في تفسيره (17/ 259، 264) والبيهقي في السنن الكبير (7/ 152) بإسناد صحيح، قال البيهقي بعد رواية قول ابن عباس السابق: "هذا هو الأفضل ألا تبدي من زينتها الباطنة شيئًا لغير زوجها إلا ما يظهر منها في مهنتها،... والصحيح أنها لا تبدي لذوي محارمها إلا ما يظهر منها في حال المهنة، وبالله التوفيق"، وقال ابن قدامة في المغني (7/ 98، 99): "يجوز للرجل أن ينظر من ذوات محارمه إلى ما يظهر غالبًا؛ كالرَّقبة والرأس والكفين والقدمين ونحو ذلك، وليس له النظر إلى ما يستتر غالبًا؛ كالصدر والظهر ونحوهما، وما لا يظهر غالبًا لا يُباح النظر إليه؛ لأن الحاجة لا تدعو إلى نظره، ولا تؤمن معه الشهوة ومواقعة المحظور"، فالصحيح عند الفقهاء جواز إظهار المرأة شعرها عند النساء والرجال المحارم؛ كالأب والابن والأخ، وسترها شعر رأسها عند الرجال المحارم أفضل، والقول بأنَّ عورة المرأة أمام أرحامها الرجال هو ما بين السُّرَّة والرُّكْبة قولٌ مرجوح عند كثير من العلماء، قال الخَرشي في شرح مختصر خليل المالكي (1/ 248): "عورة الحرة مع الرجل المحْرَم مِن نسبٍ أو رضاعٍ أو صِهرٍ جميع بدنها إلا الوجه والأطراف، وهي ما فوق المنحر، وهو شاملٌ لشعر الرأس، والقدمان والذراعان، فليس له أن يرى ثديها وصدرها وساقها"، وينبغي التنبه إلى أنَّ الفقهاء الذين حدَّدُوا عورة المرأة أمام المرأة بما بين السُّرَّة والرُّكْبة لا يقصدون جواز كشفها لذلك في بيتها على الدوام أمام النساء والرجال المحارم، بل عند العذر والحاجة المعتبرة، والأرجح عند العلماء المحققين أنه لا يجوز للمرأة كشف صدرها وبطنها وظهرها أمام النساء بلا عُذرٍ ولا حاجةٍ معتبرة، قال ابن القطَّان في إحكام النظر (ص: 284): "تُبدي المرأة للمرأة ما تُبديه لذوي محارمها، وهي ممنوعة مما زاد عليه".

 

وفي تفسير قوله تعالى: ﴿ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ﴾ [النور: 31]، قولان مشهوران للعلماء:

القول الأول: أنه الثياب الظاهرة، صحَّ عن ابن مسعود رضي الله عنه.

 

القول الثاني: أنه الوجه والكفان، صحَّ عن ابن عباس رضي الله عنهما.

 

وكلا القولين صواب، فمراد من قال: الوجه والكفان؛ أي: داخل البيوت أمام النساء والمحارم، وقد صحَّ عن الحسن البصري أنه فسَّر هذه الآية بالقولين، روى ابن جرير في تفسيره (17/ 261) عن الحسن البصري قال: (الوجه والثياب).

 

وتقدم ما رواه ابن جرير في تفسيره (19/ 181) بإسناد صحيح عن ابن عباس قال: "أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يُغطِّين وجوههن من فوق رءوسهن بالجلابيب"، وصحَّ عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ﴾ [النور: 31]، قال: "هو الوجه والكُحْل والكفُّ والخِضاب والخاتم"؛ رواه عبدالرزاق الصنعاني في تفسيره (2/ 435)، ويحيى بن معين كما في الجزء الثاني من حديث يحيى بن معين رواية أبي بكر المروزي (ص: 88)، والبيهقي في السنن الكبير (7/ 137) من عدة طرق عن ابن عباس، فما جاء عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى: ﴿ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ﴾ [النور: 31]، أنه الوجه والكفان يقصد بذلك إظهار الوجه والكفين في البيوت، حيث لا يكون هناك أحد من الرجال الأجانب، أما إذا خرجت المرأة من بيتها فعليها أن تغطي وجهها بالجِلباب؛ لأنَّ الله سبحانه أمر النساء بإدناء الجلابيب الساترة لجميع أبدانهن عند خروجهن من البيوت وعند الرجال الأجانب، ولا يجوز للمرأة الشابة كشف وجهها وكَفَّيها عند الرجال الأجانب لغير حاجة معتبرة أو ضرورة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير قوله تعالى: ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء
  • تفسير آية أمر الرجال بغض البصر وفوائده
  • حديث زواج النبي بعائشة وهي بنت ست سنين
  • تفسير قوله تعالى: {قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا}
  • تفسير آية دعاء من بلغ الأربعين

مختارات من الشبكة

  • خلاصة الخلاصة في أحكام الحج والعمرة (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الخلاصة في تفسير آيات إفساد بني إسرائيل في الأرض مرتين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الخلاصة من تفسير الطبري لعقيل بن سالم الشمري(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الخلاصة العلمية إصدار مركز المنهاج للإشراف والتدريب التربوي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الخلاصة في حكم زكاة حلي المرأة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الخلاصة في أحكام زكاة عروض التجارة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الاستشراق السياسي وصناعة الكراهية بين الشرق والغرب (الخلاصة والنتيجة)(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • الخلاصة والنتيجة من كتاب صدام الثنائيات افتعال الصراع بين الملتقيات(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • الخلاصة النافعة في أحكام الحج والعمرة (WORD)(كتاب - ملفات خاصة)
  • الخلاصة في أحكام الزكاة(مقالة - موقع الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ندوة دولية في سراييفو تبحث تحديات وآفاق الدراسات الإسلامية المعاصرة
  • النسخة الثانية عشرة من يوم المسجد المفتوح في توومبا
  • تخريج دفعة جديدة من الحاصلين على إجازات علم التجويد بمدينة قازان
  • تخرج 220 طالبا من دارسي العلوم الإسلامية في ألبانيا
  • مسلمو سابينسكي يحتفلون بمسجدهم الجديد في سريدنيه نيرتي
  • مدينة زينيتشا تحتفل بالجيل الجديد من معلمي القرآن في حفلها الخامس عشر
  • بعد 3 سنوات أهالي كوكمور يحتفلون بإعادة افتتاح مسجدهم العريق
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 27/12/1446هـ - الساعة: 15:51
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب