• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    فضل الصبر على المدين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    تفسير قوله تعالى: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    محاسن الإرث في الإسلام (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    تفسير: (لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    علامات الساعة (2)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    ما جاء في فصل الصيف
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير سورة الغاشية

تفسير سورة الغاشية
يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 28/12/2024 ميلادي - 26/6/1446 هجري

الزيارات: 678

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تفسير سورة الغاشية

 

سُورَةُ (الْغَاشِيَةِ): مَكِّيَّةٌ بِلَا خِلَافٍ[1]، وَهِيَ سِتٌّ وَعِشْرُونَ آيَةً.

 

أَسْمَاءُ السُّورَةِ:

وَقَدْ ذُكِرَ مِنْ أَسْمَائِهَا: سُورَةُ (الْغَاشِيَةِ)، وَسُورَةُ (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ)، وَسُورَةُ (هَلْ أَتَاكَ)[2].


الْمَقَاصِدُ الْعَامَّةُ مِنَ السُّورَةِ:

حَوَتْ هَذِهِ السُّورَةُ الْكَثِيرَ مِنَ الْمَقَاصِدِ وَالْمَعَانِي الْعَظِيمَةِ، وَمِنْ ذَلِكَ[3]:

• تَهْوِيلُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَا فِيهِ مِنْ عِقَابِ أَهْلِ النَّاِر.


• ذِكْرُ ثَوَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَمَا هُمْ فِيهِ مِنْ نَعِيمٍ.


• تَثْبِيتُ النَّبِيِّصلى الله عليه وسلم عَلَى الدَّعْوَةِ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَأَنْ لَا يَعْبَأَ بِإِعْرِاضِ الْمُكَذِّبِينَ وَالْمُعَانِدِينَ.


شَرْحُ الْآيَاتِ:

قَوْلُهُ: ﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَة ﴾، (هل): اسْتِفْهَامٌ بِمَعْنَى: قَدْ[4]، (الغاشية): الْقِيَامَة الَّتِي تَغْشَى النَّاسَ بِشَدَائِدِها وَأَهْوَالِهَا[5]؛ وَسُمِّيَتْ غَاشِيَةً لِأَنَّهَا إِذَا حَصَلَتْ لَمْ يَجِدِ النَّاسُ مَفَرًّا مِنْ أَهْوَالِهَا، فَكَأَنَّهَا غَاشٍ يَغْشَى عَلَى عُقُولِهِمْ[6]، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيم * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيد ﴾ [سورة الحج:1-2].

 

وَحِينَهَا يَنْقَسِمُ النَّاسُ إِلَى فَرِيقَيْنِ؛ فذكرَ الفَرِيْقَ الْأَوَّل، وَهُوَ:

قَوْلُهُ: ﴿ وُجُوهٌ ﴾، أَيْ: وُجُوهُ الْكُفَّارِ، ﴿ يَوْمَئِذٍ ﴾، أَيْ: يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ﴿ خَاشِعَة ﴾، أي: ذَلِيلَةٌ يَظْهَرُ عَلَيْهَا الْخِزْيُ وَالْهَوَانُ[7].

 

قَوْلُهُ: ﴿ عَامِلَةٌ نَّاصِبَة ﴾، أي: مُجْهَدَةٌ بِالْعَمَلِ وَالتَّعَبِ فِي النَّارِ مِنْ جَرِّ السَّلَاسِلِ، وَصُعُودِهِمْ وَهُبُوطِهِمُ الْوِهَادَ وَالْوِدْيَانَ[8]، كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا ﴾ [سورة المدثر:١٧]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا ﴾ [سورة الجن:17][9].

 

وَمِنَ الْمُفَسِّرِينَ مَنْ قَالَ: إِنَّ الْعَمَلَ وَالنَّصَبَ كَانَ مِنْهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَيْسَ فِي الْآخِرَةِ، كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا ﴾ [سورة الفرقان:23][10].

 

وَالْأَقْرَبُ: أَنَّهُ فِي الْآخِرَةِ؛ لِأَنَّ سِيَاقَ الْآيَاتِ في أَهْوَالِ يَوْمِ الْقِيامَةِ وَاللهُ أَعْلَمُ[11].

 

قَوْلُهُ: ﴿ تَصْلَى ﴾، أي: تَدْخُلُ، ﴿ نَارًا حَامِيَة ﴾، أَيْ: حَارَّة شَدِيدَة الْحَرَارَةِ[12].

 

قَوْلُهُ: ﴿ تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَة ﴾، أَيْ: مُتَنَاهِيَة في الحَرَارَةِ[13]؛ لأنَّ الْآنِي: هُوَ الَّذِيْ قَدِ انْتَهَى حَرُّهُ، مِنَ الْإِينَاءِ، بِمَعْنَى: التَّأْخِيرِ[14].

 

قَوْلُهُ: ﴿ لَّيْسَ لَهُمْ ﴾ فِي النَّارِ، ﴿ طَعَامٌ ﴾: يَأْكُلُونَهُ، ﴿ إِلاَّ ﴾ طَعَامًا ﴿ مِن ضَرِيع ﴾، وَهُوَ نَوْعٌ مِنَ الشَّوْكِ لَا تَرْعاهُ الدَّوَابُّ لِخُبْثِهِ[15].

 

قَوْلُهُ: ﴿ لاَ يُسْمِنُ وَلاَ يُغْنِي مِن جُوع ﴾، السِّمَنُ: وَفْرَةُ اللَّحْمِ وَالشَّحْمِ. وَالْإِغْنَاءُ: الْإِكْفَاءُ وَدَفْعُ الْحَاجَةِ[16]. وَمَعْلُوْمٌ أَنَّ فَائِدَةَ الطَّعَامِ أَحَدُ أَمْرَينِ: إِفَادَةُ السِّمَنِ فِيْ الْبَدَنِ، أَوْ إِمَاطَةُ الْجُوعِ، وَهُمَا مَنْفِيَّانِ عَنْ هَذَا الطَّعَامِ الذِيْ هُوَ الضَّرِيْعُ -وَالْعِيَاذُ بِاللهِ-[17].

 

ثُمَّ ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى الْفَرِيقَ الثَّانِيَ، وَهُوَ:

قَوْلُهُ: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ﴾، أي: يَوْمَ القِيَامَةِ، ﴿ نَّاعِمَة ﴾، أي: ذَاتُ نِعْمَةٍ وَبَهْجَةٍ[18]، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَة * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة ﴾[سورة القيامة:22-23]، فَإِنَّهُ بِالنَّظرِ إِلَى اللهِ تَعَالَى تَحْصُلُ النُّضْرَةُ وَالنَّعِيمُ[19].

 

قَوْلُهُ: ﴿ لِسَعْيِهَا ﴾، أَيْ: الَّذِي قَدَّمتْهُ فِي الدُّنْيَا مِنَ الْأَعْمَالِ الصَّالِحِةِ، ﴿ رَاضِيَة ﴾، أي: رَاضِيَةٌ بالْآخِرَة، فإِذْ رَأَتْ ثَوَابَ عَمَلِهَا مَوْفُورًا فِي الْآخِرَةِ، فَحَمِدَتْ عُقْبَاهُ، وَحَصَلَ لَهَا كُلُّ مَا تَتَمَنَّاهُ[20].

 

قَوْلُهُ: ﴿ فِي جَنَّةٍ عَالِيَة ﴾، أَيْ: عَلِيَّةِ الْمَحَلِّ وَالْمَكَانَةِ[21].

 

قَوْلُهُ: ﴿ لاَّ تَسْمَعُ فِيهَا ﴾، أَيْ: في الْجَنَّةِ، ﴿ لاَغِيَة ﴾، أي: لَغْوًا أَوْ كَلِمَةً ذَاتَ لَغْوٍ أَوْ نَفْسًا تَلْغُو، فَضْلًا عَنِ الْكَلاَمِ الْمُحَرَّمِ[22]، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ لاَّ لَغْوٌ فِيهَا وَلاَ تَأْثِيم ﴾ [سورة الطور:23]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلاَ تَأْثِيمًا * إِلاَّ قِيلاً سَلاَمًا سَلاَمًا ﴾ [سورة الواقعة:25-26][23]، وَاللَّغْوُ هو: الكَلَامُ السَّاقِطُ غَيْرَ الْمَرْضِيِّ، والْكَلَامُ الَّذِيْ لَا فَائِدَةَ لَهُ[24].

 

قَوْلُهُ: ﴿ فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَة ﴾، أَيْ: يَجْرِي مَاؤُهَا، وَلَا يَنْقَطِعُ، وَالتَّنْكِيرُ لِلتَّعْظِيمِ[25].

 

قَوْلُهُ: ﴿ فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَة ﴾، َيْ: فِيْ الْجَنَّةِ أَسِرَّةٌ مُرْتَفِعَةٌ في ذَاتِهَا وَبِما عَلَيْهَا مِنَ الْفُرُشِ[26].

 

قَوْلُهُ: ﴿ وَأَكْوَابٌ ﴾: جَمْعُ كُوبٍ، وَهِيَ آنِيَةٌ لَا عُرْوَةَ لَها[27]، ﴿ مَّوْضُوعَة ﴾ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمُعَدَّةٌ لِلشُّرْبِ[28]، يَطُوفُ بِهَا عَلَيْهِمْ لِخْدْمَتِهِمْ غِلْمَانٌ مُخَلَّدُونَ[29]، كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُون * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِين * لاَ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلاَ يُنزِفُون ﴾ [سورة الواقعة:17-19].

 

قَوْلُهُ: ﴿ وَنَمَارِقُ ﴾، أَيْ: وَسَائِدُ مِنَ الْحَرِيرِ وَالْإِسْتَبْرَقِ وَغَيْرِهِمَا[30]، ﴿ مَصْفُوفَة ﴾، أي: مَرْصُوصَةٌ مُرَّتَّبَةٌ بَعْضُها إِلَى بَعْضٍ[31].

 

قَوْلُهُ: ﴿ وَزَرَابِيُّ ﴾، أي: بُسُطٌ فَاخِرَةٌ، ﴿ مَبْثُوثَة ﴾، أي: كَثِيرَةٌ مَفْرُوشَةٌ[32].

 

قَوْلُهُ: ﴿ أَفَلاَ يَنظُرُونَ ﴾، أي: نَظَرَ تَأَمُّلٍ وَاعْتِبَارٍ[33]، ﴿ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَت ﴾، أَيْ: كَيْفَ خَلَقَهَا اللهُ تَعَالَى خَلْقًا دَالًّا عَلَى كَمَالِ قُدْرَتِهِ وَحُسْنِ تَدْبِيرِهِ[34].

 

قَوْلُهُ: ﴿ وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَت ﴾، أَيْ: كَيْفَ رَفَعَهَا اللهُ تَعَالَى هَذَا الرَّفْعَ الْعَظِيمَ بِلَا عَمَدٍ[35]، كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُون ﴾ [سورة الرعد: ٢].

 

قَوْلُهُ: ﴿ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَت ﴾: عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ نَصْبًا ثَابِتًا رَاسِخًا؛ لِئَلَّا تَمِيدَ الْأَرْضُ بِأَهْلِهَا[36]، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ ﴾ [سورة الأنبياء:31].

 

قَوْلُهُ: ﴿ وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَت ﴾، أي: بُسِطَتْ حَتّى صَارَتْ مِهَادًا[37]، كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَادًا ﴾ [سورة النبأ:6]، وَقَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ وَالأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُون ﴾ [سورة الذاريات:48].

 

قَوْلُهُ: ﴿ فَذَكِّرْ ﴾، أَيْ: عِظِ النَّاسَ وَخَوِّفْهُمْ، وَبَشِّرْهُمْ وَأَنْذِرْهُمْ[38]، ﴿ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّر ﴾، أَيْ: هَذِهِ مُهِمَّتُكَ: وَاعِظٌ وَمُنْذِرٌ[39]، وَلَيْسَ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ، كمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ الْبَلاَغُ ﴾ [سورة الشورى:48][40]، وَقَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيد ﴾ [سورة ق:45]، وَقَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ ﴾ [سورة الرعد:7].


قَوْلُهُ: ﴿ لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِر ﴾، أَيْ: بِمُتَسَلِّطٍ تجْبرُهُمْ وَتُكْرِهُهُمْ عَلَى الْإِسْلَامِ، كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ ﴾ [سورة ق:45][41]، وَقَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِين ﴾ [سورة يونس:99].

 

قَوْلُهُ: ﴿ إِلاَّ ﴾: اسْتِثْنَاءٌ مُنْقَطِعٌ عَمَّا قَبْلَهُ، ومَعْنَاهُ: لَكِنْ، ﴿ مَن تَوَلَّى ﴾ أَعْرَضَ عَنِ الْوَعْظِ وَالتَّذْكِيرِ، ﴿ وَكَفَر ﴾ بِاللهِ تَعَالَى[42].

 

قَوْلُهُ: ﴿ فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الأَكْبَر ﴾، وَهُوَ أَنْ يُدْخِلَهُ النَّارَ[43]؛ وَإِنَّمَا قَالَ: (الْأَكْبَرَ) لِأَنَّهُ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَدِيدٌ، وَكُلُّ عَذَابٍ نَالَهُمْ في الدُّنْيَا فَهُوَ دُونَهُ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ ﴾ [سورة السجدة:21].

 

قَوْلُهُ: ﴿ إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُم ﴾، أَيْ: رُجُوعَهُمْ بَعْدَ الْمَوْتِ[44]، وَالجُمْلَةُ تَعْلِيلٌ لِتَعْذِيبِهِ تَعَالَى لَهُمْ بِالْعَذَابِ الْأَكْبَرِ[45].

 

قَوْلُهُ: ﴿ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُم ﴾، أَيْ: يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَنُجازِيَهُمْ بِالْعَذَابِ الْأَكْبَرِ، فَإِنَّ الْقَهْرَ وَالْغَلَبَةَ لَهُ تَعَالَى وَحْدَهُ في ذَلِكَ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ[46].

 

بَعْضُ الْفَوَائِدِ الْمُسْتَخْلَصَةِ مِنَ الْآيَاتِ:

تَقْرِيْرُ عَقِيْدَةُ الْبَعْثِ وَالْجَزَاءِ:

فِيْ قَوْلِهِ تَعَالَىْ: ﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَة ﴾: تَقْرِيْرُ عَقِيْدَةِ البَعْثِ وَالْجَزَاءِ، وَأَنَّ الْقِيَامَةَ يَوْمٌ رَهِيْبٌ، يَغْشَىْ النَّاسَ فِيْهِ غَاشِيَةٌ شَدِيْدَةٌ مِنْ الْأَهْوَالِ وَالْمَخَاوِفِ.

 

وَصْفُ وُجُوْهِ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ:

فِيْ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَة ﴾: أَنَّ وُجُوْهَ الْكَفَّارِ تَكُوْنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ذَلِيْلَةً بِالْعَذَابِ، خَاضِعَةً لِلْعِقَابِ، وَقَدْ كَانَ أَصْحَابُهَا فِيْ الدُّنْيَا يَعْمَلُوْنَ وَيُتْعِبُوْنَ أَنْفُسَهُمْ[47].

 

وَصْفُ بَعْضِ طَعَامِ أَهْلِ النَّارِ:

فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيع ﴾: ذِكْرُ أَنَّ طَعَامَ أَهْلِ النَّارِ هُوَ الضَّرِيعُ، وَقَالَ في آيَةٍ أُخْرَى: ﴿ وَلاَ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِين ﴾ [سورة الحاقة:36]، وَالضَّرِيعُ غَيْرُ الغِسْلِينِ، وَلَا تَعَارُضَ. قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ رحمه الله: "فَإِنَّ النَّارَ دَرَكَاتٌ وَالْجَنَّةَ دَرَجَاتٌ، وَعَلَى قَدْرِ الذُّنُوبِ وَالْحَسَنَاتِ تَقَعُ الْعُقُوبَاتُ وَالْمَثُوبَاتُ، فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ مَنْ طَعَامُهُ الزَّقُّومُ، وَمِنْهُمْ مَنْ طَعَامُهُ غِسْلْينٌ، وَمِنْهُمْ مَنْ شَرَابُهُ الْحَمِيمُ، وَمِنْهُمْ مَنْ شَرَابُهُ الصَّدِيدُ"[48]، كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُوم ﴾ [سورة الحجر:44][49].

 

مَا يُفِيْدُهُ وَصْفُ أَحْوَالِ أَهْلِ النَّارِ:

فِيْ وَصْفِ أَحْوَالِ النَّارِ عَلَىْ النَّحْوِ الْمَذْكُوْر مَا يَسْتَدْعِيْ الْفِرَارَ مِنْهُ، وَإِبْعَادَ النَّفْسِ عَنْ مُوْجِبَاتِ هَذَا الْعَذَاب، مِنَ الْعَقِيْدَةِ الْفَاسِدَةِ، وَالْعَمَلِ الْخَاسِرِ، وَلَا عَقِيْدَة صَحِيْحَة إِلَّا بِتَوْحِيْدِ اللَّهِ وَالْإِيْمَانِ بِالْقُرْآنِ وَالرَّسُوْلِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وَلَا عَمَل مَقْبُوْل إِلَّا عَلَىْ وِفْقِ مَا جَاءَ بِهِ الْإِسْلَامِ[50].

 

عَاقِبَةُ السَّعْيِ والاجْتِهَادِ فِيْ الدُّنْيَا رِضَاءُ اللهِ وَالْفَوْزُ بِجَنَّتِهِ:

فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ لِسَعْيِهَا رَاضِيَة ﴾: أَنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ فِي الدُّنْيَا قَدِ اجْتَهَدُوْا وَجَدُّوْا فِيْ طَاعَةِ اللهِ تَعَالَى، وَقُوَّةِ الاِسْتِجَابَةِ إِلَيْهِ، وَالْمُبَادَرَةِ إِلى فِعْلِ الْخَيْرَاتِ، فَهِيَ تَسْعَى في الدُّنْيَا لِمَا يُرْضِي اللهَ تَعَالَى، وَتتْرُكُ مَا عَدَاهُ، كَمَا قَالَ الله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاَةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون ﴾ [سورة الجمعة:9].

 

بيان بَعْضُ مَا أَعَدَّهُ اللهُ تَعَالَى لِأَهْلِ الْجَنَّةِ:

فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ فِي جَنَّةٍ عَالِيَة * لاَّ تَسْمَعُ فِيهَا لاَغِيَة * فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَة * فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَة * وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَة * وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَة * وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَة ﴾ [سورة الغاشية:15-16]: بَيَانُ عِظَمِ مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ، وَمِنْ أَنْوَاعِ نَعِيمِهِمُ الَّذِي هُمْ فِيهِ: أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ مَرْفُوعَةً عَالِيَةَ الْقَدْرِ، وَلَا يَسْمَعُونَ فِيهَا كَلِمَةَ لَغْوٍ وَلَا بَاطِلٍ، وَلَهُمْ فِيهَا الْعُيُونُ الْجَارِيَةُ، وَالسُّرُرُ الْعَالِيَةُ النَّاعِمَةُ كَثِيرَةُ الْفُرُشِ، وأَوَانِيْ الْشُّرْبِ مُعَدَّةٌ لِمَنْ أَرَادَهَا مِنَ الشَّارِبِينَ، وَفِيهَا الْوَسَائِدُ الْمُصْفُوفَةُ بَعْضُهَا إِلَى جَانِبِ بَعْضٍ، وَفِيهَا الْبُسُطُ الْفَاخِرَةُ الْكَثيرَةُ؛ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا أَعَدَّهُ اللهُ تَعَالَى لِأَهْلِ الْجَنَّةِ، وَقَدْ أَخْرَجَ الشَّيْخَانِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ I قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «قَالَ اللهُ تَعَالَى: أَعْدَدْتُ لعِبَادِيَ الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، فَاقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ: ﴿ فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُون ﴾ [سورة السجدة:17]»[51].

 

الدَّعْوَةُ إِلَى التَّأَمُّلِ فِي خَلْقِ الْإِبِلِ:

فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَت ﴾ [سورة الغاشية:17]: ذَكَرَ اللهُ تَعَالَى شَيْئًا مِنْ مَنَافِعِهَا الْعَظِيمَةِ مَعَ غَيْرِهَا فِي مَعْرِضِ امْتِنانِهِ تَعَالَى عَلَى النَّاسِ بِهَا، كَمَا في قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُون ﴾ [سورة النحل:5]، وَقَوْلِهِ: ﴿ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُون ﴾ [سورة النحل:6]، وَقَوْلِهِ: ﴿ وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيم ﴾ [سورة النحل:7][52].

 

بَعْضُ فَوَائِدِ التَّفَكُّرِ فِي مَخْلُوقَاتِ اللهِ:

فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَت * وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَت * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَت * وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَت ﴾ [سورة الغاشية:17-20]: دَعْوَةٌ لِلنَّظَرِ وَالتَّأَمُّلِ في حَالِ هَذِهِ الْمَخْلُوقَاتِ، وَفِي ذَلِكَ عِدَّةُ فَوَائِدَ، مِنْهَا:

• أَنَّ التَّفَكُّرَ وَالتَّأَمُّلَ فِي هَذِهِ الْمَخْلُوقَاتِ الْعَظِيمَةِ يَصِلُ بِالْمُؤْمِنِ إِلَى زِيَادَةِ الْإِيمَانِ وَالْيَقِينِ.

 

• أَنَّ فِيه تَنْبِيهًا لِلْكُفَّارِ بِأَنَّ مَنْ خَلَقَ هَذِهَ الْمَخْلُوقَاتِ الْعَظِيمَةِ هُوَ الَّذِي يَسْتَحِقُّ الْعِبَادَةَ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَلَدَيْهِ الْقُدْرَةُ التَّامَّةُ عَلَى الْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ. قَالَ الْبَيْضَاوِيُّ: "وَالْمَعْنَى: أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى أَنْوَاعِ الْمَخْلُوقَاتِ مِنَ الْبَسَائِطِ وَالْمُرَكَّبَاتِ؟ لِيَتَحَقَّقُوا قُدْرَةَ الْخَالِقِ عز وجل، فَلَا يُنْكِرُوا اقْتِدَارَهُ عَلَى الْبَعْثِ"[53].

 

أَمَرَ اللهُ تَعَالَى بِالتَّذْكِيرِ، دُوْنَ الْالْتِفَاتِ إِلَىْ النَّتِيْجَةِ:

فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّر ﴾: ذَكَرَ اللهُ الذِّكْرَ وَالتَّذْكِيرَ، وَأَنَّهُ مَأْمُورٌ بِهِ، وَوَاجِبٌ عَلَى الْمُؤْمِنِ دُونَ الِالْتِفَاتِ إِلَى قَبُولِ النَّاسِ أَوْ رَفْضِهِمْ، فَإِنَّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ السَّابِقِينَ مَنْ لَمْ يَسْتَجِبْ لَهُ أَحَدٌ، وَمِنْهُمْ مَنِ اسْتَجَابَ لَهُ وَاحِدٌ أَوِ اثْنَانِ، كَمَا في حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ وَالنَّبِيَّانِ يَمُرُّونَ مَعَهُمُ الرَّهْطُ، وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ»[54].

 

أَنَّ مُهِمَّةَ الْأَنْبِيَاءِ وَالدُّعَاةِ هِيَ تَبْلِيْغُ الرِّسَالَةِ للنَّاسِ وَلَيْسَ إِجْبَارهمْ عَلَى الْهِدَايَةِ:

فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِر ﴾: أَنَّ مُهِمَّةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الَّتِي كُلِّفَ بِهَا هِيَ مُهِمَّةُ تَبْلِيغِ النَّاسِ الرِّسَالَةَ وَدَعْوَتِهِمْ، وَأَمْرِهِمْ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيِهِمْ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَهِيَ مَا يُعْرَفُ بِهِدَايَةِ الدَّلَالَةِ وَالْإِرْشَادِ، وَلَيْسَ عَلَيْهِ هُدَاهُمْ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء ﴾ [سورة البقرة:272]، وَقَال تَعَالَى: ﴿ إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء ﴾ [سورة القصص:56][55].


وَهَذِهِ أَيْضًا هِيَ: وَظِيْفةُ الْمُذَكِّرِ وَالدَّاعِيَةِ إِلَى اللهِ تَعَالَى، وَالْآمِر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهِيَ عَنِ الْمُنْكَرِ؛ فَهُوَ لَيْسَ بِمُسَلَّطٍ عَلَى النَّاسِ، يُجْبِرُهُمْ وَيُلْزِمُهُمْ بِالْهِدَايَةِ، وَكَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِين ﴾ [سورة يونس:99][56].

 

جَزَاءُ مَنْ أَعْرَضَ عَنِ الذِّكْرَى:

فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ إِلاَّ مَن تَوَلَّى وَكَفَر * فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الأَكْبَر ﴾ [سورة الغاشية:24]: بَيَانُ الْعَذَابِ الشَّدِيدِ لِمَنْ تَوَلَّى وَأَعْرَضَ عَنِ الْوَعْظِ وَالتَّذْكِيرِ، وَكَفَرَ بِاللهِ تَعَالَى.

 

مَصْيرُ الْعِبَادِ وَمَرْجِعُهُمْ:

فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُم * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُم ﴾[سورة الغاشية:25-26]: أَنَّ مَصِيرَ الْعِبَادِ وَمَرْجِعَهُمْ إِلَى اللهِ تَعَالَىْ الَّذِيْ سَيُحَاسِبُهُمْ عَلَى أَعْمَالِهِمْ وَيُجَازِيَهُمْ عَلَيْهَا، إِنْ خَيْرًا فَخَيْرٌ، وَإِنْ شَرًّا فَشَرٌّ، كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه ﴾ [سورة الزلزلة:8][57].



[1] ينظر: تفسير ابن عطية (5/ 472).

[2] ينظر: التحرير والتنوير (30/ 293).

[3] ينظر: التحرير والتنوير (30/ 293-294).

[4] ينظر: تفسير الرازي (30/ 739)، تفسير أبي السعود (9/ 148).

[5] ينظر: تفسير الزمخشري (4/ 741)، تفسير القاسمي (9/ 460).

[6] ينظر: التحرير والتنوير (30/ 294).

[7] ينظر: تفسير الرازي (31/ 138).

[8] ينظر: تفسير البغوي (8/ 404)، تفسير النسفي (3/ 633).

[9] ينظر: أضواء البيان (8/ 510).

[10] ينظر: تفسير القرطبي (20/ 26).

[11] ينظر: مجموع الفتاوى (16/ 217)، فتح القدير (5/ 521).

[12] ينظر: تفسير السمرقندي (3/ 574)، تفسير ابن كثير (8/ 385).

[13] ينظر: معاني القرآن للزجاج (5/ 317)، تفسير البغوي (8/ 408).

[14] ينظر: تفسير القرطبي (20/ 29).

[15] ينظر: تفسير الجلالين (ص805).

[16] ينظر: التحرير والتنوير (30/ 297).

[17] ينظر: تفسير الرازي (31/ 141)، تفسير القاسمي (15/ 326).

[18] ينظر: فتح القدير(5/ 522).

[19] ينظر: تفسير الطبري (23/ 507)، تفسير ابن كثير (8/ 281).

[20] ينظر: تفسير القرطبي (20/ 32)، تفسير السعدي (ص921).

[21] ينظر: تفسير البيضاوي (5/ 307)، تفسير القاسمي (9/ 461).

[22] ينظر: تفسير البيضاوي (5/ 307)، تفسير السعدي (ص: 922).

[23] ينظر: تفسير ابن كثير (8/ 386)، تفسير السعدي (ص921).

[24] ينظر: تفسير القرطبي (20/ 33)، التحرير والتنوير (30/ 300).

[25] ينظر: تفسير البيضاوي (5/ 308).

[26] ينظر: تفسير ابن كثير (8/ 386)، تفسير السعدي (ص921).

[27] ينظر: تفسير البغوي (8/ 409)، تفسير البيضاوي (5/ 308).

[28] ينظر: تفسير الكشاف (4/ 744)، تفسير النسفي (3/ 635).

[29] ينظر: تفسير السعدي (ص921).

[30] ينظر: تفسيرالسعدي (ص921).

[31] ينظر: تفسير القرطبي (20/ 34).

[32] ينظر: تفسير الطبري (24/ 337)، تفسير الماوردي (6/ 261)، تفسير البيضاوي (5/ 308).

[33] ينظر: تفسير البيضاوي (5/ 308)، تفسير الجلالين (ص805).

[34] ينظر: تفسير البيضاوي (5/ 308).

[35] ينظر: تفسير القرطبي (20/ 36)، تفسير ابن كثير (8/ 387).

[36] ينظر: تفسير البغوي (8/ 410)، تفسير ابن كثير (8/ 387)، تفسير الخازن (4/ 422).

[37] ينظر: تفسير البيضاوي (5/ 308).

[38] ينظر: تفسير القرطبي (20/ 37)، تفسير السعدي (ص922).

[39] ينظر: تفسير الماوردي (6/ 262)، تفسير القرطبي (20/ 37).

[40] ينظر: تفسير البيضاوي (5/ 308).

[41] ينظر: تفسير أبي السعود (9/ 151)، تفسير القاسمي (9/ 463).

[42] ينظر: تفسير البغوي (8/ 411).

[43] ينظر: تفسير البغوي (8/ 411).

[44] ينظر: تفسير البغوي (8/ 411)، تفسير القرطبي (20/ 38).

[45] ينظر: تفسير أبي السعود (9/ 152).

[46] ينظر: تفسير القاسمي (9/ 463).

[47] ينظر: زاد المسير (4/ 435)، تفسير الكشاف (7/ 743).

[48] تأويل مشكل القرآن (ص48).

[49] ينظر: زاد المسير (4/ 435)، تفسير الكشاف (7/ 743).

[50] ينظر: زاد المسير (4/ 435)، تفسير الكشاف (7/ 743).

[51] أخرجه البخاري (3244) واللفظ له، ومسلم (2824).

[52] ينظر: تفسير السعدي (ص922).

[53] تفسير البيضاوي (5/ 308).

[54] أخرجه البخاري (5705) واللفظ له، ومسلم (220).

[55] ينظر: تفسير ابن كثير (7/ 412).

[56] ينظر: تفسير ابن كثير (4/ 298).

[57] ينظر: تفسير ابن كثير (8/ 389).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير سورة الغاشية
  • تفسير سورة الغاشية والفجر للناشئين
  • تفسير سورة التين
  • تفسير سورة الغاشية

مختارات من الشبكة

  • غرائب وعجائب التأليف في علوم القرآن (13)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (135 - 152) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (102 - 134) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (65 - 101) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (1 - 40) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (40 - 64) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مفسر وتفسير: ناصر الدين ابن المنير وتفسيره البحر الكبير في بحث التفسير (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • شرح كتاب المنهج التأصيلي لدراسة التفسير التحليلي (المحاضرة الثالثة: علاقة التفسير التحليلي بأنواع التفسير الأخرى)(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • فوائد مختارة من تفسير ابن كثير (1) سورة الفاتحة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التنبيه على أن " اليسير من تفسير السعدي " ليس من تفسيره(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب