• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    نعمة الماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تدبر خواتيم سورة البقرة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    تحريم الإهلال لغير الله تبارك وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    مشاهد عجيبة حصلت لي!
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (2)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الدرس السابع عشر: آثار الذنوب على الفرد والمجتمع
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

وقفات ودروس من سورة البقرة (15)

وقفات ودروس من سورة البقرة (15)
ميسون عبدالرحمن النحلاوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 13/8/2024 ميلادي - 7/2/1446 هجري

الزيارات: 1622

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وقفات ودروس من سورة البقرة (15)

 

وفيها: تشريعات اقتصادية للمجتمع الإسلامي.

أولًا: الإنفاق في سبيل الله من زكاة وصدقة: آدابه ومصارفه:

يكاد موضوع الإنفاق في سبيل الله يكون متواجدًا في كل محور رئيسي من محاور السورة، خاصة وأنه قد تصدَّر السورة في صفات المؤمنين التي وردت في الآية الثانية من السورة؛ قال تعالى في وصفهم: ﴿ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [البقرة: 3].


• فمع الأوامر الأولى لبني إسرائيل في الاستجابة لدعوة نبي الله محمدٍ صلى الله عليه وسلم؛ يقول تعالى: ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴾ [البقرة: 43]؛ قال ابن كثير: "قال مقاتل: قوله تعالى لأهل الكتاب: ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ﴾ [البقرة: 43] أمرَهم أن يُصلُّوا مع النبي صلى الله عليه وسلم، ﴿ وَآتُوا الزَّكَاةَ ﴾ [البقرة: 43]، أمرهم أن يؤتوا الزكاة؛ أي: يدفعونها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ﴿ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴾ [البقرة: 43]، أمرهم أن يركعوا مع الراكعين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، يقول: كونوا منهم ومعهم، وقال مبارك بن فضالة، عن الحسن، في قوله تعالى: ﴿ وَآتُوا الزَّكَاةَ ﴾ [البقرة: 43] قال: فريضة واجبة، لا تنفع الأعمال إلا بها وبالصلاة"؛ [انتهى ابن كثير].

 

• وعندما تكلَّم جل في علاه عن المواثيق التي أخذها على بني إسرائيل؛ قال: ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إسرائيل لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ ﴾ [البقرة: 83].

 

• وفي توجيهه تعالى للمؤمنين في الثبات أمام محاولات أهل الكتاب في ردِّهم عن دينهم؛ ﴿ حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ ﴾ [البقرة: 109]؛ يقول لهم: ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [البقرة: 110].

 

• وعندما عرَّف لعباده المؤمنين ما هو البِرُّ؛ قال:

﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 177]، فجمعت الآية بين صدقة التطوع والزكاة؛ قال ابن كثير: ﴿ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ﴾ [البقرة: 177]: أعطى المال على حبِّه؛ قال أكثر أهل التفسير: إنها راجعة إلى المال؛ أي: أعطى المال في حال صحته ومحبته المال، قال ابن مسعود: أن تُؤتِيَه وأنت صحيح شحيح، تأمُل الغِنى، وتخشى الفقر.


وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أي الصدقة أعظم أجرًا؟ قال: أن تصدَّق وأنت صحيح شحيح، تخشى الفقر، وتأمُل الغِنى، ولا تُمْهِل حتى إذا بلغت الحلقوم، قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا، وقد كان لفلان)).

 

• وتسوق الآياتُ سؤالَ المؤمنين للرسول صلى الله عليه وسلم عن مصارف النفقة:

﴿ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 215]، ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ﴾ [البقرة: 219].

 

• ثم عندما تكلَّم في القتال، كانت النفقة مصاحبة له في كل المواضع، فبعد آيات القتال في الشهر الحرام؛ يقول تعالى:

﴿ وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [البقرة: 195].

 

ثم بعد قصة القوم الذين فرُّوا من قريتهم خشية الموت؛ يقول تعالى: ﴿ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [البقرة: 244، 245].


• وكذا بعد آية اختلاف الناس من بعدما جاءتهم البينات، وتفرُّقهم إلى معسكر كُفْرٍ ومعسكر إيمان؛ قال جل في علاه:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [البقرة: 254].

 

وفي نهاية السورة يعرض لنا الله جل في علاه الآياتِ التي تُؤطِر لنا هذه النفقة ضمن مجموعة من الآداب والشروط، التي لا تُقبَل إلا مع تحققها.

 

شروط النفقة وآدابها:

وتنتهي قصص آيات الله في الحياة والموت، لتبدأ جزئية الإنفاق والتشريعات المالية، وكأن الله عز وجل يقول لنا: إنها جزء هام من قصة الحياة والموت، وإن اتباعنا شرائع الله في الأمور الاقتصادية تضمن لنا الحياة الحقيقية بمعناها النفسي والروحي، وحتى المادي، وإن شذوذنا عن شرائعه جل في علاه فيه الموت الروحي والنفسي، وحتى المادي، وربما تكون مسألة الربا أوضح مثال على هذا، فكلما استغرقت الأمم في التعامل الربوي، زادت مشاكلها، وعانت من سكرات الموت المجتمعي، وهذا ما لا يخفى على بصير، وكذا الأمر على الصعيد الفردي، فلا آكل الربا يجد الراحة في حياته ولا موكلها، ولا العامل عليها، غفرانك ربي.


وكذا الأمر أيضًا بالنسبة لمانع الزكاة والصدقة، حياته في قلق دائم لا يعلم مصدره، والمشاكل تحيط به من كل جانب لا يكاد يخرج من حفرة إلا وقع بأعمق منها، ولا يُنجِّيه من واقعِهِ إلا التوبة وإصلاح ما فسد، فالإنفاق "في سبيل الله" - كما تحكي لنا الآيات - حياة، وزيادة في الرزق والأجر أضعافًا لا يعلمها إلا الله؛ يقول تعالى: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 261].


فكل نفقة في سبيل الله تُضاعف سبعمائة ضعف، سواء في حجٍّ أو جهاد؛ كما قال ابن عباس، أو في طاعة الله عمومًا؛ كما قال سعيد بن جبير، أو في إعانة المستضعفين والمساكين.


وانظر إلى هذا التمثيل الرائع، فالمال أشبه بحبة من حبوب الزرع، ينمو بالنفقة، كما تنمو الحبة فتنبت سبع سنابل؛ أي: إن مقدار المال لا ينمو منه مثله، بل ينمو منه سبعة أمثاله، ثم إن كل مثل من هذه الأمثال السبعة يحمل في طيَّاته مائة ضعف، كما تحمل السنبلة مائة حبة، ولا ينتهي الأمر عند السبعمائة، بل يتعداه إلى ما لا يعلمه إلا الله من أضعاف؛ وهذا قوله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 261]، فكما أننا لا نتخيل مدى سعة عطائه جل في علاه، لا يمكننا أن نتخيل مدى مضاعفة أجر الإنفاق التي قد يكتبها الله "العليم" للمنفق، سبحان الواسع العليم!

 

وآيات الإنفاق في هذا الجزء من السورة تستغرق ثلاث عشرة آية، نستخرج منها: شروط الصدقة وآدابها.

 

أولًا: شروط الصدقة:

الشرط الأول لقبول الصدقة: أن تكون في سبيل الله:

شرط قبول النفقة ومضاعفتها أن تكون "في سبيل الله"؛ أي: لوجه الله وحده بنية خالصة من كل شرك ورياء؛ يقول القرطبي في تفسيره: "وهذه الآية لفظُها بيانُ مثالٍ لشرف النفقة في سبيل الله ولحُسنها، وضمنها التحريض على ذلك، فشبَّه المتصدق بالزارع، وشبَّه الصدقة بالبذر، فيعطيه الله بكل صدقة له سبعمائة حسنة؛ ثم قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [البقرة: 261]؛ يعني: على سبعمائة، فيكون مَثَلُ المتصدق مثل الزارع، إن كان حاذقًا في عمله، ويكون البذر جيدًا، وتكون الأرض عامرة، يكون الزرع أكثر، فكذلك المتصدق إذا كان صالحًا، والمال طيبًا، ويضعه موضعه، فيصير الثواب أكثر"؛ [انتهى].

 

أخرج الإمام أحمد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كلُّ عمل ابن آدم يُضاعَف؛ الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلى ما شاء الله، يقول الله: إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به، يدَعُ طعامه وشهوته من أجلي، وللصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولَخُلُوف فيه أطيبُ عند الله من ريح المسك، الصوم جُنَّة، الصوم جُنَّة))؛ [وكذا رواه مسلم].

 

ويقول السعدي في تفسيره: "﴿ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ ﴾ [البقرة: 261] هذه المضاعفة ﴿ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [البقرة: 261] أي: بحسب حال المنفق وإخلاصه، وصدقه، وبحسب حال النفقة وحلِّها، ونفعها، ووقوعها موقعَها، ويحتمل أن يكون ﴿ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ ﴾ [البقرة: 261] أكثر من هذه المضاعفة ﴿ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [البقرة: 261]، يعطيهم أجرهم بغير حساب، ﴿ وَاللَّهُ وَاسِعٌ ﴾ [البقرة: 261] الفضل، واسع العطاء، ﴿ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 261] بمن يستحق هذه المضاعفة، ومن لا يستحقها، فيضع المضاعفة في موضعها لكمال علمه وحكمته"؛[انتهى].

 

الشرط الثاني لقبول الصدقة ومضاعفتها: خُلُّوها من المنِّ، وفيه لعِظَمِ إثمه ثلاثُ آياتٍ:

الأولى: ﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 262].

 

وهؤلاء هم الذين ينفقون أموالهم في طاعة الله وسبيله، ولا يُتبعونها بما يَنقصها ويُفسدها من المنِّ بها على الْمُنْفَق عليه بالقلب أو باللسان، بأن يُعدِّد عليه إحسانه، ويغمِزه ويلمزه بأنه ذو فضل عليه، وأن عليه أن يعترف بهذا الفضل ويكون ممتنًّا له، بل ويدفع ضريبته بطريقة أو بأخرى، ومنهم من يؤذي مشاعر الفقير بكلمات أو عبارات ضمنها الإذلال والاستصغار، والعياذ بالله، فهؤلاء الذين لا يفعلون فعل المن، وينتهجون أساليبه، لهم أجرهم عند ربهم، ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون، يُؤمِّنهم الله من الخوف والحزن، سبحان الكريم المنان!

 

يقول القرطبي في تفسيره:

"لما تقدم في الآية التي قبلُ ذِكْرُ الإنفاق في سبيل الله على العموم، بيَّن في هذه الآية أن ذلك الحكم والثواب إنما هو لمن لا يُتبع إنفاقه منًّا ولا أذًى؛ لأن المنَّ والأذى مُبطلان لثواب الصدقة، كما أخبر تعالى في الآية بعد هذا، وإنما على المرء أن يريد وجه الله تعالى وثوابه بإنفاقه على المنفَق عليه، ولا يرجو منه شيئًا، ولا ينظر من أحواله في حال سوى أن يراعي استحقاقه؛ قال الله تعالى: ﴿ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ﴾ [الإنسان: 9]، ومتى أنْفَقَ ليريد من المنفَق عليه جزاءً بوجه من الوجوه، فهذا لم يُرِدْ وجه الله، فهذا إذا أخلف ظنَّه فيه منَّ بإنفاقه وآذى، وكذلك من أنفق مضطرًّا دافِعَ غُرْمٍ إما لمانَّةٍ للمنفَق عليه، أو لقرينة أخرى من اعتناء معتنٍ، فهذا لم يُرِدْ وجه الله، وإنما يقبل ما كان عطاؤه لله وأكثر قصده ابتغاء ما عند الله؛ كالذي حُكِيَ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن أعرابيًّا أتاه فقال:

يا عمرَ الخير جُزِيتَ الجنَّهْ

اكْسُ بُنيَّاتي وأُمَّهُنَّهْ

وكُنْ لنا من الزمان جُنَّهْ

أُقسم بالله لتفعلنَّه


قال عمر: إن لم أفعل، يكون ماذا؟ قال:

إذًا أبا حفص لأذهبنَّهْ

قال: إذا ذهبتَ، يكون ماذا؟ قال:

تكون عن حالي لتُسألنَّه

يومَ تكون الأُعطيات هنَّه

وموقفُ المسؤول بَيْنَهُنَّهْ

إما إلى نارٍ وإما جنَّهْ


فبكى عمر حتى اخضلَّت لحيته، ثم قال: يا غلامُ، أعْطِه قميصي هذا لذلك اليوم لا لشِعْرِهِ، والله لا أملِك غيره.


قال الماوردي: وإذا كان العطاء على هذا الوجه خاليًا من طلب جزاءٍ وشكرٍ، وعُريًا عن امتنان ونشرٍ، كان ذلك أشرفَ للباذل، وأهنأ للقابل، فأما المعطي إذا التمس بعطائه الجزاءَ، وطلب به الشكر والثناء، كان صاحب سمعة ورياء، وفي هذين من الذمِّ ما ينافي السخاء، وإن طَلَبَ الجزاء كان تاجرًا مربحًا، لا يستحق حمدًا ولا مدحًا".

 

الثانية: ﴿ قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 263].


﴿ قَوْلٌ مَعْرُوفٌ ﴾ [البقرة: 263]؛ أي: تعرفه القلوب ولا تنكره، ويدخل في ذلك كلُّ قولٍ كريم، فيه إدخال السرور على قلب المسلم، ويدخل فيه ردُّ السائل بالقول الجميل والدعاء له، ﴿ وَمَغْفِرَةٌ ﴾ [البقرة: 263] لمن أساء إليك بترك مؤاخذته والعفو عنه، ويدخل فيه العفو عما يصدر من السائل مما لا ينبغي، فالقول المعروف والمغفرة خير من الصدقة التي يتبعها أذًى؛ لأن القول المعروف إحسانٌ قولي، والمغفرة إحسان أيضًا بترك المؤاخذة، وكلاهما إحسان ما فيه مفسد، فهما أفضل من الإحسان بالصدقة التي يتبعها أذًى بمنٍّ أو غيره، وإنما كان المنُّ بالصدقة مُفسدًا لها محرمًا؛ لأن المنة لله تعالى وحده، والإحسان كله لله، فالعبد لا يمُنُّ بنعمة الله وإحسانه وفضله، وهو ليس منه، وأيضًا فإن المانَّ مُستعبد لمن يمن عليه، والذل والاستعباد لا ينبغي إلا لله، والله غنيٌّ بذاته عن جميع مخلوقاته، وكلُّها مفتقرة إليه بالذات في جميع الحالات والأوقات، فصدقتكم وإنفاقكم وطاعاتكم يعود مصلحتها إليكم ونفعها إليكم، ﴿ وَاللَّهُ غَنِيٌّ ﴾ [البقرة: 263] عنها، ومع هذا فهو ﴿ حَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 263] على من عصاه، لا يعاجله بعقوبة مع قدرته عليه"؛ [تفسير السعدي].


وقد وردت الأحاديث بالنهي عن المنِّ في الصدقة؛ ففي صحيح مسلم، من حديث شعبة، عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم: المنَّان بما أعطى، والْمُسْبِل إزاره، والْمُنْفِق سلعته بالحلف الكاذب)).

 

الثالثة: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 264].

 

وهذه الآية فيها ستُّ مسائل:

هل تُبطِل السيئاتُ الحسناتِ؟

يخبرنا الله تعالى أن الصدقة تبطُل بما يتبعها من المن والأذى، فما يَفِي ثواب الصدقة بخطيئة المن والأذى.


يقول السعدي في تفسيره: "ينهى عباده تعالى لطفًا بهم، ورحمة عن إبطال صدقاتهم بالمن والأذى؛ ففيه أن المن والأذى يُبطل الصدقة، ويُستدل بهذا على أن الأعمال السيئة تُبطل الأعمال الحسنة؛ كما قال تعالى: ﴿ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾ [الحجرات: 2]، فكما أن الحسنات يذهبن السيئات، فالسيئات تُبطل ما قابلها من الحسنات.

 

تشبيه المنَّان بالمرائي في صدقته، وكلاهما صدقته باطلة:

﴿ كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ ﴾ [البقرة: 264]؛ أي: لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى، كما تبطل صدقة من راءى بها الناس، فأظهَرَ لهم أنه يريد وجه الله، وإنما قصده مدحُ الناس له أو شهرته بالصفات الجميلة؛ ليُشكَر بين الناس، أو يُقال: إنه كريم، ونحو ذلك من المقاصد الدنيوية، مع قطع نظره عن معاملة الله تعالى، وابتغاء مرضاته، وجزيل ثوابه".

 

تشبيه المنَّان والمرائي بالكافر:
﴿ كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ﴾ [البقرة: 264].

مثَّل الله تعالى الذي يمُنُّ ويؤذي بصدقته بالذي ينفق ماله رئاء الناس، لا لوجه الله تعالى، وبالكافر الذي يُنفق ليُقال: جواد، وليُثنَى عليه بأنواع الثناء.

 

• تشبيه المنان بالصخر الأصم الذي لا ينفعه ماء، ولا يُنْبِت كلأً: ﴿ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا ﴾ [البقرة: 264].

 

"ثم مثَّل هذا المنفق أيضًا بصفوان عليه تراب، فيظنه الظانُّ أرضًا مُنبتة طيبة، فإذا أصابه وابل من المطر، أذهب عنه التراب وبقِيَ صلدًا، فكذلك هذا المرائي، فالمن والأذى والرياء تكشف عن النية في الآخرة، فتبطل الصدقة كما يكشف الوابل عن الصفوان، وهو الحجر الكبير الأملس"؛ [القرطبي].

 

• عجز المنان والمرائي عن الانتفاع بصدقاتهم: ﴿ لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا ﴾ [البقرة: 264].


ومعنى ﴿ لَا يَقْدِرُونَ ﴾ يعني المرائي والكافر والمانَّ ﴿ عَلَى شَيْءٍ ﴾؛ أي: على الانتفاع بثواب شيء من إنفاقهم، وهو كسبهم عند حاجتهم إليه، إذا كان لغير الله، فعبَّر عن النفقة بالكسب؛ لأنهم قصدوا بها الكسب - كسب الشهرة، كسب المنفعة، تحصيل مصلحة - وقيل: ضرب هذا مثلًا للمرائي في إبطال ثوابه، ولصاحب المنِّ والأذى في إبطال فضله؛ [ذكره الماوردي، كما جاء في تفسير القرطبي].

 

• هم محرومون من الهداية كحرمان الكافرين منها: ﴿ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 264].

 

وفي مقابل المنان يعرِض لنا الله سبحانه وتعالى مَثَلَ المنفِق ابتغاءَ رضوان الله؛ فيقول: ﴿ وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [البقرة: 265].

 

"لما ذكر الله تعالى صفةَ صدقاتِ القوم الذين لا خَلَاقَ لصدقاتهم، ونهى المؤمنين عن مواقعة ما يشبه ذلك بوجه ما، عقَّب في هذه الآية بذكر نفقات القوم الذين تزكو صدقاتهم؛ إذ كانت على وفق الشرع ووجهه، و﴿ ابْتِغَاءَ ﴾ [البقرة: 265] معناه طَلَب، و﴿ مَرْضَاتِ ﴾ [البقرة: 265] مصدر من رضِيَ يرضى، ﴿ وَتَثْبِيتًا ﴾ [البقرة: 265] معناه أنهم يتثبتون أين يضعون صدقاتهم؛ قاله مجاهد والحسن، قال الحسن: كان الرجل إذا همَّ بصدقة تثبَّت، فإن كان ذلك لله أمضاه، وإن خالطه شكٌّ أمسك، وقيل: معناه تصديقًا ويقينًا؛ [القرطبي].

 

وإن كانت نفقة المنان والمرائي كمثل صفوان عليه تراب، فنفقة المنفق في سبيل الله، وابتغاء مرضاته، ﴿ كَمَثَلِ جَنَّةٍ ﴾ [البقرة: 265]؛ وهو البستان ﴿ بِرَبْوَةٍ ﴾ [البقرة: 265]؛ أي: في مكان مرتفع، عليها تراب خصب مُنبت، كلا المكانين أصابه وابل، لكن الوابل الذي أصاب الصفوان تركه صلدًا، بينما أنبتت الجنة بالوابل الذي أصابها ضعفي ما تنبت عادة، ﴿ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ ﴾ [البقرة: 265]؛ يقول ابن كثير: "قال الضحاك: هو الرذاذ، وهو اللين من المطر؛ أي: هذه الجنة بهذه الربوة لا تُمحل أبدًا؛ لأنها إن لم يصبها وابل فطلٌّ، وأيًّا ما كان فهو كفايتها، وكذلك عمل المؤمن لا يبور أبدًا، بل يتقبله الله ويُكثره ويُنمِّيه، كل عامل بحسبه؛ ولهذا قال: ﴿ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [البقرة: 265]"؛ [انتهى].

 

ثم يسوق لنا الله عز وجل مثالًا مُصوَّرًا يجسِّد حال الذي يعمل عملًا لوجه الله تعالى؛ من صدقة أو غيرها، ثم يعمل أعمالًا تُفسده؛ يقول تعالى:

 

﴿ أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ﴾ [البقرة: 266].


"أخرج البخاري عن عبيد بن عمير قال: قال عمر بن الخطاب يومًا لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: فِيمَ ترَون هذه الآية نزلت: ﴿ أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ ﴾ [البقرة: 266]؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، فغضِب عمر، وقال: قولوا: نعلم أو لا نعلم، فقال ابن عباس: في نفسي منها شيء يا أمير المؤمنين، قال: يا بن أخي، قُلْ ولا تَحْقِر نفسك، قال ابن عباس: ضُرِبت مثلًا لعملٍ، قال عمر: أي عمل؟ قال ابن عباس: لعملِ رجل غنيٍّ يعمل بطاعة الله، ثم بعث الله عز وجل له الشيطان، فعمِل في المعاصي حتى أحرق عمله، وفي رواية: فإذا فنِيَ عمره، واقترب أجله، خُتِم ذلك بعمل من أعمال الشقاء، فرضِيَ ذلك عمرُ، وروى ابن أبي مليكة أن عمر تلا هذه الآية، وقال: هذا مَثَلٌ ضُرب للإنسان يعمل عملًا صالحًا، حتى إذا كان عند آخر عمره أحوجَ ما يكون إليه، عمِلَ عَمَلَ السوء"؛ [ابن كثير].

 

ثانيًا: آداب الصدقة:

ومن آداب الصدقة:

1- الإنفاق من طيب الكسب وطيب المال:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴾ [البقرة: 267].

 

"قال ابن عباس: أمرهم بالإنفاق من أطيب المال وأجوده وأنْفَسِه، ونهاهم عن التصدق برذالة المال ودنيه وهو خبيثه؛ فإن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا؛ ولهذا قال: ﴿ وَلَا تَيَمَّمُوا ﴾ [البقرة: 267]؛ أي: تقصدوا ﴿ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ ﴾ [البقرة: 267]؛ أي: لو أعطيتموه ما أخذتموه، إلا أن تتغاضَوا فيه، فالله أغنى عنه منكم، فلا تجعلوا لله ما تكرهون، وقيل: معناه: ﴿ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ ﴾ [البقرة: 267]؛ أي: لا تعدلوا عن المال الحلال، وتقصدوا إلى الحرام، فتجعلوا نفقتكم منه"؛ [ابن كثير].

 

﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 268، 269].


ثم إن الامساك عن الإنفاق، والبخل به، وقبض اليد، لا يتأتى إلا من وسوسة الشيطان وتخويفه لابن آدم أن يفتقر لو أنه أعطى من ماله، فما إن ينوِ ابن آدم دَفْعَ الصدقة حتى تبدأ الوساوس، وتطفوَ على السطح كل المصارف التي يجد أنها تلزمه أن يضع فيها هذا المال، فينتهي وقد أقلع عن فكرة الإنفاق، سواء أكان صدقة أم زكاة!


ولئن لم يقلع عن الفكرة نهائيًّا، يلجأ إلى إخراج أردأ ما لديه؛ من ملابس، أو ثمار، أو أنعام، أو أي شيء تجب فيه الزكاة، أو يريد أن يتصدق به، وكل هذا من تخويف الشيطان.


يقول القرطبي في تفسيره:

"﴿ يَعِدُكُمُ ﴾ [البقرة: 268] معناه: يخوفكم ﴿ الْفَقْرَ ﴾ [البقرة: 268]؛ أي: بالفقر لئلا تنفقوا، فهذه الآية متصلة بما قبل، وأن الشيطان له مدخل في التثبيط للإنسان عن الإنفاق في سبيل الله، وهو مع ذلك يأمر بالفحشاء؛ وهي المعاصي والإنفاق فيها".


﴿ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ ﴾ [البقرة: 268] لذنوبكم، وتطهيرًا لعيوبكم، ﴿ وَفَضْلًا ﴾ [البقرة: 268]، وإحسانًا إليكم في الدنيا والآخرة، من الخلف العاجل، وانشراح الصدر، ونعيم القلب والروح والقبر، وحصول ثوابها وتَوفِيَتِها يوم القيامة، ﴿ وَاللَّهُ وَاسِعٌ ﴾ [البقرة: 268] بعطائه وعِوَضِه، ﴿ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 268] بكم، وبما تُسرون وما تُعلنون من أمر الإنفاق"؛ [انتهى].

 

وقال الشوكاني في فتح القدير: "قوله: ﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ ﴾ [البقرة: 268]، معناه: يخوِّفكم الفقر؛ أي: بالفقر؛ لئلا تنفقوا، فهذه الآية متصلة بما قبلها، والفحشاء: الخصلة الفحشاء؛ وهي المعاصي، والإنفاق فيها، والبخل عن الإنفاق في الطاعات؛ قال في الكشاف: والفاحش عند العرب: البخيل.

 

وقوله: ﴿ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ ﴾ [البقرة: 269] هي العلم، وقيل: الفهم، وقيل: الإصابة في القول، ولا مانع من الحمل على الجميع شمولًا أو بدلًا، وقيل: إنها النبوة، وقيل: العقل، وقيل: الخشية، وقيل: الورع، وأصل الحكمة: ما يمنع من السَّفَهِ، وهو كل قبيح،والمعنى: أن من أعطاه الله الحكمة فقد أعطاه خيرًا كثيرًا؛ أي: عظيمًا قدره، جليلًا خطره"؛ [انتهى الشوكاني].

 

2- من آداب الصدقة أيضًا مراقبة الله:

﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴾ [البقرة: 270].


﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ ﴾ [البقرة: 270]، ما: شرطية، ويجوز أن تكون موصولة، والعائد محذوف، أي: الذي أنفقتموه، وهذا بيان لحكم عامٍّ يشمل كل صدقة مقبولة وغير مقبولة، وكل نذر مقبول أو غير مقبول، ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ ﴾ [البقرة: 270]؛ أي: يعلم ما كان خالصًا لله، وما لم يكن.


﴿ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴾ [البقرة: 270]؛ أي: ما للظالمين أنفسهم - بما وقعوا فيه من الإثم لمخالفة ما أمر الله به من الإنفاق في وجوه الخير - من أنصار ينصرونهم، ويمنعونهم من عقاب الله، بما ظلموا به أنفسهم، والأولَى الحمل على العموم من غير تخصيص لِما يفيده السياق؛ أي: ما للظالمين بأي مظلمة كانت من أنصار"؛ [الشوكاني، فتح القدير].

 

3- إخفاء الصدقة و/ أو إعلانها:

﴿ إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [البقرة: 271].


يرى ابن كثير أن في هذه الآية دلالة على أن إسرار الصدقة أفضل من إظهارها؛ لأنه أبعد عن الرياء، إلا أن يترتب على الإظهار مصلحة راجحة، من اقتداء الناس به، فيكون أفضل من هذه الحيثية، والأصل أن الإسرار أفضل؛ لهذه الآية، ويستشهد بما ثبت في الصحيحين، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سبعة يُظِلُّهم الله في ظِلِّه يومَ لا ظِلَّ إلا ظِلُّه: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجلان تحابَّا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل قلبه معلَّق بالمسجد إذا خرج منه حتى يرجع إليه، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه، ورجل دَعَتْهُ امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه))؛ [انتهى].

 

بينما يفصل الشوكاني في فتح القدير: إن تُظهِروا الصدقات فنعم شيئًا إظهارُها، وإن تخفوها وتصيبوا بها مصارفها من الفقراء، فالإخفاء خير لكم.


وقد ذهب جمهور المفسرين إلى أن هذه الآية في صدقة التطوع، لا في صدقة الفرض، فلا فضيلة للإخفاء فيها، بل قد قيل: إن الإظهار فيها أفضل، وقالت طائفة: إن الإخفاء أفضل في الفرض والتطوع؛[انتهى، والله أعلم].


﴿ لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 272]: يحمل بعض المفسرين هذه الآية على أنها نزلت في مشروعية الصدقة على الكفار وغير المسلمين، ويسوقون لها سبب نزول، فإن كان الأمر كذلك، فهي منسوخة بآية الصدقات:

جاء في تفسير القرطبي: "روى سعيد بن جبير مرسلًا عن النبي صلى الله عليه وسلم في سبب نزول هذه الآية أن المسلمين كانوا يتصدقون على فقراء أهل الذِّمَّة، فلما كثُر فقراء المسلمين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تتصدقوا إلا على أهل دينكم))، فنزلت هذه الآية مُبيحة للصدقة على من ليس من دين الإسلام، وذكر النقَّاش أن النبي صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بصدقات فجاءه يهودي فقال: أعطِني، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ليس لك من صدقة المسلمين شيء))، فذهب اليهودي غير بعيد فنزلت: ﴿ لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ ﴾ [البقرة: 272]، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه، ثم نسخ الله ذلك بآية الصدقات"؛ [انتهى].


وتبدو الآية، ومن خلال السياق أنها مرتبطة بما قبلها من أمرٍ بالصدقات بشروطها وآدابها، فمن لم يهتدِ، ويعمل بما أُنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من أحكام الصدقة، فإن الأمر لله يهدي من يشاء، ﴿ لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ﴾ [البقرة: 272]، والله أعلم.


ثم تُبيِّن الآية في خطابها للمؤمنين أن الإنفاق إنما ينتفع به صاحبه لِما يجده من ثمراته في الدنيا والآخرة، وأن هذا الإنفاق المنتفَع به هو ذاك المقيَّد بما يُبتغى به وجه الله فقط؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص: ((إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله تعالى إلا أُجِرْتَ بها، حتى ما تجعل في في امرأتك))؛ [صحيح البخاري، صحيح الأدب المفرد]، وقوله تعالى: ﴿ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 272]، ﴿ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ ﴾ [البقرة: 272] تأكيد وبيان لقوله: ﴿ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ ﴾ [البقرة: 272]، وأن ثواب الإنفاق يُوفَّى إلى المنفقين، ولا يُبخسون منه شيئًا، فيكون ذلك البخس ظلمًا لهم.

 

4- تحرِّي المتعفِّفين عن السؤال في الصدقة:

﴿ لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 273].


قال السدي ومجاهد وغيرهما: المراد بهؤلاء الفقراء فقراءُ المهاجرين من قريش وغيرهم، ثم تتناول الآية كل من دخل تحت صفة الفقراء غابرَ الدهر، وإنما خصَّ فقراء المهاجرين بالذكر؛ لأنه لم يكن هناك سواهم، وهم أهل الصُّفَّة، وكانوا نحوًا من أربعمائة رجل، وذلك أنهم كانوا يقدمون فقراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما لهم أهل ولا مال، فبُنِيت لهم صُفَّة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقيل لهم: أهل الصُّفَّة، قال أبو ذر: كنتُ من أهل الصُّفَّة، وكنا إذا أمسينا حضرنا باب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيأمر كل رجل فينصرف برجلٍ، ويبقى من بقِيَ من أهل الصُّفَّة عشرة أو أقل، فيُؤتى النبي صلى الله عليه وسلم بعشائه ونتعشى معه"؛ [تفسير القرطبي].

 

﴿ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ﴾ [البقرة: 273]؛ أي: الجاهل بأمرهم وحالهم يحسبهم أغنياء، من تعفُّفهم في لباسهم وحالهم ومقالهم؛ وفي هذا المعنى الحديث المتفق على صحته، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس المسكين بهذا الطواف الذي ترده التمرة والتمرتان، واللقمة واللقمتان، والأكلة والأكلتان، ولكن المسكين الذي لا يجد غِنًى يُغنيه، ولا يُفطَن له فيُتصدَّق عليه، ولا يسأل الناس شيئًا))، وقد رواه أحمد، من حديث ابن مسعود أيضًا.


﴿ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ﴾ [البقرة: 273]؛ أي: لا يُلِحُّون في المسألة، ويُكلِّفون الناس ما لا يحتاجون إليه، فإن من سأل وله ما يغنيه عن السؤال، فقد ألحف في المسألة.


﴿ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 273]؛ [تفسير ابن كثير].

 

5- جزاء المنفق في سبيل الله على كل الوجوه:

﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 274]، سواء كان المنفق نفقة سرٍّ أو نفقة علانية، لا رياء فيها ولا سمعة، وسواء كانت في الليل أم في النهار، فجزاؤه ثلاثة:

• أجره مُدَّخَر عند ربه الرحمن الرحيم، الواسع العليم.


• وصدقته أمان من الخوف.


• وأمان من الحزن.


اللهم اجعلنا منهم، اللهم آمين.

والحمد لله رب العالمين.

يتبع بإذن الله.

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • وقفات ودروس من سورة البقرة (8)
  • وقفات ودروس من سورة البقرة (9)
  • وقفات ودروس من سورة البقرة (10)
  • وقفات ودروس من سورة البقرة (11)
  • وقفات ودروس من سورة البقرة (12)
  • وقفات ودروس من سورة البقرة (13)
  • وقفات ودروس من سورة البقرة (14)
  • وقفات ودروس من سورة البقرة (16) والأخيرة

مختارات من الشبكة

  • وقفات ودروس من سورة البقرة (7)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات ودروس من سورة البقرة (6)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات ودروس من سورة البقرة (5)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات ودروس من سورة البقرة (4)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات ودروس من سورة البقرة (3)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات ودروس من سورة البقرة (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات ودروس من سورة البقرة (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات مع القرآن: وقفة مع آية (10)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات مع القرآن: وقفة مع آية (9)(مقالة - ملفات خاصة)
  • وقفات مع القرآن: وقفة مع آية (8)(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب