• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    نعمة الماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تدبر خواتيم سورة البقرة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    تحريم الإهلال لغير الله تبارك وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    مشاهد عجيبة حصلت لي!
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (2)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الدرس السابع عشر: آثار الذنوب على الفرد والمجتمع
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

مع سورة الفاتحة

مع سورة الفاتحة
د. خالد النجار

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/12/2023 ميلادي - 11/6/1445 هجري

الزيارات: 3528

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مع سورة الفاتحة

 

• سورة الفاتحة من السور ذات الأسماء الكثيرة: أنهاها صاحب الإتقان إلى نيِّفٍ وعشرين، بين ألقاب وصفات جرت على ألسنة القُرَّاء من عهد السلف، ولم يثبُت في السُّنَّة الصحيحة والمأثور من أسمائها إلا: فاتحة الكتاب، والسبع المثاني، وأم القرآن، أو أم الكتاب.

 

• فأما تسميتها «فاتحة الكتاب» فقد ثبتت في السنة في أحاديث كثيرة؛ منها ما رواه البخاري عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)).

 

وفاتحة مشتقة من «الفتح»؛ وهو إزالة حاجز عن مكان مقصودٍ وُلُوجه، فصيغتها تقتضي أن موصوفها شيء يُزيل حاجزًا، وليس مستعملًا في حقيقته، بل مستعملًا في معنى أول الشيء؛ تشبيها للأول بالفاتح؛ لأن الفاتح للباب هو أول من يدخل، فقيل: الفاتحة في الأصل مصدر بمعنى الفتح، كالباقية بمعنى البقاء؛ كما في قوله تعالى: ﴿ فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ ﴾ [الحاقة: 8]، وكذلك الطاغية في قوله تعالى: ﴿ فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ ﴾ [الحاقة: 5]، في قول ابن عباس: أي: بطغيانهم، والخاطئة بمعنى الخطأ، والحاقة بمعنى الحق.

 

ففاتحة وصفٌ وُصِف به مبدأ القرآن، ثم أُضيف إلى الكتاب، ثم صار هذا المركب عَلَمًا بالغلبة على هذه السورة.

 

ومعنى فتحها الكتاب أنها جُعِلت أول القرآن لمن يريد أن يقرأ القرآن من أوله، فتكون فاتحة بالجَعْلِ النبوي في ترتيب السور.

 

• وأما تسميتها «أم الكتاب»؛ فقد ثبتت في السنة من ذلك ما في صحيح البخاري في «كتاب الطب» عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: ((كنا في مَسيرٍ لنا فنزلنا فجاءت جارية، فقالت: إن سيد الحي سَلِيم، وإن نَفَرَنا غَيبٌ، فهل منكم راقٍ؟ فقام معها رجل، ما كنا نأْبُنُهُ برقية، فرقاه فبَرَأ، فأمر له بثلاثين شاةً، وسقانا لبنًا، فلما رجع قلنا له: أكنتَ تُحسِن رُقْيَةً أو كنت ترقي؟ قال: لا ما رَقَيتُ إلا بأم الكتاب، قلنا: لا تحدِّثوا شيئًا حتى نأتي أو نسأل النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قدِمنا المدينة ذكرناه للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: وما كان يُدريه أنها رقية؟ اقسموا واضربوا لي بسهم)).

 

• ووجه تسميتها «أم القرآن» أن الأم يطلق على أصل الشيء ومنشئه؛ وفي الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من صلى صلاةً لم يقرأ فيها بأم القرآن، فهي خِداج – ثلاثًا - غير تمام))؛ أي: منقوصة مَخْدُوجة.

 

وقد ذكروا لتسمية الفاتحة أمَّ القرآن وجوهًا ثلاثة:

1- أحدها: أنها مبدؤه ومفتتحه فكأنها أصله ومنشؤه، يعني أن افتتاحه الذي هو وجود أول أجزاء القرآن قد ظهر فيها، فجُعِلت كالأم للولد في أنها الأصل والمنشأ؛ فيكون أم القرآن تشبيهًا بالأم التي هي منشأ الولد؛ لمشابهتها بالمنشأ من حيث ابتداء الظهور والوجود.

 

2- الثاني: أنها تشتمل محتوياتها على أنواع مقاصد القرآن؛ وهي ثلاثة أنواع:

الثناء على الله ثناء جامعًا لوصفه بجميع المحامد، وتنزيهه من جميع النقائص، ولإثبات تفرده بالإلهية وإثبات البعث والجزاء؛ وذلك من قوله: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ [الفاتحة: 2] إلى قوله: ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [الفاتحة: 4].

 

والأوامر والنواهي من قوله: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ... ﴾ [الفاتحة: 5].

 

والوعد والوعيد من قوله: ﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ... ﴾ [الفاتحة: 7] إلى آخرها.

 

فهذه هي أنواع مقاصد القرآن كله، وغيرها تكملات لها؛ لأن القصد من القرآن إبلاغ مقاصده الأصلية وهي صلاح الدارين، وذلك يحصل بالأوامر والنواهي، ولمَّا توقفت الأوامر والنواهي على معرفة الآمِر، وأنه الله الواجب وجوده، خالق الخلق، لزم تحقيق معنى الصفات، ولما توقف تمام الامتثال على الرجاء في الثواب والخوف من العقاب، لزِم تحقُّق الوعد والوعيد.

 

والفاتحة مشتملة على هاته الأنواع؛ فإن قوله: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ [الفاتحة: 2] إلى قوله: ﴿ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [الفاتحة: 4] حمد وثناء، وقوله: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ ﴾ [الفاتحة: 5]، إلى قوله: ﴿ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ [الفاتحة: 6] من نوع الأوامر والنواهي، وقوله: ﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ ﴾ [الفاتحة: 7] إلى آخرها من نوع الوعد والوعيد، مع أن ذِكْرَ ﴿ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 7] يشير أيضًا إلى نوع قصص القرآن، وقد يؤيد هذا الوجه بما ورد في الصحيح في ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1]، أنها ((تعدِل ثُلُث القرآن))؛ [رواه مسلم]؛ لأن ألفاظها كلها ثناء على الله تعالى.

 

3- الثالث: أنها تشتمل معانيها على جملة معاني القرآن من الحكم النظرية والأحكام العملية، فإن معاني القرآن إما علوم تُقصَد معرفتها، وإما أحكام يُقصَد منها العمل بها، فالعلوم كالتوحيد والصفات، والنبوءات والمواعظ، والأمثال والحِكَم والقصص، وإما عمل الجوارح وهو العبادات والمعاملات، وإما عمل القلوب؛ أي العقول، وهو تهذيب الأخلاق وآداب الشريعة، وكلها تشتمل عليها معاني الفاتحة بدلالة المطابقة أو التضمُّن أو الالتزام؛ فـ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ [الفاتحة: 2] يشمل سائر صفات الكمال التي استحق الله لأجلها حَصْرَ الحمد له تعالى، بناء على ما تدل عليه جملة ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ [الفاتحة: 2] من اختصاص جنس الحمد به تعالى، واستحقاقه لذلك الاختصاص، و﴿ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2] يشمل سائر صفات الأفعال والتكوين عند من أثبتها، و﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [الفاتحة: 3] يشمل أصول التشريع الراجعة للرحمة بالمكلَّفين، و﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [الفاتحة: 4] يشمل أحوال القيامة، و﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ ﴾ [الفاتحة: 5] يجمع معنى الديانة والشريعة، ﴿ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5] يجمع معنى الإخلاص لله في الأعمال، و﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ [الفاتحة: 6] يشمل الأحوال الإنسانية وأحكامها من عبادات ومعاملات وآداب، و﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ﴾ [الفاتحة: 7] يشير إلى أحوال الأمم والأفراد الماضية الفاضلة، وقوله: ﴿ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 7] يشمل سائر قصص الأمم الضالة، ويشير إلى تفاصيل ضلالاتهم المحكية عنهم في القرآن.

 

فلا جرم يحصل من معاني الفاتحة تصريحًا وتضمنًا علم إجمالي بما حواه القرآن من الأغراض، وذلك يدعو نفس قارئها إلى تطلب التفصيل على حسب التمكن والقابلية؛ ولأجل هذا فُرِضت قراءة الفاتحة في كل ركعة من الصلاة؛ حرصًا على التذكير لِما في مطاويها.

 

• قال ابن عاشور: إن القرآن أُنزِل هدًى للناس، وتبيانًا للأحكام التي بها إصلاح الناس في عاجلهم وآجلهم، ومعاشهم ومعادهم، ولما لم يكن لنفوس الأمة اعتياد بذلك لزِم أن يهيأ المخاطبون بها إلى تلقِّيها، ويُعرَف تهيؤهم بإظهارهم استعدادَ النفوس بالتخلي عن كل ما من شأنه أن يعوق عن الانتفاع بهاته التعاليم النافعة؛ وذلك بأن يجردوا نفوسهم عن العناد والمكابرة، وعن خلط معارفهم بالأغلاط الفاقرة، فلا مناصَ لها قبل استقبال تلك الحكمة والنظر من الاتسام بميسَم الفضيلة، والتخلية عن السفاسف الرذيلة.

 

فالفاتحة تضمَّنت مناجاة للخالق جامعةً التنزُّه عن التعطيل والإلحاد والدهرية بما تضمنه قوله: ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [الفاتحة: 4]، وعن الإشراك بما تضمنه ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]، وعن المكابرة والعناد بما تضمنه ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ﴾ [الفاتحة: 6، 7]، فإن طلب الهداية اعتراف بالاحتياج إلى العلم، ووصف الصراط بالمستقيم اعتراف بأن من العلم ما هو حق، ومنه ما هو مشوب بشبه وغلط، ومن اعترف بهذين الأمرين، فقد أعدَّ نفسه لاتباع أحسنهما، وعن الضلالات التي تعتري العلوم الصحيحة، والشرائع الحقة، فتذهب بفائدتها، وتُنْزِل صاحبها إلى دركة أقل مما وقف عنده الجاهل البسيط، وذلك بما تضمنه قوله: ﴿ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 7]؛ ولأجل هذا سميت هاته السورة «أم القرآن».

 

• وأما تسميتها «السبع المثاني» فهي تسمية ثبتت بالسنة؛ ففي صحيح البخاري عن أبي سعيد بن المعلى - هو الحارث بن نفيع - رضي الله عنه قال: ((مرَّ بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي، فدعاني فلم آتِه حتى صليت، ثم أتيت فقال: ما منعك أن تأتيني؟ فقلت: كنت أصلي، فقال: ألم يقل الله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾ [الأنفال: 24]، ثم قال: ألَا أعلمك أعظمَ سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد؟ فذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج من المسجد فذكَّرته فقال: الحمد لله رب العالمين، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أُوتيتُه)).

 

ووجه تسميتها بذلك أنها سبع آيات باتفاق القُرَّاء والمفسرين، ويتعين حينئذٍ كون البسملة ليست من الفاتحة لتكون سبع آيات، ومن عدَّ البسملة أدمج آيتين.

 

وأما وصفها بالمثاني، فهو مَفاعِل جمع مَثْنى، مشتق من التَّثْنِية وهي ضم ثانٍ إلى أول، ووجه الوصف به أن تلك الآيات تُثنَّى في كل ركعة، قيل، وهو مأثور عن عمر بن الخطاب، وهو مستقيم؛ لأن معناه أنها تضم إليها السورة في كل ركعة، ولعل التسمية بذلك كانت في أول فرض الصلاة، فإن الصلوات فرضت ركعتين، ثم أُقِرَّت صلاة السفر، وأُطيلت صلاة الحضر، كذا ثبت في حديث عائشة في الصحيح.

 

وقيل: لأنها تُثنَّى في الصلاة؛ أي: تُكرَّر، فتكون التثنية بمعنى التكرير بناء على ما شاع عند العرب من استعمال المثني في مطلق المكرر؛ نحو: ﴿ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ ﴾ [الملك: 4]، وقولهم: «لبيك وسعديك»، وعليه فيكون المراد بالمثاني هنا مثل المراد بالمثاني في قوله تعالى: ﴿ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ ﴾ [الزمر: 23]؛ أي: مُكرَّر القصص والأغراض.

 

• وهذه السورة وُضِعت في أول السور؛ لأنها تنزل منها مَنْزِل ديباجة الخطبة أو الكتاب، مع ما تضمنته من أصول مقاصد القرآن، وذلك شأن الديباجة من براعة الاستهلال.

 

• وهي سورة مكية باتفاق الجمهور؛ لقوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ﴾ [الحجر: 87]، والحِجر مكية بإجماع، ولا خلاف أن فرض الصلاة كان بمكة، وما حُفِظ أنه كانت في الإسلام صلاة بغيرها، وقد حقَّق بعض العلماء أنها نزلت عند فرض الصلاة، فقرأ المسلمون بها في الصلاة عند فرضها.

 

وقال كثير: إنها أول سورة نزلت، والصحيح أنه نزل قبلها ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ﴾ [العلق: 1]، وسورة المدثر، ثم الفاتحة، وقال بعضهم: هي أول سورة نزلت كاملة؛ أي غير مُنجَّمة.

 

• وهذه السورة لها مميزات تتميز بها عن غيرها؛ منها أنها ركن في الصلوات التي هي أفضل أركان الإسلام بعد الشهادتين؛ فلا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب، ومنها أنها رقية، إذا قُرِئ بها على المريض شُفِيَ بإذن الله؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال للذي قرأ على اللديغ فبرِئ، وقال: ((وما يدريك أنها رُقْيَة؟))؛ [البخاري].

 

• وذكر القرطبي في تفسيره: من أسماء الفاتحة: «الأساس»، شكا رجل إلى الشعبي وجع الخاصرة، فقال: عليك بأساس القرآن، فاتحة الكتاب، سمعت ابن عباس يقول: "لكل شيء أساس، وأساس الدنيا مكة؛ لأنها منها دُحِيت، وأساس السماوات عريبًا وهي السماء السابعة، وأساس الأرض عجيبًا وهي الأرض السابعة السفلى، وأساس الجِنان جنة عدن وهي سُرَّة الجنان عليها أُسِّست الجنة، وأساس النار جهنم وهي الدركة السابعة السفلى عليها أُسِّست الدَّرَكات، وأساس الخَلْقِ آدم، وأساس الأنبياء نوح، وأساس بني إسرائيل يعقوب، وأساس الكتب القرآن، وأساس القرآن الفاتحة، وأساس الفاتحة ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [الفاتحة: 1]، فإذا اعْتَلَلْتَ أو اشتكيت فعليك بالفاتحة تُشفى".

 

• روى مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضًا من فوقه فرفع رأسه، فقال: هذا باب من السماء فُتِحَ اليوم لم يُفتح قط إلا اليوم، فنزل منه مَلَكٌ، فقال: هذا مَلَكٌ نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم فسلَّم وقال: أبْشِرْ بنورين أُوتيتَهما لم يُؤتَهما نبيٌّ قبلك؛ فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أُعطِيته)).

 

• وروى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه، ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أُبيِّ بن كعب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أُبيُّ، وهو يصلي، فالتفت أُبَيُّ، ولم يُجِبْه، وصلى أُبيُّ فخفَّف، ثم انصرف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: السلام عليك يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وعليك السلام، ما منعك يا أُبَيُّ أن تجيبني إذ دعوتك؟ فقال: يا رسول الله، إني كنت في الصلاة، قال: أفلم تجد فيما أُوحيَ إليَّ أنِ ﴿ اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾ [الأنفال: 24]، قال: بلى، ولا أعود إن شاء الله، قال: تُحِب أن أعلمك سورةً لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها؟ قال: نعم يا رسول الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف تقرأ في الصلاة؟ قال: فقرأ أم القرآن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده، ما أُنزلت في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها، وإنها سبعٌ من المثاني والقرآن العظيم الذي أُعطيتُه))؛ [هذا حديث حسن صحيح].

 

• قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: "إن الله جمع علم الأولين والآخرين في القرآن، وجمع الله علمَ القرآن في الفاتحة، وجمع علم الفاتحة في آية ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]".

 

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "هي الكافية تكفي عن غيرها، ولا يكفي غيرها عنها".

 

وقال التابعي الحسن البصري رحمه الله: "من علِم تفسيرها كان كمن علم تفسير جميع كتب الله المنزَّلة".

 

• وقد ابتدع بعض الناس اليوم في هذه السورة بدعة، فصاروا يختمون بها الدعاء، ويبتدئون بها الخطب، ويقرؤونها عند بعض المناسبات خاصة على روح الميت، وهذا غلط؛ تجده – مثلًا - إذا دعا، ثم دعا قال لمن حوله: الفاتحة؛ يعني: اقرؤوا الفاتحة؛ وبعض الناس يبتدئ بها في خطبه، أو في أحواله، وهذا أيضًا غلط؛ لأن العبادات مبناها على التوقيف والاتباع.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • هدايات سورة الفاتحة (خطبة)
  • هدايات سورة الفاتحة
  • أسماء سورة الفاتحة
  • عدد آيات سورة الفاتحة وكلماتها وحروفها
  • أبرز موضوعات سورة الفاتحة
  • أسرار الفاتحة (1) اعرف ربك من خلال سورة الفاتحة
  • من أسباب رفع البلاء: قراءة سورة الفاتحة وقد سميت بالرقية والشفاء والشافية

مختارات من الشبكة

  • وقفات تدبرية وفوائد مختصرة مع آيات سورة الفاتحة -باللغة الإنجليزية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • وقفات تدبرية وفوائد مختصرة مع آيات سورة الفاتحة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • التسهيل في تدبر جزء عم مع سورة الفاتحة وآية الكرسي (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • وقفات مع سورة الفاتحة(مادة مرئية - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • لطائف وإشارات حول السور والآي والمتشابهات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • موهم التعارض بين القرآن والسنة: (دراسة نظرية تطبيقية) من أول سورة الفاتحة حتى نهاية سورة الأنعام(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • تفسير الإمام الزركشي من أول سورة الفاتحة إلى نهاية سورة المائدة جمعا ودراسة(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • ترجيحات الشنقيطي في أضواء البيان من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الأنعام جمعا ودراسة(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • نور البيان في مقاصد سور القرآن: سورة الفاتحة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير سور المفصَّل ( 10 ) تفسير الآيتين من سورة الفاتحة ﴿ مالك يوم الدين - إياك نعبد وإياك نستعين ﴾(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب