• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    نعمة الماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تدبر خواتيم سورة البقرة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    تحريم الإهلال لغير الله تبارك وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    مشاهد عجيبة حصلت لي!
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (2)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الدرس السابع عشر: آثار الذنوب على الفرد والمجتمع
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

فوائد من كتاب البرهان للإمام الزركشي

فوائد من كتاب البرهان للإمام الزركشي
مريم بنت حسن تيجاني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 28/12/2021 ميلادي - 23/5/1443 هجري

الزيارات: 7191

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فوائد من كتاب البرهان للإمام الزركشي

 

أورد الإمام بدر الدين الزركشي[1] رحمهُ الله في كتابهِ الماتع "البرهان في علوم القرآن" - جملةً زاخرة من دُرر المعاني والعلوم القرآنية، وفرائدَ يانعة من معينِ الاستنباط والتوجيه، والتأمل البديع لبعضِ آي الذكر الحكيم، ومن ذلك ما ذكرهُ تحت باب[2] "معرفة الوجوه والنظائر"، وسأوردهُ بتمامِهِ إن شاء الله، لتعُمَّ فائدته كل من لهُ عناية بمثلِ هذا اللون من علم الكتاب، فجزى الله عنا علماء الأمةِ سلفًا وخلفًا، بخير ما جزى عالِمًا ناصحًا للأمة والدينِ القويم.

 

قال رحمهُ الله:

"هذه فهرست أنواعه:[3]

 

الرابع: معرفة الوجوه والنظائر:

ثم بيَّن معناه، ومن صنَّف فيه، وذكر أن ذلك من معجزات القرآن الكريم، وهو أن الكلمة الواحدة تنصرف إلى عشرين وجهًا أو أكثر أو أقل، ولا يوجد ذلك في كلام البشر[4].

 

ثم ذكر أمثلة لمعاني ووجوه تصريف كلمة (الهدى)[5]، وعطفَ بذكر كلام ابن فارس في كتاب الأفراد وهو ما نحن بصدد ذكره، فقال:

 

وقال ابن فارس في كتاب الأفراد:

• كل ما في كتاب الله من ذكر "الأسف"؛ فمعناه الحزن، كقوله تعالى في قصة يعقوب عليه السلام: ﴿ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ ﴾، إلا قوله تعالى: ﴿ فَلَمَّا آسَفُونَا ﴾، فإن معناه أغضبونا، وأما قوله في قصة موسى عليه السلام ﴿ غَضْبَانَ أَسِفًا ﴾، فقال ابن عباس: "مغتاظًا".

 

• وكل ما في القرآن من ذكر "البروج"، فإنها الكواكب، كقوله تعالى: ﴿ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ ﴾، إلا التي في سورة النساء ﴿ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ﴾، فإنها "القصور الطوال المرتفعة في السماء الحصينة".

 

• وما في القرآن من ذكر "البر" و"البحر"، فإنه يُراد بالبحر الماء، وبالبر التراب اليابس، غير واحد في سورة الروم: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ﴾؛ فإنه بمعنى البرية والعمران[6]. وقال بعض علمائنا في البر قتل ابن آدم أخاه وفي ﴿ الْبَحْرِ ﴾ أخذ الملك كل سفينة غصبًا.

 

• و"البَخْس" في القرآن؛ النقص، مثل قوله تعالى: ﴿ فَلا يَخَافُ بَخْسًا وَلا رَهَقًا ﴾، إلا حرفًا واحدًا في سورة يوسف ﴿ وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ ﴾، فإن أهل التفسير قالوا بخس: "حرام".

 

• وما في القرآن من ذكر "البعل"، فهو الزوج كقوله تعالى: ﴿ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ ﴾، إلا حرفًا واحدًا في الصافات: ﴿ أَتَدْعُونَ بَعْلًا ﴾؛ فإنه أراد: صنمًا.

 

• وما في القرآن من ذكر "البكم"، فهو الخرس عن الكلام بالإيمان، كقوله: ﴿ صُمٌّ بُكْمٌ ﴾؛ إنما أراد بكم عن النطق والتوحيد مع صحة ألسنتهم، إلا حرفين؛ أحدهما في سورة بني إسرائيل: ﴿ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا ﴾، والثاني في سورة النحل، قوله عز وجل: ﴿ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ ﴾، فإنهما في هذين الموضعين: "اللذان لا يقدران على الكلام".

 

• وكل شيء في القرآن "جثيًّا" فمعناهُ جميعًا، إلا التي في سورة الشريعة: ﴿ وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً ﴾، فإنه أراد: تجثو على ركبتيها.

 

• وكل حرف في القرآن "حُسبان"، فهو من العدد، غير حرف في سورة الكهف ﴿ حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ ﴾؛ فإنه بمعنى: العذاب.

 

• وكل ما في القرآن "حسرة"؛ فهو الندامة، كقوله عز وجل: ﴿ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ﴾، إلا التي في سورة آل عمران: ﴿ يَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ ﴾؛ فإنه يعني به "حزنًا".

 

• وكل شيء في القرآن "الدحض" وَ"الداحض" فمعناه الباطل، كقوله: ﴿ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ ﴾، إلا التي في سورة الصافات: ﴿ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ﴾[7].

 

• وكل حرف في القرآن من "رجز" فهو العذاب، كقوله تعالى في قصة بني إسرائيل: ﴿ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ ﴾، إلا في سورة المدثر ﴿ والرجز فاهجر ﴾؛ فإنه يعني: الصنم فاجتنبوا عبادته.

 

• وكل شيء في القرآن من "ريب"، فهو شك غير حرف واحد، وهو قوله تعالى: ﴿ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ ﴾؛ فإنه يعني: حوادث الدهر.

 

• وكل شيء في القرآن "يرجمنكم" وَ"يرجموكم" فهو القتل، غير التي في سورة مريم عليها السلام ﴿ لأَرْجُمَنَّكَ ﴾؛ يعني لأشتمنك، قلت[8] وقولهُ: ﴿ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ﴾؛ أي ظنًّا، وَ"الرجم" أيضًا الطرد واللعن ومنه قيل للشيطان رجيم.

 

• وكل شيء في القرآن من "زور" فهو الكذب، ويرادُ به الشرك، غير التي في المجادلة ﴿ منكرًا من القول وزورًا ﴾؛ فإنهُ كذب غير شرك.


• وكل شيء في القرآن من "زكاة" فهو المال، غير التي في سورة مريم: ﴿ وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً ﴾ [مريم: 13]، فإنه يعنى: "تعطفًا".

 

• وكل شيء في القرآن من "زاغوا" وَ"لا تزغ"، فإنه من مالوا ولا تُمِل، غير واحد في سورة الأحزاب ﴿ وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ ﴾؛ بمعنى: "شخصت".

 

• وكل شيء في القرآن من "يسخرون" وَ"سخريًّا"[9]، فإنه يُراد به الاستهزاء، غير التي في سورة الزخرف ﴿ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا ﴾؛ فإنه أراد: "أعوانًا وخدمًا".

 

• وكل "سكينةٍ" في القرآن طمأنينة في القلب، غير واحد في سورة البقرة ﴿ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾؛ فإنه يعني: "شيئًا كرأس الهرة لها جناحان كانت في التابوت".

 

• وكل شيء في القرآن من ذكر "السعير"، فهو النار والوقود، إلا قوله عز وجل: ﴿ إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ ﴾، فإنه "العناد".

 

• وكل شيء في القرآن من ذكر "شيطان"، فإنه إبليس وجنوده وذريته، إلا قوله تعالى في سورة البقرة: ﴿ وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ ﴾؛ فإنه يريد: "كهنتهم مثل كعب بن الأشرف وحيي بن أخطب وأبي ياسر أخيه".

 

• وكل "شهيد" في القرآن غير القتلى في الغزو، فهم الذين يشهدون على أمور الناس، إلا التي في سورة البقرة قوله عز وجل: ﴿ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ ﴾، فإنه يريد: "شركاءكم".

 

• وكل ما في القرآن من "أصحاب النار"، فهم أهل النار، إلا قوله: ﴿ وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً ﴾؛ فإنه يريد: "خزنتها".

 

• وكل "صلاة" في القرآن فهي عبادة ورحمة، إلا قوله تعالى: ﴿ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ ﴾؛ فإنه يريد: "بيوت عبادتهم".

 

• وكل "صمم" في القرآن، فهو عن الاستماع للإيمان، غير واحد في بني إسرائيل[10] قوله عز وجل: ﴿ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا ﴾ معناه: "لا يسمعون شيئًا".

 

• وكل "عذاب" في القرآن فهو التعذيب، إلا قوله عز وجل: ﴿ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا ﴾؛ فإنه يريد: "الضرب".

 

• وَ"القانتون" المطيعون، لكن قوله عز وجل في البقرة: ﴿ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ ﴾، معناه: "مُقِرُّون"، وكذلك في سورة الروم ﴿ وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ ﴾، يعنى: "مقرون بالعبودية".

 

• وكل "كنز" في القرآن، فهو المال، إلا الذي في سورة الكهف ﴿ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا ﴾، فإنه أراد: "صحفًا وعلمًا"[11].

 

• وكل "مصباح" في القرآن، فهو الكوكب، إلا الذي في سورة النور ﴿ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ﴾، فإنه: "السراج نفسه".

 

• "النكاح" في القرآن التزوج، إلا قوله جل ثناؤه: ﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ ﴾؛ فإنه يعني: "الحُلُم".

 

• "النبأ" وَ"الأنباء" في القرآن: الأخبار، إلا قوله تعالى: ﴿ فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الأَنْبَاءُ ﴾؛ فإنه بمعنى: "الحجج".

 

• "الورود" في القرآن: الدخول، إلا في القصص: ﴿ وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ ﴾؛ يعنى "هجم عليه ولم يدخله"[12].

 

• وكل شيء في القرآن من ﴿ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا ﴾، يعني: عن العمل، إلا التي في سورة النساء ﴿ إِلَّا مَا آتَاهَا ﴾؛ يعني: "النفقة".

 

• وكل شيء في القرآن من "يأس"، فهو القنوط، إلا التي في الرعد: ﴿ أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾؛ أي: "ألم يعلموا".

 

• وكل شيء في القرآن من ذكر "الصبر" محمود، إلا قوله عز وجل: ﴿ لَوْلا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا ﴾ وَ:﴿ وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ ﴾.

 

• وزاد غيره: كل شيء في القرآن "لعلكم"، فهو بمعنى: لكي، غير واحد في الشعراء: ﴿ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ ﴾؛ فإنه للتشبيه أي: "كأنكم".

 

• وكل شيء في القرآن "أقسطوا"، فهو بمعنى: العدل، إلا واحد في الجن: ﴿ وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا ﴾؛ يعني: "العادلين الذين يعدلون به غيره"، هذا باعتبار صورة اللفظ وإلا فمادة الرباعي تخالف مادة الثلاثي[13].

 

• وكل "كسف" في القرآن يعني: جانبًا من السماء، غير واحد في سورة الروم: ﴿ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا ﴾؛ يعني: "السحاب قطعًا".

 

• وكل ماء "معين"، فالمراد به: الماء الجاري[14]، غير الذي في سورة تبارك، فإن المراد به: "الماء الطاهر الذي تناله الدلاء، وهى: زمزم"[15].

 

• وكل شيء في القرآن "لئلا"، فهو بمعنى: كيلا، غير واحد في الحديد: ﴿ لِئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ ﴾، يعني: "لكي يعلم".

 

• وكل شيء في القرآن من "الظلمات إلى النور"، فهو بمعنى: الكفر والإيمان، غير واحد في أول الأنعام: ﴿ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ﴾؛ يعني "ظلمة الليل ونور النهار".

 

• وكل "صوم" في القرآن، فهو الصيام المعروف، إلا الذي في سورة مريم ﴿ إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا ﴾ يعني: "صمتًا".

 

• وذكر أبو عمرو الداني في قوله تعالى: ﴿ وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ ﴾ - أن المراد بالحضور هنا: المشاهدة، قال: وهو بالظاء بمعنى: "المنع والتحويط"، قال ولم يأت بهذا المعنى إلا في موضع واحد وهو قوله تعالى: ﴿ فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ ﴾[16].

 

• قيل: وكل شيء في القرآن "وَمَا أَدْرَاكَ"، فقد أخبرنا به، وما فيه: "وَمَا يُدْرِيكَ"، فلم يخبرنا به، حكاه البخاري رحمهُ الله في تفسيره، واستدرك بعضهم عليه موضعًا، وهو قوله: ﴿ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ ﴾ [الشورى: 17].

 

• وقيل: "الإنفاق" حيث وقع في القرآن، فهو الصدقة، إلا قوله تعالى: ﴿ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا ﴾، فإن المراد به "المهر"، وهو صدقة في الأصل تصدق الله بها على النساء".

 

والحمدُ لله ربِّ العالمين



[1] الإمام بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر الزركشي، أحد العلماء الأثبات الذين نجموا بمصر في القرن الثامن الهجري؛ وجِهبِذ من جَهابذة أهل النظر وأرباب الاجتهاد؛ وهو أيضا عَلم من أعلام الفقه والحديث والتفسير وأصول الدين. ولد بالقاهرة سنة خمس وأربعين وسبعمائة (745هـ- 1344م) حينما كانت معمورة بالمدارس، غاصة بالفضلاء وحملة العلم؛ زاخرة بدور الكتب الخاصة والعامة، والمساجد الحافلة بطلاب المعرفة، والوافدين من شتى الجهات؛ ولم يكد يجاوز سن الحداثة حتى انتظم في حلقات الدروس، وتفقه بمذهب الشافعي؛ وحفظ كتاب المنهاج في الفروع للإمام النووي؛ وصار بعرف بالمنهاجي؛ نسبة إلى هذا الكتاب. كان رضيَّ الخُلُق، محمود الخِصال، عذب الشمائل؛ متواضعا رقيقا، يلبس الخَلَق من الثياب، ويرضى بالقليل من الزاد؛ لا يشغله عن العلم شيء من مطالب الدنيا، أو شؤون الحياة، توفي بمصر في رجب سنة أربع وتسعين وسبعمائة (794 هـ - 1392 م)، يرحمه الله؛ من مؤلفاته: "إعلام الساجد بأحكام المساجد"، و"البحر المحيط في أصول الفقه"، وهذا الكتاب العظيم الذي نحنُ بصدده "البرهان في علوم القرآن"؛ انظر مقدمة المحقق لكتاب "البرهان"؛ محمد أبو الفضل إبراهيم، د.ط، د.ت، مكتبة دار التراث، القاهرة. الصفحات: من 3 إلى 6.

[2] وقد سمى تلك الأبواب "أنواعًا"؛ حيث قال في بداية الكتاب: "هذه فهرست أنواعه" ص9.

[3] وبلغت سبعًا وأربعين نوعًا، قال بعد أن عددها جميعًا: "واعلم أنه ما من نوع من هذه الأنواع إلا ولو أراد الإنسان استقصاءه لاستفرغ عمره ثم لم يحكم أمره ولكن اقتصرنا من كل نوع على أصوله والرمز إلى بعض فصوله فإن الصناعة طويلة والعمر قصير ماذا عسى أن يبلغ لسان لتقصير. قالوا خذ العين من كل فقلت ** لهم في العين فضل ولكن ناظر العين". للهِ درُّهُ رحمهُ الله.

[4] انظر الصفحات: من 105 إلى 111.

[5] ص103 – 104.

[6] انظر تفسير الطبري للآية الكريمة.

[7] أي فكان من المغلوبين بالقرعة؛ انظر: تفسير السعدي.

[8] من كلام المحقق.

[9] في نص الكتاب "سخرنا"، ولعلهُ تصحيفٌ فات المحقق، والصواب ما أُثبت.

[10] أي سورة الإسراء.

[11] أورد الطبري في تفسيرِهِ أقوالًا لجملةٍ من السلف رضوان الله عليـهم بأن الكنز كان علمًا مدفونًا، وأقوالًا لآخرين بأنهُ مالٌ مدفون. وروى القول الأول عن ابن عباس ومجاهد والحسن وسعيد بن جبير، بينما روى القول الآخر عن عكرمة وقتادة وآخرين. يقول: "عن ابن عباس أنه كان يقول: ما كان الكنز إلا علْما. وعن مجاهد، في قوله ﴿ وكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما ﴾، قال: صُحُف من علم. وعن عمر مولى غُفْرة، قال: إن الكنز الذي قال الله في السورة التي يذكر فيها الكهف ﴿ وكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما ﴾، قال: كان لوحًا من ذهب مصمت، مكتوبًا فيه: بسم الله الرحمَن الرحيم. عَجَبٌ ممن عرف الموت ثم ضحك، عَجَبٌ ممن أيقن بالقدر ثم نَصِب، عَجَبٌ ممن أيقن بالموت ثم أمن، أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله. وقال آخرون: بل كان مالاً مكنوزًا-ثم ذكرَ إسانيدهُ إلى أن قال: عن عكرمة ﴿ وكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما ﴾ قال: كنزُ مال. وعن قتادة ﴿ وكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما ﴾ قال: مالٌ لهما،- ثم عقَّبَ بقولِه-: وأولى التأويلين في ذلك بالصواب: القول الذي قاله عِكْرمة، لأن المعروف من كلام العرب أن الكنز اسم لما يكنز من مال، وأن كلّ ما كنز فقد وقع عليه اسم كنز، فإن التأويل مصروف إلى الأغلب من استعمال المخاطبين بالتنزيل، ما لم يأت دليل يجب من أجله صرفه إلى غير ذلك". قلت: وسبحان الله العليم الخبير، فيما لو كان القولُ الأول صحيحًا فذلك يُبيِّن أهمية العلم عن الله تعالى، وسواءٌ صحّ الأول أو الثاني أو كلاهما كما في ذكر اللوح من الذهب وفيهِ كلامٌ كريمٌ الله أعلمُ به، فذلك دالٌ على عنايةِ الله تعالى الخاصة بعِبادِهِ الصالحين، فالحمدُ لله ربِّ العالمين.

[12] قال ابن كثير: "﴿ وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ ﴾ أي: ولما وصل إلى مدين وورد ماءها، وكان لها بئر تَرده رعاء الشاء". وأوردَ صاحب التحرير: "يدل قوله ﴿ وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ ﴾ أنه بلغ أرض مدين، وذلك حين ورد ماءهم. والورود هنا معناه الوصول والبلوغ". التحرير والتنوير لابن عاشور.

[13] ربما يقصد الفرق بين "قسط" و"أقسط" من حيث المعنى.

[14] الذي يُرى بالعين، فمعين مُبصَر تنالُهُ الرؤية.

[15] أورد الطبري في تفسيره، قوله: "القول في تأويل قوله تعالى: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَآؤُكُمْ غَوْراً فَمَن يَأْتِيكُمْ بِمَآءٍ مّعِينٍ ﴾. يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قُل يا محمد لهؤلاء المشركين: أرأَيْتُمْ أيها القوم العادلون بالله، إن أصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْرا، يقول: غائرًا لا تنالُهُ الدلاء فَمَن يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ، يقول: فمن يجيئكم بماء معين، يعني بالمعين: الذي تراه العيون ظاهرًا. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: عن ابن عباس، قوله: ﴿ فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِين﴾، يقول: بماء عذب. وعن سعيد بن جُبير في قوله: ﴿ إنْ أصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْرًا ﴾، لا تناله الدلاء، ﴿ فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ﴾، قال: الظاهر. وعن قتادة، قوله: ﴿ قُلْ أرأيْتُمْ إنْ أصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْرًا ﴾: أي ذاهبًا، ﴿ فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاء مَعِينٍ ﴾، قال: الماء المعين: الجاري. وعن الضحاك، في قوله: ﴿ ماؤُكُمْ غَوْرًا ﴾ ذاهبا، ﴿ فَمَنْ يَأَتِيكُمْ بمَاءٍ مَعِين ﴾ جارِ". وقال البغوي في تفسيره: "﴿ قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غوراً ﴾ أي: غائراً ذاهباً في الأرض، لا تناله الأيدي والدلاء. قال الكلبي ومقاتل: يعني ماء زمزم، ﴿ فمن يأتيكم بماء معين ﴾ ظاهر تراه العيون، وتناله الأيدي والدلاء. وقال عن ابن عباس: (معين) أي جار". وذكر ابن كثير قوله: "﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا ﴾ أي: ذاهبًا في الأرض إلى أسفل، فلا يُنَال بالفؤوس الحداد، ولا السواعد الشداد، والغائر: عكس النابع؛ ولهذا قال: ﴿ فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ ﴾ أي: نابع سائح جار على وجه الأرض، لا يقدر على ذلك إلا الله عز وجل، فمن فضله وكرمه أن أنبع لكم المياه وأجراها في سائر أقطار الأرض، بحسب ما يحتاج العباد إليه من القلة والكثرة، فلله الحمد والمنة ". قلت: ولعل وجه من قال بأنهُ ماءُ زمزم؛ أخذًا من الحديث في قصةِ هاجر وإسماعيل عليهما السلام حين جعلت أم إسماعيل تزمُّ الماء بيديها، فلولا ذلك لكانت زمزم عينًا معينًا. غيرَ أن المقابلة في الآية بالغائر تفيدُ المعنى الذي ذكرهُ أهل التفسير جزاهمُ الله عن الملةِ والأمةِ خيرًا ورضيَ عنهم وأرضاهم. وتبقى المِنَّةُ بماءِ زمزمٍ المبارك، إذ هو سيِّدُ الماء وخير ماءٍ على وجهِ الأرض، فلو لم تكن البشرى وإرهاصاتُ نبوة النبي صلى الله عليـه وسلم؛ برؤيا عبد المطلب جد النبي صلى الله عليـه وسلم عن مكان زمزم ليحتفرها، لكانت غَوْرًا كما هي في دهرها الطويل منذُ انطمارها واندراسِ موضعها وخبرها. فكانت المِنَّة الإلهية والمنحة الربانية أن تُعلمَ وتصير معينًا بعد دهرٍ سحيق؛ كآيةٍ من آياتِ الله العظمى في عمر الأرضِ وأزمانها المتطاولة، حيث تعاقُب النبوات والأمم من لدن إسماعيل وأخيه عليهما السلام إلى زمنِ مبعثِ أحمدَ صلى الله عليـه وسلم.

[16] لعلَّهُ وهِم رحمهُ الله، إذ تكاد تجتمع أقوال أهل التفسير على أن (حاضرة البحر) من الحضور والقُرب من البحر. قال الرازي في المفاتيح: "﴿ كانت حاضرة البحر ﴾ يعني قريبة من البحر، وبقربه وعلى شاطئه والحضور نقيض الغيبة. كقوله تعالى: ﴿ ذلك لمن يكن أهله حاضري المسجد الحرام ﴾". وأما في قوله تعالى: ﴿ فكانوا كهشيم المحتظر ﴾، فيقول: "المسألة الثانية: ما الهشيم؟ نقول هو المهشوم أي المكسور، وسمي هاشم هاشمًا لهشمه الثريد في الجفان، غير أن الهشيم استعمل كثيرًا في الحطب المتكسر اليابس، فقال المفسرون: كانوا كالحشيش الذي يخرج من الحظائر بعد البلى بتفتت، واستدلوا عليه بقوله تعالى: ﴿ هشيما تذروه الرياح ﴾". وقال ابن عاشور: "والهشيم: ما يَبِسَ وجفّ من الكلأ ومن الشجر، وهو مشتق من الهشْم وهو الكَسْر لأن اليابس من ذلك يصير سريع الانكسار. والمراد هنا شيء خاص منه وهو ما جفّ من أغصَان العضاة والشوك وعظيم الكلأ كانوا يتخذون منه حظائر لحفظ أغنامهم من الريح والعادية ولذلك أضيف الهشيم إلى المْحتظِر. وهو بكسر الظاء المعجمة: الذي يَعمل الحَظيرة ويَبْنيهَا، وذلك بأنه يجمع الهشيم ويلقيه على الأرض ليرصفه بعد ذلك سياجاً لحظيرته فالمشبه به هو الهشيم المجموع في الأرض قبل أن يُسيّج ولذلك قال: ﴿ كهشيم المحتظر ﴾ ولم يقل: كهشيم الحظيرة، لأن المقصود بالتشبيه حالته قبل أن يرصف ويصفف وقبل أن تتخذ منه الحظيرة، والمحتظر: مفتعل من الحظيرة، أي متكلف عمل الحظيرة"، وفي (حاضرة البحر)، قال: "ووصفت بأنها حاضرة البحر بمعنى الاتصال بالبحر والقريبِ منه؛ لأن الحضور يستلزم القرب".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • وصف كتاب البرهان للإمام الزركشي ومنهجه فيه
  • التحقيقات التي حظي بها كتاب البرهان للإمام الزركشي
  • البحوث والرسائل العلمية التي اعتنت بكتاب البرهان للإمام الزركشي
  • فوائد من كتاب الفنون للإمام أبي الوفاء علي بن عقيل
  • فوائد من كتاب: طبقات الإمام أحمد بن حنبل لأبي بكر الخلال

مختارات من الشبكة

  • مستخلص وخطة رسالة: الإمام الزركشي مفسرا من خلال كتابه: البرهان في علوم القرآن(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • الإمام الزركشي مفسرا من خلال كتابه: البرهان في علوم القرآن (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • تسهيل المسالك بشرح كتاب المناسك: شرح كتاب المناسك من كتاب زاد المستقنع (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • علوم القرآن التي حواها كتاب البرهان للزركشي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فوائد من كتاب الفوائد (WORD)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فوائد من كتاب الفوائد للعلامة ابن القيم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فوائد من كتاب "أدب الطلب ومنتهى الأرب" للإمام الشوكاني(مقالة - حضارة الكلمة)
  • فوائد من كتاب "سير أعلام النبلاء" للإمام الذهبي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فوائد ومسائل متفرقة من كتاب (معرفة القراء الكبار) للإمام الذهبي (ت748هـ)(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • أسئلة وأجوبة على كتاب "البرهان في تجويد القرآن" تأليف: محمد الصادق قمحاوي (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب