• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    فضل الصبر على المدين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    تفسير قوله تعالى: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    محاسن الإرث في الإسلام (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    تفسير: (لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    علامات الساعة (2)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    ما جاء في فصل الصيف
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تأملات في قوله تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها}

تأملات في قوله تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها}
د. أمين بن عبدالله الشقاوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 14/6/2021 ميلادي - 4/11/1442 هجري

الزيارات: 12824

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تأملات في قوله تعالى:

﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ [محمد: 24]


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أمام بعد:

فإن الله أنزل هذا القرآن العظيم لتدبره والعمل به، قال تعالى: تأملات في قوله تعالى: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ [محمد: 24]، وعملًا بهذه الآية الكريمة لنستمع إلى آيات من كتاب الله ونتدبر ما فيها من العظات والعبر، قال تعالى: ﴿ إنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ * يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ * خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ * ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ * ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ * إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ * إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ * فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ * كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ * يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ * لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ ﴾ [الدخان: 40 - 59].

 

قوله تعالى: ﴿ إنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾، وهو يوم القيامة الذي يَفصل الله فيه بين الخلائق أجمعين الأولين منهم والآخرين، وبين كل مختلفين، وسُمي بذلك؛ لأن الله تعالى يفصل فيه بين خلقه، دليل ذلك قوله تعالى: ﴿ لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [الممتحنة: 3].

 

وقال تعالى: ﴿ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ ﴾ [المؤمنون: 101]، وقال تعالى: ﴿ وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا ﴾ [المعارج: 10]؛ أي لا يسأل أخًا له عن حاله وهو يراه عيانًا، ﴿ يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ﴾؛ أي: لا ينصر أحدٌ أحدًا، لا من القريب ولا من البعيد.

 

قوله تعالى: ﴿ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾، فإنه هو الذي ينتفع ويرتفع برحمة الله التي سعى لها سعيها في الدنيا.

 

قوله تعالى: ﴿ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ ﴾، لما ذكر يوم القيامة وأنه يفصل بين عباده فيه، ذكر افتراقهم إلى فريقين، فريق في الجنة وفريق في السعير – وهم الآثمون بعمل الكفر والمعاصي – وأن طعامهم شجرة الزقوم، شر الأشجار وأفظعها، وهي الشجرة التي خلقها الله في جهنم، وسماها الشجرة الملعونة، فإذا جاع أهل النار التجؤوا إليها فأكلوا منها، فغلت في بطونهم كما يغلي الماء الحار، وشبَّه ما يصير منها إلى بطونهم بالمهل وهو كالصديد المنتن، خبيث الريح والطعم، شديد الحرارة، يغلي في البطون كغلي الحميم؛ أي من حرارتها ورداءتها.

 

روى الإمام أحمد في مسنده من حديث مجاهد أن الناس كانوا يطوفون وابن عباس رضي الله عنه جالس معه محجن، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ولو أن قَطرةً منَ الزَّقومِ قَطرَت، لأَمَرَّت على أَهْلِ الأرضِ عَيشَهُم، فَكَيفَ من ليسَ لَهُم طعامٌ إلا الزَّقومُ»[1].

 

قوله تعالى: ﴿ خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ ﴾؛ أي يقال للزبانية: جروه وسوقوه سحبًا ودفعًا في ظهره إلى سواء الجحيم إلى وسطها ومعظمها.

 

قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ ﴾، هذا كقوله: ﴿ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ ﴾ [الحج: 19، 20]، قال بعضهم: إن الملك يضربه بمقمعة من حديد، فيفتح دماغه، ثم يصب الحميم على رأسه، فينزل في بدنه، فسلت ما في بطنه من أمعائه حتى تمزَّق من كعبيه - أعاذنا الله تعالى من ذلك.

 

قوله تعالى: ﴿ ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ﴾، يقال له ذلك على سبيل التهكم والتوبيخ والاستهزاء؛ أي: بزعمك أنك عزيز ستمتنع من عذاب الله، وإنك كريم على الله لا يُصيبك بعذاب، فاليوم تبيَّن لك أنك أنت الذليل المهان الحقير.

 

قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ﴾، لَما ذكر تعالى حال الأشقياء عطف بذكر السعداء، ولهذا سُمي القرآن مثاني، فقال: ﴿ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ﴾؛ أي لله في الدنيا في مقام أمين في الآخرة وهو الجنة، قد أمنوا فيها من الموت والخروج، ومن كل همٍّ وحزن وجزع، وتعب ونصب، ومن الشيطان وكيده وسائر الآفات والمصائب.

 

قوله: ﴿ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴾ في مقابلة ما أولئك فيه من شجر الزقوم، وشرب الحميم، هم في ظل ظليل من كثرة الأشجار والفواكه، وعيون سارحة تجري من تحتهم الأنهار، يفجرونها تفجيرًا في جنات النعيم، فأضاف الجنات إلى النعيم؛ لأن كل ما اشتملت عليه كله نعيم وسرور كامل من كل وجه ما فيه منغص، ولا مكدر بوجه من الوجوه.

 

قوله تعالى: ﴿ يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ ﴾ [الدخان: 53]؛ أي لباسهم من الحرير الأخضر من السندس والإستبرق، والسندس رقيق الحرير كالقمصان ونحوها، والإستبرق ما فيه بريق ولمعان، وذلك كالرياش وما يلبس على أعالي القماش، متقابلين: أي السرر لا يجلس أحد منهم وظهره إلى غيره.

 

قوله تعالى: ﴿ كَذَلِكَ ﴾ [الدخان: 54]؛ أي: كذلك النعيم التام والسرور الكامل، ﴿ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ ﴾؛ أي نساء جميلات من جمالهن وحسنهن أنه يحار الطرف في حسنهنَّ، وينبهر العقل بجمالهن، وينخلب اللب لكمالهن.

 

قال مجاهد: إنما سُميت الحور حورًا؛ لأنهن يحار الطرف في حسنهن، وبياضهنَّ، وصفاء لونهن، وقيل: إنما قيل لهن حور لحور أعينهن، والحَوَر: شدة بياض العين في شدة سوادها؛ قال تعالى: ﴿ وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ﴾ [الواقعة: 22، 23].

 

قوله تعالى: ﴿ يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ ﴾؛ أي مهما طلبوا من أنواع الفاكهة أُحضر لهم، وهم آمنون من انقطاعه وامتناعه أو مضرته، بل يحضر لهم كلما أرادوا مما له اسم في الدنيا، أو مما لا يوجد له اسم في الدنيا.

 

قوله تعالى: ﴿ لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴾؛ أي ليس فيها موت بالكلية، ولو كان فيها موت يستثنى لم يستثن الموتة الأولى التي هي الموتة في الدنيا، ففي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يُؤْتَى بالمَوْتِ في صورة كَبْشٍ أمْلَحَ، فَيوقَفُ بين الجَنَّةِ والنار، ثم يُذْبَحُ ثُم يُقَالُ: يا أهْلَ الجَنَّةِ خُلُودٌ فلا مَوْتَ، ويا أهْلَ النارِ خُلُودٌ فلَا مَوْتَ»[2].

 

وروى مسلم في صحيحه من حديث أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يُنادِي مُنادٍ: إن لَكُمْ أنْ تَصِحوا فلا تَسْقَمُوا أبَدًا، وإن لَكُمْ أنْ تَحْيَوْا فلا تَمُوتُوا أبَدًا، وإن لَكُمْ أنْ تَشِبُّوا فلا تَهْرَمُوا أبَدًا، وإن لَكُمْ أنْ تَنْعَمُوا فلا تَبْأَسُوا أبَدًا؛ فَذلكَ قَوْلُهُ عز وجل: ﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 43]»[3].

 

قوله تعالى: ﴿ فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾؛ أي حصول النعيم واندفاع العذاب عنهم من فضل الله وإحسانه عليهم، كما ثبت في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَأَبْشِرُوا، فَإِنهُ لَا يُدْخِلُ أَحَدًا الْجَنةَ عَمَلُهُ»، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «وَلَا أَنَا إِلا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللهُ بِمَغْفِرَةٍ وَرَحْمَةٍ»[4]، ﴿ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾، وأي فوز أعظم من نيل رضوان الله وجنته، والسلامة من عذابه وسخطه؟

 

قوله تعالى: ﴿ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ ﴾؛ أي إنما يسرنا هذا القرآن الذي أنزلناه سهلًا واضحًا بينًا جليًّا ﴿ بِلِسَانِكَ ﴾ الذي هو أفصح اللغات، وأجلاها، وأحلاها، وأعلاها، ﴿ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾؛ أي يتفهمون ويعملون.

 

ثم لَما كان مع هذا البيان والوضوح من الناس من كفر وخالف وعاند، قال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم مسليًّا له، وواعدًا له بالنصر، ومتوعدًا لمن كذب بالعطب والهلاك ﴿ فَارْتَقِبْ ﴾؛ أي انتظر، ﴿ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ ﴾؛ أي فسيعلمون لمن يكون النصر والظفر وعلو الكلمة في الدنيا والآخرة، فإنها لك يا محمد ولإخوانك من النبيين والمرسلين ومن اتبعك من المؤمنين؛ كما قال تعالى: ﴿ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [المجادلة: 21]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ﴾ [غافر: 51، 52][5].

 

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



[1] (4/467) برقم 2735، وقال محققوه: إسناده صحيح على شرط الشيخين.

[2] صحيح البخاري برقم 4730، وصحيح مسلم برقم 2849 واللفظ له.

[3] برقم 2837.

[4] صحيح البخاري برقم 6467، وصحيح مسلم برقم 2818.

[5] تفسير الشيخ عبدالرحمن بن سعدي ص 1044-1045.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها (بطاقة)
  • تأملات في قوله تعالى: (اعبدوا ربكم)
  • صفة المسلم التقي (1): { أفلا يتدبرون القرآن }
  • فائدة جليلة في قوله تعالى: {ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون}
  • القرآن سكينة القلوب (خطبة)
  • تأملات في قوله تعالى: {فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف....}

مختارات من الشبكة

  • تأملات في قوله تعالى: ﴿إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم﴾ (10)(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • تأملات في قوله تعالى: ﴿إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم﴾ (9)(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • تأملات في قوله تعالى: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم} (8)(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • تأملات في قوله تعالى: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم} (7)(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • تأملات في قوله تعالى: { إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم } (6)(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • تأملات في قوله تعالى: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم} (5)(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • تأملات في قوله تعالى: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم} (4)(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • تأملات في قوله تعالى: { إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم } (3)(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • تأملات في قوله تعالى: { إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم } (2)(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • تأملات في قوله تعالى: (أن أرضعيه)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب