• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الدرس التاسع عشر: الشرك (2)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    الحذر من استبدال الأدنى بالذي هو خير
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    خطبة: اغتنام عشر ذي الحجة خير الأيام
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    إعلام النبلاء بفضل العلم والعلماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تفسير: (فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    التحذير من الإسراف والتبذير
    الشيخ صلاح نجيب الدق
  •  
    استحباب أخذ يد الصاحب عند التعليم والكلام والمشي
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    مفهوم الخصائص لغة واصطلاحا وبيان أقسامها
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    خطبة: عشر ذي الحجة فضائل وأعمال
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    علام يقتل أحدكم أخاه؟! خطورة العين وسبل الوقاية ...
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    أحكام القذف - دراسة فقهية - (WORD)
    شهد بنت علي بن صالح الذييب
  •  
    إلهام الله لعباده بألفاظ الدعاء والتوبة
    خالد محمد شيت الحيالي
  •  
    الإسلام يدعو لحرية التملك
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    تفسير قوله تعالى: ﴿ قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    تخريج حديث: جاءني جبريل، فقال: يا محمد، إذا توضأت ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    قصة الرجل الذي أمر بنيه بإحراقه (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

طرق المعرفة عند ابن كثير

طرق المعرفة عند ابن كثير
مبارك بن حمد الحامد الشريف

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/1/2021 ميلادي - 20/5/1442 هجري

الزيارات: 12115

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نظرية المعرفة عند ابن كثير (2)

طرق المعرفة عند ابن كثير

 

أولًا: الحس والتجربة « الكون »:

يعتبر العلماء والفلاسفة الغربيون أن الكون هو مصدر المعرفة فالحقائق والمعارف والعلوم التي تثبت عن طريق العقل والحس[1] والتجربة[2] تعتبر حقائق علمية والطريق المتبع في الوصول إلى هذه الحقائق هو منهج علمي بل هو المنهج العلمي وعليه « فالعلم باصطلاحهم محصور - مصدرًا - في التجربة وميدانًا في المجال الرياضي والطبيعي وما يُقبل موضوعه للتجربة والاستقراء والمقاييس الكمية»، لذلك فالإطار الذي توضع فيه العلوم عند العلماء الغربيين هو إطار يقوم على فلسفة لا دينية، هذه الفلسفة ترى أن الظواهر الكونية والمعارف والحقائق الطبيعية وغيرها ينبغي أن تفسر بأسباب من داخل هذا الكون أي بأسباب طبيعة لا دخل فيها للإرادة الإلهية، وبذلك فإن كل عبارة تنطوي على دعوى تخالف في ظاهرها هذا التصور فإما أن نحكم ببطلانها وإما أن نعيد تفسيرها بحيث نجد لها مكانًا داخل هذا الإطار الإلحادي المادي، وكذلك كل ظاهرة يُدَّعى أنها خارقة لقوانين الطبيعة فهي إما كذب أو وهم لا أساس له، وحتى الظواهر النفسية والاجتماعية إذا فسَّرت بأسباب خارج هذا الإطار فإن هذا التفسير لا يعتبر تفسيرًا علميًا، أي أن التفسير العلمي هو بالضرورة تفسير إلحادي حتى أصبحت كلمة العلم في العالم كله تقريبًا علمًا على هذا التصور الإلحادي، ولهذا أمكنت المقابلة بين العلم والدين[3] ولا شك أن المفهوم الذي يحصر العلم فيما جاء عن طريق التجربة والخبرة الحسية وحدها مخالف لمفهوم العلم في الإسلام، فإن مسماه يشمل « جميع أنواع المعارف الإنسانية سواء كان مصدرها العقل كالرياضيات أم الحس والتجربة بالإضافة إلى العقل كالطب أو العقل والسماع كاللغة أو الوحي والعقل كعلوم الدين »، فأثمر هذا التصور للعلم والتصور للإطار الفلسفي للعلوم أن انحصرت مصادر المعرفة في الكون المحسوس، بحيث أصبح كل تفسير للحقائق والعلوم والمعارف خارج هذا الإطار لا يعتبر تفسيرًا علميًا مقبولًا، فالوحي المنزل من الله سبحانه كالقرآن الكريم والسنة المطهرة والأخبار التي وردت في الوحي عن اليوم الآخر والجنة والنار وعذاب القبر الملائكة... ونحو ذلك، كل ذلك لا يعتبر مصادر علميه بل تسمى مصادر دينية أشبه ما تكون بالظن والخرافة[4].

 

ولعل الصراع الذي حصل بن العلماء ورجال الدين في أوروبا وانتهى بانتصار وغلبة العلماء على الكنيسة والدين النصراني واعتبروا هذا الانتصار على جميع الأديان لأنهم يظنون أن دينهم – الباطل – هو أحسن الأديان، فكان من نتيجة ذلك أن وضع العلم في جانب ونُحّي الدين في زمرة السحرة والكهانة والخرافات لأن هذا الدين النصراني الذي صارعه العلم وتغلب عليه كان مختلطًا بهذه الأمور[5].

 

وأما في المنهج الإسلامي فأول مصادر المعرفة هو الوحي الذي أنزله الله على رسوله ز من القرآن والسنة فهما مصدرا الحق والتشريع، وقد سبق أن بينا ذلك في المباحث السابقة، فعلماء السلف يقطعون أن المعرفة المكتسبة عن طريق الوحي معرفة يقينية مطلقة، لأن الوحي جزء من علم الله تعالى له ما لهذه الصفة من كونها حقيقة مطلقة غير محدودة، وقد تكفل الله بحفظه من التحريف والتبديل والتغيير، كما حصل للكتب السماوية السابقة الأخرى المنزلة: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9]، كما أن الوحي مصدر للمعرفة في المنهج الإسلامي فكذلك الكون وهو إفادته للعلم اليقيني كالوحي من حيث أن الوحي كلام الله والكون خلقه سبحانه ولا يمكن بجال أن يحصل تعارض بين الحقائق المنزلة والحقائق الطبيعية التي خلقها الله فعن طريق الحس عرفنا أن الشمس حارة، وان الأرض كروية وان السم يميت والأكل الطيب يغذي إلى غير ذلك من العلوم الطبيعية والتي هي علوم استفدناها من الكون دون الحاجة أن ينزل فيها علم من الله وذلك بما زودنا به سبحانه من الوسائل التي تمكنا بها من الحصول على هذه العلوم والمعارف من الكون مباشرة، ولهذا لم تكن هذه العلوم من شأن الوحي بل كان القرآن يتعامل معها باعتبارها مسلمات ليست موضوع نقاش من الجميع فكان سبحانه يضرب بها المثال على قدرته ووحدانيته إلى غير ذلك مما يدل على أنه سبحانه يعتبرها مصادر يقينية للعلم والمعرفة[6]، ولذا نجد الإمام ابن تيمية يسمي العلوم التي تتعلق بتربية الإنسان وتعليمه وهدايته عقائديًا ونفسيًا واجتماعيًا « علومًا سمعية» لأنها جاءت بالسماع عن طريق الوحي والنوع الذي يتعلق بجسده وعقله كالطب والهندسة والرياضيات والفلك يسميها « علومًا عقلية »، وكلا النوعين علومًا شرعية فيقول: « فإن الشرعيات ما أخبر الشارع بها وما دل الشارع عليها، وما دل الشارع عليها ينتظم ما يحتاج إلى علمه بالعقل وجميع الأدلة والبراهين وأصول الدين مسائل الاعتقاد... وعلى هذا فتكون العلوم الشرعية قسمين عقلية وسمعية، وقد تبين بهذا أن كل علم عقلي أمر الشرع به أو دل الشرع عليه فهو شرعي أيضًا »[7].

 

وابن كثير رحمه الله يؤكد ما قرره علماء السلف من أن الوحي هو المصدر الأول للحقائق والعلوم والمعارف والتشريعات، لأن أخباره صادقة وأحكامـــه عادله فقـد « أمـــر بكل خير ونهي عن كل شر كما قال تعالى: ﴿ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ﴾ [الأنعام: 115]؛ أي صدقًا في الأخبار وعدلًا في الأحكام »[8]، وكذلك الكون هو مصدر للمعرفة عند ابن كثير فقد ذكر رحمه الله أن الله امتن على عباده بأن أخرجهم من بطون أمهاتهم لا يعلمون شيئًا وجعل لهم السمع والأبصار والأفئدة فقال عند تفسير الآية: ﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [النحل: 78]، « ذكر منّته على عباده في إخراجه إياهم من بطون أمهاتهم لا يعلمون شيئًا ثم بعد هذا يرزقهم السمع الذي به يدركون الأصوات والأبصار التي بها يحسون المرئيات والأفئدة وهي العقول.... والعقل به يميز بين الأشياء ضارها ونافعها وهذه القوى والحواس تحصل للإنسان على التدرج قليلًا قليلًا وكلما كبر زيد في سمعه وبصره وقوي عقله حتى يبلغ أشده »[9]، وقد أرشد الله سبحانه وتعالى أن يستفاد من هذه الحواس في تحصيل العلم والمعرفة وأن تستخدم في طاعة الله وعبادته، يقول رحمه الله عند تفسير الآية: ﴿ قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ﴾ [الملك: 23]، « أي ابتدأ خلقكم بعد أن لم تكونوا شيئًا مذكورًا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون، أي ما أقل ما تستعملون هذه القوى التي أنعم الله بها عليكم في طاعته وامتثال أوامره وترك زواجره »[10]، كما أشار ابن كثير أن هذه الحقائق والمدركات التي في الكون هي مما يضرب الله به الأمثال على قدرته ووحدانيته فيقول رحمه عند تفسير الآية: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 164]، «يقول تعالى: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ تلك في ارتفاعها وإتساعها وكواكبها السيارة والثوابت ودوران فلكها وهذه الأرض في انخفاضها وجبالها وبحارها وقفارها ووهادها وعمرانها وما فيها من المنافع ﴿ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ﴾ هذا يجئ ثم يذهب ويخلفه الآخر ويعقبه لا يتأخر عنه لحظة.... و تارة يطول ويقصر هذا وتارة يأخذ هذا من هذا ثم يتقارضان... ﴿ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ ﴾؛ أي في تسخيره البحر لحمل السفن من جانب إلى جانب لمعاش الناس والانتفاع بما عند أهل ذلك الإقليم ونقل هذا إلى هؤلاء عند أولئك إلى هؤلاء... ﴿ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ ﴾؛ أي على اختلاف أشكالها وألوانها ومنافعها وصِغرها وكِبرها... ﴿ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ ﴾؛ أي فتارة تأتي بالرحمة... وتارة تأتي مبشرة بين يدي السحاب وتارة تسوقه وتارة تجمعه وتارة تفرقه وتارة تصرفه.... ﴿ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ أي في هذه الأشياء دلالات بينة على وحدانية الله »[11].

 

وكذلك في استدلاله بالحس في رده على منكري البعث وأن هذه المشاهد من عظيم قدرته فقال رحمه الله عند تفسير الآية: ﴿ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ ﴾ [ق: 11]، « وهي الأرض التي كانت هامدة فلمّا نزل عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج من أزاهير وغير ذلك مما يحار الطرف في حسنها وذلك بعد ما كانت لا نبات بها فأصبحت تهتز خضراء فهذا مثال للبعث بعد الموت والهلاك كذلك يحي الله الموتى وهذا المشاهد من عظيم قدرته بالحس أعظم مما أنكره الجاحدون للبعث »[12].

 

وكذلك لفت النظر إلى ما هو مشاهد بالحس فقال عند تفسير الآية: ﴿ هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ ﴾ [غافر: 13]، « أي يظهر قدرته لخلقه بما يشاهدونه في خلقه العلوي والسفلي من الآيات العظيمة الدالة على كمال خالقها ومبدعهـــا ومنشئها ﴿ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا ﴾ وهو المطر الذي يخرج به من الزرع والثمار ما هو مشاهد بالحس من اختلاف ألوانه وطعومه وروائحه وأشكاله وألوانه وهو ماء واحد فبالقدرة العظيمة فاوت بين هذه الأشياء »[13]، كما بين رحمه الله أن ما يعرفه الإنسان عن طريق المشاهدة والمعاينة للمحسوس أبلغ تأثيرًا من الذي يعرفه عن طريق الخبر، فقال رحمه الله عند تفسير الآية: ﴿ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ ﴾ [الأعراف: 150]، « وفي هذه دلالة على ما جاء في الحديث ليس الخبر كالمعاينة.... قال النبي ز: (يرحم الله موسى ليس المعاين كالمخبر، أخبره ربه عز وجل أن قومه فُتِنوا بعده فلم يلق الألواح فلما رآهم وعاينهم ألقى الألواح )»[14].

 

وكذلك علم التجربة علم زائد على العلوم بل هو أقوى في تحصيل المطلوب من المعرفة الكثيرة، وقد أشار إلى ذلك ابن حجر، في شرح حديث الإسراء والمعراج وقد جاء فيه أن موسى عليه السلام قال لنبينا محمد ز بعد ما فرضت عليه الصلاة خمسين صلاة كل يوم فقال موسى: إن أمتك لا تستطيع خمسين صلاة كل يوم وإني والله قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة.... الحديث[15]، فقال ابن حجر رحمه الله: « وفيه أن التجربة أقوى في تحصيل المطلوب من المعرفة الكثيرة »[16]، وكذلك الإمام ابن أبي جمره[17] رحمه الله قال تعليقًا على هذا الحديث: « فيه دليل على أن علم التجربة علم زائد على العلوم، ولا يقدر على تحصيلها بكثرة العلوم، ولا يكتسب إلا بها أعني التجربة، لأن النبي ز هو أعلم الناس وأفضلهم سيما الآن الذي هو قريب عهد بالكلام مع ربه عز وجل ووارد من موضع لم يطأه ملَكَ مقرب ولا نبي مرسل، ثم مع هذا التفضيل العظيم قال له موسى أنا أعلم بالناس منك ثم أعطاه العلة التي لأجلها كان أعلم منه بقوله: « عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة » فأخبره أنه أعلم في هذا العلم الخاص الذي لا يؤخذ ولا يدرك إلا بالمباشرة وهي التجربة»[18].

 

وقد نبه ابن كثير رحمه الله على أنه يمكن التوصل للأمور المعنوبة عن طريق الأمور الحسية فقال رحمه الله عند تفسير الآية: ﴿ وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [النحل: 9]، « لما ذكر تعالى من الحيوانات ما يسار عليه في السبل الحسية نبه على الطريق الدينية المعنوبة وكثيرًا ما يقع في القرآن العبور من الأمور الحسية إلى الأمور المعنوية النافعة »[19]،وابن كثير رحمه الله ينعى على الذين يكابرون المحسوسات ويرد عليهم ويبين خطأهم فيقول عند تفسير الآية: ﴿ وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴾ [الأنعام: 7]، « يقول تعالى مخبرًا عن كفر المشركين وعنادهم ومكابرتهم للحق ومباهتتهم ومنازعتهم فيه ﴿ وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ ﴾؛ أي عاينوه ورأوا نزوله وباشروا ذلك ﴿ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴾ وهذا كما قال تعالى مخبرًا عن مكابرتهم للمحسوسات ﴿ وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ ﴾ [الحجر: 14] »[20]، وقال عند تفسير الآية: ﴿ وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ ﴾ [الطور: 44]، « يقول تعالى مخبرًا عن المشركين بالعناد والمكابرة للمحسوس »[21].وأحيانًا نجد أن ابن كثير يجمع بين الوحي والكون كمصدرين للمعرفة فيقول عند تفسير الآية: ﴿ أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ﴾ [نوح: 15]، « أي واحدة فوق واحدة وهل هذا يتلقى من جهة السمع فقط؟ أو هو من الأمور المدركة بالحس مما علم من التسيير والكسوفات فإن الكواكب السبعة السيارة يكسف بعضها بعضًا »[22].

 

إلى غير ذلك مما عرضه ابن كثير وأشار إليه من المنهج الحسي مما هو جدير بالدعاة إلى استخدامه والاستفادة منه في الدعوة إلى الله وذلك بدعوة العلماء والمتخصصين في العلوم التطبيقية التجريبية ويعين في ذلك الاستدلال بالاعجاز العلمي في القرآن والسنة مع ملاحظة ضرورة عدم التوسع في استخدام النصوص الشرعية لتأييد النظريات العلمية والفرضيات، ويكتفى بالاستشهاد بها على الحقائق العلمية الثابتة بأسلوب مناسب.

 

وكذلك يستخدم المنهج الحسي في دعوة المتجاهلين للسنن الكونية والمنكرين للبديهيات العقلية، فإن المعاندين لا تفيد معهم إلا الحقائق المعتمدة على الملموسات والمحسوسات، وعلى هذا الاساس جاءت كثير من معجزات الأنبياء والرسل عليهم السلام مادية محسوسة اضافة إلى ذلك فيستخدم المنهج الحسي في تعليم الأمور التطبيقية العملية والدعوة إليها وكلما كان الأمر المدعو إليه دقيقًا ومهمًا، كانت الحاجة إليه اشد كما فعل ز في تعليم الوضوء والصلاة والحج وغير ذلك.

 

ثانيًا: الأدلة الشرعية « الوحي »:

تعريف الوحي لغة واصطلاحًا:

الوحي لغة الإعلام الخفي السريع[23].

واصطلاحًا: إعلام الله لنبي من أنبياءه بشرعه ودينه[24].

والوحي يشمل القرآن والسنة.

 

والوحي مصدر لاكتساب المعرفة يقول تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ﴾ [الشورى: 52]، وقال تعالى: ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾ [النحل: 89].

 

يقول ابن كثير في تفسير الآية: « فإن القرآن اشتمل على كل حلال وحرام، وما الناس إليه محتاجون في أمر دنياهم ودينهم ومعاشهم ومعادهم»[25]، فعلماء السلف - ومنهم ابن كثير - يقررون أن الوحي مصدر أساس للحصول على المعرفة وأن المعرفة المكتسبة عن طريق الوحي هي معرفة يقينية مطلقة سواء كانت أخبارًا أو حقائق غيبية أو في سنن الكون وهذا بخلاف الكتب السماوية المحرفة، يقول الإمام ابن كثير عند تفسير الآية: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ﴾ [المائدة: 48]؛ أي حاكمًا على ما قبله من الكتب... فهو أمين وشاهد وحاكم على كل كتاب قبله جعل الله هذا الكتاب العظيم الذي أنزله آخر الكتب وخاتمها وأشملها وأعظمها وأحكمها حيث جمع فيه محاسن ما قبله وزاده من الكمالات ما ليس في غيره فلهذا جعله شاهدًا وأمينًا وحاكمًا عليها كلها وتكفل تعالى بحفظه بنفسه الكريمة: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9] » [26]، وكذلك السنة فهي وحي مثل القرآن « تنزل عليه بالوحي كما ينزل القرآن إلا أنها لا تتلى كما يتلى القرآن»[27]، وقد سبق أن استعرضنا موقف ابن كثير من الوحي كمصدر أساس للحقائق و المعارف والتشريعات وتقديمه على ما سواه في الفصل السابق فيمكن الرجوع إليه. فابن كثير رحمه الله يعتبر طرق العلم ومصادر المعرفة هي الحس والعقل (الكون) والخبر (الوحي) وهو ما قرره شيخه ابن تيمية رحمه الله فقال: «طرق العلم ثلاثة: الحس والعقل والمركب منهما كالخبر، فمن الأمور ما لا يمكن علمه إلا بالخبر، كما يعلمه كل شخص بأخبار الصادقين كالخبر المتواتر، وما يعلم بخبر الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين، وهذا التقسيم يجب الإقرار به، وقد قامت الأدلة اليقينية على نبوَّات الأنبياء وأنهم يعلمون بالخبر ما لا يُعلم إلا بالخبر، وكذلك يُعلَّمون غيرهم بخبرهم ويمتنع أن يقوم دليل صحيح على أن كل ما أخبر به الأنبياء يمكن معرفته بدون الخبر ولهذا كان أكمل الأمم علما المقرون بالطرق الحسية والعقلية والخبرية فمن كذب بطريقة منها فاته من العلوم بحسب ما كذََّب به من تلك الطرق »[28].



[1] الحس: لغة: أصله من الصوت الخفي مأخوذ من قوله تعالى: ﴿ لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا ﴾ [الأنبياء: 102]، والحِس بكسر الحاء من أحس بالشيء وأحسه وحس به يحس حسًا وحسيسًا شعر به، انظر ابن منظور لسان العرب مادة « حسس ».

والحواس في الإنسان تطلق عند العرب على المشاعر الخمس السمع والبصر والشم والذوق واللمس، ومفردها حاسة، انظر الصحاح مادة «حسس».

وفي الاصطلاح: « إدراك الشيء بإحدى الحواس فإن كان الإحساس للحس الظاهر فهو المشاهدات وان كان للحس الباطن فهو الوجدانيات »، الجرجاني التعريفات ص30.

[2] التجربة: لغة: الاختبار ويقال جرب الرجل تجربة أي اختبره ورجل مَجَّرب بالفتح أختبر في الأمر وعرف ما عنده ومجرِّب بالكسر عرف الأمور وخبرها، انظر قاموس المحيط فصل الجيم باب الباء، ولسان العرب والمعجم الوسيط مادة جرب.

وأما التجربة في الاصطلاح: فهي تطلق على ملاحظة العالم ظواهر طبيعية بشروط معينة يهيئها بنفسه ليصل من ذلك إلى علم قضية أو قضايا تسمى بالمجربات، انظر عبد الرحمن الزنيدي مصادر المعرفة ص 436.

والمجربات هي « القضايا التي يحتاج العقل في جزم الحكم بها إلى واسطة تكرار المشاهدة ». التهانوي كشاف اصطلاح الفنون 1/ 269، مكتبة النهضة العربية، القاهرة، وانظر المنهج السلفي لمفرح القوسي ص226 مرجع سابق.

[3] انظر جعفر شيخ إدريس إسلامية العلوم وموضوعيتها ص7 مرجع سابق.

[4] انظر جعفر شيخ إدريس، إسلامية العلوم وموضوعاتها، ص 8، مرجع سابق.

[5] انظر جعفر شيخ إدريس، مناهج العلوم الإنسانية ومشكلاتها، محاضرة ألقيت في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في الرياض 25/ 3/ 1987م.

[6] انظر محمد الخرعان، العلم أصوله ومصادره ص 42، وانظر مبارك الشريف مفهوم العلم ومصادر المعرفة ص11-12.

[7] الفتاوى لابن تيمية 19/ 232-233، وانظر الفكر التربوي عند ابن تيمية لماجد عرسان الكيلاني ص 119-120، طبعة مكتبة دار التراث المدينة المنورة ط2 1307هـ.

[8] انظر تفسير القرآن العظيم 1/ 79-80.

[9] المرجع نفسه 2/ 715.

[10] انظر تفسير القرآن العظيم 4/ 471.

[11] المرجع نفسه 1/ 250-251.

[12] انظر تفسير القرآن العظيم 4/ 262.

[13] المرجع نفسه 4/ 88.

[14] انظر تفسير القرآن العظيم 2/ 313، والحديث أخرجه ابن حبان، كتاب التاريخ، باب يدبر الخلق رقم (6214)، انظر: صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان 14/ 97 طبعة مؤسسة الرسالة ط2، 1414هـ، والحاكم في مستدركه 2/ 380، طبعة دار المعرفة بيروت بدون تاريخ.

[15] أخرجه البخاري كتاب مناقب الأنصار باب المعراج رقم الحديث (3887).

[16] فتح الباري لابن حجر 7/ 218.

[17] هو محمد بن أحمد بن عبد الملك ابن أبي جمرة الأموي بالولاء، أبو بكر فقيه مالكي، من أعيان الأندلس ولد بمرسيه وتفقه وولي خطة الشورى ارثًا عن آبائه وهو في نحو الحادية والعشرين، وتقلد قضاء مرسيه وبلنسيه وشافيه في مدد مختلفة، من كتبه نتائج الافكار ومناهج النظار في معاني الاثار، وإقليد التقليد، وغيرها توفي سنة 559هـ. الأعلام 5/ 319.

[18] بهجة النفوس لأن أبي حمزة 3/ 216، وانظر الدروس الدعوية المتعلقة بالصلاة من خلال حادثة الإسراء والمعراج، د. سليمان الحبس ص343-344، مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية العدد 52 شوال 1426هـ.

[19] انظر تفسير القرآن العظيم 2/ 696.

[20] انظر تفسير القرآن العظيم 2/ 161.

[21] المرجع نفسه 4/ 288.

[22] المرجع نفسه 4/ 502.

[23] انظر الجوهري الصحاح مادة وحي.

[24] انظر ابن حجر العسقلاني فتح الباري 1/ 9.

[25] التفسير 2/ 719.

[26] انظر تفسير القرآن العظيم 2/ 86.

[27] المرجع نفسه 1/ 10.

[28] درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية 1/ 178.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • ترجمة الحافظ عماد الدين ابن كثير رحمه الله
  • تفسير القرآن العظيم ( لابن كثير ) مكانته وأهميته
  • مصادر تفسير ابن كثير
  • اعتماد منهج الحافظ ابن كثير الدعوي على الكتاب والسنة
  • نظرة الحافظ ابن كثير إلى العقل
  • إنكار ابن كثير على من عارض النصوص بالرأي
  • معنى المعرفة والفرق بينها وبين العلم
  • اعتماد ابن كثير اللغة العربية في تفسيره القرآن الكريم
  • رجوع ابن كثير في تفسيره إلى اللغة واحتكامه إليها
  • اهتمام ابن كثير بشتى جوانب اللغة
  • استدلال ابن كثير باللغة في المسائل الخلافية
  • اتباع ابن كثير المنقول من المصطلحات
  • شمول العبادة عند ابن كثير
  • خصائص التربية الأخلاقية عند ابن كثير
  • منهج ابن كثير في دعوة عامة الناس
  • الكتب والمؤلفات عند ابن كثير
  • فجوة المعرفة
  • صوم يوم عرفة منفردا يوم الجمعة

مختارات من الشبكة

  • طريق الحق واحد وطرق الضلال كثيرة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • طرق الفساد وطريق الإصلاح(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • شرح منظومة الأنيسة في اختلاف الطرق الثلاثة النفيسة: رواية ورش عن نافع من طريق الأزرق من طرق الشاطبية والطيبة والعشر النافعية (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الطرق التي يعلم بها صدق الخبر من كذبه(كتاب - موقع الدكتور عبدالله بن محمد الغنيمان)
  • النص القرآني بين منهج المعرفة الإسلامية وطرق البحث(مقالة - ملفات خاصة)
  • طرق معرفة معتمد المذهب عند الحنابلة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الكراهة عند الحنابلة: معانيها وطرق معرفتها ومقتضياتها (دراسة تأصيلية) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الضبط: طرق معرفته وتطبيقاته(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • القضاء بالقرائن عند ابن قيم الجوزية من كتابه: الطرق الحكمية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • نموذج من طرق تربية الأبناء في التراث(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 23/11/1446هـ - الساعة: 18:47
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب