• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الكبر
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    الفرق بين إفساد الميزان وإخساره
    د. نبيه فرج الحصري
  •  
    مهمة النبي عند المستشرقين
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (3)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    ماذا سيخسر العالم بموتك؟ (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    ثمرة محبة الله للعبد (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    خطبة: القلق من المستقبل
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خطبة: المخدرات والمسكرات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    فضل الصبر على المدين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير سورة الواقعة كاملة

تفسير سورة الواقعة كاملة
رامي حنفي محمود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 30/8/2020 ميلادي - 11/1/1442 هجري

الزيارات: 299758

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة كيف نفهم القرآن؟[1]

تفسير سورة الواقعة كاملة


من الآية 1 إلى الآية 26: ﴿ إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ﴾ يعني إذا قامت القيامة:﴿ لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ ﴾: أي لا تستطيع نفسٌ أن تُكَذِّب بها وقت قيامها، وإنها ﴿ خَافِضَةٌ ﴾ لأعداء الله في النار، ﴿ رَافِعَةٌ ﴾ لأوليائه في الجنة، ﴿ إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا ﴾: يعني إذا حُرِّكت الأرض تحريكًا شديدًا ﴿ وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا ﴾ يعني: وفُتِّتت الجبال تفتيتًا دقيقًا ﴿ فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا ﴾: أي فصارت غبارًا متطايرًا في الجو، ﴿ وَكُنْتُمْ ﴾ - أيها الخلق - ﴿ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً ﴾ أي أصنافًا ثلاثة: ﴿ فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ ﴾: يعني فأصحابُ اليمين - وهم أهل المَنزلة العالية - ما أعظم مَكانتهم!، ﴿ وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ ﴾: يعني وأصحابُ الشمال - وهم أهل المَنزلة الدنيئة - ما أسوأ حالهم!، ﴿ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ﴾ يعني: والسابقونَ إلى الطاعات في الدنيا هم السابقونَ إلى الدرجات العالية في الجنة، ﴿ أُولَئِكَ ﴾ هم ﴿ الْمُقَرَّبُونَ ﴾ عند الله تعالى في أعلى درجات الجنة، ﴿ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴾ أي في بساتين النعيم الدائم (التي فيها ما تشتهيه الأنفس وتَلَذُّ الأعين)، وإنّ هؤلاء السابقين ﴿ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ ﴾ أي جماعة كثيرة مِن مُؤمِني الأمم السابقة، وأيضاً من المُسلمين الأوائل في هذه الأمّة (الذين سبقوا غيرهم إلى الجهاد والهجرة)، ﴿ وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ ﴾ يعني: وقليلٌ مِن آخر هذه الأمة.

 

♦ ويَجلسون في الجنة ﴿ عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ ﴾ أي على سُرُر مَنسوجة بالذهب (والسُرُر جمع سرير) ﴿ مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ ﴾ أي يُقابل بعضهم بعضًا (وهم في غاية الحب والبهجة والسرور)، يَجمعهم مَجلس واحد يَتسامرونَ فيه على السُرُر، فإذا أرادوا الانصراف: تدورُ بهم السُرُر إلى قصورهم، و﴿ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ ﴾ - لخدمتهم في الجنة - ﴿ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ ﴾ أي أطفال صغار لا يَشيبون ولا يموتون، فيَدورون عليهم في مَجالسهم ﴿ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ ﴾ (والأباريق جمع إبريق، وهو الإناء الذي يُصَبّ منه الشراب و"العصائر")، ﴿ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ ﴾ أي: ومعهم كؤوس مِن خمر، يأتونَ بها مِن عيون جارية في الجنة (كعيون الماء الجارية على الأرض) ﴿ لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا ﴾ أي لا تُصَدَّعُ منها رؤوس شاربيها ﴿ وَلَا يُنْزِفُونَ ﴾ أي لا يُسكَرون بسببها، لأنها لا تَذهب بعقولهم كخمر الدنيا، (واعلم أن الله تعالى قد شَّبه العقل - الذي يَذهب بسبب الخمر - بالدم الذي يَنزِف من الجريح)، ﴿ وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ ﴾ أي يَختارونَ ما يشاؤون من الفواكه اللذيذةالتي يطوف بها الخَدَم عليهم، ﴿ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ﴾ (مِن كل أصناف الطيور التي ترغب فيها نفوسهم)، ﴿ وَحُورٌ عِينٌ ﴾ يعني: ولهم زوجاتٌ جميلات، بِيض الوجوه، واسعات الأعين، (وهذا الوصف يشمل النساء المؤمنات والحور العين)، ﴿ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ﴾ يعني كأنّ هؤلاء النساء - في جمالهنّ وإشراقة وجوههنّ - لؤلؤ مُخبَّأ في أصدافه، لم تمَسّه الأيدي، وقد كان هذا النعيم﴿ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ (من الإيمان والتوبة والعمل الصالح)، ﴿ لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا ﴾: أي لا يَسمعون في الجنة كلاماً باطلاً ولا كلاماً يَتأثمون بسماعه (كالغيبة وغيرها)، حتى لا يَتكدر صفو نعيمهم، ولا تتنغص لذة حياتهم،﴿ إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا ﴾: أي لكنهم يَسمعون قولاً سالمًا من الأذى، وكذلك يَسمعون تسليم بعضهم على بعض، وتسليم الملائكة عليهم.

 

من الآية 27 إلى الآية 40: ﴿ وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ ﴾ - وهم أهل المَنزلة العالية - ﴿ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ ﴾ يعني ما أعظم مكانتهم وجزاءهم! (إذ قلوبهم مليئةٌ بالسعادة، ووجوههم تَظهر عليها آثار النعيم وتملؤها الفرحة)، إنهم يَتنعمون ﴿ فِي سِدْرٍ ﴾: أي في شجر السِدْر، الذي يَخرج منه ثمرة النَبْق، التي هي أحلى من العسل وأنعم من الزبد، (واعلم أن شجر السدر فيه ثلاث مِيزات: ظل ظليل، وثمر لذيذ، ورائحة ذكية) ﴿ مَخْضُودٍ ﴾ أي لا شوك فيها كما في الدنيا، ﴿ وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ﴾ يعني ومَوز متراكب بعضه على بعض﴿ وَظِلٍّ مَمْدُودٍ ﴾ أي ظلٍّ دائم لا يزول ﴿ وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ ﴾ أي ماء جارٍ لا ينقطع ﴿ وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ ﴾ من مختلف الأصناف ﴿ لَا مَقْطُوعَةٍ ﴾ أي لا تنقطع عنهم ﴿ وَلَا مَمْنُوعَةٍ ﴾ أي لا يَمنعهم أحدٌ مِن أخْذها (بل كل ما يطلبونه يأخذونه)، ﴿ وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ ﴾ أي يَجلسون على فُرُشٍ جميلة مرفوعة على السُرُر (أو: مرفوعة عن الأرض ليتكئوا عليها)، ﴿ إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً ﴾: يعني أنشأنا نساءَ الجنة - اللاتي يَجلسنَ على هذه الفُرُش - نشأةً غير النشأة التي كانت في الدنيا، (بحيثُ يَسعَد بها زوجها وتُسَرّ عينه برؤيتها، فلا يَنظر إلى غيرها) ﴿ فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا ﴾ ﴿ عُرُبًا ﴾ أي مُتَحَبِّبات إلى أزواجهن، إذ يُسمِعونهم أجمل الكلمات وأرَقّ الأصوات وأروع الضحكات، فيَتعلق قلب زوجها بها، ويَشتد حبه لها (حتى يكاد يطير من الفرحة وهو معها)، وقد جعلهنّ اللهُ ﴿ أَتْرَابًا ﴾ أي في سنٍّ واحدة (وهو سن أهل الجنة: ثلاث وثلاثين سنة) (انظر صحيح الترمذي ج: 4 /682)، وقد خلقناهنّ ﴿ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴾ وهُم ﴿ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ ﴾ أي جماعة كثيرة من الأولين ﴿ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآَخِرِينَ ﴾ يعني: وجماعة كثيرة من الآخرين (فهل مِن مُشَمِّرٍ للجنة، بالتوبة وصالح الأعمال، وكثرة الحمد والاستغفار؟).

 

من الآية 41 إلى الآية 56: ﴿ وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ ﴾ - وهم أهل المَنزلة الدنيئة - ﴿ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ ﴾ يعني ما أسوأ حالهم وجزاءهم!،إنهم ﴿ فِي سَمُومٍ ﴾ أي في ريح شديدة الحرارة - تخرج من حَرِّ جهنم - فتَخنِق أنفاسهم وتَحرق جلودهم، ﴿ وَحَمِيمٍ ﴾ يعني: وماء مَغلي ﴿ وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ ﴾: أي ظِل مِن دخان شديد السواد﴿ لَا بَارِدٍ ﴾ كغيره من الظلال، بل هو شديد السخونة، ﴿ وَلَا كَرِيمٍ ﴾ حَسَن المنظر، بل هو شديد القُبح، ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ ﴾ أي كانوا في الدنيا مُتنعِّمينَ بالحرام، مُعرِضينَ عما جاءتهم به الرُسُل، لا يُتعِبون أنفسهم في طاعة الله تعالى وأداء تكاليفه،﴿ وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ ﴾ أي كانوا يُقيمون على الشرك والمعاصي، ولا يَنوون التوبة منها، ﴿ وَكَانُوا يَقُولُونَ ﴾ - مُستبعِدينَ للبعث يوم القيامة -: ﴿ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ﴾؟ أي سنُبعَث أحياءً من قبورنا، بعد أن تحَلَّلتْ عظامنا في تراب الأرض؟! ﴿ أَوَآَبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ ﴾؟! يعني أو يُبعَث آباؤنا الذين مضوا مِن قبلنا؟!، ﴿ قُلْ ﴾ لهم أيها الرسول: ﴿ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآَخِرِينَ ﴾ ﴿ لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ﴾ أي سيُجمَعون في يومٍ معلوم بوقتٍ مُحَدَّد (وهو يوم القيامة)﴿ ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ ﴾ ﴿ لَآَكِلُونَ ﴾ في نار جهنم ﴿ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ ﴾ التي ثَمَرها غايةٌ في الحرارة، وغايةٌ في المَرارة، ﴿ فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ ﴾ من شدة الجوع (رغم أنها تغلي في حلوقكم وأمعاءكم) ﴿ فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ ﴾ يعني إنهم بعد الأكل من الزقزم يَعطشون، فيَشربون ماءً شديد الحرارة، لا يَرْوي ظمأهم، بل يَشوي وجوههم ويُقَطِّع أمعاءهم، ﴿ فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ ﴾: أي فستَشربون منه بكثرة، كشُرب الإبل العطاش التي لا تَرْتوي بالماء - بسبب مَرَضٍ يصيبها - فيَظل حلقها دائماً شديد العَطَش، شديد الجَفاف، ﴿ هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ ﴾: يعني هذا الذي يَلقونه من العذاب هو ما أُعِدَّ لهم من الضيافة يوم القيامة (واعلم أن كلمة "ضيافة" هنا تحمل توبيخاً لهم واستهزاءً بهم).

 

من الآية 57 إلى الآية 62: ﴿ نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ ﴾ أيها الناس ولم تكونوا شيئًا ﴿ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ ﴾ يعني فهَلاَّ تصدِّقون بالبعث! (فإنّ الذي ابتدأ خَلْقكم قادرٌ أيضاً على بَعثكم)، ثم ذَكَرَ سبحانه بعض الأدلة على ذلك، فقال: ﴿ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ ﴾؟ يعني أرأيتم المَنِيّ التي تضعونه في أرحام نسائكم؟ ﴿ أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ ﴾؟! يعني هل أنتم الذين تخلقون ذلك بَشَرًا حياً؟! ﴿ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ ﴾؟! ﴿ نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ ﴾ أي قَدَّرناهُ عليكم، وكَتبنا لكل واحد منكم أجلاً مُحَدَّداً لا يتأخر عنه بحال، ﴿ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ﴾يعني: وما نحن بعاجزينَ عن إعادتكم أحياءً بعد موتكم، بل إننا قادرونَ أيضاً ﴿ عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ ﴾ أي نُبَدِّل ما أنتم عليه من الخَلق والصورة ﴿ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ أي نُوجدكم في صِوَرٍ لا تعلمونها (وهذا تهديدٌ لهم بمَسخهم إلى أبشع الحيوانات وأقبحها)، ﴿ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى ﴾ يعني: ولقد علمتم أن اللهَ تعالى هو الذي أنشأكم النشأة الأولى ولم تكونوا شيئًا ﴿ فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ ﴾: يعني فهَلاَّ تتذكَّرون قدرة الله على إنشائكم مرة أخرى (فإن إعادة الشيء كما كان، أسهل مِن إيجاده أول مرة).

 

من الآية 63 إلى الآية 67: ﴿ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ ﴾؟ يعني أرأيتم الزرع الذي تضعون بذرته في الأرض؟ ﴿ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ ﴾؟! يعني هل أنتم الذين تُنبتونه في الأرض؟! ﴿ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ﴾ يعني بل نحن الذين نُنبته في الأرض ونُخرج منه الورق والحب والثمر،و﴿ لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا ﴾ أي لَجعلنا ذلك الزرع يابساً، لا يُنتفع به ﴿ فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ ﴾: يعني فأصبحتم - حينئذٍ - تتعجبون مما نزل بزرعكم، وتقولون:﴿ إِنَّا لَمُغْرَمُونَ ﴾ أي خَسرنا ما أنفقناه على هذا الحَرث ﴿ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ﴾ من الرزق.


من الآية 68 إلى الآية 70: ﴿ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ ﴾؟ أي الذي تشربونه لتحْيَوا به؟ ﴿ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ ﴾ أي مِن السحاب؟! ﴿ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ ﴾: يعني بل نحن الذين أنزلناه رحمة بكم، و﴿ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ ﴾ أي لَجعلنا هذا الماء ﴿ أُجَاجًا ﴾ أي شديد الملوحة (لا يُنتفع به في شُربٍ ولا زرع)، ﴿ فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ﴾ يعني فهَلاَّ تشكرون ربكم على إنزال الماء العذب لنَفعِكم، فتوَحِّدوه وتطيعوا أمْره!

 

من الآية 71 إلى الآية 74: ﴿ أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ ﴾ أي التي توقدونها؟، ﴿ أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا ﴾؟! يعني أأنتم الذين خلقتم شجرتها التي تُقدَح منها النار (مِثل شجر "الزِند والمَرْخ والعَفار والكَلْخ")؟! ﴿ أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ ﴾: يعني بل نحن الخالقونَ لتلك الأشجار، (فالذي أوجد النار في الشجر الرَطب بالماء، قادرٌ على أن يبعثكم أحياءً بعد موتكم ليُحاسبكم)، ﴿ نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً ﴾ أي جعلنا نار الدنيا تذكيرًا لكم بنار جهنم، لتتقوا عذاب ربكم بالإيمان والتوبة والعمل الصالح، ﴿ وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ ﴾ يعني: وجَعَلنا النار ليَنتفع بها المُسافرون (بالتدفئة والإضاءة ونُضج الطعام)، ﴿ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴾: أي فنَزِّه - أيها النبي - ربك العظيم عن شِرك المُشرِكين قائلاً: (سبحان ربي العظيم)، إذ هو سبحانه كامل الأسماء والصفات، كثير الخير والإحسان، وأما غيره فلم يَخلق شيئاً ولم يُنعِم بشيء، فكيف يَعبدونهم من دون الله تعالى؟!

 

من الآية 75 إلى الآية 82: ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ﴾: يعني أُقسِم بمواقع النجوم، (إذ هذا مِثل قول القائل مُهدداً: (أنا لن أقسم، ولكنْ لو لم تفعل كذا: سوف يَحدث كذا)، وهذا تأكيدٌ للقسم، فأقسَمَ سبحانه بسقوط النجوم في مغاربها (أو بالمواقع التي يَمُرّ بها النجم) - ﴿ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴾ أي عظيمٌ في قَدَره (لو كنتم مِن أهل العلم)، ثم أخبر سبحانه عن جواب القَسَم (وهو الشيء الذي يُقسِم اللهُ عليه)، فقال:﴿ إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ ﴾: يعني إنّ هذا القرآن - الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم - لَقرآنٌ عظيمُ المنافع، كثير الخير، غزير العلم، يدعو إلى كريم الأخلاق، وهو مكتوبٌ ﴿ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ ﴾ أي في كتاب مَصُون مستور عن أعين الخلق، وهو اللوح المحفوظ (وذلك على الراجح من أقوال العلماء) ﴿ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ﴾: أي لا يَمَسُّ اللوح المحفوظ إلا الملائكة الكِرام (الذين طهَّرهم الله من الذنوب والعيوب)، وهذا القرآن الكريم ﴿ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ أي مِن رب الخلائق أجمعين، ﴿ أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ ﴾؟! يعني أفبهذا القرآن العظيم أنتم مُكَذِّبونَ أيها المُشرِكون؟!، ﴿ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴾ يعني: وتجعلون شُكركم لنعم الله عليكم - وأعظمها القرآن - أنكم تكذِّبون بها وتكفرون؟!

 

من الآية 83 إلى الآية 96: ﴿ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴾: يعني فهَلاّ تستطيعون - إذا وصلت روحُ أحدكم إلى حَلقه عند موته ﴿ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ ﴾ يعني: وأنتم حضورٌ تنظرون إليه - أن تمسكوا روحه في جسده؟! لن تستطيعوا ذلك، ﴿ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ ﴾ بملائكتنا (مَلَك الموت وأعوانه)، ﴿ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ ﴾ يعني: ولكنكم لا ترونهم،﴿ فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴾: يعني فهل تستطيعون - إن كنتم غير مُحاسَبين ولا مَجزيين بأعمالكم -: ﴿ تَرْجِعُونَهَا ﴾؟! أي تعيدون الروح إلى الجسد ﴿ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ في أنكم غير مُجازين بعد الموت؟!، لن ترجعوها (إذاً فاعلموا أنّ الذي أخَذَها قهراً مِن جَسَدها، قد أخَذَها لحكمةٍ عظيمة، وهي بَعْثها بعد موتها لتُجازَى على أعمالها، وإلاّ لَبَقِيَتْ الأرواح في الأجساد، إذ لا فائدة مِن انتزاعها منها بعد وَضْعها فيها إلا حِكمةُ نَقْلها إلى حياةٍ ثانية، لتُجازَى فيها على ما عملتْ في الحياة الأولى).

 

﴿ فَأَمَّا إِنْ كَانَ ﴾ أي المَيّت ﴿ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴾ (وهم السابقون، المذكورون في أول السورة): ﴿ فَرَوْحٌ ﴾: أي فله عند موته راحة من عناء الدنيا، وفرحة غامرة تغمر قلبه وروحه (عندما يُبَشَّر بالجنة)، ﴿ وَرَيْحَانٌ ﴾ أي له رائحةٌ ذكية طيبة ورِزقٌ حَسَن، ﴿ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ ﴾ في الآخرة (إذ فيها ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خَطَرَ على قلب بشر)، ﴿ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴾ (وهم أقل درجةً من السابقين المُقرَّبين): ﴿ فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴾ يعني فيُقال له: سلامةٌ لك وأمْنٌ (لأنك من أصحاب اليمين)، (أو لَعَلّ المقصود: أنّ إخوانه الذين سَبَقوه مِن أصحاب اليمين يُسَلِّمون عليه ويُحَيّونه عند وصوله إليهم ولقائه بهم)، ﴿ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ ﴾ بالبعث، ﴿ الضَّالِّينَ ﴾ عن الهدى:﴿ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ ﴾: أي فله ضِيافة مِن شراب جهنم المَغلي ﴿ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ﴾: يعني وله نارٌ يُحرَق بها، ويُقاسي حَرّها، ﴿ إِنَّ هَذَا ﴾ الذي قصصناه عليك - أيها الرسول - ﴿ لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ﴾ الذي لا شك فيه، ﴿ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴾ أي نزِّه وقَدِّس اسمه العظيم عمّا يقول الظالمون والجاحدون، قائلاً بلسانك وبقلبك: (سبحان ربي العظيم).



[1] وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبي بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو التفسير.

- واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير سورة الفاتحة كاملة
  • تفسير سورة البقرة كاملة
  • تفسير سورة آل عمران كاملة
  • تفسير سورة النساء كاملة
  • تفسير سورة المائدة كاملة
  • تفسير سورة الانعام كاملة
  • تفسير سورة الأعراف كاملة
  • تفسير سورة الأنفال كاملة
  • تفسير سورة يونس كاملة
  • تفسير سورة المجادلة كاملة
  • تفسير سورة الحشر كاملة
  • تفسير سورة الطلاق كاملة
  • تدبر سورة الواقعة
  • أضواء حول سورة الواقعة (خطبة)
  • مواعظ من سورة الواقعة

مختارات من الشبكة

  • تفسير سورة الواقعة(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • الأنوار الساطعة في تفسير سورة الواقعة(مقالة - موقع د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري)
  • تفسير سورة الواقعة(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • تفسير الزركشي لآيات من سورة الواقعة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تلاوة سورة الواقعة(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • سورة الواقعة بلغة الإشارة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الواقعة كأنها رأي العين (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • لا تكرهوا الملمات الواقعة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة الثلاثيات الواقعة في مسند الإمام أحمد(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • أهم الأحداث التاريخية الواقعة في رمضان(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب