• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    وقفة معبرة مع تقويم الهجرة (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    تفسير سورة الناس
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    حديث: إذا مضت أربعة أشهر وقف المولي حتى يطلق، ولا ...
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    رؤيا فسرها المنام وصدقها الواقع
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    قصة موسى عليه السلام
    الشيخ إسماعيل بن عبدالرحمن الرسيني
  •  
    من مائدة الحديث: وصايا نبوية نافعة
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الإمام الحافظ أبو علي الغساني الجياني (ت 498 هـ) ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    عام مضى وصوم عاشورا (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    الاستعداد ليوم الرحيل (خطبة)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    على المحجة البيضاء (خطبة)
    حمدي بن حسن الربيعي
  •  
    خطبة: محدثات نهاية العام وبدايته
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    المغنم بصيام عاشوراء والمحرم (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    خطبة المسكرات والمفترات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    تفسير: (وما كان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تحريم الخوف دون الطبيعي من غير الله تبارك وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    خطبة: الهجرة النبوية دروس وعبر
    مطيع الظفاري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

قصة أصحاب الجنة

د. أمين بن عبدالله الشقاوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 29/12/2018 ميلادي - 21/4/1440 هجري

الزيارات: 29313

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قصة أصحاب الجنة


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد:

فلقد قص الله علينا القصص في كتابه لنأخذ منها الدروس والعبر، قال تعالى: ﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ﴾ [يوسف: 3].


ومن هذه القصص: قصة أصحاب الجنة، قال تعالى: ﴿ إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلَا يَسْتَثْنُونَ * فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ * فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ * فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ * أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ * فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ * أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ * وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ * فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ * قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ * قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ * فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ * قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ * عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ * كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [طه: 17-33][1].


«هذا مثل ضربه الله لكفار قريش، فيما أنعم به عليهم من إرسال الرسول العظيم الكريم إليهم، فقابلوه بالتكذيب والمخالفة، قال ابن عباس رضي الله عنه: «هم كفار قريش».


فيقول تعالى: إنا بلونا هؤلاء المكذبين بالخير، وأمهلناهم، وأمددناهم بما شئنا من مال وولد وطول عمر ونحو ذلك مما يوافق أهواءهم، لا لكرامتهم علينا، بل ربما يكون استدراجًا لهم من حيث لا يعلمون، فاغترارهم بذلك نظير اغترار أصحاب الجنة الذين هم فيها شركاء، حين أينعت أشجارها، وزهت ثمارها، وآن وقت صرامها وجزموا أنها في أيديهم وطوع أمرهم، وأنه ليس ثم مانع يمنعهم منها، ولهذا أقسموا وحلفوا من غير استثناء أنهم سيصرمونها؛ أي: يجذونها مصبحين، ولم يدروا أن الله بالمرصاد، وأن العذاب سيخلفهم عليها ويبادرهم إليها.


قيل: لأنهم كانوا إخوة، وقد ورثوا هذه الجنة عن أبيهم، وكان يتصدق منها كثيرًا، فلما صار أمرها إليهم استهجنوا أمر أبيهم، وأرادوا استغلالها من غير أن يُعطوا الفقراء شيئًا.


قال سعيد بن جبير: قيل: كانوا من أهل اليمن من قرية يقال لها ضروان، قريبة من صنعاء، وقيل: كانوا من أهل الحبشة، وقد كان أبوهم يسير فيها سيرة حسنة، فكان ما استغله منها يرد فيها ما يحتاج إليه، ويدخر لعياله قوت سنتهم، ويتصدق بالفاضل، فلما مات وورثه بنوه قالوا: لقد كان أبونا أحمق إذ كان يصرف من هذه شيئًا للفقراء، ولو أنَّا منعناهم لتوفر ذلك علينا، فلما عزموا على ذلك عوقبوا بنقيض قصدهم، فأذهب الله ما بأيديهم بالكلية، رأس المال والربح والصدقة، فلم يبق لهم شيء.


﴿ فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ ﴾ أي: عذاب نزل عليها ليلًا، ﴿ وَهُمْ نَائِمُونَ ﴾ فأبادها، وأتلفها ﴿ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ ﴾ أي: كالليل المظلم، وذهبت الأشجار والثمار.


هذا وهم لا يشعرون بهذا الواقع الملم، ولهذا تنادوا فيما بينهم لما أصبحوا؛ يقول بعضهم لبعض: ﴿ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ ﴾.


فانطلقوا قاصدين لها ﴿ وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ ﴾ فيما بينهم بمنع حق الله تعالى، ويقولون: ﴿ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ ﴾ أي: بكروا قبل انتشار الناس، وتواصوا مع ذلك بمنع الفقراء والمساكين، ومن شدة حرصهم وبخلهم أنهم يتخافتون بهذا الكلام مخافتة خوفًا أن يسمعهم أحد فيخبر الفقراء.


﴿ وَغَدَوْا ﴾ في هذه الحالة الشنيعة والقسوة وعدم الرحمة ﴿ عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ ﴾ أي: على إمساك ومنع لحق الله جازمين بقدرتهم عليها.


﴿ فَلَمَّا رَأَوْهَا ﴾ على الوصف الذي ذكر الله كالصريم، ﴿ قَالُوا ﴾ من الحيرة والانزعاج، ﴿ إِنَّا لَضَالُّونَ ﴾ أي تائهون عليها، لعلها غيرها، فلما تحققوها ورجعت إليهم عقولهم؛ قالوا: ﴿ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ﴾ منها، فعرفوا حينئذ أنه عقوبة.


فـ ﴿ قَالَ أَوْسَطُهُمْ ﴾ أي: أعدلهم وأحسنهم طريقة: ﴿ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ ﴾ أي تنزهون الله عما لا يليق به، ومن ذلك ظنكم أن قدرتكم مستقلة، فلولا استثنيتم وقلتم: إن شاء الله، وجعلتم مشيئتكم تابعة لمشيئته؛ لما جرى عليكم ما جرى.


فـ﴿ قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴾ أي: استدركوا بعد ذلك، ولكن بعدما وقع العذاب على جنتهم، الذي لا يرفع، ولكن لعل تسبيحهم هذا وإقرارهم على أنفسهم بالظلم ينفعهم في تخفيف الإثم ويكون توبة.


ولهذا ندموا ندامة عظيمة، ﴿ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ ﴾ فيما أجروه وفعلوه، ﴿ قَالُوا يَاوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ ﴾ أي: متجاوزين للحد في حق الله وحق عباده، ﴿ عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ ﴾ فهم رجوا الله أن يبدلهم خيرًا منها، ووعدوا أن سيرغبون إلى الله ويلحون عليه في الدنيا؛ فإن كانوا كما قالوا، فالظاهر أن الله أبدلهم في الدنيا خيرًا منها؛ لأن من دعا الله صادقًا ورغب إليه ورجاه، أعطاه سؤاله.


قال تعالى معظمًا ما وقع: ﴿ كَذَلِكَ الْعَذَابُ ﴾ أي: الدنيوي لمن أتى بأسباب العذاب أن يسلبه الله الشيء الذي طغى به وبغى وآثر الحياة الدنيا وأن يزيله عنه أحوج ما يكون إليه، ﴿ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ ﴾ من عذاب الدنيا، ﴿ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ فإن من علم ذلك، أوجب له الانزجار عن كل سبب يوجب العقاب ويحرم الثواب»[2].


وقد اشتملت الآيات الكريمات على فوائد كثيرة، فمن ذلك:

• «اشتمال القرآن على القصص وضرب الأمثال بها للاعتبار.


• أن من سنة الله ابتلاء العباد بالنعم والمصائب، قال تعالى: ﴿ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ [الأنبياء: 35].


• أن للمساكين حقًّا في الثمار والزروع، ويشهد لذلك قوله تعالى: ﴿ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ﴾ [الأنعام: 141].


• ذم البخل بالواجب، وسوء عاقبته.


• التأكيد على الاستثناء فيما يعد الإنسان بفعله، أي قول: إن شاء الله، لقوله سبحانه: ﴿ وَلا يَسْتَثْنُونَ ﴾ [القلم:18]، ويشهد له قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ﴾ [الكهف: 23-24].


• أن ترك الاستثناء من أسباب الحرمان، ويدل على هذا أيضًا حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: «قَالَ سُلَيْمَانُ عَلَيهِ السَّلَامُ: لَأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى تِسْعِينَ امْرَأَةً، كُلُّهُنَّ تَأْتِي بِفَارِسٍ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ: قُلْ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَلَمْ يَقُلْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَطَافَ عَلَيْهِنَّ جَمِيعًا فَلَمْ يَحْمِلْ مِنْهُنَّ إِلَّا امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ، جَاءَتْ بِشِقِّ رَجُلٍ، وَايْمُ الَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ قَالَ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ، لَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فُرْسَانًا أَجْمَعُونَ»[3].


• وجوب الخوف من بأس الله، والحذر من أسبابه.


• أن بأس الله يأتي على غرة، والإنسان نائم أو سادر في غفلته، كما قال تعالى: ﴿ أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [الأعراف: 97-99].


• أن ما ينزل بالعباد من عقوبات هو بتدبير وتقدير من رب العباد، قال تعالى: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49].


• الدلالة على مكر الله بأصحاب الجنة؛ حيث أتلف الله جنتهم من غير أن يشعروا بشيء من ذلك، ولذا قاموا في الصباح مسرعين مستخفين.


• أن صاحب القصد السيئ يعاقب بنقيض قصده شرعًا وقدرًا.


• أن التسبيح والذكر يمنع صاحبه من التمادي في العصيان، ويرفع العقاب، كما قال تعالى: ﴿ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [الصافات: 143-144].


• أن أصحاب الجنة اعترفوا بذنبهم وسبحوا ربهم.


• أن أصحاب الجنة مسلمون، فقولهم: ﴿ سُبْحَانَ رَبِّنَا ﴾ [الإسراء: 108] فيه إقرار بتوحيد الربوبية، وقولهم: ﴿ عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ ﴾ [القلم: 32] فيه إقرار بتوحيد الألوهية.


• أن ما عاقب الله به أصحاب الجنة هو سنة الله فيمن عصاه، وبخل بما أوجب الله عليه، كما قال تعالى: ﴿ قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ ﴾ [ الأنفال: 38].


• تحريم الحيل التي يُتوصل بها إلى استحلال محرم أو إسقاط واجب، وأنه لا يحل بها - أي بالحيل - الحرام، ولا يسقط بها الواجب.


· أن عذاب الآخرة أعظم من عذاب الدنيا، وجاء التصريح بأن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة في قوله صلى الله عليه وسلم للمتلاعنين: «إِنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الآخِرَةِ»[4].


· أنه لا تلازم بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، فقد يعذب العبد في الدنيا، ويعفى عنه في الآخرة، وقد يعذب في الآخرة دون الدنيا، وقد يجمع له العذابان في الدنيا والآخرة.. نعوذ باللهمن أسباب سخطه وعقابه.


• أن من خيرة الله للعبد أن يعاقبه في الدنيا لينجو من عذاب الآخرة، ويشهد لذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ العُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ»[5][6]. لكن لا يجوز للعبد أن يسأل ذلك، بل يسأل الله العفو والعافية.


• أن المعاصي سبب لزوال النعم، قال تعالى: ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ [النحل: 112]».


والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



[1] بلوناهم: اختبرناهم، الجنة: الحديقة، (ليصرمنها): ليقطعن ثمار حديقتها، (ولا يستثنون): ولا ينوون استثناء حصة المساكين، ولم يقولوا: إن شاء الله، (فطاف عليها): أحاط نازلًا عليها، (طائف): نار أحرقتها، (كالصريم): كالليل المظلم، (فتنادوا): نادى بعضهم بعضًا، أن (اغدوا): اذهبوا مبكرين، (حرثكم): مزرعتكم، (صارمين): مصرين على قطع الثمار، (على حرد): على قصدهم السيئ في منع المساكين، (لضالون): لمخطئون في طريقها، (أوسطهم): أعدلهم، وخيرهم عقلًا ودينًا، (لولا تسبحون): هلا تذكرون الله وتستغفرونه؛ من فعلكم، وخبث نيتكم، (يتلاومون): يلوم بعضهم بعضًا على ما قصدوه من منع للمساكين، (راغبون): طالبون الخير، (كذلك العذاب): مثل ذلك العقاب الذي عاقبناهم به نعاقب كل من بخل، وخالف أمر الله. غريب القرآن للدكتور محمد الخضيري.

[2] تفسير الشيخ ابن سعدي رحمه الله ص1193-1194، بتصرف، وتفسير ابن كثير رحمه الله (14 /97)، والبداية والنهاية لابن كثير (2 /578).

[3] رواه البخاري برقم 6263، واللفظ له، ومسلم برقم 1654.

[4] رواه مسلم برقم 1493، من حديث ابن عمر رضي الله عنه.

[5] سنن الترمذي برقم 2396، وقال الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الترمذي (2/285)، برقم 1953: حديث حسن صحيح.

[6] تفسير جزء تبارك وفوائده وأحكامه للشيخ عبدالرحمن البراك ص83-87، باختصار وتصرف.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • خذوا العبرة من أصحاب الجنة
  • قصة أصحاب الجنة
  • قصة أصحاب الجنة: دروس وعبر
  • قصة أصحاب القرية
  • افعل هذا لتدخل الجنة (خطبة)‏
  • أصحاب الجنة (خطبة)
  • دخول المؤمنين الجنة (خطبة)
  • أصحاب الجنة
  • عظات وعبر في قصة أصحاب الجنة (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • فهم واقع الحياة في قصة صاحب الجنتين: تفكير المؤمن وتفكير غير المؤمن في قصة صاحب الجنتين(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • تفسير: (ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فائدة في فضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحاب موسى وعيسى عليهما السلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فلنكن من أصحاب الهمم أصحاب المعالي والقمم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أصحاب النور في الآخرة هم أصحاب نور الوحيين في الدنيا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قصص القرآن والسنة: قصة أصحاب الكهف(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • كتاب أسماء الصحابة الرواة لابن حزم (ت 456هـ / 1064م)(مقالة - موقع د. أنور محمود زناتي)
  • تفسير: (أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صفات أصحاب غرف الجنة(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • أكثر من 5000 متطوع مسلم يحيون مشروع "النظافة من الإيمان" في زينيتسا
  • في حفل مميز.. تكريم المتفوقين من طلاب المسلمين بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • ندوة دولية في سراييفو تبحث تحديات وآفاق الدراسات الإسلامية المعاصرة
  • النسخة الثانية عشرة من يوم المسجد المفتوح في توومبا
  • تخريج دفعة جديدة من الحاصلين على إجازات علم التجويد بمدينة قازان
  • تخرج 220 طالبا من دارسي العلوم الإسلامية في ألبانيا
  • مسلمو سابينسكي يحتفلون بمسجدهم الجديد في سريدنيه نيرتي
  • مدينة زينيتشا تحتفل بالجيل الجديد من معلمي القرآن في حفلها الخامس عشر

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 3/1/1447هـ - الساعة: 13:14
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب