• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    كونوا أنصار الله: دعوة خالدة للتمكين والنصرة
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    لا تعير من عيرك
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    من مائدة التفسير: سورة النصر
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

ترجمات القرآن الكريم في لغات جنوب الهند، تامل، كاندا، غجراتي أنموذجا

ترجمات القرآن الكريم في لغات جنوب الهند، تامل، كاندا، غجراتي أنموذجا
صبغة الله الهدوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/7/2017 ميلادي - 9/10/1438 هجري

الزيارات: 10585

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ترجمات القرآن الكريم في لغات جنوب الهند

تامل، كاندا، غجراتي أنموذجا

بقلم: صبغة الله الهدوي (كيرالا – الهند)


الحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على سيدنا محمد أشرف المرسلين، وعلى آله وأصحابه الغرِّ الميامين، أما بعدُ:

فإنَّ القرآن الكريم هو دستور هذه الأمة المحمدية، وهو كتاب أبهر التاريخَ، وأعجز المغارب والمشارق، وأما لغته فهي لغة أعجبت العالم بفصاحتها وذوقها وعمقها، ولأجلِها طالت إليها الرؤوس، وامتدَّت إليها الأعين والأوجه، حتى قامت الشخصيات الكبار في إحياء إعجازيتها، وسهروا لياليَهم في ترجمة القرآن، كأن القرآن أصبح محورَ كل فِرقة، ومدارَ كل حزب، فلا بد مِن الاطلاع على سَعَة التراجم التي ترَعْرَعرت في شبهِ القارة الهندية، خاصة في جنوب الهند.


ولكن اللغاتِ تتوهن أمام اللغة العربية؛ لأنها أم اللغات وربَّتها، ومنها مَبْعث الوحي ومهبطه، فكثيرًا ما نرى العلماء الوَرِعين يبتعدون عن الترجمة؛ خوفًا من خلل المعنى واضطراب اللفظ، ولكن القرآن مدهِش في أمره، ترجمتُه تُبدِي ملامح الإعجاز القوي، حتى يدخل الناس في دين الله أفواجًا بمجرد اطلاع أو قراءة أية ترجماته.


وبالنسبة للهند وجنوبها، فلها قصص رائعة، وحوادث تاريخية في كفالة هذا الكتاب المبين، ونشر رسالته إلى الملايين شرقًا وغربًا، ويحتوي هذا البحث على ترجمات القرآن الكريم في لغات تامل كندا وغجراتي، التي تعدُّ من أهم اللغات في جنوب الهند مناطق وانتشارًا.


التراجم القرآنية في لغة غجراتي:

لغة غجراتي يستخدمُها معظم سكان ولاية غجرات، وهي مشتهرة ومتداولة في كل بقعة يسكن فيها الغجراتييون؛ كما في شمال مهاراشترا ودكن، وحتى في كراتشي من باكستان ترى رايتها مرفوعة عبر الجرائد الغجراتية والمجلات ومختلف الدوريات، والشعب الغجراتي متكوِّن من السنيين ومن قبائل بتان وميمن ودادري وبوهرا، وتعدُّ هذه الفِرَق مِن أشهرها وأهمها.


وتحسب أن الترجمة الأولى في اللغة الغجراتية تنورتْ عبر تأليف الأستاذ عبدالقادر بن لقمان، التي طبعت من مومباي سنة 1889، وبعد ذلك بأربع سنين طبعت ترجمة أخرى في دهلي تحت رعاية عبدالرشيد، وقد حظِي هذا التفسير قبولًا واسعًا بين الفرق السُّنية.


وفي سنة 1901 طُبعت ترجمة لمعاني القرآن من مطبعة مصطفوي في مومباي، بإشراف الشيخ محمد الأصفهاني، وطبعت ثانية في عام 1938، ولكنها عادتْ من غير صفقة ميمونة، وإحساسًا بعدم قبوليتها أقبل الحاج غدم إسماعيل لترجمته، مع إضافة وتعليقات قيمة.


وفي سنة 1925 تنورت ترجمة أخرى من قبل الصوفي المشهور حكيم بير محمد يعقوب، وكانت هذه مجرد ترجمة للقرآن من غير سرد الآيات حسب الترجمة، وبعد ستِّ سنوات من إصدارها طُبع من سورت ترجمة ومن غودرا أخرى، وقد قام بالترجمة السيد شبير أحمد عثماني، وأشرف علي تانوي على إشرافهما.


وقد امتازت التراجم الغجراتية بأنها تُنسَّق وتطبق حسب آيات القرآن حرفًا حرفًا، وقد حاولت توفير المعاني والمفهومات، ومع ذلك فإن اللغة الغجراتية متوفِّرة بالكلمات والمعاني التي تقابل الألفاظ العربية.


ومِن الجدير بالذكر على مدى فترات طويلة أصبحت الغجراتية لغةً مخصوصة شائعةً بين جالية فقط، ولكنها مفعَمة بالتأثيرات الفارسية والأردية والعربية معًا، ولأجلها اتَّسع نطاق شهرتها في سواحل الهند الغربية.


وأما المشكلات التي يواجهها المترجِمون باللغة الغجراتية، فهي: أن لغة سنسكرت غلبَت على ألفاظها وعلى تركيباتها، حتى أجبروا على نبذها وطرحها من الترجمة، كما أن المحاورات السنسكرتية تُلقِي المصاعب والمضرَّة على مسلمي غجرات.


ومع ذلك فلقد قام عديدٌ مِن غير المسلمين بترجمة القرآن، ومنهم شري ونوبا باوى، وقد تنورت ترجمته إلى اللغة الإنجليزية باسم (علم القرآن) science of the quran، وهذه الترجمة قد نقلها إسماعيل ناغوري إلى اللغة الغجراتية، وطبعت عام 1928 باسم قرآن سارا (THE MEANING OF QURAN) في مطابع برودا في غجرات، وبنفس هذه الترجمة اعتمد عليها عالمان هندوكيان؛ هما: مل شنكر بهت، وأتشوت راوي ديش باندي، وتمتاز هذه الترجمة بجودة البيان ودقة المعاني عن سائر التراجم الغجراتية.


التراجم القرآنية في لغة تلنكو:

لغة تلنكو هي لغةٌ يتداولها سكان ولاية تلنغانا الحالية الجديدة، ولكن لها تأثيرات عريقة في بعض عَلاقات كرنادكا وبعض مناطق دكن ومهاراشترا.

أما التأثيرات الإسلامية فأخذت تنمو بعد انحطاطِ السلطنة الكاكتية، حتى تأثَّر أدب تلنغو بشيء مِن الفنون الإسلامية، ولكن بعد القرن السادس عشر وصل الأدب الإسلامي إلى أوجه، خاصة في عهد الملك قطب شاهي في غولكندا، وكان بلاطه كعبة العلماء الذين يتكلمون بلغة تلنغو، وفي الوقت نفسه كان قصر السلاطين الآصفية موردَ اللغتين الدكنية والأردوية، وفي الحال حيث تولدت ولاية خاصة لحماية لغة تلنغو ومآثرها برزت أغلى فرص لسد الثلمة التي أصابتها في ماضي الأيام.


نشأة الترجمة فيها:

يعود شرف الترجمة الأولى للأستاذ الدكتور تشلكوري نراين راو، الذي كان محاضرًا لُغويًّا في كلية الحكومة، شرع في ترجمة القرآن سنة 1915م، وأكملها بعد خمسةَ عشرَ عامًا في سنة 1930م، وأطلقت هذه الترجمة سيلًا من الاستفادات الغالية، خاصةً في دوائر غير الإسلام، وأقبل عديدٌ من المفكرين والأساتذة والدكاترة للعكوف عليها والتحلق حولها.


وقد سجل في مقدمتها الحوافز التي دعَتْه إلى الترجمة، مع أنه كان مسايرًا للتقاليد الهندوكية؛ حيث يقول: "وعندما أردتُ ترجمة القرآن والخوض في خضم الآيات الإلهية، عزمتُ مع شدة الهمة وقوة الإرادة، ودعوتُ أستاذينِ لكي يمدا عليَّ ويزيلا عني الخفايا والشكوك، ووضعت أمامي ترجمة إنجليزية والقرآن الكريم، وكنتُ أمضي في الآيات وأترجمها مع استمداد مِن اللغة الإنجليزية ومن كلمات الأستاذين، وما في ذهني إلا تقريب المعاني من الآيات وتيسير التحفيظ والفهم لمن يطالعها، وأحيانًا أضيف شيئًا فشيئًا إن كان المقام يقتضي تأويلًا أو زيادة شرح، حتى سعدت بتقديم ترجمة في لغة تلنغو على متن آندهرا برديش".


ومع ذلك لقد اعترف الدكتور أنه وقع في بعض الأخطاء والشبهات، كما هي العادة لمن لم يتوفر عنده خبرة واسعة في فهم الآيات والتقاليد الإسلامية، وأيضًا فإنه يعلن أن الترجمة في هذه اللغة صعبة وذات مشقة؛ حيث إن اللغة العربية فيها كلمات وألفاظ لا يوجد لها مقابل في هذه اللغة، ولأجله فإنه تخلى عن ترجمة بعض الكلمات.

 

ويُصرِّح الدكتور - بعد تحيره ودهشته - بقوة اللغة العربية وجودة سُلوكها: "اللغة العربية هي لغةٌ وهبها الله رسوله الكريم بدليلٍ منه جبريل، وهذه هي اللغة التي بها علم الرسول عقيدة جديدة في جزيرة جفَّت منها عروق الانتعاش والانتفاضة، وليس في العالم أية لغة تقابل هذه اللغة معنًى وتركيبًا، ولها قوة دافعة لتوحيد العالم على كلمة واحدة، ولروحها حوافز شديدة لبناء الصلة الوطيدة بين الخلق والخالق، ويتغمَّدُني الفرح والسرور؛ حيث علمت أن الهندوس والمسلمين يفتخرانِ بالوحدة وقوة الجماعة وتعزير الأمن القومي".


وقد ربحتْ تجارة هذه الترجمة في سنة الطباعة الأولى ذاتها، حتى طالبه العوامُّ بطبعها مرة ثانية، فاستجاب لطلبهم فطبعها ثانية في عام 1938م، ولكن الدكتور كان رائدَ الأخوة والتضامن الاجتماعي، ويؤكد على حماية الأمن القومي بين الشعبين؛ حتى لا يكون هناك صراع ولا نضال بينهم أبدًا"، وكان شعاره: "إنه لو لم يفهم أصحاب المعتقدين أنفسَهم لانسكبت الدموع وسفكت الدماء في متن الهند".


وله علم يقين في أنَّ ترجمته أيَّدت القومية، وانتصرت في إبادة الصراعات الداخلية والمعتركات من أجل العنصرية والطائفية، وقد أضاف في باقي مقدمتِه أحوال العرب والعربية ما قبل عصر الإسلام وبعد مطلعه، ويراقب أن هذه الترجمة لغتها تداني من لغة القرن العشرين حتى يفهمها القارئ والمطالع.


والمترجِم الآخر هو قاسم خان، كان رائد التربية وأديبًا ومحاضرًا في كليات مختلفة، ومن بواعث ترجمته أنه أدرك بأن ترجمة نارين راوو لم تنجُ من الأغلاط والأخطاء، حتى اضطر إلى تنوير تفسير خالٍ من الخرافات والترهات، وقد كتب عنها مقالة طويلة في جريدة آندهرا دنيا بتركا، حتى اتفق عليها الشيخ مدبتي هنو منترا راو، وكان من الشخصيات البارزة في سياسة آندرا فرديش (إحدى ولايات جمهورية الهند)، فوعده بالثروة والإمدادات المحتاجة إلى تأليف ترجمة أخرى، ومعبرًا عن هذه الظروف القاسية يقول الأستاذ قاسم خان:


"وكنتُ أقدِّم رِجلًا وأؤخِّر أخرى، كأني بمعزِلٍ من ترجمة القرآن، وكنت محفيًا بالطاقة والعزة، إلا أن الوهن والونى ينتابني أحيانًا، فبدأت في جمع المواد التي تحتاج إلى الترجمة فورًا، وكنت مولعًا بالإجراءات التي تؤدي إلى إدراك معاني القرآن على نمطه وقسطاسه.


وقد انجلت في معاملاته مع القرآن أنه كان مشتاقًا وحريصًا على تأييد القوة الجماعية والاتحاد بين المجتمعات، كما كان الأستاذ ناراين الذي سبقه في الترجمة، وقد حاولوا تحطيم قيود العصبية والحمية الجاهلية التي شاعتْ بين الأمم المختلفة.


ويصرح أيضًا: "الإنسان متعبد في غار القديم، ومقيد في أغلال العقائد العريقة، ولكن إذا أصابنا الإحساس الحقيقي سننتفض من غبار الغفلة، ونتقدم نحو الوعد الصادق".


وقد مد قاسم خان تذييلًا طويلًا عن الشخصيات الذين أسهموا في إعداد باكورته القيمة، ومِن الكتب المعتمدة عليها في ترجمته:

مولانا أبو الكلام آزاد وكتابه ترجمان القرآن 1930 م.

مولانا عبدالحق حقاني، تفسير حقاني، 1906 م.

مولانا أشرف علي تهانوي، بيان القرآن، 1922م.


ومع ذلك فإنه كان يستفيدُ مِن التراجم الإنجليزية، مع التركيز الخاصِّ على ترجمة يوسف علي، وقد أعان على قوةِ بيان لغتِه قراءته المواظبة على الكتب المترجمة إلى لغة تلنغوا كأبنشد (UPANISHADS) وغيرها، ولأنه اعتمد على الكتب المقدَّسات الهندوسية حتى تبحَّر في أداء معانيهم عبر تأليفه، وهذا النهج الممتاز أدى إلى إعانة الهنادكة على فهم تفسيره.


والترجمةُ الثالثة سطَعت من الشيخ محمد عبدالغفور - وكان معلمًا ومحاضرًا، ونائبَ عميدٍ في كلية العربية بكارنول - وهي متكوِّنة مِن ثلاث مجلدات، وطبعت على رعاية من نواب حكيم مقصود جنك، وقد جلبت هذه الترجمة أكثر الناس، وأثنى عليها كبار الشخصيات من غير المسلمين، ومن ثنائهم عليها: "أن ترجمة عبدالغفور سهلة أنيقة أليق بتقلبات الزمان".


ومن هذه التراجم تعدُّ ترجمة تشلكوري نراين راو مِن أهمها وأجلاها؛ لأنها فائقة أدبًا وفصاحة ومنهجًا متوسطًا حتى سهلت على العوامِّ وذوي الخبرة الواسعة.


ترجمة القرآن في لغة كندا:

لغة كرنادكا - أو لغة كندا - تنتمي إلى أسرة دراودا، وهي من اللغات القديمة التي تمتدُّ ذيولها إلى القرون الماضية المتوالية، وهذه اللغة لم تنجُ من التأثرات التي ألقت عليها من قِبَل لغة سنسكرت ولا براكرت، ولأجل ذلك قيل: "إن لغةَ سنسكرت هي أم لغة كندا"، طبعًا إنها لغة حية ثرية على مدى تغيرات الزمان، وهي خِزانة الفصاحة والبلاغة التي لا تزال رايتها منصوبةً في تلال الهند، وأما هذه العلاقة - يعني: سلطنة ميسور - فقد كانتْ ترقد في المظلة الإسلامية التي خيَّمها سلطان تبو وقطب شاه في مملكة غولكندا والسلطان عادل شاه في سلطنة بيجابور، وهذه الحركات أدَّت إلى تقوية نسائج الدعوة الإسلامية في هذه البقاع، ولكن المؤرخين تحيروا أمام الفكرة التضامنية التي قوَّاها السلاطين المسلمون؛ حيث لم ينطلِقوا بالعنف والشدة نحو الدعوة الإجبارية، وعلى أي حال كان لهم دورٌ بارز في تمهيد الرصيف الإسلامي لوحدة المسلمين وتقوية عضلتهم.


وأما قصة ترجمة القرآن في هذه اللغة، فهي قصة عجيبة ترتاح بها قلوب المسلمين، وهي أن السلطان شري كرشنار واديار كان مفكرًا هندوكيًّا، يتحرك بالأفكار التي تجدد بها الأمة، ولا يقتنع بعباءة التقليد القديم المندرس؛ حيث دعاه السيد غوث محيي الدين الذي كان عالِمًا بارعًا يفتخر بيد طُولَى في تداول اللغة العربية، وأرشده للقيام بالترجمة، ولكن المنيَّة خطفت مهارجا الذي وعده بالإمداد والدعم الذي يحتاجه للترجمة قبل تنور هذه النور الرباني، فقام غوث محيي الدين مع الشيخ محمد ولي الله بترجمتِه، ولكن بعد الفراغ منها انتقل غوث محيي الدين إلى رحمة الله، فبقي محمد ولي الله في الشغل به حتى طبعت هذه الترجمة الأولى سنة 1949م، ووزعت ورقاتها بخمس عشرة روبية للعوامِّ، طبعًا كانت هذه الترجمة غير لائقة بالنص الأصلي؛ حيث إن هذا المترجم الأخير كان قليل البضاعة في اللغة العربية، وكان معتمدًا على ترجمة يوسف علي في الإنجليزية.


وقبيل ذلك كان الشيخ عبدالجبار خليل مستعدًّا لتنوير ترجمةٍ في هذه اللغة، فأشاد لها ببناءِ مركز خاصٍّ للترجمة في بنغلور، وولى ذمة الترجمة على الشيخ قاسم، وكان له حظ وافر في كلتا اللغتين، ولكن مِن الأسف أنه كان مائلًا إلى الحركة القاديانية المنحرِفة عن جادة السُّنة والإسلام، حتى طُويت المباحثات عن الترجمة، ولكن طبع أول مجلَّدٍ له مِن مركز الطباعة الإسلامية.


وفي هذه الفترة التي تحنُّ اللغة الكندية إلى ترجمة أصلية يعتمد عليها شعب المسلمين، تقدم مطبع إسلامي ساهتيا بركشا للإصدار على أحسن المطمار، واستنارت الترجمة بعنوان (ديوا قرآن) سنة 1978م، حقًّا كانت هذه الترجمة ثمرة محاولات طويلة من ست سنوات، بل هي كانت ثمرة جمع قربوا حياتهم أمام القرآن، ومنهم الشيخ سيد يوسف، وأبو ريحان، وأحمد نوري، وعبدالله صاحب، وإعجاز الدين، وعبدالقادر، وعبدالغفار.


ولنفس هذا السبب والبواعث كانت هذه الترجمةُ مستنيرة من العبارات والإشارات الدقيقة التي لا خلوَّ عنها عند التأليف.

ومع ذلك لقد سعَوا إلى سرد الأدلة العصرية مع مواظبة القراءة والمطالعة في تفسير أبي الأعلى المودودي، وأبي الكلام آزاد، وشبير أحمد عثماني، ومحمود حسن.


وأما لغة هذه الترجمة، فهي اللغة المتداولة الرائجة بين مسلمي كندا، مع مواكبة بعض الكلمات الفارسية والأردية التي هي مِن كلمات حياتهم العادية مثل نماز.


ترجمة القرآن في لغة تامل:

إنها حقيقة موثوقة بين كل مَن له معرفة بلغة الوحي، أن ترجمة القرآن على حرفه ومعناه الأصلي لا بد لها من قوة دامغة، ودقة في أقصاها، لما أن القرآن وحيٌ مِن الله ووعد منه، ولكن العلماء شدَّدوا عنايتهم المسلسلة في تعبير هذه الكلمات الإلهية، مسايرين مع الآثار والأحاديث وحكايات الصالحين، ثم جيدوا أداء بيانها بأحسن اللغات وأفهم المعاني.


وأما لغة تامل فكانتْ لها أصلٌ أصيل في إشاعة المدائح النبوية في تلك السواحل، من السيرة وترجمة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي المشهورة "بسيرا برانم"، التي ألفها الشيخ سام شهاب الدين المتوفى سنة 1709م؛ حيث إنه ألف كتابًا في مجلدين ضخمين يبين فيهما حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأخباره والآثار الواردة عن الولادة والهجرة والمغازي، وهذه المآثر تشير إلى أن لغة تامل كانت تسعى في قَبول وقفات الإسلام سعيًا حثيثًا، وهذه المنظومة النبوية يتلوها المسلمون وغيرهم مع شدة الحرص والرجاء.


والترجمة الأولى في لغة تامل تولَّدتْ مِن يد الشيخ مصطفى عليم حاجي، وطبعتْ في إحدى مطابع مومباي، وقد استخدم فيها لغةَ عربِيِّ تامل في صفحات عددها 653، وبعدها بسنوات اعتزم عالِمانِ كبيران مِن كلية باقيات الصالحات لترجمة القرآن في تامل، فتفتحت الترجمة الأولى سنة 1937م، باسم تفسير الحميد في تفسير القرآن المجيد، والترجمة الثانية باسم ترجمان القرآن في ألطاف البيان، وقد قرَّرهما علماء باقيات الصالحيات، ووثقوا عليهما بالقبول والاعتماد، وقد تشرفت كلتا الترجمتين لعدة طبعات في سنوات مختلفة.


وبعد انتقال الشيخ عبدالحميد الباقوي، أشرف أولاده لإصدار ترجمة تاملية من غير المتن العربي، ولكن هذا القرار أطلق لعدة نقاشات حارة بين علمائها، حتى شدد العالم ضياء الدين أحمد الباقوي تنقيده عليه في كتابه "زجر الأمم في ترجمان القرآن بلسان العجم"، لما أنه يورث الخلل في النطق به، لا سيما عند تداوله غير المسلمين، فنتيجة لها طبعت تلك الترجمة مع المتن العربي.


وخلال الفترة من 1962 إلى 1970 تولَّدت ترجمة أخرى من معالى الشيخ داود شاه، وكانت هذه الترجمة ردَّ فعل للأفكار المخربة التي نبتتها القاديانية، خاصة بعد الفتنة الإنجليزية في كوكبة العقلانيين.

والترجمة الأخرى التي قام بها مولوي عبدالرحمن باسم أنوار القرآن، من مطبع وكالة آدم بكانبور.


خاتمة:

لقد تشرَّفت الهند من قديم أزمانها بعدَّة علماء وعباقرة، وما زالت تلك الأشعة منتشرةً في كل زاويتها، وقد احتضن العلماءُ هذا الكتاب المجيد، وصمَّموه وطرَّزوه على أحسن النمط وأبهى المنوال، لا سيما في جنوب الهند؛ حيث هي مباركة في كل لغاتها المحلية بتفسير أو تأويل تام أو غير تام، وهذه الالتزامية الواسعة تدل على عمق علمائها علمًا وحكمةً، وتبحرهم في معالجة آياتها، ولله الحمد.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • ترجمات المستشرقين لمعاني القرآن الكريم
  • ترجمات معاني القرآن الفارسية في شبه القارة الهندية والباكستانية لمحمد سليم خالد
  • من خصائص القرآن الكريم

مختارات من الشبكة

  • واجبنا نحو القرآن الكريم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ضوابط ترجمة معاني القرآن الكريم للغة أخرى (2)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • التربية في القرآن الكريم: ملامح تربوية لبعض آيات القرآن الكريم - الجزء الثاني (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الطريقة النموذجية لحفظ القرآن الكريم (2) أسس حفظ القرآن الكريم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الطريقة النموذجية لحفظ القرآن الكريم (1) مدخل إلى حفظ القرآن الكريم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحكم وسياسة الأمة في القرآن الكريم (7) الحاكم والمحكوم في القرآن الكريم (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • التربية في القرآن الكريم: توجيهات تربوية لبعض آيات القرآن الكريم (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف يصدر ترجمات لمعاني القرآن الكريم بـ50 لغة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الهند: مسلمة كفيفة تكتب ترجمة القرآن الكريم بطريقة برايل(مقالة - المسلمون في العالم)
  • التفسير الموضوعي للقرآن الكريم: نبوة المصطفى عليه السلام في القرآن الكريم(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب