• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    نعمة الماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تدبر خواتيم سورة البقرة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    تحريم الإهلال لغير الله تبارك وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    مشاهد عجيبة حصلت لي!
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (2)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الدرس السابع عشر: آثار الذنوب على الفرد والمجتمع
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

محبة القرآن الكريم

د. طه فارس

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 14/6/2017 ميلادي - 19/9/1438 هجري

الزيارات: 45793

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

محبَّة القرآن الكريم


القرآن الكريم: كلامُ اللهِ تعالى، منهُ بَدا بلا كيفيةٍ قولاً، وأنزله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وحيًا، وصدَّقَه المؤمنون على ذلك حقًّا، وأيقنوا أنه كلامُ الله تعالى بالحقيقة، ليس بمخلوق ككلام البَرِية[1]، نُقِلَ إلينا بالتواتر، وكُتِبَ في المصاحف، وتَعَبَّدَنا اللهُ بتلاوته، وأَعْجَزَ خلقَهُ ولو بسورةٍ منه.

 

وإذا كان القرآنُ الكريم كلامَ اللهِ وصفتَهُ، فمحبتُهُ أصلٌ من أصول الإيمان، وسببٌ من أسباب محبة الرحمن، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: «من أحبَّ أن يحبَّهُ اللهُ ورسولُهُ فلينظر: فإن كان يحبُّ القرآنَ، فهو يحبُّ اللهَ ورسولَه»[2].

وتتجلى محبةُ كتابِ الله تعالى وتعظيمُه في جملة من الأفعال، وهي: الحفظ، والتلاوة، والتدبُّر والفهم، والتَّعَلُّمُ والتَّعْلِيم، والعمل بمدلول خطابه.

 

♦ أما الحفظ: فقد تعهَّد الله تعالى بحفظ كتابه فقال: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: ٩]، واختار لمن يقوم بهذا المهمة العظيمة صفوةَ خلقِهِ، فقال: ﴿ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ﴾ [فاطر: ٣٢]، فحفظة كتاب الله العاملون به هم الصفوة، وهم أولياء الله المختصون به اختصاصَ أهلِ الإنسان به، تعظيمًا لهم وتشريفًا[3]، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ للهِ أَهْلِينَ مِن النَّاسِ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ هُمْ؟ قَالَ: «هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ»[4].

 

وأهل القرآن هم أصحاب المنازل العالية الرفيعة عند الله، يرتفعون بقدْرِ ما يحفظون، فيكونون مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحَسُنَ أولئكَ رَفِيقًا، قال تعالى في وصف منازلهم وحليتهم وزينتهم ومقامهم: ﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ * وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ ﴾ [فاطر: ٣٣ - ٣٥]، وقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ: اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَأُ بِهَا»[5].

 

ويوم القيامة يكون لهم القرآنُ شافعًا ومُؤنسًا ومُدافعًا، يتقرَّب من صاحبه ويدنو إليه ﴿ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ﴾ [عبس: ٣٤ - ٣٧]، فعندئذ يقبضون أرباحَ تجارتهم مع الله، فيُحَلَّون بتاج الوقارِ، ويُكسى آباؤهم الحُلل، ويرتقون في درجات الجنة، فعن عَبْد اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَن أَبِيهِ قَالَ: سمعت رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: «إنَّ الْقُرْآنَ يَلْقَى صَاحِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يَنْشَقُّ عَنْهُ قَبْرُهُ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ، فَيَقُولُ لَهُ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ: مَا أَعْرِفُكَ، فَيَقُولُ لَهُ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ: مَا أَعْرِفُكَ، فَيَقُولُ: أَنَا صَاحِبُكَ الْقُرْآنُ الَّذِي أَظْمَأْتُكَ فِي الْهَوَاجِرِ، وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ، وَإِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ مِن وَرَاءِ تِجَارَتِهِ، وَإِنَّكَ الْيَوْمَ مِن وَرَاءِ كُلِّ تِجَارَةٍ، فَيُعْطَى الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ، وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ، وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَيْنِ لا يُقَوَّمُ لَهُمَا أَهْلُ الدُّنْيَا، فَيَقُولانِ بِمَ كُسِينَا هَذِهِ؟ فَيُقَالُ: بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: اقْرَأْ وَاصْعَدْ فِي دَرَجَةِ الْجَنَّةِ وَغُرَفِهَا، فَهُوَ فِي صُعُودٍ مَا دَامَ يَقْرَأُ هَذًّا كَانَ أَوْ تَرْتِيلاً»[6]، وعن أبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيّ رضي الله عنه قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ»[7].

 

وقد حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم أهل القرآن على كثرة تلاوته ومعاهدته، وذلك خشية تفلته ونسيانه، فقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا مَثَلُ صَاحِبِ الْقُرْآنِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الإِبِلِ الْمُعَقَّلَةِ، إِنْ عَاهَدَ عَلَيْهَا أَمْسَكَهَا، وَإِنْ أَطْلَقَهَا ذَهَبَتْ»[8]، وأخبر بأنَّ من أفضل الأعمال وأحبِّها إلى الله تعالى مداومةَ تلاوةِ القرآن ومذاكرتَه، فعَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ: أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «الْحَالُّ الْمُرْتَحِلُ»، قِيلَ: وَمَا الْحَالُّ الْمُرْتَحِلُ؟ قَالَ: «صَاحِبُ الْقُرْآنِ يَضْرِبُ مِنْ أَوَّلِ الْقُرْآنِ إِلَى آخِرِهِ، وَمِنْ آخِرِهِ إِلَى أَوَّلِهِ، كُلَّمَا حَلَّ ارْتَحَلَ»[9].

 

وكُرِهَ لحَافِظِ القرآنِ إن نَسِيَ شيئًا من القرآن أن يقول: نَسِيتُ آية كذا وكذا، لما تحمله من معنى التقصير والإهمال لِمَا حَفِظَ من كتاب الله، بل يقول: نُسِّيتُ آية كذا وكذا، فعَنْ عَبْدِ اللهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «بِئْسَ مَا لأَحَدِهِمْ أَن يَقُولَ: نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ، بَلْ نُسِّيَ، وَاسْتَذْكِرُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِن صُدُورِ الرِّجَالِ مِن النَّعَمِ»[10].

 

ومن دلائل تقوى القلوب تعظيمها لشعائر الله، ومن أعظم هذه الشعائر كلام الله، فمن تحقق بالتقوى لا بد أن يحبَّ كتاب الله تعالى، ويحبَّ كل من اعتنى بحفظه وإتقانه، ولذلك حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم أمته على إكرام أهل القرآن العاملين به، التَّالين له، تعظيمًا لكلام الله وإجلالاً له، فقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ إِجْلالِ اللهِ: إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ، وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ»[11].

وحذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من إهمال المسلم وتقصيره في حفظ شيء من القرآن ليتلوه في صلاته، ويناجي به مولاه، فقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الَّذِي لَيْسَ فِي جَوْفِهِ شَيْءٌ مِن الْقُرْآنِ كَالْبَيْتِ الْخَرِبِ»[12].


♦ وأما تلاوته: فقد أمر الله عز وجل نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم بتلاوة كتابه كما أمره بالصلاة، فقال تعالى: ﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ﴾ [العنكبوت: ٤٥]،وأخبرنا الله تعالى على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أنه مأمور بتلاوة كتاب الله، كما هو مأمور بعبادة الله والاستسلام له، فقال: ﴿ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [النمل: ٩١ ]، وأن يقرأه على تمهُّل، ليكون ذلك أدعى لفهم القرآن وتدبُّرِهِ[13]، فقال تعالى: ﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا ﴾ [المزمل: ٤].


كما أثنى الله على المؤمنين الذين يتلون القرآن حقَّ تِلاوتِه، وذلك بإتقان قراءته، وتدبُّرِ معانيه، وإحلال حلاله، وتحريم حرامه، وعدم تحريفه عن مواضعه[14]، فقال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [البقرة: ١٢١].


وأخبر تعالى عن عباده المؤمنين الذين يتلون كتابه ويؤمنون به ويعملون بما فيه، من إقام الصلاة، والإنفاق مما رزقهم الله في الأوقات المشروعة ليلاً ونهارًا، سرًا وعلانيةً، ابتغاء المثوبة من الله، بأنه سيوفيهم ثوابَ ما فعلوه، ويضاعفه لهم بزيادات لم تخطر لهم[15]، فقال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ﴾ [فاطر: ٢٩ - ٣٠]، وأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بعظيم أجر التالي للقرآن، فقال: «مَن قَرَأَ حَرْفًا مِن كِتَابِ اللهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لا أَقُولُ: ﴿ الم ﴾ [البقرة: 1] حَرْفٌ، وَلَكِن: أَلِفٌ حَرْفٌ، وَلامٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ»[16]، وخص المتقن للتلاوة بمزيد من الأجر والمثوبة، فقال صلى الله عليه وسلم: «الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ»[17].

 

ولا بد لمن يقرأ كتابَ الله تعالى ويتلوه أن يحسِنَ نيته، ويستحضرَ الإخلاص في قراءته؛ لأنَّ الله مطَّلِعٌ عليه، عالمٌ بنيته، قال تعالى: ﴿ وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ﴾ [يونس: 61].


وقد نَدَبَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم المؤمنين إلى تحسين أصواتهم بقراءة القرآن والتغنِّي به[18]، فقال صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ»[19]، وقال صلى الله عليه وسلم: «حَسِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ، فَإِنَّ الصَّوْتَ الْحَسَنَ يَزِيدُ الْقُرْآنَ حُسْنًا»[20]، وقال أيضًا: «زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ»[21].

 

وإن كان ثمة شيء يتحاسد عليه الناس في دنياهم، فإن أولى ما يتحاسد عليه المؤمنون غبطةً[22] هو حالُ ذلك المؤمن الذي آتاه اللهُ القرآنَ، فجعل يقطع ليلَه ونهارَه بتلاوته، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لا حَسَدَ إِلاَّ فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ عَلَّمَهُ اللهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، فَسَمِعَهُ جَارٌ لَهُ فَقَالَ: لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالاً فَهُوَ يُهْلِكُهُ فِي الْحَقِّ، فَقَالَ رَجُلٌ: لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ»[23].

 

♦ التَّدَبُّرُ والفَهْمُ:

التدَبُّرُ هو النَّظر في دُبُرِ الأمور، أي: عواقبها، وهو قريب من التفكر، إلا أن التفكر تَصَرُّف القلبِ بالنظر في الدليل، والتدبر تصرُّفه بالنظر في العواقب[24].

وقد بيَّنَ اللهُ تعالى بأنَّ حكمةَ إنزالِ الكتاب المبارك على نبيه محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، هو تدبُّر آياته والانتفاعُ بمواعظه، فقال: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [ص: ٢٩]، واختصَّ اللهُ نبيَّهُ صلى الله عليه وسلم بأن جَعَلَهُ التَّرجمانَ الأولَ لكتابِهِ، فقال تعالى: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [النحل: ٤٤]، وكان من بعده الصحابة الكرام رضي الله عنهم على تفاوت بينهم، وكان من أبرزهم في هذا الجانب ابنُ عباس رضي الله عنهما، الذي خصَّه النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالدُّعاء له، فقال: «اللهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ»[25]، فأصابته دعوةُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فكان من أعلم الصحابة بتفسير القرآن، وقد كان ابن مسعود رضي الله عنه يقول: نِعْمَ ترجمان القرآن ابن عباس، وأما ابن عمر رضي الله عنهما فكان يقول عنه: هو أعلم الناس بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم [26].

 

فمن واجب المسلم إذًا أن يعتني بفهم كتاب الله وتدبُّر آياته، وينتفع بعِبَرِه ومواعظه ودلالاته، ويغترف من معين حكمه وأحكامه، فالقرآن مأدُبة الله تعالى كما وصفه عَبْد اللهِ بن مسعود رضي الله عنه فقَالَ: «إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مَأْدُبَةُ اللهِ، فَتَعَلَّمُوا مِن مَأْدُبَتِهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ، إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ حَبْلُ اللهِ وَالنُّورُ الْمُبِينُ وَالشِّفَاءُ النَّافِعُ، عِصْمَةٌ لِمَنْ تَمَسَّكَ بِهِ، وَنَجَاةٌ لِمَنِ اتَّبَعَهُ، لا يَزِيغُ فَيَسْتَعْتِبُ، وَلا يَعْوَجُّ فَيُقَوَّمُ، وَلا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، وَلا يَخْلَقُ عَنْ كَثْرَةِ الرَّدِّ...»[27].

ولكن لا يجوز أن يكون فهمه وتفسيره لكتاب الله بمجرد الرأي الذي لا يدعمه دليل من كتاب أو سنة أو مأثور عن الصحابة رضوان الله عليهم، مع ما يضاف إليها من علم الأدوات التي يجب أن تتوفر بمن يُقدِم على تفسير وتدبر آيات الله.

 

أما التفسير بمجرد الرأي فحرام[28]، لما رواه محمد بن جرير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قال في القرآن بغير علم أو برأيه فليتبوأ مقعده من النار»[29]، وفي لفظ له: «من قال في كتاب الله برأيه فأصاب فقد أخطأ»[30]، أي: لأنه قد تكلَّف ما لا علم له به، وسلك غير ما أُمِرَ به، فلو أنه أصاب المعنى في نفس الأمر لكان قد أخطأ؛ لأنَّه لم يأت الأمر من بابه، كمن حكم بين الناس على جهل فهو في النار، وإن وافق حكمه الصوابَ في نَفسِ الأمر، لكن يكون أخفَّ جِرمًا ممن أخطأ، والله أعلم.

 

وقد بيَّن الإمام البيهقي رحمه الله[31] المرادَ من هذين الحديثين، فقال في الحديث الأول: «إنما أراد الرأي الذي يغلب على القلب من غير دليل قام عليه، فمثل هذا الرأي لا يجوز الحكم به في النوازل، فكذلك لا يجوز تفسير القرآن به، وأما الرأي الذي يسنده برهان، فالقول به جائز»[32].

وقد روي هذا المعنى عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه عندما قال: «أيُّ سماءٍ تظلُّني، وأيُّ أرضٍ تقلُّني، إذا قلتُ في كتاب الله برأيي»[33].

 

وقد بَيَّن الإمام الغزالي رحمه الله أنَّ النهي إنما ينزَّلُ على أحد وجهين:

أحدهما: أن يكون له في الشيء رأي وإليه ميل من طبعه وهواه، فيتأوَّل القرآن على وفق رأيه وهواه ليحتج على تصحيح غرضه، ولو لم يكن له ذلك الرأي والهوى لكان لا يلوح له من القرآن ذلك المعنى.

 

والثاني: أن يتسارع إلى تفسير القرآن بظاهر العربية من غير استظهار بالسماع والنقل فيما يتعلق بغرائب القرآن وما فيه من الألفاظ المبهمة والمبْدَلة، وما فيه من الاختصار والحذف والإضمار والتقديم والتأخير.

 

فمن لم يحكم بظاهر التفسير، وبادر إلى استنباط المعاني بمجرد فهم العربية كَثُرَ غلطُه، ودخل في زمرة من يفسر بالرأي، فالنقل والسماع لا بد منه في ظاهر التفسير أولاً؛ ليتقيَ به مواضع الغلط، ثم بعد ذلك يتسع التفهم والاستنباط»[34].

 

ولعل مما يُعين على التدبُّر والفهم عدمُ الاستعجال والسرعة بقراءة القرآن، ولذلك أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن من ختم القرآن في أقل من ثلاث لا يتمكن من تدبر آياته، فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَمْ يَفْقَهْ مَن قَرَأَ الْقُرْآنَ فِي أَقَلَّ مِن ثَلاثٍ»[35]، وَوَرَدَ عن ابن مسعود أنه قال: «مَن قَرَأَ الْقُرْآنَ فِي أَقَلَّ مِن ثَلاثٍ، فَهُوَ رَاجِزٌ»[36]، إلا أنَّ بعض أهل العلم رخصوا به، لما رُوي من فعل أكثر من واحد من الصحابة والتابعين لذلك.

 

♦ التَّعلُّمُ والتَّعلِيمُ:

شرف العلم مسْتَمَدٌّ من شرف مُتَعَلَّقِه، ولما كانت علومُ القرآن مُتَعَلِّقَةٌ بأشرف الكتب وأعظمها، كانت أشرفَ العلوم وأعظمَها على الإطلاق، فكان خيرَ المُتَعَلِّمين والمُعَلِّمِين من كان تعلُّمه وتَعْلِيمُه في القرآن وما يتعلَّقُ به، ولا ينفكُّ ذلك عن العمل[37].

ويشملُ ذلك تعلُّمُ تلاوتِهِ وتفسيرِهِ، واستنباطِ أحكامِهِ، وكلِّ ما يتعلق به، فعَنْ عُثْمَانَ بن عفان رضي الله عنه عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «خَيْرُكُمْ مَن تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ»[38]، وهذه الخَيرِيَّةُ مختصَّةٌ بحال التَّعليم، ولا تنفي خيريَّةَ غيرِهم مما اختُصُّوا به من التفضيل.

 

♦ العمل بمدلول خطابه:

ذكر الله لنا في كتابه شكوى رسوله صلى الله عليه وسلم من هجر أمته للقرآن فقال: ﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا ﴾ [الفرقان: ٣٠]، ويتحقق هذا الهجر بترك علمه وحفظه، وترك الإيمان به وتصديقه، وترك تدبره وتفهمه، وترك العمل به وامتثال أوامره واجتناب زواجره، والعدولُ عنه إلى غيره[39].


فمن مقتضى الإيمانِ بالله الإيمانُ بكتابه، ومن مقتضى الإيمانِ بكتاب الله امتثالُ أوامره والانتهاء عن نواهيه، فمن قام بحق كتاب الله حقَّ القيام كان له القرآن شافعًا عند الله تعالى حتى يدخل الجنة، ومن هجره وفَرَّطَ في حقِّه كان له خصمًا عند الله تعالى حتى يُسَاقَ إلى النَّار، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الْقُرْآنُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ، وَمَاحِلٌّ مُصَّدَّقٌ، مَن جَعَلَهُ أَمَامَهُ قَادَهُ إِلَى الجَنَّةِ، وَمَن جَعَلَهُ خَلْفَ ظهره سَاقَهُ إِلَى النَّارِ»[40].

 

فإمَّا أن يكون القرآن حجةً للإنسان عند الله، وإما أن يكون حجة عليه، فعَن أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «... وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا»[41].

 

وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من فئة من الناس يكونون في آخر الزمان، يقرؤون القرآن، ويحفظون من حديث النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أنهم أبعد ما يكونون عن هدي كتاب الله، وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم، فعن علي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «سَيَخْرُجُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ، أَحْدَاثُ الأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الأَحْلامِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ، لا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِن الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِن الرَّمِيَّةِ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا لِمَن قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»[42].

 

وقد قال عَبْدُ اللهِ بْن مَسْعُودٍ رضي الله عنه لإِنْسَانٍ يصف أحوال الناس في زمانه، وما يأتي بعد ذلك: «إِنَّكَ فِي زَمَانٍ كَثِيرٌ فُقَهَاؤُهُ، قَلِيلٌ قُرَّاؤُهُ، تُحْفَظُ فِيهِ حُدُودُ الْقُرْآنِ، وَتُضَيَّعُ حُرُوفُه،ُ قَلِيلٌ مَن يَسْأَلُ، كَثِيرٌ مَن يُعْطِي، يُطِيلُونَ فِيهِ الصَّلاةَ[43]، وَيَقْصُرُونَ الْخُطْبَةَ[44]، يُبَدُّونَ أَعْمَالَهُمْ قَبْلَ أَهْوَائِهِمْ، وَسَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ قَلِيلٌ فُقَهَاؤُهُ، كَثِيرٌ قُرَّاؤُهُ، يُحْفَظُ فِيهِ حُرُوفُ الْقُرْآنِ، وَتُضَيَّعُ حُدُودُهُ،كَثِيرٌ مَن يَسْأَلُ، قَلِيلٌ مَن يُعْطِي، يُطِيلُونَ فِيهِ الْخُطْبَةَ، وَيَقْصُرُونَ الصَّلاةَ، يُبَدُّونَ فِيهِ أَهْوَاءَهُمْ قَبْلَ أَعْمَالِهِمْ»[45].

 

فنسأل الله تعالى أن نكون ممن يقوم بحق كتاب الله تعالى حق القيام، حفظًا وتلاوة، وتدبرًا وتعلُّمًا وتعليمًا، وعملاً وتطبيقًا، لنبرهن على حبنا له، وليكون حجة لنا لا علينا، وليكون قائدنا إلى جنات النعيم.



[1] ينظر: العقيدة الطحاوية 1: 172.

[2] أخرجه الطبراني في الكبير 9: 132 برقم 8676؛ والبيهقي في شعب الإيمان 2: 253 برقم 2017؛ وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7: 342 عن ابن مسعود، وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات.

[3] انظر: فيض القدير للمناوي 3: 67.

[4] أخرجه أحمد في المسند 3: 127 برقم 12301؛ وابن ماجه في المقدمة برقم 215؛ والدارمي في فضائل القرآن برقم 3326؛ والحاكم في المستدرك 1: 743 برقم 2046 وقال: وقد روي هذا الحديث من ثلاثة أوجه عن أنس هذا أمثلها؛ وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 2: 231 وقال: وهو إسناد صحيح.

[5] أخرجه أبو داود في الأدب برقم 1464؛ والترمذي في فضائل القرآن برقم 2914 وقال: حديث حسن صحيح.

[6] أخرجه أحمد في المسند 5: 348 برقم33000؛ وابن ماجه في الأدب برقم 3781؛ والدارمي في فضائل القرآن برقم 3391؛ وذكره الهيثمي في المجمع 7: 330 برقم 11633 وقال: رواه أحمد ورجاله رجاله الصحيح.

[7] أخرجه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها برقم 804.

[8] أخرجه البخاري في فضائل القرآن برقم 4743؛ ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها برقم 789. عن ابن عمر رضي الله عنهما.

[9] أخرجه الترمذي في القراءات 5: 197 برقم 2948؛ والدارمي في ختم القرآن 2: 560 برقم 3476؛ وأخرجه الحاكم في المستدرك 1: 757 برقم 2088 وقال: تفرد به صالح المري وهو من زهاد أهل البصرة، إلا أن الشيخين لم يخرجاه، وله شاهد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أي العمل أفضل؟ أو أي العمل أحب إلى الله؟ قال: «الحالُّ المرتحل، الذي يفتح القرآن ويختمه، صاحب القرآن يضرب من أوله إلى آخره، ومن آخره إلى أوله، كلما حل ارتحل».

[10] أخرجه البخاري في فضائل القرآن برقم 4744؛ ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها برقم 790.

[11] أخرجه البخاري في الأدب المفرد ص130 برقم 357؛ وأبو داود في الأدب برقم 4843. عن أبي موسى الأشعري؛ وابن أبي شيبة في مصنفه 6: 536؛ والبيهقي في السنن الكبرى 8: 163 برقم 16435.

[12] أخرجه أحمد في المسند 1: 223 برقم 1947؛ والترمذي في فضائل القرآن برقم2913 وقال: حديث حسن صحيح؛ والدارمي في فضائل القرآن 2: 521 برقم 3306؛ والحاكم في المستدرك 1: 741 برقم 2037 وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. عن ابن عباس رضي الله عنهما.

[13] انظر: تفسير ابن كثير 8: 250.

[14] انظر: المصدر السابق 1: 403.

[15] انظر: المصدر السابق 6: 545.

[16] أخرجه الترمذي في فضائل القرآن برقم 2910، وقال: حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

[17] أخرجه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها برقم 798؛ وأبو داود في الصلاة برقم 1454؛ والترمذي في فضائل القرآن برقم 2904؛ وابن ماجه في الأدب برقم 3779. عن عائشة رضي الله عنها.

[18] قال ابن حجر في فتح الباري 9: 70: «قال ابن الجوزي: اختلفوا في معنى قوله: «يتغنى» على أربعة أقوال؛ أحدها: تحسين الصوت، والثاني: الاستغناء، والثالث: التحزن قاله الشافعي، والرابع: التشاغل به...، وفيه قول آخر حكاه ابن الأنباري في الزاهر قال: المراد به التلذذ والاستحلاء له كما يستلذ أهل الطرب بالغناء...، وإن لم يكن غناء حقيقة...، وفيه قول آخر حسن: وهو أن يجعله هجيراه كما يجعل المسافر والفارغ هجيراه الغناء...». [وهجيراه: عادته ودأبه].

[19] أخرجه البخاري في التوحيد برقم 7089 عن أبي هريرة رضي الله عنه.

[20] أخرجه الدارمي في فضائل القرآن برقم 3501. عن البراء بن عازب رضي الله عنه.

[21] أخرجه أحمد في المسند 4: 283 برقم 18517؛ وأبو داود في الصلاة برقم 1468؛ والنسائي في الافتتاح برقم 1015؛ وابن ماجه في إقامة الصلاة والسنة فيها برقم 1342؛ وابن حبان في صحيحه 3: 25 برقم 749. عن البراء بن عازب رضي الله عنه، وسنده صحيح.

[22] قال البغوي في شرح السنة 1: 299: الْمُرَادُ مِنَ الْحَسَدِ الْمَذْكُورِ فِي الْحَدِيثِ هُوَ الْغِبْطَةُ، فَإِنَّ الْغِبْطَةَ هِيَ أَنْ يَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ لَهُ مِثْلُ مَا لأَخِيهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَتَمَنَّى زَوَالَهَا عَنْ أَخِيهِ، وَالْحَسَدُ الْمَذْمُومُ أَنْ يَرَى الرَّجُلُ لأَخِيهِ نِعْمَةً يَتَمَنَّاهَا لِنَفْسِهِ وَزَوَالَهَا عَنْ أَخِيهِ.

[23] أخرجه البخاري في فضائل القرآن برقم 4738.

[24] انظر: التعريفات ص76؛ والتوقيف على مهمات التعاريف ص 167.

[25] أخرجه أحمد في المسند 1: 266 برقم 2397؛ والحاكم في المستدرك 3: 615 برقم 6280 وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

[26] انظر: فتح الباري لابن حجر 7: 100.

[27] أخرجه الدارمي في فضائل القرآن برقم 3315.

[28] تفسير ابن كثير 1: 9 - 10.

[29] أخرجه الترمذي في تفسير القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب: ما جاء في الذي يفسر القرآن برأيه 8: 146 برقم 2951 وبرقم 2952 عن ابن عباس، وقال عنه: حديث حسن صحيح.

[30] أخرجه الترمذي في تفسير القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب: ما جاء في الذي يفسر القرآن برأيه عن جندب بن عبد الله 8: 147 برقم 2953 وقال أبو عيسى: هذا حديث غريب، ثم قال: وهكذا روي عن بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم أنهم شددوا في هذا في أن يفسَّر القرآن بغير علم، وأما الذي روي عن مجاهد وقتادة وغيرهما من أهل العلم أنهم فسروا القرآن، فليس الظن بهم أنهم قالوا في القرآن أو فسروه بغير علم أو من قِبَل أنفسهم، وقد روي عنهم ما يدل على ما قلت أنهم لم يقولوا من قبل أنفسهم بغير علم. ثم ساق سنده عن قتادة أنه قال: ما في القرآن آية إلا وقد سمعت فيها شيئًا، وكذلك عن الأعمش قال: قال مجاهد: لو كنت قرأت قراءة ابن مسعود لم أحتج إلى أن أسأل ابن عباس عن كثير من القرآن مما سألت؛ وأخرجه أبو داود في العلم باب: الكلام في كتاب الله بغير علم 3: 320 برقم 3652؛ والبيهقي في شعب الإيمان باب في تعظيم القرآن، فصل: في ترك التفسير بالظن 2: 423.

[31] أحمد بن الحسين بن علي، أبو بكر (384 - 458 هـ): من أئمة الحديث، وله تصانيف كثيرة منها: السنن الكبرى، والسنن الصغير، والأسماء والصفات، وشعب الإيمان. سير أعلام النبلاء 18: 163؛ الأعلام 1: 116.

[32] شعب الإيمان للبيهقي 2: 423؛ البرهان للزركشي 2: 162.

[33] شعب الإيمان للبيهقي 2: 424، وفي رواية: إذا قلت في آية من كتاب الله بغير ما أراد الله سبحانه وتعالى.

[34] إحياء علوم الدين 1: 343.

[35] أخرجه أبو داود في الصلاة برقم 1394؛ والترمذي في القراءات برقم 2949؛ وابن ماجه في إقامة الصلاة والسنة فيها برقم 1347.

[36] أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه 2: 241 برقم8574؛ وعبد الرزاق في المصنف 3: 353 برقم5946؛ وذكره البغوي في شرح السنة4: 499. قال ابن منظور في لسان العرب 4: 348: إِنما سماه رَاجزًا لأَن الرَّجَزَ أَخف على لسان المُنْشِدِ، واللسان به أَسْرَعُ من القَصيد. قلت: والمراد من قوله إنكار الإسراع في قراءة القرآن دون تدبر.

[37] انظر: تحفة الأحوذي 8: 179؛ حاشية السندي 3: 87.

[38] أخرجه البخاري في فضائل القرآن برقم 4739؛ وأبو داود في فضائل القرآن برقم 1452؛ والترمذي في فضائل القرآن برقم 2907؛ وابن ماجه في المقدمة برقم 211.

[39] انظر: تفسير ابن كثير 6: 108.

[40] أخرجه ابن حبان في صحيحه 1: 331 برقم 134 بإسناد جيد؛ وابن أبي شيبة في المصنف 10: 497؛ وعبد الرزاق في مصنفه 3: 372 برقم 6010؛ والبيهقي في شعب الإيمان 3: 389 برقم 1855. الماحِل: الساعي، والمجادل. انظر: مفردات القرآن للراغب2: 367، ولسان العرب: مادة: محل.

[41] أخرجه مسلم في الطهارة برقم 223.

[42] أخرجه البخاري في استتابة المرتدين برقم 6531؛ ومسلم الزكاة برقم 1066.

[43] قال ابن عبد البر 2: 363: وفيه أن طول الصلاة محمود ممدوح عليه صاحبه، وأما من أمَّ جماعة فقد أوضحنا السنة في إمامه الجماعة. قلت: ومراده هنا أن السنة للإمام التخفيف فقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمن أطال صلاة الجماعة: «أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ مُنَفِّرُونَ، فَمَنْ صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ، فَإِنَّ فِيهِم الْمَرِيضَ وَالضَّعِيفَ وَذَا الْحَاجَةِ». أخرجه البخاري في العلم برقم90.

[44] قال ابن عبد البر في الاستذكار 2: 363: وأمَّا قصر الخطبة فسنَّة مسنونة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بذلك ويفعله، وفي حديث عمار بن ياسر: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقصر الخطبة وكان يخطب بكلمات طيبات قليلات، وقد كره التشدق والتفيهق، وأهل العلم يكرهون من المواعظ ما يُنسي بعضه بعضًا لطوله، ويستحبُّون من ذلك ما وقف عليه السامع الموعوظ، فاعتبره بعد حفظه له وذلك لا يكون إلا مع القلة.

[45] أخرجه مالك في الموطأ في باب جامع الصلاة ص 173 برقم 88؛ وعبد الرزاق في مصنفه 2: 382 برقم 3787؛ والبيهقي في شعب الإيمان 4: 258 برقم 5000. قال ابن عبد البر في الاستذكار 2: 363: روي عن ابن مسعود من وجوه متصلة حسان متواترة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • كيف نحب القرآن ونتدبره؟
  • كيف تحب القرآن وتحيا به؟
  • كيف نعين أبناءنا على حب القرآن الكريم؟
  • صاحب القرآن

مختارات من الشبكة

  • {وألقيت عليك محبة مني}: كيف ألقيت على موسى المحبة وقد لقي من العداوة ما لقي؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • محبة الله عز وجل ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • في محبة الله ومحبة نبيه - صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أسباب محبة الله تعالى عبدا اتباع النبي ومحبته وآل بيته (1)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • أقسام المحبة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التربية في القرآن الكريم: ملامح تربوية لبعض آيات القرآن الكريم - الجزء الثاني (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الطريقة النموذجية لحفظ القرآن الكريم (2) أسس حفظ القرآن الكريم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الطريقة النموذجية لحفظ القرآن الكريم (1) مدخل إلى حفظ القرآن الكريم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحكم وسياسة الأمة في القرآن الكريم (7) الحاكم والمحكوم في القرآن الكريم (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • التربية في القرآن الكريم: توجيهات تربوية لبعض آيات القرآن الكريم (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب