• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

علو شأن العبادة وأهميتها

محمود داود دسوقي خطابي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 31/5/2015 ميلادي - 12/8/1436 هجري

الزيارات: 16973

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

علو شأن العبادة وأهميتها


الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آلِه وصحبِه وتابعيهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

 

وبعد:

فإنَّ لكلِّ شيءٍ ذي بال ثمرةً، وثمرةُ العقيدة الصَّحيحة إفرادُ الله سبحانه وتعالى بالعبودية، ومن ثَمَّ تحقيقها بصرفِها لله وحدَه لا شريك له، وإفرادُ الله سبحانه وتعالى بالعبوديَّة هو سرُّ قَبولِها؛ لأن الله سبحانه لا يقبل من العملِ إلاَّ ما كان خالصًا لوجهِه الكريم، كما قال في كتابه الكريم: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ﴾ [البينة: 5].

 

وإفرادُ الله بالعبادة هو ممَّا أمر اللهُ به جميعَ الناس بقوله: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 21]، وهو أوَّل أمرٍ مِن الله لعباده في القرآن بحسب ترتيب المصحف الشَّريف؛ للدلالة على أهميَّة العبادة.

 

والعبادةُ منها ما هو ظاهر، ومنها ما هو خفِي؛ فهنالك عبادةٌ ظاهرة يراها كلُّ الناس أو بعضهم؛ منها إقام الصلاة، والحجُّ، والأمرُ بالمعروف والنهي عن المنكر، ومنها ما هو خفِي؛ كالإخلاصِ وتقديم محبَّة الله على جميع المَحابِّ، والإِنابة وإجلال الخالق وتوقيره.

 

وكذلك العبادةُ منها ما هو لازمٌ لفاعلها، ومنها ما هو متعدٍّ لغيره؛ فمِن العبادات اللازمة: قيامُ الليل وقراءة القرآن والاستغفار، ومن العبادات المتعدِّية التي يعمُّ نفعُها: الجهادُ والعلم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

 

فالعبادةُ تدور مع المسلم أينما كان وصار، فكلُّ حياتِه عبادة لربِّه سبحانه وتعالى؛ كما في التنزيل يقول تعالى آمرًا نبيَّه صلى الله عليه وسلم: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162، 163]؛ ولذلك خلَق اللهُ الخلقَ؛ كما في قوله: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]؛ فلهذا وغيرِه نجد أنَّ معظم آياتِ القرآن تشير إلى أقوالِ الأنبياء عليهم السلام وهم يدْعون أقوامَهم إلى إِفراد الله تعالى بالعبوديَّة.

 

هذا وإنَّ بين العقيدةِ الصَّحيحة وإفراد العبودية لله لتلازمًا وترابطًا؛ فهما صنوان لا ينفكَّان؛ لأن العقيدة الصحيحة - وهي توحيده سبحانه وتعالى - لا بدَّ لها من عبوديَّة خالصة لوجهِه الكريم، وممَّا يؤكِّد هذا ويؤصِّله أنَّ "التوحيد الذي جاءَت به الرُّسل لا بدَّ فيه من التوحيدِ بإخلاص الدِّين لله وعبادته وحده لا شريك له"[1]، والاهتمامُ بشأنِ العبادة في الشَّريعة الغرَّاء يدلُّ دلالةً قاطعةً على علوِّ شأنِها ووجوب توجيهها لله سبحانه وتعالى؛ وذلك لعدة أمور، منها:

1- العبادة أساس دعوة المرسلين عليهم السلام:

فما مِن نبيٍّ ولا رسولٍ إلا وبَنَى صرحًا شامخًا للعبادةِ، ودعا قومَه لإفراد الله بالعبوديَّة، فاز فيه مَن فاز، وخسر فيه مَن خَسِر، فدعوة كلِّ الأنبياء هي إفرادُ الله بالعبوديَّة وتركُ عبادة ما سواه؛ كما قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾ [النحل: 36]، وكقوله: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 25]، وهكذا يقولُ الأنبياء عليهم السلام لأقوامهم: ﴿ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ﴾ [الأعراف: 59، 65، 73، 85].

 

ولأهميَّة العبادة وتحقيقها لله وحدَه لا شريك له؛ حذَّر اللهُ عزَّ وجلَّ خلقَه على أَلْسنة رسلِه عليهم السلام من مَغَبَّة الشِّرك، وأنَّ مَن يصرف العبادةَ أو جزءًا منها لغيرِ الله فقد أَشرك بالله ومأواه النَّار، وتَحرُم عليه الجنَّة؛ كما في التنزيل: ﴿ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الزمر: 65]، وكقوله تعالى: ﴿ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴾ [المائدة: 72]، فإفرادُ الله بالعبوديَّة كأساس البناء؛ إِن هُدِم مِن جانب تتابع البناءُ في الانهيار والهَدْم، أمَّا إِن كان الأساس متينًا، قد شيد على عقيدةٍ سليمة فسيرتفع ليسامي السماءَ، وهذا ما يدعو إليه دينُ الأنبياء جميعًا.

 

2- تحقيق العبودية لله أصل قَبول الأعمال:

فالله سبحانه الخالِق وحدَه لا شريك لـه في خلقِه، يستلزم ذلك من الخَلْق إفرادُه بالعبوديَّة؛ فلا يُعقل أنَّ الله يخلق الخلقَ ويرزقُهم، ويحيهم ويميتهم، وهو القادِر والقاهر فوقَ عباده، وهو بهم رؤوف رحيم، ويأتي أحدُ العاصين مِن خلقه مَن لا يساوي شيئًا يدعو غيرَ الله تعالى ويعبد غيرَه.

 

وذو الفِطرة السَّليمة يأبى مثلَ هذا؛ إذ كيف يأخذ الإنسانُ شيئًا ما في حياتِه الدُّنيا ويذهب ليشكر غيرَه؟ إذا كان هذا في أمور الدنيا مُحالاً، فهو في حقِّ الله جلَّ وعلا أشد وأعظم؛ إذ يَخلُق ويُعبَد غيرُه! ويَرزق ويُشكر سواهُ...، وهكذا.

 

وإنَّ من أعلى مراتِب الشكر في الدنيا شُكرَه على أنْ شرَّفنا بعبادتِه؛ فلا يحقُّ لإنسانٍ أن يشكرَ غيرَ الله شُكر عبوديَّة؛ فيجب على الإنسان أن يصرف جميع أنواع العبادةِ لهذا الخالق الرَّزاق سبحانه وتعالى، والله جعل لنا كلَّ النعم الظاهرة والباطنة لنشكره عليها، وقد ابتدأ القرآن قبل تعداد بعضِ النِّعم بقوله تعالى: ﴿ نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ ﴾ [الواقعة: 57]، ثمَّ عدَّد بعضَ النِّعم بقوله تعالى: ﴿ فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ﴾ [الواقعة: 70]، وقال بعد أن خفَّف عن المسلمين وأراد بهم اليُسر: ﴿ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185]، ونِعَم الله على خلقِه عديدة، والأمر كما قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 243]، فاعترافُ الخَلْق وإقرارهم له بالربوبيَّة والألوهيَّة يستلزم أن يُفرد بكلِّ ما تحمله الألوهيَّة من معاني العبوديَّة، حتى يفوز وينجو في الدَّارين ويكون من المقبولين عِند الله عزَّ وجلَّ ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89].

 

3- تحقيق العبوديَّة يؤصِّل العزَّة في النفوس:

فالعابِد الذي يعلم أنَّه يعبد إلهًا حقًّا لا شريك له، يشعر بسعادةٍ تغمره لا يعلم مداها إلاَّ واهبها له سبحانه، أمَّا إِن تشتَّتَت بالنَّاس الأفكارُ، وتشعَّبَت بهم الظُّنون والأوهام، وكثرة الشهوات والأهواء، فإنَّ الإنسان يشعر بمهانَة ومذلَّة؛ لأنه سيكون إمَّا عبدًا لمالٍ أو لجاهٍ، أو لمنصبٍ أو لفلانٍ من المخلوقين...، فيشعر بامتهانٍ إذا خاطبه؛ لأنه لو لم يَعْقل ذلك سُلبَت منه تِلك النعمة - في نظر فاسدِ العقيدة - فلذلك يفعل الشيءَ ويتمنَّى الخلاصَ من المذلَّة والمهانة، وقد يرى غيرَه يعبد أو يعظِّم مخلوقًا آخَر وحاله أفضل؛ فيتمنَّى زوالَ معبودِه ليذهب إلى ذاك ويَرْبَح أكثر، وهكذا حال مَن يترك عبادةَ الله وحده لا شريك له؛ يتقلَّب من هوًى إلى هوًى، ومن معبودٍ - باطل - إلى غيرِه، ولسانُ حاله يقول: تبًّا لك من معبودٍ، لولا كذا ما عبدتُك ولا ولا...، وممَّا يزيد الأمرَ سوءًا على سوءٍ عنده أنَّه يَعلم تمام العلمِ، ويُوقنُ تمام اليقين أنَّ ذلك المعبود الذي يعبده لا يضرُّ ولا ينفع.

 

أمَّا من يعبد اللهَ الماجدَ الواحد سبحانه، فإنَّه يطابِق فطرتَه، فلا يجد شيئًا يناقِض توجُّهه إلى ذلك المعبود - بحقٍّ - وهو الله سُبحانه؛ بل فعلُه هذا يتماشى مع الفِطرة التي فُطِر عليها؛ كما قال سبحانه وتعالى: ﴿ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ﴾ [الروم: 30]، ففي هذه الحالة اتَّزنَ حالُه واعتدلَ، فهذا خالِقٌ أَحَد صمَدٌ، رزاقٌ حافظ،...، له الأسماء الحسنَى والصفات العليا، فيستحقُّ العبادةَ ممَّا سواه وممَّن سواه، وحينما ينظر إلى المخلوقاتِ حوله، سواء منها: الإنسُ والجنُّ، الناطقات أو الحيوانات العجماوات، أو الجمادات الصامتات، أو الملائكة، وسائر السموات... - الكل يعبد نفسَ المعبود الذي يعبده، فيشعر بعزَّة، وتزول الوَحْشة التي كانت تُراوده من حينٍ لآخر ومن آنٍ لآخر، فالكلُّ مُقِرٌّ له وخاضعٌ؛ فيشعر بعزَّةٍ.

 

والرسولُ صلى الله عليه وسلم الذي يُعلِّم ذلك يجده أولَ العابدين؛ لذلك يستشعر عظمةً في قلبِه وعزَّة؛ فيرى الحاكمَ والمحكوم، الكبيرَ والصغير، الرجل والمرأة، الحرَّ والعبد، الكل يتَّجه للهِ الواحد في دعاءٍ وفي صلاة وفي حجٍّ و...، فالعزَّة لله وحده لا شريك لـه، كما قال سبحانه: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ﴾ [فاطر: 10]، ويُبَكِّت من يطلبون العزَّة من غيره بقوله: ﴿ الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا ﴾ [النساء: 139]، فالعزَّة لله، ومَن دعا لدينِه مِن رسول ومَن صدَّقه مِن مؤمنين؛ فهي لله ومِن الله، يعطيها للخُلَّصِ من خَلْقه المؤمنين، كما في قوله تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [المنافقون: 8]، فالمسلم بعبادتِه لربِّه وحده عَزِيز؛ لأنَّه يعبد اللهَ وحده لا شريك له.

 

4- احتياج المخلوقين للعبادة:

فالله خلق الخلقَ كلَّهم لعبادتِه، وإنَّ خَلْق الله لا بدَّ لهم مِن عبادةٍ؛ فالنَّفْس مجبولةٌ مفطورة على العبادة، فإن تُرِكَت وشأنها ما عبدَت إلاَّ الله سبحانه، وإن أثَّر فيها مؤثِّرٌ خارجِي تأثَّرَت به؛ مِن والدَين أو صديقٍ أو بيئةٍ أو شيطانٍ، وقد خلق الله الخلقَ كلَّهم حنفاء، كما قال الله عزَّ وجل في الحديث القدسي: ((إنِّي خلقتُ عبادِي حنفاءَ كلَّهم، وإنَّهم أَتَتْهم الشياطينُ فاجتالَتْهم - وفي رواية: فأضلَّتهم - عن دينِهم))[2]، وكذلك في قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: ((مَا من مولودٍ إلاَّ يُولد على الفِطرة؛ فأبواه يهوِّدانِه وينصِّرانه ويمجِّسانه))[3].

 

فكلُّ خلقِ الله على الفِطرة التي خلقهم الله عليها، وكلُّ مولودٍ يولَد إنَّما يولد على الفِطرة التي خلقه الله عليها، وهي دين الإسلام، فلو مات صغيرًا قبل سنِّ التكليفِ فإنَّما يموت على فِطرة الله وإن لم يكن أَبواه مسلمين؛ لأن الفطرةَ واحِدة في جميع الخَلْق، ولكن الكفرَ يتلبَّس به المرءُ بعد ذلك، وجميعُ المخلوقين دائمو الحاجةِ إلى العبادةِ المستحقَّة لله وحده لا شريكَ له؛ لأن الخلقَ بدون هدايَةِ الله لهم بالرُّسلِ على انحرافٍ يؤدِّي بهم إلى النَّار، كما قال تبارك وتعالى: ﴿ وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [آل عمران: 103]، فكلُّ الخلق في حاجةٍ إلى إِفراد الله تعالى بالعبوديَّة، وقد قرَّر هذا المعنى وأَوْضحه شيخُ الإسلام ابن تيميَّة بقوله: "وحاجتُهم إليه في عبادتِهم إيَّاه كحاجتِهم وأعظم في خلقِه لهم وربوبيَّته إيَّاهم؛ فإنَّ ذلك هو الغاية المقصودة لهم، فليس في الكائناتِ ما يسكُنُ العبدُ إليه ويطمئنُّ به ويتنعَّم بالتوجُّه إليه إلاَّ الله سبحانه، ومَنْ عبَدَ غيرَ الله - وإن أحبَّه وحصل له به مودَّة في الحياةِ الدنيا ونوعٌ من اللَّذة - فهو مفسدةٌ لصاحبِه أعظمُ من مفسدة الْتِذاذ أكلِ الطَّعامِ المسموم...، ولو حصل للعبد لذَّات أو سرورٌ بغيرِ الله فلا يدوم ذلك؛ بل ينتقل مِن نوعٍ إلى نوع، ومِن شخصٍ إلى شخص، ويتنعَّم بهذا في وقتٍ وفي بعض الأحوال، وتارة أخرى يكون ذلك الذي تنعَّم به والتذَّ غير منعم له ولا ملتذٍّ له، [وأحيانًا يكون عدوًّا له، لا يأبه به ولا ينفعه]؛ بل قد يؤذِيه اتِّصالُه به ووجوده عنده ويضرُّه ذلك، وأمَّا إلهه [الحقُّ، وهو الله سبحانه وتعالى] فلا بدَّ لـه مِنه في كلِّ حالٍ وكلِّ وقتٍ وأينما كان فهو معه"[4].

 

فاتِّجاه الكائناتِ إلى إلهٍ يعبدونه قسمان: قسم يتَّجه إلى إلهٍ باطلٍ، ومنهم يتَّجه إلى إلهٍ حقٍّ؛ فالَّذي لم تتأثَّر فطرتُه بمؤثِّر خارجيٍّ يتَّجه إلى الإله الحقِّ، وهو اللهُ ربُّ العالمين.

 

"وإذا كان لا بدَّ للنَّفس مِن مرادٍ محبوبٍ لذَاتِه لا تصلح إلاَّ به ولا تكمُل إلاَّ به، وذلك هو إلهُها، فليس لها إلهٌ يكون به صلاحُها إلاَّ الله؛ ولهذا قال الله تعالى: ﴿ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ﴾ [الأنبياء: 22]، وليس ذلك للإنسانِ فقط؛ بل للملائكة والجنِّ؛ فإنَّهم أحياء عقلاء ناطقون...؛ فلهذا كان دين جميعِ الرسل عبادَةَ الله وحده لا شريك له"[5].

 

فلا بدَّ للإنسان مِن إلهٍ يعبده، وعبادةٍ يتعبَّد بها، والإلهُ الوحيد الذي يستحقُّ العبادةَ بجميعِ أنواعها هو الذي خلقَ تلك المخلوقاتِ وغيرَها سبحانه وتعالى.

 

5- العبودية دليل على علوِّ الله تعالى على خلقه:

إنَّ ممَّا يعتقده المؤمن نحوَ الله عزَّ وجلَّ أنَّه متَّصف بكلِّ صفاتِ الكمال، ومنزَّه عن صفاتِ النَّقص، وإنَّ من أبرز صفاتِ الكمال علوَّ اللهِ على خلقه علوًّا يشمل علوَّ الذَّاتِ، وعلوَّ الأسماء والصفات، وعلوَّ القَهْر على سائر الكائنات والمخلوقات؛ فالكلُّ مخلوقٌ لله، والله خالقهم جميعًا، وكلُّ ما سِوى الله عالَم، والله رب العالمين؛ كما يقولها المسلمون صباحَ مساءَ: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2]، فالله عزَّ وجلَّ عالٍ على خَلْقه؛ لأنَّه الخالق، ولو اختلط الخالِق بالمخلوقِ لما أصبَح هناك عابِدٌ ومَعْبود، وهذا مُحالٌ؛ إذ إنَّه لا يصحُّ أن يكون هناك آلهة مَع الله، وإذًا لفسد كلُّ شيءٍ؛ كما قال تعالى: ﴿ أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ * لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ﴾ [الأنبياء: 21، 22]؛ أي: لفسدَت السمواتُ والأرض، فكيف يُعقل أن يكون مخلوقٌ يعبد من دون الله؟! والله سبحانه متَّصفٌ بالعلوِّ في آياتٍ كثيرة، منها قوله تعالى: ﴿ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾ [البقرة: 255]، وقوله: ﴿ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴾ [سبأ: 23]، وقوله: ﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ ﴾ [الرعد: 9]، والله سبحانه وتعالى استوَى على العرشِ استواءً يليق بجلالِه سبحانه، كما في القرآن؛ حيث ذكر في سبعِ مواضع منها قوله: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 5]، فَمَنْ هذه صفتُه جديرٌ بإفراده بالعبادة؛ إِذ لم يشارِكْه أحدٌ فيها، ولم يَدَّعِ أحدٌ تلكَ الأوصاف مِن علوِّ الأسماء والصفات، والاستواءِ على العرش، والذي هو فوق كلِّ المخلوقات، إضافة إلى ذلك علو القَهْر على سائرِ المخلوقات، كما في قوله تعالى: ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴾ [الأنعام: 18]؛ لذا فالله مستحقٌّ لإفراد العبادة؛ إذ العابِد لا بدَّ وأن يعبدَ عن رجاءٍ، أو عن خوفٍ، أو يجمع بينهما؛ هذا في كلِّ عابدٍ على حقٍّ أو باطل، ولو نظرنا إلى حال من عُبد من دون الله فهو قد وُجد وعاش ثمَّ مات، وإن كان من الإِنس فقد أتى إلى الدُّنيا وهو عارٍ مِن كلِّ شيءٍ، وسيخرج منها أيضًا عاريًا مِن كل شيءٍ، فأين ملكُه؟! أمَّا المالكُ الحقيقِي فهو الله ربُّ العالمين، وهكذا سائر المعبودات؛ إنَّما هي مصنوعةٌ ليسَت بأبديَّة مخلَّدة؛ فلهذا وغيرِه وَجَب على الخلقِ أن يُفردوا اللهَ بسائر أنواعِ العبادات، ويدعوه خوفًا وطمعًا، ورَغَبًا ورهَبًا؛ لأنه هو بحقٍّ ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [الفاتحة: 4].

 

فظهر ممَّا تقدَّم ذِكرُه مدَى أهميَّة العبادة وعلوِّ شأنها، وأنَّ للعبادة مكانةً مهمَّة في شريعتنا الغرَّاء؛ إذ لا تصحُّ عبادة إذا أشرك بالله أحدًا مِن خلقه في أيِّ نوعٍ مِن أنواعِ العبادة؛ فالعبادةُ والعقِيدة متلازمتان كتلازُم الاسم للمسمَّى.

 

هذا ولأهمِّية العبادة واشتمالها على أمورٍ لا تصرف إلاَّ لله وحدَه لا شريك له عرَّفها الإمامُ ابن تيميَّة تعريفًا جامعًا شاملاً بقوله:" الْعِبَادَةُ هِيَ اسْمٌ جَامِعٌ لِكُلِّ مَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَيَرْضَاهُ: مِنْ الْأَقْوَالِ وَالْأَعْمَالِ الْبَاطِنَةِ وَالظَّاهِرَةِ فَالصَّلَاةُ وَالزَّكَاةُ وَالصِّيَامُ وَالْحَجُّ وَصِدْقُ الْحَدِيثِ وَأَدَاءُ الْأَمَانَةِ؛ وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ وَصِلَةُ الْأَرْحَامِ وَالْوَفَاءُ بِالْعُهُودِ وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنْ الْمُنْكَرِ"[6]، فتعريفُه للعبادة قد جمع كلَّ أنواع العبادة: عبادة الجَنان، وعبادة اللِّسان، وعبادة الأركان، كما شمل تعريفُه قسمَي العبادة: من قولٍ ومن عملٍ، ثمَّ جمعه بين القولِ والعملِ تأكيدٌ لمنهج السَّلَف الصالح مِن ربطِ القولِ بالعمل، وأنَّه لا نجاةَ للعبدِ إلاَّ باجتماعِهِما عنده، "ومِن المعلوم أنَّ مدار أمورِ الدِّين على الاعتقاداتِ والآدابِ والعبادات والمعاملاتِ والعقوبات"[7].

 

إلاَّ أنَّ العلماءَ في كتبِهم الفقهيَّة يبدؤون بالأهمِّ فالأهم؛"لذا اعتاد الفقهاءُ تقديمَ العبادات على غيرها؛ اهتمامًا بشأنها؛ لأنَّ العِبَاد لم يُخلقوا إلاَّ لها"[8].

 

فخلاصة القول: إنَّ العبادة تنبني على العَقيدة التي نادَى بها الأنبياءُ عليهم الصلاة والسلام، كما كثرَت الإشاراتُ إلى ذلك في الكتاب والسنَّة، وهي أساسُ دعوةِ أنبياء الله كلِّهم عليهم الصلاة والسلام.

 

والأمورُ التعبديَّة تنبني على أمور عقديَّة؛ فمَن عَبَدَ اللهَ تعالى دون تصحيحٍ لها وفق هَدْيِ الكتاب والسنة، ضلَّ وزاغَ عن الطَّريق، أو خلط في العبادة؛ ولهذا وغيرِه فإنَّنا نجد أنَّ من فضَّل طريقَ الزُّهدِ بلا اتِّباعٍ للكِتاب والسنَّة كان ممَّن وقع في أوحالِ أهلِ البِدَع، ومَن أطلَق لِعَقْلِه العَنان دون تقيُّد بالوحي، تخبَّط في براثن كلام الفلاسِفَة أو علماءِ الكلام والرَّأي، وكذلك من تشعَّبَت به السُّبُل فطرق سبيلَ الفِرَق المنحرِفَة بشهوةٍ أو شبهة عن المنهاج القويم...، وهكذا.

 

بالعبوديَّة الحقَّة يعزُّ منهج من اهتدى بوحيِ الله تعالى، وبهدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عن طريق شريعتِه المحمديَّة الغرَّاء، وثَبَتَ واستقرَّ وبقي.

 

والحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، كلَّما ذكره الذَّاكرون، أو غفل عن ذكره الغافلون.



[1] الإمام ابن تيمية: "مجموع الفتاوى"، جـ9 ص35، جـ18 ص57.

[2] رواه الإمام أحمد (4 /162)، ومسلم (4 /2197) رقم (2865).

[3] رواه البخاري (4 /477 فتح) رقم (1358)، ومسلم (4 /2047) رقم (2658).

[4] الإمام ابن تيمية: "مجموع الفتاوى" جـ1 ص23 - 25 بتصرف.

[5] شيخ الإسلام ابن تيمية: "الجواب الصحيح لمن بدَّل دين المسيح"، تحقيق: مجدي قاسم، جـ4 ص132 بتصرف.

[6] الإمام ابن تيمية: "مجموع الفتاوى" جـ10 ص149.

[7] الإمام ابن عابِدِين: رد المحتار على الدر المختار (حاشية ابن عابِدِين)، جـ1 ص54.

[8] د. وهبة الزحيلي: "الفقه الإسلامي وأدلته" جـ1 ص82.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الفرق بين الإيمان والإسلام والعبادة في الشرع
  • بين العادة والعبادة
  • دور العبادة في بناء الفرد والمجتمع
  • زينة العبادة
  • إدراك السعادة في ظلال العبادة
  • محبة الرسول صلى الله عليه وسلم بين العادة والعبادة
  • حسن العبادة أو العبادة الحسنة
  • العبادة من مهام الإنسان في الكون

مختارات من الشبكة

  • شمولية العبادة في الإسلام (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة العلو للعلي العظيم (العلو للعلي الغفار في إيضاح صحيح الأخبار وسقيمها) (النسخة 2)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • عبادة أفضل من الصيام والصلاة والصدقة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اتباع الطاعة الطاعة والعبادة العبادة(مادة مرئية - موقع الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم)
  • العبادة النافعة عبادة القلب الموجبة لعمل الجوارح(مقالة - موقع الدكتور عبدالله بن محمد الغنيمان)
  • رمضان انتهى، فهل انتهت العبادة؟(مقالة - ملفات خاصة)
  • معنى العبادة وأركانها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الشباب وعلو الهمة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مقاصد العبادات في الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الدعاء مخ العبادة(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب